مجلة الفنون المسرحية
الراديو القيمة الفنية في تجليات التحريض
وهي الصوت والصدى والصرخة جمالا في تنوعيات الاداء ورسم معالم الاخراج العلمي بلا ضجيج وادعاء
وذوبان الاخراج في عمق الاداء التمثيلي المعبر والذي فقدناه في عروض اخرى توهمت انها مسرحا ، والراديو عنوانا لثراء بصري ودلالات تعبيرية في مواجهة واقع مزري انتمى اليه العرض متجاوزا اساليب اخراجية قد تكون ضمن مفاهيم المسرح السياسي والملحمي والتغريبي ، لكن المبدع دكتور محمد حسين حبيب مع فريقه الثائر تجاوز ذلك بصور عراقية بين الايقونة والاشارة والمثال باحكام ايقاعي مدروس ومدهش جعل المتلقي يتابع بعمق وشغف وتوقع .
انها حوار نقدي ينفتح على طرح اشكاليات الراهن في صورة تاريخية ، وتحملنا مسؤلية الجواب والتحدي في شكل كوميدي ساخر بمرارة وهندسة تكوينية ، جعلت الخشبة البابلية تزخر بالحركة الدالة والنبرة الموجعة والسينوغرافيا الفاعلة ، لا التي تبهر بلا معنى ، انها لوحات غاية في الجمال غاية في حفريات المعنى .
والحوار هنا وبهذا الممعنى اخترق الثابت وانطلق من توجه فكري رسمه الفنان الدكتور محمد حسين حبيب بوعي ملحمي تجريبي يعيد انتاج الهم العراقي بروح الفلسفة لا بوصفها واقع يومي ، بل ارتقى باليومي الى اللعبة الدرامية في مباراة تمثيلية بين ممثلين عرفوا مهيمنات التحول من فعل الى اخر ومن شخصية لاخرى ، بانسابية عالية التعبير وفي تركيب جمالي يتصاعد ليكون تلك اللوحات الادائية المدهشة.
عرض مسرحي يزخر بالصور ، وعرض يسخر بماساة ويحرض بوعي ، ولنا ان نفكر ونحن معهم ندهش ونضحك بالصمت والالم ))
*الصورة بعدسة الفنان خضر السلطاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق