مجلة الفنون المسرحية
سحر الشامي تبرأ الذئب من دمي ليلي
الكتابة للطفل مسرحيا ليست كما الكتابة للكبار فهي تتطلب من الذي يكتب للاطفالان يكون طفلا في اعماقه وان يكون علي دراية بنفسية الطفل وما يحبه او يرغب فيه .وغالبا ما نري الاطفال مثلا يقلدون الكبار في العابهم وذاك نوع من التمثيل عندهم فالطل ممثل بالفطرة هكذا يصفه بعض الاختصاصيينةفي علم النفس .وبعض الذين عرفوا التمثيل عند الطفل .
كتاب النص المسرحي عندنا قليلون .كما هي قليلة تلك المحاولات التي كتبت للطل والقليل منها كذلك ما شد او يشد الطفل .وشخصيا اعتقد انالذي بامكانه كتابة نص مسرحي ناجح للطفل يمكنه ان يبدعوفي كتابة نص للكبار لان الكتابة تبدا من الطفولة.
اسعد كثيرا عندما اقرا نصا مسرحيا جميلا كتب للاطفال ربما لانه يوقظ الطفل النائم بداخلي..من الكتاب الذين قرات لهم نصوصا مسرحية جميلة وشدتني اليها بقوة الكاتبةةسحر شامي من مدينة الناصرية العراقية .
ولا عجب في الامر فالناصرية بالعراق انحبت عددا من كتاب النص المسرحي الجميل ومنه كتاب نصوص الاطفال الذين تعد سحر احدة منهم .وهي كاتبة لها نصوص عديدة في المسرح وفي القصة كذلك وقد احرزت بها الجوائز العديدة من نصوص سحر الابداعية نذكر.
...سميرة
..لا تقل كاوكاو
..نصيحة غراب
..مونومونيا
..عودة حجا بغداد
..الذئب ليس وحشا
هذا النص الاخير استوقفني وانا اقرأه وذكني بنص لكاتب يوغوسلافي هو زاكو بيتان الذي كتب هو الاخر نصا عن حكاية ليلي والذئب كما فعلت سحر الشامي اعتمادا علي الحكاية التي دونها الاخوة غريم وتعرف الحكاية في ترجمات اخري بذات القبعة الحمراء. وتقيم سحر في نصها محاكمة للذئب مثل زاركو وان كانت المحاكمة تختلف عند زاركو عنها عند سحر فاذا كان زاركو يحاكم الذئب علي ارتكابه فعل افتراس ليلي وجدتها ودينه فان سحر تحاكمه علي عاطفته تجاه ليلي وجدتها وتبرأه من فعل اكلهما وتدينه علي التعاطف معهما .
الامر الذي جعلها تقرر بأن الذئب ليس وحشا بما انه عطف علي ليلي وجدتها وادانته تكون من طرف حيوانات مفترسة لا تحب التخلي عن وحشيتها حتي لا تتحول الي سناجب تاكل اللوز ..ان اقامة محاكمة للذئب علي فعله شيئ محبب للطل ولا شك .ولكن مجري المحاكمة قد لا يعجب الطفل الذي تعلم ان الذئب حيوان مفترس وعدواني غير ان ما فعلته سحر في مجري المحاكمة قد يغير نظرة الطفل للذئب وهنا اعتقدها دعوة للرفق بالحيوان حتي وان كان متوحشا كالذئب الذي هو من صنف الكلاب التي دجنت واصبحت تعيش مع الانسان وحتي تحميه .في ثنايا نص سحر هناك اشياء كثيرة ارادت قولها علي لسان الحيوانات مثل الظلم وتلاستيلاء علي حق الغير اذ يقوم حارس السجن الذي كلف بحراسة الذئب المتهم يقوم بالاستحواذ علي الطعام الذي يرسله والدي الذئب ولا يسلمه له بل يأكله هو وهناك عنصر العاطفة وهو العنصر الذي ركزت عليه سحر اكثر من غيره . بعكس زاركو الذي ركز علي عنصر الوحشية اكثر من غيره.
سحر الشامي اسم قادم لعالم الكتابة المسرحية وفي محصوله مجموعة من النصوص منها ما قدم علي ركح المسرح وتوج بجوائز فهي اذن اسم يبشر بالكثير ويناظر ان تكون نصوصه القادمة اكثر نضجا واكثر جمالا بنا فيه نصوصها الموجهة للكبار انها كاتبة واعدة وننتظر منها الكثير الجميل في الكتابة المسرحية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق