المسرح الجوال في الكويت : مشروع يدعم الشباب ثقافيا وفكريا
الكويت (شينخوا)
تراهن الهيئة العامة للشباب في الكويت على بعث المسرح الجوال من جديد لنشر الثقافة والفنون بين أوساط هذه الفئة التي تمثل أغلبية الشعب الكويتي، وذلك من خلال إطلاقها مشروع المسرح الجوال الشبابي ،الذي ينتظر أن يقدم أول مسرحية وطنية مطلع شهر مارس المقبل .
وقال المدير العام للهيئة العامة للشباب الدكتور مشعل الشاهين الربيع لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم (السبت) إن الفئات المستهدفة هي التي تتراوح أعمارها بين 14 و34 عاما ،وتملك مهارة في التمثيل والإخراج والموسيقى والكتابة والسينوغرافيا "الخط البياني للمنظر المسرحي".
ومنذ منتصف شهر نوفمبر الجاري ،بدأت الهيئة العامة للشباب في استقبال ترشيحات الشباب ،قبل أن يتم اختيار المميزين منهم لتدريبهم على يد مدربين متخصصين في مجالات متنوعة ، للبدء في تنفيذ العمل المسرحي .
وأوضح الربيع أن الشباب المميزين الذين سيتم اختيارهم ،هم من سيكتبون النص المسرحي وسيخرجونه تحت إشراف ورعاية قامات معروفة في المسرح الكويتي .
وعن فكرة المشروع ، لفت الربيع إلى أن الهيئة العامة للشباب كانت تضم كيانات منفصلة ويعمل كل منها بمفرده، وتضم أكاديمية الفنون والإعلام لتدريب وتأهيل المخرجين وفنيي الإضاءة والكتاب المسرحيين ، فضلا عن برنامج عدسة وهو برنامج خاص بالإنتاج الإعلامي الشبابي ، وأيضا مسرح الشباب الذي يهتم بتطوير حركة المسرح الشبابي واكتشاف المواهب الشبابية .
وأضاف الربيع رأيت أنه من الأفضل أن يتم دمج كل هذه الكيانات ، في مشروع وطني متكامل، وهو مشروع المسرح الجوال ،بحيث يتم إنجاز عمل مسرحي وطني حديث، يمكن تسويقه لجميع مكونات المجتمع الكويتي.
وأكد المدير العام للهيئة العامة للشباب على إيمانه العميق بدور الفن والأدب بالذات في تشكيل العقلية وتغييرالأيديولوجيات التي يمكن أن تسيطر على المجتمع، وتابع في تصريحه لوكالة أنباء ((شينخوا)) أنه في الفترة الأخيرة فقدنا سيطرتنا على الأدب والقصة والقصيدة وسلمناها إلى الغرب الذي أصبح يكتب لنا القصة.
وزاد متحدثا عن الخطوات المقبلة التي تعتزم الهيئة العامة للشباب تنفيذها ومنها أننا "سننظم مهرجان المسرح ومهرجان عدسة وسنعرض المسرحية الوطنية للمسرح الجوال في مارس المقبل ورسالتنا من خلال هذا المشروع والحفل هوالتأكيد على تأثير الفن والأدب على المجتمع ،حتى نتمكن من استخدامه كأداة لتوعية أبنائنا "
وعن موضوع المسرحية التي ستعرض كذلك في مدارس الكويت ، ثم في مسارحها العامة قبل أن يتم تصويرها لتصبح متاحة للمشاهد العربي ،أفاد الربيع "نراهن على عمل أيقوني حديث ولن يكون بالشكل التقليدي وإنما عمل معقد ومقسم إلى ثلاثة أجزاء موسيقى ومسرح وسينما ، والهدف هو نقل الشاب الكويتي أو الخليجي أو العربي من عالمه ، إلى الخارج لمحاكاة تجربة شاب عربي في كندا على سبيل المثال لاستكشاف معاناته ".
وتابع " الكثير من الشباب يعتقدون أن الجنة والمدينة الفاضلة موجودة في الغرب ولا يدركون قيمة المجتمع الذي يعيشون فيه وهذا ما نريد إبرازه من خلال هذا المشروع ".
من جهته أوضح مدير المسرح الجوال الشبابي محمد العنزي في تصريحه لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن المشروع يعطي الفرصة للتدريب والمنافسة والتطبيق العملي في مجالات المسرح المختلفة، كما يعد فرصة لتقديم مسرح وطني مؤثر ومنفذ بطريقة احترافية على فئات الشباب المختلفة،علاوة على كونه ينمي قدرات الشباب من الناحية الفكرية والإبداعية ويدعم الترفيه والصحة النفسية .
ويطمح القائمون على المشروع بحسب العنزي أن يستمر سنويا بعروض مختلفة، وتقدمه مجموعة جديدة من منتسبي المشروع، ليساهم ذلك في تأسيس فريق احترافي جديد كل عام ويكون لديه القدرة على دخول سوق العمل الإبداعي لتحفيز العمل في المسارح المدرسية للتأثير على الحركة المسرحية بشكل إيجابي.
وتعتقد الدكتورة نورة القملاس عضو مجلس الأمناء في أكاديمية الفنون والإعلام أن الموسيقى ركيزة أساسية في مشروع المسرح الجوال الشبابي ،وتقول في حديثها لـ ((شينخوا)) أن هذا الفن هو من أهم اللغات الفنية والعنصر الأساسي لدعم الفنان المسرحي والمخرج والعرض المسرحي ككل،من حيث الصورة الايقاعية واللحنية للمشهد والعرض من خلال ترجمة الأداء الصوتي والحركة والأحاسيس والتعبير عنها موسيقياً لإيصال الأفكار إذا ما تم توظيفها واستخدامها بالشكل الصحيح لإثراء العرض .
ويعد المسرح الكويتي من التجارب المسرحية السباقة في منطقة الخليج والعالم العربي ،وكان قد بدأ في ثلاثينيات القرن الماضي، وسمح بظهور العديد من النجوم الكويتيين عربيا، بينهم عبد العزيز الحداد ومحمد النشمي ثم عبد الحسين عبد الرضا وسعد الفرج وصقر الرشود وجاسم النبهان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق