أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

‏إظهار الرسائل ذات التسميات المسرح المدرسي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات المسرح المدرسي. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 7 مايو 2023

أنطلاق الدورة الثالثة من "مهرجان دبي للمسرح المدرسي" بدبي من 8 وحتى 12 أيار الجاري

مجلة الفنون المسرحية

أنطلاق الدورة الثالثة من "مهرجان دبي للمسرح المدرسي" بدبي من 8 وحتى 12 أيار الجاري

السبت، 6 مايو 2023

"المسرح المدرسي" ومواجهة التطرف/ عمرو فاروق - مصر

مجلة الفنون المسرحية
تعد خشبة "المسرح" الأداة الفاعلة في بناء الجوانب الفكرية والثقافية والنفسية، للأجيال الجديدة، وتنمية قدراتهم على التفكير والنقد، وتهذيب سلوكهم المجتمعي، ومزجهم بالأطر العامة للعادات والتقاليد المحيطة.
وفي إطار "معركة الوعي" التي يتبناها النظام المصري، تم مؤخراً تدشين مبادرة إحياء نشاط "المسرح المدرسي"، في محاولة لإعادة الاعتبار لمكانته ودوره في إثراء الحياة الفنية والثقافية، وذلك بالتعاون بين وزارتي التربية والتعليم، والثقافة، ومجموعة قنوات "مدرستنا"، والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.
الجانب الأكثر أهمية في مبادرة إحياء نشاط "المسرح المدرسي"، تتمثل في قدرته على وقف التمدد الفكري والتنظيمي للجماعات المتطرفة، التي استحوذت على العملية التعليمية على مدار سنوات طويلة، ووضعت استراتيجيتها في اختراق المجتمع من طريق القطاع التعليمي، من تأسيس المدارس الخاصة، وبناء المراكز التعلمية الشعبية. 
قننت جماعة "الإخوان المسلمين"، تحديداً، خشبة المسرح الفني، ترويجاً لأهدافها ومنطلقاتها الفكرية، بين الأوساط الطالبية اعتماداً على بناء "المسرح الموازي"، واستغلال تهميش مكانته من قبل المسؤولين عن العملية التعليمية في الحكومة المصرية، لا سيما خلال مرحلة الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.
شمولية فنون "المسرح" وتنوعها، ما بين الخطابة والإلقاء والاستماع، والتعبيرات الشفهية والكتابية والحركية، ووصفه بـ"أبو الفنون" ومقدرته البالغة في التأثير والإدراك، جعلته في مقدم الأدوات التي اعتمدتها جماعة "الإخوان" عملياً في الاستقطاب المجتمعي، وإنتاج ما عرف بـ"المسرح الإسلامي"، أو "الفن البديل"، رغم تطاولهم الدائم على الأعمال الفنية والدرامية.
اعتبرت جماعة "الإخوان" فن "المسرح" طريقاً مهماً في التعبئة الجماهيرية، ووضعت بين هيكلها التنظيمي لجاناً فنية وفرقاً مسرحية، مثلما بينت وثيقة "دليل العمل الطالبي الثانوي" التي أشارت إلى أهمية "المسرح" في تشكيل وعي الأوساط الطالبية، وقد كتب سطورها القيادي الإخواني مصطفى الطحان وأصدرتها "دار الوفاء" للطباعة والنشر تحت عنوان "اتحاد المنظمات الطالبية الدولية"، كدليل للمساهمة في تبادل الخبرات بين كوادر العمل الطالبي. 
حوّلت جماعة "الإخوان" الشقق السكانية ومقرات النقابات المهنية والجمعيات الخيرية والمراكز والمدارس الخاصة التابعة لها، إلى ساحات لممارسة النشاط المسرحي، سعياً إلى تحقيق الاستقطاب والتجنيد التنظيمي وتأهيل النماذج الطالبية، وفقاً لمعطياتها الفكرية والحركية، وتمهيداً لبناء دوائر شبابية تدعم توجهاتها السياسية والتنظيمية.
النشاط المسرحي لدى جماعة "الإخوان"، مر بحالة من الإزدهار في أربعينات القرن الماضي، ثم سقط بسقوطها خلال المرحلة الناصرية، ثم عاد للظهور في شكل إرهاصات متباينة بين الأنشطة الطالبية، في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، حتى تمتع بقدر من النضوج الفني الموجه في منتصف التسعينات، في ظل سيطرتها على النقابات المهنية ومنصاتها الفنية.
توظيف جماعة "الإخوان" فنون "المسرح" خرج عن إطار الرسالة الفنية، إلى المضامين السياسية والفكرية، لصناعة صورة تبرز اضطهاد قيادات الجماعة، وعرقلة مسيرتها الدعوية، ومخاطبة قواعدها التنظيمية، و"دوائر الربط العام"، المتعاطفة والمتأثرة بالأصولية الإسلاموية في المجتمعات العربية.
من قبيل التدليس والخداع، أبرزت مسرحية "المحاكمة"، الإخوانية، الحصار الفكري للجماعة وسجن قياداتها، مدعية تعنت الأنظمة السياسية ضد وجودها، متناسية عملها المستمر على اختراق مؤسسات الدولة، تحقيقاً لمشروع "التمكين"، والوصول إلى رأس السلطة.
سرديات المسرحية "الإخوانية" تنقلت بين مشاهدها على نهج من التضليل الفكري والسياسي، وصولاً للنهاية التي تنقلب فيها الأوضاع، وتقيم محاكمها لرموز النظام السياسي، وتتحكم في مقدرات الدولة وتوجهاتها، بعد سطوها على السلطة. 
وفي أوائل عام 2007، عرضت جماعة "الإخوان" مسرحية "الشفرة"، التي أثارت جدلاً واسعاً، على منصة إحدى النقابات المهنية، وأعقبتها بمسرحية "ثمن الحرية"، متناولة دور التنظيم وجناحه المسلح حركة "حماس"، في القضية الفلسطينية.
بينما تضمنت مسرحية "الفراعنة وصلوا"، عدداً هائلاً من الإسقاطات السياسية، التي عملت الجماعة على توصيلها لأتباعها، زاعمة تكاتف الأنماط والأنظمة السياسية في محاربة مقاصدها، على اعتبارها أنها الممثل الرسمي للدين، في إطار تجسيد الصراع التاريخي، بين نبي الله موسى و"آل فرعون".
وفي محاولة تخدير عقول وانفعالات قواعدها التنظيمية، جسدت مسرحية "عالم وطاغية" التي كتبها يوسف القرضاوي عام 1954، متناولاً ظلم الحجاج بن يوسف الثقفي للعالم التابعي سعيد بن جبير، ومشبِهاً الوقائع التاريخية للجماعة بمشاهد قصته، معتبراً زعماً أن منهج الابتلاء والمحن، يشكل ركناً أساسياً في طريق تحقيق الجماعة لأهدافها.
في حين فضحت مسرحية "شقلبة"، التي عرضتها نهاية تسعينات القرن الماضي، عملياً المنهج الحركي والتنظيمي للجماعة، ومشروعها "الانقلابي" في الإطاحة بالأنظمة الحاكمة، معتبرة أن طموحها ليس مقتصراً على دولة واحدة بعينها، لكنه شامل لمختلف شعوب المنطقة العربية، وفقاً لنظرية "أستاذية العالم"، التي وضعتها الرسائل الفكرية لمؤسس الجماعة.
لم تنسَ جماعة "الإخوان"، في إطار استغلالها لخشبة "المسرح"، التأكيد على تقديس قياداتها، وإبراز دورهم التاريخي والفكري والحركي في بناء هيكلها التنظيمي، واتسع نطاق رقعتها الجغرافية، من خلال مسرحية "كفر الشرفا"، التي تناولت بدقة جوانب الملامح الرئيسية لشخصية حسن البنا.
تأييدها وحياً ونصراً على خصومها، مثلت الرسالة الأولى في مضامين النصوص المسرحية التي عرضتها الجماعة، أمام متلقيها ومشاهديها، فضلاً عن تعميقها وترسيخها لمفاهيم السمع والطاعة، وتقديس قيادتها والثقة فيها، لا سيما أن ما قدمته من فنون المسرح، ليس انتصاراً للإبداع الفني، وإنما تزييفاً للوقائع وخداعاً لمريديها.
مسرحيات أخرى تناولت الإطلالات الموجهة نفسها، والنهايات الدرامية المتعمدة، مثل: "أولاد الأبالسة"، و"مدينة بلا حدود"، و"أحكي يا درة"، و"أهل الكهف"، "وأصحاب الأخدود"، و"الوصية"، والتي تعد في مجملها نصوصاً مسرحية قائمة على أحادية التحليل للروايات السياسية والأحداث الزمنية.
نأمل بأن تمثل مبادرة إحياء "المسرح المدرسي"، صمام أمان، أمام تغلغل نشاط "الدولة الموازية"، التي منحت الجماعات الأصولية تاريخياً مساحة لتمرير مشروعها الفكري، فضلاً عن الخلاص من قبضتها وهيمنتها على العقل الجمعي للشارع المصري، ووقف محاولاتها المستميتة في العودة للمشهد.
------------------------------------------
المصدر : "النهار" العربي

الثلاثاء، 2 مايو 2023

أنطلاق الدورة العاشرة من مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي 1 مايو

مجلة الفنون المسرحية 

 أنطلاق الدورة العاشرة من مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي  1 مايو

الخميس، 4 أغسطس 2022

الغياب والحضور للمسرح المدرسي

مجلة الفنون المسرحية


الغياب والحضور للمسرح المدرسي

الباحث: مجيد عبد الواحد النجار


لا يختلف المعنيون في شؤون المسرح عن الدور الكبير الذي يلعبه المسرح في تعليم وتثقيف وتسلية الجمهور، ولا يزال صدى مقولة ارسطو عن المسرح ترن في اذهان المسرحين، عندما قال:(المسرح هو من ربى الشعب الاغريقي)، ويقول شلر (ان المأساة الاغريقية عملت على تهذيب، وتربية الشعب الاغريقي) طبعا لم يفكر ارسطو كثيرا بما قال، وكذلك شلر؛ لأنه الواقع ، الواقع الذي عاشه الاغريقي والروماني والايطالي والفرنسي وكل الدول التي دخل لهم هذا الزائر الجميل، والذي ازدهر بها لِما تركه هذا الزائر من اثر كبير في وعي ومخيلة الجمهور .
لذلك لم يبخل المسرحيون ان يكون للطفل حصة من هذا المعلم الذي يزق الفضيلة للأخرين ويقربهم من الحياة ويعطيهم الدروس والمواعظ والعبر، فكان الوليد الشرعي لمسرح الكبار، والذي استظل بظله وترعرع تحت رعايته، متمسكا بكل النظم والقوانين التي وضعها المنظرون واصحاب الشأن، والمعرفة.
لذلك راحوا المسرحيون يعرضون اعمالهم في الحدائق العامة والمتنزهات، تقربوا من الطفل بأنفسهم، ذهبوا الى مكان تواجده، وقدموا له هدية جميلة لم يألفها ولم يتعلم عليها، والتي اصبحت فيما بعد جزء مهم في اهتماماته واهتمام أولياء أمره ، كانت التجربة جميلة وممتعة، عندما قُدمت مسرحية(خليج الاعراس) في اسبانيا عام 1657م بحديقة الامير(فرناندو ابن فيليبي الرابع ملك اسبانيا)، حيث الفائدة الكبيرة للجمهور الحاضر من الاطفال واهليهم، الكل وقفوا احتراما لما قُدم، وتشكروا من الذين اجهدوا انفسهم في تقديمه من اجل المتعة والتسلية والفائدة التي يحصل عليها الطفل المشاهد دون ان يعرف انه في درس او في محاولة لتعليمه من قبل الاخرين.
لم يتوقفوا المسرحيون الذين تبنوا هذا المسرح عند حدود معينة بل راحوا باتجاه تطويره ووضع اسس وقوانين يشتغلون عليها، واختاروا لهم المذهب الواقعي الذي هو اقرب الى عقلية وفهم الطفل، ليدخلوا بعدها الى المسارح المغلقة ، وهذه المرة تركوا الاختيار للجمهور من الاطفال ان يقصدوه ليحققوا بذلك انتصارا كبيرا فيما قدموه في الحدائق والمتنزهات، هذه المرة زاد الطفل انبهارا لما شاهده من ديكور واضاءة وازياء، وزاد عشقة لهذا العالمُ الجميل، وزاد معرفة، فالمعنيون على العروض طوروا ادواتهم واهتموا بمواضيعهم واكثروا من رسائلهم وتوجيهاتهم.
ولم يكن الطفل العربي بعيدا عن كل هذا ، فعندما دخل المسرح له زائرا لظروف ما، تمسك به وأحتضنه واحاطه حبا وكرما، فهيئ له كل مستلزمات العمل الناجح ، وقدم عروضا مسرحية لم تزل في الكتب تدرس وفي الذاكرة يتناقلها المسرحيون فيما بينهم، حيث قدم للأطفال كل ما يبهجهم ويسليهم، ويمنحهم العلم والمعرفة، ولم يتوقف في القاعات بل كان يذهب في اماكن تواجدهم اينما كانوا، وكان تطوره يسير عكس الاتجاه، ففي الغرب ولد مسرح الطفل في الحدائق وعند العرب خرج بعد ان وثقوا المسرحيون بما يقدون للطفل من عبر ومواعظ، وحكم وادخلوا من خلاله التراث العربي، والموروث الشعبي وبذلك حققوا الغايات السامية والنبيلة لتي من اجلها كان مسرح الطفل.
لقد قُدم للطفل انواعا مختلفة من العروض المسرحية، وبطرق مختلفة ومتعددة ايضا، وكلها تلائم عقلية الطفل من خلال تحديد الفئات العمرية لكل عرض مسرحي، وهنا لا اريد ان اذكر ظهور بعض الظواهر المسرحية الموجهة تاريخيا، ما يعنيني هوا الفائدة التي اكتسبها الطفل من العروض المسرحية التي قُدمت له، وما اشتغل عليه المعنيون من اساليب وطرق في ايصال الرسائل التي ارادوا توجيهها للطفل، لذلك قدموا له عروضا مسرحية من خلال:(مسرح خيال الظل)، و(مسرح الدمى)، (مسرح العرائس) وطبعا هذا النوع من المسرح هو قديم جدا كان يقدم في الصين وفي اليابان، لكنه لم يزل لهذه للحظة تقدم الكثير من العروض له، لما فيه من متعة ، وتبقى هذه الانواع من المسارح محل إيثاره ومنفعة للطفل، كما تبقى نسبة الاستحسان بالنسبة له نسبية، فلكل طفل رغبة واستحسان لما يشاهده من هذه الاصناف ، فأين ما يجد المتعة والاثارة والفائدة تجد الطفل متواجدا، وطبا غالبا ما يفضل الطفل العروض الاكثر اثارة ومتعة قبل كل شيء.
وللأهمية الكبرى التي اكتسبها مسرح الطفل لدى المعنيون والتعليميون على حد سواء، قاموا بإدخاله الى المدارس، بل كانت المدارس الشغل الشاغل لهؤلاء المسرحيون المهتمون في مسرح الطفل، ولان المدرسة تظم عددا كبيرا من لأعمار المختلفة التي من الممكن ان يشتغل عليه المسرحيون، وقد ساندهم في ذلك الكوادر التدريسية في تقديم عروضا مسرحية تحتوي على الكثير من القصص الخيالية والواقعية المفيدة، بعدها استغل المدرسون المتخصصون في مجال الفنون بان يستفادوا من هذا المسرح بان يعتبره وسيلة تعليمية من خلال تقديم مادة الدرس من خلاله، وذلك بتحويل مادة الدرس الى عرض مسرحي، وهنا ظهر لدينا نوع جديد من مسرح الطفل، ولكن هذه المرة مخصص للطالب فقط، استخدم المسرح ليكون وسيلة تعليمية، شانه شان(الخرائط، والسلايدات، والصور، والاذاعة)، كان المعنيون بهذا الشأن حريصون بان تكون مادة الدرس هي الاساس دون اللجوء الى النصوص المسرحية الواقعية او الخيالية – وطبعا لي كتاب في هذا الخصوص صدر حديثا عنوانه(المسرح المدرسي وسيلة تعليمة) حاولت في هذا الكتاب قدر الامكان فك الاشتباك بين مسرح الطفل والمسرح المدرسي ، ووجدت العديد من الفروقات بين الاثنين- وقد حددوا اماكن العروض في ساحة المدرسة او الحديقة او داخل الفصل الدراسي حسب ما يمليه عليه موضوع الدرس، كما حددت الفئة العمرية والتي شملت كل المتواجدين في الفصل الدراسي الذي اخذت مادة الدرس منه، وليس الفئة العمرية التي خُصصت لمسرح الطفل .
لم يأخذ المسرح المدرسي الحيز الكافي والحقيقي في العروض المسرحية، فقد شاهدت وقرأت عنه الكثير وما افاجئ به انني لا ارى مسرح مدرسي بل مسرح طفل لان مقومات مسرح الطفل واضحة للجميع من خلال عناصر عرضة، فهو يحتاج الكافة العناصر التي يعرض بها مسرح الكبار، واقصد هنا(الاضاءة والازياء والديكور والإكسسوار ....الخ)، بينما المسرح المدرسي لا يحتاج الا لما موجود في داخل الفصل الدراسي، كما ان المسرح المدرسي وهذه اهم ميزة يمتاز بها لا يتعامل مع الموهوبين فقط، بل مع جميع الطلبة الموجودين في الفصل، لان اهدافه تتعدى تعليم مادة الدرس، لتصل الى تحسين النطق عند بعض الطلبة وتخلص البعض من الخجل الذي يلازمهم، وكذلك يوجد فوائد عديده لا اريد الخوض فيها لعدم اتساع المجال لذلك.
وهذا يدفعني للقول بان المسرح المدرسي يبقى على الدوام حاضرا غائبا، بسبب قلة فهم البعض، وتقديمة وكانه مسرح طفل ، يختار له القصص الخيالية او المكتوبة ، ويقدم البعض نصوصا مسرحية عالمية، وعربية لاعتقاده ان كل ما يقدم داخل المدرسة هو مسرح مدرسي، او كل ما تنتجه المدرسة هو مسرح مدرسي ، او كل عمل فيه عبر ومواعظ هو مسرح مدرسي، لا يعلم البعض من هؤلاء ان المسرح المدرسي معني بمادة الدرس فقط، وطبعا قسم اخر يعتقد ان (مسرحة المناهج) تعتبر مسرح مدرسي، فأقول هنا ان (مسرحة المناهج) فعل كتابي وليس فعل مسرحي، بمعنى انها تحويل المنهج الدراسي الى نص مسرحي ، طيب وماذا بعد؟، كذلك اوجه سؤال ما هو الفرق بين(المسرح الشعري)و(مسرحة الشعر)، وما هو الفرق بين(مسرح الجريدة)و(مسرحة الجريدة)، وهناك امثلة اخرى من الممكن دراستها للوصول الى حقيقة المسرح المدرسي.
طبعا كل ما ذكرته عن المسرح المدرسي ومسرح الطفل هو ناتج عن تجربة فعلية في المجالين، بمعنى انا لم اشدد على التمييز بينها بهذه الطريقة الا لكوني وجدها من خلال العمل الفعلي، فأنا عملت في مسرح الطفل ، كممثل وقدمت العديد من العروض المسرحية داخل القاعات وخارجها، لأكثر منْ أربعونَ عاما، كما عملت لهذا المسرح مصمم ومنفذ للأزياء والديكور، كما صممت ونفذت العديد من الاقنعة والماسكات لكثير من الاعمال المسرحية او البرامج الترفيهية التي كانت تقدم للطفل ، والتي عملت ايضا في هذه البرامج وقدمت الكثير منها، واتذكر انني عملت ما يقارب(12) قناع لمسرحية (ليلى والذئب)، اما فيما يخص تجربتي مع المسرح المدرسي، فقدْ امتدتْ ما يقاربْ الثلاثينَ عاما ، عندما عملت مشرفا في مديرية النشاط المدرسي لتربية البصرة، وكذلك استلمت ادارة هذه الدائرة لفترة من الزمن، ومارست وراقبت الفعل المسرحي وحاولت تصحيح المسار وابعاد المسرح المدرسي عن مسرح الطفل، من خلال المحاضرات والاعمال المسرحية داخل المدارس، كان بودي ان تكون استقلالية تامة لكل منهما، وكان بودي ان يفهم القائمون عليهما التمييز بينهما، من اجل الفائدة العامة ومن اجل ان نبعدهما عن بعضهما ، كما الاستفادة من بعضهما فيما يقدم على خشبة المسرح، فالمسرحِّين هدفهما الطفل بغض النظر عن درجة العلمية وفهمه الخاص ، وهنا المعني هو التلميذ او الطالب وما يحتاجه من مادة الدرس.
وتبقى امنيتي ان يفهم البعض المصر على ان المسرح المدرسي هو مسرحة المناهج، ان يعيد قراءاته ويعيد بحثه، وان يدخل في تجارب عملية، لكي يمسك القول فعلا، عندها نكون قد قدمنا خدمة كبيرة للتلميذ والطالب،-وهنا لا اقول الطفل، لأنه لديه مسرحه الخاص(مسرح الطفل)- من خلال تطوير وسائلنا التعليمية ، ولقدمنا فائدة كبيرة في تبسيط المناهج الدراسية وقدمناها بطريقة يكون فيها التلميذ، او الطالب هو من يقدمها لا المعلم او المدرس، فهؤلاء الاساتذة سيأخذون دور المشرف او الملقن او المخرج للعرض، ومن ثم يترك التلاميذ هم من يديرون الدرس من خلال التمثيل، ولو فعلنا ذلك لرأينا حجم السعادة التي هم فيها، ولرأينا كم التلاميذ والطلاب تحولوا الى قادة ، يتمكنون من تحويل العابهم الى فائدة يبنون بها انفسهم ويطورون عقولهم.

الخميس، 28 أكتوبر 2021

مفهوم المسـرح المدرسـي و منهجه

مجلة الفنون المسرحية


مفهوم المسـرح المدرسـي و منهجه

الباحث: مجيد عبد الواحد النجار

لقد اخذ المسـرح المدرسي مجال اكبر في تفكير المعنيين من تربويين، ومسرحين، وباحثين من اجل وضع تعريفا او وصفا لهذا الجنس من المسـرح، وذلك للأهمية الكبرى والتأثير على تعليم الطالب وزيادة معرفته، فقد عرفه (جينليس)"ذلك النشاط المسـرحي الذي كان في الواقع جزء من المسـرح التعليمي ويستهدف الاطفال الذين يقومون بالتمثيل"(1)، وهنا يؤكد لنا جينليس ما ذهبنا اليه سابقا استقلالية المسرح المدرسي استقلالية كاملة عن مسرح الطفل ، باعتباره جزء من العملية التعليمية ، كما اشار على ان ليس مسرح تعليمي ،وليس هو العملية التعليمية لوحده ، كما يعتقد البعض ، وهذا يدفعنا للتأكيد على ان المسرح المدرسي يستعمل داخل حدود المدرسة باعتباره وسيلة للتعليم ، حاله حال الوسائل التعليمية الاخرى ، التي تستعمل لتدريس مادة(العلوم ، او الجغرافية ، او الرياضيات او ....) اما الاستاذ سالم اكويندي فعرف المسرح المدرسي بانه "مسـرح تربوي تعليمي يتم في الوسط المدرسـي سواء أكان مادة دراسـية (...)ام مادة تنشيطية حيث تحرر الممارسة المسـرحية من طابع الدرس النظامي))(2)،وهنا يؤكد لنا كويندي هو الاخر مكان العروض المسرحي للمسرح المدرسي ، ويؤكد كذلك ان المدرسة هي المكان الوحيد الذي تقدم فيه هذه العروض ، لكننا  نختلف معه ان المسرح المدرسي لكونه معني بمادة الدرس -حصراً- لذلك ليس من الواجب تقديم هذه العروض للترفيه فقط ، اي ليس من الضرورة التفكير ان نقدم مسرح مدرسي ترفيهي ، لأنه بالأساس واثناء تقديمنا للعرض من اجل تقديم مادة الدرس يكون الترفيه ، اما من خلال الممارسة او من خلال مضمون النص ، لماذا؟ لان هناك مادة اخرى مخصصة للترفيه ولاكتشاف طاقات التلاميذ وهذه المادة مثبته في برنامج الفصل الدراسي لكل مرحله وحسب مستويات التلاميذ ، اسم هذه المادة (التربية الفنية) وهذه المادة ممكن ان يستفاد منها معلم (التربية الفنية) – وهو معلم متخصص في شؤن الفن- في مجالات الرسم والنحت والموسيقى ، كما ان هذه المادة  مقسمة حسب مستويات التلاميذ والمراحل الدراسية ، فالمراحل الثلاث الاولى لها (حصتين) في الاسبوع ، والمراحل الثلاث الاخرى لها(حصة)واحدة في الاسبوع ، وطبعا هذه الحصص تختلف حسب توجيهات الكوادر التعليمية ، او حسب التعليمات الوزارية – وهذه هي المادة التنشيطية التي عناها مويندي حسب اعتقادي ، وهذه المادة التنشيطية ، ممكن ان تكون عن طريق مسرح الطفل حيث يختار المخرج النص المسرحي الذي يلائم اعمار التلاميذ وامكانياتهم على تنفيذه ، وهذا النوع من النشاطات بالإمكان عرضها خارج نطاق المدرسة كونها نشاط مدرسي وليس صفي/ منهجي ، وهنا يختلف العرض عن العرض الاول بكونه عرض للمتعة، والترفيه، والتعليم، ومن الممكن الاستفادة من نصوص مسرحية مكتوبة للمناسبة او عمل خيالي او مكتوب عن قصة او رواية ، حيث يكون هذا العرض عرض ملتزم بقوانين المسرح وعناصره ، التي يجب ان تتوفر بالشكل المقبول على اقل تقدير ،  وهنا لا اقصد بعناصر العرض المسرحي المعمول بها في مسرح الكبار او (مسرح المحترفين)، بل تستعمل هذه العناصر بالشكل الممكن وحسب الظروف التي تحيط بالمدرسة او معلم المادة ،بشرط التمسك بكل التعليمات التي تخص مسرح الطفل او مسرح الدمى او اي نوع من المسارح الرسمية ، او الجادة . اذن المسـرح المدرسـي هو اداة وسيطة ، او وسيلة كما ذكرنا تهدف الى تعليم التلميذ وتربيته وفق التعليمات والقرارات التي تعمل بها وزارة التربية او المديريات العامة للتربية ،وليس وفق اشتراطات المسرح ، وتأكيد هذه التعليمات من خلال متابعة المشرفين التربويين المعنين لهذه الوسيلة ، وليس تحت أشراف أساتذة ونقاد المسرح الاحترافي او الاكاديمي ، من أجل الوقوف على تنفيذها بأفضل شكل ، ومراقبتها بعدم الانزياح باتجاه مسارح الطفل او مسرح الكبار ، وهنا اريد القول ان الاحتفاظ بمنهجية المسرح المدرسي وأهدافه مسؤولية كبيرة على عاتق المسؤولين التربويين ، لان القائم بالفعل المسرحي لمجرد انزياح بسيط له باتجاه مسرح الطفل سيغير من أهدافه الرئيسية ، لذلك المراقبة والمتابعة واجبة ، من اجل جعله نشاطا ترفيها تعليميا ، يتعلم التلميذ بواسطة ومن خلاله جميع المواد الدراسية المقررة له في الفصل الدراسي ،والمحافظة على جماليات العرض وذلك لتعليم التلاميذ كيف يمكن ان نستخدم الاشياء من اجل الوصول الى الهدف المنشود.
ومن هذا المنطلق يعتبر المسـرح المدرسـي مسـرح (تربوي تعليمي) يهدف الى تهذيب ذائقة المتعلم وترفيهه ،اذن الطالب هو الاساس في المسـرح المدرسـي ان كان مشاركا او مستمعا لذلك هو مسـرح ينتمي الى المدرسة بحكم المكان والمشاركين فيه من معلمين وتلاميذ ، والموضوعات التي يتناولها والاهداف السامية التي ينطلق هذا المسرح لتحقيقها ، فهي مثار اهتمام المعنيين التربويين ، والتربويين الفنيين المختصين في مجال الفنون المسرحية . ومن هذه المنطلقات التعليمية والتربوية عرف البعض هذا المسـرح (مسـرحا تربويا) وما تقام من عروض مسـرحية داخل المدرسة تعتبر هي الاخرى مسـرحيات (تربوية) ولهذا اعتبر المسرح المدرسي بالإضافة كونه وسيلة تعليمية هو جنس ادبي ، فيه جميع عناصر كتابة النص المسرحي ، من حبكة وصراع وشخصيات ،لكنه يختلف عن العروض الاخرى  في مكان العرض وزمانه ، والغرض من تقديمه ، فالعرض لا يحتاج هنا الى مناسبة من اجل عرضها بل يحتاج الى زمن محاضرة مقررة في جدول الحصص.
ومهما تعددت الآراء والأفكار يبقى المسـرح ابو الفنون يهتم في تربية ألفرد، وتعليمة، وتسليته، ان كان مشتغلا به، ام متفرجا.
لقد تنافس الباحثون والمنظرون والعاملون في المسـرح المدرسـي، في وضع مفهوم محدد للمسـرح المدرسـي ،وتعددت آرائهم بتعدد مكانهم من العمل فمن كان داخل السلك التعليمي يختلف بنظريته  عن المسـرح المدرسـي عن الذين يمارسون المسـرح المدرسـي من خلال مسـرح ألطفل، وهؤلاء "يعتبرون المسـرح المدرسـي من اهم انواع مسارح ألطفل، وخصوصيته تكمن في ان الاطفال يساهمون في تخضيره ويمثلون فيه"(3)، - المعروف عن مسـرحيات الاطفال كانت تقدم منذ زمن بعيد في اعياد الميلاد وفي الحفلات الكبيرة التي تقام في الهواء الطلق، اي في الحدائق والمتنزهات ، دون الحاجة الى خشبة مسرح او اضاءة او حتى الموسيقى لان الممثل هو من كان يقوم بفعل المؤثرات من اصوات حيوانات او انفجارات او اصوات الطيور ....- ونحن نقول ان المسرح المدرسي هو امتداد لمسرح الطفل ، ونعترف ان المسرح المدرسي انطلق من  مسرح الطفل ، لكن اختار له اهداف اختص هو بها واختار له مكان يختلف عن مكان تقديم عروض مسرح الطفل ، كما نشير الى ان هذا المسرح يساهم به التلميذ مساهمة كبيرة، ، في التحضير والتقديم ، وليس الموهوب في فنون المسرح، كما لا يمكن ان يؤدي شخصياته الكبار ، كما معمول في مسرح الطفل ويختلف عن مسرح الطفل بان جميع من في الفصل الدراسي يشاركون في العرض ممثلين ومتفرجين ، والخاصية لهذا المسرح ، ممكن ان يعاد نفس العرض بمجموعة من طلبة اخرين ، اي من كان متفرجا سيقوم هو بالتمثيل ومن كان ممثلا سيأخذ مكان المتفرج وهكذا يكون معلم المادة قد اشرك الجميع في العمل/مادة الدرس ، وحتى نكون منصفين في الطرح ولكي لا نبخس الناس اشيائهم فنقول ان مسرح الطفل انطلق من مسـرح الكبار، والتي بدأت عروضه- مسـرح الطفل – في الحدائق العامة والمتنزهات، لاعتقاد القائمين عليه بأهميته للطفل من الناحية التعليمية والترفيهية- علما ان الكنسـية كانت قد استخدمت مسـرح الطفل لتعليم التعاليم المسـيحية داخل الكنيسة – بعدها وللاهتمام الكبير من قبل المعنيين بمسـرح الطفل، بدأت أهميته تتضح اكثر داخل المدارس في تربية وتعليم التلميذ القيم والأخلاق، وبعضا من الأمور الدينية والترفيه، ونتيجة للفوائد الكبيرة التي قدمها مسـرح الطفل للتلاميذ داخل المدراس، وأنبثق المسـرح المدرسـي ليكون وسـيلة تعليمية للمواد الدراسـية من خلال مسـرحتها وبنائها بناء دراميا.. وهي على ما اضن تجربة قام بها احد المعلمين داخل المدراس بتحويل مادة الدرس الى نص مسرحي ، ليكون بديل عن النص المؤلف عن قصة ، او من خيال المؤلف ، وقد نجحت التجربة بعد ان وجد تفاعل التلاميذ داخل الصف وحفظ مادة الدرس بوقت يفوق الوقت المعتاد لو استمع لمادة الدرس بتقديمها بالطريقة الكلاسيكية.
لقد امتاز المسـرح المدرسـي بخصائص تميزه عن غيره من المسارح المخصصة للطفل من اهمها ،"اختيار نص مسـرحي ملائم للفترة العمرية، التي بالنتيجة تحدد المرحلة الدراسية التي يقدم فيها العرض ، من خلال مادة الدرس المتفق عليها (مدرسيا) ضمن برنامجها المقرر من قبل الوزارة ، ويمكن ان يكون هذا النص تأليفاً فرديا من قبل المدرس او التلميذ او جماعيا يشارك فيه المدرس مع التلاميذ، او نصا ارتجاليا او نصا ما خوذا من المقرر او المنهاج الدراسـي"(4)، ما يميز المسرح المدرسي عن غيره من المسارح هو الالتزام بالمواد الدراسية ، بعيد عن النصوص المسرحية المتخيلة ، بل بعيدا حتى من اقتباس فكرة نص من رواية او قصة ، ان مهمة المسرح المدرسي الاساسية هي تحويل المواد الدراسية الى نص مسرحي ، بغض النظر عن كيفية تأليفه – اقصد ممكن ان يكون مسرحا غنائيا ، او مسرحا شعريا - او من الذي يقوم بتأليفه ، ولكن لو كان هذا التأليف جماعيا بين التلاميذ تكون رسالته اكبر وتضاف الى مميزاته ميزة مهمة وكبيرة ، نتيجتها تعليم التلاميذ على كيفية كتابة النص المسرحية ، وبالتالي تعليمه كيف يعد او يألف نصاً مسرحياً من خلال قصة او رواية، ويجب حصـر فضاءات المسـرح المدرسـي في البنايات التالية: الصف، والساحة، وقاعة الانشطة، والحديقة المدرسـية .
كما اود هنا ان أؤشـر على تداول مصطلح خاطئ يطلق على درس التربية الفنية في بعض المدراس بأنه نشاط (لا صفي) ونحن نعتقد ان المقصود بـ (لاصفي) ان المواد الفنية مثل المسـرح لا يمكن اعطائه داخل الصف فقط، بل يجب ان يأخذ مجال اوسع يصل الى الساحة، او قاعة العروض المسـرحية، او الى (ستيج) قد صنع من الرحلات او من الطابوق داخل حدود بناية المدرسة لهذا الغرض، ولهذا قلنا ،  واتفقنا مع من يطالب بان تنحصر عروض المسرح المدرسي داخل فضاءات المؤسسة التربوية – رياض الاطفال، او مدرسة ابتدائية، او ثانوية - ، من اجل اعطاء المادة الدراسية خارج سياقاتها الكلاسيكية المعمول بها في تدريس المواد المقررة الاخرى مثل (الرياضيات، او التاريخ ،او الجغرافية او.....) اذن ما نراه ان مصطلح نشاط (لا صفي) لا يعني ان يبدأ العمل به بعد انتهاء الدوام الرسمي ،كما يفسره او يعتقد البعض من الاسرة التعليمية ، وألا ما جدوى وضع درس (المادة الفنية) في الجدول؟ وما جدوى اصـرار المشـرفين في زياراتهم الميدانية ، وتأكيدهم بل والمطالبة  على ان تكون هذه المادة وسط المواد العلمية؟. اليس من اجل الترفيه وتغيير مزاج التلميذ الذي بدأ بدراسة المواد العلمية؟ لأن من المهام الاساسية لدرس التربية الفنية، هي الترفيه عن نفسية التلاميذ والتعبير عن مكنوناتهم الداخلية، اتمنى هنا ان اكون قد اتحدث بنفس السياق عن المسرح المدرسي واهميته داخل المدرسة ، بوصفة وسيلة تعليمة او ترفيهية ، لان علاقة هذا المسرح بالمؤسسة التربية علاقة تكاملية ، بغض النظر عن مكان العرض ، على شرط ان يكون داخل حدود بناية المدرسة ، فان فائدة سوف تعم الجميع تلاميذ ومعلمين ، كما لا ننسى ان هذا المسرح يحتضن بداخله الفنون الترفيهية الاخرى من موسيقى ، ورسم ، وحركات ايقاعية ، ومهارات يدوية مختلفة ، تطور من لديه الموهبة ، وتكتشف من خلاله المواهب الغير مكتشفة. 

1) ا.د. كريم حميدي الربيعي، المسـرح التربوي وسـيلة من وسائل التعليم في رياض الاطفال، (الطبعة الاولى، مكتب الفنون ولآداب للطباعة والنشـر والتوزيع، العراق / البصـرة )، 2014 ).
2)بلا، بلا،WWW. STANTIMES. COM.
3) د ماري الياس ود. حنان قصاب حسن، المعجم المسـرحي،(مكتبة لبنان ناشـرون، بيروت، 2006).
4)بلا،(ما هو المسـرح المدرسـي)،www.stantimes.com.

الأربعاء، 13 أكتوبر 2021

قلادة المُثل العُليا في جيدِ المسرح المدرسي

مجلة الفنون المسرحية



قلادة المُثل العُليا في جيدِ المسرح المدرسي

الباحث : مجيد عبد الواحد النجار
تعد الوسائل التعليمية من أساسـيات التعليم في المدارس الابتدائية والثانوية، وذلك لأهميتها في توصيل المواد الدراسـية بطريقة سلسة وبفترة زمنية قصيرة، لذلك استخدمها الغرب بكثافة وإعطائها أهمية لا تقل عن أهمية أعداد المناهج الدراسـية نفسها، حيث كان رجال الكنيسة في العصور الوسطى يدعمون ويشجعون مسـرحيات الاسـراء والاخلاقيات ويعتبرونها وسـيلة للاندماج رسالة الكتاب المقدس(1)، ولكون المسـرح أبو الفنون استخدم ومنذ نشأة الأولى لغرض التعلم ونشـر التعاليم الدينية، فقد ادخل ومن خلال مسـرح الطفل للعملية التربوية، ليكون المربي والمعلم في الأمور الحياتية، والارتقاء بالذائقة الجمالية للطفل، لينبثق منه بعد ذلك المسـرح المدرسـي ليكون الوسـيلة الاكثر تطورا في تعليم التلاميذ المناهج الدراسـية، من خلال تحويل مادة الدرس إلى عمل مسـرحي، ويكون التلميذ جزءا مهما في هذا العمل، حيث ان التعليم الحديث يتجه الان باتجاه التعليم الجماعي ، لان التعليم الانفرادي فيه مشاكل كثيرة من حيث التلقي والتعلم ، اما التعليم الجماعي فهو يقوي الاواصر بين المعلم والتلميذ ، وكذلك التلاميذ فيما بينهم ، وبمجرد التفكير في التعليم الجماعي ينصـرف ذهن التربويون صوب الانشطة الإثرائية، وحينها يلتفتون  الى الانشطة عموما، ومن بينها يجتذبهم بريق المسـرح المدرسـي، لما له من قدرة فائقة على الدخول الى وجدان الطلاب في سلاسة وسهولة ويسـر، ومن هنا كان المسـرح المدرسـي الاداة الطيعة في ايدي معلمي المواد قبل ان يكون نشاطا يتصدر الانشطة ويحتضنها جميعا (2).
ومن خلال المتابعة فيما اذا كان المسـرح المدرسـي قد استخدم في مدارسنا بقصدية مسـرحة المناهج من اجل تعليم التلاميذ، وجد ان الاشتغال بهذا المسـرح نادرة في مدارسنا العراقية، والبعض الاخر كانت عروضهم لمسـرح الطفل ، وبسبب اقامة عروضهم داخل المدارس اعتبروها من ضمن المسرح المدرسي، واقيمت بهذه الحجة نفسها مهرجانات باسم (مهرجان المسـرح المدرسـي) كون العاملين بهذا المسـرح هم تربويون، أي ان العروض المقدمة في المهرجان يشتغل بها طلبة المدارس ويشـرف عليها معلم التربية الفنية او المشـرف الفني التابع لمديرية تربية المحافظة، وبالتالي ان القائمين على هكذا مهرجانات قد وقعوا بنفس الخطاء الذي وقع في اسلافهم.
ولو بحثنا اكثر في الامر لوجدنا انه ومنذ بدأ التعليم استخدم المعلمون وسائل تعليمية بدائية عديدة من اجل إيصال موادهم الدراسـية لتلاميذهم، فقد استخدمت الإشارة، والرسوم، والصور، والخرائط. وبعض المعلمين كان يجلب معه كل ما يحتاجه في شـرح المادة من منزله من مواد يعتقد بانها ستكون عون له بإيصال مادة الدرس بسهولة ويسـر الى ذهنية الطالب، ففي درس العلوم مثلا كان يجلب الحبوب بأنواعها وحسب ما يحتاجه في الدرس، أو يأتي بزهور يقتطفها من حديقته ألمنزلية، أو من الحديقة ألعامة، أو من المدرسة، وكذلك كان يفعل مدرس مادة اللغة الإنكليزية، والتربية الإسلامية، وكان البعض قد استخدم الدراما التلفزيونية وعرض الأفلام ألسـينمائية، في جميع المواد ألدراسـية، مع مراعاة المادة وما يناسبها من وسـيلة إيضاح، فقد استخدمت الخرائط مثلا لدرس ألجغرافية، والرسومات والمجسمات في درس العلوم، وكذلك الصور الفديوية(عرض ألسلايدات) وغيرها.
وقد أجريت الاختبارات فيما مضى، على التلاميذ من قبل بعض الدارسـين والباحثين فوجدوا إن استخدام مثل هذه الوسائل التعليمية في التعليم لها دور مهم وكبير، حيث يكون استيعاب التلميذ لمادة الدرس أكثر بكثير من عدم استخدامها. فمثلا "عبد الرحمن بن خلدون(1592- 1406م) أوصى المعلمين بالاعتماد على الأمثلة الحسـية لتعليم المتعلمين على الادراك والفهم الصحيحين)"(3)، كما طالب "بستالوتزي  pestalotzi (1746-1827م) باعتماد الرحلات التعليمية وسـيلة على الطبيعة"(4)،وهناك مثل صيني يقول"انا اسمع فأنسى، وارى فأتذكر، افعل فافهم، فالاستماع الى القصص، والحديث عن الشخصيات، لا يساوي المشاركة في تجسـيد الفعل او الشخصيات، وبهذا يتحول النشاط الدرامي / المسـرحي من مجرد نشاط يثير المتعة الى نشاط يساعد في العملية التعليمية، من خلال المشاركة الفعالة للتلاميذ"(5)، وقد اثبتت بعض الدراسات الى ان نسبة المعرفة من خلال حاستي السمع والبصـر قد تصل الى حوالي 98%(6).
ولكن عند العودة الى مدارسنا، نجد قلة في استخدام وسائل الإيضاح، بل العديد من المدارس تستخدم وسائل تعليمية قديمة، كالسبورة، أو الرسومات، دون الأخذ بنظر الاعتبار تطور عقلية التلميذ، وتعامله مع الأجهزة ألحديثة، حيث أصبح التلميذ ألان  له إمكانية العب بها بحرفية كبيرة، بينما نجد في الدول ألأخرى، دخل المسـرح، والدراما، والسـينما كوسـيلة تعليمية مهمة، بالإضافة الى التقنيات الرقمية الحديثة التي غزت اكثر المدارس الاوربية وبعض المدارس العربية في الوقت الحاضر، تضاف إلى ذلك الوسائل القديمة والتي تستخدم في بعض الأمور الخاصة، و بعض المدارس اكتفت باستخدام الدراما، لكونها توصل مادة الدرس من خلال حاسة السمع والبصـر.
إن استخدام الدراما بصورة عامة، والمسـرح المدرسـي بصورة خاصة، كوسـيلة إيضاح في تعليم التلاميذ للمراحل الابتدائية كمرحلة أولى، مهم جدا ويصب في مصلحة التلميذ والمعلم في آن واحد، كونه وسـيلة تعليمة يشارك فيها التلميذ والمعلم معا، وهنا يؤكد الدكتور عمرو رواره بان علاقة الأطفال بالدراما تبدا منذ الصغر، فالطفل حينما يعتمد على اللعب7* التخيلي8** فانه يقوم بنفسه بتقديم لونا او شكلا من اشكال المسـرح، فحينما نراقب لعب الأطفال كثيرا ما نراهم يقومون بتقليد الكبار، او بارتجال بعض الحوارات، او بتوظيف أي قطعة اكسسوار من الطبيعة والتعامل معها من وحي الخيال، بحيث تصبح العصا بندقية او فرسا(9)، وهذا ما نسميه في المسـرح (باللعب الدرامي)10*** والذي عن طريقه يكتشف الطفل الحياة والنفس من خلال المحاولات النفسـية والانفعالية والتي يمكن ان تتطور هذه التجارب الفردية المثيرة الى تجارب جماعية، ولكن في هذه التجارب الفردية او الجماعية لا يوجد أي اعتبار للمسـرح بمفهومه وممارسته عند الكبار، ومن الممكن ان تكون لحظات انفعالية مكثفة والتي تعودنا على ان نسميها مسـرحا، ولكن في الواقع الدرامي يحاول الجميع ان يقوموا بالمغامرة والبحث والنضال سواء كان متفردا او ممثلا، كما و"يستخدم اللعب الدرامي في المجال التربوي، وبهدف التعليم من خلال المسـرح، واللعب الدرامي هو ممارسة جماعية تقوم على الارتجال وترمي الى دفع القائمين بها للمشاركة في فعل مشترك،... لكنه لا تفترض وجود متفرجين لان هدفه مختلف ، فهو وسـيلة للتعبير وللمعالجة ولتنمية المدارك، بالإضافة الى استخدامه في الاعداد الاحترافي للمثلين والمنشطين المسـرحين"(11)، ومن هنا نقول ان المسـرح المدرسـي يلعب دورا هاما وفاعلا في الحياة المدرسـية ويمتد اثره الى المحيط الواسع خارج المدرسة، وهو يعتبر من الأنشطة المدرسـية الا صفية ،وهنا لابد من الإشارة الى المعنى الحقيقي (للأنشطة المدرسـية الا صفية) حيث اعتقد بل اجرز أن المقصود هنا ان النشاطات الفنية تمارس خارج الصف، أي في قاعة المسـرح فيما يخص التمارين المسـرحية او في المرسم فيما يخص درس الرسم او في ساحة المدرسة او الحديقة، وليس المقصود بها بعد انتهاء الدوام، وألا لماذا يوضع درس التربية الفنية دائما وبحسب توجيه المشـرف التربوي والمشـرف الفني بين الحصص الخمس لليوم ، بمعنى يكون هذا الدرس في منتصف اليوم ، وذلك من اجل استرخاء الطالب وممارسة هوايته والترويح عنه بعد ان مر بدرسـين علميين، وطبعا هذا الدرس هو حاله حال درس التربية الرياضية، يجب ان يكون للتلميذ الحرية في ممارسة موهبته، وقد استخدم هذا المصطلح خطأً بان يكون خارج الدوام او بعد الدوام، ان هذا القصد ممكن يشمل النشاطات الأخرى المراد منها مشاركة في احتفالية او في مهرجان، وهنا طبعا يكون الاستعداد يختلف كون العمل اكبر واضخم من عمل المسـرح المدرسـي الذي عادة ما يكون زمنه من خمسة الى خمسة عشـر دقيقة، وهو كذلك يلعب دورا مهما في توصيل المواد الدراسـية بطريقة سلسة ومبسطة، وذلك من خلال تحويل المواد الدراسـية إلى إعمال مسـرحية تعرض داخل المدرسة، بمشاركة فاعلة للتلاميذ أنفسهم في التأليف والإخراج والتمثيل، بمساعدة معلم المادة، والذي يقوم بدوره كمعلم وكمرشد وموجه للتلاميذ من خلال تدريبهم ومساعدتهم في كتابة النص وإخراج العمل المسـرحي(الدرس)، فالعمل المسـرحي يساعد الطلبة على الجرأة الأدبية، ويوجههم الى تنمية روح التعاون والمثابرة باعتباره عملا جماعيا، وكذلك يعلم المسـرح المدرسـي الطلبة مبادئ الايمان الصحيح وحب الوطن بعيدا عن الانانية وحب الذات، كذلك يتعلمون التأخي والتالف فيما بينهم وروح التعاون في تبادل المعلومات والعمل الجماعي داخل الصف والمدرسة، - وقد استخدمت بعض المدارس الأوربية في الوقت الحالي طريقة الـGroups  المجاميع في حل المسائل او الاشتراك في الإجابة على الاسئلة المطروحة من قبل المعلم-، هذا بالإضافة الى ان المسـرح المدرسـي سيخلصنا من عملية تلقين التلميذ مادة الدرس ، وذلك بإعطائه الفرصة بالاعتماد على نفسه او بالتعاون مع زملائه بعمل ما يراه صحيحا - وطبعا هذا يحدث تحت اشراف المعلم- من اجل تقويم وتقيم ما يقدمه الطالب ، لأنه بالمحصلة النهائية لا نريد التلميذ ان ينفرد في كل ما يقدمه ، يبقى دور معلم المادة هو المهيمن داخل الفصل الدراسي ، هو من يحدد المادة ويحولها الى نص مسرحي ، وهو الذي يوزع الشخصيات ، وهو لذي يشرف على تدريب التلاميذ ، ويحدد لهم المكان المناسب للعرض ، اذا كان داخل الصف او في مسرح المدرسة او في الساحة او في الحديقة المدرسية. 
المصادر :
1) حسن كاظم خضير الخفاجي، توظيف المسـرح المدرسـي في تعزيز الشخصية الإيجابية، (مركز البحوث والدراسات التربوية، بغداد، 2011
2) د. عز الدين محمد هلالي، المسـرح المدرسـي رؤية جديدة،(الهيئة العربية للمسـرح، الشارقة، 2011) 

3)هاني جاسم محمد الخزرجي، ((الوسائل التعليمية))، المعلم الجديد، مجلة تربوية فصلية تصدرها وزارة التربية، العدد/2، 1985، بغداد.

4) هاني جاسم محمد الخزرجي، المصدر نفسه.

5) د. كمال الدين حسـين، المسـرح التعليمي المصطلح والتطبيق،(الدار المصـرية اللبنانية، القاهرة ، 2005) .

  6) ينظر: خير شاهين وكاملة عبيد، المسـرح المدرسـي في العلوم ومهارات التفكير، (عالم الكتب الحديث، عمان)، 2009.
7* اللعب :  {" كلمة play مأخوذة من الإنكليزية القديمة plaega التي تعني اللهو والحركة السـريعة للدلاله على اللعب المتحرر من القواعد وعلى أي عمل يكتب ليمثل (...) وفي اللغة الألمانية يستعمل فعل لعب Spielen كجذر لكل المصطلحات الدالة على التمثيل" (الدكتورة ماري الياس والدكتورة حنان قصاب حسن، المعجم المسـرحي،ط2، مكتبة لبنان ناشـرون، بيروت، 2006،ص394)} كذلك " انه شكل درامي يرقى الى القرون الوسطى (...) فلكلمة في الاتينية هي I udus – أي العروض الطقسـية – وaordo أي نص مقدس (...) يحول اللعب احداث الكتاب المقدس الى دراما، ويتناول أيضا ابتداء من القرن الثالث عشـر مواضيع دنسه(...) ويجتمع فيه اشكال شديدة التنوع: قصص الجن، حكمة، رواية ساخرة، قصيدة رعاة.( باتريس بافي، معجم المسـرح، ترجمة : ميشال ف. خطار، (مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 2015.

8** يقصد بـــ(اللعب التخيُلي) هو سلوك عالمي متمثل في استخدام الطفل خياله الواسع للتظاهر بأنه شخصية أخرى، أو بجعل الخيال حقيقة، أو تصوره لشيء ما على انه شيئاً أخر مع إدراكه للبيئة الحقيقية [1]، ومثال على ذلك تخيل الطفل على أنه طبيب أو مدرس أو شـرطي، و مثال أخر هو تخيل الطفل أن الموزة هي هاتف نقال ويتحدث به.( الموسوعة الحرة ويكيبيديا، اللعب التخيُلي او الإيهامي، 21/3/2020)
 9) ينظر: دكتور عمرو رواره، مسارح الأطفال، (الهيئة المصـرية العامة للكتاب، القاهرة، 2010).
10***   اللعب الدرامي: انه مماسة جماعية تشبه فريقا من الاعبين لا الممثلين الذين يرتجلون جماعيا بحسب  الموضوع المختار مسبقا(...) يهدف اللعب التمثيلي أيضا الى خلق الوعي لدى المشاركين  من كل الاعمار حول الاليات الأساسـية في المسـرح( الشخصية والعرف وجدلية الحوارات والحالات، ودينامية المجموعة) بقدر ما يسعى الى خلق نوع من التحرر الجسدي والانفعالي في الأداء، واحيانا بعد ذلك في الحياة الخاصة للافراد.(باتريس بافي، معجم المسـرح، المصدر السابق.)
11) الدكتورة ماري الياس والدكتوره حنان فصاب حسن، المعجم المسـرحي، (مكتبة لبنان ناشـرون، بيروت، 2006).


 



السبت، 25 سبتمبر 2021

أهمية المسـرح المدرسـي في كشف طاقات التلاميذ وتعليمهم

مجلة الفنون المسرحية


أهمية المسـرح المدرسـي  في كشف طاقات التلاميذ وتعليمهم

الباحث : مجيد عبد الواحد النجار


يتفق الباحثون والمعنيون بالشأن المسـرحي، على أن المسـرح المدرسـي وليد من مسـرح ألطفل، نشأ في الحدائق والمتنزهات، وترعرع في أحضان المدارس، ليكون عامل ترفيهيا، ووسـيلة تعليمية، يعلمون من خلاله الأخلاق الحميدة والتعاليم ألدينية، وينشئون جيلاً متعاوناً قادراً على حل أزماتهِ الحياتية، من خلال أعمال مسـرحية تكتب لهذا الغرض، كما أنهم-أي الباحثين والمعنيين في التعليم – على علم بان ما يودون توصيله للتلميذعن طريق البصـر، يكون أكثر تأثيرا، وأسـرع في التقاط المعلومة وخزنها.
فالإغريقيون القدماء مثلا أدركوا ((بفطرتهم إن المشاهدة بالعين أكثر يقينية، وأوقع تأثيرا، وأدق برهان على صحة المعتقد، وأن للعين أمكانية على عقلنه الأحداث أكثر بكثير من الإذن التي تنقل الأحداث أليها على شكل أصوات يفسـرها الدماغ محولا إياها إلى صورة واضحة، ودقيقة خلافاً للعين التي تتحول صورها مباشـرة إلى مضامين يقينية))(1).
وفي أوربا تقام نشاطات مسرحية مختلفة داخل المدرسة وتحت اشراف المعلمين والمدرسين ولكافة المراحل الدراسية ، وعادة ما تكون هذه الفعاليات او هذه العروض المسرحية احتفاءً ببداية العام الدراسي الجديد أو في مناسبات خاصة ، وعادة ما تتخلل العام الدراسي مسابقات فنية وثقافية ، يكون المسرح المدرسي في مقدمة هذه الفعاليات ، بين صفوف المدرسة أو مسابقات عامة بين المدارس على مستوى القطاعات أو المدينة ،وكذلك في ختام العام الدراسي ، توديعا له وللطلبة الذين تخرجوا في هذا العام ، ومن البديهي أن يكون للتلميذ الحصة الأكبر في هذه العروض ،  وقد حذت حذوهم المدارس في البلدان ألأخرى، لإيمانها بان هذا الفن وسـيلة هامة في إفهام المناهج للطالب، لذا كان من ضمن الاولويات التي كان المعنيون يضعونها في حساباتهم عند وضع المناهج والخطط الدراسية ، وكذلك التوصيات التي توجه للمعلمين القائمين على التعليم ، لانهم يدركون وبوعيهم التام ان استخدامهم للمسرح في توصيل موادهم الدراسية ، ينمي قدرات التلميذ العقلية والبدنية ، ويكتشف هو بنفسه من خلال الممارسة مواهبه وقدراته الفنية ، كما ويفجر عند التلميذ طاقاته للاستيعاب والفهم للمواد الدراسية ، ويصحح مساره الاجتماعي والحياتي ،كما ان المسـرح المدرسـي يعمل على تفجير الطاقات المكبوتة لدى الطفل، ويمكن من خلال المسرح ان تحل الكثير من مشكلات الإنسان عن طريق التمثيل، فيعود التوازن النفسـي لديه، فالمسـرح يحقق اهدافه على مستويين المستوى الجمالي، الذي يعمل فيه المسـرح المدرسـي على سد احتياجات الانسان العاطفية واشباع نهمه الى كل ما هو جميل، وذلك من خلال مشاركته في العروض الموسـيقية، والرسم ، والرقص. والمستوى الذهني الذي يتمظهر من خلال الوعي المكتسب من خلال التجربة المسرحية ، وكذلك تفتق شرنقة الابداع لدى التلميذ من خلال التجارب والابتكارات التي يندفع اليها لا اراديا من اجل النجاح والتميز في العمل المسرحي. اذن اصبح لدينا مزيج من العطاء من خلال هذا المسرح ، سرعة الفهم وسرعة التعليم و المقصود هنا بالتعليمية التوعوية ، توجيه العقل على مواضيع مطلوب فهمها فكان المسـرح هو احد هذه الوسائل لا لكونه تعليميا فقط بل يحمل جميع الصفات التي تجعل المشاهد او المستقبل يندمج معه كونه يبسط المعلومة ويجعلها طيعة سهلة الفهم ((ويساعد من خلال دورة الى تبسـيط وتيسـير الفهم، وحل المشكلات، وتنمية بعض القدرات والمهارات التي تتناسب مع بعض من عناصـر المنهج الذي يسعى لتحقيق الهدف العام للتربية))(2).
اذن هكذا كانت النظرة للمسـرح المدرسـي، يقوم المعلمون بتغذية التلاميذ من خلاله بما ينفعه، ويختارون له الطريق الصحيح للعيش مع ألمجتمع، ويعلمونه كيف يواجه مصاعب الحياة، وكيف يحل مشاكله الاجتماعية، ويعلمونه تعاليم دينه، كل هذا ليس من خلال محاضرة تلقى بل من خلال عمل مسـرحي يكون الطالب جزءا منه، إن المسـرح المدرسـي ليس مسـرحا تعليميا، بل مسـرحا تربويا، كون التعليمية في المسـرح انبثقت منذ نشأته الأولى لدى الإغريق، وكونه تربويا تكون حدوده المدرسة، وهذا ما أكده الباحثين والمهنيين بمسـرح الطفل، ولهذا يعد المسرح المدرسي تابعا ونابعا من مسرح الطفل ، وهو يحاذيه ويسايره في رسائله الموجهة للطفل تحديدا ، لكنه اختلف معه جذريا بمبدأ ان يقدم هذا العرض ممثلين محترفين او هواة يافعين ، بل اقتصر تقديم هذا المسرح على التلميذ تحديدا والمتواجدين في الفصل الدراسي ولمرحلة واحدة ، فهؤلاء التلاميذ ذات الاعمار المتقاربة في الفصل الدراسي هم من يحضرون للعرض المسرحي(الدرس) وبأشراف معلم المادة (المخرج) ، وتحويل الصف الى قاعة عرض مسرحي ، ممثليه من الطلبة والمتفرجين من الطلبة ايضا ومن نفس المرحلة، فالطفل عندما يمثل في العمل المسرحي ، فهو يعبر عن نفسه ، وعن الطاقة الكامنة في داخلة.
لذا نعتقد ان المسـرح المدرسـي لا يشترط بالمشتركين إن يكونوا محترفي تمثيل، فالطفل/الممثل/ التلميذ/ الطالب ، عندما يمثل يريد ان يلعب ، ويتعلم ، ولا يريد إن يكون فنانا محترفا من خلال ممارسته للتمثيل- هذا لا يعني اننا ضد الاحتراف-، بقدر ما يريد إن يحفظ المادة بطريقة سهلة ومرنه من خلال إسناد الدور المسـرحي إليه، فالمعلم الذي يقوم بتدريس الأطفال في المراحل العمرية الأولى يحتاج إلى تمثيل الدرس داخل الفصل فيكون بمثابة الممثل والمخرج للدرس، وبمشاركة بعض التلاميذ لتأدية الأدوار الموجودة في الدرس (المادة المقررة)،عندها سيكون تفاعل الطلاب بخيالهم وعقولهم مع المعلم إثناء الدرس.
ولأن المسـرح المدرسـي لا يعتمد على الموهوبين بالدرجة الأساس ، عليه إن يوزع المعلم الصف على شكل (group) مجاميع ويوزع ادوار المسـرحية، (مادة الدرس) على التلاميذ ، عندئذ نحصل على مشاركة الجميع بالعمل، وبدل إن يكون البعض من التلاميذ مشاهد أو مستمع فقط  سـيكون الجميع لهم الدور الكبير في توصيل المادة الدراسـية من خلال المشاركة والمشاهدة، فهو مرة يكون ممثلاً ومرة اخرى يكون متفرجاً داخل الفصل الدراسي.
فالتمثيل يعلم الطفل /التلميذ على ممارسة هوياته بحرية كما يعلمهُ القيمَ ، والمبادئ ، والاخلاق الحميدة ،فمثلا عندما يؤدي التلميذ دورا لموضوع مادة الدرس التي تحثه على مساعدة الوالدين، فانه بالتالي ينقل هذه التجربة الى البيت، فتراه دون شعور يقوم بما عليه من واجبات داخل البيت حتى وان لم يكن الموضوع من باب المساعدة، أي من باب اللعب او من باب لفت الانتباه، او من باب العلم بالشيء أي يريد التلميذ ايصال فكرة لوالديه انهم قاموا – أي التلاميذ- بتمثيل هكذا مادة بالمدرسة، وهذه نتيجة ما تعلموا منها، وطبعا تقوم التلميذة بنفس الفعل مع والدتها او اختها، او تقوم بنفسها في تنظيف ما يخصها من ملابس او سـرير نومها او غرفتها، اذن مادة الدرس التي كان التلميذ جزءا منها قد تعلم منها درسا في حياته اليومية وحاول ان يطبقه في بيته او مع زميله او مع صديقه او مع جيرانه، اذا كان موضوع الدرس يحث على احترام، او مساعدة الجيران، او مساعدة واحترام الكبير، وهكذا تسـير الامور لدى جميع التلاميذ اللذين يقومون بتمثيل ادوارهم في الصف او مشاهدة الدرس الممثل امامهم، اذن تحول الدرس من مجرد واجب يلقى على اسماعهم ويدرسونه من اجل الحصول على درجة في نهاية العام الدراسـي الى درس حياتي وعملي. كما إن فن المسـرح عندما يستفاد منه في التعليم كطريقة للدراسة والتدريس، ويعد كوسـيلة من وسائل التواصل الثقافي الخالقة لجمهور المسـرح الواعي، ومنها تتكون اللبنات الأولى للفنان المسـرحي ألأصيل، وبهذا اعترف الأديب الفرنسـي (بوسويه)في القرن السابع عشـر بان المسـرح التربوي ما هو إلا تمرينات تساعد التلاميذ والطلاب على تكوين أسلوبهم وعملهم أو تنظيم الأسلوب والعمل(3)،يتذكر الجميع وخصوصا المعنيين بشؤن المسـرح ان اكثر الفنانين المحترفين كانت بداياتهم الفعلية من خلال مشاركاتهم في الاحتفالات ، والاعمال المسرحية التي تقام داخل المدارس في المناسبات، والتي عادة ما كان يقوم بها- يخرجها- معلم اللغة العربية او معلم التربية الفنية الذي ليس بالضرورة هو اختصاص فنون مسـرحية، علما ان اغلب الاعمال المسـرحية التي كانت تقدم هي اعمال (تربوية) تحث الطالب على الاحترام او مساعدة الاخرين وفيها شيء من التوجيهات الاجتماعية وغالبا ما تكون كوميدية قصيرة، وقد يستعمل المعلم التمثيل داخل الفصل الدراسي وذلك لتحويل مادة الدرس من المادة المكتوبة ، المحكية ، الى مادة مسموعة ومرئية ، كما تسمح هذه الطريقة للمعلم بابتكار معاني والفاظ قد تساعد التلميذ في الاداء ، مثلا تحويل الدرس الى مادة غنائية ، او مادة مسرحية غنائية ، فالهدف من كل هذا هو ايصال مادة الدرس للتلميذ.  كما إن المسـرح المدرسـي((لا يعني التأطر في إطار فن التمثيل وإنما يتعدى الهدف إلى أبعد من ذلك، فالمسـرح يرمي إلى تنمية ثقافة الطالب ورفع مستوى قدراته وإمكانياته وذوقه، وترسـيخ مهارات الموسـيقى والرسم  والديكور والرقص والغناء والإضاءة))(4)
نحن نعتقد إن كل طفل يولد، تولد معه مواهب معينة، ليس بالضرورة ألتشابه مع ألأخر، بل من الممكن إن تختلف من طفل إلى أخر، فمنهم من تكون لديه موهبة التمثيل، أو موهبة الغناء، أو موهبة الرسم، أو التقليد، كل هذه المواهب يمارسها الطفل بطريقة اللعب دون المعرفة انه يمارس موهبته التي منحها الله إليه، ولكن عندما يكون داخل ألمختبر المسـرحي وتحديدا(المسـرح المدرسـي) كونه تلميذ، تظهر هذه المواهب من خلال مشاركته في الإعمال المسـرحية بقصد تعلم مادة الدرس ألمنهجي، وذلك من خلال الدور الذي يسند ليه ، وهي بالتالي تعتبر تجارب فنية وابداعية تضاف الى تجاربه في تعليم مواده الدراسية. وهو في هذه التجربة لا يعني فن التمثيل فقط، أنما يتعدى لكل ما لدى التلاميذ من مواهب وقدرات إبداعية تنبثق وتتطور بفعل التجربة هذه، فالمسرح ليس غريبا على الطفل اذا ما اردنا دراسة الموضوع من ابعاده المختلفة ، فهو كان يمارس فن التمثيل مع لعبة التي كان يلعب بها عندما كان طفلا لا يفقه من الدرس شيئا ، وكان يحاور ، ويناقش ، ويختلف مع لعبة ويتصارع معها، اذن فهو قد مارس التأليف ، الاخراج ، والتمثيل في نفس الوقت ، كما كان يحل المشاكل التي تحدث ما بين العب نفسها ، فالمسرح المدرسي لم يكن معنيا باللعب والتسلية فقط ، بل هو وسيلة لإيصال مادة الدرس الى التلميذ ، والتأثير على سلوكه النفسي والاخلاقي، وعلينا إن نأخذ بنظر الاعتبار أن المسـرح المدرسـي هو مسـرح ينتمي إلى المدرسة بحكم المكان والأفراد أو المشاركين فيه والموضوعات المثارة والكتابة والمناسبة والوظائف ألتعليمية والتربوية التي ينهض بها هذا المسـرح ، من خلال ما يقدمه في برامجه اليومية ، والدروس المقررة في منهج التلميذ.
لذلك علينا ان نميز بين المسرح المدرسي، وبين مسـرح الطفل، وذلك عندما نركز على المادة المنهجية، دون الرجوع الى مؤلفات ومواضيع خارج نطاق المنهج، فعندما نقول ان المسـرح المدرسـي (ينتمي إلى المدرسة) نقصد بذلك إن عروض هذا المسـرح تكون حصـرا في مسارح أو قاعات، أو ساحات المدرسة، كون المادة المعروضة مادة خاصة جدا بشـريحة معينة من الطلاب ولأعمار معينة كذلك، فالمسـرحية مأخوذة من مواد الدرس لهذه الفئة من التلاميذ، وهنا يجب الإشارة إلى إن المسـرح المدرسـي يختلف في اختياره المواضيع ألتي يريد معالجتها عن المواضيع التي يطرحها مسـرح ألطفل، مع علمنا إن المسـرح المدرسـي هو جزء لا يتجزأ من مسـرح الطفل، فالمسـرح المدرسـي معني بالمواد ألمنهجية للتلميذ، وليس هناك حرية للمخرج/ ألمعلم، اختيار مواضيع من خارج مادة الدرس ، او نصوص عربية او عالمية ، الا في حالة ممارسة انشطة للمناسبات الرسمية او غير الرسمية وهذه لا تعتبر مسـرح مدرسـي وان كان العمل يعرض داخل المدرسة ، بل هي رعاية ودعم للمواهب المسـرحية الموجودة في المدرسة وترفيهية ايضا، لذلك يمكن ان تعرض الاعمال المسـرحية لمدرسة أخرى لنفس الشـريحة والأعمار من التلاميذ ((لان المسـرح المدرسـي يهتم بالمناهج اهتماما كبيرا، وهذا ما يجعل موضوعاته مختلفة عن موضوعات مسـرح ألطفل(...) ولهذا فان من ألمفيد إن يتخصص المسـرح المدرسـي بالمناهج ألدراسـية ومسـرحة هذه المناهج لكي يزيد هذا التخصص عمقا وتألقا وازدهارا(...) فالمسـرح المدرسـي مختبر يعمل فيه الطلاب والطالبات لاستيعاب العلوم ومبادئ التربية والتعاون والابتكار والعمل ألجمعي والقيم الاجتماعية والمشاركة الوجدانية))(5)، هذا يعني ان المادة التي تعرض من خلال المسرح المدرسي تكون غنية بالفهم والوضوح وسرعة الاستقبال ، لان الطالب هنا هو من يقدم المادة ، فهو هنا المرسل والمرسل اليه ، يعني هو المرسل وهو المستفيد من هذا الارسال.
 
المصادر 
----------------------------------
(1) صباح الانباري، المجموعة المسـرحية الكاملة، منشورات ضفاف، منشورات ضفاف (بيروت)، 2017.
(2) د. كمال الدين حسن، المسـرح التعليمي المصطلح والتطبيق، المصدر السابق، 
(3) بلا،(( المسـرح المدرسـي ودوره في تقوية شخصية الطالب))، www.maghress.com/، 3/9/2017
(4) د. هيثم يحيى الخواجه، مسـرح الطفل، (دائرة الثقافة والإعلام، (الشارقة)، 2013)
(5) نفس المصدر

الاثنين، 20 سبتمبر 2021

توظيف المناهج الدراسية في المسرح المدرسي

مجلة الفنون المسرحية

توظيف المناهج الدراسية في المسرح المدرسي

الباحث : مجيد عبد الواحد النجار

التعليم ومنذُ بداياته الأولى في البلدان المتطورة، عمل على تطوير الوسائل التعليمة من اجل إفهام الطالب وتوصيل المادة الدراسـية بطرق سهلة، ومرنه، وواحدة من  هذه الوسائل اعتماده على المسرح المدرسي في تعليم وتطوير قابليات التلميذ والطالب على حد سواء ، دون النظر الى جماليات العروض ، وابعادها الفلسفية ، بل كان الهم الاكبر ان يكون هذا المسرح وسيلة لفهم التلميذ وتوعيته ، ودفعه للكتابة والتعبير عن نفسه ، وتطوير قابلياته الذهنية ، والجسدية ، والحسية ، حيث "أكد علماء النفس، كلما ازداد عدد الحواس التي يمكن استخدامها في تلقي فكرة معينة أدى ذلك إلى دعمها وتقويتها وتثبيتها في ذهن المستقبل والمتلقي، وتشير بعض الدراسات إلى إن 98% من معرفتنا نكتسبها عن طريق حاستي البصـر والسمع وان استيعاب الفرد للمعلومات يزيد بنسبة 35% عن استخدامه الصورة والصوت وان حدة احتفاظه بهذه المعلومات تزداد بنسبة 55%"()،لذلك ركز" جاردنرGardener  في ألذكاءات ألمتعددة، فان استراتيجية مسـرحة المناهج تعد من أفضل استراتيجيات التعليم والتعلم المحققة لأهداف تنمية ألذكاءات المتعددة لدى المتعلمين، حيث تقوم المسـرحيات المنهجية بتحقيق ألذكاءات الآتية: الذكاء اللغوي(...) الذكاء المنطقي ألرياضي (...) الذكاء المكاني(...) الذكاء ألحركي(...) الذكاء ألموسـيقي (...) الذكاء ألتكويني*" ()، يقصد جاردنر باستراتيجية (مسرحة المناهج) ليس كأسلوب من اساليب المسرح ، او اسلوب عرض مسرحي ينتمي الى مسرح الطفل او المسرح المدرسي ، بل هو تحويل مادة الدرس المنهجية الى نص مسرحي ، يعني هو طريقة كتابة لها علاقة بالأدب وليس بالمسرح  ,اما Dale فقد اكد على ان الفرد في الخبرة المسـرحية ، اما ان يكون مشاركا ، او ملاحظا، وهنا تكون الخبرة اكثر مباشـرة وذات معنى للشخص الذي يلعب جزءا من المسـرحية عن الشخص الذي يكون ملاحظا فقط. فالملاحظ يكون خارج التجربة والمشارك يكون داخل التجربة المسـرحية، لذلك هو يرتبط بواقع او حقيقة مباشـرة، وكل المسـرحيات هي في الاصل عمليات اتصال متشابكة لكل من المشاركين والنظارة، والمسـرحة هي عوض عن الخبرة الحقيقية.()  فالدرس الممسـرح له اثاره الايجابية على العديد من الطلبة، لكون مسـرحة المناهج تحول المسـرح المدرسـي الى ميدان علمي ثقافي ترفيهي محبب الى نفوس هؤلاء الطلبة، حيث تنقل عن طريق اعادة المادة العلمية في صورة شيقة وجذابه، مما يسهل عملية استيعاب مادة الدرس وفهما، ففي الوقت الذي يشاهد فيه الطالب بعينيه ويسمعه بأذنيه فانه يتفاعل معه بحواسه ووجدانه، مما يجعل المادة المقدمة مسـرحيا مادة راسخة ومؤكده، لذا تعتبر مسـرحة المناهج من انجح الوسائل التربوية لتحقيق الخبرة المباشـرة سواء للمؤدي او المتلقي، لان المادة العلمية التعليمية خرجت من كونها معلومات تملأ بها عقول الطلبة، وانما هي خبرات يكتسبها الفرد لكي يتفاعل مع حياته بشكل افضل(). هذا لان المسـرح المدرسـي مهمته تحويل الكلمات الجامدة الى صور متحركة ، وبالتالي تصبح لنا مادة الدرس من كلام مجرد ، جامد على الورق ، الى صور متحركة على المسرح ، داخل الفصل الدراسي ، وعندها يتحول التلميذ من مستمع فقط الى معايشة المادة المقررة . 
وهذا يحصل فيما إذا وجد من يحول مادة الدرس إلى نص مسـرحي، حيث  يتحول إعطاء مادة الدرس المقررة في المنهج إلى عمل مسـرحي له عناصـره، واشتراطاته، وتعليماته في التقديم وتحويل موضوع الدرس من وسـيلة الإيضاح الاعتيادية (الصبورة)،أو(الصور)،أو(السلايدات) إلى وسـيلة إيضاح جديدة بطرحها وبشكلها، هذه الوسيلة الجديدة هي من (ربت الشعب الاغريقي) ، قالها ارسطو في حينها ، وكان صادقا ، في فالمسرح يربي ويعلم ، لذلك كانت اهميته في كل عصر وزمان ، واستفاد منه في كل مجالات الحيات العلمية والفنية والسياسية والدينية .....
ومن هذه الاهمية انطلق الباحثين والدارسـين للمسـرح المدرسـي والمعنيين بمسـرحة المناهج بوضع تعاريف وسـياقات من اجل اعتمادها من قبل الدارسين، لذلك ذكر البعض إن مفهوم مسـرحة المناهج ألدراسـية هو إعادة تنظيم محتوى المنهج ألدراسـي ، وتحويله كما اسلفنا من حالة الجمود الى حالة الصور المتحركة ، كما ويغير طريقة التدريس وتحويلها من التلقين الى الحوارات المتبادلة بين التلاميذ انفسهم على شكل شخصيات يتقمصونها ويلعبون ادوارها ، حيث يقوم التلاميذ بتمثيل الأدوار التي تشكلت نتيجة تحويل النص من السرد الى الحوارات المتتالية ، والتي تتضمن صراع يعيشه التلاميذ بطريقتهم التي يفهمونها.  وهي بالتالي – أي العملية المسرحية- تمنحهم فهم المادة بسهولة ويسر وبوقت قصير. ووصف البعض الاخر مسرحة المناهج بانها "تنظيم المناهج الدراسـية وتنفيذها في قالب مسـرحي أو درامي، بهدف اكتساب الطلاب المعارف، والمهارات، والمفاهيم، والقيم، والاتجاهات، بصورة محببة ومشوقة، وهي نموذج لتنظيم المحتوى ألدراسـي، وطريقة للتدريس، والتعلم تتضمن إعادة تنظيم الخبرات التعليمية في صورة حوارات ومشاهد درامية يتم تنفيذها من قبل الطلاب للتعلم"()، ووفق كل هذا نفهم ان المناهج التي هي مصدر المسرح المدرسي تخرج من الاطار التلقيني الى اطارها الدرامي من خلال استخدام عناصر المسرح من ادهاش واثارة ومتعة، بغض النظر عن العناصر المسرحية الاخرى مثل الديكور والازياء والاضاءة ، فان ما يحتاجه المعلم من استخدامه لوسيلة المسرح هي ليس تعليمهم هذه المهنة او هذا العلم بقد ما يحتاجه لتوصيل مادة الدرس.
وبهذا تكون مادة الدرس عالقة بذهن التلميذ مدة اطول، حيث ان التلميذ لم ينفك من ترديدها مع زملائه او في الشارع او في البيت، لذلك تعلق كل الافكار التي طرحت في الصف بشكل عمل مسـرحي في ذهنه لمدة اطول.
لذلك يجب على ألمعلم/ المؤلف، إن يكون له خبرة بعناصـر ألعرض المدرسـي، التي تمكنه من ايصال التلميذ لما يريد ، ومن اقناعه بالطريقة التي يعمل بها ، لذلك عليه ان يطلع ولو بشكل بسيط ، من اجل كسب معلومات اولية عن الموسيقى ، لتمكنه من اختيار موسيقى للعرض او للأغاني التي ضمنها للنص الذي كتبه (مادة الدرس)  ، وعن الازياء والديكور ، ليتكن من تأثيث مكان العرض بما توفر لديه داخل الفصل الدراسي. 
إن النص المسـرحي كتب لكي يعرض على خشبة المسـرح لا إن يقرأ، مع انه ينتمي إلى ألأدب، هكذا هو الحال بالنسبة إلى المواد الدراسـية التي تتحول إلى نصوص مسـرحية، تتحول من مادة للقراءة إلى مادة تعرض على خشبة المسـرح من خلال المسـرح المدرسـي باعتباره وسـيلة تعليمية، لا بوصفه مسرحا للكبار او مسرح للأطفال ، ولكي يرسل برسالته التعليمية والتوجيهية، من خلال ألمبثوثات ألتي رسم بها النص المسـرحي، ينتج عن ذلك تقصير عملية الفهم والحفظ للطالب للموضوع ألذي عرض إمامه، بطريقة تبتعد عن الوسائل ألتقليدية، كالسبورة، أو الرسومات.
هناك نقطة مهمة في تنفيذ مسـرحة المناهج لابد من الاشارة اليها، وهي، ليس بالضرورة تنفيذ النص الذي يكتبه الطلبة، او معلم المادة او أي شخص يكلف بهذه المهمة، عن طريق توزيع الادوار على التلاميذ  مثل ما يحصل بمسـرح الكبار او مسـرح الطفل، حيث يوزع النص على ممثلين محترفين، او موهوبين، بل بالإمكان تنفيذ النص من خلال مسـرح العرائس، أو مسـرح الدمى، أو مسـرح خيال الظل، وكل هذه المسارح يكون التلميذ هو المؤدي، هو الذي يقوم بعملية تحريك الدمى أو العرائس، وهذا لا يغير من أهمية الوسـيلة ألتعليمية للمسـرح المدرسـي ألمطلوب تنفيذ المواد ألمقررة في المنهج ألدراسـي، مازال مادة العرض هي من المنهاج المقرر.
لذلك ندعو الى  تحويل المواد ألدراسـية جميعها إلى نصوص مسـرحية، ولا يقتصـر على مادة محددة، كما بالإمكان استخدام هذه الوسـيلة ( المسـرح المدرسـي ) في ألمرحلة المتوسطة والإعدادية، ولا تقتصـر على المرحلة الابتدائية، لما لها من أهمية كبيرة.
وفي الختام لا بد ان نذكر اهم الامور التي يمكن ان تفيدنا في العمل كمعلمين او مدرسـين او مشـرفين، وقبل هذا ان نؤمن بها لكي تكون سـياقا في عملنا من اجل استعمال الدراما في شـرح وتعليم المواد الدراسـية، بطريقة تساعد التلميذ/الطالب على الفهم السـريع والاستيعاب والحفظ الذي يمكن ان يبقى في الذاكرة كون ان الدرس قدم من قبل التلميذ/ الطالب نفسه.
ومن اهم هذه الامور هي:
اولا- الوسائل التعليمية تعمل على تسهيل العملية التعليمية وتطورها. وذلك من خلال اختزال الزمن، فبدل إن تعطى المادة(الدرس) في محاضرتين، أو ثلاث، سـيكتفي المعنيون بإعطاء المادة نفسها في محاضرة واحدة عند استخدام الوسائل التعليمية.
ثانيا - يعد المسـرح المدرسـي وسـيلة مهمة في تدريس المناهج للتلاميذ والطلبة في العديد من المدارس الأوربية، لذلك يعد من أهم الوسائل التعليمية، التي تستعمل لتدريسهم ، وثبت كمنهج للتعليم.
ثالثا- يكون المعلم، المؤلف، والمخرج ،كما ويكون هو المسؤول عن تجهيز التقنيات الأخرى التي يحتاجها في العرض المسـرحي، ليس المقصود بالتقنيات هنا تقنيات العرض المسـرحي كما هي موجودة في المسارح الاحترافية، بل التقنيات المتوفرة من (داتا شو او حاسوب) او غيره من الامور البسـيطة والمتوفرة لدى المعلم او ادارة المدرسة، اذ يلعب المعلم في المسـرح المدرسـي الدور الأساسـي في تنفيذ العمل من بدايته حتى العرض، لكونه الوحيد القادر على استعمال هذه الوسـيلة - المسـرح المدرسـي- فمن الممكن ان يكون مؤلفا ومخرجا، واذا اقتضى الامر ان يكون ممثلا لاحد الادوار، كان يكون شخصية الراوي او معلم او مدرس او دكتور او اب........الخ وهذه المشاركة ستعطي الطالب طاقة ايجابية باتجاه العمل وحب المعلم والمادة في ان واحد.
رابعا- تكون مهمة المسـرح المدرسـي لإفهام التلميذ مادة الدرس حصـرا، المسـرح المدرس يعتمد على مسـرحة المناهج، وغير ملزم المعلم الذي يستعمله كوسـيلة تعليمية، بتأليف نصوص مسـرحية خيالية، أو من قصص لمؤلفين محترفين، أو جلب نصوص مسـرحية جاهزة من خارج المدرسة، لان المقصود "بمسـرحة المناهج احياء المواد العلمية، وتجسـيدها في صورة مسـرحية تعتمد على شخصيات تنبض بالحركة والحياة، لتخرج من جمود الحروف المكتوبة على صفحات الكتب "().قد يعتقد البعض ان(مسرحة المناهج ) هي عرض مسرحي ، كلا، ان (مسرحة المناهج) هي تحويل مادة الدرس الى نص مسرحي ، يعني انها فعلٌ كتابي ، لا فعل عرض ، فمثلا نقول (مسرحة القصة ، او مسرحة الرواية ، او مسرحة الشعر)، وهنا اجد ان مقولة مسرحة الشعر تختلف اختلافا كبيرا عن(المسرح الشعري) الذي نتعامل به وهي جنس مسرحي متداول بين المختصين.
خامسا- يهدف المسـرح المدرسـي إلى اكتشاف الطاقات لدى التلميذ وتطويرها، ومن أهم ما يشتغل عليه المسـرح المدرسـي بعد إيصال مادة المنهج، كشف المواهب، في الإلقاء، والتمثيل، والخطابة، والابتكار.
سادسا- ينتمي المسـرح المدرسـي إلى المدرسة. حدوده هي (الصف، ساحة المدرسة، القاعة الداخلية للمدرسة، حديقة المدرسة).
سابعا- المسـرح المدرسـي يحقق الغايات المنشودة في التعليم بسـرعة أكثر من عدم استخدامه ،كونه معني بتعليم مادة المنهج المقررة إلى التلميذ، من خلال أشراكه في العمل المسـرحي الذي يؤلف لهذا الغرض.
ثامنا- إن حاجة المتحدث المعلم/ المدرس، الراوي إلى التمثيل، دليل على إن مخاطبة الحواس البصـرية له الأثر الكبير في فهم وحفظ المعلومة، ولذلك نرى البعض من المتحدثين يوصف الأشياء التي يتحدث عنها بكلتا يديه أثناء الحديث.
ومن اجل تحقيق ذلك نوصي بالاتي:
على المعلمين والمعنيين بالتعليم، التركيز على الوسائل التعليمية، البصـرية، والسمعية.
على المعلم استعمال الوسائل التعليمية التي تلائم مادة الدرس.
محاولة إشـراك التلاميذ في إيصال مادة الدرس المنهجية.
على المعنيين بالوسائل التعليمية، اعتبار المسـرح المدرسـي وسـيلة تعليمية لا تقل أهمية، عن الوسائل الأخرى المستعملة في المدارس.
على المعلم الذي يستعين بالمسـرح المدرسـي، كوسـيلة تعليمية، إن لا يكون تقليديا في استخدامه، ولا يكون مغالياً فيه، وان لا ينسى كونه وسـيلة تعليمية.
عدم اعتماد المعلم على المؤلفات الجاهزة من المسـرحيات، لكون المسـرح المدرسـي لا يعرض هكذا مؤلفات، بل لزوما عليه إن يستعين بالمادة المقررة في المنهج، ولا باس بالاستعانة بكاتب محترف من اجل تحويل مادة الدرس الى نص مسـرحي، شـريطة ان يحتفظ بنص المادة، ولا باس بالإضافات البسـيطة من اجل البناء الدرامي للنص.
على المعلم إن لا يستعين بالمواهب الجاهزة لديه في داخل الصف، بإنتاج العمل المسـرحي، بل عليه إشـراك جميع الطلبة.
المعلم غير ملزم بعرض إنتاجه، في القاعات المخصصة للعروض المسـرحية، بل الأهم من ذلك التركيز على المادة وعرضه داخل المدرسة، لكون العمل لا يحتاج إلى تقنيات العروض احترافية، أو إلى الأمور فنية.
لا بد من مشاركة التلاميذ جميعهم في العرض المسـرحي، من خلال التمثيل أو التحضيرات، أو مشاركتهم الفاعلة في الإخراج.
لا باس ان تقوم الجهات المعنية بالتربية من اقامة مسابقات لمسرحة المناهج ، وأقامة ورش لذلك اذا اقتض الامر.

الأربعاء، 28 أغسطس 2019

عرض مسرحية (غسيل لن يجف)المرأة التي فقدت زوجها

مجلة الفنون المسرحية

عرض مسرحية لن يجف)المرأة التي فقدت زوجها

تم عرض مسرحية (غسيل لن يجف) من اخراج حيدر كامل  وتأليف مهند بربن في مهرجان المسرح المدرسي والمسرحية  تدور حول المرأة التي فقدت زوجها في ظل ظروف الحرب والظلم , لأنه كان رافضا للظلم والوضع المتردي الذي ساد البلاد , والمحور الاساسي للمسرحية يهدف الى ابراز الاساليب اللانسانية التي تم استخدامها في ظل الصراعات السياسية والعمود الذي جرى عليه اعدامات ابناء شعبنا العراقي من اجل السلطة والانظمة الديموقراطية . 

شارك في اعداد المسرحية نخبة من المشرفين والفنيين في قسم النشاط الرياضي والمدرسي , حيث كان الاشراف العام للأستاذ فلاح حسن والاشراف الفني للسيد سلام سلمان , اما مساعد المخرج عزة مانع والاضاءة لبيب حبيب , والموسيقى حسين شمخي , في حين اشرف على الديكور حيدر مكي وحسين عبد الحميد .















الجمعة، 16 فبراير 2018

المسرح المدرسي يمزج بين الاستعراض والموسيقا والغناء

مجلة الفنون المسرحية

المسرح المدرسي يمزج بين الاستعراض والموسيقا والغناء



رشا محفوض -سانا

في سابقة تعد الأولى بتاريخ المسرح المدرسي مزجت بين المسرح الغنائي الحي والموسيقا والكورال أقيم مساء اليوم على مسرح الأوبرا بدار الأسد للثقافة والفنون الحفل الفني لفرقتي أوركسترا وكورال وزارة التربية وفرقة الفنون الشعبية المركزية بالتعاون مع معهد صلحي الوادي بقيادة المايسترو محمد رامي عودة.

وتنوعت الأغاني والقطع الموسيقية في الحفل الموسيقي من تراثية وأغان قديمة ومقطوعات كلاسيكية لمؤلفين أوروبيين وسوريين فادى الكورال أغاني “كانوا يا حبيبي” باللغتين العربية والروسية و”مشوار رايحين مشورا” للرحابنة.

البرنامج الموسيقي للحفل الذي تولى توزيعه الموسيقي عودة قدم خلاله مقطوعتين كلاسيكيتين لشترواس وفيفالدي ونشيد كارمينا بورانا الشهير لكارل اوف والرقصة الهنغارية لبرامز احتوى إضافة إلى ذلك مقطوعات من صميم الموسيقا العربية منها وصلة الحجاز لتبرهن الفرقة على مقدرتها لتقديم مختلف الصنوف الموسيقية المتناغمة والمتجانسة.

وجاء العرض الذي أخرجه موسى أسود غنيا بالموضوع المقدم إضافة إلى الحركات والايماءات المسرحية الاحترافية التي أداتها فرقة الفنون.

يذكر أن فرقة كورال وزارة التربية تأسست عام 2008 بعد القيام بجولات على المدارس في محافظات دمشق وريفها والقنيطرة وسبر نحو خمسة آلاف تلميذ وتلميذة تم اختيار مجموعة منهم ممن يمتلكون الموهبة والقدرة على الغناء لتشكيل فرقة الكورال المركزية.

أما فرقة الأوركسترا تأسست عام 2009 وتضم مجموعة من العازفين الطلاب والطالبات على مختلف الآلات الموسيقية يتم تدريبهم من قبل مدربين مختصين من ملاك مديرية المسرح المدرسي والأنشطة الفنية في وزارة التربية.

وشاركت أوركسترا وكورال وزارة التربية بالعديد من الحفلات و النشاطات الثقافية منها حفل في دار الأسد للثقافة والفنون بمرافقة الفرقة السيمفونية الوطنية السورية عام 2008 وافتتاح المعرض المركزي الأول للفنون الجميلة 2009 والاحتفالية التي أقامتها الهيئة السورية لشؤون الأسرة بمناسبة مرور 20 عاما على توقيع سورية اتفاقية حقوق الطفل 2009 إضافة لمشاركتها في المهرجان الدولي الثالث عشر لموسيقا الطفل في روسيا عام 2010 ونالت الفرقة المركز الأول مع مرتبة شرف.

والموسيقي محمد رامي عودة خريج المعهد العالي للموسيقا قام بتوزيع عدة أغان موسيقية لصالح التلفزيون العربي السوري إضافة إلى توزيع ما يقارب 50 قطعة موسيقية لصالح اوركسترا وكورال وزارة التربية وتأليف عدة قطع موسيقية وهو عضو أساسي في الفرقة السيمفونية الوطنية ومدرب التي الأوبرا والبيانو في مديرية المسرح المدرسي والأنشطة الفنية إضافة إلى مشاركته في العزف مع العديد من الفرق داخل وخارج سورية.


الأحد، 28 يناير 2018

وزارة التربية والتعليم بالإمارات والهيئة العربية للمسرح تواصلان إقامة ورشات تكوين المعلمات والمعلمين في المسرح المدرسي

مجلة الفنون المسرحية

وزارة التربية والتعليم بالإمارات والهيئة العربية للمسرح تواصلان إقامة ورشات تكوين المعلمات والمعلمين في المسرح المدرسي


نتيجة الدينامية الجديدة التي يشهدها قطاع التربية والتعليم بالأمارات العربية المتحدة، الهادفة إلى ضخ دماء جديدة في الحياة المسرحية بمختلف الإمارات، وبتعاون مع الهيئة العربية للمسرح، انطلقت يوم الأحد 28 يناير 2018 ورشتان متوازيتان بكل من عجمان والعين، من تنظيم قطاع الأنشطة والرعاية بوزارة التربية والتعليم، لفائدة معلمات ومعلمي مختلف مستويات التعليم الأولي والمتوسط والثانوي
ويشرف على الورشة المقامة بمعهد تدريب المعلمين بعجمان الأستاذ غنام غنام والأستاذة عبير الوكيل، ويستفيد منها حوالي خمسين معلمة ومعلم، في حين يشرف على ورشة العين الأستاذ فائق الحميصي، ويستفيد منها ما يقارب ثلاثين مدرسة ومدرسا.
وقد افتتحت الورشة المقامة بعجمان من طرف السيدة اسمهان رامي، المسؤولة عن تطوير المشاريع بوزارة التربية والتعليم بالإمارات، التي حددت الأهداف من وراء هذه الورشة في أفق التنظيم المرتقب لمهرجان الإمارات للمسرح المدرسي، وكذا السيد الحسن النفالي عضو مجلس الأمناء، مسؤول الإدارة والتنظيم بالهيئة العربية للمسرح الذي ناب عن الأستاذ اسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة، حيث أشاد بهذه الدينامية التي تعرفها وزارة التربية والتعليم، وعبر عن استعداد الهيئة لدعم هذه المبادرة الهامة التي تتماشى وفق الاستراتيجية العربية لتنمية المسرح المدرسي بالوطن العربي وفق التوجيهات السامية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.
وإثر ذلك انطلقت الورشة، بتأطير الأستاذ غنام غنام الذي قدم لمحة موجزة عن أسباب العمل على إيجاد الاستراتيجية العربية لتنمية المسرح المدرسي بالوطن العربي ومحتواها وأهدافها، مع التركيز على تعريف المسرح المدرسي المعتمد من قبل الهيئة العربية للمسرح، والأهداف التربوية والتعليمية المتوخاة منه، وآليات وسبل التعامل مع المتعلمين في مختلف المستويات التعليمية. وتتمة للفرشة النظرية التي قدمها الأستاذ غنام خصصت الأستاذة عبير الوكيل الفترة الثانية للجانب التطبيقي في مجال العرض المسرحي بالمدرسة مع التركيز على الفنون التعبيرية والكوريغرافية .
وستتواصل هاتين الورشتين إلى غاية يوم الخميس 31 يناير 2018 .

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption