مجلة الفنون المسرحية
كتب – عبدالعليم البناء
(فرد عود) مسرحية جديدة من تأليف وإخراج الفنان د. حسين علي هارف تعرض السبت 12/12/2020 في المسرح الوطني ببغداد
د. حسين علي هارف: (فرد عود) مستوحاة من مؤلفات وسيرة الفنان نصير شمة الإبداعية
*المسرحية ليست مسرحية سيرة بالمعنى التقليدي المتداول لأننا أخذنا سيرة وطن من خلال سيرة فنان
*العرض تجربة جديدة في مسرحة الموسيقى لأنني انطلقت من أجواء وروحية المؤلفات الموسيقية للفنان المبدع نصير شمة
*كتبت الحوار والمشاهد بالروح الشعرية الشفافة ذاتها التي تميزت بها المؤلفات التي عبرت عن تراجيديا الواقع بتراجيديا الموسيقى وهناك مفاجأة في نهاية العرض لن أفصح عنها الآن!
طه المشهداني: أجسد شخصية مازالت متواجدة بيننا بل يعرفها العراقيون والعرب والعالم لأنجازاتها الفنية الكبيرة
مسرحية جديدة من تأليف وإخراج الفنان الأكاديمي الدكتور حسين علىي هارف، الذي سبق له أن كتب وأخرج العديد من النصوص المسرحية للكبار وللأطفال وللفتيان. وتحمل هذه المسرحية عنوان (فرد عود) ، وهي مسرحية مونودراما مستوحاة من معزوفات وسيرة الموسيقار الكبير نصير شمة، وتمثيل الفنان المبدع طه المشهداني ،وعزف حي للفنان المتألق محمد العطار، وتقنيات وإدارة مسرحية للفنان علي جواد الركابي، ومن المؤمل أن تقدم هذه المسرحية في المهرجان السنوي للإبداع العربي (دورة الموسيقار العالمي سفير السلام نصير شمة)، الذي تقيمه مؤسسة عين للثقافة والإعلام يوم السبت المقبل (12/12/2020) في المسرح الوطني في العاصمة بغداد، وسط أجواء إحتفالية مميزة ومتنوعة، بحضور وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور حسن ناظم، وبمشاركة نخبة من الأسماء اللامعة من العراق والدول العربية في مختلف مجالات الثقافة والفنون والإعلام.
تعد مسرحية ( فرد عود) أول مسرحية تتناول سيرة الموسيقار العالمي والمثقف العضوي (قولاً وفعلاً) الفنان القدير نصير شمة الذي قرن إبداعاته الموسيقية بمبادرات ثقافية وإنسانية ومجتمعية متنوعة داخل وخارج العراق فباتت محط أنظار الجميع من منظمات عراقية وعربية ودولية إنسانية وثقافية ومجتمعية وقد استلهم الفنان والمخرج الأكاديمي حسين علي هارف هذه السيرة الذهبية في عمله المونودرامي اهذا لذي توقفنا فيه عند محطات عدة لنسلط الضوء على طبيعة ونوعية معالجاته المسرحية تأليفاً، وإخراجاً، وتمثيلاً..
سألت د. هارف: ما الذي تنطوي عليه فكرة المسرحية وهل تندرج في إطار مسرح السيرة ؟ فقال:" موضوعة المسرحية مستوحاة من معزوفات وسيرة الفنان نصير شمة الإبداعية (لا الحياتية)، إذ إعتمدت التقاطات فنية وبنيتها بقالب مونودرامي لإطلاق العنان للكشف عن معاناة الفنان نصير شمة (كإنموذج للمثقف العضوي) واغتراباته داخل الوطن قبل وبعد هجرته، من خلال البوح الموسيقي والمؤلفات التي كانت تتماهى مع الواقع السياسي والإجتماعي للوطن".
وأكد: " المسرحية ليست مسرحية سيرة بالمعنى التقليدي المتداول لأننا أخذنا سيرة وطن من خلال سيرة فنان. لم أُعن كثيراً بمحطات إجتماعية وحياتية بل بمواقف وانفعالات نصير شمة مع ما حل بالوطن، والتداخل والتماهي مع أوجاع الفنان وهمومه مع أوجاع الوطن وهمومه..هي إذاً سيرة إبداع .. سيرة وطن، سيرة موسيقى عبرت عن وطن جريح".
عن الذي يميزهذه المسرحية عن غيرها من المسرحيات النظيرة أوضح الدكتور حسين علي هارف:" مايميز تجربتي المونودرامية (فرد عود) هو توزعها على محطات درامية (مشهدية) متنوعة ومتحولة من مشهد لآخر، وكأن كل مشهد هو عرض مونودرامي مستقل برغم وجود رابط درامي و فكري (داخلي) متين، وقد وضعت لكل مشهد مستقل إسما وعنواناً مثل : بوح العود)، و( بوح الطفولة)، و( بوح الحرب)، و(بوح ملحأ العامرية)، و(بوح اليد تغني) ".
وتابع : " الشيء الجديد الذي أزعم أنني طرحته هو أن هذا العرض هو تجربة جديدة في مسرحة الموسيقى، لأنني انطلقت من أجواء وروحية المقطوعات الموسيقية للفنان المبدع نصير شمة، وكتبت الحوار والمشاهد بالروح الشعرية الشفافة ذاتها التي تميزت بها تلك المؤلفات التي عبرت عن تراجيديا الواقع بتراجيديا الموسيقى".
سألت المؤلف والمخرج الدكتور هارف :هل جرت عملية مواجهة ومحادثة مع الموسيقار نصير شمة للبحث والتركيز على المحطات المهمة في مسيرته وبالذات المنطوية على صراع درامي ؟ فقال مؤكداً:
" لم أقم بإجراء محادثة أو مقابلة مباشرة مع الصديق الفنان نصير شمة برغم وجود محادثات بسيطة بيننا على الواتس اب وبعض المكالمات التلفونية، لكنني بشكل أساس عمدت الى الإستماع الى مقؤلفاته الموسيقية وتحليلها درامياً ، ومن ثم الإستماع بتركيز الى الكثير من لقاءاته التلفزيونية والإذاعية التي كشف فيها عن إرادة حرة وواعية في جعل الموسيقى وسيلة دفاع عن الحياة، ومحاربة الموت والخراب والحرب والطغيان، كما كشف فيها عن توظيفه الواعي والصادق للموسيقى في التعبير عن مواقفه الإجتماعية والوطنية، فضلاً عن تداعيات الصراعات التي عاشها في طفولته، وشبابه، ورحلاته، وأسفاره المضنية، هذه المعاناة المتماهية مع معاناة الوطن الذي شهد الكثير من الحروب، والحصارات، والإحتدامات ".
عن الكيفية التي تم فيها استثمار وحضور العزف الحي للعود بواسطة الفنان العازف محمد العطار وهل سنستمع لبعض من مؤلفات الموسيقار نصير شمة موظفة في سياق العرض يقول هارف: " أنا متذوق للموسيقى وقد أمدني المسرح بثقافة موسيقية وحس موسيقي، كما أنني من عشاق آلة العود، وقد قمت بتوظيف العود والعزف الحي عليه في العديد من أعمالي المسرحية التي كانت تدخل في إطار مسرحة القصيدة، بدءً من أول تجربة إخراجية لي عام 1984 بمسرحية (أمسية مع نجيب سرور) التي حصلت من خلالها على جائزة أفضل مخرج وأفضل عرض في مهرجان منتدى المسرح، وفي مسرحية (كلمات غير متقاطعة) عام 1992 التي قدمت في مسرح المنصور في مهرجان بغداد للمسرح العربي، واستخدمت العود (عزف حي) في أوبريت (بغددة) الذي أخرجته في يوم بغداد 2017 ، وكذلك في تجربة مسرح المقهى (سالوفة مسرحية) التي قدمت في رمضان 2019 في مقهى رضا علوان".
وأضاف موضحاً:" في (فرد عود) آثرت، وللمرة الخامسة ، أن يكون للعود مع العزف الحي حضور حي وفعال، و أن يكون هو بطل للعرض الى جانب عازف العود، فاستعنت بعازف عود ماهر ومبدع رشحه لي الفنان نصير شمة، وهو الفنان محمد العطار مدير بيت العود العربي في بغداد، وأحد تلامذة الفنان نصير شمة بل هو أحد افضل تلامذته كما علمت، وسيقدم محمد العطار في سياق وبين ثنايا العرض أجزاء كبيرة من مؤلفات فناننا الكبير نصير شمة، ضمن السياق الدرامي الذي سيقوم بتجسيده الممثل المبدع والمتفاني طه المشهداني، الذي سيقدم أداءً متناغما ًمع الأداء الموسيقي المبهر لعازف العود".
مسرحية (فرد عود) سيتم عرضها في مهرجان عيون للإبداع العربي ال12 (دورة الموسيقار العالمي سفير السلام نصير شمة) ، وفي هذا الصدد قال الدكتور حسين علي هارف:" نعم ..عرض مونودراما (فرد عود) سيقدم في مهرجان عيون يوم السبت 12/12/2020على خشبة المسرح الوطني في إفتتاح هذا المهرجان، احتفاءً بالفنان نصير شمة الذي تحمل هذه الدورة اسمه". موضحاً: "الى جانب الفنان طه المشهداني (ممثلاً و بطلاً للعرض)، والفنان محمد العطار (عازفاً وبطلاً للعرض)، هناك فريق تقنيات مسرحية سيرافقني مؤلف من الفنانين (علي جواد الركابي ومحمد رحيم ) ..وهناك مفاجأة في نهاية العرض لن أفصح عنها الآن ..!."
وختم الدكتور حسين علي هارف: " لقد كتبت (فرد عود) إكراماً لفنان عراقي محب لفنه ووطنه ..،(فرد عود) هي مونودراما مستوحاة من سيرة موسيقى ومن أحلام عازف الخشب، وأزعم انني إجتهدت في تقديم تجربة في ما يمكن تسميته ب (مسرحة الموسيقى)، لأنني أؤمن بأن الموسيقى هي روح المسرح وأهم عناصره التعبيرية ".
من جانبه قال بطل العرض الفنان المبدع طه المشهداني: " للمونودراما طريقة خاصة في تقديم العرض فهي تعتمد على الممثل ومنظوماته الحسية والفكرية والجسدية والصوتية، و(فردعود) أجسد فيها شخصية مازالت متواجدة بيننا، بل يعرفها العراقيون والعرب والعالم وذلك لانجازاتها الفنية الكبيرة .. إنه نصير شمة ذلك الطائر الذي حلق في سماء العالم من خلال رحتله منذ الطفولة مع آلة العود التي عشقها وعشقته هي بدورها"
وأوضح : " حاولت هنا أن لا أقلد الفنان نصير شمه في الشكل والمضمون الصوتي ولا طريقة ادائه في الحياة، وذلك لضرورات درامية علمية يستند عليها المسرح وطريقة العرض إذ أن الأحداث كانت قد حدثت من قبل وهذا ما يميز هكذا عروض، ولم أجسد كل تفاصيل وأفعال الشخصية الدقيقه إلا في لمسات معينة وقد ساعدني المخرج في ذلك كثيراً، في حين كانت آلة العود تتدفق أنغامها وسطوتها على أحاسيسي ..".
وأضاف مؤكدا: " العرض احتفاء بأحد أبرز مبدعينا وإن شاء الله لن يكون الأخير فهناك الكثير من المبدعين يستحقون أن نحتفي بهم .. شكرا لكادر العمل لأنهم وضعوا ثقتهم بمحبة فضلاً عن تعاونهم الفذ من أجل ان يخرج هذا العرض الى النور..".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق