مجلة الفنون المسرحية
نوستالجيا المرحاض / حسام الدين مسعد
«النوستالجيا »هو مصطلح يستخدم لوصف الحنين الي الماضي وتم وصفها علي أنها حالة مرضيه او شكل من أشكال الإكتئاب والنوستالجيا في الغالب هي حب شديد للعصور الماضيه بشخصياتها واحداثها
و «النوستالجيا المعاصره تنفي إستحالة المعجزات التي تتحدث عنها الاساطير
ولم تعد النوستالجيا مرتبطة بمكان قديم أو نقطة زمنيه في حياتنا كأفراد بل اصبحت تعبر عن مشاعر الوحشة والفقد والغربة تجاه العالم
وقد تكون مجرد تصور خيالي عن الماضي أو حنين الي المطلق الذي لا يملك روابط حقيقيه بالماضي
إن «علي العبادي » في نصه (المرحاض) الذي أخرج لنا علاء الدين ليس من كتب الحواديت والأساطير بل اخرجه من داخل مرحاض ليؤكد لنا اننا أمام نوستالجيا معاصره تنفي تحقق المعجزات التي تتحدث عنها الأساطير فنجد المارد المصاحب لعلاء الدين ومصباحه السحري حبيس داخل أحد المراحيض ويطلب النجدة من علاء الدين في نفي لوظيفة المارد الذي كان يحقق المعجزات لعلاء الدين هذا الأخير الذي يتمني ان يقيم مملكته التي تنشأ علي الفساد والرشوة واثارة الفتن وإشعال الحروب بين الممالك المجاوره بعضها البعض .
إن الكاتب علي العبادي استطاع ان يستخدم نوستالجيا معاصره يشكو فيها من مستقبل سودوي هو حلم علاء الدين في تكوين مملكته
إن الكوميديا هي محاكاة نقائص الأفراد في مجتمعهم محاكاة تحقق عنصر الفكاهة بقصد طرح تلك النقائص أمام أعين النظارة كي يسخروا منها والسخرية غايتها معالجة مشاكل المجموع التي اصبحت كداء استشري او كوباء استفحل امره وصار لزاما التصدي له بالتغيير
ولقد وفق الكاتب في تحقق عنصر الفكاهة في نصه من خلال التصور الخيالي عن الماضي الذي عكس واقع سودوي للحاضر فأختار عنوان لنصه (المرحاض)بل انه خلق الحدث الدرامي في ذلك الممر الذي يفصل بين المراحيض ليؤكد لنا ان الحاضر الذي نعيشه سوداويا فنحن نحيا في المرحاض في إثارة لسخرية القارئ ودعوة له ان يسعي كفرد لتغيير نقائص الأفراد في مجتمعه
حتي حين بحث الكاتب عن حل لردئ علاء الدين أكد علي حنينه للماضي فجاء الحل من عم علاء الدين الذي بمثابة الأب ليكون حلا نوستالجيا يؤكد قبح الحاضر وجمال الماضي وقيمته
لقد استطاع الكاتب علي العبادي ان يقدم نصه «المرحاض»ليثير إشمئزاز القارئ من حاضره القبيح ليتذكر الماضي وقيمته الجماليه لكني أري أن الدعوة للإنشغال بالتفكير في الماضي ستجعلنا نتوقف عن ملء خزان الذكريات الذي سنتصل به في المستقبل مما يجعلنا نتحسر علي الحاضر الذي لم نسعي لتغيره
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق