تصنيفات مسرحية

الثلاثاء، 9 نوفمبر 2021

مسرحية " البيـــــــــــــــــــــر " تأليف : عصري فياض

مجلة الفنون المسرحية




شخصيات المسرحية:-
المختار أبو راجح
المختار جابر الحوت
كرم
عزيزة
مسعد
فرج
صفوان
المنتخبون الاربع.
جمع من الناس.


المشهد رقم -1-

ترفع الستارة،أو تشعل الإضاءة الصفراء الباهتة على المسرح المعتم،فيظهر بيدر قرية واسعة سعة المسرح،في قلب المسرح كومة من الحجارة الكبيرة القديمة...طرفيّ المسرح مداخل مفتوحة الى البيدر.وفي ساحة المسرح جرة ماء فخارية ملقية أرضا فمها جهة الجمهور، وبعيداً عنها جالون ماء حديدي صدأ ملقا أيضا.هناك حطب يابس وأشواك على الحجارة الكبيرة ..

المؤثرات الصوتية .... أصوات أغنام ... نواح كلب ... صمت مخيف .. هدوء قليل ....
(يظهر رجل يلبس القمباز والحطة البيضاء أو المرقطة يجر إحدى أغنانه الميتة الى المكب، أو لخارج القرية ،مرورا بأرض البيدر ويقول في صوت حزين متهدج)
 الرجل : .... العوض بوجه الكريم ... العوض بوجه الكريم 
(يخرج من الجهة الاخرى)

(يدخل خلفه صفوان شاب  أبله،نحيف طويل القامة نسبيا،رث الملابس، قاتمة الألوان، ممزقة الاطراف،حافيّ القدمين،أشعث الشعر يتحرك على المسرح مثل الخائف ... ،فجاءة يقع نظره على الجرة الفخارية الملقية أرضا، يهرول نحوها ويلتقفها بسعادة،يرفعها إلى شفتية اليابستين،فتحتها للاسفل وأسفلها للأعلى، ويضرب على قاع الجرة المقلوبة في محاولة لإنزال قطرات الماء، يعاود الضرب مرة أخرى بضربات بطيئة تعبر عن اليأس والاحباط ، ثم يلعق بلسانه أطراف الجرة الملقوبة (فم الجرة ) ثم ينزلها محبطا يظهر على قسمات وجهه الكئابة والحزن ....)
فجاءة ينظر الى الجالون .. يلقى الجرة من يده .. يسرع نحو الجالون .. يرفعه الى فمه بسرعة .. يضربه لينزل الماء الذي يعتقد أنه موجود فيه، ينساب من الجالون شيء يثير الرعب في صفوان يصرخ بأعلى صوته )
   صفوان : يما 
(ينفض عن نفسه من كل جانب ) ويقول (بحسرة) :
حتى الصراصيرعطشانه ( يعود صوت ألاغنام ونباح الكلاب من جديد)
( يركع صفوان على قدميه وهو ينظر الى السماء ويرفع يديه الى السماء قائلا :
 صفوان :  يا رب


                                                   ستارة
المشهد رقم -2-
المكان : نفس المكان السابق 
الزمان : عند الغروب
( الاضاءة توحي بقدوم الظلام، صبيه في مقتبل العمر تلبس زيا شعبيا تحمل وعاءًا على رأسها عائدة الى منزلها على عجل.تسير حتى تصل وسط المسرح،فجاءة يناديها صوت من الجهة الاخرى .)
: عزيزة 
(تقف فجاءة فزعة وتقول بعد ان شهقت أنفاسها وضربت صدرها  بيدها)
عزيزة : بسم الله الرحمن الرحيم !!
(يظهر كرم يتقدم منها يسألها بإستهجان )
كرم : وين باقية ؟
عزيزة : هو إنت ، خاف من ربك ، سقط قلبي .
كرم : ليش متأخرة لهسا ؟
عزيزة : الواحد بقول مسا الخير .... إشتقنالكم ... شو أخباركم ..
كرم :( بنبرة اقل حدة ) : مسا الخير ... لا تواخذيني يا عزيزة بس شفتك بهالوقت فر عقلي 
عزيزة : سلامة عقلك ... لا تخاف ، بقيت أعبي ميّ من البير الغربي 
كرم : لهسا يا عزيزة ؟!
عزيزة : شو أعمل ؟! منتي عارف أحوالنا بعد سنوات المحل ، الله وكيلك من ساعتين وانا أقحف بقاع 
          البير تاحوشت هالميات .. طلعت روحي     
كرم : سلامة روحك 
عزيزة : ( بشئ من الخجل ) ... صحيح ... الي شافك قبل شوي
كرم : من حقي أخاف عليكي .. ساق الله يومت ما نتجوز وأريحك من هالمرمرطة
عزيزة : سنوات المحل غيرت كل شي، حتى الحلم غاب عنا، كل شي نشف مع نشافة الميّ .
كرم : الا القلوب البيضا
عزيزة : أنا خايفة يا كرم ، ساوة الايام تخلي قلوبنا زي الحطب 
كرم : دوام الحال من المحال، وفي رب أسمه الكريم هو أرحم بحالنا منا
عزيزة : ونعم بالله ... بس يا كرم عاد النا سنتين مخطوبين ... والعمر أيام
كرم : ولو ... رغم الي إحنا فيه انا متفائل .. فكرك أوخذك هيك بسهولة... أنا بقبلش... أصلا فش أصعب  
       من قطف العسل
 (يخرج من جيبه وردة ذابله ويقدمها لها )
 كرم : إتفضلي 
عزيزة ... وردة ... ناشفة يا كرم
كرم : مهما كان بضل وردة .. بكرة ببلها المطر وبتزهر
عزيزة : إن شاء الله
(صوت المنادي يتردد في القرية ) يقول :
يا سامعين الصوت ، صلوا على النبي ، يا أهل البلد
الحاضر يعلم الغايب بكرة إجتماع هام عالبيدر عند العصر...يا أهل البلد ..... يا اهل البلد .... الحاضر يعلم الغايب....بكرة اجتماع هام على البيدر عند العصر
كرم : روحي  روحي ....الناس صارت تطل من على الحيطان
عزيزة : بخاطرك
كرم : إستني ... إسقيني ميت عطش
عزيزة : إتفضل
كرم : ( يغرف بكلتا يديه ) ( يدقق النظر ) ويسأل : شو هاظ ؟؟
عزيزة : ( بسخرية ) هاي زبدة ... الله يصلحك هاذ  ميّ...
كرم : بعرف إنه مي ... بس اللي فيه ... كنو بلعط ؟؟
عزيزة : من وين أجا البلعط الله يسامحك
كرم : والله بلعط .. إطلعي ...
عزيزة : سلامة نظرك .. هاظ فرخ سمك 
كرم : سمك بقاع البير؟؟ّ!! .. السمك مدشر البحر وجاي يفقس ببلادنا
عزيزة : هيك قال أبوي ....خاف الله إنت أشطر من أبوي ؟!
كرم : إذا البلعط صار سمكة .. الضفادع شو بتطلع؟؟
عزيزة ( بسخرية ) : بقر هولندي ... إنت بدك عنب ولا تقاتل الناطور
كرم :  أي أنا بسخى أطب بطرفه للناطور ... بلعط بلعط 
عزيزة : خلصني إضرب المي هيك وهيك بتصفا مثل النبع... وإشرب
كرم : حاضر ( يفعل ) الله ... الحمد لله .. بلعط وتبلعطنا .. خلينا نروح قبل ما يطب فينا البلهارسيا 
عزيزة : وينك حملني ... 
كرم : حاضر
( عزيزة تلف قطعة القماش وتضعها على رأسها تحت وعاء الماء وكرم يحمل الماء الى أعلى )
كرم ( متضايق ) : ولك يا الله إنشلعو إيديْ 
عزيزة : على مهلك .. طول روحك .. خلصت
كرم ( يضع الوعاء) الحمد لله .. سلمي ... هس عرفت ليش رسها مرقرق 














ستارة



المشهد رقم -3-
المكان : بيدر القرية 
الزمان : عصر اليوم التالي
الاضاءة كاملة والمسرح واضح ، جمع من أهل القرية على رأسهم المختار جابر الحوت ومساعديه والمختار أبو راجح وأعوانه وجمع غفير من أهالي القرية .
( صوت أحاديث جانبيه )
(المختار جابر الحوت يصعد على شيء مرتفع قليلا ويقول)
جابر الحوت  : يا جماعة يا أهل البلد صلو على النبي .. بلاش خراريف جانبية المشكلة كبيرة .. 
                 والبلى طام وعام ، المًحِلْ يبس أرضنا، وقطع رزقنا ... وكل يوم المشكلة بتزيد، وإحنا
                 اليوم دعوناكم عشان ندور على حل.

المختار أبو راجح (يصعد أيضا) ويقول : أغناما وحلالنا بتموت كل يوم .. حتى الكلاب هجرت البلد .. 
                                               الموت بقرب منا فكروا معنا بلاش نضل مكتفين ايدينا ونستنى 
                                               بالقدر
(أحد الحضور) يقول : بنبحش بيارة 

المختار أبو جابر الحوت : وين قلي وين ؟! بعشر مطارح بحشنا،إزلامنا هلكوا،وكل ما نزلنا بالارض 
                              تيبس

آخر من الحضور يقول : نبيع ذهب نسوانا .. نشتري جِمَالْ .. وندور على الميّ من وين ما كان وننقل .

المختار أبو راجح : البلا طامم .. والارض قفرى والمزار بعيد
الجميع : لا حول ولا قوة الا بالله 
ثالث : طيب شو الحل يا مخاتيرنا ؟ شوروا عليناإانتو أهل الفهم والمعرفة
المختار ابو راجح : في الحقيقة لو كان عنا شور ما جمعناكم .. إحنا فلسنا، قلنا نجمعكم ونفكر سوا بجوز 
                       عند حدى حل او طريقة نخلص من هالكابوس اللي مش مبينلو اخر 
أحدهم ( بصوت عال) : نهاجر
المختار جابر الحوت  ( باستغراب ) : نهاجر !!!
نفس الشخص : أيوا نهاجر .. أرض الله واسعة وحتم زي ما عندنا جفاف عند غيرنا خير وخضار .
( الجميع صامتون )
نفس الشخص : أنا بعرف إنو حل صعب .. بس للضرورة أحكام ،مش من السهل نشوف أولادنا بموتوا  
                  قدام عنينا واحنا صافنين ... عطش وجوع وقلة نظافة من شهرين جلدي ما شاف المية،
                  خلونا نسعى بأرض الله
( يدخل صفوان الأبله الى الاجتماع ليسمع الحديث)
( نفس الشخص يحاول إقناع الحضور بفكرة الهجرة ،يتقدم من أحدهم ) ويقول له
 : مستعد تشوف أبنك يموت قدامك من العطش؟؟
( يتوجه نحو اخر ويخاطبه) 
 : قديش عندك إبريق ، ولا بقاع الجرة ؟؟
( يتوجه نحو الثالث ) ويقول 
:بجوز يكون سهل عليك تجر نعجة .... ولكن
(يجهش المخاطب بالبكاء)
( صمت قليل ثم ينطق صفوان )
صفوان : مالكم حزنانين .. ليش بتعيطوا .. طيب شاوروني .. بسألكم العصفورة
( أحدهم يحاول إسكاته وابعاده ) 
 ويقول له : صفوان روح العب
صفوان : (رافضا المغادرة ) تزقش .. بديش أروح .. انا إلي بالبلد زي ما إلكم 
( يحاولون طرده تحدث فوضى )
المختار أبو راجح : فلتوه يا جماعة .. تعال يا صفوان
صفوان : عمي أبو راجح عندك إياهم .. ازعلوني... بديش أخرفهم شو قالتلي العصفورة
المختار أبو راجح : إهدى يا عمي صفوان، احنا واقعين بمشكلة كبيرة .. لا تزيد همنا الله يرضى عليك .
صفوان : بدكم ميّ .. اه أنا عارف ومش لاقين، والمطر وقف زمان .. ولا في رعد ولا في فقع ولا 
           صنيبعا ولا علك ولا مرار .. الله يسهل عليها ستي الحجة بقت تقول الميّ نعمة بتصون الي
           بيصونها  
المختار جابر الحوت : الله يرحم ستك وأموات المسلمين
صفوان : ستي ما ماتت .. ستي إنتوا نسيتوها .. ستي الحجة الي مرمية بخشتها أول البلد .. الحجة تمام 
           بتعرفوها الحجة تمام....
المختار جابر الحوت ( غاضبا) : زيحوه من عنا ناقصنا بلاوي 
صفوان : أنا بلاوي يا أكيل الكلاوي..؟؟... والله ما بخرفكم قصة البير المطموم اللي كانت تخرفني عنو 
           ستي الحجة تمام      
المختار جابر الحوت : إطلعوه من هون .. بلا خبابيص
صفوان : مش طالع
(يهاجمه اثنين من مرافقي جابر الحوت محاولين إخراجه)
صفوان : طنيب عليك يا أبو راجح
أبو راجح : يا جماعة على مهلكم شوي .. طولوابالكم 
( يتقدم نحو صفوان ويسأله )
 المختار ابو راجح : سمعتك بتقول بير مطموم ومش مطموم شو القصة ؟؟
المختار جابر الحوت( مستاء) : بدنا نمضي الوقت بتخرف مع مجانين يا أبو راجح دشرك منه
أبو راجح : حلمك علي يا مختار جابر .. قلي يا صفوان
صفوان : إنت مليح يا أبو راجح... والله أنا يومت دريت بالاجتماع جيت اقلكوا إنو ستي الحجة تمام بقت
           تخرفني عن زمان كان في نبعة بالبلد..وبير مطموم.. أه .. هاظ الحكي زمان..ليش ما تسألوها؟؟
 المختار أبو راجح : إنت يا صفوان ما بتعرف وينه ؟؟
صفوان : لو بعرف يا مختار إن كان شربت وتحممت وأسقيت العصفورة
المختار أبو راجح : يا جماعة حكي صفوان .. انا زي الي سامع فيه ورأيي نشوف الحجة تمام
المختار جابر الحوت : هسا ميت عاقل مش لاقيين حل صرلنا ساعة بنردح وبنفك، نمشي بالاخر على 
                         خراريف مجانين  
المختار أبو راجح : بقلك يا أبو كرم أنا الحديث زي الي سامع فيه ،ويجعل سره بأضعف خلقه .. خلينا 
                       نجرب ولا شو رأيكوا يا جماعة
( البعض متردد ) ... ( والاخرين موافقون )
المختار جابر  الحوت: يعني إحنا نروح للحجة تمام؟؟ وكيف بدنا نفهم منها يا جماعة الحجة خرفنت
                       زمان؟؟ 
المختار أبو راجح : لع بيروح فرج وكرم، وبجيبوها لهون ونسمع سوا إن فيه خير أو خبر يسر هياتنا 
                      كسبنا،إن مافش مش راح نخسر إشي، يلا يا فرج ويلا يا عمي كرم بسرعة جيبو
                        الحجة تمام قوام
صفوان : إن إندليتوا.... بدي حلوان
المختار جابر: بتشرط كمان ؟؟  والله جفاف الميّ أسهل من شرواتك
المختار أبو راجح : وشو بدك حلوان يا صفوان
صفوان : بدي مشايّ .. لأنو الطريق طويل وملان شوك وبضل أدعثر وبضل يجرحني قزاز 
المختار جابر الحوت : وإن الحكي مافش منه؟؟ ترى بفش غُلي فيك... وبعصرك عصر
صفوان :إنت بتفكرها سايبة شو تعصرني وما تعصرني؟؟.. بيحمشلي عمي أبو راجح المحترم ،وإن ما  
           حمشلي .... بصير رمز للمعصورين .. وإنت الحوت أبو معصرة
( المختار جابر يحاول ضربه بالعكازة )
المختار أبو راجح ( يحجز) : مالك يا مختار .. في حدا بواخذة منتي عارفه
أحدهم : أجت الحجة
( يدخل كرم وفرج يحملان الحجة تمام على الاكتاف)
الحجة تمام : طنيب عليكوا والله ما عملت اشي يمس بالامن لا والبيت الي بناه الله
( ينزلونها )
الحجة (فزعة ) تمام : أنا بوجهكم يا مخاتير 
المختار جابر الحوت : لا تخافي يا حجة لا تخافي
الحجة : هاي الجمعة كلها مشاني؟؟ ... محكمة عاملينلي محكمة؟؟
المختار أبوراجح : لا محكمة ولا يحزنون بدنا نسألك سؤال واحد بس؟؟
الحجة : كمان جايبين ناس يحزنون؟؟ هذول الناس يحزنون بعد الشنق؟؟؟ ويا ويلك يا تمام يا ويلك !!
الحجة : سؤال الله يستر .. عن إيش يخوي
المختار أبو راجح  (بصوت مرتفع ):هدي أعصابك يا حجة،وإحنا ودينا وراكي بعد ما سمعنا إنك بتعرفي 
                                          مكان البير القديم اللي بالبلد مش خافية عليكي حاجتنا للميّ يا حجة 
                                           بدنا اياكي تدلينا على العين اللي بقت تسقي البلد، اكيد انتي بتذكريها 
                                           خاصة وعمرك على زيادة جاوز المية
الحجة : أيوى... نق نق يخويّ ... ما تصلي على النبي
المختار أبو راجح : اللهم صلي على سيدنا محمد .. الله يزيدك صحة وعمر
الحجة تمام : يعني أنا مفتاح هالجَمْعَةْ 
المختار أبو راجح : إن عندك جواب منيح ... إنتي الي رح تنقذينا بعد مشيئة الله
الحاجة تمام : منتي عارف يا مختار ساعة بضيع ساعة بصحى،قبل يومين،صليت المغرب
               واسهيت،إصحيت على آذان الصبح،حسبته العشا.... صليته تسع  ركعات.. ورديت إسهيت
              ولما صحيت لاقتيو الظهر صليت ركعتين وركعتين واربعة وركعتين وجملت العصر من مرة
المختار أبو راجح : طيب ليش؟
الحجة : خفت اسهى وأصحى ألاقي حالي بيوم القيامة
المختار جابر : خلصينا يا حجة اتذكري مشان الله
الحجة تمام : لا اله الا الله محمد رسول الله .. مالك يا مختار بعدك نزاك طولة الروح منيحة...إنتو حفرتوا 
                وما ندليتو ؟
المختار أبو راجح : ما خلينا محل 
الحجة : استنوا أتذكر 
( تتوقف وسط المسرح والجميع ينشدون نحوها )
 تكمل الحجة : قبل مية سنة بقت بنص البلد نبعة...وسنة من السنين صاب البلد طاعون إكفينا الشر ..
                 نص البلد ماتت،والنص الثاني رحل، وبعد سنتين رجعنا بقيت طفلة صغيرة بصحى أبوي  
                وقال: هون باقت نبعه ومن خوف ما ينتشر الطاعون  للبلاد الي حولينا طموها ورحلوا
                أبوي  وقتها عيط لما تذكر، وقال لأمي الله يرحمها .. هون بقينا نتوضى وهون النسوان 
                تغسل الصوف والاواعي ويتحمم الاولاد.
المختار ابو راجح : إتذكري يا حجة وين مكانها
الحجة تمام (تفكر وتتمشى) : باقيت بعيدة عن الجامع القديم عشرين خطوة، وعن بيت المختارأربعين 
                                 خطوة
( تنظر يسارا ويمينا) 
الحجة : أقول؟؟
الجميع : قولي ... قولي
الحجة : خايفة
الجميع : لا تخافي
الحجة : أقول؟؟
الجميع : خلصينا
الحجة : خايفة
المختار أبو راجح : لا تخافي من إشي،... قوي قلبك
الحجة : أقول؟؟
المختار جابر الحوت : لا اله الا الله ،إنطقي هالجوهرة
الحجة : خايفة
المختار أبو راجح : ولك يا عمي من إيش خايفة؟؟
الحجة : خايفة تلتهوا بالبير وتنسوني انا مين بدو يرجعني عالدار؟؟
المختار أبو راجح : وعد الا أحملك على كتافي
الحجة : وحصتي من الميّ؟؟
المختار ابو راجح : كل اليوم مياتك بصلن لعندك بس قولي طلعتي رواحنا
الحجة :  هيك أمنا حالنا ...أنا محداش بيضحك عليّ
المختار أبو راجح : إنطقي يا حجة حرام عليكي.....
 الحجة : خاف الله خاف الله ... تحت الرجم الي وراكم ايوا انا ذاكرة
الجميع ( مندهشون)
أحدهم : الرجم .. هون فيه ميّ؟؟!!
المختار جابر : الرجم معقول؟؟!!
( يقترب منه ويلامسه)
المختار أبو راجح : ليش العجب ليش صافنين.....يالله شباب همة يا شباب همة
(الجميع يغنون أنشودة ..شدو الهمة بعد أن اصطفوا من جهة اليمين حتى الرجم ومن جهة اليسار حتى الرجم)
(الاضائة خافتة ، وعدد منهم أحضر الفؤوس والطواري والمعاول والقفاف ) وبدأوا بالغناء الجماعي

شدو الهمة الهمة قوية عطشان يدور على المية
يا ميتنا وينا وينا وينا وينا
شدو الهمة الهمة قوية عطشان يدور على المية
يا ميتنا وينا وينا وينا وينا
روابي بلادي يبساني وعروق أولادي عطشاني
حروفي ذبلت علساني نسيت ظريفة ودلعونا
يا ميتنا وينا وينا وينا وينا
شدو الهمة الهمة قوية عطشان يدور عالمية
يا ميتنا وينا وينا وينا وينا
نحمل حجر ونعزك قفي وايدين الشباب تكفي
وبنفوس المحبة تصفي دمي جوات الشراينا
يا ميتنا وينا وينا وينا وينا
شدو الهمة الهمة قوية عطشان يدور عالمية
يا ميتنا وينا وينا وينا وينا
ايدي بايدك الفة وقوة والصخرة تسندها الحصوة
وبالحب تخضر اراضينا
يا ميتنا وينا وينا وينا وينا
شدو الهمة الهمة قوية عطشان يدور عالمية
يا ميتنا وينا وينا وينا وينا
يا رب الهجرة مصعبها غصة مش قادر أبلعها
فجر في أرضي منابعها رحمة من عندك تحوينا
يا ميتنا وينا وينا وينا وينا

بعد  انتهاء الاغنية يصرخ احدهم :-

: المي بتنبز ... البير بيَّن ......رحمتك يا رب صراخ فرح .. زغاريد


ستارة
المشهد رقم -4-
المكان : نفس المكان السابق "البيدر"
الزمان : يوم ألاحتفال بإنبعاث الماء من جوف البئر، ويبدو البئر قد نبني وجهه مائل قليلا باتجاه المشاهدين الجمهور
( جمع من الناس حول البير ، زغاريد ، فرح دبكة ، يوزعون الحلوى ويضعون اللمسات الاخيرة لافتتاح البير )
أحدهم : يالله يا مسعد ... عجل هساع بصلوا المخاتير
مسعد : خلصنا ... اللمسات الاخيرة
نفس الشخص الاول : حط الشبر وجهز المقص
( يخرج الشبر من جيبه )
مسعد : هاي الشبر الاحمر
الشخص الاول : ليش مطعوج ؟؟ .. بصيرش هيك لازم يكون مكوي ومنشى ... مشان يعرفه يقصوه بتشوفش 
                    الزعامة وهي تقص الشبر والشبر يكون زي الشفرة
مسعد : يا زلمة من وين نكويه هسا .. خلص بنجبده أنا وإنت وكان الله بالسر عليم
: طيب المقص وينو ؟
(مسعد يخرج المقص كبير نسبيا من تحت جحر جانبي): تفضل
: شو هاظ ؟؟
مسعد : مقص
: هاظ سنان جرافة .. وإطلع موكلو الصدى من وين جايبه
مسعد : أفضل مقص بالبلد .. بتعرف الحلاق ابوالحلتة ، مات وهالمقص يلعب بايده...
       هاظ المقص مش طبيعي حلق لرؤوس كثيرة ..
: بس بعرف ابو الحلتة مات زمان ؟!
مسعد : بعرف مهو بعد ما مات أستأجروه الطراشة
( ..... منفعل ) 
أحدهم : أجو المخاتير
(يصطف الناس لاستقبال المخاتير، أحدى السيدات تزغرد)
هاويها الحمدلله بين نبعنا بعد سنتين
هاويها ما أحلى فرحنا بشوف الاثنين
هاويها أبو جابر تاج مرصع وأبو كرم كحلة العين
: إتفضلوا ... إتفضلوا
( يتقدم نحو مسعد) يالله هات المقص
مسعد : هاظ المقص 
: وين الشريطة ؟؟ .. المقص بتقدم على شريطة حرير
مسعد : يوه ... أمن سعدنة
: مابصير إسمع لازم نتصرف، إطلع  هاظ الزلمة لابس قماش حرير أحمرإتصرف
مسعد : شو أساوي
: تعال معاي
( يذهبان الى الرجل يخرجانه الى خارج المسرح ويعودان وقد مزقاه قميصه بحجم قطعة قماش ويقدمان المقص على قطعة القماش للمخاتير بينما يحاول الرجل الاحتجاج والشكوى فيغلقان فمه)
( يمسك كل مختار المقص من جهة ويقصان الشريط إذنا ببدء العمل في البئر)
( يصفق الحضور جميعا ويسكتون فجاءة ويركض كل شخص الى أنيته ويهجم على البير ليملئها ، تحدث مزاحمة وشجار أمام المخاتير ضرب بالاواني ورشق بالماء يتمدد الخلاف الى كلا المختارين ويحصل حوار ساخن )
المختار جابر الحوت : هُسْ على جماعتك هاظ مش عمل
المختار أبو راجح : جماعتك الي بدو بالفوضى إمبين قدام الله وخلق الله
المختار جابر الحوت : عيب عليكم مابصير هيك
المختار أبو راجح : إحكي لحالك
( يستطيع المختارين فض الاشتباك ويبعدان كل جهة الى الجهة الاخرى)
( احد الاشخاص يهاجم الطرف الثاني ويقول ) : أنا أنبل أنا
(ابو راجح يمنعه) : إهدى وإسكت عاد
المختار جابر الحوت : إن جينا للحق يا مختار إحنا اصحاب الاولية ،وحقنا نملي بالاول
المختار أبو راجح :استنوا استنوا سامع نغمة جديدة، ها ها معناته الطوشة إمبيت إلها
المختار جابر الحوت : بديش أرد على تحليلاتك، بس بقول هاذا البيدر أبا عن جد لعيلتنا ولو أن هسا مشاع
المختار أبو راجح : كلامك مش صحيح .. وحتى ولو الناس شركى بثلاث
المختار جابر الحوت : طول عمرنا شيوخ البلد، وزعامتها ،ولي إنتو فيه من جاه وعز جزء من خيرنا عليكم
المختار أبو راجح : ما بدي أرد عليك باسلوبك .. بس بحب اقلك الاصل الاخلاق وبعدين الحجة الي دلت على 
                       البير بترد النا
المختار جابر الحوت : جماعتنا إشتغلوا اكثر من جماعتك
المختار أبو راجح : مش صحيح .. زلامنا على رؤوس الخير دايما وبيوتنا مفارش جود وكرم 
المختار جابر الحوت : إحنا أحق بإدارة البير
 المحتار ابو راجح : كيف تعطي نفسك الحق وتهضم حق غيرك ؟؟ إحنا  إلي أحق .. وانا بطلب لجنة تحقيق
أحدهم : يا جماعة يا جماعة.. وحده الله... القصة إلها حل...عملو انتخابات والي بفوز هو إلي بدير البير بلا ما 
          ما تزعلوا وتتقاتلوا
 المحتار أبو راجح  (رافعا يده ): أنا موافق
المختار جابر الحوت  (مرغما) :وأنا موافق














ستارة


المشهد رقم -5-
المكان: البيدر
الزمان : أيام قبل موعد الانتخابات، الحملة الإنتخابية
( المسرح مقسوم قسمين الجهة اليمين لعائلة جابر الحوت ومؤيدوه ،والقسم الايسر لعائلة ابو راجح ومؤيدوه ، البير في الوسط وكلا الجماعتين منشغلون في تعليق اللافتات وصور المرشحين والعبارات الداعية لانتخاب مرشحهم ، مسعد يترأس حملة الدعاية للمختار جابر الحوت ومعه إثنين من المساعدين وهم مشغولون في تعليق يافطة كبيرة كتب عليها " إنتخب الحوت ولا بتموت " )
مسعد : شد تلاك .. إجبدها مليح ... خليها تصمد قدام الريح .. أيوه .. هيك تمام خذ علق هاي الصورة وحط فوقها 
      خرزة زرقا
(ينظر الى القسم الثاني قسم أبو راجح ويقول ) 
 مسعد : عين الحاسد تبلى بالعمى ...
 ( يغني) 
 مسعد :والله لاكشو هالعصفور .... وافتح كرشو هالمقهور ... والله لاكشو .. تلم تلم ..
( فرج مساعد أبو رجاح يستاء ويتقدم عند المنتصف)
(فرج بعد ان التقى مع مسعد في وسط الطريق ووضع كل وحد رأسه في رأس الثاني على شكل تناطح )
فرج : اللمز والغمز والمعاني والمقاهرة ممنوعة بنص الاتفاق .. وإنت بتخرف الاتفاقية
مسعد : خليك محلك ولا برفع عليك قضية إنتهاك المجال الجوي، وبعدين ملكيش عندي أنا حر أُطْلِقْ العبارات 
           التي أريد
فرج : بدك عزارة السانة بعشر شعب .. لكنه أبو راجح محرج علينا 
مسعد : قصر ذيل يا أزعر
فرج : بقلك بعدني ملتزم بضبط النفس
( يدخل المختار جابر الحوت من جهة مسعد ويراهما متعاركان ويدعان بعضهما بعضا بواسطة الرؤوس)
جابر : مسعد ... خلص
( ينفكان عن بعضهما)
مسعد : الله بحبك ..... أجى المختار
جابر : قلت خلص .. وانت يا فرج روح العب روح
فرج (مغادرا) :-
جابر : دشرك منه وتعال قولي ... شو ساويت شو عملت
مسعد : زي منتي شايف يا مختار صور ويافطات
المختار جابر يقرا : إنتخب الحوت يا بتموت  .. ولو؟؟
مسعد: قصدنا يموت من العطش .. بس إحنا خليناها مطاطة مبهمة زي العبارات السياسية
المختار : عال بس إكتب دائما بخط النسخي او الرقعة وبالاحمر عشان يبين من بعيد والصور والبوسترات لا تخلوا ولا قرنة ولا زاوية ولا حوش ولا باب الا ما تعلقو عليه ..
مسعد : وحياتك يا مختار كلو محسوب حسابه ... حتى جبنا شوال نفافيخ كبيرة وراح نلزق صورتك خليها تطير 
            حتى لزقات الظهر حطينا صورتك عليها ووزعناها مجانا
المختار : عال عال .. هيك بدي إياكم .. المنافسة قوية وما بدنا نخلي من جهدنا جهد
مسعد : على راسي مختار بس 
(يقاطعه)
المختار : بديش إسمع كلمة بس
مسعد : المصاري يا مختار الحملة راح اتكلفنا كثير
المختار : ولا يهمك فش مشكلة .. كل ما إحتجت مبلغ إطلب،الخير كثير هسا قلي وين البرنامج الانتخابي؟؟
مسعد : هيو معي .. أمن شو برنامج .. يخزي العين
المختار : وزعتوه؟؟
مسعد : معقول نوزعه قبل ما حضرتك تشوفه
المختار : إقرأ تا نشوف
مسعد ( يقرأ ) ....
بسم الله الرحمن الرحيم
شعار الحملة
"" بالعك بالعك ""
المختار : شو هالشعار؟؟
مسعد : مش عاجبك يا مختار .. بنحذفة
المختار : يعني ثقيل شوي بخوف ، يمكن نضيفله عبارة مخففة ..
مسعد : هاظ الشعار موجه للخصم .. وهو جزء من الحرب النفسية... لازم عبارات الترهيب تكون هيك
المختار : طيب يالله مشي
مسعد يكمل : يا أهل البلد ... يا أحفاد حاتم الطائي ،، وعنترة العبسي
المختار : لحد هون مليح كمّل 
مسعد : وعباس بن فرناس
المختار : مين هاظ ابن فرناس
مسعد "محرج" : ابن فرناس يا مختار بتعرفوش ؟؟
المختار : سامع فيه بس مش ذاكر
مسعد : أخوه لبراشوت
المختار : ااه عرفتو .. أعرفتو .. كمّل كمّل
مسعد : ندعوكم .. لإنتخاب كتلتكم ،كتلة الحوت،لإدارة بير البلد بامانة وإنصاف وضمير
المختار : مية مية
مسعد : ونعدكم  أن نعمل ليل نهار ،شتى صيف للسهر على مصالحكم وتأمين الاخضرار حوليكم سخاء رخاء من اليوم تا تقوم ناقة صالح
المختار : ليش خبصت منتا ماشي صحيح؟؟
مسعد : عفوا يا مختار العبارة الاخيرة من تصميمي
المختار : الحافظ الله .. سيبويه زمانك .. كمّل يا أخوي
مسعد: واليكم برنامجنا الانتخابي
أولا :-
المختار : تا نزبط هالقعدة .. بلش الجد
مسعد : أولا  نعدكم نوصل الميّ لكل بيوت البلد على مدار اربعو وعشرين  ساعة ومجانا ( ويدق على صدره )
المختار : أيوه دق على صدرك دق ..
مسعد : ثانيا نعدكم نوصل الميّ لكل الاراضي الزراعية السهلية والجبلية بمواسير عشرة إنش
المختار : وقف وقف أولا كيف بدك توصل الميّ للجبل ؟؟
مسعد : لا أدق يا مختار حكي إنتخابات
المختار : بلكي حدا سألني ؟؟
مسعد: قلة قلة بمضخات
المختار : مفش مضخات شو نساوي ؟؟؟
مسعد: نتصرف نسحب الارض لتحت نسقيها ونرجعها
المختار : من وين نجيب مواسير عشرة إنش ؟؟ دخلك شو عشرة إنش ؟؟
مسعد : مواسير هيك ... يعني قد دبسية ، السوق ملان وإن ما لقيتش جيب عشر مواسير نش انش وإجمعها
المختار : عليم الله إلا نسقط 
مسعد : إسمع خليني أكمل 
المختار : كمّل يا مسعد كمّل ،تانشوف أخرتها معك
مسعد : ثالثا سنعمل على بناء مشروع بركة سمك
المختار : نعم نعم ... وبدون سفير
مسعد : رابعا سنقوم بتوزيع سخانات شمسية على كل منزل
المختار : هيك تخنتها
مسعد : مني قلتلك يا مختار الحكي ما عليه جمرك، لو كل واحد نفذ برنامجة الانتخابي ما بتعود ضرورية 
       للإنتخابات مرة ثانية
المختار : ظل اشي غيره؟؟
مسعد : آخر تعهد بناء نوافير ومنتزهات للترفيه وبوفيهات وجلسات للاستجمام
المختار : هاظ كله أنا بدي أعمله ...؟؟
مسعد : أنو محاسبك .. بس هيك منصب بدو مفتاح.. ولازم يكون معك مفتاح من الاماني والوعود .. وإن صار 
         معك بتعمل ثلثين اليك وثلث للبلد مشان يعودوا ينتخبوك مرة ثانية
المختار : شو مرة ثانية ؟؟ هو اذا أنا بصل في ثانية وثالثة، المثل بقول : مطرح ما ترزق الزق ،أتخافش حامل 
              معي مسامير بولاذ
مسعد : عفية .. ما بنخاف عليك ( يكمل قراءة)
 : واخيرا  نحن على موعد معكم في اليوم الاخر
اخوانكم كتلة الحوت
المختار : طيب خلص إطبعوه ووزعوه ما ظل عنا وقت
مسعد : هوى يا مختارنا هوى
(يدخل كرم)
كرم : يعطيكم العافية
المختار: هلا بالمفاوض شو ساويت خبرني؟؟
كرم : والله يابا هلكت
المختار : هات من الآخر مين صف معنا ومين ضدنا ؟؟
كرم : الخمس عيل إلي بالبلد إنقسمو نصين، ثلاث معنا ،وإثنين مع عمي ابو راجح
المختار : حلو إضمنا الفوز
كرم : على مهلك يابا .. مش كل العيل قد بعض،عيلة عرمرم مع عمي أبو راجح، وهي قد عيلتين من الي عنا
المختار : يعني ؟؟
كرم : يعني إحنا وياهم تقريبا متساوين
المختار(بغضب) :إنت معنا ولا معاهم؟؟..ساعة بتقول عمي،وساعة بتقول قد بعض،وين الروح المعنوية ؟؟
                    وبعدين ليش مقدرتش تقنع العيل الثانية او حتى تأثر على بعضهم .. هاظ من ضعفك !!
 كرم : يابا إنت أعلم منا شو عملت هذيك السنة بأبو عزام كبير عيلته .. مش بهدتله قدام الله وخلق الله عشان أجاه 
         ولد وما عزمك على الطهور ؟؟     
المختار : ولك يابا هاظ الحكي عن عشم، بعدين صارلو زمان ومدة، وإن كان بعدو زعلان ترى صحيح عقله 
          صغير
كرم : وناسي شو عملت بأبو عكازة يومت غلبك بلعبة المبعرة ؟؟
المختار : ليش مردش عليّ،أنا غمزته ميغلبنيش، بس مشان الناس اللي قاعدة .. ياخي من حقي أحافظ على هيبتي 
           بعدين شو ساويت فركت المبعرة وسلخته كفين وهاظ هو ،، لا قتلته ولا حبسته..
  كرم : يابا الناس ما بتنسا الاسية .. إمبارح أزعلتهم واليوم  صاروا حبايبك .. حتى اللي وافقو يصوتوا معك 
         شرطهم كل عيلة الهم ممثل في الكتلة،بطلوع الروح تا اقنعناهم بمقعد واحد لكل عيلة
المختار : لا والله فالح،سته مقاعد راح منهم ثلاث بظل ثلاث،أضعفت موقفي بغدرش اسيد وميد زي ما بدي، 
           مفاوض فاشل
كرم : يابا ياحبيبي .. غير هيك رح تخسر مش رح يصوتوا معك
المختار : أنا شو خلاني أوافق على الانتخابات، ولا كان طوشة نص ساعة زمان بنكسر أبو راجح وجماعته 
            وبنسيطر على البير وخلصنا زعامه العصا سهلة ومريحة
كرم : الناس اتطورت يابا .. ما عاد سيد وعبد ،، الكل بعرف الحق
المختار : يا زلمة غور كل ما دقيت ود بدق عشرة ؟؟انت معاي ولا ضدي ؟؟.. علي الضمان هبطت عزايمي
كرم : بديش أغشك  يابا .. مشان تحسن التصرف
المختار : ولك يا ملعون الوالدين مشان أعرف أجوزك
(ويصمت قليلا )، صحيح القيها بقت ضايعة ولقيناها
كرم : شو هي يابا؟؟
المختار(يتقترب منه ) : كرم حبيبي ، أنا مين الي غيرك ها؟؟،طبعا إنت إبني الوحيد والي راح تورثني في 
                         المخترة والعز وكل امنيتي اجوزك وشوفك عريس على ظهر فرس إنت مش حابب تتجوز 
                         خطيبتك عزيزة ؟؟
كرم : يا ريت يابا يا ريت
المختار : عال أجت والله جابها
كرم : كيف مش فاهم ؟؟
المختار : إسمع  الوحدة مش بتلحق جوزها ؟؟ .. وبتعيش معاه على الحلوة والمرة، إن سعد بتسعد معه، وإن تعس 
            وإتبهدل بتتعس  وبلتعن ابو ابوها معه .. مستقبلها مستقبله
كرم : صح يابا ... بس شو قصدك ؟؟
المختار : عزيزة يابا يا كرم هي اللي ممكن تفوزنا كلنا،البنت فهمانة وواعية ولازم تصف معك بهاي اللحظات، 
           إن كانت بتحبك ،لازم تصوت مع جوزها وأهل جوزها ،ومش هيك بس، لازم تجيب أصوات من عيلتهم 
          مشانك .... اه هيك فهمها
  كرم : وأبوها يابا أبوها 
المختار : مالها ومال أبوها ؟؟.. أبوها باع وإحنا إشترينا، بعدين ربنا الله الزلمة ديموقراطي ومعطي اولاده حرية
كرم : مستحيل يابا مستحيل أطلب منها تخون جماعتها مشان مصلحة
المختار :أنو جاب سيرة الخيانة هسا يا لعين الوالدين ؟؟مش إحنا متفقين إنو الانتخابات ديموقراطية؟؟ وانو كل 
           واحد حر يعطي صوته للي بدو إياه؟؟
كرم : صح
المختار : تصح عظامك .. خلص المسألة محلولة،إقنع البنت بالي قلتلك عليه، وانا جاهز أجوزك بعد الانتخابات 
           مباشرة.
كرم : المسألة مسألة مبدأ، هي بتعرف الصح من الغلط وهي حرة .. أنا مستحيل اطلب منها هيك طلب
المختار : معناته فش جيزة .. روح خليك معلق تا نشوف من اللي بدو يجوزك يا عكروت
كرم : علاقتي وإرتباطي بعزيزة مش للمساومة من مين ماكان
المختار (بعصبية ): غور إطلع من هون
(يتقدم مسعد وكريم يخرج)
مسعد : لا تزعل حالك يا مختار كريم جاهل بكرة بعرف حاله إنه غلطان وبيجي يحبي حبايه، بعده صغير وعظمة 
         طري بعدها الحياه ما أخذت ولا أعطت معه
المختار : ما بدي إياه .....روح خليك وراه لا يفركش الاتفاقيات الي وقعناها مع الجماعة، لا تخليه يغيب عن
             عنيك، وأنا رايح اتريح شوي بالدار هلكت اليوم وخلي الشباب تشد حالها     
 (أضاةة ستارة على القسم الاول)
 (تضاء الجهة اليسرى حيث حملة أبو الراجح وجماعته،يافطات معقولة معتدلة عمل هادئ، فرج معه إثنين من مساعديه ، عزيزة تحمل الطعام على طبق القش وخبز الطابون )
عزيزة : صح إبدانكم
فرج : أهلا .... اهلا ... أهلا ... نورت
عزيزة : ( وهي تنزل الوعاء وترفع الخبز والطعام ) إتفضلوا إتغدوا
فرج : عزيزة 
عزيزة ( بغير إهتمام) : نعم؟؟
فرج : بعد الي صار بعد بدك كرم ؟؟
عزيزة : توكل عالسكت ولا أسم بدنك ؟؟
فرج : ول ول ول .. شو الي قلناه ؟ .. السؤال حرام ؟!
عزيزة : ليش تحشر حالك بشغلة ملكيش فيها ؟؟
فرج : طيب سيق إني غلطت ... خلي كلامك معقول مش لسع زي الدبابير .. خليك حافظة خط الرجعة بلكن اتغير 
       الوقت وعدو اليوم صار صديق بكرة
عزيزة : راح تموت وإنت تحلم ... وإسمع كلمة زيادة بقول لابوي خليه يبهدلك
فرج : خلص متأسف .... مفش داعي نعج معاك ومع المختار أبو راجح
 (و يدخل المختار أبو راجح)
 أبو راجح : يعطيهم العافية الشباب ..
فرج : الله يزيدك عافية يا مختار ...
المختار :  طمنوني ،شو الاخبار ؟؟
فرج : بصراحة يا مختار انا خايف
المختار : شو مخوفك يا فرج ؟؟
فرج : الحوت بفت مصاري كثير وعبى البلد صور ودعايات وذبايح وعزايم ووعودات وأحلام كذابة، قسم من 
        الناس يا عمي ابو راجح .. بتنخدع بالبهرجة والتجميل
أبو راجح : لا تخاف .. الشمس ما بتتغطى بغربال،إحنا نعمل الي علينا حسب قدرتنا،والباقي على الله،والله لولا ما 
             يقولو المختار تراجع، وخوفي أنه الحوت يستلم البير ويعمل عمايلو بالناس، ما كنت إنزلت بس أهل 
                البلد  شجعوني أوقف بوجه الحوت خوف ما يستفرد بالميّ ويتحكم برقاب الناس، ...إسمع يا فرج 
              إسمعوا يا شباب ما بدنا فوضى ولا دوشة باللسان المليح والكلمة الحلوة والمعاملة الطيبة نكسب الناس
فرج : بس يا مختار همي مش مخلين إسلوب الا إتبعوه
أبو راجح : الغاية لا تبرر الوسيلة .. الهدف الصح طريقه أصح منه،... بدي يافطات معقولة بلا تبجيل ولا تخجيل
              ولا وعود اكبر من حجمنا، احلام كذابة بدناش المهم العمل الصادق،وخدمة الناس بأمانة، والأيام كفيلة
             تكشف الصالح والطالح
( يدخل كرم ويحاول فرج منعه)
كرم : السلام عليكم
فرج : يا مختار 
المختار : إتفضل يا كرم .. عليكم السلام .. مالك مش عبعضك؟؟
كرم : لاتواخذوني يا جماعة .. مش حلوة حدا يشوفني هون
المختار : له يا كرم ولو إحنا مهما صار بنضل أهل .. هاي إنتخابات أمور دايخة قدام علاقتنا، زوبعة وبتمشي    
           وبعدين بدنا حدا يعرفنا بكرم .. بعدين مالك شكلك مخطوف ؟؟
كرم : بصراحة يا عمي أبوي طردني
المختار : طردك ؟! ليش يا عمي شو ساويت ؟؟
كرم : والله ما سويت إشي .. طلب مني شغلة ورفضت
المختار : لزوم تطيع والدك 
كرم : يا عمي إنت مش عارف أبوي ساومني يا بخلي يا عزيزة والبنات الي معها يصوتن الو يا مفشي جيزة
المختار ( باستغراب) : لهون وصلت ... إخص على هيك عقول أنانية طماعة
عزيزة : وانت شو قلت يا كرم ...؟؟
كرم : يا عزيزة منتي شايفة حالتي وعرفتي جوابي طبعا رفضت 
فرج ( محاولا استغلال الموقف) : حلو ممتاز .. تعال قلنا عن خطتكم الانتخابية مشان ترد لابوك الصاع صاعين
المختار ( بغضب شديد ) : فرج ... 
( يؤشر عليه بالخروج فورا يخرج فرج ولقد أحرج وشعر بالخطأ )
كرم : أنا متأسف يا عمي .. سببتلكم مشاكل
المختار : ولا يهمك يا كرم أتاكد انو الغلط مرفوض سواء من عندي أو من عند ابوك .. لكن كلامك خوفني أكثر 
           على مستقبل البلد .. هس صرت مصر اكثر على مواجهة أبوك
كرم : أنا بفكر اطلع من البلد تا تخلص الانتخابات
أبو راجح : لا تكون سلبي .. هاظ هروب وانتا شاب بتحمل قوة الاخلاق ليش تهرب من قدام ضعيف الطمع
              والمصلحة والانانية .. بلدك بدها إياك .. أنا ما بقلك صوت لحدا، بس كرم هون أحسن من كرم هناك
              الحجر يا إبني بمحله قنطار
كرم : وانتي يا عزيزة ... بدك 
( تقاطعه)
عزيزة : بدي أصوت للحق ... وبدي أظل أستناك ،وبدنا نزرع سوا الخير بهالبلد لا تقلق يا كرم...المستقبل النا 
ابو راجح : شايف يا سيدي فهمتك قبل ما تحكي كيف أنا عاد بدي أسخى أعطيها لا سمح الله لواحد غير كرم ... 
             مشان تيجي تقلي يابا إحنا مش متفاهمين .. ما صدقنا وانكم تتفاهموا يالله عاد خلونا نتغدى يا عزيزة 
             إسبقينا وحضري الغدى.
   عزيزة : جاهز وأنا وراكو وإنتو قدامي
كرم : بس يا عمي إحكي للشباب يرجعوا فرج ان كان غلط انا مسامحه وبدي إياك تسامحه
ابو راجح : مشانك بس .. خوف ما تزعل أنا سامحته ... روح يا عمي إندى فرج وقلو تعال كمل شغلك ..
( يخرجون )


ستارة



المشهد رقم -6-
المكان : البدر
الزمان : يوم الإنتخابات
يوم الإنتخابات وفي وقت متأخر نسبيا،الصندوق موضوع في وسط المسرح ملاصق للبئر صف طويل من أهل البلد يصطفون،وقبل الصندوق طاولة وضع عليها سجل،وجلس كل من فرج ومسعد يدققان ببطاقات الناخبين ويدخل الناخب الى وراء ستارة ثم يخرج ويضع الورقة في الصندوق.
فرج : على مهلكم يا جماعة ... واحد واحد
مسعد  (يسأل أحد الناخبين ): توقع ولا تبصم ؟؟ ..
الناخب : ببصم
مسعد : هات إبهامك
 ( يفعل ويوقع )
مسعد( يهمس ) : عفية .. بسرعة خلف الستارة وما إليك بركة إلا الحوت
فرج(محتجا،يضرب الطاولة) : هاظ تزوير وما بصير تقول للناخب فلان وعلان .. الدعاية الانتخابية خلصت، 
                                    وهاظ إنتهاك
مسعد : إنت قاعدلي على الحشرج ؟؟
فرج : والله العظيم بفركشها
مسعد : المسحوب مغلوب
الناخب : إنتو بدكم تتقاتلوا على حسابي ؟؟
فرج : إنت تجاوزت حدودك كثير يا مسعد
مسعد : كنك حسيت بالحم
الناخبون : يالله يا جماعة بدنا نخلص، شو هالفوضى؟؟
الناخب غضبا : أقلكم بطلت أعطي حدى 
( ويمزع الورقة ويخرج ويلحق به مسعد)
 مسعد :  يا أبو عصب .. وقف تا أقلك إسمعني 
(الناخب لا يكترث ويخرج غضبا)
مسعد : هيك طيرت واحد
فرج : إنت سبب المشكلة ولآخر مرة بقلك الزم
مسعد : الله يجيبك يا طولة الروح ... كمل يا أخي إنت وياه
 (يواصل الناخبون تقدمهم ... تدقيق ثم دخول وراء الستار ثم ايداع بالصندوق)
 (صوت طبل وزغاريد ومجموعة من لناس ، يدخل المختار جابر الحوت ومعه عدد من أعوانه ومؤيديه ، يصل للصندوق .. يقف مسعد عالطاولة وينشد )
الهيلامان الهيلامان
الهيلامان على عيونة ، عيونه يا عيون الشجعان
الهيلامان على راسه ، راسه يا راس الكسبان
الهيلامان على سنانه ، سنانه يا سنان الشبعان
الهيلامان على خدوده ، خدوده يا ورد الرمان
 (يرفع المختار العكاز معلنا الانتهاء، ويتقدم يأخذ كرت وهناك كمرة تلاحقه وتصور يدخل الى خلف الستارة)
مسعد : صلو على النبي .. كتب كتب كتب 
( يخرج)
 (المختار يمسك الكرت محاولا إدخاله في الصندوق الكميرات تلتقط الصور وهو يبتسم يدخل الورقة للصندوق ويصفق الخضور وينزل مسعد عن الطاولة ويغار البعض ...)
فرج يقول : هيك دعست على الاوراق ؟؟
مسعد : الهيلمان على خطه
فرج : يخططوا بدمك حدود البلد، وينتفوا شعرك تا تصير مثل الصوص ما يعرف أحد
مسعد  (مماحكا) : من حمه فار دمة
 (يدخل موكب المختار ابو راجح ويقف فرج على الطاولة) : 
 فرج :وتلولحي يا دالية.....يا إم غصون العالية
(المختار أبو راجح يدخل وياخذ دوره مثل باقي الناس ويصل ويقترع ويخرج)
و(بعد نقاش مع ثلاث اشخاص ينتهي الصف )
خلص الوقت ، يبدأ الفرز يحضر الجميع لسماع النتائج .


ستارة


المشهد رقم -7-
الزمان : بعد النتائج
المكان : البيدر قبل البير
( طاولة برأسين جلس عليها الفائزون بالإنتخابات المختارين وأربعة آخرون )
(جدل في الاجتماع الاول)
جابر الحوت : لع هيك ما بصير إحنا بدنا نعمل مشاكل من أول جلسة
أبو راجح : طيب شو بدك ؟؟
جابر الحوت : بكرة تصير تقلي جماعتك وما جماعتك ، من هسا نقسم ونمنع الشر والوقاية خير من العلاج 
أبو راجح : شو بدك تنشر البير بالمنشارة ولا تعد دلاوه ؟
الحوت ( ينهض ويأشر عالبير بالعكاز) : أنا وربعي وجماعتي من هون من جهة اليمين، وإنت وربعك وجماعتك 
                                                من هناك .. بنحط حبل بالنص وكل جماعة تعبي من جهتها
أبو راجح : والله عمرها ما صارت بير واحد بالبلد ينقسم؟؟ وبعدين رايك حبل بدو يمنع مشاكل؟؟ ، الاصل إنو 
               المشاكل إنتهت مع النتائج ، ولازم نشتغل بايد وحدة،إنتو جبتو ثلاث مقاعد وإحنا زيكم

جابر  الحوت : أرجوك أبو راجح ،غير هيك ما بصير
أبو راجح( ساخرا) : طيب شو رايك تحط حراسة ؟؟ 
الحوت : هاظ الي بدو يصير .. حراس إثنين، واحد من عنا، وواحد من عندكم وبالليل بس ..ومتطوعين
أبو راجح : ليش مش بالليل وبالنهار؟؟
 جابرالحوت : الي بدو يسرق بالليل بيسرق
أبو راجح : والله حرامي الليل حفنته صغيرة ،بس الكارثة حرامية النهار ، حرامي الليل إن طمع بطمع بجاجة 
              بسخلة... ببقرة ، بس حرامي النهار بسرق ملايين، بيسرق بلد ، بسرق وطن ...
 جابر الحوت : يا أبو راجح بدنا نتجاوز هالنقطة،أنا هاظ مشروعي، ونقول تصويت يا نوافق ،يا نوافق
أبو راجح : رأيي يا جماعة انه هاظ الحكي تكريس للفرقة والتجزأه،اليوم بنقسم البير، بجوز بكرة نقسم الدُّور 
             وتصير كل حارة عنا بلد لحالها ، يا جماعة خلي هالبير يوحدنا منه بنشرب ، وعليه بنلتقي وبنتسامر
الحوت : الشغل بدوش عواطف ولا قصائد ، يا جماعة خلصونا
(تصويت )  الموافقين ثلاث ، المعارضين ثلاث
 جابر الحوت :  أنا فزت 
أبو راحج : تعادل
  جابر الحوت :لا أقر القرار،لأنه أنا الرئيس، والي صوتين ، تعالوا نبحث الصلاحيات وتوزيع المهام
أبو راجح : ولكم يا جماعة هو ورثة بدنا نتقاسمها ؟؟، بنشتغل سوا ويد الله مع الجماعة
الحوت : هاظ الحكي بالوساع بكرة بتصير تقول صلاحياتي وما صلاحياتي
أبو راجح : بدهاش مهام ومناصب،مهي مبينة،بير ميّ وناس،وكيف بدك تنظم علاقة أهل البلد بالبير؟؟
               أي هي صنعة ؟
الحوت : يا أخوي يا أبو راجج،اذا اتفقنا بنختلفش، يعني هسا بس نزلنا ضد بعض بالانتخابات مش تنافس؟؟، 
            لو إنا مش مختلفين، ما كان ضروري نعمل هيصا ونخسر، وبعدين الحمل ان توزع بنشال،النية خير يا 
           مختار الله يرضى عليك
أبو راجح : هات تانشوف توزيعاتك يا أبو كرم 
 جابر الحوت : عادي عنا مسؤوليات إمبينة ، مية البيوت ومية الزراعة والمشاريع المنوي عملها
ابو راجح : قسم يا أبو كرم قسم
 جابر الحوت : رأيي ، مية البيوت تستلمها انت وتابع مشاكلها وهي شغلة خفيفة مشان ما تتعبكيش، 
           مية الزراعة والمشاريع خليها مسؤوليتنا،منتى عارف أولا أنا عندي تنك وتراكتور والمشاريع 
          بدها متابعة، يا أخي هاي التقسيمات خليا بفترة صلاحياتي كرئيس بعد ما يصير دورك ،
          مش إحنا متفقين انه كل واحد يترأس اللجنة سنتين،بس يجي دورك غير وبدل زي ما بدك
أبو راجح (بتهكم) : سنتين؟؟!!، بتخرب البلد وتقلب أعلاها أسفلها
 جابر الحوت : ليش هالحكي يا مختار يعني لازم نمشي زي ما بدك ؟؟
المختار أبو راجح : لا تمشي ولا عبالك
 جابر الحوت : في دستور للجنة بقول التصويت بحسم كل المشاكل
أبو راجح : أنا ياجماعة بقبلش بهاي المهزلة،وبعلن إنسحابي لأني شاعر إني رح أكون غطاء لاشياء الله 
              أعلم شو راح تساوي فينا 
(يقف الجميع يحاولان منعه)
أحدهم : يا أبو راجح ، إخزي الشيطان وكل بداية صعبة، وإحنا خمس عيون إذا أبو كرم عين واحدة
أبو راجح : لا يمكن ، الي بدو يجي معاي حياالله والي بدوش مبروك عليكم
أحدهم  (احد اعضاء كتلة ابو راجح) : إستنا يا ابو راجح خذني معك
الثاني (متردد) : يا جماعة طولوا بالكم مش هيك
(يهم بالوقوف)
 جابر الحوت ( يمسكه) :إقعد وين رايح ،جاجة عفرت على راسها عفرت ،خليك معنا تكسب لازم يكونلك 
                          شخصية طول الوقت هو موخذ الحكي وإنتوا ساكتين،مالك شو ناقصك؟؟،إيد ولا إجر ؟؟
(يجلس) ويسأل : يا أبو كرم .. وضعنا جائز حسب الدستور ؟
 جابرالحوت : جائز مية بالمية،وإن مش جائز بنعدلة هي شعلة،هياتكم ثلاث وأنا إثنين ،خمسة نصاب قانوني
الرجل الثاني : ان كان هيك معنديش مانع أظل،بس مش تستفرد فيّه ؟؟
 جابر الحوت : ولو مش عيب ، إنت حبيبنا ، قوموا هساع نكمل جلستنا بعد ما حلوت بالدار .
(ينهضون)














ستارة 

المشهد رقم -8-
المكان : البيدر
الزمان : ساعات الفجر الاولى من ليلة صامتة الا من صوت حفر تحر الارض
(فرج ومسعد يحرسان البير،ويبدو عليهما النعاس)
فرج : وبعدين يا زلمة بدنا نظل مشبوحين،خلص أمان
مسعد : والله أنا الثاني نعست
فرج : أنا الي مش غادر أفهمه مين هالي بحفر بتالي الليل ؟؟
مسعد : الله أعلم .
فرج : طول الليل دب دب دب
مسعد : مالك وماله... دب راسك ونام 
فرج : قولتك نعرف نغفى ؟؟
(يمددان أنفسهم ، وفرج يتقلب)
فرج : تقول مدافع بدب بالارض، بعدين أنا شاعر انه هالصوت قريب منا
مسعد : هاظ من النعس صار يتهيألك شغايل .. هاظ لو تسهرلك إسبوع بتلحق صفوان
فرج : قول لحالك، عينيك بعد الساعة عشرة كل عين بتروح لجهة
مسعد : نام وإسكت ، تصبح على خير
(ينامان قليلا صوت إزميل تفلّت من تحت ضربة مهدة)
(مسعد وفرج يستيقضان)
مسعد : إتعور المختار!!!
فرج : شو فيه ، شو هالصوت؟؟
مسعد : ولا اشي إنت نام،هاي تلقاه بس دعم بخلقة حديدة
 ( فرج شديد النعاس يعود للنوم ، ويتبعه مسعد )
(بعد لحظات يدخل صفوان يحمل دلوا يتحرك  ببطء وحذر،حتى يصل البير ويبدأ بإدخل الدلو في جهة الحوت ويخرج الماء،ويعبئ الجهة الاخرى بهدوء، وبعد مرتين أو ثلاثة مرات، يستيقض مسعد وفرج يصرخان)
 فرج ومسعد : وقف عندك  !! امسك  !!
 (صفوان  يختبئ خلف البئر فيمسكانه)
مسعد : صفوان بتسرق ميّ يا صفوان ؟؟!!
فرج : صفوان !!
مسعد : هات حبلة يا فرج خلينا نكتفه
فرج : إسمع يا مسعد ... شو جاي تساوي يا صفوان ؟؟
صفوان : ليش الميّ عالمختار وجماعته زي المطر وحارتنا من الجمعة للجمعة ؟؟
فرج : مش عيب تيجي تسرق بالدلو ... شو بدو يساوي الدلو؟؟
مسعد : هات الحبل وبكرة بنقدمه للمحكمة
فرج : إنسى ... خلص يا صفوان مش تعيدها هاي المرة سماح
مسعد : شو سماح ...لازم أبلغ المختار.. الحرامي لازم يتعاقب
صفوان : إنتو الحرامية
مسعد : أخرى حرامي  ووقح ..؟؟
فرج : إسكت يا صفوان ... يا مسعد الزلمة بنص
( يؤشر عليه بمعنى انه لا يواخذ، ويكمل) بعدين هو ما سرق طال من هون وحط هون والقانون بيدينوش .. 
           خليه يروح بحال سبيله
مسعد : هي هي يا فرج .. خلينا نستفتح باول قضية ؟؟
فرج : بصفوان خاف من ربك .. صفوان إركض ،مش أشوفك هون ، خذهاظ دلوك والتعباية الصبح .. إركض
( يطرده)
فرج: إرجع نام يا مسعد
مسعد : والله حراسة هالحراسة .. نام إنت وأنا بديش أنام
فرج : بخاطرك 
( ينام فرج ،مسعد لا زال واقفا )
مسعد : راح علينا خمس ليرات
( هدوء قليل ، يدخل المختار خلسة ، وينادي مسعد )
جابر الحوت : مسعد مسعد
(مسعد ينتبه وينظر لفرج ليتأكد من أنه نائم ويتقدم نحو المختار)
مسعد : خير يا مختار؟؟
جابر الحوت :إسمع ...المواسير وصلت تقريبا لعند الميّ، والشباب خلصوا حفر وبدنا نثبت المواسير بالبير، 
                     الميّ فاضت على الدار
مسعد : شو المطلوب مني ؟؟
 جابر الحوت : بدك تفوت جوات البير وتثبت المواسير وتربط الشفاطات،وادليهن بقاع البير،...عَجِّلْ التنكات 
                  بتستنا ،.والشوفيرية الهم نص ساعة واقفين بسرعة
مسعد : بس يا مختار بجوز أغرق
 جابر الحوت : تخافش إربط وسطك بالحبل ،وأنا بعلق الجلابة بطرف البير، وأنا معاك تخافش إنزل ... 
مسعد : حاضر (يربط نفسه)
(وينظر للكلابة ) ويقول : صرت ذبيحة يا مسعد ... الله يعلم تلحق تذغي ولا لع
 جابر الحوت : خلصني قبل ما حدى يحس علينا
مسعد : ( ينزل ) بخاطرك يا مختار .. سامحونا
الحوت : على مهلك
مسعد : (من تحت المي ) يا باي ... إنخنقت 
 جابر الحوت : تخافش ... إدليش حالك بالمي ..الحفرة على جنبك خذ الشفاطات .. 
( ينزل له كيس فيه مواد معدنية)
( الواحدة تلو الاخرى) ..
جابر الحوت : استلمت ..؟؟
مسعد : وصل وصل
 جابر الحوت : إستنا تا أجبلك البرابيش
مسعد : مش تشرد ؟؟
جابر الحوت : ثواني
( يخرج ويعود بسرعة يحمل ثلاث لفات خراطيم مياه كبيرة ويبدأ بإنزالها لقاع البير)
( في هذه الاثناء يستفيق فرج ويفرك عينيه )
فرج : مين هاظ ؟؟
جابر الحوت: ( مرتبكا) أنا يا عمي فرج ... المختار كمل نومتك
فرج : ( باستغراب) شو بتسوي عندك ؟؟
جابر الحوت: ولا إشي ،قلتلك نام ... إتريح .. بس جيت أطمن عليكم
فرج ( وقد زاد الشك في نفسه ) : وين مسعد ؟؟
جابر الحوت( حائر) : مسعد مسعد راح مشوار هسا برجع
 ( مسعد ينادي من داخل البير) : يا مختار ...نفست نفست
فرج( ينهض) : بدي أعرف شو الي بصير؟؟
( ينظر الى داخل البير )
فرج : مسعد ، شو دخلك جوات البير ؟؟ وشو بتساوي عندك؟؟
جابر الحوت: ( بعد إن إفتضح الامر) : بدك تظل آدمي ومحترم وجيبتك تعمر بالمصاري لا شفت ولا رائيت، 
                 بدك تعمل أبو الضمير والشرف ،راح تخسر
  فرج : طيب أفهم شو الي بصير .؟؟
جابر الحوت: إحنا ما بنتعدى ع حدا ، والارض إلنا ..والبير بيرنا،وحنا المسؤولين عنه،والكل بعرف والي بنكر 
                بيكابر
فرج : ومادام البير بيركم  ليش السرقة والحفر من تحت الارض ؟؟
جابر الحوت: إحفظ لسانك ولا بدفنك بالبير
فرج : وعمي أبو راجح والناس؟؟
جابر الحوت: ما حدا إلو عنا .. وبعدين على شو هالاخلاص الزايد  لعمك أبو راجح ...؟؟
               ها قلي مش هو الي حرمك من عزيزة ..؟؟وأعطاها لإبني الصايع الضايع الي مش ملاقي يوكل 
                   وأنت أحق فيها .. ليش ما أعطاك إياها ؟؟          
فرج : عزيزة هي بدها إبنك
جابر الحوت :وَهْمْ،هي قبلت فيه عمنو إبن المختار طمعانه زي أبوها لكن بس أنا طريته لكرم،إصبرلك شوي راح
          يجوع كرم، ويرجعلي،وإن رجع أول شغلة رح أعملها أفسخ خطوبته منها ،وإن ما رجع،هي الي راح ،
          إدشره وهيك بصفالك الجو وأنا بدعمك ،وراح أغنيك بس بشرط
فرج : شو ؟؟
جابر الحوت: لإنك كشفت السر، لازم تضل تشتغل حارس على البير، وكل تنك بطلع منها الك عمولة 
فرج ( متردد ) : بس يا مختار .. والناس ؟
جابر الحوت : إحنا الناس .. إحنا المصاري .. إحنا الثروة .. وبعدين إحنا مش راح نقطع المي عند حدا ... 
                  هاي النبعة وبنسقي البلد حاجتها،والباقي بنتاجر فيه،بالله عليك هاظ غلط ؟؟.وشو يعني لو كسبنا 
                   وكسَّبنا غيرنا ؟؟
فرج : طب الميّ وين بتروح فيها ؟؟
جابر الحوت : لخلق الله..القرى الي حوالينا عطشان والناس معها مصاري وبتشتري يا فرج،أربع تنكات
                  مش ملحقات طول النهار نسحب .. أنا قلت الليلة بطوله للسحب، والنهار بوسعه لاهل البلد
فرج : طب مسعد شو بساوي؟؟
جابر الحوت : مسعد بربط الشفاطات،المواسير الاولى بطلت تلحق،بحشنا نفق صغير وحشرنا فيه ثلاث مواسير 
              ونزلنا  مسعد يركب الشفاطات ويوصلهن بقاع البير    
فرج : لعاد الدق طول الليل من عندكم؟؟
جابر الحوت : شو قلت ؟؟
فرج : إنت متأكد يا مختار اللي بنعمله لا حرام ولا سرقة ؟؟
جابر الحوت :هالحكي الي سمعته وبعدك بتقلي متأكد ومش متأكد؟؟ وبعدين إعتبر نفسك لا شفت ولا رائيت 
                 وإلي سمعته حلمة ،، بقيت نايم وحلمت. شو رأيك ؟
فرج : تتعهدلي أتجوز عزيزة ؟؟
جابر الحوت : أبشر ...بس  بدك تصدق معنا، واذا لعبت بذيلك هيك ولا هيك،إنت بتعرف الحوت
فرج : لا شفت ولا رائيت ، غير العمولة .. أنا باقيت أحلم وبدي أرجع احلم... بخاطرك أارجع أكمل نومتي
( يذهب)
جابر الحوت : عفارم عفارم 
مسعد ( من البير ينادي ) : يا مختار هات إيدك 
فرج : تصبحوا على خير
(جابر الحوت يساعد مسعد، فيخرج مسعد مبتلا) 
جابر الحوت : ثبتتهن ؟؟
مسعد : مية بالمية .. مع مين بقيت تحكي ؟؟
جابر الحوت : لا .. هاظ فرج باقا يحلم
مسعد : خليه يحلم 
جابر الحوت : تا أروح عالتنكات تستنى قدام الدار وإنت 
( يخرج من جيبه نقود ) خد هالقرشين إلك ولصاحبك تتمصرفوا 
مسعد : من إيد ما نعدمها
جابر الحوت : تصبحوا على خير
مسعد : وإنت كل أهله




















ستارة

المشهد رقم -9-
المكان : البيدر
الزمان : عصر يوم من أيام الجفاف الذي عاد شبحه الى القرية بعد ان نضب البئر.
( مسعد وفرج يقفان بقلق على البير )
مسعد ( يخاطب فرج ) : رايك إنضحك علينا؟؟
فرج : وبعدك بتسأل من ثلاث ساعات وإحنا بنستنا
( شخص ما يحضر ويدلي دلوه  بالبير )
فرج : لا تغلب حالك يا عمي .. البير كل سنة وإنت سالم
الشخص : ولا كيلة .؟ .. بدي أسقي هالطفل !!
فرج : إرهن أرضك للمختار يمكن يشفق عليك ببسطل ميّ
الشخص ( بحزن وغضب) :ضيعتونا .. الله ينتقم منكم ..
مسعد ( يحتد ) : غور من هون إحنا ناقصينك
فرج : روح يا عمي أحسنلك .. بلكي بتلاقي حدا يشحدك كاسة ميّ .. الله بيسر
( يخرج الرجل)
مسعد: فكر بنفسك يا فرج بالاول صرلنا ثلاث شهور بنشتغل زي القطاريز عند الحوت ولا بارة ..
فرج : بدك الصحيح ... إحنا بنستاهل .. بعنا حالنا برخيص للحوت،وحتى الرخيص ما حصلنا  عليه، 
       المختار ضحك علينا شفط الميّ وعبى مصاري وإحنا بنتفرج، وهاي الميّ نشفت ورجعت البلد زي الاول ..  
       إحنا خسرنا كل إشي ،إخسرنا حالنا وخسرنا الناس، دسنا ضمايرنا وضاع مستقبلنا
مسعد : بكفي يا فرج ، أرجوك بكفي
فرج : الحقيقة بكل مرارتها بدنا نعترف فيها
مسعد : بطلت أغدر أستوعب ما حدا بمر علي وبقلي مرحبا،الناس قرفتنا،حاسس حالي غريب بين أهلي وقريتي
فرج : لا تشكيلي ببكيلك
( يدخل جابر الحوت يحمل كيسا كبيرا فيه نقود وعبائة على كتفه)
 جابر الحوت : خير بدكم إياني؟؟
فرج :حقنا يا مختار 
 جابر الحوت : يكسر حُقَكْ وحُقْهْ،أي حقوق إلكم عندي ؟؟
مسعد : أجرتنا
 جابر الحوت : أجرة إيش يا متعس  أفندي ؟؟
مسعد : ولو يا مختار،نسيت حراسة البير والشغل معك بالمواسير والتنكات ؟؟
 جابر الحوت : أولا الحراسة بنص الدستور تطوع،والمواسير بعدهن بالبير،إسحبوهن وبيعوهن وتقاسموهن
                 مبروكات عليك
مسعد : يعني يا مختار ضحكت علينا عينك عينك
 حابر الحوت : الزم حدك .. وإعرف مع مين بتحكي ؟؟.. طول عمرك قطروز
مسعد : يا مختار إحنا خسرنا كل شي بسببك،وكل الثروة إلي معك على كتافنا لميتها
 جابر الحوت : بدكم تورثوني يا صعاليك ؟؟
فرج : تغلطش
 جابر الحوت : ولك إلك عين ترد علي يا بايع نفسك ؟؟
فرج : أنا صحيت وغسلت إيدي من عمايلك
 جابر الحوت ( يضحك):ها ها ها ،، بعد أيش ؟؟ها قلي؟؟، روح دور بلكي لقيت حدا يحبك أو ممكن يتعاطف 
                             معك
مسعد : طيب ومصارينا يا مختار ؟؟
 جابر الحوت : بعطيكم فرصة أخيرة
فرج : إنت غدار وما حدا بأمنلك
مسعد : خلينا نسمع يا فرج
 جابر الحوت : نرحل سوا ... سمعت انه في بلد من هالبلاد فيها بير مطموم ..إن وصلناها وتأكدنا نشتري الارض  ونبحش البير،ونطلع المية ونتفق من جديد،وهالمرة رح يكون اتفاقنا واضح ومكتوب،بس بشرط واحد    
مسعد : أخرى بتتشرط ؟؟
 جابر الحوت : بدي كرم يرجعلي
مسعد : وإحنا مالنا ومال كرم ؟؟
 جابر الحوت : يا غبي كرم بضل إبني،وبدي إياكم ترجعولي إياه
مسعد : كيف بالقوة نجرو جر
جابر الحوت : لع ....
مسعد : لعاد كيف ؟؟
 جابرالحوت : تخلصوني من عزيزة
فرج ( منفعل) : شو بتقول ؟؟
مسعد : وشو بدك تستفيد من قتل عزيزة ؟؟!!
 جابرالحوت : بحرق قلب أبو راجح .. وببطل كرم الو علاقة فيهم،وبرجعلي..... اذا عملتو الي بقلكم عليه 
                هساع بعطيكم إلي بدكم إياه، وهايّ المصاري معي
فرج ( يصرخ ) : إنت مش بني آدم ...إنتي الي لازم تموت مش عزيزة... إنت حرام تعيش
( يهاجمه ويأخذ منه العكازة ويضرب عدة ضربات على رأسه فيميل المختار جهة البير )
( وفرج مستمر بضربه على رأسه وهو يصرخ )
فرج : إنت الي لازم تموت ،لازم تموت . لازم تموت
( يصرخ الحوت ويقع بالبير مع كيس النقود )
( يتردد الصراخ مثل الصدى )
مسعد ( منفعل بشدة) : مات ...!!
فرج ( مصدوم ) 
مسعد : وك إركض ... أهرب شو بعدك بتساوي ؟؟
فرج : أهرب !!
مسعد : ولا تنام ؟؟... أهرب
فرج :( يهرب بعد أن يلقي عكاز المختار)
مسعد : وأنا لليش واقف 
( ينظر الى داخل البير فيصرخ ،ويهرول خلف فرج ويقول)
مسعد  : إستنى يا فرج إستنى .... إستنى يا فرج إستنى



ستارة


المشهد رقم -10- وألأخير .
المكان : البيدر المهجور
الزمان : مساء يوم قاتم
( أهل القرية وعلى رأسهم المختار أبو راجح وعزيزة يحملون الأمتعة إذانا بالرحيل والهجرة، بعد أن خسروا البئر ،وعاد الجفاف يأكل الحياه بالقرية )
( يدخل كرم ومعه كيس ورق صغير )
كرم ( يتفاجئ ) : لوين ؟!
أبو راجح : بلاد الله واسعة
كرم : رحمته أوسع من بلاده ..
أبو راجح : يا عمي بعد الي صار الناس ملت وما عاد إلا نهاجر
كرم : إن كان ع الارض الي أخدها أبوي إعتبروها رجعت، الأرض أرضكم، واللي ظلمكم عند ربه هو بحاسبه
أبو راجح : وشو بدنا نعمل بالارض بلا ميّ ؟؟
كرم : اذا مات حدا منكم بندفنو بارضه مش غريب بالجميله
أبو راجح : يا عمي يا كرم .. الله يرضى عليك إن حبيت ترافقنا حياك الله ،وإن ما حبيت حياك الله
كرم : وعزيزة ؟؟
أبو راجح : ومالها عزيزة ؟؟
كرم : عزيزة مهاجرة معكم ؟؟
أبو راجح : نسيت إني أبوها ؟؟
كرم : وأنا خطيبها
أبو راجح : لحد هس ولبكرة مش قايل لع
كرم (يخاطب عزيزة) : بدك تتركيني يا عزيزة ؟؟
عزيزة : أنا بظل مع ابوي حتى نجو ......
(تقصد نتجوز لكنها تقطع الكلام خجلا)
كرم : كمليها يا عزيزة كمليها
أبو راجح : يا عمي يا كرم الله يرضى عليك إنت بتفهم بالاصول 
كرم : يا عمي أنا باقيت جاي أقلك ،إني جبت الحنا مشان عرسي وعرس عزيزة
أبو راجح : إلحنا ؟؟... وين الميّ الي بدك تجبل بيها الحنا يا كرم؟؟
كرم ( يفتح ظرفه ) : حنا عرسي  وعرسك يا عزيزة هياها شو فيها .. حنا حجازية من أرض النبي ..
                         إطلعي ما أحلاها يا عزيزة
عزيزة ( تبكي) 
كرم : إبكي يا عزيزة إبكي .. بلكي إنجبلت الحنا بدموع عنيكي
أبو راجح : كرم أرجوك دشرنا بحالنا ؟؟
كرم : مابخليكوا تهاجروا لو بموت ... بدي إياكم تفرحوا معي .. فوق أرضكم .. الهجرة أمر من الموت 
      وين بدكم تتشردوا ؟؟..... الغربة عن الوطن حجيم ....خلينا هون 
(يأخذ بيد عزيزة ويرصع الحناء اليابسة في يدها ويبدأ بالغناء الحزين)
       يا ربي الغيث يا ربي....... تسقي زرعنا الغربي
      يا ربي ليشه هالجَنْهْ ........ أكلنا شروش الكرسنه
     يا ربي ليش هالغيضه ..... أكلنا شروش الحميضه
     يا رب تبل الشرشوح......... وإحنا فقرا وين نروح
     يا رب الغيث يا ربي ......... تسقي زرعنا الغربي
(فجأءة تتبلد السماء بالغيوم ، ويسمع صوت الرعد وتبدأ الامطار بالسقوط ، وعزيزة تلاقي المطر بكفي يدها المرصعات بالحناء..... والجميع يشعر بالفرح والأمل)
       
النهاية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق