تصنيفات مسرحية

الأحد، 9 أكتوبر 2022

مسرحية للأطفال "الأحجار الكريمة " تأليف طلال حسن

مجلة الفنون المسرحية

الكاتب طلال حسن

مسرحية للأطفال "الأحجار الكريمة " تأليف طلال حسن

                              



                               فسحة في الغابة ، 

                            شحرور على الشجرة 


الشحرور : " يغني أغنية عن الغابة "....

  

                         يدخل القرد العجوز ،

                          يلوح بادي الحزن


العجوز : " يتوقف متأوهاً " آه ، العمر مرّ
سريعاً ، " صمت " ترى ما العمر ؟

الشحرور : العمر ..

العجوز : " يلتفت إليه " الشحرور ؟

الشحرور : صباح الخير .

العجوز : صباح النور .

الشحرور : " يبتسم " ما العمر ؟

العجوز : سمعتني ؟

الشحرور : وسأجيبك .

العجوز : أنت طائر ، وفي مقتبل العمر .

الشحرور : العمر أغرودة جميلة ، فرحة .

العجوز : هذا متوقع منك .

الشحرور : هذه هي الحياة .

العجوز : ربما أحياناً .

الفاختة : " تنوح من بعيد " كوكوختي .. وين
أختي .. كوكوختي ..

العجوز : اسمع .

الشحرور : " يصغي ".....

الفاختة : كوكوختي .. وين أختي .

الشحرور : إنها تغني .

العجوز : بل تنوح.

الشحرور : مهما يكن ، فهي تغني .

العجوز : لنتفق ، الحياة أغرودة ، فرحة أحياناً ،
وحزينة أحياناً أخرى .

الشحرور : ليكن ، اسمع هذه الأغرودة .

العجوز : " يتلفت " هؤلاء الصغار لا يراعون
النظافة ، أنظر النفايات ..

الشحرور : دعك منها الآن ، اسمع هذه الأغرودة .

العجوز : غرد أنت ، وسأنظف أنا هذه الفسحة .

الشحرور : لا ، اسمعني أولاً ، ثم افعل ما تشاء .

العجوز : حسن ، غرد ، إنني أسمعك .

 

                          الشحرور يغني أغنية 

                     عن الحب والجمال والسلام


العجوز : آه ما أجمل هذه الأغرودة .  

الشحرور : هذه هي الحياة .

العجوز : هذا هو الوجه المشرق منها ، والذي
نريده دوماً هكذا .

الشحرور : لنأمل ذلك .

العجوز : مهما يكن ، فأنا محظوظ ، أسمع
أغاريدك في الصباح ، وفي الليل أسمع
أغاريد البلبل .

الشحرور : " يضحك " أرأيت ؟ الحياة أغرودة .

العجوز : نعم أغرودة ، وغابتا جزء من هذه
الأغرودة " يتلفت " وعلينا أن نحافظ
عليها ، ولا نرمي النفايات هنا وهناك "
يتهيأ " والآن سأنظف هذه الفسحة . 

الشحرور : دع هذا الأمر لمن هو أصغر منك سناً .

العجوز : مازلت قادراً على العمل " يجمع
النفايات " ولأكن قدوة لغيري


                              تدخل قردة تحمل

                             عنقوداً من  الموز


القردة : صباح الخير ، أيها الجد .

العجوز : " دون أن يتوقف " صباح النور .

القردة : يا لقلة الأدب ، هم يرمون النفايات ،
وأنت العجوز تنظف .

العجوز : إذا لم أنظف أنا ، ولم تنظفي أنتِ ، فبمن
تقتدي الأجيال القادمة .

 القردة : ليتهم يقتدون .

العجوز : سيقتدون .

القردة : الواجب أن أنظف معك ، لولا أن
صغيري ينتظرني .

العجوز : صغيرك هو الواجب الأهم .

القردة : " تقدم له موزة " اقبل مني هذه
الموزة .

العجوز : " يأخذ الموزة " أشكرك .

القردة : " تلتفت وتهم بالخروج " ....

العجوز : عزيزتي .

القردة : " تلتفت إليه " نعم .

العجوز : صغيرك لا ينمو بشكل جيد ، اهتمي به.

القردة : إنني ألاحقه ليل نهار ، لكنه كثير
الحركة ، وقلما يرضع .

العجوز : أرضعيه عندما يهم بالنوم .

 القردة : قد لا تصدق إذا قلت لك ، إنه ينيمني قبل
أن ينام .

العجوز : " يضحك " إنني أصدقك .

القردة : هذا صوته " تخرج مسرعة " لابد أن
أسرع .

  العجوز :إنها تذكرني بزوجتي الراحلة ..

الشحرور : أنت تفتقدها .

العجوز : طبعاً " يغالب ضحكه " أخذت زوجتي
صغيرنا ، ذات مرة ، لتنيمه وتعود ، وبعد
قليل عاد صغيري ، فسألته ، أين ماما ؟
فقال ، نامت .


                        الشحرور والعجوز يضحكان ،

                         يدخل قرد فتي ، وهو يترنم


القرد : " يتوقف " آه أيها العجوز .

العجوز : لا تتوقف ، استمر على التغريد ، الحياة
جميلة .

الشحرور : هذا هو الجد .

القرد : " متخابثاً " هؤلاء الحمقى ، يرمون
النفايات هنا وهناك ، ولا يراعون النظافة
، الغابة غابتنا ، فإذا لم تنظفها أنت ،
ولم أنظفها أنا ، فمن يكون قدوة للآخرين؟

العجوز : أنت قرد حكيم ، رغم صغر سنك ، ليت
الآخرين يقتدون بك .

القرد : أشكرك " يحدق في الموزة " أنت
قدوتي .

العجوز : الشكر لك " يقدم له الموزة " خذ هذه
الموزة .

القرد : تبدو موزة لذيذة ، آه " يأخذها "
أشكرك.

العجوز : تمتع بأكلها ، فأنت تستحقها .

القرد : " يقشر الموزة وهو يتراقص ويترنم "
الموز .. الموز .. ما ألذ ّ أكل الموز .

العجوز : " يترنم معه " الموز .. الموز .. ما ألذ ّ 
الموز .  

القرد : " يترنم وهو يلقي قشرة الموز "
الموز .. الموز .. ما ألذ ّ الموز .

العجوز : " يتوقف مصدوماً " ....

القرد : " يخرج وهو يأكل الموزة " حقاً إنها
لذيذة .

الشحرور : " يضحك " يا له من قدوة .

القرد : " من الخارج " الموز .. الموز .. ما
ألذ  الموز .

العجوز : لا بأس " يرفع قشر الموزة " سيتعلم
" يرمي القشر في سلة النفايات " فأنا
نفسي ، عندما كنتُ ..


                            يدخل القرد الصغير 

                           راكضاً ، وخلفه أمه 


القردة : تعال ، يا صغيري .

الصغير : " يدور حول العجوز " دعيني ،
دعيني.

القردة : " تحاول اللحاق به " تعال ارضع .

الصغير : " يدور حول العجوز " لا أريد ، لا
أريد .

الشحرور : ها ، ما رأيك ؟

العجوز : مهلاً ، يا عزيزتي " للصغير " ارضع
حتى تنمو ، وتكبر ، وتصير كالأسد .

الصغير : " يتوقف " كالأسد !

العجوز : وربما أقوى .

الشحرور : أما إذا لم ترضع ..

الصغير : " ينظر إلى العجوز " ....

العجوز : تصير مثلي .

الصغير : مثلك ! 

العجوز : " يغمز للأم " نعم ، مثلي ، فأنا عندما
كنت صغيراً في عمرك ، كنت لا أريد أن
أرضع ، فضعفت ، ولم أصر كالأسد .

الصغير : آه .

الشحرور : اسمعوا هذه الأغنية عن الرضاعة ..
والحليب .

العجوز : هيا غنّ ، نحن نسمع .

القردة :" تحضن صغيرها " اسمع ، يا
صغيري ، اسمع هذه الأغنية .


                          الشحرور يغني ، الجميع 

                          يصغون متمايلين منتشين


الصغير : " ينظر إلى القردة " ماما .

القردة : نعم حبيبي .

الصغير : أريد أن أكون كالأسد .

القردة : " تنظر إلى العجوز " ....

العجوز : ماذا تنتظرين ؟ " يغمز لها " اجعليه
كالأسد .

القردة : " تتجه إلى الخارج " اتبعني .

الصغير : " يتبع أمه مسرعاً " ماما  ماما .

القردة : " تخرج " ....

الصغير : " وهو يخرج وراءها " ماما  ماما .

العجوز : " للشحرور مشيراً إلى رأسه "
أرأيت ؟

الشحرور : لا تنسَ أغنيتي .

العجوز : هذا حق .

الشحرور : " ينظر إلى الخارج " ....

العجوز : الحكيم ؟

الشحرور : نعم ، الحكيم .

العجوز : " يهز رأسه " ....

الشحرور : قال جدي ، الحكمة أحجار كريمة ..

 

                          يدخل القرد مترنماً، 

                         وفي إحدى يديه موزة 

                         

القرد : صدق جدك ، يا شحرور .

العجوز : " يوليه ظهره " ....

القرد : الحكمة أحجار كريمة ..

العجوز : " لا يلتفت إليه " ....

القرد : " يقشر الموزة " وأي أحجار كريمة ..
آه .

الشحرور : " يحدق فيه " ....

القرد : " يرمي القشر ويخرج مترنماً " الموز
.. الموز .. ما ألذ ّ الموز .

الشحرور : نعم ، صدق جدي .

العجوز : أحجار كريمة ..

الشحرور : إن لم تكن في أيدي حمقى " ينحني
ليرفع يرفع القشر " سيتعلم إن عاجلاً أو
آجلاً .

 

                          ترتفع ضجة من بعيد ،

                            العجوز يرفع رأسه 


الشحرور : النمر .

العجوز : " يعتدل تاركاً قشر الموزة في مكانه "
يا للويل .

الشحرور : لا تخف ، إنه بعيد .

العجوز : لستُ خائفاً على نفسي ، إنما على
الآخرين ، وخاصة الصغار .


                              يدخل القرد مسرعاً ، 

                              وقد استبد به الرعب

القرد : يا ويلي ، النمر ، النمر ، النمر .

العجوز : انتبه .

القرد : " يدوس على القشر ويسقط على  
الأرض " .. آآآآي .

الشحرور : آه .

العجوز : نبهتك لكنك لم تنتبه .

القرد : " متوجعاً " آآآ  أي أحمق رمى القشر
هنا ؟ 

العجوز : يرفع قشر الموز عن الأرض " هذا
قشر الموزة ، التي أكلتها قبل قليل .

القرد : آآي .. كُسرت ساقي .

العجوز : " ينحني عليه " دعني أرها .

القرد : آآآ إنها تؤلمني .

العجوز : " يعاين ساق القرد " لن آكل الموز
ثانية في حياتي .

العجوز : " مازال يعاين ساقه " الخطأ ليس خطأ
الموز .

 الشحرور : " يترنم " الموز .. الموز .. ما ألذ ّ
الموز .

القرد : " منفعلاً " أسكت ، لا أريد أن أسمع
اسم .. الموز .

العجوز : " يربت على ساق القرد " ....

القرد : " يصيح متألماً " آآآآآي .

العجوز : لا عليك ، ساقك سليمة ، لم تكسر كما
تصورت .

القرد : إنها تؤلمني بشدة .

العجوز : اصبر قليلاً ، سيزول الألم خلال
ساعات .

القرد : أنت مخطىء ، لقد كسرت ساقي ، ولن
استطيع السير طول حياتي .


                         يرتفع صوت النمر ، يهب 

                   القرد ، ويركض خارجاً وهو يعرج 


الشحرور : " يضحك " هذا درس لن ينساه .

العجوز : هذا ما آمله .

الشحرور : اسمع هذه الأغنية عن الموز .

العجوز : لا تنسى القشور .

الشحرور : " يضحك " لن أنساها .

                  

                     الشحرور يغني أغنية عن 

                  الموز ، العجوز يصغي مبتسماً   

                                 إظلام

                                  ستار

      


                                       22 / 6 / 2011     




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق