الكاتب طلال حسن |
مسرحية للأطفال "الأحجار الكريمة " تأليف طلال حسن
فسحة في الغابة ،
شحرور على الشجرة
الشحرور : " يغني أغنية عن الغابة "....
يدخل القرد العجوز ،
يلوح بادي الحزن
العجوز : " يتوقف متأوهاً " آه ، العمر مرّ
سريعاً ، " صمت " ترى ما العمر ؟
الشحرور : العمر ..
العجوز : " يلتفت إليه " الشحرور ؟
الشحرور : صباح الخير .
العجوز : صباح النور .
الشحرور : " يبتسم " ما العمر ؟
العجوز : سمعتني ؟
الشحرور : وسأجيبك .
العجوز : أنت طائر ، وفي مقتبل العمر .
الشحرور : العمر أغرودة جميلة ، فرحة .
العجوز : هذا متوقع منك .
الشحرور : هذه هي الحياة .
العجوز : ربما أحياناً .
الفاختة : " تنوح من بعيد " كوكوختي .. وين
أختي .. كوكوختي ..
العجوز : اسمع .
الشحرور : " يصغي ".....
الفاختة : كوكوختي .. وين أختي .
الشحرور : إنها تغني .
العجوز : بل تنوح.
الشحرور : مهما يكن ، فهي تغني .
العجوز : لنتفق ، الحياة أغرودة ، فرحة أحياناً ،
وحزينة أحياناً أخرى .
الشحرور : ليكن ، اسمع هذه الأغرودة .
العجوز : " يتلفت " هؤلاء الصغار لا يراعون
النظافة ، أنظر النفايات ..
الشحرور : دعك منها الآن ، اسمع هذه الأغرودة .
العجوز : غرد أنت ، وسأنظف أنا هذه الفسحة .
الشحرور : لا ، اسمعني أولاً ، ثم افعل ما تشاء .
العجوز : حسن ، غرد ، إنني أسمعك .
الشحرور يغني أغنية
عن الحب والجمال والسلام
العجوز : آه ما أجمل هذه الأغرودة .
الشحرور : هذه هي الحياة .
العجوز : هذا هو الوجه المشرق منها ، والذي
نريده دوماً هكذا .
الشحرور : لنأمل ذلك .
العجوز : مهما يكن ، فأنا محظوظ ، أسمع
أغاريدك في الصباح ، وفي الليل أسمع
أغاريد البلبل .
الشحرور : " يضحك " أرأيت ؟ الحياة أغرودة .
العجوز : نعم أغرودة ، وغابتا جزء من هذه
الأغرودة " يتلفت " وعلينا أن نحافظ
عليها ، ولا نرمي النفايات هنا وهناك "
يتهيأ " والآن سأنظف هذه الفسحة .
الشحرور : دع هذا الأمر لمن هو أصغر منك سناً .
العجوز : مازلت قادراً على العمل " يجمع
النفايات " ولأكن قدوة لغيري
تدخل قردة تحمل
عنقوداً من الموز
القردة : صباح الخير ، أيها الجد .
العجوز : " دون أن يتوقف " صباح النور .
القردة : يا لقلة الأدب ، هم يرمون النفايات ،
وأنت العجوز تنظف .
العجوز : إذا لم أنظف أنا ، ولم تنظفي أنتِ ، فبمن
تقتدي الأجيال القادمة .
القردة : ليتهم يقتدون .
العجوز : سيقتدون .
القردة : الواجب أن أنظف معك ، لولا أن
صغيري ينتظرني .
العجوز : صغيرك هو الواجب الأهم .
القردة : " تقدم له موزة " اقبل مني هذه
الموزة .
العجوز : " يأخذ الموزة " أشكرك .
القردة : " تلتفت وتهم بالخروج " ....
العجوز : عزيزتي .
القردة : " تلتفت إليه " نعم .
العجوز : صغيرك لا ينمو بشكل جيد ، اهتمي به.
القردة : إنني ألاحقه ليل نهار ، لكنه كثير
الحركة ، وقلما يرضع .
العجوز : أرضعيه عندما يهم بالنوم .
القردة : قد لا تصدق إذا قلت لك ، إنه ينيمني قبل
أن ينام .
العجوز : " يضحك " إنني أصدقك .
القردة : هذا صوته " تخرج مسرعة " لابد أن
أسرع .
العجوز :إنها تذكرني بزوجتي الراحلة ..
الشحرور : أنت تفتقدها .
العجوز : طبعاً " يغالب ضحكه " أخذت زوجتي
صغيرنا ، ذات مرة ، لتنيمه وتعود ، وبعد
قليل عاد صغيري ، فسألته ، أين ماما ؟
فقال ، نامت .
الشحرور والعجوز يضحكان ،
يدخل قرد فتي ، وهو يترنم
القرد : " يتوقف " آه أيها العجوز .
العجوز : لا تتوقف ، استمر على التغريد ، الحياة
جميلة .
الشحرور : هذا هو الجد .
القرد : " متخابثاً " هؤلاء الحمقى ، يرمون
النفايات هنا وهناك ، ولا يراعون النظافة
، الغابة غابتنا ، فإذا لم تنظفها أنت ،
ولم أنظفها أنا ، فمن يكون قدوة للآخرين؟
العجوز : أنت قرد حكيم ، رغم صغر سنك ، ليت
الآخرين يقتدون بك .
القرد : أشكرك " يحدق في الموزة " أنت
قدوتي .
العجوز : الشكر لك " يقدم له الموزة " خذ هذه
الموزة .
القرد : تبدو موزة لذيذة ، آه " يأخذها "
أشكرك.
العجوز : تمتع بأكلها ، فأنت تستحقها .
القرد : " يقشر الموزة وهو يتراقص ويترنم "
الموز .. الموز .. ما ألذ ّ أكل الموز .
العجوز : " يترنم معه " الموز .. الموز .. ما ألذ ّ
الموز .
القرد : " يترنم وهو يلقي قشرة الموز "
الموز .. الموز .. ما ألذ ّ الموز .
العجوز : " يتوقف مصدوماً " ....
القرد : " يخرج وهو يأكل الموزة " حقاً إنها
لذيذة .
الشحرور : " يضحك " يا له من قدوة .
القرد : " من الخارج " الموز .. الموز .. ما
ألذ الموز .
العجوز : لا بأس " يرفع قشر الموزة " سيتعلم
" يرمي القشر في سلة النفايات " فأنا
نفسي ، عندما كنتُ ..
يدخل القرد الصغير
راكضاً ، وخلفه أمه
القردة : تعال ، يا صغيري .
الصغير : " يدور حول العجوز " دعيني ،
دعيني.
القردة : " تحاول اللحاق به " تعال ارضع .
الصغير : " يدور حول العجوز " لا أريد ، لا
أريد .
الشحرور : ها ، ما رأيك ؟
العجوز : مهلاً ، يا عزيزتي " للصغير " ارضع
حتى تنمو ، وتكبر ، وتصير كالأسد .
الصغير : " يتوقف " كالأسد !
العجوز : وربما أقوى .
الشحرور : أما إذا لم ترضع ..
الصغير : " ينظر إلى العجوز " ....
العجوز : تصير مثلي .
الصغير : مثلك !
العجوز : " يغمز للأم " نعم ، مثلي ، فأنا عندما
كنت صغيراً في عمرك ، كنت لا أريد أن
أرضع ، فضعفت ، ولم أصر كالأسد .
الصغير : آه .
الشحرور : اسمعوا هذه الأغنية عن الرضاعة ..
والحليب .
العجوز : هيا غنّ ، نحن نسمع .
القردة :" تحضن صغيرها " اسمع ، يا
صغيري ، اسمع هذه الأغنية .
الشحرور يغني ، الجميع
يصغون متمايلين منتشين
الصغير : " ينظر إلى القردة " ماما .
القردة : نعم حبيبي .
الصغير : أريد أن أكون كالأسد .
القردة : " تنظر إلى العجوز " ....
العجوز : ماذا تنتظرين ؟ " يغمز لها " اجعليه
كالأسد .
القردة : " تتجه إلى الخارج " اتبعني .
الصغير : " يتبع أمه مسرعاً " ماما ماما .
القردة : " تخرج " ....
الصغير : " وهو يخرج وراءها " ماما ماما .
العجوز : " للشحرور مشيراً إلى رأسه "
أرأيت ؟
الشحرور : لا تنسَ أغنيتي .
العجوز : هذا حق .
الشحرور : " ينظر إلى الخارج " ....
العجوز : الحكيم ؟
الشحرور : نعم ، الحكيم .
العجوز : " يهز رأسه " ....
الشحرور : قال جدي ، الحكمة أحجار كريمة ..
يدخل القرد مترنماً،
وفي إحدى يديه موزة
القرد : صدق جدك ، يا شحرور .
العجوز : " يوليه ظهره " ....
القرد : الحكمة أحجار كريمة ..
العجوز : " لا يلتفت إليه " ....
القرد : " يقشر الموزة " وأي أحجار كريمة ..
آه .
الشحرور : " يحدق فيه " ....
القرد : " يرمي القشر ويخرج مترنماً " الموز
.. الموز .. ما ألذ ّ الموز .
الشحرور : نعم ، صدق جدي .
العجوز : أحجار كريمة ..
الشحرور : إن لم تكن في أيدي حمقى " ينحني
ليرفع يرفع القشر " سيتعلم إن عاجلاً أو
آجلاً .
ترتفع ضجة من بعيد ،
العجوز يرفع رأسه
الشحرور : النمر .
العجوز : " يعتدل تاركاً قشر الموزة في مكانه "
يا للويل .
الشحرور : لا تخف ، إنه بعيد .
العجوز : لستُ خائفاً على نفسي ، إنما على
الآخرين ، وخاصة الصغار .
يدخل القرد مسرعاً ،
وقد استبد به الرعب
القرد : يا ويلي ، النمر ، النمر ، النمر .
العجوز : انتبه .
القرد : " يدوس على القشر ويسقط على
الأرض " .. آآآآي .
الشحرور : آه .
العجوز : نبهتك لكنك لم تنتبه .
القرد : " متوجعاً " آآآ أي أحمق رمى القشر
هنا ؟
العجوز : يرفع قشر الموز عن الأرض " هذا
قشر الموزة ، التي أكلتها قبل قليل .
القرد : آآي .. كُسرت ساقي .
العجوز : " ينحني عليه " دعني أرها .
القرد : آآآ إنها تؤلمني .
العجوز : " يعاين ساق القرد " لن آكل الموز
ثانية في حياتي .
العجوز : " مازال يعاين ساقه " الخطأ ليس خطأ
الموز .
الشحرور : " يترنم " الموز .. الموز .. ما ألذ ّ
الموز .
القرد : " منفعلاً " أسكت ، لا أريد أن أسمع
اسم .. الموز .
العجوز : " يربت على ساق القرد " ....
القرد : " يصيح متألماً " آآآآآي .
العجوز : لا عليك ، ساقك سليمة ، لم تكسر كما
تصورت .
القرد : إنها تؤلمني بشدة .
العجوز : اصبر قليلاً ، سيزول الألم خلال
ساعات .
القرد : أنت مخطىء ، لقد كسرت ساقي ، ولن
استطيع السير طول حياتي .
يرتفع صوت النمر ، يهب
القرد ، ويركض خارجاً وهو يعرج
الشحرور : " يضحك " هذا درس لن ينساه .
العجوز : هذا ما آمله .
الشحرور : اسمع هذه الأغنية عن الموز .
العجوز : لا تنسى القشور .
الشحرور : " يضحك " لن أنساها .
الشحرور يغني أغنية عن
الموز ، العجوز يصغي مبتسماً
إظلام
ستار
22 / 6 / 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق