تصنيفات مسرحية

الاثنين، 10 أكتوبر 2022

من عروض مهرجان بغداد الدولي للمسرح بنسخته الثالثة 2022(طلقة الرحمة) رفض لقانون الموت الجائر لكل الموجودين في هذه الأرض

مجلة الفنون المسرحية 
لأن المسرح يضئ الحياة 

من المؤمل أن تفتتح عروض مهرجان بغداد الدولي للمسرح بنسخته الثالثة 2022
(طلقة الرحمة) رفض لقانون الموت الجائر لكل الموجودين في هذه الأرض
المخرج محمد مؤيد : يعالج العرض ثنائية الموت والحياة وكسر المألوف الصوري وكشف المستور في الواقع العراقي 
يوظف العرض اشتغاله بأدوات تعبيرية وجمالية لتجسيد صورة لها دلالات تحيل المتلقي لفهم أكبر من حدود الصورة وفق أسس مدروسة
العرض فيه محوران أساسيان هما الضوء والجسد ونعتمد على الفضاء المسرحي وصياغته باللون والشكل والتكوين
ألف تحية إلى الدكتور أحمد حسن موسى والدكتور علي السوداني وكل العاملين وكل الجهود المبذولة في إنجاح مهرجان بغداد الدولي للمسرح الثالث

حاوره – عبد العليم البناء

يشهد القائمون على مهرجان بغداد الدولي للمسرح بنسخته الثالثة، التي ستنعقد بين العشرين والثامن والعشرين من تشرين الأول (نوفمبر) 2022 تحت شعار (لأن المسرح يضيء الحياة)، حراكاً فاعلاً وشاملاً لإيقاد شموع هذا العرس المسرحي الكبير، الذي ستلتئم في رحابه وعلى خشبات مسارح بغداد، إبداعات المسرحيين العراقيين والعرب والأجانب، المعبرة عن رسالة المسرح السامية المفعمة بلغة الجمال والحب والحياة ..ومن العروض المتميزة التي سيشهدها المهرجان العرض الافتتاحي الكوريوغرافي (طلقة الرحمة)، من تأليف وإخراج المخرج وتوقيع المبدع محمد مؤيد، الذي يعد من أبرز المتخصصين في هذا النوع من المسرح، حيث اختط أسلوباً تميز به وظل مواظباً عليه بدأب ومثابرة، هو (الكوريغرافيا) الذي يتمثل بالأداء الحركي الراقص الذي يمتلك القدرة على التعبير الدلالي، في توصيل الأفكار والأحاسيس والحالات في الفضاء المسرحي، ويتحدد بواسطة الجسد المؤدي، سواء أكان راقصاً، أم ممثلاً، أم مؤدياً، فهو نوع مسرحي يمتلك شروطه الدرامية كافة، بإعتبار أن الرقص (الحركة) يمتلك بعداً تأسيسياً، مقترناً بظهور المسرح، وسبباً أساسياً في قيامه، من خلال حصيلة وافرة ومتميزة قدمها داخل وخارج العراق، عبر أكثر من مهرجان محلي وعربي ودولي، وسبق أن قدم العديد من الأعمال والتجارب والعطاءات المسرحية الكوريوغرافية، منذ تخرجه من قسم الفنون المسرحية بمعهد الفنون الجميله في بغداد -2004، ومن ثم قسم الفنون المسرحيه بكلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد -2009، ومن بينها: (سوء تفاهم)، (الرعب والفزع بين الحلم والحب)، (عشتار)، (غلطة بابل) (كاليكولا)، (د. فاوست)، (نائمون والطوفان)، (أنا)، (ندى المطر)، (وهم)، (تذكر أيها الجسد)، (لم أزل أتلو وتب)، (وان شو)، فضلاً عن أنه مؤسس فرقة الرقص التعبيري التي ستقدم مسرحية (طلقة الرحمة) التي توقفنا مع مخرجها ومؤلفها الكوريوغراف محمد مؤيد في جولة حوار شملت محتلف التجليات الإبداعية لهذه المسرحية التي نعتقد أنها ستثير الجدل الجمالي والكثير من الأسئلة الابداعية كما هو عهدنا مع معظم العروض العراقية : 
* ما الفكرة التي تنطوي عليها مسرحيتك الجديدة (طلقة الرحمة)؟ 
- لقد أعلنت منظمة الصحه العالمية في تقرير لها عام 2012 :عند موت الإنسان يبقى الدماغ يعمل لمدة لا تقل عن السبع دقائق حسب التقارير العلمية المجربة، وفكرة العمل مأخوذة من هذا التقرير حيث يدور الحدث حول موت إنسان عراقي أغتيل من قبل مجهول، والحكاية تدور في هذا الزمن زمن ما بعد الموت ماذا شاهد؟ وماذا سوف يحكي؟ والحدث هو الزمن التاريخي الممتد من بداية سقوط بغداد حتى هذا اليوم، أي من لحظة اختراق الطلقة للدماغ حتى الموت.. من خلال أحداث حقيقية بالتواريخ وبقايا جمال الذاكرة لـ(الإنسان العراقي).. العمل هو رفض لقانون الموت الجائر لكل الموجودين في هذه الأرض، حيث تدور أحداث ملحمية لكشف المستور، والهدف السامي لهذه الحكاية تبرز عبرمجموعة كبيره من أفراد المجتمع كافة، اتفقوا على أن يغيروا القوانين التي دمرت المدينة، حيث يدعون للحب لا للحرب، وللحياة وليس للموت، إذن هي بمثابة دعوه ثورية للجمال..
* وما المعالجة الإخراجية التي اعتمدتها..؟
- يعالج العرض ثنائية الموت والحياة حيث ينتمي الى منظومة فن الخشبة الحديث في الأداء الجسدي، وكسر المألوف الصوري وكشف المستور حول ما يحصل في الواقع العراقي قبل وبعد السقوط وإلى اليوم.. يعتمد العرض على المنظومة الصورية المعبرة بالوجدان الإنساني واحتجاجه على الموت، وعرض شريط صورة الموت اليومي، ونقل أرشيف طويل يحاكيه الجسد ويحفز العناصر الفكرية والنفسية التي تتم صياغتها، وفق معالجة إخراجية بصرية من خلال الاعتماد على : أولاً الحركة في الفهم الأنساني، وثانياً القيم الجمالية للعرض، وثالثاً مرتكزات المعالجة الأخراجية، حيث يوظف العرض اشتغاله بأدوات تعبيرية وجمالية، لتجسيد صورة لها دلالات تحيل المتلقي لفهم أكبر من حدود الصورة وفق أسس مدروسة.. فضلاً عن أن المعالجة لا ترتكز على النص فقط بل تشمل رسم ملامح الشخصيات بإعتبارها الركيزة الأساسية للعرض.. 
* ما الجديد الذي ستقدمه عبر أسلوبك المعروف بـالـ(كوريوغراف) أي رسم الحركة ؟ وبماذا يتميز عن عروضك السابقة في وقت يشهد هذا النوع من المسرح تطوراً نوعياً فائقاً عربياً وعالمياً ؟
- هذا العرض يختلف اختلافاً جذرياً عن كل ما قدمته، فهو سلسلة من العروض الكوريوغرافية، عبر أالرقص الدرامي الحديث، الذي هو فن الخشبة الحديث، ولكن فيه كسر للمألوف الصوري بشكل مباشر جداً، إضافة الى أن فيه مادة فخمة جداً من الإستحداث في التراكات الحركية، يعنى بالحركة وبتطوير الحركة في الجانب الصوري والجانب الوجداني، لما تقتضيه موضوعة العرض الذي ستشاهدونه قريباً إن شاء الله، في افتتاح مهرجان بغداد الدولي الثالث للمسرح في العشرين من تشرين الأول 2022.
* من المعروف في مثل هذه العروض اعتمادها على لغة الجسد الى حد كبير بغض النظر عن العناصر الأخرى فكيف كانت خياراتك على صعيد الممثلين؟ وهل ستكون أنت نقطة الارتكاز الأدائي كما فعلت في معظم عروضك السابقة وسط أداءات الممثلين المتنوعة؟
- هذا العرض بالفعل يعتمد على لغة الجسد الى حد كبير، وعلى الضوء الذي هو العنصر الأساسي لهذا العرض أيضاً، الجسد هنا يفسر المادة والموضوعة التي كتبتها (طلقة الرحمة) وفكر (طلقة الرحمة) وماذا يريد العرض من (طلقة الرحمة).. أما على صعيد الممثلين، فأنا أسست فرقة الرقص التعبيري من 2010، وأضفت لها في كل سنة أو سنتين أو ثلاث دماءً جديدة، وإبداعاً جديداً للعرض، من شباب وشابات وطلبة أكاديمية ومعاهد، إضافة الى موظفين من الدار العراقية للأزياء وهم محمود رجب، وعمار كاظم، فالركيزة الأساسية على الأرض هو ليس أدائي أنا مع المحور الذي معي، كلا الأمر هنا يختلف، فأنا مؤلف ومخرج العرض فقط، وأدواتي هي هؤلاء الشباب المبدعين الذين لديهم إصرار عظيم جداً، وتحملوا كل شيء لكي يقدموا هذا الفكر، وهذه الكتابة وهذا الحلم...
* وماذا عن عناصر العرض الأخرى التي تسهم في تكامل صورة العرض ؟ 
- العرض فيه محوران أساسيان فقط هما الضوء والجسد، ونعتمد على الفضاء المسرحي وصياغته باللون والشكل والتكوين، التكوين الجماد الذي هو الديكور، وأيضا التكوين الحركي للجسد وهو الذي يعتمد على الراقصين، ومعي السينوغراف المبدع بشار عصام الذي صنع اللون، وصنع الضوء، وصنع الفضاء، والقطع الديكورية التي تستخدم كرمز لأكثر من معنى في هذا العرض..
* إذا كان الأمر كذلك فما الرسالة التي تريد إيصالها عبر هذه المسرحية ؟
- رسالة العرض هي ذات هدف سامي لمجموعة تحتج ضد الموت المجاني الذي يصيبنا كل يوم، احتجاج ضد الحرب، احتجاج ضد السواد، عبر فرضية أناس يريدون أن يعيشوا، ويريدون الحياة ولا يريدون الموت، أناس حالمون يريدون لحلمهم أن يتحقق...
* وعلى ماذا تراهن في هذا العرض الجمالي لاسيما أنه يجيء في إطار العروض الإحترافية العراقية والعربية والأجنبية لمهرجان بغداد الدولي الثالث للمسرح ؟
- المشاركة في هذا المهرجان الكبير، هي مراهنة جبارة، وأعدها خطوة للأمام، برغم أنها ليست المشاركة الأولى لي، ففي الدورة الأولى عام 2013 شاركت بعمل من تأليفي وإخراجي بعنوان (لم أزل) وحصلت على جائزة التحكيم، وسط مشاركة أكثر من ثلاث عشرة دولة أوربية وعربية، والآن أفتخر وفرقتي بالمشاركة في الدورة الثالثة، فتجربة المشاركة هي عظمة بحد ذاتها، وإن شاء الله نحقق الحلم الذي حلمنا به كثيراً، ونثبت للعالم كله أننا نحب الحياة ولا نريد الموت.
* كلمة أخيرة.. 
- إنننا نريد أن نضع توقيعاً آخر في أرشيف وتاريخ المسرح العراقي، إضافة الى إيصال رسالتنا الى كل العالم بأننا نعمل، وأن المسرح العراقي المهم والأصل ما زال بخير، وأنه واجه كل المعوقات وكل أنواع الحروب التي زادته عزيمة وموضوعية أكبر.. وألف تحية لمهرجان بغداد الدولي، ولدائرتي العريقة دائرة السينما والمسرح، وإلى الدكتور أحمد حسن موسى، والدكتور علي السوداني، وكل العاملين وكل الجهود المبذولة في إنجاح مهرجان بغداد الدولي للمسرح الثالث، وأهلا وسهلاً بالضيوف العرب والأجانب ليشاهدوا ألق بغداد وإبداع بغداد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق