تصنيفات مسرحية

الاثنين، 26 ديسمبر 2022

مسرحية للأطفال " الوعل " تأليف طلال حسن

مجلة الفنون المسرحية
الكاتب طلال حسن 

   مسرحية للأطفال " الوعل " تأليف طلال حسن



    شخصيات المسرحية

ـــــــــــــــ

1 ـ تاو

2 ـ تاوه

3 ـ أو

4 ـ الجدة

5 ـ الأب 


إشارة : أبطال هذه المسرحية يعودون إلى إنسان الكهوف . 




   المشهد الأول 

ــــــــ


                     الكهف صباحاً ، تاوه 

                    تعتدل ، تاو في فراشه


تاوه : تاو .

تاو : " لا يرد " ....

تاوه : تاو .. تاو .

تاو : الوقت مبكر ، نامي .

تاوه : الشمس أشرقت ، يا تاو .

تاو : لتشرق ، هذا لا يعنيني .

تاوه : " تتلفت " الشمس هنا قلما تدخل هذا
الكهف ، بالعكس من كهفنا ذاك .

تاو : " يبقى صامتاً " ....

تاوه : كانت تدخل الكهف حالما تشرق ،    
      وتبقى تجوب فيه معظم النهار .

تاو : كانت ، يا تاوه .

تاو : وما زالت ، وستبقى ، كهفنا كان
      مفتوحاً دوماً على الشمس .

تاو : وما الفائدة ، ونحن هنا في الظلام .

تاوه : " معاتبة " تاو .

تاو : لا تقولي ، هنا شمس هي الجدة ، و ..

تاوه : لنكن منصفين ، إن الجدة ..

تاو : " يعتدل " وهنا أو .

تاوه : " تلوذ بالصمت " ....

تاو : وهنا أبو أو .

توه " تبقى صامتة " ....

تاو : هذا الكلام لا يعجبك .

تاوه : تاو " تتنهد " إنني جائعة .

تاو : ليس هذا هو الأمر .

تاوه : أنت محق ، إنني قلقة .

تاو : لم يعد أبو أو بعد .

تاو : ليته لا يعود .

تاوه : " محتجة " تاو .

تاو : ربما لا يعود .

تاوه : ذهب إلى أخيه في الغابة المجاورة ، إنه مريض .

تاو : لن يعود .

تاوه : بل سيعود "تصمت " نحن جميعاً بحاجة إليه .

 او : لقد ذهب أبي ، ولم يعد .

تاوة : هذا ليس ذنبه .

تاو : وخرجت أمي ، حاملة أخينا الرضيع ،
ولم تعد أيضاً .

تاوه : لولا أبو أو للحقنا بهم أيضاً .

تاو : وربما لولاه لبقي والدانا وأخونا
الرضيع معنا ، ولبقينا في كهفنا ، الذي    
      قلما تغيب عنه الشمس .

تاوه : لا ، لا ، لا يمكن ، إنه إنسان طيب ،
    ولم أره ، أو أسمع أنه آذى أحداً .

تاو : وابنه تاو ؟ إنه صورة منه .

تاوه : " بشيء من الرجاء " تاو .

تاو : لكني لن أكون أبي ، أنا تاو .

تاوة "  تنصت " : صه الجدة العجوز قادمة .


                    تدخل الجدة ، حاملة

                    الطعام ، وهي تئن 

  

الجدة : " عند المدخل " تاوه .

تاوه : " تسرع إليها " أيتها الجدة ..

الجدة : " تقدم لها الطعام " خذي الفطور .

تاوه : ما كان لك أن تنهضي من فراشك .

الجدة : لا عليك ، يا بنيتي .

تاوه : أنت متعبة .

الجدة : إنني لم أعد صغيرة .

تاوه : " تأخذ الطعام " ....

الجدة :الطعام قليل بعض الشيء .

تاوه : لا بأس ، هذا يكفي .

الجدة : " تنظر إلى تاو " سيذهب أو إلى الغابة
اليوم .

تاوة : سمعت الذئب يعوي الليلة ، أكثر من
مرة .

الجدة : سمعته أنا أيضاً ، لكن أو مصر على
الذهاب ، فنحن بحاجة إلى طعام .

تاو : " يطرق رأسه " ....

الجدة : تاو .

تاو : " ينظر إليها " .... 

الجدة : منذ أن جاء بكما أبو أو ، وأنت لم
تكد تتغير .

تاو : ولن أتغير .

الجدة : خلال هذه المدة كلها ، كنت واحداً منا    
      لك ما لنا .

تاو : كلا ، لم أكن واحداً منكم ، بل كنت 
            سجينكم .

الجدة : " تنظر إلى تاوه " ...

تاوه : " بشيء من الاحتجاج " تاو .

تاو : أسكتي أنت ِ .

تاوه : " تسكت مغالبة انفعاها " ....

الجدة : أنت لست سجيناً هنا ، يا تاو ، نحن
نخاف عليك ، فقد حاولت الهرب مرة ،
ولو لم يلحق بك أبو أو ، لضللت
الطريق في الغابة ، وربما هاجمك
الذئب ، و..

تاو : أنا لم أخف الذئب ، ولن أخافه ، أنا
تاو.

الجدة : نعم ، يا بنيّ ، أنت تاو .


                      يدخل أو ، تاو 

                     يحدق فيه متحدياً


او : صباح الخير .

تاوه : " محرجة " صباح النور .

الجدة : " تتطلع إلى تاو " ....

تاو : " يشيح بوجهه " ....

أو : جدتي ، أنت مريضة .

الجدة : إنني اليوم أفضل .

أو : الأفضل أن تبقي في فراشك .

الجدة : جئت بالطعام لتاو وتاوه .

أو : لو أخبرتني ، لجئت بالطعام بنفسي .

تاوه : لا داعي ، يا أو ، فأنا أجلب الطعام
كل يوم .

الجدة : " تستدير نحو الخارج " لم تذهب
للصيد بعد . 

أو : أردت أن أراك ، قبل أن أذهب .

الجدة : اذهب ، يا بنيّ ، أتمنى لك التوفيق .

أو : تعالي ، يا جدتي ، أوصلك إلى مكانك
أولاً .

الجدة : هيا إذن ، يا بنيّ .

أو : هيا .

الجد : " تتوقف " تاو .

تاو : " ينظر إليها صامتاً " ....

الجدة : يمكنك أن تخرج ، وتتجول
حيثما تشاء ، شرط أن لا تبتعد ، فأنا
أخاف عليك .

تاو : " يبقى صامتاً " .... 

تاوه : " محرجة " شكراً جدتي ، شكراً .

الجدة : تاو .

تاو : " لا يرد " ....

أو : دعيكِ منه ، يا جدتي ، إنه لن يخرج ،
وإذا خرج فلن يبتعد .

تاو : " يتقدم من أو غاضباً " ....

أو : " يواجهه " ....

تاوه : " تمسك أخاها " تاو .

الجدة : " تمسك أو " أو ، تعال ، إنه أخوك "
تدفعه برفق " خذني إلى مكاني ، ثم
اذهب إلى الصيد .


                     الجدة وأو يخرجان ،

                      تاو وتاوه وحدهما 


تاوه : تاو ..

تاو : " يقاطعها " لا أريد منك كلمة واحدة .

تاوه : الجدة تحبك ، ولا تريد إلا ..

تاو : تاوه .

تاوه : " تصمت " ....

تاو : " بصوت مهادن " إنني لا أكره الجدة.

تاوه : أو ذهب وحده للصيد .

تاو : " ينظر إليها حانقاً " الغابة مليئة
بالمخاطر ، وقد يهاجمه الذئب .

 تاو : دعيني من أو ، إنني لا أطيقه .

تاوه : لا فائدة ، إنني جائعة ، هيا نأكل .

تاو : تاوه ، أصغي إليّ .

تاوه : " تنظر إليه " ....

تاو : الجدة سمحت لي بالخروج .

تاوه : إنها تثق بك .

تاو : إنني أعرف الطريق إلى كهفنا .

تاو : " مستنكرة " تاو .

تاو : الكهف الذي ولدنا فيه ، والذي قلما 
تغيب عنه الشمس ، طوال ساعات
النهار .

تاوه : لا ، لا ياتاو .

تاو : لا ؟

تاوه : لا ، لا .

تاو : ابقي هنا ، حتى تتعفني في الظلام .

تاوه : الذئب في الجوار ، وأنا أخاف الذئب .

تاو : لا تخافي ، إنني معك ، وسنصل
الكهف في سلام .

تاوه : الكهف مهجور الآن ، وربما سكنه
دب أو وحش آخر .

تاو : إنه كهفنا ، لنعد يا تاوه ، فمن يدري ،
لعل أمنا عادت إليه .

تاوه : نحن هنا منذ سنين ، ولو كانت أمنا
على قيد الحياة لبحثت عنا .

تاو : لعلها بحثت عنا ، ولم تجدنا ، لنذهب
نحن إلى الكهف ، ونتأكد .

تاوه : لا ، لا ، هذا جنون .

تاو : الجنون أن نبقى " يضرب الطعام ،
ويلقيه بعيداً " ابقي وحدكِ ، ابقي .

تاوه : أيها الأحمق ، أفسدت الطعام ، إنني
جائعة .

تاو : وستبقين جائعة " يتجه إلى الخارج "
....

تاوه : تاو ، إلى أين ؟

تاو : الجدة سمحت لي بالخروج ، وسأخرج
، سأخرج من هذا الظلام .

تاوه : لا تبتعد ، يا تاو .

تاو " " يخرج " ....


                        تاوه تنظر إلى 

                    الطعام ، وتهز رأسها 

                          إظلام 






   المشهد الثاني

ـــــــــــ


                         فسحة أمام مدخل

                      الكهف ، تاوه تبدو قلقة


تاوه : الشمس تكاد تغرب ، ولا أثر لتاو ، ترى أين مضى ؟ أيعقل أن هذا المجنون قد ذهب فعلا إلى الكهف ؟ من يدري ، فتاو عنيد كالصخر " تصمت " نحن هنا منذ سنوات ، ولا يمكن أن يعرف الطريق إلى هناك ، وحتى لو عرف الطريق ، فمن سيجد في ذلك الكهف ؟ " تتلفت " والأدهى أن أو مضى متوغلاً في الغابة ، للبحث عنه " تنصت قلقة " ...

الذئب : " من بعيد " عو و و و .

تاوه : الذئب " تتلفت " هذا اللعين ، لعله في مكان قريب يحوم متحيناً الفرصة ليضرب ضربته الغادرة " تسكت قلقة " أو .. أو المسكين ذهب يبحث عن تاو ، ولم يعد بعد .

الذئب : " من بعيد " عوووو .

تاوه : ليت أو يعود ، فما ذنبه ليدفع ثمن
تهور تاو وجنونه " تتلفت حولها قلقة "
يا ويلي ، لا أثر له .

الذئب : " من بعيد " عووووو .

تاوه : " تنظر إلى الخارج " ها هي الجدة
تغادر الكهف ، وتتجه نحوي .


                    تدخل الجدة ببطء ، 

                     وتقترب من تاوه

الجدة : تاوه .

تاوه : جدتي .

الجدة : سمعتِ الذئب اللعين ؟ 

تاوه : نعم ، سمعته .

الجدة :لا تقلقي ، إنه بعيد .

تاوه : ليس الذئب هو ما يقلقني الآن ، يا
جدتي .

الجدة : أنت مرهقة ، ادخلي الكهف ، لعلك ترتاحين .

تاوه : " بصوت باك " أو لم يعد .

الجدة : لا عليك ، يا عزيزتي ، لقد أو خرج للبحث عن تاو .

الذئب : " من بعيد " عووووو .

تاوه : خرج رغم وجود هذا الذئب . 

الجدة : تاوه .

تاوه : وتريدين أن لا أقلق .  

الجدة : " تربت على ظهرها " ....

تاوه : لم يعد أو ، لم يعد تاو ، لم يعودا حتى الآن ، آه ما العمل ؟

الجدة : تاوه .

تاوه : لو أن أبا أو هنا ..

الجدة : صبراً ، سيأتي ، سيأتي حتماً .

تاوه : نعم ، سيأتي ، لكني أخشى أن يأتي بعد فوات الأوان .

الجدة : لا يا عزيزتي ، سيأتي أبو أو ، ومن يدري ، قد يعود تاو وأو قبل مجيء أبي أو .

تاوه : " تتأوه حزينة " آآآه .

الجدة : تاوه ، ادخلي الكهف ، وكلي لقمة ، أنت لم تأكلي منذ الصباح .

تاوه : لن آكل حتى يعودا .

الجدة : الشمس غربت قبل قليل ، والجو بدأ يبرد .

تاوه : جدتي ، أنت متعبة ومريضة ، اذهبي إلى فراشك .

الجدة : لا ، يا بنيتي ، سأبقى هنا ، مهما اشتد البرد ، سأبقى إذا لم تدخلي معي إلى الكهف .

تاوه : جدتي .. 

الجدة : لا ، لا يمكن ، تعالي معي وإلا فسأبقى هنا ما بقيتِ .

تاوه : حسن ، هيا ، سآخذك إلى فراشك ، لابد لك أن ترتاحي .

الجدة : سأرتاح إن ارتحتِ .

تاوه : " تهز رأسها دامعة العينين " ....

الجدة : " تأخذها بين ذراعيها " تاوه ، بنيتي ..

تاوه : " تنشج باكية " ....

الجدة : كفى ، يا عزيزتي ، سيعود تاو ، وسيعود أو ، وكذلك سيعود أبو أو " تربت على ظهرها " كفى ، كفى وإلا بكيت أنا الأخرى .

تاوه : " تكف عن البكاء " ....

الجدة : عندما جاء بك أبو أو ، ومعك أخوك تاو ، قبل عدة سنوات ، كنت طفلة ، طفلة صغيرة ، وكنت جميلة ، جميلة جداً ، وأجمل ما فيك كانت عيناك ، فقد كانتا كعيني الغزال .

تاو : " تبتسم من بين دموعها " ....

الجدة : لكنك كنت نحيلة وجائعة ، فأخذتك أم أو ، وأطعمتك لبناً أعدته من حليب العنزة .

تاوه : " تبتسم " لا أطيب من ذلك اللبن ، إنه يذكرني باللبن الذي كانت تعده أمي .

الجدة : لقد أحبتك ، وأحبت تاو ، كما لو كنتما أخوين لأو .

تاوه : أنا أيضاً أحببتها ، كما أحببت أبا تاو ، " تصمت لحظة " آه ليتها لم ترحل .

الجدة : تاو ، آه من تاو .

تاوه : " تبتسم من بين دموعها " ....

الجدة : إنه وعل جبلي بحق .

تاوه : أمي كانت تقول ، إنه عنيد ، عنيد كأبي .

الجدة : لم يلن ، هذه السنوات ، رغم معاملة أم أو وأبيه الطيبة له .

تاوه : مازالت الأحداث ، التي أودت بأبي وأمي ، حية في أعماقه .

الجدة : كان أبو أو في الصيد ، عندما سمعك تبكين في كهف قريب ، ودخل الكهف ، ورآك أنت وأخاك تاو ، ويبدو أن رجالاً متوحشين قد هاجموا أباك وأمك ، و .. " تصمت " ....

تاوه : " تبعد عينيها الدامعتين " ....

الجدة : هذه هي الحياة ، يا بنيتي ، إن بعض الناس للأسف ، أقسى من الوحوش الضارية نفسها " تصمت " والآن أنت وأخوك تاو بيننا ، لا فرق بينكما وبين أو ، أنت " تقبلها " قطرة ندى ، أما تاو " تهز رأسها " آه منه ، إنه وعل ، وعل جبلي فتيّ ، صلب ، لا يلين .


                      يلوح أو من بعيد ،

                       تاوه تراه مقبلاً         


تاوه : جدتي .

الجدة : جاءا ؟

تاوه : أرى أو وحده .

الجدة : " تنظر إلى أو " ها قد عاد أحدهما ، وسيعود الآخر حتماً .

تاوه : هذ ما أرجوه .


                    يدخل أو ، وقد 

                     بدا مقطباً


أو : الجو بارد جداً هنا ، من الأفضل أن نمضي إلى الداخل.

تاوه : أو ..

الجدة : أين تاو ؟

أو : بحثت عنه في كل مكان ، فلم أعثر له على أثر .

تاوه : " بصوت باك " تاو ذهب ، ذهب ولن يعود مطلقاً .

الجدة : تاوه ..

أو : تاو لم يبتعد كثيراً ، وسيعود اليوم أو غداً .

تاوه : " تهز رأسها دامعة العينين " ....

أو : إذا لم يعد اليوم ، فسأتوغل غداً في الغابة ، ولن أعود حتى أجده .

الذئب : " من بعيد " عووووو .

تاوه : " ترفع رأسها " الذئب .

الجدة : لا تخافي ، إنه بعيد .

تاوه : كيف لا أخاف ، وأنا لا أعرف أين مضى تاو ؟

أو : الجو يزداد برودة ، تعالا نمضي إلى الداخل .

الجدة : تاوه " تأخذ بيدها " ابقي معي الليلة " تسير بها " تعالي ، لا أريد أن تنامي  وحدك في الكهف .

تاوه : " تسير إلى جانب الجدة " أشكرك ، سأنام الليلة في منامي .

أو : " يسير في أعقابهما " اذهبي مع الجدة ، ريثما يعود تاو .

تاوه :" بصوت باك " لن يعود تاو ، لن يعود مطلقاً .

الجدة : لا تقولي هذا ، تاو حذر وشجاع ، ويحبك جداً ، ولن يذهب بعيداً مادمت لست معه .


                  تخرج الجدة وتاوه ، 

                   وخلفهما يخرج أو 

                        إظلام 




   المشهد الثالث

ـــــــــ


                     كهف ، الوقت ليل ،

                       تاوه تبدو حزينة


 

تاوه : لم يعد تاو ، وربما لن يعود اليوم ، هذا إذا كان سيعود " تصمت " ليته يعود ، فأنا لا أستطيع أن أحيا بدونه ، فلم يبقَ لي من عائلتي غيره ، رحل أبي ، ورحلت أمي ، ومعهما رحل أخي الصغير ، الرضيع " تصمت " ترى أين ذهب تاو ؟

الذئب : " من بعيد " عووووو .

تاوه : " تتراجع خائفة " الذئب ، الذئب مرة أخرى ، هذا اللعين ، إنه يحوم في الجوار منذ أيام ، كأنه يعرف أن أبا أو ذهب بعيداً ، وقد لا يعود قريباً ، هذا إذا لم يقع في أيدي المتوحشين ، الذين يتربصون بالناس كالذئاب في أعماق الغابة " تصمت " وإذا لم يعد ، كيف يمكن أن نعيش وحدنا ؟ " تسير قلقة " وفوق هذا ، مضى تاو ، هذا المجنون ، ترى أين مضى ؟

الذئب : " من بعيد " عووووو .

تاوه : هذا اللعين ، عواؤه يقترب ، وكأنه يتأهب لاقتحام المكان " تنصت " من ؟ أهي الجدة ؟


                    الجدة تدخل ببطء ،

                     وتقترب من تاوه   


الجدة : تاوه .

تاوه : جدتي .

الجدة : آه منك .

تاوه : أنت مازلت متعبة ، وعليك أن تبقي في فراشك . 

الجدة : سمعتُ الذئب يعوي قبل قليل ، وخشيت أن تخافي .

تاوه : لم يعد فيّ متسع للخوف .

الجدة : آه تاوه ، وكأني أسمع امرأة عجوز ، أكبرُ مني عمراً .

تاوه : جدتي ، أنتِ ترين ما أنا عليه .

الجدة : لست وحدك ، يا تاوه ، نحن معك ، أنا و أو ..

تاوه : لولاك ولولا أو لفضلت الموت .

الجدة : أردتك أن تبقي إلى جانبي في الكهف ، لكن ماذا أفعل ؟ لقد آثرت أن تبقيني وحدي ، وتأتي إلى هذا المكان .

تاوه : أنت الآن أفضل ، ولم تعودي بحاجة إليّ.

الجدة : إنني بحاجة إليك دوماً " تعانقها " فوجودك إلى جانبي سعادة لي .

تاوه : أشكرك " تقبلها " 

الجدة : أنت بنيتي الحبيبة ، تعالي معي ، وابقي إلى جانبي ، لأنام مطمئنة عليك .

تاوة : ربما غداً ، أريد الليلة أن أنام هنا .

الجدة : هذا وعد ، غداً .

تاوه : " تبتسم " غداً .

الجدة : أعددت طعاماً لذيذاً ، تعالي وتعشي معنا ، ثم عودي إلى مكانك .

تاوه : صدقيني ، لا أشتهي أي شيء ، إنني متعبة ، وأريد أن أنام .

الجدة : لن أدعك تنامي قبل أن تأكلي .

تاوه : أرجوك ، يا جدتي .

الجدة : لا يمكن " تستدير " سيأتيك الطعام بعد قليل " تتجه إلى الخارج " لا أريد أن تفوتك هذه الوجبة اللذيذة .

تاوة : جدتي ، أرجوك ، أنت متعبة .

الجدة : لحظات ويأتيك الطعام .


                   الجدة تخرج ببطء ،

                    تاوه تبقى وحدها  

 

تاوه : حقاً لولا الجدة ، ولولا أو ، لكنت قد متّ " تصمت " تاو ، أين أنت ، يا تاو ؟ آه هذا الرجل الصغير ، هذا الوعل الصخري ، إنه لم يلن ، ولم يغدُ أليفاً ، رغم تعاملهم الطيب معنا ، كلّ هذه السنين ، والأنكى أنه مازال يظن ، أن أبا أو ، كان وراء اختفاء أبي وأمي ، وهو فوق ذلك يهدد بالانتقام ، وخاصة من أو ، مع أن أو في عمره تقريباً ، وهو طيب في التعامل معنا ، وخاصة معي " تصمت " ربما هذا ما يثير تاو ، ويغضبه " تنصت "

الذئب : " من بعيد " عووووو .

تاوه : ترى عمن يسعى هذا اللعين ؟ العنزة ؟ أم جديها ؟ أم .. ؟ إنه وحش مجنون ، ولن تفرق أنيابه ومخالبه القاتلة بين حي وآخر " تلتفت إلى المدخل خائفة " ..


                     يلوح أو ، وفي 

                    يده صحن طعام 


تاوه : أو !

أو : " يتقدم قليلاً " طعامك .

تاوه : آه .

أو : تمنينا لو تعشيت معنا .

تاوه : قلت للجدة ، إنني لا أشتهي أي شيء .

أو : أنت تعرفين الجدة ، إنها لن ترتاح إذا لم تتعشي .

تاوه : ما أطيبها ، الجدة .

أو : أنا أيضاً ، أريد أن تتعشي .

تاوه : " تبتسم محرجة " ....

أو : الجدة تحبك .

تاوه : أنا أيضاً أحبها .

أو : الجميع هنا يحبونك .

تاوه : " تنظر إليه صامتة " ....

أو : " يقدم لها الصحن " الطعام ، تفضلي .

تاوه : " تأخذ الصحن " أشكرك .

أو : " يقف أمامها صامتاً " ....

تاوه : " تنظر إليه محرجة متسائلة " ....

أو : سأبقى معك حتى تنتهي من تناول طعامك كله .

تاوه : أو .

أو : هذه أوامر جدتي ، وأنا في الحقيقة ، لا أريد أن أعصي أوامرها .

تاوه : " تنظر إلى الصحن " لكن الطعام كثير ، كثير جداً .

أو : تمنيت لو أساعدك ..

تاوه : " ترفع عينيها إليه " ....

أو : لكن ما العمل ؟ لقد أوصتني الجدة ، أن لا أمد يدي إلى الطعام .

تاوه : الجدة ؟

أو : قالت لي ، إنني أعرفك ، ستلهي البنت ، وتأكل حصتها من الطعام .

تاوه : " تغالب ضحكها " ....

تاو : حسن ، أعرف أنك لن تأكلي مادمتُ هنا ، سأذهب وأدعك تأكلين .

تاوه : " تنظر إليه صامتة " ....

أو : " ملوحاً بإصبعه " تأكلين .

تاوه : " تهز رأسها " ....

أو : " يبتسم " تصبحين على خير .

تاوه : أشكرك ، تصبح على خير .

      

                 أو يخرج ، ويختفي في 

                  الظلام ، تاوه وحدها 

               

تاوه : أو ، ما أطيب أو ، ما أروعه ، ليت تاو على وفاق معه " تتناول لقمة " طعام لذيذ ، الجدة طباخة ماهرة " تنظر بعيداً " أمي أيضاً كانت طباخة ماهرة ، آه " تتناول لقمة ثانية " أو أراد أن يبقى ، ويتناول الطعام معي " تتوقف " يا لي من حمقاء ، كان عليّ أن ألبي رغبته ، وأدعه يبقى .. " تتناول لقمة أخرى " سآكل الطعام كله ، كما أراد أو ، رغم أنني شبعانة ، وسيرى الصحن فارغاً " تبتسم " ها هو الصحن فارغ " تلوح بالصحن " أو ، لست وحدك مطيعاً ، أنا أيضاً مطيعة " تنصت " ..

الذئب : " من بعيد " عووووو .

تاوه : اعو ِ ما شئت ، أو إلى جانبي .

الذئب : " بصوت أعلى " عووووو .

تاوه : " تتلفت خائفة " الأفضل أن أنام " تندس في فراشها " تعال أيها النوم " تغمض عينيها " ليتني لا أسمع الذئب حتى في منامي .


                         يلوح تاو في  

                    المدخل ، يبدو متداعياً      

                    

تاو : " بصوت متحشرج " تاوه .

تاوه : " تفتح عينيها " من !

تاو : " يتقدم مترنحاً " تاوه .

تاوه : " تهب من فراشها " تاو .

تاو : " يكاد يتهاوى " تاوه .

تاوه : " تحضنه " يا ويلي ، ما الأمر ؟ هل أنت جريح ؟

تاو : لا ، لست جريحاً ، أنا متعب ، متعب جداً .

تاوه : " تسنده " تعال ، يا تاو ، تعال تمدد في فراشك " تمدده في فراشه " ..

تاو : غطيني ، غطيني يا تاوه ، أشعر ببرد شديد .

تاوه : " تغطيه " أنت بخير ، أنت بخير ، يا تاو ، اطمئن " تكاد تبكي " قلقت عليك ، الجميع قلقوا عليك ، و خرج أو للبحث عنك ، وقد بحث طويلاً ، لكنه لم يعثر لك على أثر .

تاو : تاوه .

تاوه : وقد خشينا أن يكون الذئب قد ..

تاو : ذهبتُ إلى كهفنا ..

تاوه : تاو .

تاو : كنت أتمنى أن أرى أحداً ..

تاوه : أنت تعرف أن والدينا قد ..

تاو : لكني لم أجد أحداً .

تاوه : لا تتكلم ، أنت متعب ، نم الآن ، وسترتاح .

تاو : مكاننا ليس هنا ، يا تاوه ، مكاننا هناك ، في كهفنا ، حيث ولدنا ، وحيث عشنا مع والدينا .

تاوه : دع هذا الآن .

تاو : لن نبقى هنا ، جئت لآخذك ، ونعيش حيث عاش والدينا .

تاوه : أنت محموم " تتحسس جبهته " وحرارتك مرتفعة ، نم ، نم الآن .

تاو : " يهذي " عديني ، عديني يا تاوه ، عديني ..

تاوه : تاو .

تاو : " لا يجيب " ....

تاوه : لقد نام ، يا إلهي ، يبدو أنه لم ينم منذ أيام " تنهض " يريد أن نعود ، آه يا تاو ، نعود ونبتعد عن الجدة و.. لا يا تاو .. لا .. لا .. لا يا عزيزي .


                     تبتعد عن تاو ،

                   وتتمدد في فراشها 

                        إظلام







   المشهد الرابع

ــــــــــ  


                    فسحة أمام الكهف ،

                 تدخل الجدة ، وبيدها عصا


الجدة : الجو رائع اليوم " تتوقف " فلأجلس تحت هذه الشجرة " تجلس " آه العمر سحابة ، أحيناً تمطر ، وأحياناً لا تمطر " تبتسم " أمطرتُ أنا ، ولا بأس بما أمطرته " تلتفت " أيتها العنزة ، انتبهي إلى جديك ، لا تدعيه يبتعد " تضحك " هذا اللعين مازال يرضع ، رغم أنه كبر ، وصار يأكل العشب " تبتسم " الحليب لذيذ ، أنا نفسي أحب الحليب ، وأشرب منه كل يوم " تخاطب الجدي " ارضع يا صغيري ، ارضع ، أريدك أن تسمن وتكبر ، وتصير تيساً قوياً كتيوس الجبل " تلوح تاوه من بعيد " ها هي تاوه ، إنها مثلي تحب الشمس ، فلأنادها " تناديها " تاوه .

تاوه : " تلوّح من بعيد " ....

الجدة : تعالي ، المكان هنا ربيع .


                     تدخل تاوه مبتسمة ،

                      وتقبل على الجدة

     

تاوه : صباح الخير .

الجدة : أهلاً تاوه ، صباح النور .

تاوه : يبدو أنك أخرجت العنزة والجدي هذا اليوم .

الجدة : إنهما مثلنا يحبان الخضرة والشمس والهواء النقي .

تاوه : من الأفضل أن نراقبهما ، حتى لا يبتعدا ، وإلا ..

الجدة : إنني هنا ، وأنت معي " تنظر إلى تاوه " هذا اللعين ، الذئب ، لم أسمعه ليلة البارحة مرة واحدة .

تاوه : أنا أيضاً لم أسمعه ، رغم أنه كان يعوي سابقاً كل ليلة .

الجدة : لنبقَ على حذر ، فالذئب ذئب ، ولا أحد يدري متى وأين يضرب ضربته .

تاوه : لو أننا نحصل على  كلب .

الجدة : آه أنت محقة .

تاوه : كان لدينا كلب ضخم وشجاع ، قلما  ينام في الليل ، تخافه حتى الذئاب .

الجدة : سأقول لأبي أو ، حين يعود ، لعله يأتينا بواحد ، يحمينا ويحمي عنزتنا وجديها .

تاوه : ذلك الكلب أهداه أحد أصدقاء أبي لتاو ، فتعلق به ، وصار لا يفارقه .

الجدة : تاو " تبتسم " وعل الجبل هذا ، متى يكبر ، ويصير أليفاً .

تاوه : أظنه بدأ يكبر ، بعد عودته من الكهف ، ورقاده مريضاً هذه المدة .

الجدة : هذا ما أرجوه ، أنا أريده أخاً لأو ، فنحن لا نعرف ما قد تجيء به الأيام .


                    يدخل أو مبتسماً ، 

                     ورمحه في يده

 

الجدة : أو ..

أو : " لتاوه " صباح الخير .

تاوه : صباح النور .

الجدة : خيراً .

أو : " يلوح برمحه " سأذهب إلى الصيد .

الجدة : مازال لدينا ما يكفينا مما اصطدته البارحة. 

أو : " ينظر إلى تاوه " هذه المرة سأصطاد غزالة .

الجدة : " تهمهم " هم م م م .

أو : تاوه تحب الغزلان .

تاوه : " تطرق خجلة " ....

الجدة : هذا ما خمنته .

أو : " لتاوه " كيف حال تاو ؟

تاوه : بخير .

الجدة : ليخرج من الكهف ، فالجو كما ترين رائع .

تاوه : سيخرج بعد قليل ، وقد يذهب إلى الصيد هو الآخر .

أو : حسن " يتأهب للخروج "  فلأذهب " يتجه إلى الخارج " قولي له أن لا يصطاد غزالة. 

الجدة : " تبتسم " ....

تاوه : " تطرق محرجة " ....

أو : " يخرج ملوحاً بيده " إلى اللقاء .

الجدة : أتمنى لو ذهبا معاً إلى الصيد.

تاوه : هذا ما أتمناه أنا أيضاً ، يا جدتي .

الجدة : لننتظر ، لعل الوعل المتمرد ينزل قريباً من جبله .

تاوه : " تنتظر إلى الخارج " ها هو قادم .


                    يدخل تاو عابساً ، 

                     ورمحه في يده 

  

تاو : صباح الخير .

تاوه : " فرحة " صباح النور .

الجدة : أهلاً بنيّ ، أهلاً تاو ، صباح النور .

تاو : أهلاً بك .

الجدة : يبدو أنك ذاهب إلى الصيد .

تاو : نعم .

تاوه : أو أيضاً ذهب إلى الصيد .

تاو : " يحدق فيها " ....

الجدة : اصطد لنا وعلاً .

تاوه : " تغالب ابتسامتها " ....

الجدة : أريد أن أرى الوعل بعيداً عن الجبل .

تاو : الجبل بعيد ، ربما في يوم آخر " يهم بالخروج " . 

الجدة : تاو .

تاو : " يتوقف " ....

الجدة : أريد كلباً يحرس عنزتي وجديي .

تاو : " ينظر إلى تاوه " ....

تاوه : حدثت الجدة عن كلبك ، الذي كان يحرسنا طوال الليل .

الجدة : ليتك تأتيني بواحد مثله .

تاو : سأحاول ، فالحصول على كلب ليس بالأمر الهين .

الجدة : إنه ضروري لي ، فالذئب اللعين يحوم في الجوار ، وقد يختطف عنزتي أو جديي الصغير .

تاوه : " تتلفت قلقة " ماذا يجري ؟ العنزة والجدي يصرخان .


                      ترتفع مأمأة العنزة ،

                     ممتزجاً بصراخ جديها 


الجدة : " تهب واقفة " يا ويلي ، عنزتي ..

تاوه : " تتمتم خائفة " لعله الذئب .

الجدة : الذئب !

تاوه : ربما " ترتفع زمجرة الذئب " نعم ، إنه هو .

الجدة : " تهم بالتوجه إلى الخارج " الويل له .

تاوه : " تحضنها " جدتي ..

الجدة : لن أدعه يخطف جديي .

تاوه : مهلاً ، الذئب خطر جداً .

الجدة : دعيني ، لو أن أو هنا لتصدى لهذا اللعين ، وأنقذ عنزتي وجديها .

تاو : " يتأهب للخروج " تاوه ..

تاوه : حذار ، يا تاو .

تاو : ابقيا هنا " يتجه إلى الخارج "ابقيا .

تاوه : تاو .


                    تاو يخرج مسرعاً ، 

                      ورمحه في يده          


تاوه : ذهب تاو .

الجدة : لعله تأخر " صراخ العنزة والجدي " عنزتي ..

تاوه : جدتي .

الجدة : جديي ، جديي الصغير .

تاوه : اهدئي ، يا جدتي .

الجدة : دعيني " تلوح بعصاها " سأجلد هذا اللعين بعصاي هذه ..

تاوه : جدتي ..

الجدة : سأجلده حتى الموت .

تاوه : هذه العصا لن تخيفه ، بل إنني أخشى أن تارو ورمحه لن ..

الجدة : " تتوقف منصتة " أصغي ، اختفت الأصوات . 

تاوه : " تنصت خائفة " ....

الجدة : يا ويلي ، رحلت عنزتي ..

تاوه : أيتها الجدة ..

الجدة : وقبلها رحل جديي .

تاوه : أصغي ، إنني أسمع صوتي تاو وأو .

الجدة : تاو وأو !

تاوه : نعم تاو وأو ، أصغي . 

الجدة : أو ذهب منذ حين إلى الغابة ، ليصطاد لك غزالة .

تاوه : " فرحة " جدتي ، أنظري ، ها هو أو .

الجدة : " تنظر مذهولة " أو ! إنه أو حقاً ، ترى ماذا يحمل ؟

تاوه : أظنها عنزتك .

الجدة : آه ، بل ما تبقى منها .

تاوه : لا ، إنها كاملة ، وحية ، اسمعيها ، ها هي تمأميء .


                     يدخل أو حاملاً

                    العنزة بين يديه     


أو : جدتي .

الجدة : أو " تسرع نحوه " أو ، أو .

أو : ها هي عنزتك ، يا جدتي " يضع العنزة أمامها " خذيها .

الجدة : " تحضن العنزة " حبيبتي " تتوقف " أو ..

أو : نعم جدتي .

الجدة : أين جديي ؟ 

أو : " مازحاً " جديك ؟

الجدة : لا تقل أن الذئب قد ..

أو : هذا محال ، الذئب لن يقربها ، فتاو موجود .

تاوه : تاو !

الجدة : تاو !

أو : نعم تاو " يستدير " ها هو ، أنظرا .


                   يدخل تاو مبتسماً ، 

                   والجدي بين يديه

 

تاوه : " فرحة " تاو .

الجدة : " تقترب منه " تاو .

تاو : " يقدم لها الجدي " تفضلي ، هذا جديك ، يا جدتي .

الجدة : " تأخذ الجدي فرحة " أشكرك ، يا تاو " تنظر إلى أو وتاو " والذئب ؟

تاو : " يشير إلى الخارج " يرقد هناك ، جثة هامدة ، وفي صدره رمحان .

الجدة : رمحان !

تاوه : رمحان !

أو : " يشد على ذراع تاو " الأول هو رمح تاو .

تاو : " يشد على ذراع أو " والآخر هو رمح أو .

تاوه : " تهمس للجدة " الوعل ..

الجدة : وأي وعل .

تاوه : نزل من جبله .

الجدة : " تبتسم " نعم ، نزل .

تاو : " للجدة " غداً آتيك بالكلب .

أو : كلب !

الجدة : نعم ، تاو سيأتيني بكلب ، يريحني من العنزة وجديها . 

أو : هذا حسن ، والآن سأذهب للصيد .

تاو : مهلاً ، سآتي معك . 

الجدة : هيا ، اذهبا " تاو وأو يسيران مبتعدين " هيا ، هيا .

تاوه : أريد غزالة .

تاو : " يلتفت " غزالة !

أو : " يلتفت وينظر إلى تاوه " ....

الجدة : " تهمهم " هم م م م م .

تاو : ولماذا لا ؟ " ينظر إلى أو " غزالة .

أو : هذا ما تريه تاوه .

تاو : ليكن ، فلنصطد غزالة ، هيا .

أو : هيا ، هيا " أو وتارو يخرجان " ..

تاوه : " ضاحكة " أرأيتِ ، يا جدتي ، لقد نزل الوعل . 

الجدة : هذه ظاهرة خارقة .

تاوه : والفضل لأو .

الجدة : ولتاو أيضاً ، وهذا يثبت أن الوعول الصخرية يمكن أن تلين .

تاوه : نعم ، يمكن ، وها هي قد لانت " تستغرقان في الضحك " ..


                 يدخل الأب ، حاملاً سلة ،

                  ويحضن الجدة وتاوه


الأب : " بصوت احتفالي " صباح الخير .

الجدة " " تلتفت إليه " وصلت أخيراً .

تاوه : من ! أبي ؟

الجدة : " تتمتم فرحة " أبي ؟

الأب : ها أنتِ قلتها أخيراً " يحضنها " نعم أنا أبوك .

الجدة : " مازحة " وأنا ؟

الأب :  أنت ؟ " يحضنها ضاحكاً " أنت الخير والبركة ، يا أمي .

الجدة : " تضربه برفق " طال غيابك هذه المرة ، حتى قلقنا عليك .

الأب : اشتد المرض على أخي ، لكنه الآن أفضل " يتلفت " أين أو " يحاكي عبوس تاو " وتاو ؟

الجدة : لن تصدق ..

تاوه : ذهبا للصيد ..

الجدة : معاً .

الأب : حقاً !

تاوه : بل أكثر ..

الجدة : قتلا الذئب ..

تاوه : معاً .

الأب : لنحتفل إذن " يرفع السلة " جئتكما بتفاح " يهمس لتاوه " أعرف أنك تحبين هذا النوع من التفاح .

الجدة : لننتظر إذن أو وتاو ، ونبدأ الحفل .

تاوه : ولننتظر الغزالة .

الجدة : تحضنها وتقبلها " نعم ، ننتظر ، يا غزالة .


                   الأب يحضن الجدة وتاوه  

                  ، الجميع يضحكون فرحين

                        إظلام تدريجي

                           ستار


                             11 / 3 / 2011

  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق