تصنيفات مسرحية

الجمعة، 13 يناير 2023

مسرحية للفتيان " أنا أمبا " تأليف طلال حسن

مجلة الفنون المسرحية
الكاتب طلال حسن 





     شخصيات المسرحية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 1 ـ أمبا الأميرة
2 ـ بشما وصياً على العرش
3 ـ فيجترافريا الملك
4 ـ سالفا أمير بلاد سوباك
5 ـ المربية العجوز
6 ـ الوصيفة 

   البداية  


                        قاعة العرش ، الملكة
                          تقف وسط القاعة

الملكة : آه يا أبتي ، هذا العرش ، لم أكن 
  أريد أن أرثه ، ولابد أنك أيضاً ، لم 
  تكن تريد أن تورثني إياه " تصمت " 
  لكن هذا ما حدث ، وسأتمسك 
  به ، مهما كلف الأمر ، احتراماً 
  لذكراك " تصمت " ها هي المربية 
  العجوز قادمة .
المربية : " تدخل " مولاتي .
الملكة : إنني أنتظره .
المربية : ما يزال يأمل ، يا مولاتي .
الملكة : " تنظر إليها صامتة " ....
المربية : الأمر لك ، يا مولاتي .
الملكة : ها هو قادم ، اذهبي أنتِ .
المربية : " تمضي إلى الخارج " ....

                     يدخل الملك مبتسماً ،
                      ويتقدم من الملكة

الملك : طاب صباحك ، أيتها الملكة .
الملكة : طاب صباحك ، يا جلالة الملك .
الملك : استيقظتُ صباح اليوم مبكراً ، رغم 
  أنني نمت في ساعة متأخرة من ليلة 
  البارحة .
الملكة : آمل أنك بخير ، يا جلالة الملك .
الملك : سأكون بخير دائم ، إذا أردتِ ..
الملكة : جلالة الملك ..
الملك : انتظرتُ ليلة البارحة ، وصباح 
  اليوم ، أن تأتيني منكِ ، ولو إشارة ..
الملكة : " تنظر إليه صامتة " ....
الملك : آه ..
الملكة : جلالة الملك ..
الملك : مهلاً ، يا جلالة الملكة ، غداً 
  صباحاً سأعود إلى مملكتي ..
الملكة : رافقتك السلامة ، يا جلالة الملك .
الملك : وقبل أن أعود ، سآتي لأعرف 
  موقفك ، مما عرضته عليك .
الملكة : " تلوذ بالصمت " ....
الملك : الآن سأعود إلى جناحي ، أرجوكِ 
  فكري في الأمر جيداً ، أترككِ في 
  أمان الآلهة .
الملكة : وفقتك الآلهة ، يا جلالة الملك .
الملك : " يستدير مبتعداً ، ويخرج " ....
الملكة : " تقف قرب النافذة " ....
المربية : " تدخل " مولاتي ..
الملكة : " لا تلتفت إليها " دعيني الآن .
المربية : أمر مولاتي " تخرج " .

                     
                       الملكة تنظر عبر النافذة ، 
                         صوت سالفا من بعيد

الصوت : أميرتي أمبا .
الملكة : " تتمتم " سالفا .

                      إعتام شيئاً فشيئاً

                          إظلام




    المشهد الأول


                        فسحة في الغابة ،
                      الصوت يأتي من بعيد

الصوت : أميرتي أمبا ..
أمبا : " من الخارج " هذا صوته ..
الصوت : " من بعيد " أميرتي ..
أمبا : " تندفع داخلة " ....
الصوت : " من بعيد " أميرتي .. 
أمبا : " تتوقف مبتسمة " إنه مازال يبحثُ 
  عني " تنصت " قبل قليل ، تناهى 
  إليّ وقع أقدام حصان ، أم إنني 
  متوهمة ، من يدري ، لعله رجل 
  عابر سبيل .
الصوت : " من مكان أقرب " أميرتي أمبا ..
أمبا : " تنظر إلى الخارج " الصوت 
  صادر من تلك الأجمة " تهم 
  بالخروج " فلأذهب إليه ، وأفاجئه .

                        الأميرة تكاد تخرج ،
                        حين تدخل المربية

المربية : مولاتي .
أمبا : " تتوقف متمتمة " هذه مربيتي .
المربية : " تتقدم قليلاً " مولاتي ..
أمبا : " تلتفت إليها " أنتِ !
المربية : عفواً مولاتي .
أمبا : سمعت قبل قليل ، وقع حوافر 
  حصان .
المربية : إنه حصاني ، جئت عليه وحدي .
أمبا : أرجو أنك لم تخبري أحداً ، أياً كان 
  ، بأني هنا .
المربية : لا يا مولاتي .
أمبا : يبدو أن مجيئك لأمر هام .
المربية : هام جداً ، يا مولاتي .
أمبا : أرجو أن لا تكون صحة أبي ..
المربية : اطمئني ، يا مولاتي ، جلالة الملك 
  بخير .
أمبا : حمداً للآلهة .
المربية : جاءنا صباح اليوم ، بعد خروجك 
  بقليل ، ضيف مهم .
أمبا : إنه ضيف الملك أبي .
المربية : أخشى أن له علاقة بكِ أيضاً ، يا مولاتي أمبا .
أمبا : " تنظر إليها صامتة " ....
المربية : إنه الأمير بشما ، يا مولاتي ..
أمبا : " مذهولة " بشما !
المربية : البطل المنقطع النظير ، شقيق الملك الشاب فيجترافريا ، ملك هاستينابورا . 
أمبا : " كأنها تحدث نفسها " هذه أول 
 مرة يزور فيها بشما أبي الملك .
المربية : يبدو أنه جاء بشأنك .
أمبا : ماذا تخرفين ؟
المربية " " تميل برأسها صامتة " ....
أمبا : بشما لا يتزوج ، لقد نذر نفسه للآلهة .
المربية : هذا ما تناهى إليّ ، يا مولاتي ، ومن يدري ، لعلي مخطئة " تنصت ملياً " أسمع حركة بين الأشجار .
أمبا : اذهبي ، وانتظريني عند حصانك .
المربية : أمر مولاتي " تتجه إلى الخارج " أرجوك ، لا تتأخري .
أمبا : اذهبي أنتِ .
المربية : " تخرج " .

                       يدخل سالفا متسللاً ، 
                       ويقترب من الأميرة

سالفا : بدا لي ، وأنا في الخارج ، أنكِ 
  كنتِ تتحدثين  مع أحد ما .
أمبا : " تهز رأسها مازحة " ....
سالفا : " يمسك مقبض سيفه " سيفي 
  يسكت أي متطفل .
أمبا : إنها مربيتي العجوز .
سالفا : " يرفع يده عن مقبض سيفه " 
  الأمر هنا يختلف ، إنها مربيتك .
أمبا : أبقي يدك قريبة منه ، أخشى أنك 
  ستحتاجه عما قريب .
سالفا : لن أحتاجه إلا إذا لاح في الأفق 
  منافس لي على جوهرتي .
أمبا : هذا ما لاح ، يا سالفا .
سالفا : " يمسك مقبض سيفه " مهما كان ، 
  فأنت عندي خط أحمر .
أمبا : بشما .
سالفا : بشما !
أمبا : " تهز رأسها " ....
سالفا : لكن بشما ، كما تعرفين ويعرف 
  الجميع ، نذر نفسه للآلهة .
أمبا : من يدري ، لعله جاء يخطبني 
  لرجل عزيز على قلبه .
سالفا : " يمد يديه ويمسك كتفي الأميرة " 
  أيتها الأميرة ..
أمبا : " تنظر إليه " ....
سالفا : أنتِ لي ..
أمبا : وسأبقى لكَ .
سالفا : مهما كلف الأمر .
المربية : " تطل من الخارج " مولاتي .
أمبا : " تلتفت إليها " ها إني قادمة " 
  تتجه نحو المربية " ..
سالفا : " يسير في أثرها " سأكون في 
  الجوار ، أتسقط الأخبار ، وأتهيأ لكل 
  طارىء .
أمبا : " تواصل سيرها " سأحاول أن 
  أتصل بك ، وأبلغك بما يجري ، إذا 
  تعذر حضوري .
سالفا : سأكون قريباً منكِ ، حيثما تكونين .
أمبا : كن حذراً ، يا سالفا ، لا أريد أن 
  يمسك سوء .
سالفا : سأرافقك بعض الطريق ..
أمبا : لا ، سنمضي وحدنا ، لا أريد أن 
  يراك أحد معنا .
سالفا : " يتوقف " رافقتك السلامة .
أمبا : سنلتقي قريباً .
سالفا : بعون الآلهة .


                     أمبا والمربية تخرجان ،
                        سالفا يبقى وحده                  

                            إظلام



    المشهد الثاني


                    قاعة العرش ، الملك
                    والأمير بشما يتحدثان

بشما : الأمر واضح الآن ، على ما أظن ، 
  يا مولاي .
الملك : هذا شرف كبير ، فالملك 
  فيجترافريا من خيرة الملوك الشباب 
  ، في هذا المكان من العالم .
بشما : أشكرك ، يا جلالة الملك ، وستكون 
  ابنتكم الأميرة أمبا ، جوهرة في تاج 
  مملكتنا .
الملك : هذا يسعدني ، ويسعد ابنتي الأميرة 
  أمبا ، يا سيدي .
بشما : " مبتسماً " فاتني أن أسألكم عن 
  أمر ، يا جلالة الملك .
الملك : تفضل ، سل عما بدا لك .
بشما : علمت أن للأميرة أمبا ، وهذا شيء 
  طبيعي ، خطاباً كثيرين .
 الملك : " يبتسم بدوره " إنهم ضيوف 
  دائمون في القصر ، أمراء وأبناء 
  ملوك .
بشما : إنني لا ألومهم ، فالأميرة أمبا ، 
  على ما أعرف ، قبلة الجميع ، 
  لجمالها وحسبها ونسبها .
الملك : لكنهم عندما عرفوا بحضورك ، 
  وبطبيعة مهمتك ، تبخروا جميعاً .
بشما : " تتسع ابتسامته " هذا ما توقعته ، 
               وما تمنيته أيضاً ، فأنا لا أريد أن 
  ألحق أي أذى بأحد ، مهما كان .
الملك : إنني لا ألومهم ، فقد آثروا النجاة ، 
  من معركة لا أمل لهم فيها .
بشما : جلالة الملك ..
الملك : " ينظر منصتاً إليه " ....
بشما : جوهرتكم ، الأميرة أمبا ، لم أرها 
  حتى الآن .
الملك : " محرجاً " ستراها ، ستراها حتماً 
  ، لكن ليس الآن ، فالنهار يكاد 
  ينتصف ، وسيقدم طعام الغداء بعد 
  قليل ، ستراها عند العصر .
بشما : كما تشاء ، جلالة الملك ، وإن كنت 
  متشوقاً لرؤيتها ، في أقرب وقت 
  ممكن .
الملك : العصر قريب ، يا سيدي ، وسترى 
  الأميرة أمبا .
بشما : من الأفضل أن أنتظر في جناحي ، 
  حتى يحين موعد الغداء .
الملك : هذا ما أردت أن أقترحه عليك ، 
  تفضل إلى جناحك ، فأنت بحاجة إلى 
  شيء من الراحة .
بشما : " يتجه إلى الخارج " لقد أتعبتك 
  اليوم كثيراً ، يا جلالة الملك .
الملك : لا ، عفواً ، أنت ضيف عزيز " 
  يتوقف عند الباب " .
بشما : " يومىء برأسه ثم يخرج " ....
الملك : " يتمتم متذمراً " هذه الفتاة الطائشة 
  ، أين اختفت " للحاجب " ناد ِ 
  المربية العجوز .
الحاجب : إنها هنا ، يا مولاي ، تنتظر .
الملك : لتدخل إذن ، بسرعة .
الحاجب : أمر مولاي .
الملك : يعود إلى وسط القاعة " سأطمئن 
  الآن ، فلا أفضل لها من الملك 
  فيجترافريا ، ولا أظنها ترفض هذه 
  المرة ، إلا إذا كان في رأسها أمر لا 
  أعرفه .
المربية : " تدخل مترددة " مولاي .
الملك : " منزعجاً " أين أمبا ؟
المربية : في جناحها ، يا مولاي .
الملك : لكنك صباح اليوم ، قلت أنها غير 
  موجودة في جناحها .
المربية : كانت في مكان بعيد من حديقة 
  القصر ، وقد عادت .
الملك : كان عليك أن تخبريني ، بأنها 
  عادت إلى جناحها .
المربية : أردتُ أن أخبرك ، يا مولاي ، 
  لكني رأيت جلالتك مشغولاً مع 
  الأمير بشما .
الملك : ناديها الآن .
المربية : أمر مولاي " تخرج مسرعة " ....
الملك : لن تمانع ابنتي الأميرة أمبا هذه 
  المرة ، إلا إذا كانت مجنونة أو .. ، 
  إنه الملك فيجترافريا ، ويكفي أن معه 
  مقاتل بطل ، لا يشق له غبار ، هو 
  .. بشما .
المربية : " عند الباب " مولاي ، الأميرة .
الملك : فلتدخل .
المربية : أمر مولاي .

                        تدخل الأميرة مقطبة ،
                          الملك يحدق فيها

الملك : افتقدتك صباحاً ، وغبت ساعات 
  عن جناحك .
أمبا : " تنظر إلى المربية " .....
المربية :أخبرتك ، يا مولاي ، كانت مولاتي 
  وحدها ، في طرف بعيد من حديقة 
  القصر .
الملك : " للمربية " اذهبي أنتِ .
المربية : أمر مولاي " تخرج " .
الملك : جاءنا في غيابك ، صباح اليوم ، 
  ضيف مهم .
أمبا : هذا ليس جديداً ، يا أبي ، ففي كلّ 
  يوم يأتينا ضيف مهم .
الملك : ليس كضيف اليوم .
أمبا : مهما يكن فهو ضيف كبقية 
  الضيوف .
الملك : هذا الضيف هو بشما ، وقد جاء 
  خاطباً .
أمبا : أبي أنت تعرف ردي .
الملك : لم يأتي ليخطبك لنفسه ، بل لأخيه 
  للملك الشاب فيجترافريا .
أمبا : لقد خطبني الكثير من الأمراء 
  وأبناء الملوك و ..
الملك : هذه المرة غير المرات السابقة ، 
  إنه ملك ، وأي ملك ، يكفي أن معه 
  فارس الفرسان .. بشما .
أمبا : " تلوذ بالصمت " ....
الملك : لا مبرر هنا للرفض ..
أمبا : أبي ، قلت لك رأيي ، لا أريده .
الملك : " يحدق فيها وغضبه يتصاعد " 
  ....
أمبا : " تطرق رأسها صامتة " ....
الملك : يبدو أن ما تناهى إليّ صحيح ..
أمبا : " تنظر إليه متسائلة " ....
الملك : أنتِ تقابلين شخصاً ، خارج القصر 
  ، بين فترة وأخرى ، ولهذا ترفضين 
  كلّ من يتقدم لخطبتك من الأمراء 
  وأبناء الملوك .
أمبا : " تبقى صامتة " ....
الملك : آه الأمر إذن صحيح ، صارحيني ، 
  من هو ؟
أمبا : سأصارحك ، يا أبي ، لكن لا 
  تغضب .
الملك : " يحاول أن يكتم غضبه " لن 
  أغضب ، تكلمي .
أمبا : الأمير سالفا .
الملك : " ينفجر غاضباً " سالفا !
أمبا : " تهز رأسها " ....
الملك : سالفا " يشهق وقد ضاق تنفسه " 
  ابن عدوي الأول ..
أمبا : " تنظر إليه قلقة " أبي ..
الملك : ابن المجرم .. ملك سويا ..
أمبا : سالفا إنسان طيب ..
الملك : لو كنتِ عدوة لأبيك لما .. " يشق 
  ثانية " أنت تقتلينني .. " يتهاوى على 
  أحد المقاعد " ..
أمبا : " تقترب منه " أبي ..
الملك : " يرفع يده أن اسكتي " ....
أمبا : " تصمت " ....
الملك : " يرفع عينيه إليها " لو يعرف 
  بشما بأمره لمزقه في الحال .
أمبا : " تبقى صامتة " ....
الملك : ستذهبين مع بشما ، وتتزوجين 
  الملك فيجترافريا شئت أم أبيتِ .
أمبا : " تلوذ بالصمت " ....
الملك : والآن اذهبي إلى جناحك ، ولا 
  تغادريه لحظة واحدة إلا بإذني .
أمبا : " تقف مترددة " ....
الملك : " يصيح " اذهبي .

                       أمبا تخرج منزعجة ، 
                    الملك يطرق رأسه متألماً

                            إظلام  



    المشهد الثالث       
 

                     جناح أمبا ، المربية ، 
                   الوصيفة ، أمبا متضجرة

الوصيفة : " تزين أمبا " ....
أمبا : " تبعد يدي الوصيفة " كفى . 
الوصيفة : أكاد أنتهي ، يا مولاتي .
المربية : صبراً ، يا مولاتي .
أمبا : هذا يكفي .
الوصيفة : " تمسك بقلادة " لم يبقَ ، يا 
  مولاتي ، سوى هذه القلادة .
المربية : إنها هدية الملك فيجترافريا ، يا 
  مولاتي ، ومن الأفضل أن تتقلديها 
  بهذه المناسبة .
أمبا : " تستسلم صامتة " ....
المربية : " تومىء للوصيفة " ....
الوصيفة : " تضع القلادة حول جيد أمبا " ....
أمبا : " تبعد يديها بنفاد صبر " كفى ، 
  اذهبي الآن .
الوصيفة : أمر مولاتي " تخرج " .
المربية : سيأتي بشما ، مع أبيك جلالة الملك 
  ، بعد قليل ، ويراك .
أمبا : " تحدق فيها " ....
المربية : مولاتي ، لم تعودي صغيرة ، أنتِ 
  الآن أميرة راشدة .
أمبا : قلتِ إن سالفا اتصل بكِ .
المربية : مولاتي ..
أمبا : حدثيني ، كيف هو .. ؟
المربية : فات الأوان ، يا مولاتي .
أمبا : تكلمي .
المربية : أراد أن يراكِ .
أمبا : يراني ! " نهز رأسها " الحق معكِ 
  ، ربما فات الأوان " متألمة " آه .
المربية : قلتُ له ، هذا مستحيل ، وأخبرته 
  بمهمة بشما .
أمبا : كم أخشى أن يقدم على فعل متهور 
  ، ويعرض نفسه لبشما .
المربية : قال ، إنه سيتصدى له ، ويتحداه ، 
  مهما كلف الأمر .
أمبا : يا للآلهة ، هذا جنون ، سيقتله 
  الحرس ، حتى قبل أن يصل إلى 
  بشما .
الوصيفة : " تطل من الباب " مولاتي ، جلالة 
  الملك وضيفه الكبير قادمان .
المربية : الأميرة جاهزة لاستقبالهما ، اذهبي 
  أنتِ .
الوصيفة : " تخرج مسرعة " ....
المربية : بنيتي ، هذه لحظة حاسمة في 
  حياتك ، لا تنسي أنك أميرة .
أمبا : " لا تنظر إليها " ....
المربية : " تتجه إلى الخارج " من الأفضل 
  أن تستقبلي الضيف وحدك .
أمبا : لا ، ابقي إلى جانبي .
المربية : " تتوقف " ....
أمبا : لا تتركيني وحدي .
المربية : سأعود حالما ينصرفان .
أمبا : أريد أن تري سالفا .
المربية : مولاتي ..
أمبا : لابد أن تريه اليوم .
المربية : جلالة الملك وضيفه الكبير بشما 
  قادمان ، ها هما يا مولاتي .

                    يدخل الملك وبشما ،
                    المربية وأمبا تنحنيان

الملك : " يومىء للمربية أن تخرج " ....
المربية : " تخرج مسرعة " ....  
الملك : " مبتسماً " هذه قمرنا ، الأميرة 
  أمبا .
بشما : " يتأملها مبتسماً " حقاً إن القمر لا 
  يخفى .
الملك : تزنها وتطوق جيدها هدية الملك 
  فيجترافريا .
بشما : بل هي التي تزين الهدية ، وتمنحها 
  قيمتها وجمالها " ينظر إلى الملك " 
  سنأخذها منك محبة وإجلالاً ، لتزين 
  مملكتنا .
الملك : مباركة عليكم .
بشما : ينظر إلى أمبا " ....
الملك : بنيتي ، حيي البطل بشما .
أمبا : " تبقى صامتة " ....
بشما : وضعها للقلادة الهدية ، حياني وحيا 
  معي الملك فيجترافريا .
الملك : " محرجاً " حياء الأقمار الفتية .
بشما : فلنرد على تحيتها " يحني رأسه 
  قليلاً " طاب يومك يا أميرتي .
أمبا : طاب يومك .
بشما : ستطيب كلّ أيامنا حتماً ، يا أميرتي 
  ، كلما أشرقت علينا بنورك   صباحاً 
  ، في مملكتنا ، التي ستكون جد 
  سعيدة بكِ .
أمبا : " تبقى صامتة " ....
الملك : وستكون بنيتي سعيدة بسعادتكم ، 
  وهذا ما سيسعدني أيضاً .
بشما : مولاتي ، لقد هيأنا كل شيء ، أنا 
  وجلالة الملك والدكِ ، لننطلق بعد 
  يومين أو ثلاثة ، إلى مملكتنا أو 
  بالأحرى مملكتك إلى جانب الملك 
  فيجترافريا .
أمبا : " تبقى صامتة " ....
الملك : " يبدو فرحاً " ....
بشما : " يميل عليها مبتسماً " لابد أن 
  الملك فيجترافريا ، ينتظرك الآن 
  على أحر من الجمر .
أمبا : " تطرق رأسها صامتة " ....
بشما : جلالة الملك ..
الملك : " ينظر إليه مبتسماً " ....
بشما : أسعدتُ جداً بلقاء الأميرة أمبا ، 
  والآن لنتركها ترتاح في جناحها ، 
  حتى نلتقي ليلاً .
الملك : كما تشاء ، يا سيدي ، تفضل .
بشما : " لأمبا " سأنتظر الليل بفارغ 
  الصبر ، يا أميرتي .
أمبا : " تحني له رأسها قليلاً " ....
بشما : " لأمبا " أتركك في أمان الآلهة ، 
  يا أميرتي .

                      بشما والملك يخرجان ،
                      تدخل المربية مسرعة

أمبا : تعالي .
المربية : مولاتي .
أمبا : لا خيار ..
المربية : مولاتي .
أمبا : بشما هذا فوق كل تصور .
المربية : " تنظر إليها صامتة " ....
أمبا : الآن عرفت أن خطابي من الأمراء 
  وأبناء الملوك ، لا يلامون عل 
  فرارهم ، بمجرد أن عرفوا بقدومه ، 
  لخطبتي لأخيه الملك فيجترافريا .
المربية : لم يصمد فارس أمام سيفه ، مهما 
  كان جريئاً وقوياً .
أمبا : ولهذا أريدك أن تذهبي الآن إلى 
  سالفا ..
المربية : الآن !
أمبا : نعم الآن .
المربية : الشمس تكاد تغرب ، يا مولاتي .
أمبا : خذي معكِ حارس إذا أردتِ .
المربية : لا ، يا مولاتي ، سأذهب وحدي ، 
  وألتقي به .
أمبا : قولي له أن لا يتهور ، ويعرض 
  نفسه للهلاك .
المربية : هذا عين العقل ، يا مولاتي .
أمبا : اذهبي على جناح السرعة ، 
  سأنتظرك هنا ، لا تتأخري .
المربية : " تتراجع " أمر مولاتي .

              
                   المربية تخرج مسرعة ،
                       أمبا تبقى وحدها

                          إظلام



    المشهد الرابع


                       فسحة في الغابة ،
                      تدخل أمبا والمربية

أمبا : " تتلفت " أيتها المربية ..
المربية : مولاتي ، بشما قريب منّا ، وقد 
  يأتي في أية لحظة .
أمبا : يُخيل إليّ أنني سمعتُ وقع حوافر 
  حصان قبل قليل .
المربية : " تتلفت " لقد سمعتُ هذا ، يا 
  مولاتي ، أنا أيضاً .
أمبا : كم أخشى أن يكون سالفا .
المربية : هذا ما أخشاه أنا أيضاً ، مولاتي " 
  تبتعد قليلاً " جاء بشما .
بشما : " يدخل " سنتوقف هنا قليلاً ، 
  لنتناول الغداء ، ثم نواصل سيرنا ، 
  نحو العاصمة هاستينابورا .
أمبا : كما تشاء ، يا سيدي .
بشما : لقد قطعنا مسافة طويلة ، خلال 
  اليومين الماضيين ، وقد نصل المملك 
  غداً ، قبيل المساء .
أمبا : " تلوذ بالصمت " ....
يشما : ابقيا هنا ، ريثما يجهزوا طعام 
  الغداء .
المربية : أمر سيدي .
بشما : " يخرج " ....
أمبا : " تقترب من المربية " ....
المربية : مولاتي ، كوني حذرة ، بشما قريب 
  منّا ، وقد يسمعنا .
أمبا : طلبت منك ، أن تقولي لسالفا ، أن 
  يعود من حيث أتى ، حفاظاً على 
  حياته .
المربية : أخبرته بما أمرتِ ، لكنه كما هو 
  متوقع ، غضب غضباً شديداً .
أمبا : يا للآلهة .
المربية : وأصرّ على التمسك بك ، وأخذك 
  بالقوة ، و .. " تبتعد خائفة " بشمة 
  قادم ، حاذري ، يا مولاتي .
أمبا : يبدو أن هذا اليوم لن يمرّ أبداً على 
  خير .
بشما : " يدخل " يقول الحرس ، الذين 
  يرافقوننا ، أنهم لمحوا فارساً ، على 
  حصان في الجوار .
أمبا : " تنظر إلى المربية صامتة " ....
المربية : قد يكون عابر سبيل .
بشما : مهما يكن ، فاطمئنا ، أنتما معنا في 
  أمان .

                     يدخل سالفا ، ويده
                     فوق مقبض سيفه
 
أمبا : " تتمتم خافة " إنه هو ..
المربية : مولاتي ، يا للآلهة .
بشما : " يتقدم ويقف بينهما وبين سالفا " 
  لا تخافا ، أنا هنا .

                      يدخل ثلاثة حرس ،
                     وأيديهم على سيوفهم

الأول : مولاي .
الثاني : سنقيض عليه إذا أمرت .
الثالث : وإذا أمرت نقتله .
بشما : لا ، دعوه لي ، اذهبوا أنتم ، 
  وأكملوا تجهيز الطعام .
الأول : لكن ، يا مولاي ..
الثاني : إنه ينوي شراً .
الثالث : لنبق إلى جانبك على الأقل .
بشما : " بحزم " اذهبوا .
الحرس : " يخرجون سريعاً " ....
سالفا : " يتقدم قليلاً ، ويده على مقبض 
  سيفه " بشما ..
بشما : أنت تعرفني إذن .
سالفا : أنا سالفا .
بشما : لتكن من تكون ، سأسامحك على 
  تطفلك ، وأنصحك أن تمضي إلى 
  هدفك .
سالفا : أنتَ هدفي .
بشما : يبدو إنك اخترت الموت .
سالفا : أريد الأميرة أمبا .
بشما : هذا يعني أنك تتحداني .
سالفا : " يستل سيفه " أمبا أو الموت .
بشما : " يستل سيفه " لا أمبا ، أيها 
  الأرعن ، بل الموت .
أمبا : " تندفع نحوهما " يا للآلهة ..
المربية : " تتشبث بها " مولاتي .
أمبا : دعيني " تفلت منها " مولاي " تقف 
  بينهما " ..
بشما : " يبعدها برفق " أميرتي ، عودي 
  إلى الوراء ، وسأحاول أن أبعده 
  بالتي هي أحسن ، إلا إذا ..
أمبا : " تتراجع وهي تراقبهما قلقة " ....
المربية : " تحضن أمبا " تمالكي نفسك ، يا 
  مولاتي ، فالأمر جد خطير .
أمبا : " تتمتم " سيقتله .
سالفا : " ينقض عليه بسيفه " سأقتلك ، 
  وآخذ أمبا .
بشما : " يصد بسيفه هجمته " أنت لم 
  تعرف بشما ، ولم تجرب سيفه .
سالفا : " ينقض عليه ثانية " خذ ، هذا 
  سيف سالفا ، تذوقه .
بشما : " يصده بشيء من القوة " الآن 
  سأذيقك سيفي ، إذا لم تتعقل .
سالفا : " ينقض عليه ثالثة " قلتُ لك ، 
  أمبا أو الموت " يشتبكان ويشتد بشما 
  شيئاً فشيئاً " ..
بشما : " يضربه بقوة " أنت اخترت 
  الموت ، وستناله بسيفي .
سالفا : " يسقط على الأرض " آآآآي .
بشما : " يرفع سيفه " ها .. ماذا تريد الآن 
  ، يا سالفا ؟
سالفا : اقتلني .
أمبا : " تحاول الافلات من المربية " ....
بشما : أعطيتك فرصة ..
سالفا : لقد غلبتني ، ولم أستطع أن آخذ 
  أمبا ، اقتلني .
أمبا : " تفلت من المربية " لا ، توقف .. 
  توقف .
بشما : " يتوقف والسيف في يده " ....
أمبا : " تحول بين بشما وسالفا " أتركه ، 
  يا سيدي ، أرجوك .
بشما : لقد تحداني ، يا أميرتي ، وسينال 
  جزاءه العادل .
أمبا : سأقتل نفسي إذا قتلته .
بشما : أميرتي ، إن هو إلا متحدي أرعن 
  ، لا يعني لك أي شيء .
أمبا : بل يعني لي الكثير ..
بشما : " يحدق فيها متسائلاً " ....
أمبا : لقد أحبني وأحببته ، وتعاهدنا على 
  الزواج ، قبل أن تأتي .
بشما : " يتراجع مبعداً سيفه " آه هذا أمر 
  آخر ، لكن كان عليك ، يا سيتي ، أن 
  تخبريني بذلك ، قبل أن تقرري 
  القدوم  معي .
أمبا : مهما يكن ، فها أنا أخبرك .
 بشما : فهمت " يعيد السيف إلى غمده " 
  إنه لك ، أيتها الأميرة .
أمبا : أشكرك ، يا سيدي .
بشما : ليس أمامي الآن إلا أن أواصل 
  السير ، أنا ومن معي من الحرس ، 
  إلى هاستينابورا .
أمبا : " تلوذ بالصمت " ....
بشما : " يتجه إلى الخارج " ....
المربية : " تقترب من أمبا " مولاتي .
أمبا : اسكتِي أنتِ .
المربية : جلالة الملك مريض ، وسيموت إذا 
  عرف بما جرى .
أمبا : اسكتي .
المربية : لا فائدة ، سكت .
بشما : " يخرج " ....
أمبا : " تقترب من سالفا " سالفا ..
سالفا : " يعتدل بصعوبة " ....
أمبا : هذا الوحي بشما ، كاد يقتلك .
سالفا : ليته قتلني .
أمبا : سالفا !
سالفا : " ينهض ويرمي السيف من يده " 
  لقد أذلني .
أمبا : لا تقل هذا ، أنت سالفا .
سالفا : " يهز رأسه " لم أعد سالفا .
أمبا : أنت سالفا ، وأنا أمبا .
سالفا : واصلي طريقك ، يا أمبا ، فطريقنا 
  لم يعد واحداً .
أمبا : سالفا .
سالفا : " يسير مبتعداً " واصلي طريقك ..
أمبا : " تتبعه " طريقك هو طريقي .
سالفا : " يواصل سيره " لا ، لم أعد 
  أستطيع أن أسير معك ، على نفس 
  الطريق ، بعد أن رأيت بشما يذلني 
  هكذا .
أمبا : لا يا سالفا ، لا ..
سالفا : لو بقينا معاً ، يا أمبا ، طول العمر 
  ، فلن تنسي إذلالي المهين ، على 
  يدي بشما ، وداعاً ، يا أمبا .
أمبا : " تتوقف متمتمة باكية " سالفا ..
سالفا : " يخرج " ....
المربية : " تحضن أمبا " بنيتي ..
أمبا : " تتمالك نفسها ، وتبتعد قليلاً " 
  أيتها المربية .
المربية : مولاتي .
أمبا : لنواصل الطريق .
المربية : " تنظر إليها مندهشة " ....
أمبا : إذا عدتُ إلى أبي ، فسيموت حالاً .
المربية : لكن يا مولاتي ..
أمبا : " تتجه إلى الخارج " اتبعيني فقد 
  نلحق ببشما .
المربية : " تلحق بها " مولاتي ..
أمبا : يجب أن أصل إلى الملك 
  فيجترافريا " تتحسس العقد " فعقده 
  مازال يطوق جيدي ، إنه ينتظرني ، 
  وسأصل إليه ، مهما كلف الأمر .

                      أمبا تخرج ، المربية
                     تخرج وراءها متعثرة
                              إظلام


    المشهد الخامس 


                       غرفة في قصر الملك
                    فيجترفريا ، أمبا ، المربية

المربية :مولاتي ، أراك مهمومة .
أمبا : جلالة الملك .
المربية : هوني عليكِ ، يا مولاتي ، لابد أن 
  صحة جلالته قد تحسنت الآن .
أمبا : نعم إذا ظنّ أني قد وصلت قصر 
  الملك فيجترفريا .
المربية : لقد وصلنا قصر الملك ، يا مولاتي 
               ، والآلهة معنا .
أمبا : لكنه إذا علم بما جرى لنا في الغابة 
  ، قبل أن نصل إلى قصر الملك 
  فيجترافريا .
المربية : لننتظر ، يا مولاتي ، عسى أن 
  يكون الخير قادماً .
أمبا : " تهز رأسها صامتة " ....

                    تدخل وصيفة ، وتنحني
                    باحترام للأميرة أمبا 

الوصيفة : مولاتي الأميرة .
أمبا : تفضلي .
الوصيفة : سيدي الأمير بشما ، يريد أن 
  يتشرف بزيارتك .
أمبا : أهلاً به .
الوصيفة : سيأتي سيدي بعد قليل .
أمبا : أهلاً ومرحباً به .
 الوصيفة : عن إذنك .
أمبا : تفضلي .
 الوصيفة : " تخرج " ....
المربية : لعل بشما يحمل لنا خبراً يبدد 
  مخاوفنا وأحزاننا .
أمبا : لعلّ ..
المربية : لا أستبعد ، أن يكون الملك ، خلال 
  هذه المدة ، وكما قال بشما ، مشغولاً 
  جداً .
أمبا : نحن هنا منذ ثلاثة أيام .
المربية : لا تنسي ، يا أميرتي ، لقد استقبلونا 
  استقبالاً حافلاً .
أمبا : هذا أمر جيد ، لو كنا مجرد 
  ضيوف ، في هذا القصر .
المربية : والأمير بشما يأتينا بنفسه ، أكثر 
  من مرة ، في اليوم الواحد .
أمبا : ليأمر بأن يأتونا بالطعام والشراب ، 
  لا أكثر ولا أقل .
المربية : صبراً يا مولاتي ، الآلهة موجودة ، 
  ونأمل أن تنظر إلينا بعين العطف ، 
  وتوفقنا في مسعانا .
أمبا : " تهز رأسها " ....
المربية : " تنظر إلى الخارج " مولاتي ، 
  الأمير بشما .
أمبا : " تنظر إلى الخارج هي الأخرى " 
  هذا ليس وقت الطعام .
المربية : فلنستقبله بحفاوة .
أمبا : أنت محقة .

                     يدخل بشما ، وينحني
                      قليلاً للأميرة أمبا

  بشما : طاب صباحك ، يا مولاتي .
أمبا : طاب صباحك ، يا سيدي .
بشما : أميرتي ..
أمبا : أرجو أن يكون جلالة الملك 
  فيجترافريا بخير وعافية .
بشما : نشكرك ، وهو يأسف للتأخير ..
 أمبا : منذ ثلاثة أيام ، ونحن ننتظر ، في 
  هذه الغرفة .
بشما : جلالة الملك فيجترافريا ، كان 
  مشغولاً جداً ، خلال هذه المدة .
أمبا : قولوها كلمة صريحة ، لنعرف 
  حقيقة أين نقف . 
بشما : جلالة الملك فيجترفريا ، يعتذر 
  حقيقة  للتأخير ، بسبب مشاغله 
  الكثيرة والملحة ..
أمبا : " تنظر إليه صامتة " ....
بشما : لكن مشاغله هذه لم تنسه واجبه 
  نحوكم ، وأراد أن ينجز مشاغله 
  الملحة ليتفرغ للقائكم .
أمبا : " تتنهد " ....
بشما : وقد حان الأوان الآن ، أيتها 
  الأميرة ، لهذا اللقاء .
أمبا : حمداً للآلهة .
بشما : لن يطول انتظارك ، أيتها الأميرة ، 
  سيأتي جلالة الملك فيجترافريا بنفسه 
  ، ويلقاك هنا .
أمبا : أهلاً به ومرحبا .
بشما : عن إذنك .
أمبا : تفضل .
بشما : سأرافق جلالته إلى هنا بعد قليل ، 
  وسأترككما لوحدكما ، إن جلالته 
  يريد أن يلتقي بك وحدكِ .
أمبا : الأمر لجلالته .
بشما : " يخرج " ....
المربية : مولاتي ..
أمبا : أيتها المربية ، يبدو لي أن الأمر 
  واضح هذه المرة .
المربية : لنأمل خيراً ، يا مولاتي .
أمبا : ما أخشاه ، في الحقيقة ، أن أسبب 
  طعنة لأبي .
المربية : جلالة الملك لن يحتمل ، وهو في 
  حالته هذه ، أية طعنة .
أمبا : لتكن الآلهة في عونه .
المربية : " تنظر إلى الخارج " مولاتي ، 
  جاء بشما والملك فيجترافريا .
أمبا : اخرجي ، وانتظر في الخارج .
المربية : أمر مولاتي " تخرج " .

                       يدخل بشما والملك ،
                      الملك يحدق في أمبا

بشما : أيتها الأميرة ، جلالة الملك 
  فيجترافريا .
أمبا : " تنحني للملك " مولاي .
الملك : طاب صباحكِ .
أمبا : طاب صباحك ، يا مولاي .
الملك : تأخرت بعض الوقت عليكِ ، أيتها 
  الأميرة .
 أمبا : أقدر مشاغلك ، يا مولاي .
بشما : عفواً ، انتهى دوري الآن ، 
  الأفضل أن أنسحب .
الملك : ليتك تنتظرني ، يا عماه ، في قاعة 
  العرش .
بشما : ستجدني هناك ، حالما تنتهي ، يا 
  جلالة الملك .
الملك : رسالة الملك ، التي جاء بها رسوله 
  يوم أمس ، لابد أن نحسم موقفنا منها 
  اليوم .
  بشما : أنتظرك يا جلالة الملك ، في قاعة 
  العرش " يحني رأسه لأمبا " .
أمبا : " تحني رأسها له " ....
بشما : " يخرج " ....
الملك : عمي بشما هو سندي في الحياة ، 
  ولولاه لربما ضعت .
أمبا : سند قوي ، حكيم ، شجاع ، يُعتمد 
  عليه في الملمات .
الملك : مات أبي ، وأنا طفل ، ونصبت 
  على العرش ، وصار عمي بشما 
  ولياً للعهد ، حتى بلغتُ سن الرشد .
أمبا : " تنصت صامتة " .....
الملك : وخلال وصايته على العرش ، 
  علمني كلّ شيء أحتاجه في حياتي 
  كملك ، علمني الحكمة والفروسية ، 
  وكذلك إدارة شؤون المملكة .
أمبا : " مازالت تنصت صامتة " .....
الملك : وتعلمت منه كيف أكون منصفاً 
  وعادلاً مع الآخرين ، وكذلك مع 
  نفسي ، للناس حقوقهم عليّ ، ولي 
  أيضاً حقوقي ، وكما أنني لن أفرط 
  بحقوق الآخرين ، لي أن لا أفرط 
  بحقوقي ، فقبل أن أكون ملكاً ، فأنا 
  إنسان . 
أمبا : " تبقى صامتة " ....
الملك : " يتأملها " أيتها الأميرة ، أراك 
  الآن ، كما رأيتك في أعماقي ، منذ 
  أن تفتحت مشاعري للحياة . 
أمبا : " تنظر إليه بشيء من الأمل " ....
الملك : وكما صورك لي الآخرون ، ممن 
  أتيحت لهم الفرصة لأن يراك عن 
  كثب .
أمبا : هذا يفرحني ، يا مولاي .
الملك : وحين خفق قلبي ، لأول مرة ، 
  خفق لك ، دون أن أراكِ .
أمبا : " تكتم فرحها " ....
الملك : لكن أصارحك ، إن عمي بشما ، 
  هو من عرض عليّ أن أتقدم لخطبتك 
  " يصمت " وكأنه بحكمته ، وعقله 
  النافذ ، أدرك خفق قلبي .
أمبا : " تلوذ بالصمت منتظرة " ....
الملك : وكما أن خفق قلبي هو حق لي ، 
  فإن قلبك له حق في خفقه ، فأنت 
  مثلي إنسان .
أمبا : " تتطلع إليه منتظرة " ....
الملك : عمي بشما حدثي بكلّ شيء .
أمبا : آه .
 الملك : حدثي عن سالفا .
أمبا : هذا حقه .
الملك : وواجبه .
أمبا : بشما رجل حكيم .
 الملك : سالفا ، على ما رآه عمي بشما ، 
  شاب وسيم ، محب ، صريح ، وغاية 
  في الشجاعة .
أمبا : " تدمع عيناها " ....
الملك : من حقك أن يخفق قلبك له " 
  يصمت " إنه يستحقك .
أمبا : " تسيل دموعها بصمت " ....
الملك : أيتها الأميرة ..
أمبا : " تتطلع إليه من خلال دموعها " 
  ....
الملك : عليّ أن أصارحكِ .
أمبا : أصغ ِ إلى قلبك .
  الملك : قلبي خفق لكِ ، وأردتك ملكة إلى 
  جواري على العرش ، لكن قلبكِ 
  خفق لغيري ، خفق لشاب يستحقه ، 
  ومهما امتد الزمن ، لن أنسى هذا ، 
  ولن تنسيه أنتِ أيضاً .
أمبا : " تجري دموعها بصمت " ....
الملك : لن أنساكِ مدى العمر ، وسيبقى 
  قلبي يحن إلى خفقه الأول ، مهما 
  امتد الزمن ، ومهما خفق للفتاة ، 
  التي سيقدر لها أن تجلس إلى جواري 
  على العرش .
أمبا : " تكفكف دموعها صامتة " ....
الملك : أيتها الأميرة ، أهلاً بكِ ضيفة 
  عزيزة على مملكتنا ، وأرجو لك في 
  ربوعنا طيب الإقامة .
أمبا : أشكرك جلالة الملك .
الملك : " يحني رأسه قليلاً " لابد أن ألحق 
  الآن بعمي بشما ، إنه ينتظرني الآن 
  ، كما تعلمين ، في قاعة العرش .
أمبا : تفضل ، جلالة الملك .
الملك : تحياتي إلى والدك ، جلالة الملك " 
  يستدير ويخرج " .
أمبا : " تتمالك نفسها " مهما جرى 
  ويجري ، فعليّ أن أتذكر ، أنني .. 
  أنا أمبا .
المربية : " تدخل وتقف صامتة حزينة " ....
أمبا : " تحدق فيها " ....
المربية : مولاتي .
أمبا : لا مكان لنا هنا ، علينا أن نرحل ، 
  في أسرع وقت ممكن .
المربية : " تمسح دموعها " ....
أمبا : لا تبكي ، أنتِ مربيتي ، وأنا أمبا .
المربية : مولاتي .
أمبا : " تنظر إليها متوجسة " ....
المربية : " تبكي " جلالة الملك .
أمبا : أبي !
المربية : قبل قليل ، جاء رسول من القصر .
أمبا : آه .. قتلته .
المربية : مولاتي ..
أمبا : لابد أنه علم ، بما جرى لنا في 
  الغابة ، وما فعله بشما .
المربية : من يدري .
أمبا : فقدر ما سيكون عليه موقف الملك 
  .. فيجترافريا .
المربية : " تنظر إليها باكية " ....
أمبا : تهيئي ، سنعود إلى مملكتنا اليوم .
المربية : مولاتي ..
أمبا : لقد انتهت أمبا الأمس ، وبدأت 
  أخرى ، وحتى النهاية ، هذا أمر 
  نهائي ، فأنا أمبا .

                      أمبا تقف مشدودة القامة ،
                        وتنظر إلى الجمهور

                              إظلام
                               

                              
    النهاية        


                                         يُرفع الستار ، ظلام ،
                         صمت ، صوت المربية

المربية : مولاتي ..
أمبا : " لا ترد " ....
المربية : مولاتي جلالة الملكة .
أمبا : من ! آه .

                       يُضاء منظر المشهد
                   الأول ، الملكة والمربية

المربية : مولاتي .
الملكة : " عند النافذة " هذه أنتِ ؟
المربية :يبدو أنكِ كنت بعيدة ، يا مولاتي .
الملكة : " تبتعد عن النافذة " بعيد جداً .
المربية : : مهما ابتعدتِ يا مولاتي ، فأنت الآن هنا 
  ، وكذلك جلالة الملك .
الملك : نعم ، أنتِ محقة ، إنه هنا .
المربية : وهو ينتظر .
الملكة : سيعود إلى مملكته صباح الغد ، لكنه 
  قبل أن يسافر ، سيأتي إلى هنا ، إلى قاعة 
  العرش ، ليعرف رأيي .
المربية : ولابد ، في هذه الحالة ، أن تقولي له 
  رأيكِ النهائي .
الملك : نعم ، سأقول له رأيي ..
المربية : " تنظر إليها صامتة " ....
الملكة : وسيكون رأيي الأخير ، والقاطع ..
المربية : " مازالت تنظر صامتة " ....
الملكة : يا جلالة الملك ، أرجو أن تتفهم موقفي 
  ، إنني ملكة هنا ، ومملكتي بحاجة إليّ ، 
  وأريد أن أتفرغ لها تماماً .
المربية : " تبقى صامتة " ....
الملكة : وقد يعيد عليّ ما قاله سابقاً ، مملكتانا 
  متجاورتان ، وستكوني ملكة ، إلى 
  جواري ، على كلتا المملكتين ..
المربية : " تبقى صامتة " ....
الملكة : لكني سأقول له ، مملكتانا المتجاورتان 
  كانتا على الدوام ، في تعاون وسلام ، 
  وستبقيان دوماً هكذا .
المربية : " تهز رأسها موافقة " ....
الملكة : سيتفهم موقفي ، ويعود إلى مملكته ، 
  ترافقه السلامة .
المربية : مولاتي ، عرفت منذ البداية ، أن هذا 
  سيكون موقفك ِ ، وهذا هو الموقف 
  الصحيح ، يا مولاتي .
الملكة : " باعتداد " طبعاً هذا موقفي ، ولن 
  يكون لي موقف آخر ، مهما كلف الأمر ، 
  فأنا .. الملكة أمبا .

                        المربية تدمع عيناها ،
                         الملكة تقف جامدة 
                               إظلام
                               ستار
                                       
هذه المسرحية : مستمدة من حكاية ، وردت في الملحمة 
  الهندية المعروفة " المهابهاراتا " وقد 
  وردت تحت عنوان " أمبا وبشما " .

                                28 / 8 / 2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق