أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

‏إظهار الرسائل ذات التسميات المسرح الأمريكي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات المسرح الأمريكي. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 26 يونيو 2022

مسرحيتان عن المال والتنوع تحصدان أهم جوائز "أوسكار المسرح" في برودواي

مجلة الفنون المسرحية



السبت، 28 نوفمبر 2020

القسوة والجسد Living theatre / علاوة وهبي

مجلة الفنون المسرحية 
القسوة والجسد Living theatre   /  علاوة وهبي

Living thaetre فرقة مسرحية نالت شعرة كبيرة في القرن الماضي وجابت انحاء العالم بعروضها التي تميزها القسوة والاعتماد علي الجسد اكثر من الكلمة تاسست الفرقة سنة1947 
بالولايات المتحدة الامريكية من طرف كل من جوديت  مالينا الالمانية الاصل وجوليان باك الامريكي الاصل بعد لقائهما.جوديت (1926\2015) هى مخرجة مسرحية طليعية اما جوليان باك(1925\1985) فهو فنان تشكيلي وسينوغراف ودراماتورج
كلاهما تاثر بانتونان ارتو والمسرح الملحمي عند برتولد بريخت عملت الفرقة منذ عروضها الاولي علي التجديد في اشكال العرض المسرحي .وكان لها تاثير كبير فيما بعد علي الفرق المسرحية وخاصة في القرن الماضي.
اهتمت جوديت مالينا بالمسرح تلاروبي ومانت ترغب في ان تصبح ممثلة وانتسبت الي مدرسة الوورك شو المدرسة التي اسسها واشرف علي التدريس بها المخرج اروين بيسكاتو  استاذ بريخت وخلال دراستها توجهت الي الاخراح واما جوليان باك  فهو الفنان التشكيلي ولم يبدأ اهتمامه بالمسرح الا بعد لقائه بجوديت سنة1943 ومعا قررا انشاء اللفينغ تياتر سنة1947 استقرت الفرقة بداية من سنة1951في قاعة شيري لي تياتر بنيويورك حيث بدات في عملية التزاوج بين المسرح والشعر وانتحت نصوصا لكل من بول غودمان وبرتولد بريخت وغارسيا لوركا والان جانسبيرغ وكانت اعمالهما متع
ارضة ومناقضة تماما لما تقدمه مسارح برودواي وقد عملت الفرقة علي تحرير اللغة المسرحية باستخدامها الشعر وكان اتجاههما نحو المسرح الحي ونزلا الي الشارع بعروضهما ففي مسرحهما وجدت الكلمة قوتها وتحررت من التقليدية وعندا اكتشفا مسرحية بيرانديللو (الليلة نرتجل) بدا اهتمامهما بسكل جديد من المسرح والذي يعرف بالميتا مسرح واصبح اكتشافهما لاعمال بيراندييلو الواقع الاهم في اعمالهما بحيث بدا التساؤل عن علاقة الخيال بالواقع مما اوصلهما الي التفكير في معني المسرح واسلوب العرض..  
وتعد مسرحيتهما(the connection )  المسرخية الفضيحة اذ استخدمت فيها المخدرات الحقيقبة فوق الركح مما خلق لد الجمهور خادلط بين الواقع والخيال كما كان ذلك واضحا فوق الركح كذلك.اما في عروضهما الموالية فم يعد الامر بين هو المجابهة بين المسرح والحياة ولكن دج الفن في  الحياة ونزلت الفرقة بعروضها الي الشارع ومنذ بداية1960وكرد فعل علي ااسياية الامريكية وحرب فياتنام بدا تشدد الفرقة في عروضها وامتشفا انتونان 
ارتو واختارا الجمع بين الثقافي والجسدي وفي عرض( the brig ) شرعا في تطبيق نظرية ارتو وتبنو اسس مسرح القسوة.لكن بعد هذا العرض قامت السلطات الامريكية بغلق مسرح  الفرقة ونفيها من امريكا فاختارت المنفي في اروبا. وقدموا مسرحية جالوا لها في مدن اروبية كما شاركوا في احدي دورات مهرجان افينيو واما المسرحية فهي(paradise now ) وكان ذلك سنة1968وبعدها بسنتين قررت الفرقة حل نفسها مع مواصلت مالينا وباك ابحاثهما وعملهما الابداعي الي غاية السنة التي توفي فيها جوليان باك1985 وقدت تطوت الفرقة بشكل جيد بالمرور من مسرح  النص التقليدي الي مسرح في خدمة الواقع.
كانت الlivingتولي اهمية خاصة وكبيرة للمتفرج واعطائه دورا كبيرا اذ المتفرح هو من يقترح الحلول في العرض وكانت تعمل علي جعل المتفرج في حركية الامر تلذي يمكنه من ان يصبح  ممثلا علي الركح بحيث كانت تؤسس عروضها علي مراحل تؤدي كل مرحلة الي ما يعرف بالمسرح  الحر اين يطلب من المتفرج ان يصبح ممثلا واقتراح موضوعات للارتجال وهذه تلمرحلة هي التي تسمي بالمسرح الحر وتمكن المتفرج من الصعود الي الركح والارتجال خلال  العرض مما يخلق حالة من الاحساس بالمجتمعية والثقة بالنفس ولم يعد الممثل لنص بعينه ولكنه يواجه الحظ في اللعبة مما يجعل الجسد في مواجهة فضاء مختلف عن فضاء الركح المسرحي وهنا يصبح جسد تلممثل هو الاساس وبءلك تكون فرقة ال(living ) ملتزمةبارتو ونظريته في مسرح القسوة خاصة ما تعلق بالجسد والصوت فمن خلال تمرينات تهدف تلي مراقبة الجسد والصوت يمكن للممثلين بلوغ  مرحلة بسيكولوجية لاظهار وبطريقة مقنعة القيوة وبانسبة لمالينا فان الامر يتعلق(بمعالجة  الاذي بالاذي)او كما نقول فيةعربيتنا معالجة الداء بالداء او كما قال الشاعر ابو نواس وداويني بالتي كانت هي الداء في مسرحي paradise استخظمت الفرقة اغاني الشارع للمطرب جاكسون ماك لو  واضافت اليها مطالب اخري عن جوازات السفر والتعري والحقوفي تدخين الماريخوانا وغيرها .وحدث في احد العروض ان صعدت فتاة الي الركح وتعرت انامةالجمهور صارخة هذا من حقي .
اذكر فيما اذكر ان فرقة living theatre جاءت في زيارة الي الجزائر وشاركت في دورة1970من مهرجان مسرح الهواة بمستغانم وقد احدث العرض الذي قدمته  في ملعب بن سليمان صدمة لدي المتفرج غير المتعود علي هكذا عروض كما صدمنا نخن عناصر الفرق المسرحية النشاركة في المهرجان ولكن الي جانب كونه صدمنا فقد ابهرنا  وبدابهرتنا بشكل خاصةقدرات الممثلين وتحكمهمىفي اجسادهم .وتمكنهم من مخاطبة المتفرج بحركة الجسد والتي كانت في الغالب اكثر بلاغة من الكلمات المنطوقة.
فرقة ال living theatreكان لها تاثير كبير بعدها علي بعض فرق الهواة التي حاولت تقليدها علي الاقل في استخدام  الجسد ولغته  واستخدام نظرية القسوة كما جاء بها ارتو  ويلمس ذلك بسكل خاص عند قدور  النعيمي في مسرحية (جسدي صوتك وفكره) الي جانب اعمال اخري لفرق اخري.

الأربعاء، 5 أغسطس 2020

مسرحية شكسبير التي تنبأت بتعامل إدارة ترامب مع جائحة فيروس كورونا

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية شكسبير التي تنبأت بتعامل إدارة ترامب مع جائحة فيروس كورونا

اشتهر الشاعر والكاتب المسرحي الإنجليزي وليام شكسبير بمسرحياته التي نالت مكانة خاصة في الأدب العالمي، وأبرزها مسرحية “الملك لير” التي لم يكتبها عندما ضرب الطاعون لندن على خلاف عديد المسرحيات الأخرى.  وفي مقاله الذي نشرته مجلة “نيويوركر” الأميركية، قال الكاتب جيميس شابيرو إن مسرحية “كريولانس” التراجيدية التي تناولت “العدوى” و”الطاعون” و”جثث الرجال الذين لم يدفنوا” ربما تكون كتبت عام 1608، في أعقاب انتفاضة شعبية في مدينة ميدلاندز وسط بريطانيا احتجاجا على الأضرار الفادحة التي تسببت بها الرأسمالية الزراعية، وتعد المسرحية بمثابة سرد لما يحدث في زمن الأزمات.

واحتج آلاف العمال، في المسرحية، على تسييج أصحاب الأراضي الأثرياء المراعي المشتركة بأسوار، وتبع ذلك قمع أصحاب السلطة والنفوذ بشكل وحشي تلك الثورة الاجتماعية، ما أسفر عن مقتل عشرات المتظاهرين، ثم وقع إعدام زعماء العصابات وفي بعض المناطق، خزّن الأثرياء المواد الغذائية. وهذا ما أدى بدوره إلى ارتفاع أسعار الحبوب، وتلا ذلك حدوث مجاعة.

وفي أوائل القرن الـ17، بينما كان يكتب شكسبير مسرحياته، اجتاح الطاعون لندن ولم يكن أحد يعرف سببا له، لكن المسؤولين أدركوا أنه من الضروري اتخاذ إجراءات تتعلق بالتباعد الاجتماعي، وأن المسارح المزدحمة كانت تشكل خطرا كبيرا.

وأشار الكاتب إلى أنه عندما تجاوز عدد الوفيات الناجمة عن الطاعون ثلاثين شخصا من سكان لندن خلال أسبوع واحد، أمرت السلطات بإغلاق المسارح العامة في المدينة، وخلال هذه الفترة، كتب وليام شكسبير مسرحية “كريولانس” التي تسلّط الضوء على الأزمات الاجتماعية والاقتصادية لحقبة قديمة من الزمن.


القائد الروماني الأسطوري
كانت مسرحية “كريولانس” نتاج هذه اللحظة المظلمة، واستلهم شكسبير قصتها من “حياة القائد الأسطوري الروماني “غايوس كوريولانوس” الذي سجل قصته الفيلسوف والمؤرخ اليوناني فلوطرخس المتوفى عام 125م ضمن تدوينه لحياة النبلاء الإغريق والرومان.

وفي الواقع، بدأ فلوطرخس سيرته الذاتية مع الأعوام الأولى لكريولانس. أما شكسبير، فقد بدأ قصته في وقت لاحق من السرد، عندما أصبح مواطنو روما، الذين لم يتمردوا بسهولة، يائسين بما يكفي لمواجهة أولئك الذين يحكمون ويتولون السلطة.

في نسخة فلوطرخس، تأثر الرومان سلبا بسبب سعر الفوائد الربوية المرتفع، لكن شكسبير في مسرحيته غيّر طبيعة شكواهم، حيث أصبح المواطنون الجائعون غاضبين من حقيقة أن الأغنياء يخزنون الإمدادات الغذائية التي هم بأشدّ الحاجة إليها. وتحقيقا لهذه الغاية، أعاد شكسبير صياغة “حكاية البطن” الشهيرة لفلوطرخس، وهو خطاب يهدف إلى إسكات المعارضة، يلقيه الأرستقراطي البليغ منينيوس.

في المشهد الافتتاحي “لكريولانس”، يتصارع منينيوس (أحد النبلاء وعضو مجلس شيوخ بروما) مع الجماهير الساخطين ويهين أحدهم، مؤكدا أن ما ينبغي أن يفعله الجياع واليائسون هو الصلاة وليس طلب الإغاثة.

ويصر منينيوس على أن من هم في السلطة لا يتحملون المسؤولية عن الكارثة التي يواجهها المواطنون العاديون الآن “فالقحط من صنع الآلهة لا الأشراف، والخضوع لها، لا رفع السلاح، هو الذي يفيدكم”. ويضيف منينيوس أن الشكاوى ضد قادتهم يجب أن تتوقف، “فأنتم إنما تطعنون في مسيّري الدولة المعنيين بكم كالآباء عندما تشتمونهم كالأعداء”.


وبيّن الكاتب أن الإهانات ورفض قبول المسؤولية ستكون مألوفة لأي شخص تابع مؤخرا جلسات الإحاطة اليومية التي يعقدها البيت الأبيض حول فيروس كورونا، وفي المقابل ينتهي دفاع منينيوس عن سياسات الحكومة بأمره الحشد الجماهيري الغاضب بالتراجع، إذ إنهم مخطئون في الاعتقاد بأن المخزونات التي يسيطر عليها من هم في السلطة هي ملك للشعب، لأن الحكومة هي في الواقع “مخزن الجسم كله وحانوته”، وأن “ما من خدمة عامة تنالونها إلا وتصدر عنهم وتنبثق منهم لا عنكم أو منكم أنتم”.

المخزون الفدرالي الأميركي
ويقارن الكاتب بين مواقف الحكام والعامة في مسرحية “كريولانس” وبين تصريحات جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي الذي قال إن القصور في معالجة الأزمة من مسؤولية “الولايات المتحدة” وليس من مسؤولية واشنطن (العاصمة)، وأكد كوشنر أن الولايات لا تملك حقا تلقائيا بتلقي المساعدة.

وتابع صهر الرئيس الأميركي قوله “فكرة المخزون الاتحادي (من المعدات الطبية) هي أن يكون هذا المخزون ملكنا”، مضيفا “ليس هذا مخزونا للولايات تستطيع استخدامه كما تشاء”، ويقول الكاتب إن مفهوم “ملكيتنا” يبدو كأنه انتزع مباشرة من مسرحية شكسبير.

وأضاف الكاتب أن دونالد ترامب لم يستغرق وقتا طويلا لمواصلة ما أعلنه كوشنر، ويقول الكاتب إن تغريدة ترامب مطلع أبريل/نيسان الجاري التي قال فيها “يحمل البعض شهية مفرطة ولا يشعرون بالرضا (السياسة؟). تذكر، نحن نمثل غطاء لهم. كان على المتذمرين أن يجهزوا أنفسهم قبل وقت طويل من وقوع هذه الأزمة” تذكرنا باستهانة البطل كوريولانس بالأشخاص غير الممتنين الذين يفترض أن يكونوا على علم بجهوده وإنجازاته؛ كما يُشبه ترامب كوريولانس بصفته الشخص الغريب الذي يفتقر إلى التعاطف، والذي دفعه مؤيدوه لاعتلاء منصب سياسي لا يناسبه تماما.

حروب روما
وبينما تكون روما في حالة حرب مع المدن المجاورة لها وعلى شفا حرب أهلية في الزمن القديم، ينزعج أصحاب السلطة بشدة بسبب “نكران الجميل”، وهي كلمة ذكرت عديد المرات في مسرحية شكسبير.

وفي إحاطة إعلامية بالجائحة، وبعد أن استمر ترامب مطولا في التمييز بين المحافظين “الكرماء” والمحافظين الذين لا يتسمون بهذه السمة، سأله أحد الصحفيين قائلا “لماذا يهم ما إذا كانوا كريمين أم لا طالما أنهم بحاجة إلى الإمدادات؟”.

وبينما تمثلت إجابة ترامب في أن ذلك أمر غير مهم، إلا أنه في الواقع يُعد مهما بالنسبة إليه، يقول الكاتب، كما هو الحال في مسرحية “كوريولانس” حيث يُعتبر ما قام به أولئك الذين لا يثقون في كوريولانس والذين فشلوا في تقديره “نوعا من الجحود”.

وفي خضم تصاعد آثار الجائحة الحالية في أميركا، لم يتضح بعد ما إذا كان أولئك الذين يعدون في أمس الحاجة إلى الإمدادات المخزنة سيحصلون عليها في الوقت المناسب، وما إذا كانت غالبية المواطنين في “جمهورية الولايات المتحدة” ستصل إلى النقطة التي يطفح فيها كيلهم، ويبدؤون في البحث عن خيار آخر.

-------------------------------------------------------------------
المصدر : الجزيرة  - الصحافة الأميركية -  نيويوركر

الثلاثاء، 3 يوليو 2018

واقعية الرمز عند الكاتب الاميركي "تينيسي وليامز"

الأحد، 14 يناير 2018

«موبي ديك» على المسرح الأميركي وتقديمها على الخشبة كان يعتبر نوعاً من الجنون

مجلة الفنون المسرحية

«موبي ديك» على المسرح الأميركي وتقديمها على الخشبة كان يعتبر نوعاً من الجنون

د. رياض عصمت - الشرق الأوسط 


يكاد مجرد التفكير بتقديم رواية هرمن ملفيل الشهيرة «موبي ديك» على خشبة المسرح يعتبر ضرباً من الجنون، ذلك لأن معظم أحداث تلك الرواية الضخمة يدور على متن سفينة صيد حيتان يقودها الكابتن إيهاب، صاحب الساق الخشبية بعد أن قضم ساقه حوت أبيض عملاق، فأصابه هوس مطاردة واقتناص ذلك الحوت المسمى «موبي ديك» انتقاماً منه لما فعل. بالتأكيد، يبدو المسرح، على الرغم من تطور إمكانياته التكنولوجية في العصر الحديث، مجالاً فنياً مستحيلاً أمام عمل كهذا، بحيث اقتصرت مقاربات هذا العمل الروائي الفريد على السينما والتلفزيون. هكذا، سبق أن قاربت السينما رواية هرمن ملفيل (1819 – 1891) «موبي ديك» كثيراً من المرات، لكن مقاربة هذه الرواية الملحمية ظلت في المسرح أمراً نادر الحدوث، بل لم يسبق لي أن سمعت شخصياً بأحد أقدم عليه على الإطلاق، إذ هل يمكن أن يتجرأ خيال مخرج على أن يوزع دور الحوت الأبيض إلى ممثل؟ وكيف يمكن أن يجسد المخرج الصراع بين صيادي الحيتان والبحر الهائج وحيتانه الضخمة على خشبة مسرح؟ بل هل يجرؤ مؤلف مسرحي أصلاً على مقاربة تلك الرواية المعتبرة بين أعظم الروايات الأميركية الرائدة قاطبة وإعدادها كنص مسرحي حافل بالحوار؟ أسئلة كثيرة ستحوم بلا شك في ذهن أي متفرج قبل أن يحضر إنتاج فرقة «لوكينغ غلاس» لهذه الرواية مسرحياً، وذلك بعد أن جال عرض «موبي ديك» كثيراً من المدن الأميركية خلال عامين قبل أن يعود ليستقر به المقام في عقر دار المسرح الذي انطلق المشروع منه في وسط شيكاغو.

بدأت قصة العرض في عام 2014، من خلال عرض مسرحي تجريبي قدمه قسم المسرح في جامعة «نورث وسترن» من اقتباس وإخراج ديفيد كاتلين، الذي ما لبث أن انتقل بمشروعه من طاقم التمثيل الطلابي إلى طاقم محترف لفرقة «لوكينغ غلاس» Lookingglass الطليعية المحترفة في قلب شيكاغو. قام العرض بجولة واسعة في أرجاء الولايات المتحدة قبل أن يعود إلى مسرحه في شيكاغو ليحظى بإقبال كثيف وإعجاب فائق من الجمهور، الذي كثيراً ما وقف أفراده مصفقين بحرارة، سواء للإخراج أم لأداء الممثلين المدهش، ولمهارة الأكروباتيين منهم في القيام بألعاب بهلوانية لا تخلو من المخاطر.

لا يمكن أن ينسى أي طالب أميركي الجملة الشهيرة التي يفتتح بها ملفيل روايته على لسان راوي أحداثها: «اسمي هو إسماعيل» انطلاقاً من هذه الجملة البسيطة الواضحة، يروي البحار الشاب إسماعيل أحداث مغامرات صيد الحيتان بالتفصيل الشديد، كيف تعرف إلى زميله الملون، الذي يحمل تابوته معه أينما رحل، وكيف تفاعل مع ضباط سفينة صيد الحيتان وطاقمها من البحارة، وما هي المغامرات التي خاضوها إلى أن وصلوا إلى المواجهة الأخيرة مع الحوت الأبيض العملاق موبي ديك.

يعتبر هرمن ملفيل أحد أبرز من أرسوا ملامح فن الرواية الحديثة في العالم، سواء في رواياته الاجتماعية مثل «مول فلاندرز»، أم في رواياته عن البحر مثل «بيلي باد» (التي سبق ومسرحت كثيراً من قبل)، أم في أعماله الأدبية الأخرى عن الجزر النائية والقبائل غريبة الأطوار والمعتقدات التي تقطنها، مثل روايتيه «أومو» و«تايبي». لكن رواية «موبي ديك» تبقى إنجازه الأهم والأعظم، والعمل الأدبي الذي ألهم مخرجي السينما والتلفزيون كثيراً من الأعمال الفنية على مرِّ السنين. جدير بالذكر، أن أول المقاربات السينمائية كان فيلم «موبي ديك» (1930) من إخراج لويد بيكون وبطولة جون باريمور. ثم جاء الفيلم الأكثر تميزاً عن رواية «موبي ديك» (1956)، وهو من إخراج جون هيوستون وبطولة غريغوري بك. ثم قاربت الدراما التلفزيونية رواية «موبي ديك» (1998) في عمل متوسط النجاح لعب بطولته باتريك ستيوارت، ثم في عمل تلفزيوني آخر أقل نجاحاً (2011) لعب بطولته ويليام هارت وإيثان هوك. ما لبثت الرواية أن اقتبست بعدها في فيلم حديث في عام 2010 استبدلت فيه سفينة الصيد الشراعية بغواصة متقدمة تقنياً، لكن ذلك الفيلم باء بفشل ذريع. ثم أنتج فيلم «في قلب البحر» (2015) من إخراج رون هوارد وبطولة كريس همسورث وسيليان مورفي وبن ويشو. اعتمد الفيلم على كتاب مؤلف يدعى ناثنيال فيلبريك، سعى فيه إلى نبش أصل الحكاية التي ألهمت ملفيل كتابة روايته الشهيرة، ونال نجاحاً معقولاً.

لا شك أن المسرح المعاصر يحتاج إلى لغة تعبير خاصة. لست أعني هنا لغة الكلام، بالطبع، بل لغة التعبير البصري لفن مسرحي خالص، مستقل الملامح، ومختلفٍ اختلافاً بيناً عن لغة الأدب من جهة، وعن لغة السينما والتلفزيون من جهة أخرى. فما بالنا إذا شاء المسرحي مقاربة عمل أدبي ضخم عن مطاردة قبطان مهووس بالانتقام على متن سفينة صيد لحوت أبيض عملاق قضم ساقه قبل زمن بعيد؟ يتميز المسرح الحديث بالتقشف، وهي سمة جعلت الجمهور يقبل على مشاهدة عروضه باستمتاع مغاير عن الاستمتاع بمشاهدة الأفلام ذات الإقناع المشهدي الضخم. بالتالي، لا بد أن يقارب المسرح الأعمال الأدبية الكبرى بصورة مبتكرة، خلاقة وغير مألوفة. في الواقع، ينطلق المسرحي الناجح دائماً من «تصور» معين Concept، ولولاه لخالط عرضه ربما بعض الاضطراب والخلل. لذلك، تلجأ الفرق المسرحية الكبرى في بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا إلى مهنة «الدراماتورغ»، وهو شخص ضليع في الأدب الدرامي وإعداد النصوص، إن لم يكن تأليفها. لا يملك الدراماتورغ بالضرورة خيال المخرج وخبراته، فهو غالباً شخص لم يمارس مهنة تدريب الممثل، وقد يكون إلمامه متواضعاً بالإضاءة والديكور وباقي التقنيات، لكنه يملك بصيرة وحكمة يحميان العرض من الوقوع تحت إغراء الجموح الفني، بحيث يستطيع أن يميز أي إسراف أو نقص في أي جانب فكري أو أدبي أو جمالي من العمل المسرحي، وبالتالي ينصح المخرج لتجنب الخلل في تلك الجوانب. بكلمات أخرى، يمكن أن نطلق على الدراماتورغ اسم «صمام الأمان» في الفرقة المسرحية. تسمية «دراماتورغ» ألمانية الأصل، انطلقت من حيث انطلق فن الإخراج في العصر الحديث على يدي الأخوين ميننغن، ونضجت بالخبرة والمران. كان أشهر دراماتورغ في إنجلترا هو الناقد اللامع كينيث تينان، الذي عمل إلى جانب المسرحي الشهير لورنس أوليفييه في مسرح «أولدفيغ»، وكانت تلك الفرقة نواة مشروعه لتأسيس فرقة «المسرح القومي البريطاني» في لندن، واشتهر دوره حين أقنع أوليفييه بأداء دور عطيل بدلاً من ياغو، (الذي كان أوليفييه يرغب في أدائه، لأنه محرك الفعل الدرامي في مسرحية شكسبير الشهيرة)، وذلك تحت إدارة المخرج جون دكستر الإخراجية. أما في الولايات المتحدة، فسمي الدراماتورغ «مديراً أدبياً» في معظم الفرق المسرحية الريبرتوارية، وإن لم يختلف دوره كثيراً عن ألمانيا وبريطانيا سوى في تركيزه الأشد على الإعداد الأدبي، في حين يمتد دوره في أوروبا ليشمل نواحي أخرى. في ألمانيا تحديداً، يبقى الدراماتورغ صاحب سلطة موازية إلى حد ما لسلطة المخرج، ويمكن تشبيه عمله بالحرص على أن تحيد عربة العرض عن السكة المتفق عليه في التصور الأساسي للمخرج خلال البروفات، وألا تفقد مسارها بناء على أية نزوة طارئة ومستجدة، اللهم إلا ما يتفق على ضرورته وحسن تأثيره على المتفرج.

أدرك المخرج والممثل ديفيد كاتلين أصول هذه اللعبة المسرحية تماماً، وهضمها جيداً، فقام هو نفسه بمهمتين في آنٍ معاَ. أعد النص بصبر ودقة وأناة، ثم أخرجه بتصور مبدع، محولاً رواية هرمن ملفيل إلى عرض مسرحي مبهر وأخاذ، سمته البساطة في التقنيات، والحرص على لغة مسرحية بعيدة عن كلٍ من لغة الأدب ولغة السينما. بنى مصمم الديكور كورتني أونيل ديكوراً متقشفاً يشبه هيكلاً عظمياً لحوت نافق، تلاعب فريق أكروباتي من المؤدين/ الرياضيين صعوداً ونزولاً على هيكله العظمي لتجسيد مشاهد الإبحار على متن سفينة صيد الحيتان المبحرة في خضم المجهول في مطاردة مجنونة لحوت أبيض عملاق، لطالما فسره النقاد رمزياً على مرِّ العصور بمعانٍ وتفسيرات متعددة.

جسدت الحيتان في العرض المسرحي ثلاث ممثلات يغنين كأنهن حوريات بحر، فأضفين طقساً مسرحياً ساحراً على العرض. جسَّد دور الكابتن إيهاب بحضور لافت للنظر الممثل ناثان هوسنر، وهو ممثل مخضرم بالأعمال الشكسبيرية منذ دراسته للتمثيل في «الأكاديمية الملكية» في لندن. لا شك أن المخرج/ المعد ديفيد كاتلين تجنب الإغراق في تصوير الكابتن إيهاب كشخصية غريبة الأطوار، ونحا نحو جعله بطلاً تراجيدياً زلته الكبرى هي هوسه المبالغ بالانتقام، مما يؤدي في النهاية إلى مصرعه التراجيدي. لعل من أروع لمسات الإخراج هي النهاية، حين تمرر فجأة ستارة بيضاء فوق رؤوسنا، نحن المتفرجين، لتغمرنا بالذعر والدهشة، وتبث في أجسادنا القشعريرة، وتضعنا في خضم حدث المواجهة بين الكابتن إيهاب والحوت الأبيض موبي ديك. إنها نهاية منسجمة مع رؤيا المخرج الحافلة بالحلول البصرية الخلاقة لمشاهد طقسية الطابع، بحيث يخالها المرء مستحيلة التحقيق على المسرح، فإذا بالمخرج المبدع مع طاقم ممثليه الرياضي القدير، ورائع الحضور التمثيلي، يجسدها بقدر كبير من التأثير والإمتاع. في الواقع، جاء عرض فرقة «لوكينغ غلاس» لرواية «موبي ديك» في عام 2017 عرضاً مسرحياً استثنائياً وأخاذاً على المسرح الأميركي، تميز بتصوره التجريبي الخلاق ومشهديته البصرية المدهشة.

الأحد، 24 ديسمبر 2017

«مسرح الكتاب» الأميركي يحيي أوسكار وايلد

مجلة الفنون المسرحية

«مسرح الكتاب» الأميركي يحيي أوسكار وايلد
ترك تأثيراً بالغاً على كثير من كتاب الكوميديا ومنهم العرب

* د. رياض عصمت - الشرق الأوسط 

هناك بونٌ شاسع بين المشهد المسرحي في لندن والمشهد المسرحي في مدن كبرى كثيرة في أرجاء العالم الواسع. ربما اقترب حي برودواي في نيويورك من الوست - إند في لندن من حيث تبنيه لنصوص عالمية، كلاسيكية أو حديثة، لكن ذلك يبقى أقل بكثير من النزعة البريطانية للانفتاح على ثقافات العالم المتنوعة. أذكر مثلاً أنه في موسم واحد في ثمانينات القرن الماضي، اجتمعت عروض مسرحيات شكسبير مع إسخيلوس، وبرنارد شو وأوسكار وايلد ونويل كوارد وجو أورتون مع هنريك إبسن وأنطون تشيخوف وبرتولد برشت وتنيسي ويليامز وآرثر ميلر وسواهم من أبرز مؤلفي المسرح في العالم، بل وصل الأمر إلى عرض مسرحية واحدة لتشيخوف هي «الخال فانيا» في إنتاجين مختلفين في وقت واحد في «الوست - إند». في الواقع، قليلة هي الفرق المسرحية الأميركية المحترفة التي تعنى بتقديم التراث العالمي في المسرح، ذلك لأن معظم الفرق الأميركية تعكف على تقديم ما هو أميركي، وبالأخص الجديد من إبداعات المؤلفين المعاصرين. لذلك، تعتبر فرقة «مسرح الكتاب» في شمال شيكاغو إحدى الاستثناءات القليلة. يكرس هذا المسرح برامجه سنوياً لتقديم باقة مختارة من المسرحيات العالمية المتميزة على مرِّ العصور، دون أن يغفل تطعيم إنتاجاته ببعض الأعمال الأميركية الحديثة أيضاً ضمن ريبرتوار غني التنوع. بالتالي، يتراوح إنتاج «مسرح الكتاب» بين شكسبير ويوجين أونيل وتنيسي ويليامز وآرثر ميلر وأنطون تشيخوف وأوسكار وايلد وسواهم من مختلف الثقافات. تلك هي السياسة التي انتهجها المدير الفني لهذا المسرح منذ تأسيسه، المخرج والممثل ذو الأصل البريطاني مايكل هالبرسترام. يشابه «مسرح الكتاب» في ذلك بضعة مسارح إقليمية أميركية في ولايات متفرقة، نذكر من أهمها «مسرح غاثري» في مدينة مينيابوليس بولاية مينسوتا، «مسرح الكونسرفتوار الأميركي» في سان فرانسيسكو و«مسرح بركلي الربرتواري» في بيركلي بولاية كاليفورنيا، «مسرح غودمان» في شيكاغو بولاية إلينوي، و«مسرح الممثلين» في لوي فيل بولاية كنتاكي. هذا، فضلاً عن الفرق الأميركية الكثيرة المتخصصة بتقديم شكسبير، سواء في آشلاند وبورتلاند بولاية أوريغون، أو في شيكاغو بولاية إلينوي، أو في ميامي بولاية فلوريدا، أو في ضواحي ولاية ويسكاونسن. بالتالي، يعتبر إحياء مسرحية أوسكار وايلد الشهيرة «أهمية أن تكون آرنست» مغامرة تحسب لصالح «مسرح الكتاب» ومديره الفني.
يعتبر أوسكار وايلد (الآيرلندي) أحد أغزر الأدباء البريطانيين في القرن التاسع عشر، بالمقارنة مع عمره القصير الذي لم يتجاوز 46 عاماً امتدت بين (1854 - 1900). جاءت وفاة أوسكار وايلد المبكر عقب فضيحة اتهامه بالمثلية، وكانت تلك مسألة حساسة في ذلك العصر ضمن مجتمع محافظ، بحيث أدت به إلى المحاكمة، فالإدانة والتعرض للسجن، ومن ثم الموت المبكر قبل الأوان وهو في ذروة النجاح والعطاء. كانت تلك خسارة أدبية فادحة لرجل اشتهر كمسرحي وشاعر وروائي وقاص، وأبدع في تلك الأجناس كل أيَّما إبداع، تاركاً باقة من الإنجازات التي ما زالت تُدَّرس في الجامعات، تعرض على خشبات المسارح، تقتبس سينمائياً وتترجم إلى مختلف اللغات لتصدر في طبعات تكاد لا تحصى. ولد أوسكار وايلد ودرس في دبلن، ثم انتقل ليكمل دراسته للكلاسيكيات في أكسفورد، ثم لمع نجمه كأديب مرموق ومؤلف مسرحي في لندن خلال أوج العصر الفيكتوري، بحيث وصل إلى ذروة الشهرة في تسعينات القرن التاسع عشر، متميزاً في الأوساط الاجتماعية بشخصيته الغريبة وأزيائه العجيبة. نشر وايلد دواوين شعرية في بواكيره، وسافر ليحاضر في الولايات المتحدة وكندا حول جماليات الفن، كما عمل في الصحافة اللندنية. لعل أشهر أعمال وايلد الأدبية هي روايته «صورة دوريان غراي» (1890)، وهي وحدها كفيلة بمنحه الخلود، لما تتضمن من أبعاد رمزية عميقة عن النفس البشرية، وعن تجليات الخير والشر لدى الإنسان. أما كمسرحي، فذاع صيت وايلد واشتهر عبر عشر مسرحيات، وإن كانت أشهرها خمسة، هي: «سالومي» (1891)، «مروحة الليدي وندرمير» (1892)، «امرأة بلا أهمية» (1893)، «الزوج المثالي» (1894)، و«أهمية أن تكون آرنست» (1895).
يضم «مسرح الكتاب» في شمالي مدينة شيكاغو مسرحين وستوديو. بناؤه شديد التميز من الخارج، لأنه من الأبنية ذات المعمار الحديث التي أنشئت على مبدأ «صداقة البيئة»، أي بمواد طبيعية تماماً، لا تؤدي إلى أضرار جانبية. أما تصميم البناء من الداخل، فأخاذ ومريح للنظر والروح. كل شيء فيه واضح وقريب وسهل، خاصة بالنسبة للمسنين في العمر وذوي الاحتياجات الخاصة. إنه لمكان رائع لتقديم كلاسيكيات المسرح العالمي عبر أعمال شكسبير وإبسن وسترندبرغ وتشيخوف وأوسكار وايلد، والأميركي عبر أعمال يوجين أونيل وآرثر ميلر وتنيسي ويليامز وإدوارد أولبي وسام شيبرد، بالإضافة إلى مختارات منتقاة من المسرحيات الأميركية المعاصرة. أخرج المدير الفني مايكل هالبرستام 35 عرضاً مسرحياً لصالح «مسرح الكتاب» خلال 25 سنة الماضية، منها «هاملت» تأليف شكسبير، «روزنكرانتس وغيلدنسترن ميتان» تأليف توم ستوبارد، «انظر إلى الخلف بغضب» تأليف جون أوزبورن، «الأب» تأليف أوغست سترندبرغ، «الجريمة والعقاب» اقتباساً عن رواية دوستويفسكي، وانتقل العرض الأخير هذا ليعرض في نيويورك. كما أخرج هالبرستام لفرق أخرى مرموقة في نيويورك وسان فرانسيسكو وسان خوسيه وأونتاريو في كندا وسواها، ومثل أدواراً رئيسية في مسرحيات كثيرة، خاصة في مسرحيات من تأليف وليم شكسبير مثل «ريتشارد الثالث» و«ثيمون الأثيني» و«جعجعة بلا طحن». 
تصنف مسرحية أوسكار وايلد «أهمية أن تكون آرنست» ضمن طراز الكوميديا الاجتماعية الراقية، إذ إنها مسرحية تعتمد على الحوار البارع، وتقدم نماذج متنوعة من سيدات وشباب المجتمع الأرستقراطي، وفي مقدمة هؤلاء الليدي براكنيل، التي أدى دورها أحيانا - لوجه الغرابة - بعض الممثلين الذكور. كثيراً ما قدمت هذه المسرحية بالذات بين مسرحيات وايلد بمختلف لغات العالم، بما في ذلك العربية، لما فيها من طرافة عالمية التأثير. بل لعل اللافت أن فيلماً مصرياً هو «فتى أحلامي» (1957) من إخراج حلمي رفلة وبطولة عبد الحليم حافظ وعبد السلام النابلسي اقتبس عن هذه المسرحية. في الواقع، ترك أوسكار وايلد تأثيراً لدى كثير من كتاب الكوميديا العرب، مثل توفيق الحكيم وألفريد فرج وعلي سالم ومحفوظ عبد الرحمن ولينين الرملي.
افتتح الإحياء الجديد لمسرحية «أهمية أن تكون آرنست» في أواسط نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 في «مسرح الكتاب». وعلى الرغم من كونه أميركياً، فإنه جاء عرضاً ذا طابع إنجليزي بامتياز، حتى في إلقائه ولهجته وأسلوب تمثيله، بحيث لا يبتعد كثيراً عن العروض التي سبق وشاهدتها للمسرحية نفسها في لندن. تقوم المسرحية على أحد أهم عناصر الكوميديا، وهو الخطأ في تمييز هوية شخصية، وانتحال بطلين بدلاً من بطل واحد شخصية وهمية ليست شخصيته تدعى «آرنست». بالتالي، ينجم الإضحاك في المسرحية عن مفارقات عدة، سواء في خطأ تمييز الهوية أو في انتحال الاسم الزائف لنيل إعجاب وتعاطف المحبوبتين. تدور هذه المسرحية الكوميدية حول حب مزدوج، يحاول التغلب على العقبات، وتحفل الحبكة بمصادفات عجيبة، بل تنتهي بمصادفة تثير الضحك لحد القهقهة، لأنها بعيدة عن التصديق، في حين أنها مسلية لدرجة أنها تحظى بقبول واستحسان الجمهور. تلك هي سمة المهارة الحرفية التي أبدع أوسكار وايلد في استخدامها سواء في الكوميديا الاجتماعية الراقية مثل «أهمية أن تكون آرنست»، أم في التراجيديا مثل مسرحيته «سالومي».
يبدأ العرض بصديقين شابين عازبين ثريين (لعب دوريهما ستيف هاغارد وأليكس غودريتش بحيوية وظرف)، وما تلبث أن تظهر الليدي براكنل، عمة أحدهما، (أدت دورها شانون كوشران)، بسيطرة عكست ذكاء وقوة تلك الشخصية. سرعان ما تظهر الصبيتان الجميلتان في المسرحية، اللتان يحاول كل من الشابين نيل قلب واحدة منها، وكلاهما تحلم أن يكون اسم حبيبها «آرنست»، وتأنف من أي اسم سواه. أدت دور إحداهما ممثلة سوداء جميلة هي جنيفر لاتيمور، بينما أدت دور الأخرى ممثلة شقراء هي ربيكا هيرد. وعلى الرغم من كون أداء الممثلتين مقنعاً، فإن ربيكا هيرد تمتعت بحضور استثنائي عبر استخدامها تعابير وجهها وحركة جسدها معاً بتناسق وحيوية ملموستين لتعكس مشاعر الشخصية وردود فعلها بأسلوب تمثيلي في غاية الرقي والإتقان. في الواقع، لم يكن يقصر أي من الممثلين الآخرين في تجسيد شخصياتهم، وبدوا في مستوى معقول للغاية، وهم: روس ليهام في دوري الساقي في منزلين مختلفين، آرون تود دوغلاس في دور القسيس، وآنيتا تشاندواني في دور المعلمة، لكن الأول منهم نجح بصورة خاصة في تقديم شخصيتين متباينتين، بل أبدع كوميدياً في الشخصية الثانية كساقٍ يتعتعه السكر، منتزعاً بلمسات إيمائية مقتضبة ضحك الجمهور. الحق يقال، كان تصميم الأزياء متميزاً في عرض «أهمية أن تكون آرنست»، وقامت به المصممة مارا بلومنفيلد. أما إخراج مايكل هالبرستام لنص مسرحية أوسكار وايلد (الذي عالجه الدراماتورغ بدرو كاستيللو غارسيا، ) فعكس مقدرة احترافية عالية دون ادعاء أو حذلقة أو تصنع أو استعراض للعضلات. أثبت هالبرستام أنه مخرج بارع يحسن السيطرة على جميع نواحي العمل المسرحي، ويصقلها بانسجام ليعبر عن روح المؤلف بإخلاص. ليس في عرض «أهمية أن تكون آرنست» إسقاطات معاصرة، ولا مشهدية بصرية استثنائية، لكنه عرض أضفى إخراجه وأداؤه حيوية وتجديداً عضويين من داخل بنية مسرحية وايلد، بانسجام مع معمار المسرح نصف الدائري التي قدمت عليه المسرحية. عرض «مسرح الكتاب» عرضٌ اتسم بالرشاقة والحيوية والظرف وخفة الظل، قدم على خشبة مسرح نصف دائرية، مما أضفى حميمية ودفئاً على العلاقة بين المؤدين والمتلقين، فصفق الجمهور طويلاً في الختام تعبيراً عن البهجة الاستمتاع.

* كاتب سوري يقيم  في الولايات المتحدة

الإنسان كائن ضعيف في مسرح يوجين أونيل

مجلة الفنون المسرحية

الإنسان كائن ضعيف في مسرح يوجين أونيل

الخليج 

عمل «يوجين أونيل» (1888-1953) في مهن متواضعة عدة، لكن هذه التجارب أكسبته خبرات متنوعة، تجلت في عدد كبير من مسرحياته التي أرست أسساً للمسرح الأمريكي، الذي يعتبر «أونيل» رائداً ومؤسساً له، لكن المشكلة أن أونيل بعد سنوات من العمل في هذه المهن قال: «صحتي لم تحتمل كل هذه الطفرات والتقلبات فأصبت بالسل، واضطررت إلى اللجوء لمستشفى للأمراض الصدرية، حيث انعزلت عن العالم، ستة أشهر، أمضيتها كلها في التفكير في المستقبل الذي لم تكن معالمه قد اتضحت بعد، في عزلتي الاضطرارية فكرت لأول مرة في الكتابة».
كتب «أونيل» المسرح حتى فاز بجائزة بوليتزر أربع مرات، كانت أولاها سنة 1920 عن مسرحيته «وراء الأفق»، ثم توالت مسرحياته: «آنا كريستي»، «فاصل غريب»، «رحلة يوم طويل في الليل»، «القرد كثيف الشعر»، «رغبة تحت شجرة الدردار»، وغيرها من مسرحيات أهلته في عام 1936 لأن يحصل على جائزة نوبل في الأدب، وقد ترجمت أغلب هذه الأعمال إلى العربية وصدرت في أكثر من مجلة عن سلسلة «من المسرح العالمي» الكويتية، نقلها إلى العربية د. عبد الله عبد الحافظ.
عندما كتب أونيل مسرحية «رغبة تحت شجرة الدردار» سنة 1924 تعرض لهجوم شديد، ولم تجد المسرحية نجاحات على خشبة المسرح، لأنها تناولت شخصيات في غاية الخسة والدناءة، وتناولت أعمالاً تنم عن لؤم في الطباع والمقاصد، وفي عام 1926 قبض بوليس لوس أنجلوس، على كل الممثلين في هذه المسرحية، باعتبارها مخلة بالآداب، وفي عام 1940 منع الرقيب في إنجلترا عرض هذه المسرحية.

وفي عام 1957 تحوّلت المسرحية إلى فيلم سينمائي، واختلفت الآراء بصددها، وهنا يقول المترجم د. عبد الله عبد الحافظ: «ومهما كان الرأي في المسرحية، وسواء اعتبرناها مأساة، أو ميلودراما من النوع المريض، أو تصويراً لحالة عائلة منحلة من ولاية نيو إنجلاند، إلا أن المسرحية بعد كل هذه السنين استطاعت أن تحتل مكانة مرموقة بين أعمال يوجين أونيل».
ويشير بعض النقاد إلى أن هذه المسرحية أول محاولة كلاسيكية لأونيل بربط قصة هذه المسرحية بما حدث في مسرحية «أوديب» لسوفو كليس، ولا يمكن الادعاء بأن تلك المسرحية تحاول معالجة أساطير كلاسيكية بأسلوب عصري، بل إنها كما يقول أحد النقاد تحاول خلق أسطورة معاصرة بإنشاء علاقات إنسانية جديدة، وشخصيات أقرب إلى البشر منها إلى الرمز، والمقطوع به بين النقاد أنه لا يمكن اعتبار هذه المسرحية مأساة، إذا قسناه بالمقياس الذي وضعه أرسطو، وأكد فيه ضرورة وجود ممثل للنبل وكرم الأصل، فالشخصيات غير جذابة، تؤمن بالخرافات والأساطير، وتتحمل شظف العيش ودناءته في مزرعة بدائية، لا يفصل بينهم وبين الفقر إلا خيط رفيع.
الأسوار الحجرية في مسرحية «رغبة تحت شجرة الدردار» لا يمكن في نظر أونيل، أن تقف حائلاً دون سنة الطبيعة، فلا التزمت التطهري، ولا حرمة القانون يمكن أن تقضي على العواطف البشرية الطبيعية، وبالتالي علينا أن نعرف أنفسنا وإمكاناتنا وقدراتنا، ولا نسعى إلى تملك شيء لا حق لنا فيه ولا قبل لنا به، وبهذا لا ندعي الجشع في أي صورة من الصور يدمر حياتنا وسعادتنا.
تمثل هذه المسرحية في مسيرة أونيل نموذجاً من الاتجاه الواقعي، وهي واقعة تجلت في رسم الشخوص وفي الحوار المسرحي الذي وصل إلى حد إبراز اللهجات المختلفة في براعة وإتقان، وفي الجو العام والأحداث، وهذا كله يستند إلى خبرة شخصية لأونيل، حتى إن عدداً كبيراً من شخصيات مسرحياته قد استوحاها من حياة زملاء وأصدقاء له، فهناك وصف دقيق لإحدى الحانات التي تراها عندما كان يعمل بحاراً، ثم ثورته على زيف المجتمع والمادية التي تطمس الروح وراء نقده للمجتمع الأمريكي، كما أن تعاطفه مع الإنسان الذي ينزلق وراء الخطيئة تابع من إنسانية دعمتها خبرته في الحياة واختلاطه بالطبقات الدنيا من البشر، لهذا نجده يشير بأصابع الاتهام إلى المجتمع، ويرجو لأبطاله الصفح بطريقة غير مباشرة.
الإحساس العام لدى أونيل هو أن الإنسان ضعيف، وقد قال هو نفسه في مذكراته: «الإنسان مقدر عليه الخطيئة، في باطنه قوى للعذاب، تتمثل في ضميره، تلهبه بسياط الندم: فالإنسان يتورط في أخطاء، لا قبل له بها، تقذفه ذات اليمين وذات الشمال، وهو عاجز، لا حول له ولا قوة».

الأحد، 20 نوفمبر 2016

هوليوود تكرم الممثلة الفرنسية ايزابيل اوبير

مجلة الفنون المسرحية

كرمت هوليوود الممثلة الفرنسية الكبيرة ايزابيل اوبير التي يمثل فيلمها الاخير "أيل" فرنسا في السباق إلى جائزة اوسكار افضل فيلم اجنبي، خلال أمسية خاصة في مهرجان "أفي" للفيلم.
وقد حيا المنظمون مسيرة الممثلة البالغة 63 عاما وهي من الأكثر موهبة في جيلها مع أكثر من مائة فيلم في جعبتها، خلال المهرجان الذي تشارك فيه اسماء بارزة في قطاع السينما من بينهم اعضاء في أكاديمية فنون السينما وعلومها التي تمنح جوائز اوسكار.
واعربت ايزابيل اوبير عن امتنانها موضحة "في كل مرة يحدث معي شيء مماثل افاجأ قليلا".
واضافت في تصريح لوكالة فرانس برس على السجادة الحمراء "التكريم في بلد غير بلدي له نكهة خاصة اكان بلدا كبيرا مثل الولايات المتحدة او بلدا صغيرا. كل ذلك يتم على خلفية حب السينما والشوق للقاء افلام مختلفة".
وتمنت الممثلة الصهباء أن يصل فيلم "ايل" إلى التصفية النهائية في السباق إلى اوسكار افضل فيلم اجنبي مع ترشيح افلام من 85 بلدا.
واشاد مخرج الفيلم بول فيرهوفن صاحب فيلم "باسيك إنستينكت" (1992) مطولا باوبير.
وقال إن التكريم هذا "مستحق فعلا بعد مسيرتها الرائعة. لم يسبق أن كوفئت في الولايات المتحدة وقد تلقت الكثير من الجوائز في فرنسا بطبيعة الحال، اما في الولايات المتحدة فالأمر جديد عليها".
واضاف "لم يسبق لي أن عملت مع ممثلة أو ممثل بهذه الموهبة. انها موهبة استثنائية وبالنسبة لي ايزابيل ترتقي بالفيلم إلى مستوى أعلى".
وكان يريد تصوير "ايل" بداية في الولايات المتحدة لكن بعد رفض الكثير من الممثلات الأميركيات بسبب الدور الذي اعتبرنه استفزازيا جدا، انتقل المخرج إلى فرنسا موضحا "في فرنسا يمكن للمخرج ان يفعل ما يشاء".
ويروي الفيلم قصة امرأة أعمال تتغير حياتها بعد تعرضها لاعتداء عنيف في إحدى الليالي على يد رجل ملثم. 

------------------------------------------
المصدر : (ا ف ب)




الخميس، 17 نوفمبر 2016

«كيت» تتقمص شخصية «هيلاري»: بتغنٍ حزايني

مجلة الفنون المسرحية

«كيت» تتقمص شخصية «هيلاري»: بتغنٍ حزايني

استمراراً لتناول نتائج الانتخابات الأمريكية التي أسفرت عن فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة. 
واصلت الممثلة الكوميدية كيت ميكنون تقمص شخصية هيلاري كلينتون الخاسرة في سباق الرئاسة، وقدمت حلقة أمس الأول من البرنامج الكوميدي الشهير «ستارداي نايت لايف»، وظهرت «كيت» وهي تعزف على البيانو أغاني حزينة، فيما تغيب الممثل الأمريكي آليك بالدوين لأول مرة عن الظهور في البرنامج، الذي كان يجسد شخصية «ترامب» على مدى الحلقات السابقة قبل فوزه بالرئاسة.
وارتدت «كيت» بدلة فاتحة اللون، بستايل «هيلاري» وسط أجواء حزينة وبعيدة عن الكوميديا، لأول مرة نظرا لما شهدته ولاية كاليفورنيا من مظاهرات احتجاجية ضد ترامب منذ إعلان فوزه، خاصة أن مدينة أوكلاند التي يبث منها البرنامج تشهد أكبر تجمع للفنانين في هوليوود، الذين أبدى عدد كبير منهم رفضهم لـ«ترامب» على مدى الأيام الماضية.

الاثنين، 7 نوفمبر 2016

جيسيكا تشاستاين تضع بصماتها في هوليوود

مجلة الفنون المسرحية

وضعت الممثلة العالمية جيسيكا تشاستاين Jessica Chastain بصمات يديها وقدميها على الإسمنت في مسرح " TCL Chinese Theatre IMAX" الشهير في جادة هوليوود في لوس أنجلوس.
وقد تأثرت النجمة، التي رشّحت لجائزة "أوسكار" عام 2012 عن أفضل ممثلة في دور ثانوي، كثيراً بهذا التكريم، إذ إنّه لم يسبقها إليه إلا النجمات الكبيرات اللواتي عشن أيام العصر الذهبي للسينما الأمريكية.
وقالت النجمة : "لم أتصور يوماً أنني سأضع بصماتي إلى جانب بصمات نجمات كبيرات، مثل إليزابيث تايلور وبيت ديفيس..أكاد لا أصدق ذلك".
وارتدت جيسيكا البالغة من العمر 39 عاماً لهذه المناسبة فستاناً مميزاً باللونين الأسود والأزرق.
يُشار إلى أنّ جيسيكا تشاستاين درست المسرح الدرامي وبدأت مسيرتها المهنية في المسرح بمسرحية "روميو وجولييت" عام 1998، أما مسيرتها السينمائية فبدأت عام 2008.


-----------------------------------------------
بيروت – هدى زين- سيدتي

'فاوست' أميركي في عرض مسرحي غنائي

مجلة الفنون المسرحية

'اثنان يساوي واحد' هذه الصيغة التي اعتمدها المخرج الأميركي روبرت ويلسون لبناء العلاقة بين فاوست ومافيستو (الشيطان)، فكلاهما يتحول إلى شخص واحد.

يعتبر المخرج الأميركي روبرت ويلسون من روّاد المسرح التجريبي في القرن العشرين، وقد عمل مع العديد من الأسماء العملاقة في عالم المسرح مثل هاينر ميولر وإيزابيل أوبيرت، وخلال هذا العام يستضيف “تياتر دو فيل” في باريس سلسلة من العروض المسرحيّة التي يتعاون فيها معه كمخرج ومع فرقة “برلين أنسامبل”، أول هذه العروض هو “فاوست” للألماني غوتة، حيث يأخذنا ويلسون في رحلة تمتد أربع ساعات في العوالم الجهنميّة للخيميائي والفيلسوف والطبيب فاوست، وبحثه عن المعنى والحب الذي فقده، ومعاناته إثر الصفقة التي أجراها مع الشيطان والتحولات التي مرّ بها إثر ذلك.

يقول ويلسون في لقاء معه إن أول التحديات التي واجهته قبل إنجاز العرض هي إخضاع نص غوتة الطويل “للمونتاج”، وخصوصاً أنه يعمل على فرضية تجعلنا نفقد القدرة على التمييز بين فاوست ومافيستو، وضرورة بناء المَشاهد بصرياً بما يتلاءم مع هذه العلاقة الملتبسة.

فالعرض الذي يستند إلى نص غوتيه بجزأيه عبارة عن أوبرا معاصرة، أو بصورة أدق “pop opera” وما يحمله هذا النوع من غنى بصري وموسيقي، إذ نشاهد الفرقة الموسيقية في فجوة الأوركسترا، كذلك العدد الكبير من الممثلين المشاركين في العرض، ليتداخل الأداء مع التمثيل والرقص والموسيقى المعاصرة تأليف هيربيرت غرونماير، إلى جانب المراوحة في الإيقاع، بين البطء المتوجس الذي يميز اشتغالات ويلسون، إلى الحركة والرقص الصاخب الذي يعكس عوالم فاوست الغارق في اكتشاف لذّاته وخيباته في ذات الوقت.

        تداخلت في العرض عناصر شتى وبرز الرقص والغناء وخفة الإيقاع في الحوار

“اثنان يساوي واحد” هذه الصيغة التي اعتمدها ويلسون لبناء العلاقة بين فاوست ومافيستو (الشيطان)، فكلاهما يتحول إلى شخص واحد، مترافقان دوماً، لا حدود فاصلة بينهما، أشبه بكائن “مخنّث” حسب تعبير مافيستو، لا فصام بينهما، هما اليمين واليسار مجتمعان معاً، وهذا التضاد يبرز في القسم الثاني من المسرحيّة بصورة واضحة، ففي البداية نرى فاوست أربعة أشخاص وغريتشن ثلاثة، هذه الانقسامات تتلاشى لاحقاً، كلما أمعن فاوست في بحثه وتوطدت علاقته مع مافيستو، أي كلما ازداد انحيازاً لصفقة الشيطان، يترافق ذلك مع الكوميديا بوصفها هزءاً من القواعد وإمعاناً في السخرية منها، بوصفها تنتمي للعقل والمنطق، لا كفاوست الذي يتجاوز هذه المفاهيم.

نلاحظ في العرض أن مافيستو يمتلك صلاحية الحديث مع الجمهور، هو الوحيد الذي يدرك أن ما يحصل على الخشبة هو اختبار لفاوست نفسه، واستعراض لقدرته كشيطان على الغواية والإقناع، هذه القدرة يغذّيها طمع فاوست وشبقه للمعرفة من جهة ولغريتشن من جهة أخرى، هذه الصيغة تبرز الكوميديا مرة أخرى، وهذا ما يصرح به ويلسون “لا يمكن لتراجيديا أن تكون عظيمة دون كوميديا في داخلها”، إذ نرى مافيستو يهزأ من العازفين ومن الآلهة نفسها، يمتد الأمر لفاوست نفسه الذي يبدأ بإدراك الاختبار، إذ يكسر مافيستو أحد قرنيه ويعطيه لفاوست، ما هو كوميدي يتحول إلى تراجيدي، التخنيث بوصفه حالة “مَسيخة” مرافقة لكلّ من يطلب المعرفة، كحال أي بطل تراجيدي، لا بد من عيب بيولوجي كي يحدث التحوّل نحو المأساة.

تنعكس العوالم التي يحويها النص ضمن فضاء العرض، ففاوست حسب تعبير ويلسون “تارة هنا، تارة هناك” وهذا الانتقال يترافق مع تغير الفضاء بصورة دائمة، إذ تتابع الأحداث والرحلات وكأنها قفزات في الزمن، ضمن آلة عملاقة ألوناها وأضواؤها تتغير في كل رحلة، من الفراعنة إلى اليونان، يكتشف فاوست التاريخ ويلامسه عن قرب، لكن دون أيّ إحالة مباشرة إلى “الآن وهنا” إلا ضمن التقنيات المستخدمة، لا ضمن بناء العرض الحكائي نفسه، فحسب تعبير ويلسون “الأعمال الكبرى” تحوي موضوعات “الآن” في ثناياها، ولا حاجة لطرحها مباشرة، كمن يبحث عن هاملت في السوبر ماركت.

-------------------------------------------------
المصدر: عمار المأمون - العرب 

الأحد، 16 أكتوبر 2016

أمركة مسرح العبث


مجلة الفنون المسرحية

أمركة مسرح العبث 

أمير داود

لم ينفكّ الكاتب المسرحي الأميركي الراحل ليلة الجمعة الفائتة، إدوارد ألبي (1928-2016)، عن الإعلان عن رغبته في مواصلة الهجوم على المعتقدات المريحة السياسية والدينية للفرد في المجتمع في أعماله المسرحية، بل سعى إلى إحداث تلك الصدمة التي تهدف إلى مواجهة بين الإنسان وحقيقته من خلال التركيز على الجوانب غير المكشوفة في شخصيات أعماله، الأمر الذي ظهر جلياً في أكثر من عشرين عملاً مسرحياً.
ولعل بدايات مؤلف مسرحية "أليس الصغيرة" (1964) كانت الأكثر صعوبة في عمر مشواره الذي امتد لأكثر من ستة عقود، لم تكن بالسهولة التي يتوقعها القارئ من الحائز على أهم جوائز المسرح، فقد جوبهت مسيرته في بدايتها بازدراء النقاد.
ازدراء سرعان ما تحوّل إلى نقدٍ قاسٍ تماماً، وُصفت حينها تلك الأعمال، وخصوصاً "قصة حديقة الحيوان" (1959) بأنها معقدة وحادة وعصية على الفهم. يقول فيها: "قل لي يا بيتر: هل هذا المقعد، هذا الحديد وهذا الخشب، هل هذا هو شرفك؟ أهذا هو الشيء الوحيد في الدنيا الذي تقاتل في سبيله؟ أتستطيع أن تفكر في شيء أكثر عبثاً؟".
"
تبدو شخصياته وكأنها تلعب لعبة خطرة مع الحياة
"
شيئاً فشيئاً، ومع إنجازه لمسرحيته الأشهر "من يخاف من فيرجينيا وولف؟" وبالرغم من الحذر الشديد إزاءها، نظراً لما احتوته من إشارات حادة، إلا أنها سرعان ما أعلن من خلالها عن شق طريق مسرحي سيضيف إلى المسرح الأميركي الكثير.
تعتبر أعمال ألبي المسرحية انعكاساً لحالة الرفض والسخط على المفاهيم الجديدة التي غزت المجتمع الأميركي في منتصف القرن الماضي والتي تجلّت مظاهرها بتسلل الأشكال التجارية والتصنيع إلى كل مناحي الحياة، أظهرت أعماله الأولى قدرته البارعة على "أمركة" مسرح العبث الذي اشتهر به المسرحيون الأوروبيون كـ جان جينييه وصاموييل بيكيت وأوجين يونسكو، واضعاً بصمته بشكل واضح على مسار تطوّر المسرح في أميركا، وخصوصاً مسرح ما بعد الحرب والتي تجلّت في أعماله "قصة حديقة الحيوان" (1959) و"صندوق الرمل" (1959) و"الحلم الأميركي" (1961) و"من يخاف من فيرجينيا وولف؟" (1962) وغيرها.
وفي سياق ما يمكن وصفه بـ "أمركة" مسرح العبث الأوروبي والذي ذهب به ألبي بعيداً، يمكن الحديث عن الفروق الجوهرية التي اتسمت بها أعماله عن الآباء المؤسسين، صامويل بيكيت وجان جينيه خصوصاً.
ففي الوقت الذي عبّرت شخصيات بيكيت عن عجز اللغة في تحقيق التواصل اللازم بين الناس وخصوصاً في شخصيته التي تجد صعوبة في التواصل، مالت شخصيات ألبي إلى استخدام العبارات الأكثر شيوعاً في سياق مفكّك تشي بأنها قادمة من عالم الأحلام، بل لم تتوقّف ميزة اللغة هذه عند حدود تفكك سياقها، بل اتّسمت أيضاً بالخوف الشديد من المستقبل والعالم المحيط، مُظهرة فشلاً نفسياً في التعبير عن المتغيرات التي تحيط عوالمها، وهي شخصيات، الزوجين وضيوفهم، في مجملها أظهرها وكأنها تلعب لعبة خطرة مع الحياة، قد تدفعها في أي لحظة إلى حافة الجنون.

لم يبتعد في عمله "الحلم الأميركي"، عن مسلسل رصد التحولات القيمية العميقة التي ظهرت، إبان ما أطلق عليه حينها "الحلم الأميركي" كأكبر مشروع استراتيجي يهدف إلى تقديم الأسرة الأمريكية كأسرة نموذجية في سياق معاصر، فأدان من خلالها صراع المظاهر المصطنعة التي وصل إليها المجتمع على حساب القيم الحقيقية التي تم طمسها ضمن دواليب الحداثة والتصنيع والمال.
وهو الأمر الذي عبّر عنه في أكثر من مناسبة بأن الجانب التجاري الذي امتدت يده إلى الأعمال المسرحية أيضاً، أصبح يدمر كل شيء، مبرّراً في ذلك تحكّمه بكل التفاصيل التي تخص أعماله المسرحية ابتداءً من اختياره لممثلي أعماله وانتهاءً بطريقة كتابة اسمه في بداية المسرحية ونهايتها من حيث نوع الخط واللون والظهور، بالإضافة لاعتناءه بأدق تفاصيل مواضع الكلمات، الأمر الذي دفعه للقول لاحقاً: "الجملة المسرحية المحكية التي يستغرق وصفها دقيقة، لا تحتاج لأكثر من دقيقة عرض، هذا هو مداها الحقيقي".
اتسمت مسرحيته "من يخاف فيرجينيا وولف؟" بالألفاظ المقذعة وبالحوارات الحادة التي خاضها الزوجين، بطلي المسرحية، طوال ليلة شرب، موجّهين انتقادات شديدة للثقافة الأميركية الحديثة وعلى رأسها مؤسسات الزواج وأسس التربية والدين وامتيازات الطبقات العليا في المجتمع، لتنهار أحلام الإثنين تماماً بمزيج من السخرية والكوميديا السوداء والخلط بين الواقع والخيال، والذي دفع بالمجلس الاستشاري لجائزة "بوليتزر" في العام 1962 أن ترفض التوصيات، وأن تمتنع عن تقديمها له نظراً لأنها تخدش القيم المعمول بها في المجتمع الأميركي لما تحتويه من إيحاءات جنسية، الأمر الذي دفعه للقول حول ذلك: "أي عمل لا يتمكن من إزعاج شخص واحد على الأقل فهو عمل فاشل".

-----------------------------------------------
المصدر :العربي الجديد 

الخميس، 4 أغسطس 2016

تعبيرية أونيل والكشف عن الأغوار السحيقة في النفس / أديب كمال الدين

مجلة الفنون المسرحية

بحار، موظف حسابات، مخبر صحفي، باحث عن الذهب، ممثل ثانوي، موظف مبيعات، شحاذ، عامل على سطح السفن: هذه بعض من المهن التي امتهنها الكاتب المسرحي الأمريكي الشهير يوجين أونيل «1888 ـ 1953» في الولايات المتحدة، والأرجنتين، وجنوب افريقيا والتي كوّنت خلاصة تجربته الروحية التي فاضت على خشبة المسرح مسرحيات متميزة، كانت، بحق، المسرحيات التي أسست لنشوء المسرح الأمريكي بعد سلسلة من المسرحيات البدائية التي كتبها عدة كتاب أمريكان. لكن النقاد لم يعترفوا بها بداية ناضجة للمسرح هناك واعترفوا بيوجين أونيل رائداً مسرحياً لنضوج كتاباته وعمقها وفرادتها. وقد انتهت هذه المهن الغريبة العجيبة بصاحبها أن يكون فريسة سهلة لمرض السل. وهنا اعتزل العالم وانتبه إلى مأساته كفرد يبحث عن كينونته وسط هذا العالم اللاهي، العابث، المجنون.

يقول أونيل: لكن صحتي لم تحتمل كل هذه الطفرات والتقلبات فأصبت بالسل واضطررت إلى اللجوء إلى مستشفى للأمراض الصدرية حيث انعزلت عن العالم ستة أشهر أمضيتها كلها في التفكير في المستقبل الذي لم تكن معالمه قد اتضحت بعد. في عزلتي

الأربعاء، 3 أغسطس 2016

مسرح تنيسي ويليامز

مجلة الفنون المسرحية

الإتجاهات الحديثة في المسرح العالمي

على الرغم من التغييرات الكثيرة التي طرأت على الحياة الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية فإن أوفر مؤلفي المسرح الأمريكي بعد الحرب نصيباً من الاحترام هو تنيسي وليامز الذي أحرز أولى خطوات النجاح بمسرحيات كتبت في ظلال سنوات ما قبل الحرب.

 ولقد اعتبرت مسرحياته من روائع المسرح الأمريكي الذي أفرز خلال سنوات تطوره عدداً هائلاً من المسرحيات الجيدة، وهو من الكتّاب الذين أصبحت أعمالهم المسرحية مدارس في فن الكتابة للمسرح ولفهم التطور التاريخي لحركة المسرح الأمريكي، وتؤكد الدراسات والأبحاث بأن الدراما الأمريكية لم تصبح ذات موضوعات أمريكية خالصة إلا منذ أربعين عاماً، واستكملت أوج نضوجها في مسرحيات يوجين أونيل وروبرت شيرود وألمر رايس وسيدني هوارد وتنيسي وليامز.‏ 
على الرغم من أن الدارما الأمريكية عكست منذ بدايتها تأثرها الشديد بالإنماط الأوروبية والبريطانية بوجه خاص التي كانت سائدة

تجربتي مع مسرح يوجين أونيل/ د. عقيل مهدي يوسف

مجلة الفنون المسرحية

  تشكل تجربة المسرح الأمريكي عالمياً، مرجعاً إبداعياً مهماً، إذ كتبت نصوص درامية تجريبية، غيرّت من فلسفة الدراما، سواء في تعاملها مع الموروث المسرحي العالمي، أو فيما ابتكرته من معالجات جديدة، حتى في تعاملها مع الأسطورة الإغريقية نفسها، التي كتبت في القرن الخامس ماقبل الميلاد.

كما إنعكست الحالة الإبداعية الخلاقة على فنون العرض المسرحي، بعد إن مرّت الولايات المتحدة بمنعطفات تأريخية، وسياسية، واجتماعية، واقتصادية، وثقافية، حادة، هزّت الكثير من الأسس والثوابت التي جرى ترسيخها عبر الأجيال أو فيما اعتمده جورج واشنطن، المؤسس الحقيقي، لعلاقة السلطة بالشعب، حسب القوانين المدنية النافذة.
أثرّت حركات تحرير العبيد، وظهور العصابات العرقية مثل (كوكلكس كلان)، والصراعات الخاصة بالحروب العالمية، وظروف ألكساد والحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي، وتطور فنون السينما، وإنتاجاتها، وصناعاتها، وكذلك ظهور المسرح الجاد والملتزم الى جانب فنون العرضShow مع فرق الهواة، والمحترفين، والمهمشين في بيوت الصفيح.

الخميس، 16 يونيو 2016

مسرح عالمي : تشارلي كوكس تقلع قناع على "متهور" في مسرحية "التستر"

مجلة الفنون المسرحية
شارلي كوكس، احد  النجوم في إنتاج مانهاتن مسرح نادي لنيك باين "التستر".

رجل ينظر صعودا ويرى زوجته، يعبر عن فرحة.

"مرحبا يا حبيبتي، أين كنت؟"

مثل استعلام الحلو وعادية، نعم؟ ولكن السياق هو كل شيء. كما خط الأكثر تميزا في "التستر" مسرحية جديدة خفي حول الذاكرة من قبل الكاتب المسرحي البريطاني الشاب نيك باين، فإنه محفوف بالغموض والكرب. وكرر في عدد من المناسبات من قبل نفس الحرف مع أكثر أو أقل نفس انعطاف للعجب والسعادة، يصبح دليلا على فقدان الذاكرة الرجل العميقة، شرط أن يمنعه من تذكر أي شيء لأكثر من لحظة - وبصرف النظر عن وجه زوجته والعشق له من لها.

هو مبني على حرف، ودعا هنري، في مزيج من اثنين من المرضى الشهير في تاريخ الأعصاب. للجمهور، محنة هنري، وأن زوجته يائسة وانتصر في النهاية، هو المحير ومفجع. ولكن ل تشارلي كوكس ، الممثل الانجليزي البالغ من العمر 33 عاما الذي يلعب له، وخلق مشكلة معينة. كيف يمكن تصوير رجل مع عدد قليل جدا من الصفات واضحة؟

الثلاثاء، 14 يونيو 2016

المسرحية الغنائية "هاملتون" تفوز بجائزة توني لهذا العام

مجلة الفنون المسرحية

اعلنت مساء الاحد الثاني عشر من حزيران 2016 الاعمال المسرحية الفائزة بجائزة توني(Tony Award) في دورتها السبعين ،وهذه الجائزة واسمها الكامل جائزة أنطوانيت بيري للتميز في مجال المسرح (Antoinette Perry Award for Excellence in Theatre) هي جائزة تمنح للعروض المسرحية الأمريكية المتميزة. ويتولى منح الجائزة كل من صندوق المسرح الأمريكي (American Theatre Wing) ورابطة برودواي (The Broadway League] في احتفال سنوي يقام في مدينة نيويورك. تمنح جائزة للمسرحيات المعروضة والمنتجة في برودواي، وجائزة أخرى للمسرح في بقية أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية. كما تمنح جوائز أخرى تقديرية غير تنافسية منها جائزة توني الخاصة، ووسام توني للتميز في مجال المسرح، وجائزة إيزابيل ستيفنسون. وقد سميت الجائزة تكريماً لذكرى أنطوانيت بيري، التي كانت قد توفيت قبيل إنشاء الجائزة بفترة وجيزة، وهي ممثلة ومخرجة ومنتجة أمريكية كانت من بين مؤسسي صندوق المسرح الأمريكي
تأسست الجائزة سنة 1947 بعد اقتراح من لجنة من المنتجين المسرحيين على رأسها بروك بيمبرتون (1885 - 1950)، وأقيمت مراسم تسليم الجائزة لأول مرة في 6 أبريل 1947 بفندق والدورف أستوريا بمدينة نيويورك.

الخميس، 9 يونيو 2016

المسرح الامريكي يفجر الصورة السائدة بعد الحرب العالمية الاولى

مجلة الفنون المسرحية

القدر لم يعد متحكماً بمصير البطل

بعد الحرب العالمية الثانية تطورت الحياة المدنية والاجتماعية في امريكا ،وحصل تطور كبير واهتمام بمسرح يوجين اونيل، تنيسي وليامز والكاتب ارثر ميلر وتجاوزت شهرة كتابها انجلترا والولايات المتحدة وخاصة تنيسي وليامز ومسرحية اللعب الزجاجية،وحققت مسرحية عربة اسمها اللذة شهرة عالمية، ومسرحية قطة فوق سطح من الصفيح الساخن .ومسرح أرثر ميلر وفاقت شهرته العالمية في مسرحية موت بائع متجول، ومسرحية كلهم ابنائي، مسرحية مشهد من فوق الجسر، اما يوجين اونيل والمسرح المعاصر فهو يختلف عن وليامز وارثر من ناحية النغمة اوالروح ونهجه يختلف عن كتاب اوروبا مثل انوي ويونسكو والكل هم كتاب الموجة الجديدة، فمسرح اونيل مأساوي يفهمه من تخصص في دراسة الادب المسرحي واتسع فهمه للمأساة من سوفوكليس وشكسبير.

الاحتجاج الاجتماعي

مسرح المأساة الحديثة منذ ظهور فرويد والجانب النفسي الاختلاف مابين المأساة القديمة والمأساة الجديدة ماعاد القدر يتحكم بمصير البطل لكن دخل علينا عامل دنيوي سلوك المجتمع فبدلآ من التطهير في النفس ظهر الاحتجاج الاجتماعي وذات قيم اكثر

الأربعاء، 8 يونيو 2016

ميرل ستريب تتقمص دور "دونالد ترامب" على مسرح في نيويورك

مجلة الفنون المسرحية



بوزن زائد وبدلة رجالي وربطة عنق حمراء، أطلت النجمة العالمية ميريل ستريب، على جمهورمسرح "Public Theater Gala" في نيويورك، متقمصة شخصية المرشح للرئاسة الأمريكية "دونالد ترامب".

الجمعة، 15 أبريل 2016

السينوغرافيا المسرحية للمصمم موهلى ناجى Moholy-Nagy / د. راندا طه

مجلة الفنون المسرحية


لازل و موهلى ناجىLászló MoholyNagy  ( 1895- 1946م) مصمم ومصور,ومصمم مسرحى ونحات أمريكى من أصل مجرى درس القانون وأصبح من رواد اتجاه الباوهاوس ، وكان رائداً في الاستعمال الفني للضوء والحركة والفراغ والتصوير الضوئي والمواد البلاستيكية، آمن بأهمية الوحدة الكاملة بين الفنون الجميلة والصناعة والبيئة. شغلت تعاليمه في التصوير والفن التجريدي، والتصميم الجرافيكي والصناعي والمعماري أجيالاً من الفنانين والمعماريين والمصممين ،  وكان له عدد من الأراء المختصة بالفن فمن أقواله "أن القوة التحويلية في الفن، يجب أن تُسخّر للإصلاح الاجتماعي، وأن الفن يجب أن يوازي التقدم التقني الجديد" .  وتوسّع اهتمام الفنان؛ ليشمل: الفيلم والتصوير ومونتاج الطباعة والتصميم المسرحي والنسيج والتصوير
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption