مسرحية "مخالب الماء" تفضح المستور في وباء السياسة العنصرية المعاصرة
فانتازيا ساخرة تبوح بها سجينة في دهليز تحت الأرض.
تونس - العرب
في تعاون عراقي- ليبي قدّم المخرج الليبي سعد المغربي مسرحية جديدة بعنوان “مخالب الماء” وهي مونودراما من أداء الفنانة الليبية سعاد خليل عن نصّ للكاتب المسرحي العراقي منير راضي العبودي.
وتبحث المسرحية في أصل الجنون البشري، فتعيده إلى العقل وإلى جنون رجال السياسة الذي قاد العالم نحو أزمات لا حد لها.
وهي فانتازيا ساخرة تبوح بها سجينة في دهليز تحت الأرض، تتملكها الرغبة في التمرد الذي يبدو تحقيقه مستحيلا في زمن ملتبس اختلطت فيه الأوراق وتباينت التوجهات، وصارت قيادات العالم تعيش حالة من الجنون لكنها تحمل في ذات الوقت وجه الحقيقة، فمن يتوقع أن الجنون يعني غياب العقل سيكتشف أن العقل كان وجوده واضحا في عالم الجنون المفترض.
المسرحية تبحث في أصل الجنون البشري، فتعيده إلى العقل وإلى جنون رجال السياسة الذي قاد العالم نحو أزمات لا حد لها
ولا تلتزم المسرحية بزمن محدد فهي لا تحدها حدود زمنية ولا جغرافية، وتعتمد على المؤثرات الصوتية الطبيعية والحياتية بكافة أنواعها البشرية والصناعية السلمية، لتجسّد كل أنواع الدمار وأوجه الخراب والكوارث والفواجع التي مرت بالبشرية عبر مديات هذا العالم الذي يسير نحو المجهول.
“الجنون هو ملاذ الفقراء وحج التعساء”، بهذه الكلمات يختصر الكاتب والمخرج العراقي منير راضي العبودي مسرحية “مخالب الماء” التي يقول إنها تختصر عوالم بشرية لا حدود لها من الجغرافيا والتاريخ واللون والعرق والجنس، كما تكشف حالات من الظلم والجور وعدم الإنصاف، وانتهاك حقوق الآخرين بوضع الشيء في غير موضعه، أي في غير السجية السامية للعنوان الإنساني.
وتابع “ابتليت البشرية منذ التكوين الأول بصراع الإرادات التي فطر عليها الإنسان، النفس ومفاتن الدنيا وغاياتها السامية وغير السامية، وفي كل طرف من زمن مّا يكون هنالك انتصار للظلم رغم المقاومة والتصدي لهذا الخراب.. مدن وأمصار غزاها الجراد في ليل حالك السواد، فأمطر الصبح عذابات أجنة هجينة من صنع البشرية، صراع الاتجاهات، فكان صفرا من الشمال وصفرا من الجنوب وأينعت منها ولادة الغرب السالب لكل صالح من أفق الشرق المسلوب منذ الأزل ومازال دولاب الفلك تدور رحاه في قلب عواصم الشرق إلى يومنا هذا”.
وأضاف العبودي أن مسرحية “مخالب الماء” هي فضح المستور لوباء السياسة العنصرية المعاصرة.
وكانت المسرحية عرضت ضمن حفل افتتاح المهرجان الدولي للموندراما في تونس، الذي عقد من الثالث عشر وحتى السادس عشر من مايو الجاري، وحظيت بإشادة واسعة.
وعن ذلك يقول العبودي “اكتمل عرض هذه المسرحية في المهرجان الدولي للمونودراما بقرطاج بالتعاون الفني والجمالي بين الفن العراقي المتمثل في كتابة النص المسرحي والأداء التمثيلي للفنانة العربية سعاد خليل والإخراج التقني والفني للمخرج سعد المغربي ليتشكل هرم ثلاثي من الإبداع، لقد كانت تجربة جميلة جدًا ومميزة”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق