تصنيفات مسرحية

الأربعاء، 14 سبتمبر 2022

نحو تفكير مسرحي متجدد (لا لتخوين فن المونودرما )/ زهير عبدالكريم

مجلة الفنون المسرحية 




نحو تفكير مسرحي متجدد (لا لتخوين فن المونودرما )

الكاتب زهير عبد الكريم 
 أذهب في هذا المقال بالقول الصريح في تحقيق العدالة تجاه  الجريمة التي تشبه إغواء الشيطان لأبونا آدم وأمنا حواء اللذين حثهما على الأكل من تلك الشجرة المحرمة ، وهذا ما تفعله بالضبط المهرجانات الدولية ما هي إلا خيانتها المعتمدة  لفن التمثيل، وهي جريمة  مكتملة الأركان تتجلى فيها قدرية المأساة لصالح الفروع دون الأصل، وهو فن الأداء المنفرد أو (المونودراما ) الذي أوردته الضرورة الملحه علما بأن فن التمثيل لم يبدأ جماعيا، ولكنه ينتصر للجماعية في كل قضاياه، بل هو المرشد والمعلم للبشرية منذ الأذل، وهذا مثبت في كل المراجع الفلسفية والمتخصصة ، وتتمثل خيانته العظيمة والمتجلية بمؤامرة ضد هذا الموروث الراسخ  .
إن التفكير التقليدي للناشطين المسرحيين والمفكرين والمنظرين لم يكن على كلمة حق وعدالة.
 تثبت الأدلة الدامغة التي لاذوا من تحقيقها وغضوا البصر عن هذا التاريخ .
ويذهب المسرحيين إلى أبد من ذلك في ممارستهم المسرحية حتى في ملتقياتهم  و محافلهم، والمهرجانات على وجه الخصوص وبتعمد غير مقصود ونكرانا لهذا الفن متناسين لو لا أن (ثيسبيس ) معلم الأجيل الأول الذي شق طريقه لنشر هذا الفن، و هو مثبت في مراجع الغرب المسرحية، أو الحكواتي الموجود و المثبت في مراجع العرب.
ظهر  هذا الفن المونودرامي العظيم ليصبح إحدى الموروثات المتجذرة والقائمة عليها الفنون المسرحية في كل أنحاء العالم. 
ويتجلى هذا التعمد والنكران لدور فن (مسرح الشخص الواحد) وتظهر عظمته بعد قرون عدة مارست اقصاؤه و إقصاء المشتغلين فيه حتى جاءت تلك الجائحة وإعادت إنتاجه بشكل مختلف ومتطور ليلبي حوجة الإنسان في الحياة. وهي حوجة ملحة في المشاركة والترفيه بأساليب مفتنة في الامتاع لنرى ذلك (يغني.. وآخر يرقص في بكلونة ما.. ، وتلك تمثل بالهواتف الذكية من شرفتها لأسرتها المعزولة عنها إبان فترة الجائحة) ، وهذا ما يستوجب علينا كمسرحيين قرأته بعقل منفتح في سياقات المسؤلية، وليس لمصالحة أي ماكانت ترمي بظنه على هذا الفن المتأصل والضروري للمشتغلين به . ومن هنا ينتج سؤال ماهي الضرورات والشروط التي تفرضها الأكاديميات للإلتحاق بفن التمثيل؟ وبمقابلة شخصية مصرة على تمثيل عمل مسرحي مونودرامي للمتقدمين أو اختبار للورشة أو انترفيوهات للتقدم لعرض مسرحي. تطالب أيضا بمشهد مسرحي مونودرامي أليس هذا اعتراف ضمني وكبير؟ لوجوده في أبجديات تعلم الفنون المسرحية.
 ،دعونا نسعى ونفكر بطرق جديدة ومثمرة في دروب فن المونودرما وأن لا نعمل على عزله في زمن نحن الأحوج فيه لأشكال مسرحية متجددة. ويجب علينا أن نذهب ونتقصى طرق البحث  لما هو أبعد من ذلك في مسرحة الظواهر و تقاليد  المراسم الاجتماعية. بل ذهب إلى مسرح الحداثة  وما بعدها ونجرب على أنماط اجتماعية سائدة في المجتمع حتى نظهر بشكل مسرحي مونودرامي جديد. ونذهب لأشكال  التكنو مسرح و نطور شكل المونودراما من  أصول المعرفة، لنكن حقانيين ومنفتحين أكثر في إدراة حياتنا المسرحية، لأن الثقة تجد طريقها إلى إدارة المهرجانات الدولية ممن يجلسون الآن على رأستها من أساتذة مستنيرين صنعتهم التجارب والحراك المعرفي التنويري والمسامرات الحوارية  الرامية لقيم الحق والخير والجمال.
فلنكن مبصرين وواعيين ومنتجين ومنقبين عن الجذور المعرفية الثقافية لننتج فنا مسرحيا لايصادر حق الأصل للصالح الفرع ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق