أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

‏إظهار الرسائل ذات التسميات حوارات مسرحية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات حوارات مسرحية. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 23 أكتوبر 2025

نجيب طــلال :”التكريم حق من الحقوق لمن يستحقه عن جدارة واستحقاق فعل نبيل ظاهريا في المهرجانات المغربية و سامي حسب النوايا”

مجلة الفنون المسرحية
الكاتب نجيب طلال 


نجيب طــلال:”التكريم حق من الحقوق لمن يستحقه عن جدارة واستحقاق فعل نبيل ظاهريا في المهرجانات المغربية و سامي حسب النوايا”


1- كيف تبدو لك التكريمات التي تقيمها جل المهرجانات المغربية هل هي ظاهرة صحية أم مجرد بحث عن الاضواء ؟
* مبدئيا الشكر واجب لكم ولمنبركم، الذي يسعى بين الفينة والأخرى ، إثارة مواضيع تغري للنقاش والتأمل. فقضية ” التكريم” موضوع جد حساس، ومغري لنقاش وتحاور مستفيض، لما له من علاقة بالبعد الإنساني والأخلاقي وتداخل المالي بالنوايا وإثارة ما بعد التكريم لبعض النوايا في سياق الموضوع. بمعنى أن التكريم حق من الحقوق لمن يستحقه عن جدارة واستحقاق فعل نبيل ظاهريا في المهرجانات المغربية و سامي حسب النوايا، من حيث ترسيخ القيم الإنسانية والاجتماعية . والقرآن الكريم ، باعتباره قول الله تعالى طرح مسألة ” التكريم ” بصيغة التقدير والسمو و إعطاء الإنسان الكرامة اللائقة به ككائن حي تمييزاً عن سائر المخلوقات- *ولقد كرمنا بني آدم. وحملناه في البر والبحر…*إلى آخر الآية الواردة في الاسراء. وفي هذا الباب هناك فرق بين التكريم والتفضيل الواردين في السورة. هذا على المستوى العام. أما من زاوية الخاص، فالتكريم كان محصورا في الوظيفة العمومية وما شابهها. إذ يتم لحظة نهاية الخدمة كالالتفاتة طيبة ؛ من لدن الإدارة والمؤسسة أو زملائه، تقديرا له ولتضحياته وجهده في مسار عمله، وهاته الالتفاتة رمزيتها نفسية ، تشجيعية. أكثر منها مادية، لأنها أمر أو حركة تبعث في نفس “المكرم” إحساس بوجوده، وبوجود من قدر عمله، وتفعيل كينونته. فالتكريم مسلك وأسلوب حضاري بامتياز. ولكن العديد يحصر التكريم في مفهوم الاعتراف، بل هنالك أنواع: منها ما يكون ردا للاعتبار، ومنها ما يكون خطوة للاعتذار لخطأ مهني؟، ومنها ما يكون للتشجيع والتحفيز للجد والعطاء المثمر. لكن في المجال الفني والإبداعي كان هناك “التتويج” وليس «التكريم « وبالتالي فالمهرجانات العربية لم تكن لها فقرة أو نية لتكريم مبدع ما في السابق، فشخصيا لا أدري تاريخ تسريب مفهوم التكريم في المهرجانات، بهذا الزخم الذي أمسينا نراه ونسمع عنه.


2-في رأيك هل يتم تكريم من يستحق ام ان الامر فيه نقاش؟
المضحك في بلادنا، كل شيء أضحى للنقاش، ولهذامسألة يستحق أو لا يستحق، تعود بي الذاكرة أن هنالك العديد من الصحف والمجالات الخليجية، أثارت هذا النقاش، وطبعا الآراء والمواقف تختلف، لكن في المغرب لم يثر هذا السؤال لأسباب. وها أنت أثرته لأسباب. ما أراه جليا، كان التكريم يتم على فطرته، وسجيته كاحتفاء وعرس استثنائي ، مقاربة بفطرة وحسن نوايا المشرفين على التكريم، و المكرم كذلك. لكن الآن، تغيرت البوصلة واختلطت المعايير والمفاهيم المعترف بها وفق رؤية ومنهجية؛ تجعل من التكريم مستحقا لمن يستحقه فعلا ؟وبكل صدق فالتكريم فقد شرف التكريم، لأنه ارتبط بمنظور سياسي ومصلحي وتحضر فيه حسابات خاصة بعضها حزبي وبعضها شللي/ لوبي، مما طفت اللاعدالة في التكريم، واللا شفافية في الإختيار، وأضحى سؤال التفضيل سائدا في الكواليس، مما ظل يتردد في بعض المجالس – لماذا هذا، دونما هــذا؟ وتجاوزه إلى كيف؟- والأخطر هناك من تكرم في بلادنا أكثر من ستين مرة ، هل هو المبدع الوحيد في المملكة المغربية؟ وهنالك أحداث كثيرة عشتها في المجالات التي كنت أشتغل فيها، فهناك بعض المنبطحين نالوا تكريمات، وبعض العاملين والفاعلين الحقيقين، تهمشوا حتى في تكريمهم المستحق، السبب أن ذاك كان فاعلا وليس منفعلا…

3- هناك من يقول عن عدد منظمي المهرجانات يضعون ضمن برامجهم فقرة للتكريمات من اجل جذب نجوم كبار لا غير هل انت متفق مع هذا الرأي؟
مسألة النجم/ النجوم فيها مغالطة كبيرة في رحاب الفن والإبداع، ليس هنالك نجم له مواصفات النجم وهنا أحدد قولي عن بلادي، في مصر وحتى سوريا هنالك فعلا “نجوم” في المسرح والسينما والطرب. لكن السؤال المنطقي، تكريم الفنان أو كما أشرت جذب نجوم كبار. هو في الواقع وفي خلفية التكريم ونوايا المنظمين: من أجل جلب الجمهور. وهذا رهان خاطئ في المجتمع العربي عامة، لأنه في الأصل تسويق لوهـم التكريم والإنصاف . لأن هنالك عروض فيها نجوم، ولا وجود للجمهور المراهن عليه، سواء أكان عملا كوميديا أو تجاريا بالأحرى. وهنالك أمثلة متعدة؛ من قلب الجمهورية المصرية الشقيقة…

4نجد من بين المكرمين فنانين شباب ما زالوا في بدايتهم الفنية ألا ترى أن التكريم فقد مصداقيته ولم يعد يحتفى بالعطاء والتجربة أم بحدث معين ؟

هاته إشكالية خطيرة، خطورتها انعكست عن البنية الثقافية والإبداعية والتربوية كذلك. بحيث تم تمييع وإسفاف مفهوم ومنظور التكريم، كمحصلة مجهود مضني من العطاء في مسار ومجال “المُكرم” وفي هذا المسلك شباب لم يمض عن حضورهم سوى أربع سنوات من الممارسة، وأعرفهم جيدا يكرمون، و بعضهم يفرض نفسه كمساومة بين المشاركة في العمل أو الانسحاب إن لم يكرم، وهناك من يدفع زميلته في لائحة المكرمات، ولم تشارك إلا ( كومبارس) في فليم سينمائي ومصممة ملابس في مسرحيتين (؟) فعبر سؤالكم، فالتكريم لم يفقد مصداقيته فحسب، بل ساهم في ظهور تجار التكريمات، حتى أمسى التكريم وجه من أوجه الفساد، وفي الوجه الثاني ساهم في اغتيال الكفاءات ونسف الرؤى الجادة، وذلك لتوسيع دائرة التفاهة والرداءة وتزييف الواقع ! وكذا قلب الحقائق ! فمن المسؤول عن هذا الزيف الذي أصاب ما يسمى” التكريم” في مقتله ! بغض النظر على علله وألاعب بعض الهيئات والجمعيات في كواليسه؟ كلنا مسؤولون عن هذا التردي والابتذال.

Views: 54

الاثنين، 17 مارس 2025

المخرج المسرحي برونو جعارة : المسرح يحكمني بالشّغف ، ولا تهمني اللغة

مجلة الفنون المسرحية


المخرج المسرحي برونو جعارة :  المسرح يحكمني بالشّغف ، ولا تهمني اللغة


حاوره :  الحسام محيي الدين

برونو جعارة مخرج مسرحي لبناني معروف ، راكم سنين طويلة من الخبرة تعامل خلالها مع مختلف أنواع النصوص المسرحية  ومارس أنماط مختلفة من توجهات الاخراج في إدارة الممثلين والاحتياجات الجسدية والتوجيه الفني ، إلى تدريس المسرح في عشرات المراكز التربوية والمدارس الخاصة بين لبنان والخارج ، كما يحمل في جعبته مهارات احترافية في الانتاج والتصميم والإشراف للتلفزيون والإذاعة . حائز على دبلوم الدراسات العليا في الفن الدرامي  DES تمثيل وإخراج من المعهد الوطني للفنون الجميلة في لبنان عام 1989 ، وأخرج حتى الآن أكثر من 20 عرضا في معظم الأشكال المسرحية : العبث ، مسرح الطفل ، الكوميديا ، الذهني النفسي ، وباللّغتَين العربية والفرنسية ، منها لمسرح الفودفيل : عمتي نجيبة ( 1995 ) نادر مش قادر ( 1996 ) هريبة يا أوادم ( 1997 )  يسعدن ويبعدن ( 1999 ) بوينغ بوينغ  ( 2000 ) غط الحمَام  ، طار الحمَام (2000 ) أنيس وموريس ( 2008 ) . وأخرج للكوميديا أيضا : حماتك بتحبّك ( 2023 – 2024 ع) رايحين جايين (2023) . ولمسرح  الطفل : الحركة بَركة ( 1990 ) كلمة السر ( 1991 ) كفّك بكفي ( 1992 ) سندريلا ( 1995 ) سيرين وعلاء الدين ( 2013 ) وبالفرنسية  Le traîneau du pėre Noêl (2022 )  تلقى جعارة عدة جوائز وشهادات تقدير في غير مهرجان دولي ، وحضر كمُخرج وضيف في مهرجان أفينيون الدولي دورتَي 1994 و 1996 ، كما اختيرت بعض مسرحياته لتمثيل لبنان ومنها " الضربة القاضية الثانية " نص روبرت توماس في الدورة التاسعة لمهرجان ليون للمسرح مارس آذار عام 1998 ، وهو عمل مستشاراً فنياً ومصمّماً لبرامج تلفزيونية وإذاعية كثيرة  خلال أعوام  2001 و 2009  ، وفي عام 2001 أخرج أوبريت " كتاب المسيرة " عن تاريخ وتطور التعليم في السعودية كحفل افتتاحي لمشاريع " المملكة " العائدة للأمير الوليد بن طلال ( مستشفى ، مدارس .. ) . كما أسس فرقة فرنكوفونية عام 1995 تحـت اسم " les sans – sous " التي قدمت 5 مسرحيات بالفرنسية في فرنسا .

حاورناه فيما يلي 




* حدثنا عن اللحظة المسرحية الأولى في حياتك ؟


أذكر جيدا أنني منذ المرحلة المتوسطة كنت أتشارك ورفاقي الطلاب تقديم مسرحيات تعليمية مدرسية ، أما العرض الذي لا يزال يحفر في ذاكرتي فهو الذي لعبت فيه دور والد جبران خليل جبران في الصف الثالث متوسط ( البروفيه ) ، بمواجهة صالة من ألف كرسي جعلتني أتهيّب هذا الموقف وفي الوقت نفسه وجدته امتحاناً لي أعتقد أنني نجحت فيه ، وبعد العرض أخذتْ مني مدام " وردة " مذيعة " صوت لبنان " الشهيرة مقابلة صغيرة تتعلق بشخصيتي التي أؤديها . كان هذا هو الاحتكاك الأوّل لي بالخشبة  بالمعنى الجدي بالنسبة لي ، في لحظات لا أنساها وأتذكرها جيدا ، فكان سبب انطلاقتي مسرحياً مع ما رتّب عليّ ذلك من مسؤولية في شقّ طريقي الفني نحو الأفضل . 

 

* لكنك وعلى الرغم من سعيك الدائم إلى التجدّد وكسب المهارات بقيتَ مُخرجاً وابتعدتَ من التمثيل للمسرح . لماذا ؟ 

ليست المسألة تحبيذ التمثيل من عدمه . الذي وجدته مع الوقت أنّ التمثيل وظيفة واحدة منفردة تحُدّ من طموحاتي عمّا أسميه امتيازات المسرح كفنّ مركّب من طابع اجتماعي وفني له بُعد فكري متعلق مباشرة بالواقع ، قاعدته الاخراج الذي شكّل فعل تحدٍّ كبير بالنسبة لي ؛ فالمُخرِج هو البداية وهو النهاية ، وعندما تمارس الاخراج فإن هناك مواجهة ومغامرة  كبيرة ، لأنك بذلك تمارس كل الوظائف وتتحمل مسؤوليتها .


أنت لا تكتب مناخك وشخصيتك فقط  ، بل ترسم كل الأدوار لأنك  المسؤول عن كل ممثّل الذي هو دور وشخصية على الخشبة ، كما أنّ قراءتك للنص ومسرحته على الخشبة بالديكور ، الموسيقى ، الاضاءة ، السينوغرافيا ، بالأداء وتركيبة  الشخصيات ، ثم تطويع العرض حسب ذوق الجمهور أو الموقف ، هذه كلها أعتبرها تحدّياً عظيماً وأنا قبلتُ به ، وهذا بالنسبة لي أكثر عمقاً وأوسع فهماً لفن المسرح من دوري كممثل فحسب ، ولا يعني كلامي التقليل من شأن الممثل . أحببت هذا الأمر ولا زلت أحبه ، أن أُخرِج يعني أن أخلق وأبتكر إنجازاً من الألف إلى الياء ، مع إيماني بأنني ، في كل عرض ، إمّا أن أتلقّى أوّل وردة ، وإمّا أن أتلقى أوّل حبّة طماطم ! أضِف إلى ذلك أنني تلميذ معهد الفنون في الجامعة اللبنانية لأربع سنوات متأثراً بإدارة كبار الأساتذة المُخرجين : شكيب خوري ، أنطوان ملتقى ، لطيفة ملتقى ، موريس معلوف ، ناجي معلوف ، كميل سلامة وغيرهم من روّاد مميّزين مسرحيا . 


* حسناً ،غير التمثيل أنت لم تكتب للمسرح . أين ينتهي دور الكاتب ويبدأ دورك كمخرج ؟ 

بعد عشرين عاماً من التعامل مع الكتّاب المسرحيين ، أقول أنّ ما يبدو ويُقال عنه صراع بين الكاتب والمخرج إنما هو اختلاف إيجابي ، وهو أبدي . الكاتب يكتب على الورق ، يحسّ ويبدع ويخلق كلمته على الورق ، لكنّ المشوار طويل جداً بين الورق وبين الخشبة . الجسر بين النص وبين التجسيد في خلْق الدّور للمُمثل ، هو المُخرِج . أنا هاوٍ وعاشق للتنوع في العروض المسرحية لأنني أعتبر المخرج كالقارىء ، غير مقيّد بنوع أو شكل معين من الكتب ، ولا بقراءة واحدة في تعاطيه مع النصوص ، ولذلك فعندما أحبّ نصاً مسرحياً فأنا أخوض به التجربة كاملة ، أنقله الى الخشبة بالشكل المناسب مهما كانت فكرته ولغته . هنا تتولد لدي كمُخرج كتابة ثانية ، رؤية ثانية ، مفهوم آخر مختلف ليس هدفا في حد ذاته وإنما هو وسيلة للتأثير بالمتفرج ، ولكن من المفترض أنّ النواة الأساسية للنص يجب أن تحترم . أعطِ فكرة لعشرة رسّامين وستجد أن كلّا منهم يصورها بالشكل الذي يراه الأفضل والأحسن على الاطلاق ، وكذلك سلّم عملاً مسرحياً لعشرة مُخرِجين سيشتغل كل منهم العمل بطريقته الخاصة . بالنسبة لي ، بين الكتابة والاخراج لا شيء اسمه حسابات ، ولا حساسيات قاتلة ومنفّرة ، الآفاق واسعة جدا . شكسبير لا يموت ، أداموف لا يموت ، يونيسكو ، راسين ، موليير ، هؤلاء لا يموتون ، فلو لُعبَت مسرحياتهم مرة واحدة برؤية واحدة لانتهوا وانتهى مسرحهم ، لكن النصوص الكلاسيكية  ، أو حتى الحديثة ، يتم إخراجها مئات المرات عالميا ، برؤى وأنماط ونظرات مختلفة وهنا تكمن لذّة النصّ المسرحي الذي يمكن لكل واحد منا أن يراه وفق تصوره وأفكاره التي يحب إبرازها في العرض ، ومن الزاوية التي ينظر من خلالها للتفاعل مع النص . في النهاية ، وبعد تسلّم المخرج للنص نصبح في عالم آخر ، عالم الخشبة حيث الكلمة  سيتم تجسيدها ممزوجة بعناصر المسرح الأخرى .

* لماذا اتجهت إلى المسرح الفرنكوفوني ؟ أليس في ذلك حساسية ما في بلد مركّب ثقافياً كلبنان ؟ وهل يعني ذلك أنّ المُخرج اللبناني استنفد رصيده من قصص تاريخنا وحاضرنا ؟

أعتقد أن النص الذي يحبه المخرج يشتغله على الخشبة ، مهما كانت لغته  ، إضافة إلى الشغف . لست مختصّاً باللغة العربية ولا الفرنسية ولا الانكليزية وغيرها ، وأيّ حساسية بين لغة عربية أو فرنسية أوغيرها غير موجودة بقاموسي . نحن بكل مدارسنا في لبنان نتعلم عدّة لغات ، والتمكّن من اللّغة ، تعدّدها ، عنصر قوّة بالنسبة لنا كي نطير إلى كافة بلدان العالم وفي حوزتنا حقيبة ثقافية مميزة ، والمسرح  اليوم هو كلمة حرّة لا تتحدد بلغة ولا مساحة ولا زمان ولا مكان . أنا مُخرِج شغوف بالنص مهما كان مصدره أو قصته ، قدمت نصوصاً فرنسية بسبب الشغف والحب لهذه النصوص بلغتها الأم التي هي وسيلة الكاتب الأفضل للتعبيرعن جوانيته من خلالها ، والتي قد يُخسرها الاقتباس الكثير من أصالتها وعناصر تأثيرها ، مع الاشارة إلى أن الموضوعات هي نفسها إنسانياً وحضارياً كما أرى وإن اختلفت خصوصية البيئة والمجتمع . الذي يحكمني هو الشّغف ، ولا تهمني اللغة ، وأن يصير العمل إلى المسرح . وبالمناسبة ، ومن خبرتي في مسرح الطفل ، أؤكد أنّ الاعتماد على لغة ثانية من فرنسية وغيرها هي تحدٍّ جيد ومطلوب مسرحياً لا سيما للطّفل وهو على الخشبة : أمام أصدقائه ، أهله ، الجمهور حيث يقوي شخصيته وينميها  . نحن بلد عربي وفرنسي وانكليزي ويمكننا الاستفادة من هذا التنوع   .  


* يمكنني القول أن هذا ملخّص الهوية الثقافية التي تراها مناسبة للمسرح اللبناني ؟ 

هي هويتنا نحن . نحن بلد منفتح على كل العالم . منفتح على كل الثقافات والمعتقدات والأديان ، نحن فسيفساء متسعة لا تنتهي ، تحمل الغنى والتنوع الحضاري شرقاً وغربا . هناك من يرى العمق العربي ملعبه الفكري ، وآخر تأثر بالفرنسيين ولا يزال ، وثالث بالثقافة الأميركية ، وهناك الجامعات ( الأميركية  ، اليسوعية ، العربية ، اللبنانية ، الأرمنية ....)  التي لم توسّع جمهور المنافسة في الاقبال على تحصيل العلم فحسب ، بل حكَمَتْ أجيال بكاملها ثقافيا ، لأننا في بلد صغير جغرافيا وسكانياً ومن السهولة بمكان التأثير في ناسه وهذا انسحب على المسرح بطبيعة الحال . ويبقى أنّ المسرح هو مرآة هذا البلد وهذا المجتمع ونحن فخورون بهكذا مجتمع لأنه غير منغلق . لا أفهم فنّاً متقوقعاً على نفسه فهذا أمر يُفسد المسرح ويلغيه مع الوقت .  


* ما الذي قدمه المسرح للجمهور اللبناني برأيك ؟ 

الجمهور اللبناني محظوظ جدا . منذ مرحلة الستينيات الذهبية إلى السبعينيات وحتى في عزّ الحرب الأهلية ، قدّم رواد المسرح مختلف الأشكال المسرحية ، هي باقات ورد من كلّ الألوان للمتفرج : الكلاسيكي ، العبثي ، الكوميدي ، الاجتماعي ، السياسي ، الطفل ، الفرنكوفوني . الجمهور المحلي عرضت أمامه كل أنماط المسرح وموضوعاته ، ومسؤوليته في النهاية أن يعرف ما يختار من تلك الورود ، ألوانها ، روائحها ، وأن يحافظ على هذا المسرح العظيم الذي ابتكره الكبار في تاريخنا الثقافي .  وإذا ما تعمقنا قليلاً فإننا نجد أنّ المسرح نجح في وضع المتفرّج من ضمن اللعبة الفرجوية ، فكان يترقب ويندهش ويحاول الكشف لا سيما أن انطلاق مسرحنا كان من مدارس عديدة فيها الذهني والاجتماعي والمضحك ، بأبعاد سياسية أو اجتماعية أو فلسفية وميتافيزيقية ، وكلها وجدت جمهوراً كبيراً خاصاً بكل منها . تغيّر المشهد اليوم ، ولكن يبقى أن مسرحنا شكّل مُنجزاً أيقونياً رائداً وأمثولة لقول الحقائق بالمباشر أو غير المباشر في فترات الخضّات السياسية أو الاجتماعية وحتى الأمنية ، وهذا ما أرى أنه مستمر وإن اختلفت الأساليب في الحوار والتقنيات .      

* جميل ، ولكن للمسرح المحلي تحدياته اليوم ؟ 

كثيرة جدا . ولنبدأ من الصالات . اليوم كل المسارح الكبيرة مقفلة . أعني المسارح الضخمة ذات الـ  600 أو 700 كرسي ، لكن لماذا ؟ لأن الاعمال المسرحية لا تجذب في كل ليلة ما يملأ هذا العدد . كما أن معظم الصالات لا تصلح لتقديم عمل مسرحي ضخم . ولا تندهش إذا قلت لك أيضاً لأننا في صراع مع " النارجيلة " . نعم . تصوّر أن هذه الآفة المنتشرة بشكل جنوني في مجتمعنا هي أهم بالنسبة للفتيان  والشباب من المسرح ، طبعاً هو مثال رمزي فاقع لما نعانيه معطوفاً على آفات أخرى ، وهذا يعيدنا إلى المدارس الوطنية . أنا ألوم المدارس ؛ فعندما تهتم المدارس باصطحاب الولد منذ صغره إلى المعارض ، والمتاحف ، والمسارح ، ومحترفات الرسم ، ونوادي الموسيقى والشعر وغيرها  ، فإنه يعتاد هذه الحركة الثقافية عنصراً مؤثراً في نموّ شخصيته على غير مستوى . أمر آخر هو غياب الدعم الحكومي عن المسرح وهذا في لبنان فقط ، وأنت تعلم مثلاً أنّ سنوات 2020 - 2022 كانت خانقة شديدة القسوة في ظل تدهور الاقتصاد والأمن وجائحة كورونا ، ومن هنا أتفهم بعض المسرحيين الذين يتنازلون لصالح تقديم أعمال لا أقول تجارية ولكن غير مُقنِعة لأجل العيش بكرامة ، كما أنه ليس هناك دعم جدّي كافي من مؤسسات خاصة . المسرحي يدعم نفسه بنفسه ، والمسرح قائم على المبادرة الفردية بالتواصل والاتفاق وتجميع بعض الفنانين لتقديم العروض . هناك مليونا شخص في بيروت وضواحيها لديهم 7 أو 8 مسارح ، بعضها موسمي وغير ناشط ، وهذا قليل جداً ومؤسف . هل هذا صحيّ ؟! كلا . أما خارج العاصمة  شمالاً وجنوباً فلا أتذكّر أنّ هناك مسارح فاتحة تعمل إلا بعدد أصابع اليد الواحدة وأنت أدرى بنشاطها الذي لا يتجاوز العرضَين أو ثلاثة على امتداد سنة كاملة  . تصوّر أن الداون تاون وسط المدينة ليس فيه مسرح . المشكلة ليست فكرية ولا تقنية ، المُشاهد هو الأساس ، لكنه للأسف يتعود على أنماط أخرى غير ثقافية وهذه بحاجة إلى مواجهة وعلاج وإعادة تقييم جديد مع ما قلته آنفاً عن ضرورة دعم الدولة .       

* ... وتحديات المسرح العربي ؟ 

الحريّة . كي يستطيع المسرحي العربي التّعبير عمّا يريد قوله حقا ، ما ينقصنا عربياً اليوم الحرية ثم الحرية ثم الحرية . كل مشكلات الوطن العربي تحتاج إلى الحرية كي نستطيع التحدث عنها ، في المسرح وغيره ، هذا أمر أساسي لا يمكن الاستغناء عنه . المسرح بلا حرية هو ميت مع الأسف . عدا ذلك فالمسرح يتقدم المشهد الثقافي بثقة وسرعة وإبداع لا سيما خليجيا .

لأن تركيبة الجمهور وتنوعه وذوقه في اختيار العروض تتغير بين جيل وآخر ، ألا تعتقد أن لكل جيل لغة اخراجية خاصة به ؟

مع الأسف نحن نعيش في زمن لا صبر فيه . الجيل الجديد لا يصبر . هذا الجيل يعيش عالم السكرولينغ  Scrolling على الشاشات الذكية ، لا يمكنه التلبث على مشاهدة أو قراءة نص ، مادة ، فكرة ، لأكثر من 10 ثوانٍ ليتنقل إلى أُخرى وقد تملكه الضجر . إنه  جيل مُستهلِك ، سريع وهامشي للأسف ، بلا لون ولا طعم ولا رائحة ولا أية خصوصية ولا أيّ عمق . وفي ذلك انعكاس حتماً على الثقافة والفنون والمسرح طبعا . المُخرج  يعاني مع هذا الجيل / الجمهور الذي يريد أنْ يحصل على كلّ شيء بسرعة ، أن يكون المسرح تسلويا ، مادة مسطّحة فارغة من مضمون جيّد مفيد . عندما تقرأ كتاباً فإنه يأخذ منك يومين أو ثلاثة مثلا ، ولكن من يمسك الكتاب اليوم ؟ تجوّل في الحافلات ، المقاهي ، الحدائق ، وغيرها ، لا أحد يقرأ . أقول ذلك لأن الكتاب يحمل رمزية التعلم  والصبر والتركيز والاجتهاد ، والعلاقة به تكاد تنقطع ، وفي ذلك معاناة تنسحب على المُخرج  الجاد الذي يعاني من هكذا جمهور يريد مسرح أيّ شيء . من هنا نلاحظ وللأسف أن اتجاهات بعض مُخرجي " أبو الفنون " تسعى لإرضاء الجمهور انطلاقاً مما تعوده وتماهى فيه من طرائق التعامل السطحي مع السوشيال ميديا ، ودائماً في ظلّ الثورة الرقمية والشاشات الذكية التي يمكن أن تشكل خطراً على دور المسرح الاجتماعي والسياسي والثقافي . المتفرج العادي ، طفلاً ومراهقاً ورجلا ، مُحاط  يومياً بـ 7 أو 8 شاشات ذكية من التلفزيون إلى البلاي ستايشن واللّوح الرقمي والهاتف الخلوي وغيرها ، هذه كلها مما يصطدم بها ويتفاعل مع واحدة منها على الأقل يوميا ، هي كافية ليصبح لديه نمط جديد مُغاير للحياة العادية الطبيعية ، نمط من العزلة والتقوقع ومحدودية التفكير وحاجز عن التطور يمنعه ويغنيه عن الجلوس والتواصل مع الآخر في البيت نفسه ربما ، فكيف بالذهاب إلى المسرح ؟ نحن أمام مشكلة إرجاع الجمهور إلى أصالته وفطرة التفكير السليم التي أحدُ وجوهها الانفتاح على أهمية المسرح فكرياً وجماليا . الجمهور لا يأتي لمشاهدة العرض فحسب ، بل هو يلتقي ويتفاعل مع جمهور آخر من توجهات ورؤى ثقافية ومذاهب وملل وتقاليد  اجتماعية مختلفة ، وهذا التفاعل أمر مهم جداً لأنّ فيه حتماً تغيير وتطوير في سلوك التصورات الاخراجية التي تناسبه ، بعيداً من المجتمع الاستهلاكي الذي يجعل من الجيل الحالي طبلاً فارغاً للأسف .

* اشتعلت معركة مسرحية سابقة تميزت برؤيويتها الريادية ، بطلاها اللدودان منير أبو دبس وأنطوان ملتقى  وكلاهما مُخرِج ، فقال الأول أن المسرح هو المخرج ، أما الثاني فاعتبر المسرح هو الممثل . برأيك كيف كان يجب أن تنتهي هذه المعركة ؟   

ليت كل معاركنا في لبنان كهذه المعركة . لأن هذه معركة ثقافية ، حضارية ، معركة من أجل تقديم أفضل ما يمكن تقديمه للجمهور . المسرح مُخرِج وممثّل . هذه ثنائية أبدية . ولا زال المسرحيون والنقّاد  منقسمون بين أهمية المخرج وأهمية الممثل  مع العلم أن قسماً من الجمهور المريد للمسرح لا يهتم كثيراً لهكذا إشكاليات إنما بجودة العمل وجمالياته . ولكن دعني أنطلق من النص ، حسب النص . طريقة اشتغال النص في العرض هو ما ينطلق منه المخرج لاختيارالممثل وكيفية إعداده لبطولته ، وهو ما يحدد نسبة طغيان وتأثير كلّ من المخرج والممثل على العرض ، في اتصال مباشر بالشخصي بينهما  لا يمكن تصوره إلا إيجابيا ، وإلا لا مسرح ولا عروض ، وذلك كله لا يأتي إلا تحت سقف التعاون الذي لا بد منه لقطف ثمار النجاح ، هذه هي الصورة الصحيحة عن العرض ، حيث أسمح لنفسي أن أقول أن امتداد النقاش حول وظيفة مخرج - ممثل وبأشكاله الحادة أحياناً هو أمر مبالغ فيه بلغ حدّ الثرثرة والأمثلة لا تنتهي ، وهأنذا كمخرج لا أنكر أنّ الواجهة للممثل الجيد ، لكنّ شغفي بالاخراج لا يعني إنكاري لقيمة الممثل كواجهة أو كصورة تحدد وتخلق الانطباع الأول إيجاباً أو سلباً لدى المتفرج . والمهم بتقديري أن نقدّم أفضل وأجمل ما لدينا ، ويبقى الاختلاف في وجهات النظر لصالح الخشبة والمسرح .   

   

* نلاحظ أن الاخراج المسرحي في لبنان تحول إلى وظيفة يستسهل كثيرون خوضها من ضمن توجه واحد يتعاون فيه المخرج مع الجميع ، وهذا واقع يطمس مبدأ التعددية والتميز في الاخراج ، بل يكاد يخفي خصوصية دور المخرج ، وقد يشي بانعدام رؤية اخراجية في الأصل ، تحدد معنى العرض وأدواته وأسلوب العمل . ما رأيك في ذلك ؟   

مع الأسف دور المخرج يذوب في بعض الأعمال المسرحية التي برأيي ليست مسرحية كما يجب وبالمعنى الحقيقي . هذه أعمال فردية ، تجارب لا تؤدي إلى نتائج جيدة وسليمة ، إذ أنها تفتح الباب أيضاً على مشكلة موازية في الخطورة هي الاتيان بأشخاص ليسوا خريجي معاهد فنية وإن كان لديهم حبّ التمثيل . نعم بعضهم مواهب ، لكنها غير مصقولة ولا متدربة بشكل جيد حيث يجب أن يخضع الممثل لمحترفات وتدريب لتنمية موهبته . الاخراج وقع في هذا الفخ  ، لأن المخرج ليس موهبة فقط ، ومع الأسف كثيرون تسللوا الى الاخراج من الانتاج أو التمثيل أو السينوغرافيا بالصدفة أو على سبيل التجربة ، لا كفاءات علمية لديهم كما لا مسؤولية تطالهم  فيما لو قدموا عروضاً غير جيدة ، ونحن نلاحظ تزايد ظاهرة المخرج /الممثل/ المؤلف في شخص واحد وهذا لا أظنه صحيا . أنا مُخرج منذ أول يوم احتراف في حياتي ولا أزال ، وعلى كل حال فالعرض يفضح قيمة وإمكانات الاخراج حتى بالنسبة للمتفرج العادي الذي قد لا يدرك طبيعة العناصر التي تصنع مسرحية ، لكنه يميز جودة العمل المسرحي من عدمها ، بالحدس والشعور وعمق الانطباع بنجاح العرض من عدمه ، مترجماً ذلك عند خروجه من الصالة في حركاته وأقواله ، مُعجَباً أو ممتعضا . المُخرج مسؤول ، ومسؤوليته كبيرة في توجيه كافة العناصر المشهدية ، وهو قائد العرض المسرحي بهذا المعنى ، الذي يوصل سفينته لبر الأمان وإلا فإنها تضيع في مهب الرياح .     

* وأين التطور التكنولوجي السينوغرافي والموسيقي والتشكيلي في كل ذلك ؟ الذكاء الاصطناعي مثلا . ألا تحتاج كل ذلك في العرض ؟

المسرح هو المسرح ، اليوم وقبل 2000 عام وبعد 2000 عام . الخشبة ظلّت خشبة ، والممثل هو الممثل  ، وكل العناصر المشهدية صامدة لأن الفن الأصيل يبقى ويبقى ويفترض بالتكنولوجيا أن تكون في خدمته ، والأمر المفيد هو مدى إخضاعها ليستفيد منها ، لا أن تتحول  إلى وسيلة لإلهاء الجمهور عن الجيد والأصيل . التقنيات لم تكن يوماً ولن تكون محل المُخرج أو الممثل أو الخشبة أو النص ، والذكاء الاصطناعي يمكن أن يُستثمر في بعض القطاعات والمهن والوظائف ، لكن ليس كلها . نعم ، مع التكنولوجيا الرقمية وبعدها أصبح المسرحيون في موقف صعب ، لكننا في المسرح نتناول ونتكلم عن قضية ، عن إنسان ، عن خشبة تقدّم قضايا اجتماعية ، خشبة تخاطب مجتمعات مختلفة وجماهير متعددة مختلفة تتبدل بين ليلة عرض وأخرى . وهذه كلها لا تقوم ولا تنهض بها التكنولوجيا .     

* أنت مجبول بالفن : مسرح ، تلفزيون ، تدريب ... ما هو سر الابداع الفني برأيك ؟

الشغف . أن أحب عملي ، ألّا تشعر أنك تغدو إلى العمل بشكل روتيني وكأيّ موظف . أنا أذهب إلى المسرح وكأنني على موعد مع حبيبتي التي أخبرها بكل شيء ، تفتح لي قلبها وأفتح لها قلبي ، والمحرك الأساسي للمبدع هو أنه يريد ويشتغل لأجل فكرته التي على المسرح ، أن يقتنع  حتى حدود الايمان بأن المسرح  فكرة مثيرة ، لغة روح وجسد ، وطموح إنساني ، ومنجز منفتح على التعامل مع أجناس التعبير الأخرى التي توصل رسالة الانسانية بطرق مختلفة . وهنا أقول وأسأل ، إذا ألغينا الفنون : الشعر ، الرسم ، النحت ، المسرح ، السينما ، القصائد ، تخيّل للحظات أن كل هذه غير موجودة في حياتنا ، كيف نعيش؟ ما مصيرنا ؟ هذا هو سر الابداع بكل بساطة وبعيداً من فلسفة الاجابة ووضعها في غير نصابها الواقعي  .


* المسرح في لبنان مسرح العاصمة بامتياز . لماذا برأيك ؟ أليس ذلك ظلم للمدن الأخرى وللأرياف ؟  

 لامستَ الجرح بالمباشر . نعم لا مسارح خارج بيروت . الحركة خجولة . هنا أعود لالقاء اللوم على تراجع الدور الثقافي للمدارس بعدم توجيه أو تأطير مناخات ثقافية للفنون وتعريفها نظريا وعضويا للتلامذة ، ومنها المسرح طبعا . الرسم ، النحت ، السينما ، نشاطات المعارض ، الموسيقى ... كل هذه النشاطات لا يعرفها النشء ولا الفتى الذي يقضي سنوات طويلة من عمره ومنذ الصغر بعيداً منها ، لا يراها ولا يمارسها ، وإذن فهي لن تكون مثار اهتمامه لاحقا . أركز هنا على الأرياف ودعني أقول معظم المدارس باستثناء قلة قليلة ، هذا عطفا على الحالة الاقتصادية الاقتصادي والنكسات المتتالية  من حروب وأزمات . البلد لا يرتاح ودائما لديه مشاكل ، وهذه كلها تضغط في اتجاه أولويات أخرى للدولة بعيدة من المسرح والثقافة عامة ، نعارضها نعم ولكننا أيضاً محرجون فلا يمكننا رفضها كبناء مستشفى أو مدرسة أو دار أيتام ... الخ  والدولة ماهرة كما تعلم في ابتكار الأسباب والذرائع لتقديم شأن على آخر في سلّم أولوياتها كلما أرادت التهرب من الثقافة ، وفي ذلك حيرة وواقع مرير وصعب بالنسبة للمسرح والمسرحيين .      

* ما جديدك المسرحي القادم ؟ 

لدي ثلاثة أعمال : كوميدي ، اجتماعي إنساني يعالج وضعية المرأة ضد الذكورية ، وثالث عبثي يتناول الموت بعد الحياة ، لكنني آمل أن أجد مسرحاً كبيراً لعرضها . 



  


الأحد، 11 أغسطس 2024

أسئلة مشاغبي الفكر و الأفكار في حضرة الرائد عبد الكريم برشيد(1)

مجلة الفنون المسرحية


أسئلة مشاغبي الفكر و الأفكار في حضرة الرائد عبد الكريم برشيد

الاثنين، 4 مارس 2024

المخرج د. حميد صابر: مسرحية (أسد بغداد) كشف للحقيقي والمزيف في تاريخ غادر الحقائق "يقف الإمام كاظم الغيظ أنموذجاً للمواجهة والصبر والكبرياء والفضيلة وإنسانية الإنسان في زمن الطغيان.. إنها سيرة تستلهم هذا التاريخ وتحلق به روحاً وفكراً وجماليات مسرحية متجددة.."

مجلة الفنون المسرحية 
تعرض الجمعة 10/3/20234بمسرح الرواد في مهرجان (حريات) لكلية الفنون الجميلة  بجامعة بغداد
المخرج د. حميد صابر: مسرحية (أسد بغداد) كشف للحقيقي والمزيف في تاريخ غادر الحقائق
"يقف الإمام كاظم الغيظ  أنموذجاً للمواجهة والصبر والكبرياء والفضيلة وإنسانية الإنسان في زمن الطغيان.. إنها سيرة تستلهم هذا التاريخ وتحلق به روحاً وفكراً وجماليات مسرحية متجددة.."

الأربعاء، 28 فبراير 2024

الاعلامية والمسرحية آيات الخطيب : بات من الضروري النهوض بالمسرح الحسيني ليكون معادلاً نوعياً بمواجهة التخريب المعلن في المسرح

مجلة الفنون المسرحية
الاعلامية والمسرحية آيات الخطيب : 
إعلامنا النسوي العام مثقل بمن لا تخصص لهن والاعلام النسوي الاسلامي خير بديل  .
تفرد إذاعة الكفيل في اهتمامها بكل ما يخص بالمرأة المسلمة وتنويرها.
بات من الضروري النهوض بالمسرح الحسيني ليكون معادلاً نوعياً بمواجهة التخريب المعلن في المسرح 

حوار – عدي المختار 

الحديث عن العنصر النسوي في شتى المجالات يعني الحديث عن تجارب ابداعية وانسانية تركت اثرا كبيرا في المشهد النسوي في العراق , ولعل الاعلام والمسرح مجالان شهدا بروز الكثير من الكفاءات النسوية المبدعة ممن عملن جاهدات على ان يرسمنه صورة مغايرة عن السائد في كلا المشهدين مقتديات في ذلك بالنهج الاسلامي القويم وادبيات ال البيت الاطهار عليهم السلام ليسلجن حضورهن كقدوات يقتدى فيهن في الوسط النسوي الاسلامي .
ضيفتنا واحدة منهن , تحاول ان تترك لها بصمة مميزة في الاعلام النسوي والمسرح الاسلامي والحسيني , هي الاعلامية والممثلة المسرحية آيات الخطيب مواليد كربلاء المقدسة عام 1994 الحاصلة على شهادة بكالوريوس في تخصص تربية علوم صرفة رياضيات, وهي احد ايقونات الاعلام والمسرحي الكربلائي الاسلامي التي نحاورها اليوم محاولة منا لقراءة المشهدين الاعلامي والمسرحي من خلالها .

من أين كانت نقطة الشروع في مجال الإعلام؟
كانت من خلال الكتابة في الإعلام المقروء ضمن مجلات متعددة، ثم انتقلت إلى المسموع إذاعياً في الإعداد والتقديم، ومنه الى المسرح. ولكنني أجد إبداعي يتمركز بين طيات الأوراق أكثر ككاتبة؛ وإن كان الكل يحقق نفس الهدف بأساليب شتى.

ما الذي حققتموه على الصعيد الإبداعي؟
- بداية حققت كتابات قصصية ومقالات تم نشرها في مجلات ومواقع مطبوعة وإلكترونية , كما أعددت برامج اجتماعية، وقدمت برامجاً مباشرةً وتسجيلية؛ في إذاعة الكفيل النسوية , فضلاً عن أني اعتليت منصة الخشبة المسرحية وأديت أداءً حركياً وصوتياً كممثلة، وحكواتية وعريفة محافلٍ نسوية، وشاعرة، إضافة لندوات ومحاضرات تنموية إلى جانب الإعلام.


ماهي ملامح الاعلام النسوي اليوم؟ 
إن الإعلام النسوي العام اليوم مبنيٌّ على الشّهرة المصطنعة؛ باجتذاب بعض النماذج ممن لا تخصص لهن؛ غير المهارات الشكلية، والتي لا تمت إلى الاعلام النسوي الناجح بصلة، والذي يبقيه ثقيلاً لا ينهض بالمرأة عموماً ولا المجتمع خصوصاً.

ما الذي يحدد ملامح الإعلام النّسوي الإسلامي اليوم؟ 
لعلّ أبرز ما يحدد ملامحها هو الهويّة الإسلاميّة، والمبادئ الأخلاقيّة، الطابع الإرشادي والتربوي، وكذلك الاهتمام بالقضايا التي تُبرز وتُظهر دور القدوات من النساء امثال (السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام أنموذجاً) لنسائنا.


هل هناك حاجة للإعلام النسوي الإسلامي؟
دون أدنى شك نحن بحاجة ماسة له، في خضم هذه الحرب الثقافية والتي باتت تمارس الغسيل الفكري، العقائدي والديني لمجتمعنا، ونسائنا بشكل خاص، باسم التمدن والحضارة، والحرية الشخصية وتمكين المرأة.

ما الذي يميز الإعلام النسوي الإسلامي عن غيره؟ 
إن ما يميز الإعلام النسوي الإسلامي عن غيره هو المصادر الثقافية والهدف، وشتان بين الاثنين , فالحدود التي يرسمها الإعلام النسوي الإسلامي عند تقديمه لمعلومة ما، يفتقر لها غيره من إعلام عام، فنرى أن مقومات الأفكار المؤطرة بإطار ديني هي أكثر رصانة عن سواها، كونها تتمثل بمقتضيات الدين الحنيف، ووصايا أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين، على عكس ما نراه اليوم في القنوات والإذاعات من تشجيعٍ كبير للتحرر والانفتاح الزّائد بالخروجِ عن الحُدود التي شرّعها الإسلام، والأخلاقِ التي دعانا إليها للحفاظِ على أُسرِنا وعوائِلنا، لتبقى سليمةَ الفكر، دافئةً حانية.

ما مدى الاستجابة المجتمعية للإعلام النسوي الاسلامي؟ 
نستطيع القول أنّها مقبولة وبدأت بالتحسن شيئاً فشيئاً مع اتساعِ رقعةُ محاولاتِ التوعية الدينية؛ من مصادر شتّى، وأهمها الجهود المبذولة من قبل العتبات المقدسة.

هل الاعلام النسوي اليوم بخير؟ 
مقارنة بالإعلام العام فإن الإعلام النسوي الهادف ما زال يعاني ويفتقر للدعم بشكل كبير، وأخصُّ الإسلاميَّ منه. والذي كان في حالة احتضار لفترة من الزمن، وها قد بدأ بالنهوض مجدداً لمجاراة متطلبات هذا العصر.



ما الذي يحتاجه الإعلام النسوي كي يتطور أكثر؟
السير في ركب التطور والسرعة، والذي أصبح الشغل الشاغل لمجتمعنا، فنحتاج إلى استثماره بطرق ذكية ومدروسة لاستقطاب الفتيات والنساء وتطويرهن من خلال تقديم ما يستهوي حاجات المجتمع الحالية ويُشبع تعطشهم لهذا التقدم التكنلوجي، ومواكبة الحدث دون الانجراف عن المنحى السليم. 

ما الذي يميز إذاعة الكفيل النسوية عن غيرها من الإذاعات؟ 
إن تفرد إذاعة الكفيل في كونها متشكلة من كادر نسوي كامل بحت، وبجميع أقسامه وتخصصاته، من إدارة وإعداد، تقديم، إخراج، إعلام، ووو إلخ، مما ميزها عن باقي الإذاعات، فكانت هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط , وهذه تُحتسب من نقاط القوة لها، ناهيك عن مدى اهتمامهم بكل ما يخص المرأة وتركيزهم على هذا المجال في جميع النواحي.

هل يحدد نجاح الاذاعة فيما تقدم ام في صداه الداخلي والخارجي؟ 
إن الإعلام النسوي هو جزء من منظومة إسلامية كبيرة مرتبط بأهدافها، والتي تتمثل بطرح الثقافة الإسلامية لتوفير البديل للثقافات الضالة لكيلا تكون هنالك حجة على متبعي الثقافات غير السليمة، فالهدف نوعيٌّ أكثر من كونه كمّي؛ وإن كان ضرورياً , ومن هنا يمكن القول بأنّ نجاح الإذاعة مرتبطٌ بطرح الثقافة الإسلاميّة وِفق قوالب حداثوية تستجذب بدورها المتلقي من المستمعين , نعم، استقطاب المتابعين أمر لا بد منه في بذل الجهود وإن تحقق فهو ما نطمح إليه في إنقاذ المجتمع، وتطويره عقائدياً، وثقافياً؛ لكن ليس على حساب تقديم التنازلات الدينية والعرفيّة، بحجة اتساع رقعة الجماهير المتلقية.

الخطط الإعلامية النسوية تبنى على اي حاجات مجتمعية؟ 
الحاجات الأسرية، التربوية، النفسية، الأخلاقية وأخيراً وأهمها الدينية.

ماهي مواصفات الاعلامية الناجحة؟ 
التجدد، التثقيف المستمر، التعاونية، تقبل النقد البناء، تحمل المسؤولية، الكاريزما، التمكن من اللغة وقوة القلم، فصاحة اللسان، الموضوعية، والأهم هو التحلي بالأخلاق العالية.

ما الذي تعلمتموه من مدرسة اذاعة الكفيل؟ 
إن المؤسسة عموماً لها دور كبير في منح فرصةٍ باكتساب الكفاءات من ذوات المهارات والخبرات الإعلامية ولكن يبقى الدور الأساس للشخص المنتمي لهذه المؤسسة بحسب حبه للعمل , وقد منحتني إذاعة الكفيل فرصة الانتماء إليها لأُعبّر عما يختلج من إبداع داخلي عبرَ أثيرهم ليصل مسامع النساء. الأمر الذي منحني الإصرار على النجاح.

كيف ترون دعم العتبة العباسية المقدسة للإعلام النسوي؟ 
بشكل عام نجد أن جميع العتبات المقدسة ومنها العتبة العباسية المقدسة تقوم بدورها في صقل الطاقات النسوية بمختلف المجالات ومنها الإعلام، وهذه تحتسب إيجاباً لهم في إتاحة الفرصة للمرأة لتقديم دورها الإعلامي وإبراز مواهبها وقدراتها لتحصيل الفائدة المرجوة للمجتمع.

من أين كانت نقطة الشروع نحو المسرح؟ 
بدأتُ رحلتي نحو المسرح منذ صغري، حيث كنت أشارك في التمثيل خارج الأضواء، واكتفي بالجمهور النسوي ضمن مهرجانات ومحافل العتبات المقدسة، والمؤسسات النسوية , في الآونة الأخيرة، قررت الوقوف على خشبة المسرح، محولة شغفي إلى تجربة أكثر تحديًا وتعبيراً.



ما الذي حققتموه في مجال المسرح؟ 
إن رسالتي هي ايصال الفائدة من منابر فنية مختلفة من خلال الإعلام المقروء والمسموع والمرئي , وما حققته في المسرح لا يخرج عن هذه الدائرة بعد ان نهلت ثقافتي من عالم صرخات الإعلام الزينبي وثقافتها وايصالها للمجتمع , فالمرأة اليوم بحاجة الى توعية أكثر من ذي قبل سواءً كانت متلقية ام مؤدية.

ما الذي يضيفه المسرح لأي اعلامية؟ 
إن لكل من هذين الاختصاصين مميزاته الخاصة التي يمتاز بها، ولكن لا ضير إن كانت الإعلامية تمتلك الموهبة الكافية للخوض في هذا المجال، فسيضيف لها خبرة إضافية واسماً فنياً. وفي جميع الأحوال كل من المجالين له دوره في المجتمع، ومن تتقلدهما من صاحبات الإمكانات الرفيعة والقويّة فهي من ستضيف لعملها بأدائها.

هل المسرح يستقطب الموهبة الصوتية أم الادائية اذ ما قرر أن يختار اعلامية لتجسد دور ما؟
المسرح يعتمد على مجموعة متنوعة من المهارات، ويمكن أن يحتاج إلى مزيج من الموهبة الصوتية والأدائية. ويعتمد الاختيار بشكل كبير على الاحتياجات الدقيقة للدور ورؤية المخرج.

ما الذي يميز المسرح عن الاعلام؟ 
يتسم المسرح بالحضور الفوري والتواصل المباشر بين الممثلين والجمهور، حيث يعتمد على التفاعل الحي والتأثير الفوري للأداء الفني, على الجانب الآخر، فيما يتميز الإعلام بالتسجيل والبث المسجل، مما يتيح للمتابعين مشاهدة المحتوى في أي وقت , ببساطة، المسرح يعتمد على التجربة الحية والتفاعل المباشر، في حين يعتمد الإعلام على وسائط مسجلة وتواصل غير مباشر مع الجمهور في غالب الأحيان.

هل نحن اليوم بحاجة لتأسيس قاعدة نسوية فنية في مجال المسرح؟
نعم، يمكن أن يكون تأسيس قاعدة نسوية في مجال المسرح مفيدًا لتحسين التمثيل والتواجد النسائي في هذا المجال، وقد يكون إنشاء قاعدة نسوية هو خطوة نحو تعزيز دور المرأة في التثقيف بواسطة الفن , وقد تتضمن هذه القاعدة التركيز على دعم الممثلات، الكاتبات، والمخرجات النساء، وتوفير فرص تدريبية ومنصات لعرض أعمالهن. يمكن أيضاً تعزيز المحتوى الذي يعكس قضايا وتجارب النسوة بشكل أكبر , هذا النهج يمكن أن يسهم في إثراء المشهد الفني وتعزيز التمثيل المتنوع والمتوازن في عالم المسرح.

كيف يتم مراعاة الجوانب الشرعية في الأداء النسوي المسرحي؟ 
يمكن تحقيق مراعاة الجوانب الشرعية في الأداء النسوي المسرحي من خلال: استشارة علماء الدين وأهل الاختصاص لتجنب تفسيرات أو معلومات غير دقيقة أو إساءة فهم , وكذلك معرفة توقعات الجمهور لتقديم ما يحترم قيمهم، مراعاة الحشمة والستر، تمثيل تنوع الآراء، الالتزام بالتقاليد والعادات مع الحرص على تجنب التجاوزات التي قد تتعارض مع المبادئ الشرعية , ولا ننسى توجيه الرسائل بحذر تجنباً لنقل رسائل قد تثير الجدل، والحرص على تقديم المواضيع بشكل حساس ومتوازن.

كيف السبيل للنهوض بالمسرح النسوي؟ 
نحتاج إلى توفير فرص متساوية للممثلات والمخرجات، وضمان مشاركتهن بشكل فعّال في جميع مراحل الإنتاج المسرحي , وكذلك دعم الكتّاب النساء وتشجيعهن على كتابة قصص ونصوص تعكس تجارب وأصوات النسوة بشكل أفضل، وإنتاج أعمال تسلط الضوء على قضايا نسائية مهمة وتشجع على الحوار والتفكير وبناء شبكات داعمة للنساء في صناعة المسرح، وتبادل الخبرات والدعم المتبادل , وتعزيز التوعية حول أهمية تمثيل النساء في المسرح وتشجيع الجمهور على دعم الأعمال الفنية النسوية وتقديم فرص التدريب وورش العمل التي تساعد النساء على تطوير مهاراتهن في مختلف جوانب المسرح.

ما الذي يمنحه المسرح لشخصية المرأة المسلمة؟ 
إن جوهر كل عمل مسرحي هو الرسالة التي يقدمها لكل امرأة مسلمة، فيعتمد علي جودة ونوع المعلومة والفائدة المطروحة للمتلقية من خلال النص المختار أولاً، ثم الرؤية الاخراجية التي ترسم معالم الفكرة، وأخيراً الأداء المقدم من قبل الممثلين بحيث إن هذه الركائز الأساسية هي التي تحدد مدى الاستفادة المرجوة للنهوض بشخصيتها.

هل بات من الضروري الشروع بمسرح نسوي اسلامي ترعاه العتبات المقدسة؟ 
من المؤكد أنه بات ضرورياً تفعيل مشروع كهذا، ونأمل أن يرى النور على خشبة المسرح قريباً بإذن الله.

هل نحن اليوم بحاجة لإنعاش المسرح الحسيني؟ ولماذا؟ 
أجد أن الخطوات التي يسعى إليها البعض في كربلاء بالتحديد، أتت أُكلها، فبتنا نرى الكثير من الأعمال المسرحية تتوشح بوشاح القضية الحسينية , لا نستطيع القول أنّه يحتضر لدرجة الحاجة للإنعاش، إنما يحتاج إلى اهتمام أكثر، وجهد مضاعف وتوسيع النطاق الجغرافي إلى باقي المحافظات.

هل نحن بحاجة إلى تأسيس مسرح إسلامي أو حسيني ليكون معادلاً نوعياً بمواجهة المسرح التجاري وغيره السائد اليوم؟ 
ما يعانيه المسرح الاخر اليوم من تراجع للمسرح الهادف حتى بات يلفظ أنفاسه الاخيرة لأنه أصبح تجارياً قائماً على الربح غير مهتم بإيصال الرسالة الصحيحة فضلا عن المضامين الضارة دينيا ومجتمعيا في هذه الاعمال مما يتطلب النهوض بالمسرح الحسيني لإحياء القيم التي نخرت بها ثقافات الغرب هذا من جهة وللنهوض بالمسرح الهادف من جهة اخرى.


اي الأدوار التي جسدتموها كانت الاقرب لكم؟ 
لا يمكنني الحصر، فكل شخصية أؤديها لها ميزةٌ خاصة، ووقعٌ مختلف على نفسي، لذا فكل الأدوار التي تُقدم رسالة تربوية أخلاقية سامية، ومبادئ قيّمة للجمهور الحاضر هي قريبةٌ مني.

كيف كان التحضير لكل دور جسدتموه؟
من المؤكد أن التهيئة النفسية لها الأهمية القصوى قبل كل عمل مسرحي، حيث أنني أستشعر الشخصية التي أؤديها وأتعايش معها، لدرجة التقمص للدور، ثم أتهيأ فكرياً لتنسيق الحوار في ذهني بأساليب تمكنني من استرجاعه دون النسيان.

هل تضيف القراءة ومشاهدة الأعمال المسرحية شيئاً للممثلة؟ 
المشاهدة والمتابعة عموماً؛ بها تغذية بصرية ومعلوماتية للمتلقي المسرحي، إذ يرى أخطاءه ويتعلم من خلال المؤدين وكذلك قد يتطور من خلال الأداء الصوتي والحركي من المبدعين، وهذ على حدٍ سواء للمثلين والممثلات , إذن نستطيع القول إننا نلتمس التأثر بالإيجاب وكذا التعلم من الأخطاء التي يؤدونها على المسرح، ونتجنب فعلها.

ما مدى تفاعل الجمهور مع الأعمال المسرحية الاسلامية والحسينية التي قدمتموها؟ 
المطالبة المتكررة لكل عمل قدمناه، وإعادته في أكثر من مهرجان ومكان هي أبلغ إجابة توضح مدى تفاعلهم.

 اي الأدوار التي تتمنون تجسيدها على الخشبة؟
كل الأدوار التي تضيف للمجتمع فائدةً معطرة بشذى الرُقي الأدبي، العلمي والمعرفي؛ رصيداً كافياً للتغيير في حياتهم نحو الأفضل.

كيف كانت تجربتكم من الناحية الانسانية والروحية والفنية في الملحمة المسرحية (ليلة ضياع الشمر)؟ 
تجربة مميزة، هي مؤلمة حيناً ومؤثرة في الحين الآخر، فأنا حين أعتلي منصة وأقدم بها صورةً للسيدة الجليلة مولاتي الحوراء زينب سلام الله عليها، لن يكون من السهل تقديمها دون الشعور بكل ما مرت به، ومدى أهمية الاقتداء بشخصها وخلقها حتى تكون أهلاً لحمل هكذا دور على عاتقك , أن تستشعر لحظة استشهاد أخيها العباس عليه السلام، أو أن تقف لتزمجر بخطبتها العظيمة في وجه الأرجاس بكل هيبة ووقار، هو شعور عظيم، يُدخلك في جُبًّ من الحيرة، حول مدى قوتها وحزنها وألمها في آن واحد.

كلمة اخيرة؟
لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل لكم على هذه الفرصة، كان من دواعي سروري مشاركتكم أفكاري وتجاربي , والشكر موصول لجنابكم على هذه الاستضافة الوافرة والطيبة.

الاثنين، 15 يناير 2024

في المؤتمر الصحفي :صُناع "حياة سعيدة" يعدون الجمهور بعرض متميز ومُغاير

مجلة الفنون المسرحية
في المؤتمر الصحفي :صُناع "حياة سعيدة" يعدون الجمهور بعرض متميز ومُغاير  

نور اللامي – مركز المؤتمرات الصحفية 

يواصل مركز المؤتمرات الصحفية في فندق فلسطين ميريديان إقامة الندوات الخاصة بالفرق المسرحية المشاركة في الدورة ١٤ من مهرجان المسرح العربي، حيث خُصص المؤتمر الأول من يوم الأثنين الموافق ١٥ يناير ٢٠٢٤، لفريق المسرحية العراقية "حياة سعيدة" ، التي ألفها الكاتب علي عبدالنبي الزيدي وأخرجها الفنان كاظم نصار، وشارك في بطولتها نخبة من الفنانين العراقيين هم  حسن هادي، لبوة عرب، علاء قحطان وهديل سعد. ودراماتورج العمل للفنان د. سعد عزيز عبد الصاحب، وقد حضر طاقم العرض في جلسة أدارتها الإعلامية علياء المالكي، وتابعها كوكبة من الصحفيين والمسرحيين العرب. 
في حديثه  أكد المخرج كاظم النصار على توجيه المسرحية للتعبير عن التحولات الاجتماعية بأسلوب ذكي ومميز، مشيرًا إلى أنها تُقدم قراءة لمراحل تاريخية صعبة عاشها العراق، وأضاف: "نحن هنا لنرسم صورة لحياة سعيدة، ولكن حياة المسرحية كانت محتدمة ومتوترة، وصاخبة وقد توفرت لي فرصة العمل مع عقول تعي حجم التجربة، بدأنا من شهر ايار، مررنا خلالها بتحديات عديدة وانا أدرك  انك حين تكتشف البيئة تكتشف الاخراج،  لهذا فالتصورات كانت كاملة منذ لحظة قراءة الطاولة، فالممثل يقرأ وهو يدرك اين يذهب"  وتطرق لطاقم مسرحية (حياة سعيدة) مبيناً " فريقنا يبدأ  بحسن هادي القادم من السويد بعد غربة طويلة وهو ممثل منذ صباه ولغته سليمة، ومعه لبوة عرب التي عاشت في لندن وغابت لسنوات وتعلمت ودربت نفسها مسرحياً، وسترونها بشخصية مميزة،  كذلك الفنان علاء قحطان وهو مخرج وممثل  سترونه بشكل مغاير ومختلف" واسترسل بحديثه موضحاً  نسق العرض ذاهب باتجاه الفكاهة المرة أو الكوميديا السوداء  ربما لأننا بعد عام ٢٠٠٣ ، مررنا بتحولات سياسية، أدعي أنني تمكنت من مراقبتها وأرى أن الفنان ينظر لهذه التحولات ويشخصها، ولعل ازمتنا اجتماعية وليست فقط سياسية ومن واجبنا تأشيرها وتوضيحها وهءا هو دور الفنان أن يكون صانع رأي ومحرض على الجمال، لذا انتهجت منهج الكباريه السياسي  وكنت اراقب هذه التحولات بشكل دقيق" وأشار إلى أن " هذه التجربة يجب أن نذكر فيها هديل سعد التي جاءت من فضاء الكيروكراف وهي فنانة تخطو خطواتها الاولى بثقة وثبات، كذلك الفنان الدكتور سعد عزيز، الحاصل على شهادة الدكتوراه وهو باحث ديناميكي متحرك لديه سلسلة مهمة من الاعمال وانتج الاسماء التي ركزت اللحظات التجريبية الكبرى في المسرح العراقي ببحث دؤوب بمجموعة كتب وهو ناقد ميداني يشتغل في السينوغراف والدراماتورج وانا لا استطيع ان استغني عنه منذ ايام تعلمنا في المعهد " وتابع " كذلك أود أن اذكر ايضا مدير الخشبة عبدالامير الصغير هو مخرج ومثال للأدب والاخلاق والتفاني والحرص ومسؤول التقنيات عباس قاسم الذي على نجمه بالإذاعة، وايضاً محمد فؤاد بالصوت والموسيقى " وصرح  في كلمته أن " تجربة حياة سعيدة دون غرور وتبجح وادعاءات فارغة ستحبونها وتتفاعلون معها وستلتقطون لماذا تفاعلنا جميعا مع هذه التجربة التي تشخص التحولات الاجتماعية" . 
فيما ألقى الكاتب علي عبد النبي الزيدي الضوء على إلهامه من معضلات الحياة في العراق، مؤكدًا أن العرض يعبر بشكل فكاهي وساخر عن هذه اللحظات الموجعة، معتمدًا على التهكم كوسيلة للتعبير عن تجارب العراقيين. وقال : "سعيد أني في شراكة مهمة مع الحبيب والشريك الدائم الصديق كاظم نصار احد اهم مخرجي العراق الذين قدموا عطاءات مميزة منذ سنوات ولازال مصراً على الاستمرار في مشوار صعب فيه الكثير من الاحلام والاوهام  وأؤكد لكم أننا ذاهبين باتجاه  عرض مختلف ومغاير" مؤكدا أن مسرحية ( حياة سعيدة) موجهة للنخبة وللعامة من البسطاء الاعتياديين وتقترب من المسرح الجماهيري الذي كدنا نفقده مؤخراً.  وأضاف " أتمنى بحب كبير ان نحقق عرض كبير ومهم تستحقونه ايها الاحبة " 
وفي سياق المؤتمر تحدث دراماتورج العرض الدكتور سعد عزيز عبد الصاحب قائلاً : "  لم نكن قشة كي نترك اماكننا على الرغم من الانواء والتحديات والاعاصير التي جوبه بها هذا العمل كنا نشتغل على هذا العرض الذي هو نقطة تحول كبرى من التراجيديا الى الكوميديا السوداء  قد افرغ جملة من العلل والمفرزات الاقتصادية والاجتماعية وحاولنا ان ندخل مدخل عكسي بهذا النوع الجديد الذي هو تراجيدي كوميدي، بطاقم عمل كان لهم قدرة كبيرة على تشخيص ولعب ادوارهم بشكل استثنائي وكانوا شديدي الالتصاق بالتجربة وكان التواصل بيننا كخلية عمل تحيي هذه الحالة التي هي علامة فارقة في المشهد المسرحي العراقي" 
الفنانة لبوة عرب،  أكدت في كلمتها  أن العمل يعكس الواقع العربي ويسلط الضوء على التحولات السريعة في المنطقة مبينةً : " أنا اشعر أنني  امام مسؤولية كبيرة  ومسرحية (حياة سعيدة) تجربة ستبقى معي فترة طويلة وافكر بها  بشكل كبير  خصوصاً أنه  جاءني بعد طول انتظار وهو يعبر عما يدور في داخلي فانا جدا محظوظة لعيش هذه التجربة خصوصا اننا نمر بتحديات كبيرة ونحاول اخراجها بأدوارنا واعمالنا ".  

السبت، 13 يناير 2024

التقرير الصحفي للمؤتمر الخاص بمسرحية البؤساء للفرقة المصرية محمود جراتسيه يؤنسن الدمى في "البؤساء"

مجلة الفنون المسرحية 
التقرير الصحفي للمؤتمر الخاص بمسرحية البؤساء للفرقة المصرية  محمود جراتسيه يؤنسن الدمى في   "البؤساء"  

في المؤتمر الصحفي لعرض “زغنيوت”.. فريق العرض يحتفي بحضارة بغداد وعبق تاريخها

مجلة الفنون المسرحية 

في المؤتمر الصحفي لعرض “زغنيوت”.. فريق العرض يحتفي بحضارة بغداد وعبق تاريخها

الجمعة، 12 يناير 2024

في مؤتمرهم الصحفي صناع "اكستازيا" يشرقون من المغرب في بغداد

مجلة الفنون المسرحية
في مؤتمرهم الصحفي صناع "اكستازيا" يشرقون من المغرب في بغداد

"بيت أبو عبد الله" يفتح بابه للجمهور في عرض متجدد

مجلة الفنون المسرحية
"بيت أبو عبد الله" يفتح بابه للجمهور في عرض متجدد  

في المؤتمر الصحفي لمسرحية أنتيجوني من الأردن حكيم حرب : بث الروح في "انتيجوني" التي أحيت أسطورة الصمود

مجلة الفنون المسرحية 

 في المؤتمر الصحفي  لمسرحية أنتيجوني من الأردن 
حكيم حرب :   بث الروح في  "انتيجوني"  التي أحيت أسطورة الصمود  

نور اللامي – مركز المؤتمرات الصحفية 

تصوير - علي عدنان 

 جرى إنعقاد المؤتمر الصحفي الخاص بفريق مسرحية "أنتيجوني" صباح يوم  الجمعة ١٢ يناير ٢٠٢٤،   في مركز المؤتمرات الصحفية - فندق فلسطين ميريديان في بغداد، بحضور  مخرج العرض حكيم حرب والممثلة الأردنية شام الدبس، وطاقم العمل،  فيما أدار المؤتمر د. بشار عليوي الذي بدأ الحديث بالتنويه على أن فرقة الرحالة لمسرح الفضاءات المفتوحة هي واحدة من الرموز المهمة للمسرح الأردني، قدمت الكثير من العروض واصبح لها مهرجاناً دولياً، ووصلت نجاحاتها الى المسرح العربي  بتجربة ثرية قدمها حكيم حرب خلال سنوات الماضية.  
فريق العرض المتمثل بمسرح الرحالة من الأردن يقدم مسرحيّة  مأخوذة عن "انتيجوني للكاتب جان انوي"، أعدها وأخرجها حكيم حرب بقراءة معاصرة للأسطورة اليونانية،  وهي تسلط الضوء على صراع العدالة والصمود في ظل الإضطهاد. 
وقد أعرب حرب في بداية كلمته عن شكره  وإمتنانه للهيئة العربية للمسرح ووزارة الثقافة العراقية ونقابة الفنانين العراقيين على إتاحة فرصة التواجد في هذا المهرجان الهام الذي يحرص كل مسرحي عربي على الحضور فيه، وبين في سياق حديثه المراحل التي مرت بها فرقة مسرح الرحالة الأردنية قائلاً: "الفرقة تأسست عام  ١٩٩١ ،في العاصمة الاردنية عمان، وهي فرقة منفتحة على التجارب سواء تلك الخاصة بالفضاءات المفتوحة أو  التقليدية الكلاسيكية، وقدمت أعمالاً داخل وخارج الأردن في مهرجانات عربية ودولية بعدة دورات وفي بداية التسعينيات شاركت في مهرجان بغداد للمسرح العربي بالإضافة للمغرب وفلسطين وتونس وايطاليا" وتابع موضحاً  " إهتمت فرقة مسرح الرحالة مثل باقي الفرق في بداياتها بمسألة تأصيل المسرح العربي فقدمت عروض داخل المقاهي الشعبية في عمان كمحاولة للبحث عن هوية وتراث المسرح العربي، وكان لنا إهتمام بمسرح الصورة وتقاطعنا في ذلك مع رائد مسرح الصورة أستاذنا الدكتور صلاح القصب" 
حرب استرسل مبيناً " كنا سعداء كفرقة أن حصلنا على جائزة مهمة في مهرجان القاهرة كانت من نصيب كفاح سلامة عام ١٩٩٨، لاحقاً قدمت الفرقة عرض "الشوك الذي في الورد" مأخوذ عن نص "في إنتظار الموت" ،  ثم قدمنا  عرض ميديا لنفس كاتب مسرحية اليوم جان انوي، وتوالت بعد ذلك العروض لسنوات عديدة، حتى وصلنا لعام ٢٠٠٠ وقدمنا فيه مسرحية كاليكولا الذي شارك في مهرجانات مختلفة عربياً، وأعقبنا ذلك بعمل  "سمفونيا الدم مكبث" المعدة عن نص شكسبير وتحصل جوائز في قرطاج، بعدها حاولنا تأصيل الجوانب التراثية الشعبية فكنا في عام ٢٠٠٤ ، نطرح السير الشعبية في نص بعنوان "مآساة المهلهل" 
وأضاف حكيم في كلمته:" قامت بعدها وزارة الثقافة الأردنية بإطلاق مشروع  التفرغ الإبداعي،  تمنح مبدعين بعدة تخصصات كالمسرح والموسيقى والادب وغيرها،  تفريغ كامل لمدة عام يخلى من الإلتزام الوظيفي وكسب العيش وينشغل  بالإبداع، فحصلت أنا على تفرغ أنتج أعمالاً مسرحية مهمة، ثم في عام  ٢٠١٤ كنا في عرض "عصابة دليلة والزئبق" بعدها توالت العروض والنتاجات حتى وصلنا لعام ٢٠٢٠ وحدوث جائحة كورونا التي أوقفت الحياة واصبنا بعزلة إستطعت توظيفها بتأليف كتاب " القبطان الذي ضل طريقه" وهو كتاب يسرد محطات مسرح الرحالة وتجربته في الفضاءات المسرحية المفتوحة". 

ثم تابع حرب الحديث عن تجربة مسرح الرحالة لكن هذه  المرة تطرق لجانب  تأسيس المهرجان إذ قال: " أردنا العمل على مهرجان خاص بالفرقة و الفضاءات المفتوحة وهو يتعارض مع مهرجان مسرح الشارع  الذي ينظمه الدكتور عامر صباح المرزوك والدكتور بشار عليوي في بابل، وقد أقمنا دورتين وكنا سعداء بمشاركة زملاء فنانين عرب  إذ حملت الدورة الأولى اسم الفنان الكبير حسين نافع، والثانية باسم  الأستاذ عبدالرحمن عرنوس ونعد الآن لإقامة الدورة الثالثة". 
وأكد المخرج حكيم حرب على أهمية حضور الشباب داخل مسرح الرحالة بقوله: "نحن حريصون على  المجايلة وكان هناك حضور للشباب والمحترفين داخل عروضنا فمن حسن الحظ عندما قدمنا الدماء الجديدة حققت منجز مسرحي محلي وعربي وحصدت عدة جوائز في مهرجانات دولية بالطبع كلهم تألقوا في أدوارهم وقدموا أعمالا تليق بهم وبمسرح الرحالة وهم شباب رائعين،  المحترفين أيضاً لهم حضور كبير ومهم في عروضنا وأعمالنا التي نشتغلها  لذا فإن هذه المجايلة موجودة وفاعلة ". 
وتطرق حرب لتجربة المختبر المسرحي المتميزة التي إنطلقت  عن مسرح الرحالة وهو مشروع المختبر المسرحي الجوال الذي إستمر لثمان سنوات وتوقف بسبب كورونا قائلا " عملنا على إكتشاف وتدريب الطاقات الشابة فقام المختبر بعمل عدة جولات داخل حواري وقرى ومخيمات الأردن وساهم برفد الحركة المسرحية الأردنية وهناك الكثير من الممثلين والتقنيين هم من خريجي هذا المختبر، حتى أنه إقتحم مراكز الإصلاح والسجون وقمنا بإدخال الدراما بمسألة إصلاح وتأهيل النزلاء في السجون والإصلاحيات وهذا هو الرهان الحقيقي على دور المسرح في تطوير المجتمع". 
وتابع " مسرحية أنتيجوني تنقلنا إلى عالم يعكس واقعنا وتحمل رسالة قوية حول الصمود والتمسك بالكرامة والعزة في وجه التحديات ويتكون فريق العرض من (شام الدبس ومحمد عوض المعروف باسم "كيمو"  ومحمود زغول وعمران العنوز في هندسة صوت وماهر جريان في التصميم والإضاءة ) 
وأكد وعلى معنى كلمة انتيجوني وارتباط النص بالصمود والإباء قائلاً: " إنه من الصعب إنهاء المؤتمر دون التنويه على أن ترجمة انتيجوني الحرفية تعني ( ضد الرضوخ ) ونحن نرفض الرضوخ فتحية للشهداء لفلسطين وشكراً للأستاذ غنام غنام على وقوفه الى جانب المسرح الحقيقي لأنه منحاز للإبداع  وللجمال وللحب فقط،  كما أشكر الهيئة العربية للمسرح لأنها تبنت إصدار ونشر كتاب حول تاريخ وسيرة رحلة مسرح الرحالة منذ تأسيسها وحتى اليوم وهو كتاب القبطان الذي يوثق محطات في مسيرة مسرح الرحالة"  
وضمن سياق المؤتمر تحدثت الفنانة الأردنية شام الدبس قائلةً: "أنا سعيدة جداً لوجودي في بغداد ومشاركتنا بالمهرجان وهو رابع عمل لي مع الفرقة،  وانتيجوني  بالنسبة لي لم تكن عابرة بل أنها شخصية عشتها في حياتي الخاصة وهذا منحني عيش أكثر من حياة من خلال المسرح، كنت سعيدة بهذا الدور كما أن الإعداد الجديد للعمل  اضاف نضج للشخصية وأتمنى أن ينال العرض إعجابكم وأن يكون عند حسن ظنكم". 
 ثم تحدث الفنان عمران العنوز في المؤتمر قائلاً: " شكراً لبغداد التي تحتضن الإبداع شكراً للهيئة العربية للمسرح، وأنا سعيد بهذه المشاركة كوني أعمل  كفني صوت  وليس كممثل وهذه اول مرة اشتغل بعرض لست ممثل فيه  وهي تجربة ممتعة أن تغادر التمثيل لخوض تجربة جديدة وإنا لم ابتعد عن التمثيل إنما أجرب شيء جديد،  كما أنني سعيد بالعمل مع حكيم كمخرج لا يهتم إلا بالعرض وهو مسرحي لديه جَلد للتمرين والتطوير والتواصل لساعات طويلة وهو يهتم بالتفاصيل ويقدم أعماله بدقة عالية ولا يستسهل العمل ولا يستهين به فشكرا لحكيم وللمهرجان ولبغداد مهد الحضارات.

الخميس، 11 يناير 2024

مخرج مسرحية "كلام " من المغرب "نحن نعمل على إحياء المؤلف والنص داخل متن العرض "

مجلة الفنون المسرحية 

 مخرج مسرحية "كلام  " من المغرب "نحن نعمل على إحياء المؤلف والنص داخل متن العرض " 

نور اللامي _ مركز المؤتمرات الصحفية
 
أقيم مؤتمر صحفي خاص لفريق مسرحية "كلام" المغربية  صباح يوم الخميس الموافق ١١ يناير في مركز المؤتمرات الصحفية بفندق فلسطين مريديان في بغداد،  وهي مسرحية  من المغرب" لمسرح الشامات. حضرها مخرج العمل بوسلهام ضعيف والممثلة سناء عاصف وأدار المؤتمر د. بشار عليوي. 
وقد  بين ضعيف في مطلع حديثه تجربته  في إعادة صياغة رواية برادة إلى عمل مسرحي، بقوله : "في عام ٢٠١٦ اشتغلت على رواية "بعيداً عن الضوضاء قريباً من السكوت" لمحمد برادة وعملنا على مسرحة الرواية،  ليس بصيغة اقتباس انما بأسلوب كتابة له تقنيات وإتجاهات وإختيارات جمالية، أسميت هذه التجربة "كل شيء لأبي" وكانت إستثنائية بالتعامل مع متن الرواية لأن نقل الرواية للخشبة  عادةً ما يُشعر الكاتب أن هناك أشياء في النص لم تصل كما أرادها وهذا أمر طبيعي لأن النقل من جنس الى آخر يأخذ شيء من الكثافة الأصلية للنص، لكننا حققنا لبرادة في عرض "كل شيء لأبي" ما كان يُقدمهُ في الرواية وهذا أمر إيجابي بالنسبة لي، لذا ففي السنة الماضية تلقيت اتصالاً من برادة، قال لي فيه أنه يكتب نص مسرحي جديد، و "كلام يمحوه النهار" يختلف لأن هنا برادة هو الذي جاء الى المسرح فبعد أن ذهبت عنده في التجربة الاولى قد جاء هو بنفسه للمسرح وقدم هذا العمل كعمل مسرحي، وهذا التناقل بين النص والخشبة منحنا فرصة لصناعة صيغة مسرحية جمالية تلاقحت فيها رؤانا "  واضاف "عمل "كلام" ليس فرجة يغيب فيها النص بل أنه يعتمد على الكلام واللغة والشعر فوق الخشبة، وهو مشروع يرتكز بشكل كبير على النص المنطوق". 
وأكد ضعيف على امتنانه وسعادته قائلاً: " اشكر القائمين على المهرجان، وكل الذين يسعون لإنجاح فعاليات المسرح العربي " وتابع بقول " تجربة مسرح الشامات راهنت على تقديم مسرح يتفاعل مع قضايا الناس، أنتجت العديد من العروض بالإضافة لذلك قدمت ورش للاشتغال على اعداد الممثل والفني المسرحي، والفرقة حملت على عاتقها مسألة جداً مهمة وهي أنها وجدت نفسها مسؤولة عن خلق فضاءات مسرحية جديدة والعمل على ورش التأطير والتكوين ليس فقط للممثلين إنما لخلق جمهور شغوف بالمسرح، ومن هنا تطورت فكرة فريدة في العالم وهي مسرح بين الأحياء، إستطاعت أن تخلق جمهور متابع ووفي للمسرح داخل المدينة وكونت شريحة من الشباب الأوفياء للمسرح نمى فيهم شغف المسرح وحصلوا على أدوات جمالية تؤهلهم لقراءة العرض" وأشار إلى سبب تسمية المسرح مؤكداً " أسميناه مسرح الشامات لأن الخال أو الشامة هي ذلك الجزء الذي يعطي للوجه لمسة جمالية رائعة والمسرح هو تلك الشامة الجميلة على خد المجتمع التي تعطيه لمسته الوجودية المختلفة". 
وبين بوسلهام دوافع ارتكازه على النص بقوله: " في مرحلة معينة لاحظنا  أن هناك إهتمام بجوانب على حساب أخرى في العرض المسرحي كالجوانب الجمالية والجسدية على حساب النص والمؤلف، لذا نظمت الفرقة تظاهرة تهتم بالكاتب المسرحي وخلق علاقة له مع الجمهور، وقررنا العودة الى المعنى والكاتب لأنه هو الخالق الأول للعرض، وهو الذي يوقع العرض فهو الشاعر الذي يصنع الفكرة فوق الخشبة، وهذا المفهوم قد تم فهمه بصيغة مختلفة كقتل المؤلف بطريقة و بأخرى" وأضاف " إن هذا الاحتفاء بالكاتب تم من خلال ملتقى الكتابة المسرحية فأصبح الكاتب يقرأ نصوصه أمام الجمهور واقمنا طاولة لقراءة النصوص بمسارح وقاعات ندوات وانفتحنا على المأثر التاريخية والمعالم المهمة في مكناس، أعدنا اليها الحياة من خلال حضور كاتب يقرأ نصه عن طريق ممثلين، وتواصلنا مع كتاب من افريقيا وأوربا لغرض فتح حوار بين المؤلفين جميعا وبين صناع العرض، وسنطور هذا الملتقى ليصبح ملتقى دولي للكتابة المسرحية، لنحاول سوق الكتابة المسرحية كحدث مهم محوري في العرض وهذا الحوار سيكون مفيداً للمسرحي في المستقبل". 
وقال ضعيف في سياق متصل: "الفرقة غامرت في لحظة جنون مسرحية معينة ونظمت "مهرجان مكناس خشبة للعالم"، إستضفنا فيه ضيف شرف مكرم هو الفنان محمد صبحي أعطى للدورة الاولى نفس رمزي قوي هائم منح المهرجان الق دائم وفي الدورة الثانية كانت الفنانة نضال الأشقر ورغم أنها لم تحضر إلا أنها بعثت بتسجيل اضفى روح المسرح بيننا، واستطاع هذا المهرجان أن ينعش الحركة المسرحية في مكناس،  وتمكنا من أن نذهب لأماكن متعددة اقمنا فيها عروض" وأكد "نحن كفرقة ننظم مسرحاً له مساره وأسئلته وهي تزاوج بين الأبداع وتجربة التكوين والترقية للمسرح وهي مندمجة في سؤال التغيير الثقافي والاجتماعي والسياسي لأنه ليس مجرد فرجة إنما مساهم في تنوير العقليات والمجتمع والحياة". 
وضمن منهاج المؤتمر الصحفي تحدثت بطلة العرض الممثلة المغربية سناء عاصف عن مشاركتها في المسرحية قائلةً: " هذه تجربتي الاولى مع فرقة مسرح الشامات، وأنا ممثلة مغربية اشتغل بين فرنسا والمغرب، سعيدة بتواجدي في بغداد لأول مرة واشكركم على حفاوة الاستقبال واشكر القائمين على مهرجان المسرح العربي، على هذه الفرصة الجميلة" وتابعت حديثها مستدركة: " قبل أن أبدأ كلامي اوجه تحية للأخوة في فلسطين لما يقدموه من دروس وعبر تمدنا بالمقاومة وتعطينا فرصة البقاء والاشتغال ونحن لا ننسى تضحياتهم فنحن بلقائنا هذا نقاوم ونحاول بأن تكون لنا كلمة وأن لا نترك المكان فارغ وأن نصنع خط مقاومة آخر يقوده الفن والمسرح والثقافة"  وتابعت حديثها "العمل مع فرقة الشامات  شرف لي، ولأن كل مدينة لها طابعها وخصائصها وأصالتها فإن مسرح الشامات متجذر في مكانه وأنا أعتقد أنه يمكن للمحلية أن تعطي هذا الألق الذي يجعلك تسير برأس مرفوع وتتقدم لأفاق بعيدة لأن التجذر في الارض يجعلك تنبت وتكبر وتشع" وأكملت قائلةً  "الأستاذ الدكتور بوسلهام ضعيف مكسب لي وهو رغم تاريخه وبصمته الواضحة إلا أنه دائماً متجدد ومتطور لهذا مسرحياته مختلفة جداً وأعتقد أن تشبثه بالنص يجعله مميزاً عن غيره، وهو يستنبط شكل العرض من النص لأنه يحترم التأليف ويعكس ذلك على الشكل المسرحي في مسرحياته" واكدت "كان يوم عيد لي عندما اتصل بي للانضمام لفرقته لأن هذه المسرحية كتبها أحد أكبر الأدباء المعاصرين في المغرب هو الأستاذ محمد برادة بالإضافة إلى وجود فريق متكامل ونحن مقبلين على عمل قوي سيترك بصمته الكبيرة والخاصة".
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption