الكاتب طلال حسن |
مسرحية للأطفال " دروس " تأليف طلال حسن
يدخل دبان صغيران راكضين
الأول بني ، والآخر رمادي
البني : " يتوقف " سبقتك .
الرمادي : " يتوقف " بل أنا سبقتك .
البني : " يلطمه " كلا ، لم تسبقني ، ولا يمكن
أن تسبقني" يلطم أحدهما الآخر بشكل
مضحك " ....
الرمادي : كفى ، كفى .
البني : " يتوقف " لنعترف بالحقيقة .
الرمادي : الحقيقة ..
البني : كالعادة ، لم تسبقني ، ولم أسبقك .
الرمادي : هذا صحيح ، لكني سأسبقك يوماً ما .
البني : هذا مستحيل " يرفع يده " لن يأتي ذلك
اليوم .
الرمادي : بل سيأتي " يرفع يده " وسأسبقك .
البني : لنتوقف " يتلفت " أسمع أصوات
مكتومة .
الرمادي : " يحدق في الجمهور " يا لحمقنا ،
إنهم الأطفال .
البني : " يحدق في الجمهور " نعم ، الأطفال
، وجئنا ، أنا وأنت ، لنعطيهم دروساً ..
الرمادي : " يهز رأسه " لكننا تصرفنا كدبين ..
البني : صغيرين .
الرمادي : " بعدم اقتناع " نعم ، صغيرين .
البني : سنكبر ، كما سيكبر الأطفال ، وعندها ..
سنكبر .
الرمادي : " يلوح للأطفال " صباح الخير .
البني : إنهم لا يردون .
الرمادي : ربما لم يسمعوا " بصوت أعلى "
صباح الخير .
الأطفال : صباح النور .
الرمادي : هاهم يردون على تحيتي .
البني : سأحييهم أنا أيضاً ، وسنرى .. "
بصوت مرتفع " صباح الخير .
الأطفال : صباح النور .
البني : " فرحاً مهللاً " لقد ردوا عليّ أيضاً .
الرمادي : حسن " يشير للأطفال أن يهدؤوا " ....
الأطفال :" يهدؤون شيئاً فشيئاً حتى يسود
الصمت " ....
الرمادي : فلنبدأ دروسنا ..
البني : " يهمس له " لكن أرنوب وكلبون
وسلحوفة .. لم يحضروا بعد .
البني : " يضع قطعة حلوى في فمه " لننتظر
قليلاً .
الرمادي : نعم ، لننتظر ، ولينتظر معنا الأطفال ،
أرجو أن لا يملوا الانتظار .
البني : " يضع قطعة حلوى في فمه " آه .
الرمادي : " ينظر إليه " أيها الرمادي .
البني : " يقدم له قطعة حلوى " تفضل .
الرمادي : أنت تكثر من الحلوى .
البني : خذ ، إنها لذيذة .
الرمادي : ستؤلمك أسنانك ، وستعرف عندها معنى " يحاكيه " لذيذة .
البني : " يتوقف متألماً " آآآي .
الرمادي : ماذا ؟
البني : " يلوك الحلوى مغالباً ألمه " لا شيء .
الرمادي : لقد تأخروا .
البني : نعم ، تأخروا " يرتفع لغط الأطفال " ..
الرمادي : الأطفال بدؤوا يضجرون " يزداد اللغط " اسمع .
البني : ما العمل ؟
الرمادي : لنغن ِ لهم أغنية ، لعلنا نلهيهم ريثما يأتي
أرنوب وكلبون و .. " يزداد اللغط " ..
البني : هيا نغن ِ ، هيا .
الدب الرمادي والدب
البني يغنيان ويرقصان
يا بلبل غنّ ِ غنّ ِ
على جناحك طيرني
خذني للبساتين
أشرب ماي
وآكل تين
تنتهي الأغنية ، يتوقف الدبان ،
يرتفع اللغط مرة أخرى
المهرج : " من القاعة " الماء نعمة .
البني : " يتلفت " ....
المهرج : الماء نعمة ، فلا تبذروه .
الرمادي : من هذا ؟
البني : رجل غريب الهيئة ، يتحرك بين
الأطفال .
الرمادي : " يصيح بالمهرج " هي ، أنت ، تعال
هنا .
المهرج : " يصعد إلى خشبة المسرح " الماء
نعمة .. الماء نعمة.
الرمادي : كفى ، من أنت ؟
المهرج : أنا المهرج .
البني : " للرمادي " هذا المهرج لا دور له في
مسرحيتنا " للمهرج " انزل وألزم
الصمت .
المهرج : لي دوري ، ولكن ليس فوق خشبة
المسرح ، وإنما بين الأطفال .
البني والرمادي: " ينظر أحدهما إلى الآخر " ....
المهرج : أنا أسلي الأطفال وأرعاهم " يهمس
لهما " وأراقبهم .
البني : تراقبهم !
المهرج : هششش .
الرمادي : أرجوك انزل .
المهرج : بعض الأطفال يهدرون النعمة .
الرمادي : هذا غير موجود في المسرحية .
المهرج : لكنه مهم ، وعلى الأطفال الانتباه إليه .
البني : انزل .
المهرج : " للأطفال " الماء صار منه كل شيء
حي .
البني : " يدفعه برفق " أرجوك انزل .
المهرج : فلا تبذروه تبذيرا .
الرمادي : ماذا تقول ؟
المهرج : مجموعة من الأطفال فتحوا صنابير
الماء في الحديقة.
البني :أوه .
المهرج : هذا إهدار ..
البني : " يدفعه " انزل ، ودعنا نعمل
المهرج : " ينزل وهو يصيح " الماء نعمة ،
الماء نعمة ، الماء نعمة .
الرمادي : دعك منه ، لنعد إلى مسرحيتنا .
البني : نعم ، فلنعد " يتلفت " لم يأتِ الأرنب
وكلبون و ..، والأطفال عادوا يلغطون .
الرمادي : هذا أمر محرج " يحدق فيه"..
البني : ماذا ؟
الرمادي : يخيل إليّ أن الخطأ خطأك .
البني : خيالك مريض ، وربما الخطأ خطأك
أنت ، وتريد أن تلصقه بي .
الرمادي : أنت المكلف بالاتصال بهم ، وإبلاغهم
بزمان ومكان الاجتماع .
البني : وهذا ما فعلته ..
الرمادي : " ينظر إليه متشككاً " ....
البني : اتصلت بهم واحداً بعد الآخر ، وأبلغتهم
بموعد الاجتماع ومكانه .
الرمادي : مهما يكن لابد من حل .
البني : جده أنت ، الحل " يزداد اللغط " اللعنة
على أرنوب وكلبون و ..
الرمادي : لدي فكرة .
البني : إنني أسمعك ، يا أبا الأفكار .
الرمادي : لنمثل نحن أدوارهم .
البني : أرنوب ! و ..
الرمادي : وكلبون .
البني : و .. جميعهم !
الرمادي : نعم ، جميعهم .
البني : " يبتسم " هذا ما يفعله الممثلون أحياناً
في المسرح .
الرمادي : وما يفعلونه نستطيع نحن أيضاً أن
نفعله .
البني : حسن ، لنجرب " اللغط يزداد "
الرمادي : " يشير للأطفال أن يهدأوا " انتبهوا ،
سنبدأ الآن " الأطفال يهدؤون شيئاً فشيئاً
حتى يصمتوا " ..
البني : لنمثل أولاً حكاية الأرنب المهمل ،
وقشرة الموز .
البني : إنه يستحق ما أصابه ، ذلك المهمل "
يلتفت إلى الرمادي " ابدأ أنت .
الرمادي : " يضع على وجهه قناع الأرنب " ....
البني : " يضحك " أنت الآن أرنب ..
الرمادي : " يحاول أن يضربه " ....
البني : " يتراجع ضاحكاً " هيا .. ابدأ .
الرمادي : " يترنم وبيده موزة " ترررم ..
ترررم .. ترررم ..
البني : الأرنب يحب الجزر وليس الموز .
الرمادي : نحن نمثل ، أسكت الآن " يدور مترنماً
وهو يقشر الموزة " ترررم .. ترررم ..
ترررم .
البني : " للأطفال " أنظروا ما الذي سيفعله
هذا الأحمق .
الرمادي : " يرمي القشر وهو يترنم " ترررم ..
ترررم .. ترررم .
البني : يا للعادة السيئة ، لقد نصحته مراراً أن
لا يرمي القشر على الأرض ، لكنه لم
ينتصح ، ومن يدري فقد يدفع الثمن
غالياً .
الرمادي : اسمعوا هذه الأغنية عن الموز وفوائده ،
اسمعوا ، اسمعوا .
" الدبان يرقصان ، البني يحذر القشر بعكس الرمادي ـ الأرنب ، عند نهاية الأغنية يدوس الرمادي على القشر فيسقط على الأرض متوجعاً "
الرمادي : آآآآي .
البني : " يسرع إليه " صديقي الرمادي .
الرمادي : " يزجره " أيها الأحمق ، لست الرمادي
، إنني الأرنب .
البني : آه ، الأرنب ، لقد نصحتك مراراً أن لا
ترمي قشر الموز على الأرض ، فقد
يدوسه دب أحمق ..
الرمادي : " يلطمه " أيها الأبله ، انتبه .
البني : وتنكسر رجله .
الرمادي : " ينهض متألماً " آآآآي .
البني : لا بأس ، لم تنكسر رجلك .
الرمادي : " للأطفال " أرأيتم ، يا أطفال ، هذا
درس مفيد .
البني : " للأطفال " لا ترموا قشور الموز على
الأرض .
الرمادي : " يرفع القشر ويذهب إلى سلة النفايات
" بل ارموه في المكان المخصص له .
البني : " يحاكي نباح الكلب " عو عو عو .
الرمادي : " يلتفت " جاء الكلب .
البني : " يحاكي نباح الكلب " عو عو عو .
الرمادي : " ينصت " أراه متألماً ، أخشى أن
يكون قد أصيب بمكروه .
البني : " يقترب من الرمادي " عو عو عو .
الرمادي : أهذا أنت ؟ " يحاول أن يلطمه " ..
البني : " يتراجع " لم يأتِ الكلب ، سأمثل
دوره .
الرمادي : هيا ، لقد نفد صبر الأطفال .
البني : " يضع قناع الكلب " عو عو عو .
الرمادي : أنت الكلب الآن .
البني : وأنت كنت الأرنب الأحمق .
الرمادي : هيا ، أرنا ، الكلب .
البني : " يركض مترنحاً " عو عو عو .
الرمادي : " للأطفال " أنظروا ، إنه يترنح وكأنه
جرو صغير لم يتعلم الركض بعد .
البني : " يتعثر ويكاد يسقط " عو عو عو .
الرمادي : انتبه وإلا سقطت .
البني : " يتعثر ويسقط على الأرض " عو عو
.. آآآآي .
الرمادي : آه ، لقد حذرتك .
البني : " يحاول النهوض " يبدو إنني تعثرت
بحجرة .
الرمادي : لم تتعثر بحجرة ، فلا وجود لحجرة هنا
، وكل ما في الأمر إنك ضعيف البنية ،
والسبب معروف .
البني : أنت عاقل ، لا تصدق الأرنب .
الرمادي : إنني أصدق عينيّ ، وكذلك أمك .
البني : " يلوذ بالصمت " ....
الرمادي : عيناي تقول ، إنك ضعيف ، ضعيف
جداً .
البني : " يهز رأسه " ....
الرمادي : وأمك تقول ، إنك لا تشرب الحليب .
البني : أمي صادقة ..
الرمادي : آه .
البني : أنا لا أحب الحليب .
الرمادي : ستبقى ضعيفاً إذن ، ولن تسقط على
الأرض فقط ، بل لن تستطيع الركض أو
حتى المشي .
البني : " ينهض متحاملاً على نفسه " ....
الرمادي : أتريد المشي ؟
البني : " يهز رأسه " ....
الرمادي : أتريد الركض ؟
الني : " يهز رأسه " ....
الرمادي : دون أن تترنح أو تسقط ؟
البني : نعم .
الرمادي : أنت تعرف إذن ما عليك أن تفعله ؟
البني : سأشرب الحلب .
الرمادي : كلّ يوم .
البني : كل يوم .. كل يوم .
الرمادي : " للأطفال بصوت مرتفع " اشربوا
الحليب كل يوم .
البني : وإلا ستكونون مثلي " بصوت مرتفع "
هل تريدون أن تكونوا مثلي ؟
الأطفال : لا .. لا نريد أن نكون مثلك .
الرمادي : ماذا عليكم أن تفعلوا إذن ؟
الأطفال : نشرب الحلب .
الدبان : كلّ يوم .
الأطفال : كل يوم .
البني : " يتألم " آه .
الرمادي : كل يوم .. كل يوم .
البني : " يضع يده على خده " آي .
الرمادي : " ينتبه إليه " ما لك ؟
البني : " يرفع يده عن خده " لا شيء .
الرمادي : حسبتك تتألم .
البني : لا ، لست أتألم " يغالب ألمه ويضع يده
على خده " آآآآي .
الرمادي : آه " للأطفال " الحلوى .
البني : " وهو يتألم " إنها لذيذة جداً .
الرمادي : والألم ؟
البني : " يصيح " آآآآآي .
الرمادي : نصحتك أن لا تكثر من أكل الحلوى ،
لكنك لم تنتصح .
البني : آه .
الرمادي : وهذه هي النتيجة " للأطفال " اسمعوا
هذه الأغنية عن الإفراط في أكل الحلوى
، وألم الأسنان .
الرمادي يغني ويرقص ،
البني يرقص متألماً
البني : " يتوقف بعد انتهاء الأغنية " ....
الرمادي : هذا درس لك ..
البني : " يهز رأسه " ....
الرمادي : " للأطفال " ولكم جميعاً .
البني : لن أفرط في أكل الحلوى .
الرمادي : هذا لا يكفي .
البني : لا تقل لي ، امتنع عن أكل الحلوى .
الرمادي : لن أقول لك هذا ، فأنا أعرف أن الحلوى
لذيذة ، لذيذة جداً .
البني : ماذا إذن ؟
الرمادي : تنظف أسنانك ، بالفرشاة والمعجون ،
بعد الأكل وقبل النوم .
البني : نعم ، سأنظف أسناني دوماً " للأطفال
بصوت مرتفع " نظفوا أسنانكم بالفرشاة
والمعجون..
الدبان : " بصوت مرتفع " بعد الأكل .. وقبل
النوم .
البني : " يصمت حزيناً " ....
الرمادي : " ينظر إليه " ماذا أيضاً ؟ أسنانك مرة
أخرى ؟
البني : لا ، ليس أسناني .
الرمادي : " ينظر إليه " ....
البني : أخي دبيب .
الرمادي : حسن " للأطفال " اسمعوا ، إنها قصة
مؤثرة و .." للبني " اروها أفضل .
البني : " بنبرة مؤثرة " أخي دبيب ، يكاد
يكون شاعراً ..
الرمادي : رغم أنه دب .
البني : خرج يتمشى ، على شاطىء البحيرة ،
في ليلة مقمرة ، تصوروا شاطىء ، وقمر
، وبحيرة ، وأنسام عبقة ، و .. " يصيح
ممسكاً قدمه " آآآآآي .
الرمادي : " يهز رأسه " ضاعت الشاعرية .
البني : " يجلس ممسكاً قدمه " آه ، دم .
الرمادي : لقد أنساه الشاطىء والقمر والليل ..
أن ينظر أمامه ف ..
البني : يبدو أنني دست على قنينة كولا
مكسورة .
الرمادي آه من هؤلاء الناس ، ويسمون أنفسه
متحضرين ، إنهم لا يحافظون على نظافة
الشاطىء ، ويرمون نفاياتهم الخطرة في
كل مكان ، دون أن يراعوا الشروط
الصحية ، والحفاظ على البيئة .
البني : علينا أن لا نقف مكتوفي الأيدي .
الرمادي : " متحمساً " بالضبط .
البني : " للأطفال " وأنتم معنا .
الأطفال : نعم ، نعم ، نحن معكم .
البني : يجب أن نقول للناس جميعاً " بصوت
مرتفع " لا ترموا الأوساخ والنفايات
على الشاطىء .
الرمادي : فالحفاظ على نظافة الشاطىء حفاظ على
البيئة و..الشاعرية ، ودليل ذوق ووعي
حضاري .
أغنية الختام ، الدبان
يرقصان حتى النهاية
يا بلبل غنّ ِ غنّ ِ
على جناحك طيرني
وديني للبساتين
أشرب ماي وآكل تين
البني : " فرحاً " أه ، يا للفرح .
الرمادي : لقد تسلينا ، وسلينا الأطفال وأفدناهم
أيضاً .
البني : والآن حان موعد العودة إلى البيت .
الرمادي : لنتسابق .
البني : هيا " يتهيأ " ..
الرمادي : سأسبقك كالعادة .
البني : أنت لم تسبقني ، ولن تسبقني .
الرمادي : تهيأ .. واحد .. اثنان .. ثلاثة .
الدبان ينطلقان ، البني
يتقدم ، الرمادي يتوقف
الرمادي : مهلاً ، لقد فاتنا شيء هام .
البني : " يتوقف " ماذا فاتنا ؟
الرمادي : فاتنا أن نودع الأطفال " يلوح بيده "
إلى اللقاء .
البني : " يلوح للأطفال " إلى اللقاء .. إلى
اللقاء.
الرمادي : " ينطلق نحو الخارج " سأسبقك هذه
المرة .
البني : أيها المخادع " يركض في أثره " لن
تسبقني ما حييت .
الرمادي يخرج ضاحكاً ،
البني يخرج في أثره
إظلام
ستار
20 / 6 / 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق