نحو تفكير مسرحي جديد متجدد:
( شبكة المهرجانات العربية)
انطلاقا من هذا العنوان الذي أسس له في الدورة 29 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي لعام 2022 دورة المخرج /بيتر بروك.
نلاحظ أن المهرجانات العربية مواجهة بسؤال أساسي تتفرع منه أسئلة أخرى، إلا أن مخرجات الاجتماع الأول ذهبت بالسؤال نحو ما هو تنسيقي أكثر، وتسائلت عن سبل التمويل للمهرجانات ومصادرها ، التي من شأنها ترقية أدائها والحفاظ علي قيامها (Timetable) لا يغير .
أظن أن هذه الخطوة تجاوزت فكرة المهرجانات نفسها من الداخل في عمليات مفصلية ودقيقة من شأنها نجاح المهرجان نفسه ، يظهر جليا هذا عند الولوج داخل أروقة المهرجانات العربية أي كانت ،ومهم كان درجة حساسيتها في تلك العمليات المفصلية الدقيقة التي من تمنع في أحيان كثيرة عرض أو لجنة من مشاهدة تجربة أو تأخير نشرة أو مجلة في زمنها المحدد ،انطلاقا من هذه النقاط الأساسية في الإدارة التنفيذية غير المعنية بالفني، وإنما تعمل فيما يخدم العملية الإبداعية الكاملة دون أخطاء فادحة في المهرجانات العربية .
إن المهرجانات العربية مسرحية أو سينمائية تعاني من هذه المشاكل في كل دورة من دوراتها، والخروج من هذه المعضلة يطلب لقيامها (شباب متطوعين ) للعمل في تلك (العمليات المفصلية والدقيقة البالغة الحساسية )
بشروط بسيطة وغير علمية باستجداء مخجل ، والنظر للعملية الفنيه خارج هذا السياق نجد أن أي عرض مسرحي ناجح جماهريا او نجاح الفيلم السينمائي نجده أيضا من هذه (العمليات المفصلية الدقيقة )، وهو نجاح يستنتج عن أسباب رؤية لها بطرائق علمية مدروسة بدءا من المنتج المالي وحرصه واحاطته المتخصصة بمسائل التمويل، وهذا ما يسمى حديثا (بأدارةالأنتاج للفنون ) التي أصبحت علم يدرس في معظم جامعات العالم الأول، ونحن مازلنا غير قادرين لنقل هذه التجربة في المهرجانات العربية، ولم نستفد من خبراتنا في إدراة الإنتاج للمسرحيات الجماهيرية أو الأفلام السينمائية التي تبدأ من عملية التسويق قبل تصوير المنتجة نفسه،
في ظني المتواضع أن قيام شبكة للمهرجانات العربية لابد أن تذهب بالتساؤلات اعمق من فكرة التنسيق والبحث عن مصادر تمويلها، و التفكير المتجدد نحو هذه العملية يحتاج إلى تضافر الجهود بين إدارات المهرجانات في قيام ورشة متخصصة في كيفية إنشاء كيانات أو شركات مع عدد من الجهات ذات الصله لتدريب الشباب من أقسام مختلفة من خريجو كليات أو طلاب، يتم تدريبهم لهذه المهام، ليصبح لدينا خبرات قادرة على إدارة تلك (العمليات المفصلية الدقيقة ).
إن التفكير في قيام مهرجان يساهم في عملية الوعي الجمعي و يؤهل أطراف أخرى لصيقة بالعملية الإبداعية والفنية داعمه من خلال دراستهم المختلفة و المتباينة، وهذا هو دور الفن في المجتمعات الحديثة الذي بدوره أشرك النظام البشري في عمليات الإنتاج الإبداعي والفني كشريك أصيل وليس متلقي بسيط مستهلك.
إن الذهاب لهذه التساؤلات يفضي إلى الإتجاه السليم الذي سيثمر إجابات منطقية في التنسيق وجلب مصادر تمويل غير التقليدية، هذه المعضلة تطلب تنظيما واعيا و شراكات أكثر تماسا واستمرارا مع جهات أخرى كثيرة تطمح و تمني نفسها بالدخول في انتاج العملية الإبداعية، ولكنها تخشى الخسارة و الاحترافية وهذه تظل ثمة من ثميات المنتج الفني ، ولكننا نثق في إدارات المهرجانات الطموحه التي تبنت هذه الشبكة في اتجاهات أكثر عمقا مفادها الاجابات علي كثير من التساؤلات الضرورية والاكثر إلحاحا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق