تصنيفات مسرحية

السبت، 31 أكتوبر 2020

" أغنية الهمّ والهمّ و مسرحيات أخرى " تأليف ثائر هادي جباره / شكر حاجم الصالحي

مجلة الفنون المسرحية 


رغم سوداوية العنونة وقتامة الواقع إلا أن نسيّمات من الأمل والعافية تلامسك وأنت تقرأ أحد عشر نصاً مسرحياً في كتاب أنيق , ترافقها قراءات تحليلية لأخي متعدد الإشتغالات الباحث القدير ناجح المعموري ( ص 11 ــ ص 34 ) , وتزداد بهجة عندما تجد ان هذه النصوص قُدمت مجسدة على مسارح بغداد والبصرة و كربلاء و بابل بطاقات شبابية جريئة , وهنا لابد من إعادة القول والتذكير بأن قراءة النصوص على الورق ليست بذات القيمة التي تراها على خشبات العرض بملاكاتها الجمالية ــ الاداء , الاخراج , السينوغرافيا , الأزياء , الديكور , المؤثرات الصوتية , والعين البشرية المشاهدة ....
ولابد من ذكر عنوانات هذه النصوص لكي يتضح للقارئ كمية الهموم التي كانت وراء كتابتها وحجم الأسى الذي اعتمل في ضمير مؤلفها المبدع ثائر هادي جبارة حتى يمنحنا هذا الفيض من المشاعر ويثير في نفوسنا المكلومة عوامل التضامن مع شخصياتها المنكسرة , فمن : ظلام دامس , صانع التوابيت , أغنية الهمّ ... والهمّ , قصة حب وهمية , الصعود الى الهاوية الى عفريت آخر زمان , وكلمات غير متقاطعة , تجد ان الفنان جبارة دأب على الحفر والتنقيب في مشكلات الحياة العراقية الملتبسة بوعي الناقد المتفحص الذي لا يكل من ملاحقة البؤر المشعة في حياة الانسان العراقي للكشف عن طاقاتها المخبوءة والسعي لإعادة صياغة مفاهيمها في مناهضة القهر والتخلف والخراب .
ويأتي هذا الاصدار في وقت تراجع فيه التأليف والمسرحي وتعثرت الأنشطة المسرحية في البلاد لأسباب مختلفة ــ ولم تعد هناك قاعات للعرض التي تليق بهذا الفن الانساني الراقي لكن هذا الكتاب أعاد الأمل الى النفوس بوجود قدرات مبدعة شابة أخذت على عاتقها مهمة إدامة الزخم المسرحي تأليفاً , واداءً , واخراجاً في وسط هذا الواقع الراهن , ولنبدأ في قراءة تحليلات الباحث ناجح المعموري التي هي :
00 ذاكرة المكان ورمزيته الشعرية في مسرحيات الفنان ثائر هادي جبارة / ص 11 
00 الأخاديد علامة على خراب متحرك / ص 18
00 الفنان ثائر جبارة , تحولات الرمز و تجلياته الفنية / ص 22
00 عابس و المخرج المعاصر / ص 26
00 قصة حب وهمية  / ص 32 ــ ص 34
يقول المعموري في قراءته لــ  قصة حب وهمية :
قصة حب وهمية مثيرة وهي ليست قصة رومانسية بل هي مفترضة بين مهاجم و ملاحق كما وعد وهي ذات دلالة رمزية واضحة , وابرز هذه العناصر الفأر .... تسيدت اللواصق المعروفة مع آلة الصيد كلاهما يطاردان الفأر , وذهب الفنان ثائر هادي لإبتكار قصة حب بين فأر و فأر والقاتل يطارد هذا الحب من اجل التخلص منهما , والمثير في هذا العمل توجه هذا الحب الوهمي نحو غرفة المكتبة التي تعامل معها الفنان باعتبارها مكاناً سامياً مكوناً من عالم الكتب ... و يضيف المعموري : 
هذه التنوعات والتعددات , وحازت المكتبة على ماضٍ و حاضرٍ وكلاهما يذهبان نحو المستقبل , ووجود الفأر في المكتبة نوع من الاحتلال القسري وظل على الرغم من وجود ما يساعد ملاحقة هذا الوباء والخطر الذي يستهدف الحكمة والعقول الكثيرة ......
وفي ختام قراءته يقول المعموري :
قصة حب وهمية , عنونة غير مناسبة ولا يبرر وجود الفأر وانثاه ان يكون حضورهما نوعاً في الحب حتى اذا كان وهمياً حضور القوارض والمستخدمة كاف للاشارة على هيمنة السلطة والازاحة والتدمير لكل ما ينطوي عليه الرمز من معنى تقليدي جداً .......
وأخــــــــــــيراً 
ان حرص الفنان الجاد ثائر هادي جبارة يدعونا للإحتفاء بمنجزه المطبوع هذا , الذي أحيا الأمل في قلوب محبي هذا الفن الجميل , و ياليت فرق النشاط المدرسي في مدن العراق تستثمر هذه النصوص لتضعها في ذاكرة المشاهدين عبر جلسات نقدية وحوارات هادفة تعيد للمسرح ألقه وحضوره المشع في حياتنا ...
شــــكراً أيها المتألق على هذه النصوص التي أشعلت حرائقنا الخامدة ..                                                10/20/ 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق