كوفيد 19- ونصف ... مونودراما شعرية تتطرق للواقع المتغير بإيحاءات خفية ودلالات عميقة
عتاب ضويحي
"روما لم تعد روما، وقلبي لم يعد قلبي" ..الجملة التي بدأ بها العرض المسرحي المونودرامي "كوفيد 19 ونصف" لكاتبه الشاعر مزعل المزعل، وإخراج فادي محمد سعيد، وتمثيل نغم قوجاك، على خشبة مسرح نقابة الفنانين بحلب.
تعددت اللوحات الشعرية عبّر المزعل من خلالها عن فهمه الخاص، وشعوره الذاتي إزاء ماجرى ويجري في العالم من تغيير في العالم بعد سيطرة جائحة كورونا، وبات المستقبل رهين المجهول بسببها، بلغة شعرية مليئة بالفلسفة، والإيحاءات الخفية والدلالات العميقة بسيطة المبنى وغنية المعنى، حاول الكاتب وبأداء لافت للممثلة قوجاك وبإخراج محكم العناصر، أن يبث لواعجه ويوصل رسائله للعالم.
ولمزيد من الاطلاع على العمل "الجماهير" التقت بالشاعر المزعل وحدثنا قائلاً :
نص "كوفيد 19 ونصف" تطرق لجائحة كورونا وحمل مضاميناً متعددة، فقد يكون مؤامرة وقد يكون جائحة بالفعل، وطرح أسئلة ليس لها أجوبة، لكننا أردنا أن نكون السباقين في سورية على الأقل في معالجة موضوع الفيروس كنص درامي مسرحي، والرسالة الأهم للعمل المسرحي كما أوضح المزعل هو الاعتراف بأننا أمام جائحة كبيرة، غيرت معالم العالم، والحل الناجع يكمن في العودة إلى الأرض، ومن دونه ستسمر الجائحة تلو الجائحة.
ومن الناحية الإخراجية أوضح السعيد "للجماهير" أن النص لم يخل من الصعوبة كونه مؤلفاً من 3 أجزاء، الأول والثالث كانا عبارة عن قصائد رمزية، حاولنا قدر الإمكان تنويع الصور البصرية لكسر حالة الروتين للمشاهد، فقدمت الممثلة أكثر من شخصية "التائهة، الطبيبة، المرضى وشاهد على العصر"،واعتمدنا على ديكور معزز للأفكار إذ كان هناك خمس أشجار "عارية، منكسرة، صفراء خضراء وبيضاء" .
ولكل منها دلالة ورمزية خاصة تدل على الخوف، والانكسار والموت، أيضاً حملت بركة المياه عدة معان فمرة استخدمت كموقد، ومرة مطبخ للسياسة العالمية، وأحياناً للرومانسية كذلك المنبر استخدم كحلبة للألعاب، ومنبراً للغطرسة الأمريكية،وبالإجمال حاولنا إيصال فكرة النص الأساسية وهي التعامل بالحب و بإنسانية ونعود للأرض.
وعن دورها والتي لعبته بإتقان نظراً لتعدد الأدوار والشخصيات المقدمة قالت قوجاق :قدمت عدة شخصيات في آن، منها التائهة، والطبيبة والمرضى "جاحظ العينين، الرجل الأنيق، وفتاة أوهان، وشاهد على العصر الذي يحمل الحل والعلاج من فيروس كوفيد 19، الذي لم يفرق بين البشر فجميعنا معرض للإصابة به والموت بسببه، أيضا سلطنا الضوء على قداسة مهنة الطبيب، وقد خسر العالم أجمع أطباء كان لهم الدور الكبير في معالجة المرضى ودفعوا حياتهم ثمناً لذلك، وعن قدرتها على جذب انتباه المشاهد من بداية العرض لآخره قالت قوجاق :من أحب شيئاً أبدع به، وقدّم كل مابداخله من طاقة لإيصال احساسه للمتلقي بتميز وسلاسة.
مدير المسرح القومي بحلب جابر الساجور بينً أن العمل المسرحي كوفيد 19 ونصف عبارة عن رسالة وتذكير للمجتمع أن فيروس كورونا المستجد وباء خطير يستهدف الجميع دون استثناء، علينا جميعاً التكاتف لمواجهته بالوعي والمسؤولية والتشبث بالأرض، مضيفاً أن العرض أقيم بمناسبة يوم المسرح العربي الذي يصادف في 10من شهر كانون الثاني من كل عام وبرعاية وزارة الثقافة.
ت: هايك أورفليان
الجماهير - رقم العدد 16281
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق