الاعداد للنصوص المسرحية ايمانويل روبلس
ومسرحية ثمن الحرية / جوزيف الفارس
يعتمد بعض كتاب النصوص المسرحية في بعض الاحيان الى الاعداد المسرحي في نصوص معدة اما عن بعض القصص او الروايات او في بعض الاحيان عن بعض المسرحيات العالمية وكما سناتي على شرح هذا مع كاتبنا العالمي ايمانوئيل بروبلسن او بروبلس كما يحلو للبعض تسميته .
في بادىء ذي بدء علينا التعرف على مقومات القصة او الرواية ومن ثم نعرج في شرحنا على معرفة اهم مقومات وعناصر الدراما المسرحية , غايتنا من ذالك معرفة العوامل المشتركة مابينهما والتعرف على اسلوب كل منهما في كيفية توصيل فكرة المؤلف للمتلقي , فالقصة والرواية والدراما المسرحية تتضمن كل منهم على الفكرة الرئيسية يعتمدها المؤلف لبناء الهيكل الادبي ومع اختلاف كل منهم في اسلوب توصيل الفكرة , فالقصة او الرواية قد تحتوي كل منهما على المشاهد المقروءة مالم تعد اعدادا مسرحيا لا يمكننا مشاهدتها على المسرح , وبالرغم من انهما تحتويان في مشاهدهما ( القصة والرواية ) المقروءة وبالرغم من ان هذه المشاهد لا تخلو من الصراع ضمن سياق البناء الدرامي والذي يتلمسه القارىء من خلال الاطلاع على هذه النصوص ( القصة او الرواية ) البناء الذي ينمو من خلال شخوص القصة او الرواية ليستطيع من خلالها تجسيد فكرته وتوصيلها الى القارىء الكريم وعن طريق القراءة لجعله يعيش في اجواء خيال يخلقه القارىء لنفسه , وقد تختلف هذه الصور الفكرية والخيالية مابين قارىء واخر وبموجب نضج خيال ووسع مدارك كل منهما في التخيل , وقد يقيم احدهما مايقرأه تقييما ايجابيا او سلبيا , وانما لكل قارىء له عالمه الخاص في التحليل والتشخيص وهذا يتبع ثقافته وتجاربه الحياتية , اضافة الى انه سيتوصل الى استنتاجات تاثيرات القصة او الرواية عليه .
هناك قصص وروايات عالمية ذات خصوصية في الحياة الاجتماعية , من حيث العادات والتقاليد والثقافة الفكرية والدينية قد يعجب بها البعض من كتاب الدراما مما يدفعه هذا الاعجاب على ترجمتها الى اللغات المحلية واعدادها اعدادا مسرحيا , انما السؤال الذي يطرح نفسه وهو : هل ان هذا الاعداد يتفق بفكرته ومضمون اعداده مع المجتمع الذي ستعرض عليه هذه المسرحية ؟؟ الزمان والمكان هل يتفقان مع الزمان الذي نعيشه من حيث الحياة الاجتماعية والفكرية والسياسية والدينية ؟ اضافة الى هذا يجب مراعات فكرة المؤلف للرواية والمحافظة عليها كأمانة ادبية لا يمكن للمعد ان يتصرف بها وكما يحلو له من حيث تغيير جوهر المضمون للرواية الاصلية .
وعليه فان مقومات وعناصر القصة او الرواية قد تختلفان عما موجود في الدراما المسرحية , ولهذا يجب على المعد مراعات هذا من اجل خدمة رواية المؤلف الاصلي واعدادها اعدادا مسرحيا ليحافظ على امانته الادبية في الاعداد , ففي الرواية تتضمن جهد الكاتب في صياغة فكرته وتجربته الحياتية وابداعات خياله في كيفية نسج احداث قصته او روايته لتتجسد بين سطورها من الافكار الحياتية والتي عاشها مؤلفها في مجتمع يختلف بثقافته الفكرية والعقائدية عن مجتمع المعد , اضافة الى ان هذه الرواية قد تؤثر تاثيرا سلبيا او ايجابيا على المعد لاختلاف ظرفيهما الحياتية والفكرية , هذه الاختلافات قد تسوق المعد الى ان يخرج عن نطاق التاليف في الاعداد للقصة الاصلية محاولا اثارة النقد والتقييم وبموجب مايراه مناسبا , وقد يختلفان في الطرح وهذا قد لا يتفق مع اهداف كل منهما ( المؤلف والمعد ) لتوصيلها الى المتلقي , ففي مثل هذه الحالة تسمى اقتباسا وليس اعدادا , والسبب لوجود بعض الاختلافات التي ادخلها المعد على النص المعد عن القصة او الرواية وبما تخدم رؤية المعد والذي قد يراه مناسبا ومتفقا مع ظروف مجتمعه الذي عاش معاناته وتعايش مع ظروفه الاقتصادية والسياسية والثقافية والتي تختلف عن ظروف كاتب القصة او الرواية لاختلاف ظروف مجتمعيهما , ولهذا سيكون هناك اختلاف مابين النص الاصلي والنص المعد وهذا الاختلاف حاصل تحصيل تجربة كل منهما المؤلف والمعد وكما ذكرنا انفا .
سيحاول المعد ترجمة افعاله وردودها , وتجسيد ارائه في النقد والمعالجة وباسلوب فيه من الاثارة والتشويق لجعل المتلقي يعيش الظرف الذي يعيشه في الحياة الواقعية عند متابعته العرض للنص المعد , اضافة الى هذا فاذا اراد المعد ان يحاكي الاحداث التاريخية لقصة ما , فيمكنه هذا ويسقط احداث مايدور بالقصة على المرحلة التي يعيشها المعد , وهذه العصرنة لفائدة المتلقي , حيث ان غاية المعد هو اسقاطات الماضي على الظروف المعاصرة , فمثل هذا النمط في الاعداد يعتبر اقتباسا اذا طرأ تغيرات جوهرية من قبل المعد على النص المعد .
قد تختلف الرواية في الكتابة عن شقيقتها الدراما في التاليف , وقد تكون هذه الاختلافات هي الاساسية في خصوصية كتابة كل منهما الرواية والدراما , ولهذا فعلى اي معد في حالة اعداد اية رواية مراعات الفكرة الاساسية للرواية , اضافة الى الظرف الزمني والتي حدثت فيها احداث الرواية , وتكيفها مع الفترة الزمنية المعاصرة للنص الدرامي حين اعدادها مسرحيا وتجسيدها من على خشبة المسرح .
وعليه فعند اعداد اي نص قصصي او روائي اعدادا مسرحيا , فالواجب على المعد ان يحافظ على هيكلية تسلسل احداث الرواية والمحافظة على الفكرة الاساسية , وقد يجد المعد صعوبة في تحجيم المشاهد والضغط عليها في الاعداد المسرحي , فهنا تبرز عبقرية المعد في كيفية صياغة تحجيم المشاهد وتسلسل احداثها باسلوب فيه يحافظ على الحبكة وعلى تنامي الصراع وفق مشاهد يجسد من خلالها انسيابية الاحداث بشكل فيه جودة من الحوار والذي سيعوض عن هذه المعالجة الادبية للمشاهد المضغوطة من النص الاصلي وخلق هيكلية جديدة في الاعداد منسجما مع تسلسل المشاهد واحداثها والمحافظة على تسلسل تنامي الاحداث والصراع من خلال خلق الاثارة والتشويق لجعل المتلقي يتابع احداث العرض المسرحي للنص المعد بوضعه الجديد مجسدا ابداعاته بخيال استحضر من خلاله ثقافته المسرحية وخبرته التي ساعدته على الاعداد وجعل المتلقي يتابع العرض المسرحي وبشكل متواصل .
يقول انطوان تشيخوف الاديب الروسي في هذا الصدد : ( لا تقل لي ان القمر مضىء , بل ارني بريق ضوئه على زجاج مهشم ) .
فهناك فروض تفرضها الرواية على المعد لا يمكنه ان يتلاعب بمجريات احداثها , ولا بحقائق هذه الاحداث ولا ان يتجاوز زمانها لانها حقائق واقعية وثابتة , لانها تعتمد في سردها على ثوابت وحقائق تاريخية موثقة بالزمان والمكان , الا ان هناك مقومات وعناصر مشتركة مابين كتابة القصة والاعداد المسرحي لهذه القصة منها : الفكرة والشخصيات والحوار وكيفية صياغة الحبكة بشكل يتفق مع تصاعد الاحداث ونموها , فكما ان في النص المسرحي عرضا استهلاليا لشخوص العرض المسرحي ومن ثم طرح الفكرة وعن طريق هذه الشخوص والتي ستظهر خلفياتها مابين شخوص سلبية وايجابية , ومن ثم تصاعد الاحداث ومرورا بالعقدة , ومن ثم تسلسل المشاهد باتجاه الذروة لنصل الى الحل او النهاية كانت ماساوية او سعيدة , فكذا الحال هو مع القصة والرواية كونها تعتمد على الفكرة وعلى الحبكة والتي من خلالها يتم سرد احداث القصة وعلى الشخصيات وعلى الحوار اضافة الى هذا ان الروائي يجب ان يلم بمعرفته للغة العربية ليتمكن من سرد احداث قصته او روايته باسلوب شيق ومثير لجلب القارىء ويجعله متواصلا مع سطور سرد القصة , وان تكون لديه الفكرة الاساسية من حيث المبدأ ليتمكن من حياكة نسج هيكلية القصة بحوار فيه من جمالية الابداع والتعبير اللغوي عن المضمون بشاعرية وبموسيقية الالفاظ .
واذا علمنا بان القصة تعتمد على عرض الفكرة وعلى شخوصها وعلى الحبكة وعلى السرد والحوار وعلى المكان والزمان ولهذا لا يمكن للمعد تجاهل هذه المقومات في الاعداد المسرحي , واذا اراد ان يسمح لنفسه التصرف بالقصة من خلال الاعداد اي يصب افكاره وخبرته وتجربته الحياتية وعصرنة ماسيعده عن القصة او الرواية , فهنا تسمى هذه العملية اقتباس عن القصة الفلانية , حيث في الاقتباس بامكان المعد ان ياخذ هيكلية القصة او الرواية ويعمل على عرض الاشخاص والاحداث وانما لزاما عليه ان يبقى معني في تضمين الشخصيات من افكاره وارائه وعلى ضوء مجريات الاحداث الحقيقية للقصة ان كانت تاريخية او معاصرة .
والعديد من هذه النماذج من النصوص المسرحية اعدت عن نصوص تاريخية وعصرنتها واسقاطات الاحداث على المرحلة التي يعيشها المعد مع بعض التغيير والتصرف بمضامين احداثها والغاية منها عصرنتها واسقاطات التاريخ على المرحلة الراهنة , حيث كانت تجربة الاستاذ عادل كاظم في تموز يقرع الناقوس , وكذلك في مسرحية الطوفان , ومسرحية الحصار ومسرحية هاملت عربيا ومسرحية الصبي الخشبي , هذه جميعها كانت اقتباس عن الحكاية الاصلية وباعداد معاصر يختلف في تضمين شخصيات الدراما بافكار تختلف عن مضمون افكار القصة الاصلية وقريبة من تضمين معانات وافكار المرحلة التي يعيشها المعد , فهنا يصبح الاعداد اقتباسا عن القصة الفلانية ويحق للمعد ان يكون مؤلفا لكونه قد اضاف افكارا جديدة تختلف عن افكار كاتب القصة او الرواية .
هناك تشابه بين مقومات وعناصر الدراما المسرحية والتي تعتمد اولا على الفكرة وكما اسلفنا انفا وعلى العرض الاستهلالي والشخصيات والحوار والصراع والزمان والمكان , والعقدة والذروة والحل , انما تختلف في عملية السرد القصصي والذي يعتمد على قوة وخصوبة القاص في السرد خلافا عما يكتبه كاتب الدراما من حوارات يراعي فيها الفعل ورد الفعل وموسيقية الكلمة في نسيج جمل جميلة فيها من شاعرية وبلاغة الكلام وفصاحة اللسان ,
اضافة ان الاعداد المسرحي للقصة هو معرفة المعد عن عالم المسرح وامكانياته التقنية , وعن خصوصية النص المسرحي من حيث رسم معالم الشخصيات وتحريكها وفق معالم الديكور المسرحي مرسومة في خياله ليساعده على المضي في الكتابة لخلق شخصيات تتحرك وفق افعالها وردود افعالها الانعكاسية ليتمخض عنها صراع متنامي يخلق من خلاله االمعد الاثارة والتشويق , ويسمح للمعد ان يدون بعض ملاحظاته بين قاب قوسين قد تفيد الممثل او المخرج عند التنفيذ .
في القصة او الرواية تعتمد بتوصيل الفكرة الاصلية وتجسيد مضمونها على السرد الوصفي , وعلى مايملكه الكاتب من ملكة التعبير الادبي في السرد القصصي , بينما في الدراما يعتمد المعد في تجسيد مضمون افكار المؤلف على الشخصيات في الحوار الذي تعبر من خلاله الشخصية المسرحية عن افكارها وارائها وكل منها وبموجب رسم معالمها وتحليل ابعادها الثقافية والاجتماعية والنفسية .
وفي حالات عديدة يحاول المعد عصرنة اية قصة او رواية باعداد يتم اسقاط الحياة المعاصرة في الاعداد المسرحي , محاولا من هذا الاستفادة من الفكرة الرئيسية باعداد جديد يبني المعد وجهة نظره وارائه وبموجب تجربته الحياتية والثقافية وخبرته الذاتية , ونجاح هذا يعتمد على قدرة وثقافة المعد في الاعداد والاقتباس , وغالبا ماكانت محاولات بعض المخرجين في اعداد اعمال شكسبير وعصرنتها ولا سيما في مسرحية يوليوس قيصر حينما حاول المعد اعداده للنص الشكسبيري وعصرنته بالازياء الحديثة مع الحفاظ على مجريات احداث العرض المسرحي .
هناك معدون لاعمال مسرحية يتخذون من التاريخ شكلا صوريا فقط دون مراعات الاحداث التي دارت ضمن تلك الحقبة الزمنية بالرغم من وجود توثيقها التاريخي , فمثل هؤلاء المعدون اما انهم ليس لديهم علما ما لاهمية التاريخ في تجسيد وعرض احداثه , ولا يمكنهم تبرير اسباب حدوث مثل هذه التغييرات والتي كانت السبب في خلق احداثا تاريخية كان هدفها التغيير لمجريات الحياة الظرفية الى حالات افضل لتلك المجتمعات لتعتمد كتجربة يمكن تجسيدها في المرحلة الراهنة التي يعيشها المعد من الحياة الثقافية والسياسية والدينية والاقتصادية والتي كانت احد اسباب ذالك التغيير في المرحلة السابقة من عصر حياة المعد , فنحن نعلم ان لكل سبب مبرراته في تغيير واقع الحياة اما للافضل او للادنى , ولهذا وجب على المعد ان يطرح المصداقية في تناوله للاحداث وبصورة فيها من حقائق الوقائع التاريخية واجواء تلك المرحلة ليجسد الاسباب الحقيقية خلف تغيير تلك الاحداث لتكون ايضا حالة من التوثيق تنقل للمتلقي الصورة الواقعية لتلك الاحداث والتي تشمل الثقافة والسياسة والدين والاعراف والتقاليد الاجتماعية والتي يكون لها دورا اساسيا في تحريك تلك الاجواء .
في الاعمال المعدة عن القصص والروايات وجب على المعد ان لا يزيف الحقائق , وان يحافظ على نقل الاحداث لمرحلة من مراحل التاريخ مع طرح الشخوص التي لعبت دورا في تحريك الاحداث ونقل صورها واسبابها الحقيقية كي تتجسد مصداقية التوثيق بحقائقها وبعيدا عن التزييف والانحيازية لصالح المعد والتي تتفق مع ميوله واتجاهاته وكما حدث في العديد من المسلسلات تالتلفزيونية والافلام السينمائية في نقل صور واحداث شخصيا ت تاريخية سياسية مشوهين ومسيسين تلك الاحقاب الزمنية بحيث تجاوزوا على نقل حقيقتها واهداف شخوصها بشكل مغالط لحقيقة واقعيتهم , اي استندوا على اجتهادات غير حقيقية او علمية شوهت من معالم شخصيات في بعض المسلسلات التلفزيونية لصالح الانظمة الحاكمة ولا سيما من تجسيد الحالة السايكولوجية والطبائع الشخصية والتي تسلكها في حياتها اليومية والواقعية , وبهذا هم اجحفوا بحق تلك الشخصيات بتجسيد معالمها الغير الحقيقية , وذالك من اعتمادهم على اجتهاداتهم الخاصة ومن دون اللجوء للاستفسار والتقصي من بعض المصادر التوثيقية او من خلال المعارف من الاقرباء والذين عاصروهم ويعلمون علم اليقين عن حياة تلك الشخوص من اللذين مازالوا احياء ليستعين بهم في تصوير معالم تلك الشخوص وبصورة فيها من مصداقية رسم معالم الشخصية الواقعية بعيدة عن حالات الاجتهادات الذاتية والغير الدقيقة وكما حصل في مسلسل اخر ملوك العراق ( فيصل الثاني ) .
هناك احتمالات في الاعداد او في الاقتباس يسمح للمعد او للمقتبس ان يعبر عن وجهة نظره وان يصب جم افكاره معبرا في هذا عن ثقافته ومن خلال اقتباس القصة ومن دون الاعلان عن الاسماء الحقيقية لشخصيات القصة بقدر مايستعيض باسماء مستعارة في طرح المضمون الجديد للقصة الحقيقية والمقتبسة وكما هو الحال مع فيلم ثمن الحرية من تاليف ايمانوئيل روبلس والتي عملت عليه السينما المصرية على اخراج فيلم بنفس الاسم والذي كان من اخراج المخرج نور الدمرداش ومن تاليف لطفي الخولي والمعالجة الدرامية للكاتب الكبير نجيب محفوظ والسيناريو والحوار ل طلبة رضوان , حيث جسدوا احداث هذا العمل الكبير كل من عبدالله غيث في شخصية محمد وصلاح منصور في دور الجنرال حسن ومحمود مرسي وصبري عبد العزيز وكريمة مختار --- واخرون .
قصة هذا الفيلم عن فدائي مصري ينفذ عملية فدائية ضد الاحتلال الانكليزي ويتمكن هذا الفدائي من الفرار من سلطة الاحتلال ويكتشف الحاكم العسكري الانكليزي تعاون ضابط جيش مصري مع الفدائي فيحقق معه لمعرفة مكان اختباء الفدائي ويرفض الظابط الاجابة فيقبض الحاكم العسكري على مجموعة مواطنين مصريين ويهدد بقتلهم على التوالي فيما اذا لم يدلي الظابط عن مكان الفدائي وبعدها يترك الضابط مع المقبوظ عليهم ليقنعوه بالاعتراف , ثم يتم قتل البعض ثم يطالبه الباقون بالصمود واخيرا يقدم المساعد المصري للحاكم العسكري الانكليزي على قتل الحاكم العسكري .
بينما في المسرحية الاصلية والتي هي بعنوان ثمن الحرية تتكلم عن دفاع شعب اسبانيا ضد الجيش الفرنسي والذي كان تحت قيادة نابليون بونابرت والذين حاربوا الاحتلال وقاوموا اشكال التعذيب القسري الذي عاشه احرار شعب اسبانيا للاحتلال الفرنسي .
فلقد جاء الاعداد والاقتباس في الفيلم المصري لخدمة الاحداث الواقعية والتاريخية للحالة المماثلة لحالة الشعب الاسباني وانما مع التكييف لوقائع الاحداث المتشابهة في مصر وتجسيد معاناة احرار شعبه والمتشابهة لمعاناة الشعب الاسباني , وفي مثل هذه الحالات او الاعمال الفنية تعتبر اقتباسا لا اعدادا وذالك لما فيها من خصوصية التجربة والمعاناة للشعب المصري تختلف في العادات والتقاليد والافكار السياسية التي يؤمن بها الشعب الاسباني , فمن الشروط الاساسية ان يحافظ المعد على الحقائق التاريخية وبعيدا عن الاجتهادات الشخصية , واما في الاقتباس فله حرية التصرف وعلى ضوء مايخدم اقتباسه لخدمة المجتمع الذي يعيشه ويجسد معاناته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق