ندوة الثورة الجزائرية وحضورها في المسرح الجزائري: “الثورة والمسرح ثنائية الحرية والانعتاق”
في ندوة علمية حول المسرح الثوري بسكيكدة
احتضنت أمس قاعة المحاضرات للمكتبة البلدية خليفي ادراجي بسكيكدة بمبادرة من المسرح الجهوي سكيكدة أشغال الندوة العلمية حول المسرح الثوري بمشاركة نخبة من الأساتذة و الباحثين الذين قدموا مداخلات تعالج إشكالية الثورة الجزائرية و حضورها في المسرح الجزائري، العربي، و العالمي، خاصة و أن الندوة تعقد بمناسبة الاحتفال بذكرى أول نوفمبر 1954.
فبعد بروتوكولات الافتتاح الرسمي بكلمة مدير مسرح سكيكدة محمد بوتبان سليمان، و كلمة رئيس الندوة د.أحسن تليلاني، قام الشاعر الشعبي عبد الوهاب بوناب بإلقاء قصيدتين تفاعل معهما الجمهور الحاضر، الأولى حول المولد النبوي و الثانية في تمجيد الثورة التحريرية، ليفسح المجال لتكريم بعض الشخصيات الثقافية و المسرحية بولاية سكيكدة على رأسهم المرحوم فرحات غناي الذي يعد المؤسس الحقيقي لمهرجان المسرح الثوري بسكيكدة.
للإشارة فإن غناي فرحات من مواليد 19 مارس 1947 متحصل على شهادة البكلوريا شعبة آداب سنة 1971. درس في معهد تكوين أساتذة التعليم المتوسط بقسنطينة شعبة أدب عربي سنة 1975. عمل أستاذا بمتوسطة “البشير الإبراهيمي” و قد انتخب نائبا بالبرلمان عهدة 1982-1987، كما عين مديرا لديوان الرقية والتسيير العقاري لولاية سكيكدة سنة 1987، ثم مديرا عاما للمؤسسة الولائية للكهرباء الريفية لولاية سكيكدة سنة 1989، و بعدما أحيل على التقاعد المسبق تم انتخابه رئيسا لبلدية سكيكدة 2008-2010 ولم يكمل العهدة لوفاته بسبب إصابته بمرض في القلب فأجريت له عمليتين جراحيتين ثم توفي بعدها.
و كرمت الندوة محمد بوتبان محمد الذي يعد واحدا من أهم آباء الفعل الثقافي بسكيكدة و هو الذي شغل منصب مدير المسرح البلدي لسكيكدة قبل أن يتولى منصب مدير الثقافة بالولاية، ثم تم تكريم مغلاوي زيدان مدير دار الثقافة محمد سراج بسكيكدة نظير جهوده في النهوض بقطاع الثقافة و المسرح و هو الذي أنجز مذكرة حول الحركة المسرحية بسكيكدة.
أما المداخلات فقد تناوب عليها الأساتذة عبد المالك بن خلاف الذي عاد بالحاضرين إلى ذاكرة مهرجان المسرح الثوري لتوثيق فعالياته مطالبا بعودته و ترسيمه، و من جهتها تناولت الأستاذة سلمى غنجيو من جامعة سكيكدة قضية تأثير الثورة الجزائرية في المسرح العربي متوقفة عند أهم النماذج في ذلك، كما قدم د.أحسن تليلاني مداخلة حول المسرح الجزائري و الثورة التحريرية أبرز فيها إسهامات المسرح الجزائري في التعريف بالقضية الجزائرية و التحريض على الثورة باستخدام اللهجة الشعبية عند الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني و باستخدام اللغة العربية الفصحى في التجارب المسرحية للطلبة الجزائريين بجامع الزيتونة و كذا المسرح الإذاعي عبر أمواج صوت الجزائر من القاهرة إضافة إلى اللغة الفرنسية في أعمال كاتب ياسين، ثم قدمت الباحثة قطر الندى بومعيزة مداخلة حول البعد الثوري في مسرح الكاتبة السكيكدية العالمية فطيمة قالير المعروفة بشخصيتها المتمردة على الطابوهات والأشكال المسرحية، و قد اختتمت المداخلات بمناقشة عامة تناولت مختلف القضايا التي وردت في المحاضرات الأربع، و قبل اختتام الندوة قرأت الشاعرة المتألقة مرابط منى قصائد بالعربية و الفرنسية اتحفت الحاضرين.
و قد ورد في توصيات الندوة ضرورة توثيق الأعمال المسرحية و العمل على إحياء مهرجان المسرح الثوري وترسيمه بالتنسيق مع وزارة الثقافة، و هي الدعوة التي تحمس لها مدير الثقافة بسكيكدة و وعد بالعمل على تجسيدها في الميدان من خلال كلمة ألقاها في ختام الندوة.
للإشارة، فإن هذه الندوة قد انعقدت بمساهمة المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية و بلدية سكيكدة و مكتبة خليفي الدراجي التي وفرت المكان فاستضافت و أكرمت زوارها.
مكتب الجزائر العاصمة: بوبكر. س
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق