مسرحية للفتيان " أنا أمبا " تأليف طلال حسن
مجلة الفنون المسرحيةالكاتب طلال حسن |
شخصيات المسرحية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ أمبا الأميرة
2 ـ بشما وصياً على العرش
3 ـ فيجترافريا الملك
4 ـ سالفا أمير بلاد سوباك
5 ـ المربية العجوز
6 ـ الوصيفة
البداية
قاعة العرش ، الملكة
تقف وسط القاعة
الملكة : آه يا أبتي ، هذا العرش ، لم أكن
أريد أن أرثه ، ولابد أنك أيضاً ، لم
تكن تريد أن تورثني إياه " تصمت "
لكن هذا ما حدث ، وسأتمسك
به ، مهما كلف الأمر ، احتراماً
لذكراك " تصمت " ها هي المربية
العجوز قادمة .
المربية : " تدخل " مولاتي .
الملكة : إنني أنتظره .
المربية : ما يزال يأمل ، يا مولاتي .
الملكة : " تنظر إليها صامتة " ....
المربية : الأمر لك ، يا مولاتي .
الملكة : ها هو قادم ، اذهبي أنتِ .
المربية : " تمضي إلى الخارج " ....
يدخل الملك مبتسماً ،
ويتقدم من الملكة
الملك : طاب صباحك ، أيتها الملكة .
الملكة : طاب صباحك ، يا جلالة الملك .
الملك : استيقظتُ صباح اليوم مبكراً ، رغم
أنني نمت في ساعة متأخرة من ليلة
البارحة .
الملكة : آمل أنك بخير ، يا جلالة الملك .
الملك : سأكون بخير دائم ، إذا أردتِ ..
الملكة : جلالة الملك ..
الملك : انتظرتُ ليلة البارحة ، وصباح
اليوم ، أن تأتيني منكِ ، ولو إشارة ..
الملكة : " تنظر إليه صامتة " ....
الملك : آه ..
الملكة : جلالة الملك ..
الملك : مهلاً ، يا جلالة الملكة ، غداً
صباحاً سأعود إلى مملكتي ..
الملكة : رافقتك السلامة ، يا جلالة الملك .
الملك : وقبل أن أعود ، سآتي لأعرف
موقفك ، مما عرضته عليك .
الملكة : " تلوذ بالصمت " ....
الملك : الآن سأعود إلى جناحي ، أرجوكِ
فكري في الأمر جيداً ، أترككِ في
أمان الآلهة .
الملكة : وفقتك الآلهة ، يا جلالة الملك .
الملك : " يستدير مبتعداً ، ويخرج " ....
الملكة : " تقف قرب النافذة " ....
المربية : " تدخل " مولاتي ..
الملكة : " لا تلتفت إليها " دعيني الآن .
المربية : أمر مولاتي " تخرج " .
الملكة تنظر عبر النافذة ،
صوت سالفا من بعيد
الصوت : أميرتي أمبا .
الملكة : " تتمتم " سالفا .
إعتام شيئاً فشيئاً
إظلام
المشهد الأول
فسحة في الغابة ،
الصوت يأتي من بعيد
الصوت : أميرتي أمبا ..
أمبا : " من الخارج " هذا صوته ..
الصوت : " من بعيد " أميرتي ..
أمبا : " تندفع داخلة " ....
الصوت : " من بعيد " أميرتي ..
أمبا : " تتوقف مبتسمة " إنه مازال يبحثُ
عني " تنصت " قبل قليل ، تناهى
إليّ وقع أقدام حصان ، أم إنني
متوهمة ، من يدري ، لعله رجل
عابر سبيل .
الصوت : " من مكان أقرب " أميرتي أمبا ..
أمبا : " تنظر إلى الخارج " الصوت
صادر من تلك الأجمة " تهم
بالخروج " فلأذهب إليه ، وأفاجئه .
الأميرة تكاد تخرج ،
حين تدخل المربية
المربية : مولاتي .
أمبا : " تتوقف متمتمة " هذه مربيتي .
المربية : " تتقدم قليلاً " مولاتي ..
أمبا : " تلتفت إليها " أنتِ !
المربية : عفواً مولاتي .
أمبا : سمعت قبل قليل ، وقع حوافر
حصان .
المربية : إنه حصاني ، جئت عليه وحدي .
أمبا : أرجو أنك لم تخبري أحداً ، أياً كان
، بأني هنا .
المربية : لا يا مولاتي .
أمبا : يبدو أن مجيئك لأمر هام .
المربية : هام جداً ، يا مولاتي .
أمبا : أرجو أن لا تكون صحة أبي ..
المربية : اطمئني ، يا مولاتي ، جلالة الملك
بخير .
أمبا : حمداً للآلهة .
المربية : جاءنا صباح اليوم ، بعد خروجك
بقليل ، ضيف مهم .
أمبا : إنه ضيف الملك أبي .
المربية : أخشى أن له علاقة بكِ أيضاً ، يا مولاتي أمبا .
أمبا : " تنظر إليها صامتة " ....
المربية : إنه الأمير بشما ، يا مولاتي ..
أمبا : " مذهولة " بشما !
المربية : البطل المنقطع النظير ، شقيق الملك الشاب فيجترافريا ، ملك هاستينابورا .
أمبا : " كأنها تحدث نفسها " هذه أول
مرة يزور فيها بشما أبي الملك .
المربية : يبدو أنه جاء بشأنك .
أمبا : ماذا تخرفين ؟
المربية " " تميل برأسها صامتة " ....
أمبا : بشما لا يتزوج ، لقد نذر نفسه للآلهة .
المربية : هذا ما تناهى إليّ ، يا مولاتي ، ومن يدري ، لعلي مخطئة " تنصت ملياً " أسمع حركة بين الأشجار .
أمبا : اذهبي ، وانتظريني عند حصانك .
المربية : أمر مولاتي " تتجه إلى الخارج " أرجوك ، لا تتأخري .
أمبا : اذهبي أنتِ .
المربية : " تخرج " .
يدخل سالفا متسللاً ،
ويقترب من الأميرة
سالفا : بدا لي ، وأنا في الخارج ، أنكِ
كنتِ تتحدثين مع أحد ما .
أمبا : " تهز رأسها مازحة " ....
سالفا : " يمسك مقبض سيفه " سيفي
يسكت أي متطفل .
أمبا : إنها مربيتي العجوز .
سالفا : " يرفع يده عن مقبض سيفه "
الأمر هنا يختلف ، إنها مربيتك .
أمبا : أبقي يدك قريبة منه ، أخشى أنك
ستحتاجه عما قريب .
سالفا : لن أحتاجه إلا إذا لاح في الأفق
منافس لي على جوهرتي .
أمبا : هذا ما لاح ، يا سالفا .
سالفا : " يمسك مقبض سيفه " مهما كان ،
فأنت عندي خط أحمر .
أمبا : بشما .
سالفا : بشما !
أمبا : " تهز رأسها " ....
سالفا : لكن بشما ، كما تعرفين ويعرف
الجميع ، نذر نفسه للآلهة .
أمبا : من يدري ، لعله جاء يخطبني
لرجل عزيز على قلبه .
سالفا : " يمد يديه ويمسك كتفي الأميرة "
أيتها الأميرة ..
أمبا : " تنظر إليه " ....
سالفا : أنتِ لي ..
أمبا : وسأبقى لكَ .
سالفا : مهما كلف الأمر .
المربية : " تطل من الخارج " مولاتي .
أمبا : " تلتفت إليها " ها إني قادمة "
تتجه نحو المربية " ..
سالفا : " يسير في أثرها " سأكون في
الجوار ، أتسقط الأخبار ، وأتهيأ لكل
طارىء .
أمبا : " تواصل سيرها " سأحاول أن
أتصل بك ، وأبلغك بما يجري ، إذا
تعذر حضوري .
سالفا : سأكون قريباً منكِ ، حيثما تكونين .
أمبا : كن حذراً ، يا سالفا ، لا أريد أن
يمسك سوء .
سالفا : سأرافقك بعض الطريق ..
أمبا : لا ، سنمضي وحدنا ، لا أريد أن
يراك أحد معنا .
سالفا : " يتوقف " رافقتك السلامة .
أمبا : سنلتقي قريباً .
سالفا : بعون الآلهة .
أمبا والمربية تخرجان ،
سالفا يبقى وحده
إظلام
المشهد الثاني
قاعة العرش ، الملك
والأمير بشما يتحدثان
بشما : الأمر واضح الآن ، على ما أظن ،
يا مولاي .
الملك : هذا شرف كبير ، فالملك
فيجترافريا من خيرة الملوك الشباب
، في هذا المكان من العالم .
بشما : أشكرك ، يا جلالة الملك ، وستكون
ابنتكم الأميرة أمبا ، جوهرة في تاج
مملكتنا .
الملك : هذا يسعدني ، ويسعد ابنتي الأميرة
أمبا ، يا سيدي .
بشما : " مبتسماً " فاتني أن أسألكم عن
أمر ، يا جلالة الملك .
الملك : تفضل ، سل عما بدا لك .
بشما : علمت أن للأميرة أمبا ، وهذا شيء
طبيعي ، خطاباً كثيرين .
الملك : " يبتسم بدوره " إنهم ضيوف
دائمون في القصر ، أمراء وأبناء
ملوك .
بشما : إنني لا ألومهم ، فالأميرة أمبا ،
على ما أعرف ، قبلة الجميع ،
لجمالها وحسبها ونسبها .
الملك : لكنهم عندما عرفوا بحضورك ،
وبطبيعة مهمتك ، تبخروا جميعاً .
بشما : " تتسع ابتسامته " هذا ما توقعته ،
وما تمنيته أيضاً ، فأنا لا أريد أن
ألحق أي أذى بأحد ، مهما كان .
الملك : إنني لا ألومهم ، فقد آثروا النجاة ،
من معركة لا أمل لهم فيها .
بشما : جلالة الملك ..
الملك : " ينظر منصتاً إليه " ....
بشما : جوهرتكم ، الأميرة أمبا ، لم أرها
حتى الآن .
الملك : " محرجاً " ستراها ، ستراها حتماً
، لكن ليس الآن ، فالنهار يكاد
ينتصف ، وسيقدم طعام الغداء بعد
قليل ، ستراها عند العصر .
بشما : كما تشاء ، جلالة الملك ، وإن كنت
متشوقاً لرؤيتها ، في أقرب وقت
ممكن .
الملك : العصر قريب ، يا سيدي ، وسترى
الأميرة أمبا .
بشما : من الأفضل أن أنتظر في جناحي ،
حتى يحين موعد الغداء .
الملك : هذا ما أردت أن أقترحه عليك ،
تفضل إلى جناحك ، فأنت بحاجة إلى
شيء من الراحة .
بشما : " يتجه إلى الخارج " لقد أتعبتك
اليوم كثيراً ، يا جلالة الملك .
الملك : لا ، عفواً ، أنت ضيف عزيز "
يتوقف عند الباب " .
بشما : " يومىء برأسه ثم يخرج " ....
الملك : " يتمتم متذمراً " هذه الفتاة الطائشة
، أين اختفت " للحاجب " ناد ِ
المربية العجوز .
الحاجب : إنها هنا ، يا مولاي ، تنتظر .
الملك : لتدخل إذن ، بسرعة .
الحاجب : أمر مولاي .
الملك : يعود إلى وسط القاعة " سأطمئن
الآن ، فلا أفضل لها من الملك
فيجترافريا ، ولا أظنها ترفض هذه
المرة ، إلا إذا كان في رأسها أمر لا
أعرفه .
المربية : " تدخل مترددة " مولاي .
الملك : " منزعجاً " أين أمبا ؟
المربية : في جناحها ، يا مولاي .
الملك : لكنك صباح اليوم ، قلت أنها غير
موجودة في جناحها .
المربية : كانت في مكان بعيد من حديقة
القصر ، وقد عادت .
الملك : كان عليك أن تخبريني ، بأنها
عادت إلى جناحها .
المربية : أردتُ أن أخبرك ، يا مولاي ،
لكني رأيت جلالتك مشغولاً مع
الأمير بشما .
الملك : ناديها الآن .
المربية : أمر مولاي " تخرج مسرعة " ....
الملك : لن تمانع ابنتي الأميرة أمبا هذه
المرة ، إلا إذا كانت مجنونة أو .. ،
إنه الملك فيجترافريا ، ويكفي أن معه
مقاتل بطل ، لا يشق له غبار ، هو
.. بشما .
المربية : " عند الباب " مولاي ، الأميرة .
الملك : فلتدخل .
المربية : أمر مولاي .
تدخل الأميرة مقطبة ،
الملك يحدق فيها
الملك : افتقدتك صباحاً ، وغبت ساعات
عن جناحك .
أمبا : " تنظر إلى المربية " .....
المربية :أخبرتك ، يا مولاي ، كانت مولاتي
وحدها ، في طرف بعيد من حديقة
القصر .
الملك : " للمربية " اذهبي أنتِ .
المربية : أمر مولاي " تخرج " .
الملك : جاءنا في غيابك ، صباح اليوم ،
ضيف مهم .
أمبا : هذا ليس جديداً ، يا أبي ، ففي كلّ
يوم يأتينا ضيف مهم .
الملك : ليس كضيف اليوم .
أمبا : مهما يكن فهو ضيف كبقية
الضيوف .
الملك : هذا الضيف هو بشما ، وقد جاء
خاطباً .
أمبا : أبي أنت تعرف ردي .
الملك : لم يأتي ليخطبك لنفسه ، بل لأخيه
للملك الشاب فيجترافريا .
أمبا : لقد خطبني الكثير من الأمراء
وأبناء الملوك و ..
الملك : هذه المرة غير المرات السابقة ،
إنه ملك ، وأي ملك ، يكفي أن معه
فارس الفرسان .. بشما .
أمبا : " تلوذ بالصمت " ....
الملك : لا مبرر هنا للرفض ..
أمبا : أبي ، قلت لك رأيي ، لا أريده .
الملك : " يحدق فيها وغضبه يتصاعد "
....
أمبا : " تطرق رأسها صامتة " ....
الملك : يبدو أن ما تناهى إليّ صحيح ..
أمبا : " تنظر إليه متسائلة " ....
الملك : أنتِ تقابلين شخصاً ، خارج القصر
، بين فترة وأخرى ، ولهذا ترفضين
كلّ من يتقدم لخطبتك من الأمراء
وأبناء الملوك .
أمبا : " تبقى صامتة " ....
الملك : آه الأمر إذن صحيح ، صارحيني ،
من هو ؟
أمبا : سأصارحك ، يا أبي ، لكن لا
تغضب .
الملك : " يحاول أن يكتم غضبه " لن
أغضب ، تكلمي .
أمبا : الأمير سالفا .
الملك : " ينفجر غاضباً " سالفا !
أمبا : " تهز رأسها " ....
الملك : سالفا " يشهق وقد ضاق تنفسه "
ابن عدوي الأول ..
أمبا : " تنظر إليه قلقة " أبي ..
الملك : ابن المجرم .. ملك سويا ..
أمبا : سالفا إنسان طيب ..
الملك : لو كنتِ عدوة لأبيك لما .. " يشق
ثانية " أنت تقتلينني .. " يتهاوى على
أحد المقاعد " ..
أمبا : " تقترب منه " أبي ..
الملك : " يرفع يده أن اسكتي " ....
أمبا : " تصمت " ....
الملك : " يرفع عينيه إليها " لو يعرف
بشما بأمره لمزقه في الحال .
أمبا : " تبقى صامتة " ....
الملك : ستذهبين مع بشما ، وتتزوجين
الملك فيجترافريا شئت أم أبيتِ .
أمبا : " تلوذ بالصمت " ....
الملك : والآن اذهبي إلى جناحك ، ولا
تغادريه لحظة واحدة إلا بإذني .
أمبا : " تقف مترددة " ....
الملك : " يصيح " اذهبي .
أمبا تخرج منزعجة ،
الملك يطرق رأسه متألماً
إظلام
المشهد الثالث
جناح أمبا ، المربية ،
الوصيفة ، أمبا متضجرة
الوصيفة : " تزين أمبا " ....
أمبا : " تبعد يدي الوصيفة " كفى .
الوصيفة : أكاد أنتهي ، يا مولاتي .
المربية : صبراً ، يا مولاتي .
أمبا : هذا يكفي .
الوصيفة : " تمسك بقلادة " لم يبقَ ، يا
مولاتي ، سوى هذه القلادة .
المربية : إنها هدية الملك فيجترافريا ، يا
مولاتي ، ومن الأفضل أن تتقلديها
بهذه المناسبة .
أمبا : " تستسلم صامتة " ....
المربية : " تومىء للوصيفة " ....
الوصيفة : " تضع القلادة حول جيد أمبا " ....
أمبا : " تبعد يديها بنفاد صبر " كفى ،
اذهبي الآن .
الوصيفة : أمر مولاتي " تخرج " .
المربية : سيأتي بشما ، مع أبيك جلالة الملك
، بعد قليل ، ويراك .
أمبا : " تحدق فيها " ....
المربية : مولاتي ، لم تعودي صغيرة ، أنتِ
الآن أميرة راشدة .
أمبا : قلتِ إن سالفا اتصل بكِ .
المربية : مولاتي ..
أمبا : حدثيني ، كيف هو .. ؟
المربية : فات الأوان ، يا مولاتي .
أمبا : تكلمي .
المربية : أراد أن يراكِ .
أمبا : يراني ! " نهز رأسها " الحق معكِ
، ربما فات الأوان " متألمة " آه .
المربية : قلتُ له ، هذا مستحيل ، وأخبرته
بمهمة بشما .
أمبا : كم أخشى أن يقدم على فعل متهور
، ويعرض نفسه لبشما .
المربية : قال ، إنه سيتصدى له ، ويتحداه ،
مهما كلف الأمر .
أمبا : يا للآلهة ، هذا جنون ، سيقتله
الحرس ، حتى قبل أن يصل إلى
بشما .
الوصيفة : " تطل من الباب " مولاتي ، جلالة
الملك وضيفه الكبير قادمان .
المربية : الأميرة جاهزة لاستقبالهما ، اذهبي
أنتِ .
الوصيفة : " تخرج مسرعة " ....
المربية : بنيتي ، هذه لحظة حاسمة في
حياتك ، لا تنسي أنك أميرة .
أمبا : " لا تنظر إليها " ....
المربية : " تتجه إلى الخارج " من الأفضل
أن تستقبلي الضيف وحدك .
أمبا : لا ، ابقي إلى جانبي .
المربية : " تتوقف " ....
أمبا : لا تتركيني وحدي .
المربية : سأعود حالما ينصرفان .
أمبا : أريد أن تري سالفا .
المربية : مولاتي ..
أمبا : لابد أن تريه اليوم .
المربية : جلالة الملك وضيفه الكبير بشما
قادمان ، ها هما يا مولاتي .
يدخل الملك وبشما ،
المربية وأمبا تنحنيان
الملك : " يومىء للمربية أن تخرج " ....
المربية : " تخرج مسرعة " ....
الملك : " مبتسماً " هذه قمرنا ، الأميرة
أمبا .
بشما : " يتأملها مبتسماً " حقاً إن القمر لا
يخفى .
الملك : تزنها وتطوق جيدها هدية الملك
فيجترافريا .
بشما : بل هي التي تزين الهدية ، وتمنحها
قيمتها وجمالها " ينظر إلى الملك "
سنأخذها منك محبة وإجلالاً ، لتزين
مملكتنا .
الملك : مباركة عليكم .
بشما : ينظر إلى أمبا " ....
الملك : بنيتي ، حيي البطل بشما .
أمبا : " تبقى صامتة " ....
بشما : وضعها للقلادة الهدية ، حياني وحيا
معي الملك فيجترافريا .
الملك : " محرجاً " حياء الأقمار الفتية .
بشما : فلنرد على تحيتها " يحني رأسه
قليلاً " طاب يومك يا أميرتي .
أمبا : طاب يومك .
بشما : ستطيب كلّ أيامنا حتماً ، يا أميرتي
، كلما أشرقت علينا بنورك صباحاً
، في مملكتنا ، التي ستكون جد
سعيدة بكِ .
أمبا : " تبقى صامتة " ....
الملك : وستكون بنيتي سعيدة بسعادتكم ،
وهذا ما سيسعدني أيضاً .
بشما : مولاتي ، لقد هيأنا كل شيء ، أنا
وجلالة الملك والدكِ ، لننطلق بعد
يومين أو ثلاثة ، إلى مملكتنا أو
بالأحرى مملكتك إلى جانب الملك
فيجترافريا .
أمبا : " تبقى صامتة " ....
الملك : " يبدو فرحاً " ....
بشما : " يميل عليها مبتسماً " لابد أن
الملك فيجترافريا ، ينتظرك الآن
على أحر من الجمر .
أمبا : " تطرق رأسها صامتة " ....
بشما : جلالة الملك ..
الملك : " ينظر إليه مبتسماً " ....
بشما : أسعدتُ جداً بلقاء الأميرة أمبا ،
والآن لنتركها ترتاح في جناحها ،
حتى نلتقي ليلاً .
الملك : كما تشاء ، يا سيدي ، تفضل .
بشما : " لأمبا " سأنتظر الليل بفارغ
الصبر ، يا أميرتي .
أمبا : " تحني له رأسها قليلاً " ....
بشما : " لأمبا " أتركك في أمان الآلهة ،
يا أميرتي .
بشما والملك يخرجان ،
تدخل المربية مسرعة
أمبا : تعالي .
المربية : مولاتي .
أمبا : لا خيار ..
المربية : مولاتي .
أمبا : بشما هذا فوق كل تصور .
المربية : " تنظر إليها صامتة " ....
أمبا : الآن عرفت أن خطابي من الأمراء
وأبناء الملوك ، لا يلامون عل
فرارهم ، بمجرد أن عرفوا بقدومه ،
لخطبتي لأخيه الملك فيجترافريا .
المربية : لم يصمد فارس أمام سيفه ، مهما
كان جريئاً وقوياً .
أمبا : ولهذا أريدك أن تذهبي الآن إلى
سالفا ..
المربية : الآن !
أمبا : نعم الآن .
المربية : الشمس تكاد تغرب ، يا مولاتي .
أمبا : خذي معكِ حارس إذا أردتِ .
المربية : لا ، يا مولاتي ، سأذهب وحدي ،
وألتقي به .
أمبا : قولي له أن لا يتهور ، ويعرض
نفسه للهلاك .
المربية : هذا عين العقل ، يا مولاتي .
أمبا : اذهبي على جناح السرعة ،
سأنتظرك هنا ، لا تتأخري .
المربية : " تتراجع " أمر مولاتي .
المربية تخرج مسرعة ،
أمبا تبقى وحدها
إظلام
المشهد الرابع
فسحة في الغابة ،
تدخل أمبا والمربية
أمبا : " تتلفت " أيتها المربية ..
المربية : مولاتي ، بشما قريب منّا ، وقد
يأتي في أية لحظة .
أمبا : يُخيل إليّ أنني سمعتُ وقع حوافر
حصان قبل قليل .
المربية : " تتلفت " لقد سمعتُ هذا ، يا
مولاتي ، أنا أيضاً .
أمبا : كم أخشى أن يكون سالفا .
المربية : هذا ما أخشاه أنا أيضاً ، مولاتي "
تبتعد قليلاً " جاء بشما .
بشما : " يدخل " سنتوقف هنا قليلاً ،
لنتناول الغداء ، ثم نواصل سيرنا ،
نحو العاصمة هاستينابورا .
أمبا : كما تشاء ، يا سيدي .
بشما : لقد قطعنا مسافة طويلة ، خلال
اليومين الماضيين ، وقد نصل المملك
غداً ، قبيل المساء .
أمبا : " تلوذ بالصمت " ....
يشما : ابقيا هنا ، ريثما يجهزوا طعام
الغداء .
المربية : أمر سيدي .
بشما : " يخرج " ....
أمبا : " تقترب من المربية " ....
المربية : مولاتي ، كوني حذرة ، بشما قريب
منّا ، وقد يسمعنا .
أمبا : طلبت منك ، أن تقولي لسالفا ، أن
يعود من حيث أتى ، حفاظاً على
حياته .
المربية : أخبرته بما أمرتِ ، لكنه كما هو
متوقع ، غضب غضباً شديداً .
أمبا : يا للآلهة .
المربية : وأصرّ على التمسك بك ، وأخذك
بالقوة ، و .. " تبتعد خائفة " بشمة
قادم ، حاذري ، يا مولاتي .
أمبا : يبدو أن هذا اليوم لن يمرّ أبداً على
خير .
بشما : " يدخل " يقول الحرس ، الذين
يرافقوننا ، أنهم لمحوا فارساً ، على
حصان في الجوار .
أمبا : " تنظر إلى المربية صامتة " ....
المربية : قد يكون عابر سبيل .
بشما : مهما يكن ، فاطمئنا ، أنتما معنا في
أمان .
يدخل سالفا ، ويده
فوق مقبض سيفه
أمبا : " تتمتم خافة " إنه هو ..
المربية : مولاتي ، يا للآلهة .
بشما : " يتقدم ويقف بينهما وبين سالفا "
لا تخافا ، أنا هنا .
يدخل ثلاثة حرس ،
وأيديهم على سيوفهم
الأول : مولاي .
الثاني : سنقيض عليه إذا أمرت .
الثالث : وإذا أمرت نقتله .
بشما : لا ، دعوه لي ، اذهبوا أنتم ،
وأكملوا تجهيز الطعام .
الأول : لكن ، يا مولاي ..
الثاني : إنه ينوي شراً .
الثالث : لنبق إلى جانبك على الأقل .
بشما : " بحزم " اذهبوا .
الحرس : " يخرجون سريعاً " ....
سالفا : " يتقدم قليلاً ، ويده على مقبض
سيفه " بشما ..
بشما : أنت تعرفني إذن .
سالفا : أنا سالفا .
بشما : لتكن من تكون ، سأسامحك على
تطفلك ، وأنصحك أن تمضي إلى
هدفك .
سالفا : أنتَ هدفي .
بشما : يبدو إنك اخترت الموت .
سالفا : أريد الأميرة أمبا .
بشما : هذا يعني أنك تتحداني .
سالفا : " يستل سيفه " أمبا أو الموت .
بشما : " يستل سيفه " لا أمبا ، أيها
الأرعن ، بل الموت .
أمبا : " تندفع نحوهما " يا للآلهة ..
المربية : " تتشبث بها " مولاتي .
أمبا : دعيني " تفلت منها " مولاي " تقف
بينهما " ..
بشما : " يبعدها برفق " أميرتي ، عودي
إلى الوراء ، وسأحاول أن أبعده
بالتي هي أحسن ، إلا إذا ..
أمبا : " تتراجع وهي تراقبهما قلقة " ....
المربية : " تحضن أمبا " تمالكي نفسك ، يا
مولاتي ، فالأمر جد خطير .
أمبا : " تتمتم " سيقتله .
سالفا : " ينقض عليه بسيفه " سأقتلك ،
وآخذ أمبا .
بشما : " يصد بسيفه هجمته " أنت لم
تعرف بشما ، ولم تجرب سيفه .
سالفا : " ينقض عليه ثانية " خذ ، هذا
سيف سالفا ، تذوقه .
بشما : " يصده بشيء من القوة " الآن
سأذيقك سيفي ، إذا لم تتعقل .
سالفا : " ينقض عليه ثالثة " قلتُ لك ،
أمبا أو الموت " يشتبكان ويشتد بشما
شيئاً فشيئاً " ..
بشما : " يضربه بقوة " أنت اخترت
الموت ، وستناله بسيفي .
سالفا : " يسقط على الأرض " آآآآي .
بشما : " يرفع سيفه " ها .. ماذا تريد الآن
، يا سالفا ؟
سالفا : اقتلني .
أمبا : " تحاول الافلات من المربية " ....
بشما : أعطيتك فرصة ..
سالفا : لقد غلبتني ، ولم أستطع أن آخذ
أمبا ، اقتلني .
أمبا : " تفلت من المربية " لا ، توقف ..
توقف .
بشما : " يتوقف والسيف في يده " ....
أمبا : " تحول بين بشما وسالفا " أتركه ،
يا سيدي ، أرجوك .
بشما : لقد تحداني ، يا أميرتي ، وسينال
جزاءه العادل .
أمبا : سأقتل نفسي إذا قتلته .
بشما : أميرتي ، إن هو إلا متحدي أرعن
، لا يعني لك أي شيء .
أمبا : بل يعني لي الكثير ..
بشما : " يحدق فيها متسائلاً " ....
أمبا : لقد أحبني وأحببته ، وتعاهدنا على
الزواج ، قبل أن تأتي .
بشما : " يتراجع مبعداً سيفه " آه هذا أمر
آخر ، لكن كان عليك ، يا سيتي ، أن
تخبريني بذلك ، قبل أن تقرري
القدوم معي .
أمبا : مهما يكن ، فها أنا أخبرك .
بشما : فهمت " يعيد السيف إلى غمده "
إنه لك ، أيتها الأميرة .
أمبا : أشكرك ، يا سيدي .
بشما : ليس أمامي الآن إلا أن أواصل
السير ، أنا ومن معي من الحرس ،
إلى هاستينابورا .
أمبا : " تلوذ بالصمت " ....
بشما : " يتجه إلى الخارج " ....
المربية : " تقترب من أمبا " مولاتي .
أمبا : اسكتِي أنتِ .
المربية : جلالة الملك مريض ، وسيموت إذا
عرف بما جرى .
أمبا : اسكتي .
المربية : لا فائدة ، سكت .
بشما : " يخرج " ....
أمبا : " تقترب من سالفا " سالفا ..
سالفا : " يعتدل بصعوبة " ....
أمبا : هذا الوحي بشما ، كاد يقتلك .
سالفا : ليته قتلني .
أمبا : سالفا !
سالفا : " ينهض ويرمي السيف من يده "
لقد أذلني .
أمبا : لا تقل هذا ، أنت سالفا .
سالفا : " يهز رأسه " لم أعد سالفا .
أمبا : أنت سالفا ، وأنا أمبا .
سالفا : واصلي طريقك ، يا أمبا ، فطريقنا
لم يعد واحداً .
أمبا : سالفا .
سالفا : " يسير مبتعداً " واصلي طريقك ..
أمبا : " تتبعه " طريقك هو طريقي .
سالفا : " يواصل سيره " لا ، لم أعد
أستطيع أن أسير معك ، على نفس
الطريق ، بعد أن رأيت بشما يذلني
هكذا .
أمبا : لا يا سالفا ، لا ..
سالفا : لو بقينا معاً ، يا أمبا ، طول العمر
، فلن تنسي إذلالي المهين ، على
يدي بشما ، وداعاً ، يا أمبا .
أمبا : " تتوقف متمتمة باكية " سالفا ..
سالفا : " يخرج " ....
المربية : " تحضن أمبا " بنيتي ..
أمبا : " تتمالك نفسها ، وتبتعد قليلاً "
أيتها المربية .
المربية : مولاتي .
أمبا : لنواصل الطريق .
المربية : " تنظر إليها مندهشة " ....
أمبا : إذا عدتُ إلى أبي ، فسيموت حالاً .
المربية : لكن يا مولاتي ..
أمبا : " تتجه إلى الخارج " اتبعيني فقد
نلحق ببشما .
المربية : " تلحق بها " مولاتي ..
أمبا : يجب أن أصل إلى الملك
فيجترافريا " تتحسس العقد " فعقده
مازال يطوق جيدي ، إنه ينتظرني ،
وسأصل إليه ، مهما كلف الأمر .
أمبا تخرج ، المربية
تخرج وراءها متعثرة
إظلام
المشهد الخامس
غرفة في قصر الملك
فيجترفريا ، أمبا ، المربية
المربية :مولاتي ، أراك مهمومة .
أمبا : جلالة الملك .
المربية : هوني عليكِ ، يا مولاتي ، لابد أن
صحة جلالته قد تحسنت الآن .
أمبا : نعم إذا ظنّ أني قد وصلت قصر
الملك فيجترفريا .
المربية : لقد وصلنا قصر الملك ، يا مولاتي
، والآلهة معنا .
أمبا : لكنه إذا علم بما جرى لنا في الغابة
، قبل أن نصل إلى قصر الملك
فيجترافريا .
المربية : لننتظر ، يا مولاتي ، عسى أن
يكون الخير قادماً .
أمبا : " تهز رأسها صامتة " ....
تدخل وصيفة ، وتنحني
باحترام للأميرة أمبا
الوصيفة : مولاتي الأميرة .
أمبا : تفضلي .
الوصيفة : سيدي الأمير بشما ، يريد أن
يتشرف بزيارتك .
أمبا : أهلاً به .
الوصيفة : سيأتي سيدي بعد قليل .
أمبا : أهلاً ومرحباً به .
الوصيفة : عن إذنك .
أمبا : تفضلي .
الوصيفة : " تخرج " ....
المربية : لعل بشما يحمل لنا خبراً يبدد
مخاوفنا وأحزاننا .
أمبا : لعلّ ..
المربية : لا أستبعد ، أن يكون الملك ، خلال
هذه المدة ، وكما قال بشما ، مشغولاً
جداً .
أمبا : نحن هنا منذ ثلاثة أيام .
المربية : لا تنسي ، يا أميرتي ، لقد استقبلونا
استقبالاً حافلاً .
أمبا : هذا أمر جيد ، لو كنا مجرد
ضيوف ، في هذا القصر .
المربية : والأمير بشما يأتينا بنفسه ، أكثر
من مرة ، في اليوم الواحد .
أمبا : ليأمر بأن يأتونا بالطعام والشراب ،
لا أكثر ولا أقل .
المربية : صبراً يا مولاتي ، الآلهة موجودة ،
ونأمل أن تنظر إلينا بعين العطف ،
وتوفقنا في مسعانا .
أمبا : " تهز رأسها " ....
المربية : " تنظر إلى الخارج " مولاتي ،
الأمير بشما .
أمبا : " تنظر إلى الخارج هي الأخرى "
هذا ليس وقت الطعام .
المربية : فلنستقبله بحفاوة .
أمبا : أنت محقة .
يدخل بشما ، وينحني
قليلاً للأميرة أمبا
بشما : طاب صباحك ، يا مولاتي .
أمبا : طاب صباحك ، يا سيدي .
بشما : أميرتي ..
أمبا : أرجو أن يكون جلالة الملك
فيجترافريا بخير وعافية .
بشما : نشكرك ، وهو يأسف للتأخير ..
أمبا : منذ ثلاثة أيام ، ونحن ننتظر ، في
هذه الغرفة .
بشما : جلالة الملك فيجترافريا ، كان
مشغولاً جداً ، خلال هذه المدة .
أمبا : قولوها كلمة صريحة ، لنعرف
حقيقة أين نقف .
بشما : جلالة الملك فيجترفريا ، يعتذر
حقيقة للتأخير ، بسبب مشاغله
الكثيرة والملحة ..
أمبا : " تنظر إليه صامتة " ....
بشما : لكن مشاغله هذه لم تنسه واجبه
نحوكم ، وأراد أن ينجز مشاغله
الملحة ليتفرغ للقائكم .
أمبا : " تتنهد " ....
بشما : وقد حان الأوان الآن ، أيتها
الأميرة ، لهذا اللقاء .
أمبا : حمداً للآلهة .
بشما : لن يطول انتظارك ، أيتها الأميرة ،
سيأتي جلالة الملك فيجترافريا بنفسه
، ويلقاك هنا .
أمبا : أهلاً به ومرحبا .
بشما : عن إذنك .
أمبا : تفضل .
بشما : سأرافق جلالته إلى هنا بعد قليل ،
وسأترككما لوحدكما ، إن جلالته
يريد أن يلتقي بك وحدكِ .
أمبا : الأمر لجلالته .
بشما : " يخرج " ....
المربية : مولاتي ..
أمبا : أيتها المربية ، يبدو لي أن الأمر
واضح هذه المرة .
المربية : لنأمل خيراً ، يا مولاتي .
أمبا : ما أخشاه ، في الحقيقة ، أن أسبب
طعنة لأبي .
المربية : جلالة الملك لن يحتمل ، وهو في
حالته هذه ، أية طعنة .
أمبا : لتكن الآلهة في عونه .
المربية : " تنظر إلى الخارج " مولاتي ،
جاء بشما والملك فيجترافريا .
أمبا : اخرجي ، وانتظر في الخارج .
المربية : أمر مولاتي " تخرج " .
يدخل بشما والملك ،
الملك يحدق في أمبا
بشما : أيتها الأميرة ، جلالة الملك
فيجترافريا .
أمبا : " تنحني للملك " مولاي .
الملك : طاب صباحكِ .
أمبا : طاب صباحك ، يا مولاي .
الملك : تأخرت بعض الوقت عليكِ ، أيتها
الأميرة .
أمبا : أقدر مشاغلك ، يا مولاي .
بشما : عفواً ، انتهى دوري الآن ،
الأفضل أن أنسحب .
الملك : ليتك تنتظرني ، يا عماه ، في قاعة
العرش .
بشما : ستجدني هناك ، حالما تنتهي ، يا
جلالة الملك .
الملك : رسالة الملك ، التي جاء بها رسوله
يوم أمس ، لابد أن نحسم موقفنا منها
اليوم .
بشما : أنتظرك يا جلالة الملك ، في قاعة
العرش " يحني رأسه لأمبا " .
أمبا : " تحني رأسها له " ....
بشما : " يخرج " ....
الملك : عمي بشما هو سندي في الحياة ،
ولولاه لربما ضعت .
أمبا : سند قوي ، حكيم ، شجاع ، يُعتمد
عليه في الملمات .
الملك : مات أبي ، وأنا طفل ، ونصبت
على العرش ، وصار عمي بشما
ولياً للعهد ، حتى بلغتُ سن الرشد .
أمبا : " تنصت صامتة " .....
الملك : وخلال وصايته على العرش ،
علمني كلّ شيء أحتاجه في حياتي
كملك ، علمني الحكمة والفروسية ،
وكذلك إدارة شؤون المملكة .
أمبا : " مازالت تنصت صامتة " .....
الملك : وتعلمت منه كيف أكون منصفاً
وعادلاً مع الآخرين ، وكذلك مع
نفسي ، للناس حقوقهم عليّ ، ولي
أيضاً حقوقي ، وكما أنني لن أفرط
بحقوق الآخرين ، لي أن لا أفرط
بحقوقي ، فقبل أن أكون ملكاً ، فأنا
إنسان .
أمبا : " تبقى صامتة " ....
الملك : " يتأملها " أيتها الأميرة ، أراك
الآن ، كما رأيتك في أعماقي ، منذ
أن تفتحت مشاعري للحياة .
أمبا : " تنظر إليه بشيء من الأمل " ....
الملك : وكما صورك لي الآخرون ، ممن
أتيحت لهم الفرصة لأن يراك عن
كثب .
أمبا : هذا يفرحني ، يا مولاي .
الملك : وحين خفق قلبي ، لأول مرة ،
خفق لك ، دون أن أراكِ .
أمبا : " تكتم فرحها " ....
الملك : لكن أصارحك ، إن عمي بشما ،
هو من عرض عليّ أن أتقدم لخطبتك
" يصمت " وكأنه بحكمته ، وعقله
النافذ ، أدرك خفق قلبي .
أمبا : " تلوذ بالصمت منتظرة " ....
الملك : وكما أن خفق قلبي هو حق لي ،
فإن قلبك له حق في خفقه ، فأنت
مثلي إنسان .
أمبا : " تتطلع إليه منتظرة " ....
الملك : عمي بشما حدثي بكلّ شيء .
أمبا : آه .
الملك : حدثي عن سالفا .
أمبا : هذا حقه .
الملك : وواجبه .
أمبا : بشما رجل حكيم .
الملك : سالفا ، على ما رآه عمي بشما ،
شاب وسيم ، محب ، صريح ، وغاية
في الشجاعة .
أمبا : " تدمع عيناها " ....
الملك : من حقك أن يخفق قلبك له "
يصمت " إنه يستحقك .
أمبا : " تسيل دموعها بصمت " ....
الملك : أيتها الأميرة ..
أمبا : " تتطلع إليه من خلال دموعها "
....
الملك : عليّ أن أصارحكِ .
أمبا : أصغ ِ إلى قلبك .
الملك : قلبي خفق لكِ ، وأردتك ملكة إلى
جواري على العرش ، لكن قلبكِ
خفق لغيري ، خفق لشاب يستحقه ،
ومهما امتد الزمن ، لن أنسى هذا ،
ولن تنسيه أنتِ أيضاً .
أمبا : " تجري دموعها بصمت " ....
الملك : لن أنساكِ مدى العمر ، وسيبقى
قلبي يحن إلى خفقه الأول ، مهما
امتد الزمن ، ومهما خفق للفتاة ،
التي سيقدر لها أن تجلس إلى جواري
على العرش .
أمبا : " تكفكف دموعها صامتة " ....
الملك : أيتها الأميرة ، أهلاً بكِ ضيفة
عزيزة على مملكتنا ، وأرجو لك في
ربوعنا طيب الإقامة .
أمبا : أشكرك جلالة الملك .
الملك : " يحني رأسه قليلاً " لابد أن ألحق
الآن بعمي بشما ، إنه ينتظرني الآن
، كما تعلمين ، في قاعة العرش .
أمبا : تفضل ، جلالة الملك .
الملك : تحياتي إلى والدك ، جلالة الملك "
يستدير ويخرج " .
أمبا : " تتمالك نفسها " مهما جرى
ويجري ، فعليّ أن أتذكر ، أنني ..
أنا أمبا .
المربية : " تدخل وتقف صامتة حزينة " ....
أمبا : " تحدق فيها " ....
المربية : مولاتي .
أمبا : لا مكان لنا هنا ، علينا أن نرحل ،
في أسرع وقت ممكن .
المربية : " تمسح دموعها " ....
أمبا : لا تبكي ، أنتِ مربيتي ، وأنا أمبا .
المربية : مولاتي .
أمبا : " تنظر إليها متوجسة " ....
المربية : " تبكي " جلالة الملك .
أمبا : أبي !
المربية : قبل قليل ، جاء رسول من القصر .
أمبا : آه .. قتلته .
المربية : مولاتي ..
أمبا : لابد أنه علم ، بما جرى لنا في
الغابة ، وما فعله بشما .
المربية : من يدري .
أمبا : فقدر ما سيكون عليه موقف الملك
.. فيجترافريا .
المربية : " تنظر إليها باكية " ....
أمبا : تهيئي ، سنعود إلى مملكتنا اليوم .
المربية : مولاتي ..
أمبا : لقد انتهت أمبا الأمس ، وبدأت
أخرى ، وحتى النهاية ، هذا أمر
نهائي ، فأنا أمبا .
أمبا تقف مشدودة القامة ،
وتنظر إلى الجمهور
إظلام
النهاية
يُرفع الستار ، ظلام ،
صمت ، صوت المربية
المربية : مولاتي ..
أمبا : " لا ترد " ....
المربية : مولاتي جلالة الملكة .
أمبا : من ! آه .
يُضاء منظر المشهد
الأول ، الملكة والمربية
المربية : مولاتي .
الملكة : " عند النافذة " هذه أنتِ ؟
المربية :يبدو أنكِ كنت بعيدة ، يا مولاتي .
الملكة : " تبتعد عن النافذة " بعيد جداً .
المربية : : مهما ابتعدتِ يا مولاتي ، فأنت الآن هنا
، وكذلك جلالة الملك .
الملك : نعم ، أنتِ محقة ، إنه هنا .
المربية : وهو ينتظر .
الملكة : سيعود إلى مملكته صباح الغد ، لكنه
قبل أن يسافر ، سيأتي إلى هنا ، إلى قاعة
العرش ، ليعرف رأيي .
المربية : ولابد ، في هذه الحالة ، أن تقولي له
رأيكِ النهائي .
الملك : نعم ، سأقول له رأيي ..
المربية : " تنظر إليها صامتة " ....
الملكة : وسيكون رأيي الأخير ، والقاطع ..
المربية : " مازالت تنظر صامتة " ....
الملكة : يا جلالة الملك ، أرجو أن تتفهم موقفي
، إنني ملكة هنا ، ومملكتي بحاجة إليّ ،
وأريد أن أتفرغ لها تماماً .
المربية : " تبقى صامتة " ....
الملكة : وقد يعيد عليّ ما قاله سابقاً ، مملكتانا
متجاورتان ، وستكوني ملكة ، إلى
جواري ، على كلتا المملكتين ..
المربية : " تبقى صامتة " ....
الملكة : لكني سأقول له ، مملكتانا المتجاورتان
كانتا على الدوام ، في تعاون وسلام ،
وستبقيان دوماً هكذا .
المربية : " تهز رأسها موافقة " ....
الملكة : سيتفهم موقفي ، ويعود إلى مملكته ،
ترافقه السلامة .
المربية : مولاتي ، عرفت منذ البداية ، أن هذا
سيكون موقفك ِ ، وهذا هو الموقف
الصحيح ، يا مولاتي .
الملكة : " باعتداد " طبعاً هذا موقفي ، ولن
يكون لي موقف آخر ، مهما كلف الأمر ،
فأنا .. الملكة أمبا .
المربية تدمع عيناها ،
الملكة تقف جامدة
إظلام
ستار
هذه المسرحية : مستمدة من حكاية ، وردت في الملحمة
الهندية المعروفة " المهابهاراتا " وقد
وردت تحت عنوان " أمبا وبشما " .
28 / 8 / 2015
0 التعليقات:
إرسال تعليق