أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

‏إظهار الرسائل ذات التسميات المسرح في روسيا. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات المسرح في روسيا. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 1 فبراير 2022

"الحرب والسلام" رائعة تولستوي مسرحية غنائية "للكبار فقط"

مجلة الفنون المسرحية
من العرض المسرحي الروسي المقتبس عن "الحرب والسلام " لتوتستوي (الخدمة الإعلامية للمسرحية)

الأحد، 1 نوفمبر 2020

تشيخوف وعصرنا /علاوة وهبي

مجلة الفنون المسرحية 

تشيخوف وعصرنا /علاوة وهبي

 يشكل الكاتب الروسي انطون تشيخوف ظاهرة في المسرح الروسي  فقد سعي الي التجديد فيه .متمردا علي القواعد التي كانت سائدة في مجال الدراما في عصره  . معتمدا علي ابراز داخلية الانسان  اكثر من اهتمامه بالجوانب الاخري  وبواقعية غير مسبوقة  جلب له اعجاب الكاتب الكبير المعاصر له ليون تولستوي .الذي وصف تشيخوف بانه موهبة حقيقية  وان واقعيته  الغنائية غير مسبوقة في المسرح الروسي  فقد سعي الي التجديد بما يملكه من روح  السخرية المحزنة  وبما يعرفه عن المجتمع الروسي  .سخرية بروح مأساوية .هكءا كان يري في اعماله  وانها اعمال تراجيدية هادئة  بعكس ما كان يراه فيها المخرج ستانيسلافكي  وخاصة منها بستان الكرز التي كانت سبب خلاف وقع بين الرجلين و رغم ان تولستوي كان معجب بتشيخوف ومداوم علي قراءة اعماله كما كان يوصي افراد اسرته بقراءته الا انه كان المنافس له في مجال المسرح  وخاصة في مواسم مسرح الفن الذي كان مخرجه الرئيسي هو ستانيسلافكي .سوف نقدم هنا ترجمة لما قاله عن تشيخوف ومسرحه مراسل اكاديمية العلوم السوفياتية ومدير معهد ماكسيم غوركي للاداب العالمية جيورجي بيردنكوف .ولكن قبل ذلك بهمنا ان نقدم راي الناقد سيرغي فولكونسكي  عندما قدم مسرح الفن مسرحية(الثة الحية) .
(كيف كانت هذه المسرحية.
للاسف هي ليست لاجلك لانه وبالضبط لا توجد مسرحية..
اذن ماذا كان هناك
اجزاء من الحياة ببساطة. ناس يتبادلون بعض الكلمات. احدهم يذرف دمعة .واخر يشعل سيجارة. طيب.اكيد ولكن ما هو الموضوع لا بد انه هناك شيئ ما يحدث.
نعم دون شك)موسكفين وهو من يؤدي دور فيديا بروتاسوف).اعتقد انه فجر راسه ولكن ابس هذا هو الاساسي..الذي يهم ليس ما يقوله الابطال)ابطال الدراما).وليس هو كذلك ما يفعلونه. لانهم لا يفعلون اي شيئ..انما المهم هو الذي يحدث في نفوسهم. تاثير تشيخوف..(هل يمكننا الحديث عن التاثير عندا يتعلق الامر بتولستوي.. لكن..فعلا..التاثير..التطور..بالاساس. 
المهم ان تشيخوف.رائد.)
ان راي الناقد بيردنكوف يؤكد ما يذهب اليه الكثيرون من نقاد تشيخوف وانه السباق .والرائد في مجال الدراما الاجتماعية التي تهتم بما يعتمل في نفسية الانسان داخليا اكثر من الاهتمام بالمظاهر الخارجية له.
 ونصل الان الي ما كتبه جيةرجي بيردنكوف وهذه ترجمة له.
(حدد تشيخوف اهتمامه. بالحداث الدرامية في مفهومه ذاته. وهي مراجعة القيم الاجتماعية والاخلاقية والتي كانت بالنسبة له هي مراجعة معتقداته التي سوف تؤدي الي تغيير جذري في حياته الخاصة  واصبحت رغبتهةفي الكتابة وتصوير داخلية الانسان هي سيدة مقاومة لا تضاهي ولها دلالات اجتماعية وتاريخية وهي التي حددت في جزء كبير منها تطور سردياته ودراماته.
 وقد بذل جهدا في ابراز معطيات هذا الاتجاه وركز الكاتب اهتنانه علي  الحقب النقدية للتحولات الجذرية في الحياة الاخلاقية والمعتقدات لشخصياته. وهذا ما يفسر تلك القوة التعبيرية والتأثيرية في اعماله. هذه القوة التعبيرية لا تنبع من المجري  الداخلي للاحداث ولكن من العمل والقوة الداخلية في الشخصية..
وهكذاتكن الفن الدرامي الناضج والتجديدي عند تشيخوف. لقد رفض الكاتب الرضوخ للبناء الدرامي التقليدي المؤسس علي التأزم والتعارض عند  الشخصيات وركز علي ما بداخلها  وبءلك اكتشف التأزم الذي يننو في ارواحهم 
هذا المبدأ الدراماتوجي الجديد وجد شكله النهائ في مسرحية(الخال فانيا.)وتطور الي شكله الكامل في مسرحية(بستان الكرز).
في اعمال تشيخوف يشترك كل شيئ في جعلنا نكتشف العالم الداخلي للشخصية .كل الجزأيات وكل ما يؤخذ فجا.  وكل حدث حتي التافه لا يستبعد ان يكون هدفا لذاته وليس وسيلة للامساك  بداخلية  الابطال .وحالتهم الروحية هي باستمرار لحظة حاسمة في التازم.
يرفع تشيخوف الي الاعلي سرد الحياة اليومية بتأملاته الغنائية عن  الاهداف السامية للوجود.
لا يقتنع تشيخوف بان يبرز لنا الأزمة بين الانسان والنظام الاجتماعي اللاعادل .لقد اكد باستمرار بأن مقاومة  تأثير الوسط هو مهمة اخلاقية ومهمة ضمير وفكرته عن الحرية  تتأسس الان أمر فأكثر علي صورة الواجب المدني للانسان.
موضوع اخر في اعماله التي كتبها في شبابه هو سعادة الانسات في ضمونه الجديد. لقد صور حتي الان واقع وتناقض لا يمكن اغفاله .انه لا يسمح للشخصيات النموذجية ان تكون سعيدة لا تتقبل رؤية الناس يحملون افعالهم الثقيلة في صمت. ولا تبحث لنفسها سوي عن حياة امتيازية وواضحة وسط اناس سعداء.وراضين عن ذواتهم  ان هذا يعادل رغبة الانتحار عند الانسان الضعيف .المهمش. الذي سحقه العمل والهموم.
 كما يقول بطل رواية .(الخدمة).
لقد توصل تشيخوف الي ابراز هذه التناقضات بقوة الاعتقاد ولكنه تجاوزها كذلك وهو استحقاق اخر لتشيخوف الفنان. انه يقدم صورة جديدة للسعادة. سعادة ان تكون واعيا بشرفك الانساني. وان تفتح طرق جديدة لحياة افضل. ان هذا الموضوع تمت معالجته بامتياز في الاعمال الريادية للكاتب في رواية الخطيبة وبستان الكرز.)

الجمعة، 20 سبتمبر 2019

افتتاح الموسم المسرحي 244 في "البولشوي" مع دومينغو ونيتريبكو

الأربعاء، 12 يونيو 2019

"يفغين أونغين" و"لحن وارسو": إضاءة مزدوجة على المسرح الروسي

الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017

نورييف.. عودة الأسطورة

مجلة الفنون المسرحية

نورييف.. عودة الأسطورة

 عبد الله حبه  - المدى 

لا يماري أحد في أن روسيا تبقى بصفتها البلاد الرائدة في مجال فن الباليه . والعرض الأخير "نورييف" الذي قدم في مسرح البولشوي منذ أيام يؤكد أن المسارح الاوروبية وغيرها لم تصل الى المستوى الذي بلغته فرقة البولشوي. علماً أن هذه الفرقة وفرق المسارح الروسية الأخرى التي تجوب بلدان العالم ، بالرغم من توتر العلاقات السياسية مع بعضها ،تلقى دوما أهتماماً لدى الجمهور. وأذكر أنني زرت لندن منذ أعوام وشاهدت الطوابير الطويلة عند شباك التذاكر في كوفنت جاردن حيث قدمت عروض باليه البولشوي . كما وجدت أن الراقصة الأولى في المسرح البريطاني آنذاك هي روسية أيضا .


إن العرض المسرحي الحالي في البولشوي هو عرض "هجين" حيث يتضمن الباليه والغناء الاوبرالي والدراما. وبهذا قدم المسرح للجمهور بمشاركة 200 راقص ومغنٍ وممثل صنفاً جديداً من العروض المسرحية. ويشير النقاد الى أن الفضل في تقديم العرض يعود الى مدير المسرح الجديد فلاديمير أورين الذي قرر تأجيل تقديم عرض باليه " آنا كارينينا"لجون نويماير وتقديم هذا العرض الفريد من نوعه المكرس الى راقص الباليه التتري الشهير رودولف حميد أوغلي نورييف الذي قرر البقاء في باريس في عام 1961 حينما كان ضمن فرقة مسرح الاوبرا والباليه اللينينغرادي . علماً إن نورييف ولد في عام 1938 في القطار المتجه الى فلاديفستوك ، وإرتبطت حياته لاحقا بالسفر المتواصل . وأعتبرت السلطات السوفيتية قراره بالبقاء في باريس " خيانة للوطن " وكان بقاؤه يمثل سابقة لم يعرفها الاتحاد السوفيتي تكررت عدة مرات لاحقاً . ولمع نجم نورييف في أوروبا وامريكا لاحقاً وإستحدث مدرسة خاصة به أثرت كثيراً في فن الباليه في بلدان أوروبا حيث نقل إليها خبرة مدرسة باليه فاغانوفا الذائعة الصيت التي تعلم فيها كثير من كبار فناني الباليه مثل بافلوفا واولانوفا. علما أن الفنانين والموسيقيين الروس يتمتعون اليوم بالحرية التامة في السفر الى أي مكان للعمل هناك ، ويمكن أن نجدهم في المسارح وفرق الاوركسترا في أوروبا وامريكا واليابان ولا يعتبر ذلك " خيانة للوطن".
لقد أثار عرض "نورييف" جدلاً كبيراً في الأوساط الاجتماعية الروسية قبل تقديمه الى الجمهور. وفي العرض الخاص لرجال الثقافة والصحافة في حزيران الماضي قرر مدير المسرح البولشوي تأجيل العرض الى كانون الأول 2017 لأن العرض لم يكن – حسب رأيه - جاهزاً لتقديمه الى الجمهور. زد على ذلك إستنكر المحافظون للغاية عرض صورة كبيرة لنورييف على امتداد خشبة المسرح يظهر فيها الراقص عارياً. وقيل إن ادارة المسرح إشترت الصورة من مصور فوتوغرافي فرنسي بمبلغ كبير دفع ثمنه الملياردير الروسي رومان ابراموفتش صاحب فريق " تشيلسي" لكرة القدم وهو أحد ممولي مشروع الباليه الحالي. ورأى النقاد أن هذا قد يمثل إستفزازا للمشاهد ، ولو أن المسارح في موسكو بدأت تقلد المسارح الاوروبية في عرض الممثلين عراة كما ولدتهم أمهاتهم ، وأصبح ذلك شيئا مألوفا ، ولو أنه غير مبرر من ناحية الإبداع الفني . لكنها الموضة وولع بعض المخرجين في تقليد ما يقدم في المسارح الألمانية والانجليزية والفرنسية بإعتبار ذلك تجسيدا للتطور الفني والذوق الرفيع .ولهذا لم تقدم الصورة كاملة في العرض الحالي. وبرر مدير المسرح تأجيل العرض بأنه لا يوجد إنسجام بعد بين أقسامه من باليه وغناء ودراما، وينبغي عمل المزيد من البروفات.
كما إرتبط تأجيل العرض لمدة خمسة أشهر بدخول المخرج كيريل سيريبريكوف السجن بتهمة إختلاس أموال الدولة ضمن الحملة التي يجريها بوتين خلال العامين الأخيرين في مكافحة الفساد. ولهذا تعالت الهتافات في العرض تطالب بإطلاق سراحه ، كما خرج بعض الممثلين في نهاية العرض وهم يرتدون قمصانا تحمل إسمه. وسيريبريكوف شخصية فنية معروفة في روسيا وخارجها ويدير مسرح غوغول الذي يقدم عروضاً مسرحية متميزة بجرأة التعامل مع النص المسرحي. ولكنه لسبب مجهول أصبح مطلوبا للعدالة ويستمر التحقيق معه في مصير ملايين الروبلات التي قدمتها الدولة إليه لتطوير مسرحه.وكان قد أخرج في البولشوي سابقاً باليه " بطل من هذا الزمان " المقتبس من رواية ليرمنتوف المعروفة وحقق نجاحاً باهرا. وأعد موسيقى العرض موسيقار معروف أيضا هو ايليا ديموتسكي ، وتولى إخراج الرقصات يوري بوسوخوف كبير مخرجي الباليه في البولشوي.
إن تخليد ذكرى الفنانين في عروض الباليه ليس بالشيء الجديد في المسارح الروسية فقد قدم مخرج الباليه بوريس ايفمان في بطرسبورج وموسكو عروض باليه مكرسة الى موليير وتشايكوفسكي وبالانشين ورودان. كما أخرجت عروض باليه مستوحاة من أعمال الكتاب الروس مثل "آنا كارينينيا" لتولستوي و"السيدة والكلب" و"آنوتشكا" لتشيخوف و" بطل من هذا الزمان" لليرمنتوف و" الأرق" لبوشكين". بينما أثار باليه " راسبوتين " في عام 2005احتجاجات الرأي العام الارثوذكسي لكونه أظهر القيصر بالملابس الداخلية على المسرح. وسرعان ما ألغيت عروض هذا الباليه.
لكن عرض "نورييف" في مسرح البولشوي يختلف عن جميع العروض في الجمع بين ثلاثة عناصر من الابداع الفني هي : الباليه والاوبرا والدراما. ويتم فيه استعراض سيرة حياة نورييف منذ أيام طفولته في بشكيريا ثم دخوله مدرسة باليه فاغانوفا في ليننيغراد(بطرسبورغ حاليا) وحياته في عالم الباليه لاحقاً. وحسب قول مخرج العرض سيريبريكوف فإنه أراد التركيز على كون نورييف من المثليين وعلاقته براقص الباليه ايريك برون . لكن بوسوخوف مخرج رقصات الباليه كان له موقف آخر في التركيز على الحياة الابداعية فقط للفنان الذائع الصيت. ولهذا تضمن العرض قراءة مقتطفات من رسائل نورييف الى تلاميذه والعروض التي شارك فيها في باريس ونيويورك وكذلك تقارير جهاز الأمن السوفيتي (كي. جي . بي) عن تحركاته يلقيها الممثل عريف العرض. لكن سيطر على العرض تقديم الرقصات الرائع من قبل فناني البولشوي لأهم الأدوار التي شارك فيها نورييف. ولهذا يبقى الباليه الكلاسيكي أهم ما جذب الجمهور الذي واصل التصفيق لفناني البولشوي في نهاية العرض لمدة 15 دقيقية.
إن رودولف نورييف الذي يرقد ثراه في المقبرة الروسية بضواحي باريس تحت بساط مزخرف تتري صنع من الموزاييك قد أصبح إسطورة قبل أن يهاجر الى الغرب . فإن جميع العروض التي شارك فيها بمسرح مارينسكي (في بطرسبورج حاليا) مثل "روميو وجولييت" و" بحيرة البجع " وغيرها ، وكذلك عروضه في خارج روسيا ولا سيما مع الراقصة الانكايزية مارجو فونتين تعتبر تجسيدا لإسلوبه في الرقص الذي أصبح مدرسة في باريس التي قضى فيها آخر سنوات عمره قبل وفاته لدى اصابته بمرص فقدان المناعة المكتسبة ( الايدز) في عام 1993.


الجمعة، 1 ديسمبر 2017

مسرح "البولشوي" يحصل في باريس على جائزة " النطاق الذهبي"

السبت، 25 نوفمبر 2017

"روميو وجولييت" يحقق نجاحا في مسرح البولشوي

الخميس، 2 مارس 2017

مكسيم غوركي الفيلسوف

مجلة الفنون المسرحية

مكسيم غوركي الفيلسوف 

حلت يوم أمس ذكرى رحيل الأديب الروسي الكبير مكسيم غوركي عام 1936، وهو كاتب روسي مواليد 1868، يعد مؤسس المدرسة الواقعية الإشتراكية في الأدب،
بالإضافة إلى كونه ناشطا سياسيا اسمه الحقيقي أليكسي مكسيموفيتش بيشكوف، أصبح يتيم الأب والأم وهو في
التاسعة من عمره، فتولت جدته تربيته، وكان لهذه الجدة أسلوب قصصي ممتاز،
مما صقل مواهبه القصصية
أليكسي مكسيموفيتش بيشكوف(بالروسية: Алексей Максимович Пешков) ويعرف بمكسيم غوركي (Максим Горький)؛ (28 مارس 1868 - 18 يونيو 1936)، أديب وناشط سياسي ماركسي روسي، مؤسس مدرسة الواقعية الاشتراكية التي تجسد النظرة الماركسية للأدب
حيث يرى أن الأدب مبني على النشاط الاقتصادي في نشأته ونموه وتطوره، وأنه
يؤثر في المجتمع بقوته الخاصة، لذلك ينبغي توظيفه في خدمة المجتمع. ولد في نجني نوفجراد عام 1868 ، وأصبح يتيم الأب والأم وهو في التاسعة من عمره، فتولت جدته تربيته, وكان لهذه الجدة أسلوب قصصي ممتاز، مما صقل مواهبه القصصية. وبعد وفاة جدته
تأثر لذلك تأثرأ كبيراً مما جعله يحاول الانتحار. جاس بعد ذلك على قدميه في أنحاء الإمبراطورية الروسية, لمدة خمس سنوات غير
خلالها عمله عدة مرات, وجمع العديد من الانطباعات التي أثرت بعد ذلك في
أدبه. تعنى كلمة جوركى باللغة الروسية "المر" وقد اختارها الكاتب لقبا مستعارا له من واقع المرارة التي كان يعانى منها الشعب الروسى تحت الحكم القيصرى والتي شاهدها بعينه خلال المسيرة الطويلة التي قطعها بحثا عن
القوت ، وقد انعكس هذا الواقع المرير يشكل واضح على كتاباته وبشكل خاص في
رائعته "الأم".
كان صديقاً لـ لينين الذي التقاه عام 1905 م توفي ابنه مكسيم بشكوف عام 1935 م, ثم توفي هو في 18 يناير 1936م في موسكو, وسط شكوك بأنهما ماتا مسمومين. سميت مدينة نجني نوفجراد التي ولد فيها باسمه "غوركي" منذ عام 1932م حتى عام 1990م.
رواية الأم.
رواية الطفولة.
مسرحية الحضيض.
قصيدة "انشودة نذير العاصفة".
الطفولة 1913-1914
الأعداء؛دراما؛1906
جامعاتي 1923
بالإضافة للعديد من المسرحيات والقصص والمقالات. 
تعنى كلمة جوركى باللغة الروسية "المر" وقد اختارها الكاتب لقبا مستعارا
له من واقع المرارة التي كان يعانى منها الشعب الروسى تحت الحكم القيصرى
والتي شاهدها بعينه خلال المسيرة الطويلة التي قطعها بحثا عن عمل بعد وفاة
جدته والتي صدم برحيلها، وقد انعكس هذا الواقع المرير يشكل واضح على
كتاباته وبشكل خاص في رائعته "الأم".
عارض علنا النظام القيصري، واعتقل مرات عديدة، وصادق عديد من الثوريين
ليصبح صديق لينين الشخصي بعد لقائهما عام 1902، توفي ابنه مكسيم بشكوف عام
1935 م، ثم توفي هو في 18 يناير 1936م في موسكو، وسط شكوك بأنهما ماتا
مسمومين.
من أهم اعماله: رواية "الأم"، رواية "الطفولة"، مسرحية "الحضيض"، سيرته
الذاتية في ثلاثة أجزاء بعناوين: "طفولتي، بين الناس، جامعيتي"، بالإضافة
للعديد من المسرحيات والقصص والمقالات.
من مقولاته الشهيرة ..
- تبدو السعادة دائما صغيرة عندما تمسكها في يديك، لكنك إذا تركتها أدركت فورا كم كانت كبيرة وغالية.
- عندما يكون كل شيء سهلا يصبح المرء غبيا بسرعة.
- الأمهات هن فقط القادرات على التفكير في المستقبل لأنهن ينجبنه من خلال أطفالهن.
- كن طيبا وكريما وإنسانيا، وأحب رفاقك، وواس المكلومين، وسامح الذين أذنبوا في حقك.
- الطيب قد يكون أحمقا وطيبا في نفس الوقت، أما الشرير فيجب أن يكون ذكيا.
- الفلسفة ضرورية لأن كل شيء له معان مخفية يجب علينا معرفتها.
- الكثير من المؤلفين المعاصرين يشرب من الخمر أكثر مما يكتب.
- عندما يكون العمل متعة تكون الحياة مبهجة، أما إذا كان واجبا تكون عبودية.
- قافلة الماضي لن تصل بك إلى أي مكان.
- يجب أن تكتب للأطفال بنفس الطريقة التي تكتب بها للكبار، لكن بمستوى أفضل.
- كلما ذاق المرء المزيد من المرارة زاد جوعه لمباهج الحياة.
- ليس شرطا أن تشفي الحقيقة روحا مجروحة.
- جئت إلى العالم لكي أحتج.
- إن اليوم الذي لا يمر بك دون أن تعرف فيه شيئا أو تكشف في نفسك جديدا ،
اعلم انك لم تعش فيه ، وان جزءا من حياتك قد ضاع منك إلى الأبد .
- من العظماء مَن يشعر المرءُ في حضرتهم بأنه صغير، ولكن العظيم بحق، هو الذي يشعر الجميع في حضرته بأنهم عظماء.
- فتشوا دائما عن الحقيقة، ودافعوا عنها ولو تكلفكم حياتكم، إذ إن أولادك سيعيشون بعدكم سعداء.
- لن تتمكنوا من إغراق الحقيقة في بحار الرماد ، انتم مجانين ، بذلك لن تجلبوا سوى النقمة عليكم ، ويتفاقم الحقد ، حقد الشعب القوي .
- لن تستطيعوا مهما فعلتم أن تقتلوا روحا بعثت من جديد
- لا يمكن أن يخنق العقل بالدم
- الأمم القوية واأسفاه لا تستعمل قوتها إلا لإخضاع الأمم الضعيفة،
والمعرفة السامية في الأمم المرتقية هي واسطة لامتلاك مقتنيات الأمم
المظلومة.
- إن الطريقة الطبيعية في الكتابة هي أسمى في شرعي من الرومانسية أو خلافها، لأنها تبين الأفكار والعواطف عارية من أثواب التكلف.
- أبدا لم ينتزع الألم لجسدي مني الدموع فإذا ما أهرقتها مرة كان والدي يضحك من عبراتي.
- في طفولتي أصور نفسي كخلية نحل، وضع فيها مختلف الأشخاص البسطاء
العاديين مثلما النحل عسل معارفهم وأفكارهم عن الحياة. وأثروا روحي بسخاء
كل بما استطاع . وكثيراً ما كان هذا العسل قذراً مراً، ولكن كل معرفة هي
مع ذلك عسل.
- الإنسان مصدر كل تعليم وعلم، وما يعلمك إياه الناس يأتيك في ألم و قسوة
أكثر مما تعلمك الكتب. علم الناس جاف مؤلم. ولكن العلم الذي يأتيك على ذلك
الشكل هو الذي تبقى جذوره راسخة.

الأحد، 26 فبراير 2017

صدور ترجمة جديدة للمسرحية الروسية " مجالات " تأليف ألكسندر أوبرازتسوف ضمن سلسلة المسرح العالمي

الأحد، 19 فبراير 2017

الروائي والمسرحي الروسي ميخائيل بولغاكوف في كتاب بعنوان (الأعمال المختارة)

مجلة الفنون المسرحية

الروائي والمسرحي  الروسي ميخائيل بولغاكوف في كتاب بعنوان  (الأعمال المختارة)

الكتاب بعنوان  (الأعمال المختارة) يضم سيرته ونماذج من نصوصه الروائية والقصصية مثل: قلب  كلب ـ بيوض الشؤم ـ مذكرات طبيب ريفي. والصادر عن دار (المدى) للثقافة  والنشر بترجمة عبد الله حبه.
والروائي والمسرحي  الروسي يعد من ابرز الكتّاب الذي ظهروا خلال القرن العشرين برغم أن أغلب  أعماله لم تُنشر إلا بعد وفاته، انه وميخائيل بولغاكوف   ولد عام 1891 بمدينة كييف عمله الاساسي في مجال الطب، لكنه اشتهر من خلال روايته (المعلم ومارغريتا) التي عدها الكثيرون اشهر روايات القرن العشرين، كتبها عام 1930 لكنه أحرق مخطوطتها ليأسه من إمكانية نشرها ووضعه ككاتب مغضوب عليه. ثم أعاد كتابتها من ذاكرته في عام 1931، بعدها أنهى المسودة الثانية في 1936، ثم المخطوطة الثالثة في 1937، ثم بدأ المخطوطة الرابعة وكرس لها آخر أيامه حتى1940. وبقيت الرواية مخطوطة حتى طُبعت أخيراً في 1967. ومنها اشتهرت عبارته التي جاءت على لسان فولند أحد أبطال الرواية: المخطوطات لا تحترق أبداً. نشرت إيلينا سيرجييفنا، أرملة بولغاكوف، الرواية للمرة الأولى في مجلة موسكو الأدبية في حلقات عام 1966 وحتى 1967، وقد حُذف منها بسبب التحفظات السوفيتية على مضمون الرواية، او ما يتعلق بممارسات الشرطة السرية في القدس وموسكو.. تعد حياته العجيبة مترعة بتقلبات الاقدار فقد عانى من العوز والتشرد في شبابه بسبب قيام الثورة الاشتراكية وهروبه من مدينته كييف الى الاورال بعد ان اراد كل طرف من اطراف الحرب الأهلية تجنيده لخدمة اغراضه بحكم كونه طبيباً يحتاجه جميع المحاربين. منذ طفولته احب اجواء الأدب والفن والموسيقى والمسرح، وقد اعطته المطالعة ثمارها حين ترك مهنة الطب ومارس الابداع الادبي، لذا وجد سهولة بالغة في الكتابة باسلوب رشيق كما بدت روايته (مذكرات على كم القميص) وكأنها من ابداع كاتب قدير تجاوز مرحلة النضج، وظهر في الأدب كاتباً جاهزاً.. غير ان الواقع يبين ان الكاتب مر بمراحل اخفاق، كذلك راودته الشكوك في قدراته الأدبية قبل ان يصبح كاتباً شهيراً في الثلاثين من عمره، وقد امتزج اسلوبه بالشاعرية المتفتحة والطليقة بالكلام اليومي الذي يتردد في الشارع مما جعله قراءة سهلة لدى القارئ المثقف والبسيط على حد سواء، وكان يشعر بانه المؤرخ الذي يدون احداث زمانه وحياته الشخصية، وبما ان الحوادث العابرة اليومية قد لا تبقى في الذاكرة فانه كان يدونها بصورة دقيقة، لذا نجد نثره يطلق العنان لخياله، وفي الوقت نفسه يصور لون ومذاق الزمن بصورة واقعية. وكان بولغاكوف حسب أقوال معارفه قليل الكلام كما لو انه لا يريد الافصاح كما يدور في فكره، واذا ما تحدث فان حديثه يكون مترعاً بالهزل الطريف بين زملائه الشباب من الصحفيين الجادين والمتحمسين للأحداث في فترة بناء الدولة السوفيتية الفتية خلال العشرينات من القرن الماضي. تحدث في روايته الساخرة (رواية مسرحية) عن مجيئه الى مسرح موسكو وعمله هناك، وكيف أبدى رجال المسرح حماساً كبيراً لدى اخراج المسرحية التي حققت نجاحاً على خشبة المسرح الموسكوفي، وقد تولى مهمة الاخراج ايليا سوداكوف تحت اشراف ستانيسلافسكي، وشارك بولغاكوف في جميع البرفات.. التزامه بالدقة في وصف الاحداث وتحديده للزمان والمكان باسلوب الريبورتاج كان سمته التي ميزته كصحفي وكاتب وطبيب ممارس يتوخى الدقة في كل شيء، وقد اعتاد كتابة يومياته التي ضمنها كل سمات الحياة اليومية حتى حالة الطقس والاسعار في المتاجر ووسائل الموصلات ووصف الناس الذين كان يلتقيهم. وصادف ان الشرطة صادرة دفاتره اثناء تحري بيته، ثم اعادتها له لكنه قام بحرقها ولم يعاود كتابة اليوميات التي من خلالها يطلق العنان لخياله فيصور لون ومذاق الزمن بصورة واقعية.. انتابه شعور بالعزلة الشديدة بعد ان كان بطبيعته يميل الى معاشرة الناس ويتوق الى التعارف مع الآخرين لكنه اضطر الى تجنب صخب الصالونات الأدبية واللقاءات في النوادي والاجتماعات لأنه وجد فيها الكثير من النفاق والزيف فوصفها بانها حفلات ساهرة في غرفة الخدم.. وقد تغير وضعه حين عرض عليه تقديم النص المسرحي لروايته "الحرس الابيض" والذي تقرر اخراجه بعنوان "ايام اسرة توربين" على خشبة مسرح موسكو الفني مطلع الثلاثينات، وكان معجباً جداً بهذا المسرح وباعمال ستانيسلافسكي ونيميروفتيش. 

-------------------------------------------------------
المصدر : أوراق المدى 

الخميس، 26 يناير 2017

بستان شجرة الكرز والاسلوب التشيكوفي الاكثر ثعلبية

مجلة الفنون المسرحية

بستان شجرة الكرز والاسلوب التشيكوفي الاكثر ثعلبية


صباح هرمز الشاني


لا تختلف صنعة مسرحية (بستان شجرة الكرز) عن صنعة مسرحيات تشيكوف الطويلة الثلاث الاخرى والمعروفة، الا بقدر تقليص حجم وكثافة المفردات الموظفة فيها من أربع الى اثنين، وهما الرموز والدلالات الموحية، والمفردات الدالة على الجو النفسي، وغياب بقية المفردات منها كالمؤثرات الصوتية والمونتاج.
تدور حوادثها في ملكية (ليوبوف أندريفنا) العائدة من باريس، بعد غياب خمس سنوات، مع ابنتها (أنيا) والمربية الالمانية (شارلوتا) وخادمها (ياشا)، لتباغت انها لاتتمكن من تسديد فائدة ملكيتها المعرضة للبيع.
ولكون (لوباخن) وكيل أعمالها ورغبة منه لتخلص الملكية من المزاد العلني، أو (هذا ما يبدو عليه في الظاهر)، يقترح عليها تقسيم بستان اشجار الكرز والارض المجاورة لها الى قطع صغيرة لتشيد عليها مساكن صيفية شريطة أن تهدم كل ما فيهما من منازل واشجار، لتقوم بتأجير القطع، وتنال ربحا سنويا منها، ويوعدها بتأمين القرض، الا انها لاتقوم بتنفيذ هذا المقترح على أمل أن تتلقى الدعم من عمتها الكونتيسة التي تعيش في الخارج، ولأن المال الذي تنتظره لايصل، وحتى ان وصل، فأنه لايكفي لسد تأمين القرض، فأن لوباخن يصبح صاحب الملكية، لانه يقوم بشرائها.
لقد أختلف الكبيران تشيكوف وستانسلافسكي على معنى هذه المسرحية، وكان في اساس هذا الخلاف كما يقول ترويا: (تضاد رئيسي في تفسير الاثر من الناحية السايكولوجية) فتشيكوف تصور بستان الكرز وخطط لها وكرر قول ذلك عشرين مرة الى انها كوميدية بل هزلية تقريبا، اما ستانسلافسكي فكان يرى فيها مأساة اجتماعية تطرح موضوع زوال طبقة النبلاء الريفيين امام الاثرياء الجدد المتصلبين والمغامرين من العامة.*1
وما يؤكد على ان هذه المسرحية كوميدية، هي الرسالة التي يبعثها تشيكوف الى زوجته (اولغا) يقول فيها: (سيكون الفصل الاخير مرحا، او بالاحرى ستكون المسرحية كلها مرحة وعابثة)*2
ويرى ترويا: (ان الانفعال الذي تسببه بستان الكرز متأتٍ من التضاد بين التراجيديا الصامتة التي ينطوي عليها الموضوع، والجانب المضحك الى حد ما في الشخصيات)*3
ان هذا الخلاف سبق وان نشب بينهما في مسرحية الخال فانيا، اذ ثمة الكثير من الادباء والفنانين، وقبل ان تصدر اعمالهم، يصفونها تحت تسميات ومصطلحات لا تمت في معظم الاحيان الى مضامينها بصلة. وهذا الكلام يقينا، ليس موجها الى تشيكوف ذلك انه ليس بحاجة مثل هذا التصنيف، هذا الرجل العظيم، الذي هو اكبر منا، ولكنني لا ادري لماذا اجد نفسي منجذبا الى قراءة ستانسلافسكي اكثر من قراءة تشيكوف، وكانت لي على ما اظن نفس القراءة للخال فانيا، ولعل مرد ذلك يعود الى عملية المزج وليس التضاد كما يقول ترويا، بين التراجيديا الصامتة التي ينطوي عليها الموضوع، والجانب المضحك الى حد ما في الشخصيات، بحيث يصبح هذا الجانب اكثر تراجيدية من التراجيديا الصامتة، ويمكن ان نلمس هذا الجانب في معظم شخصيات المسرحية الثانوية، كدونياشا، ويبهودوف، وبشتشيك. فليس من المنطق والمعقول التصدي لثيمة كبيرة، كخيانة الوطن من قبل الطبقتين، ومعالجتها بطريقة كوميدية، (وانتقدت صحف اليسار بعض المؤثرات المضحكة في هذه (المأساة الاجتماعية) ولم يرد احد ان يرى في بستان الكرز الملهاة التي كان تشيكوف يتحدث عنها).(4)
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا وبالحاح:
- ترى هل ان هذه المسرحية ثورة على طبقة النبلاء او لنقل الجيل الجديد على القديم، أم خيانة من قبل الفريقين للوطن، وهذا ما سأحاول الاجابة عليه عبر التقنية التي استخدمها المؤلف في مسرحيته هذه:
1- المفردات الدالة على الجو النفسي:
تضم عشرين مفردة، موزعة بنصيب ثماني عشرة مفردة، وبشكل متساو على كل من الفصل الاول والثاني والرابع، وبنصيب مفردتين للفصل الثالث.
وتأتي اول مفردة من هذه المفردات على لسان (بيهودوف). كضربة اولى، لطرح موضوع بيع البستان، وعدم الرغبة بالبقاء في الملكية: الصقيع في الخارج يصل الى ثلاث درجات واشجار الكرز مغطاة بالازهار، لا استطيع ان استحسن مناخنا هذا.. (يتنهد) كلا لا استطيع، انه لا يفيد...
والمفردة الثانية التي تأتي بأربع منها (دونياشا) في جملة واحدة، التي هي: تثلج، الطقس، باردا، والربيع تعبر عن شخصيتها المتفائلة وفرحها بلقاء (آنيا): رحلت في فترة الصوم الكبير، وكانت تثلج، وكان الطقس باردا حينها، اما الان فهذا فصل الربيع.
أما في حوار آنيا مع اختها فاريا، فترد مفردة الطقس مرتين، وكانت (تثلج) مرة واحدة، اشارة الى تذمرها في المرة الاولى من (شارلوتا)والثانية من عيش امها بباريس في الطابق الخامس.
(واصبح الطقس دافئا) وفاريا، تفتح النافذة بهدوء، لقد اشرقت الشمس، انظري يا امي، ياله من هواء لطيف، طيور الزرزور تغرد، عشقا بالبستان وتشبثا للبقاء في الملكية.
وعودة (ليوبوف اندريفنا) الى طفولتها، وهي تنظر الى البستان عبر النافذة! وكنت استيقظ تماما كما هو الان، لم يتغير شئ. (تضحك بسعادة) كله، كله ابيض، اوه يا بستاني! بعد فصل الخريف المعتم والعاصف، وبعد الشتاء البارد، تكون شابا وسعيدا مجددا، لم تتخل الملائكة عنك...
ومفردة العاصفة من قبل (يبهودوف) ايحاءً لحظه السيء: ولكنني اشعر بأنه علي ببساطة أن افسر القدر، اذا جاز التعبير، يعاملني بالتأكيد بلا رأفة، كما تعامل العاصفة مركبا صغيرا.
وتلفظ (دونياشا) مفردة (الطقس بارد هنا نوعا ما) نتيجة إرتباكها وردا لقول بيهودوف لها: هل لي ان اكلمك؟
وتأتي مفدرة (الطقس بارد جدا) على لسان (فيرز) اشارة الى اخلاصه لـ (اندريفنا وشقيقها غايف): هلا ارتديت المعطف رجاء ياسيدي. بينما ينطق المتشرد مفردة: (انه الطقس جميل اليوم) لأن اندريفنا تمنحه قطعة نقود ذهبية: انني ممتن لك كثيرا ياسيدي (يسعل) انه لطقس جميل اليوم (أوه، يا اخي المعذب!.. تعال الى الام فولغا التي كانت تاوهاتها...) (يكلم فاريا) هل لمواطن روسي جائع يا آنسة، أن يزعجك لأعطائه القليل من النقود النحاسية
لو باخن (يغضب) لكل شئ حد بالفعل.
اندريفنا: (في حالة ضياع ولاتعرف ما عليها فعله) خذ.. هذه.. خذ (تبحث في حقيبتها) لا املك نقودا فضية.. لا تأبه لذلك، اليك بقطعة نقدية ذهبية...
وتتكرر مفردة (الطقس رائع) مرتين من قبل آنيا وترفموف دلالة على انجذابهما للآخر، ارينا: كم تحسن الكلام (وقفة قصيرة) الطقس رائع هذا اليوم.
ترفموف: اجل الطقس رائع.
(ويحل الشتاء) يقولها (تروخموف) للتعبير عن المعاناة التي عاشها. وعلى لسان (شارلوتا) مرة: الطقس رائع تماما، ومرة على لسان الصوت مرة اخرى، دلالة على الفرح.
لوباخن: لقد حل تشرين الاول، لكن الطقس لايزال مشمسا وهادئا كما لو انه فصل الصيف، انه طقس جيد (ينظر الى ساعته، ومن ثم ينظر الى الباب) لاتنسوا ايها السيدات والسادة، بأنه لم يتبق سوى ست واربعين دقيقة قبل موعد النطلاق القطار، ما يعني بأنه علينا الانطلاق قبل عشرين دقيقة اسرعوا.ان استخدام اكثر من مفردة في حوار لوباخن هذا معناه واضحة وهي تعبر عن سعادته في امتلاكه للبستان، الا ان نظره الى ساعته ومن ثم الى الباب تعمق قوة هذا المعنى وبالتالي تمنحه ابعادا اكثر، وهو استعجاله في رحيلهم، ومن ثم الارتياب بمدى مصداقيته.
وقول اندريفنا: الوداع ايها المنزل العزيز، يا منزل جدي، سيرحل فصل الشتاء، وسيحل فصل الربيع من جديد، وعندها لن تكون هنا، سوف تهدم. ايماءة واضحة الى اضمحلال طبقة النبلاء التي كانت تمثلها وحلول طبقة او جيل جديد بدل الطبقة القديمة فالشتاء هو الطبقة القديمة، والربيع هو الجيل الجديد.
اما مفردة الطقس الرائع يلفظها (بشتشيك) ففيها ثعلبية تشيكوف، اذ يتألم (بشتشيك) لمغادرة اندريفنا للملكية، ولكنه رغم ذلك، ولأنه لا يملك اي قوة لردعها، يلفظها لئلا يظهر ضعفه امامها: وحين تسمعين بأن نهايتي قد اوشكت فكري فقط بحصان وقولي في أحد الايام كان يوجد رجل مثلك، بينما الحوار الدائر بين لوباخن وفاريا، الذي يعرج فيه لوباخن الى العام الماضي وتساقط الثلج فيه، مقارنا به لهذا العام، حيث الطقس صاف ومشمس، اشارة واضحة الى سعادته قياسا بالعام الماضي، لأبتياعه البستان من جهة، وانفراده بالملكية من جهة ثانية، وعدم زواجه بها اي بـ بفاريا من جهة ثالثة، الا ان رد فاريا عليه بالاسلوب التشكيوفي الثعلبي والمراوغ في جملة: لم أنظر (وقفة قصيرة) بالاضافة الى ذلك فأن ميزان الحرارة لدينا قد انكسر (وقفة قصيرة) تكشف عن شخصية لوباخن غير المبدئية بما لا يقبل الشك، وانتهاء كل شئ ما بينهما، العاطفية والاجتماعية في آن.
تقول أندريفنا: حين نغادر لن تبقى روح واحدة في هذا المكان يرد عليها لوباخن بجملة، حتى فصل الربيع
مانحة معنيين في آن، فهو إما يقصد ان الملكية غدت مهجورة وبلا حياة، او انه سيعود في الفصل القادم لاعادة الروح فيها.وتتكرر نفس المفردة بعد حوارين او ثلاثة على لسانه وهو يقول: وهكذا حتى فصل الربيع. هيا ايها السيدات والسادة الى اللقاء يخرج...
2- الرموز والدلالات الموحية:
تحتوي على اكثر من ثلاثين رمزا موزعاً بنصيب عشرين على الفصل الاول وخمس لكل من الفصل الثاني والثالث، ورمزا واحدا للفصل الرابع، ابتداء من وصول اندريفنا مع ابنتها وخادمها بالقطار، وانتهاء بمغادرتها معهم بالقطار ايضا، ايحاء الى بدء الحياة بالسعادة وانتهائها بالالم، مرورا بالحوادث الجارية للمسرحية في البستان الرامز الى روسيا، انتهاء بأول جملة يشرعها لوباخن، وهو يتحدث عن اندريفنا، تاركا انطباعا جيدا عنها لدى المتلقي، وهو يصفها بالانسانة الجيدة والهادئة والبسيطة، الا انه يرجع ليقول، (انه لايعلم كيف تبدو الان)، وهي جملة تشيكوفية، الهدف منها كشف النقاب عن الوجه الاخر لـ لوباخن، كما ان حوار لوباخن هذا هو مقدمة ضرورية لمعرفة المتلقي انتماء كل منهما، فأذا كانت اندريغنا تنتمي الى طبقة النبلاء الريفيين، فأن لوباخن ينتمي الى طبقة الاثرياء الجدد، ورغم ما له من المال، غير انه مازال فلاحا، ويغفو عندما يقرأ كتابا ولايفهم منه شيئا، والجملة الاخيرة تنطوي على نفس معنى الجملة التشيكوفية الاولى من حيث دلالتها في كشف النقاب عن الوجه الاخر لـ لوباخن، لأنتهازية الفلاح، واستخدام كافة الوسائل الخسيسة، سيما وهو لايحب الكتاب للوصول الى اهدافه، وهي جمع الثروة والمالز
لوباخن: مضت على وجود اندريفنا في الخارج خمس سنوات، ولا اعلم كيف تبدو الآن، اذكر ان والدي الذي كان يملك محلا صغيرا في القرية آنذاك، ضربني على وجهي وجعل انفي ينزف. اخذتني اندريفنا التي كانت لاتزال شابة ونحيلة الى المغسلة وقالت لاتبك ايها الفلاح الصغير. ومع ذلك... فأنا الان غني ولدي الكثير من المال. ولكن يمكن لاي شخص ان يلاحظ بأنني مجرد فلاح، وان يتكبد عناء التفكير بي وازعاجي. لقد كنت اقرأ هذا الكتاب ولم افهم منه كلمة واحدة. لقد غفوت وأنا اقرأه.
ان عدم استحسان مناخ البستان لـ يبهودوف، يغيض لوباخن ويطلب ان يدعه وشأنه، ذلك ان مثل هذا الشعور، يحفز بقية اهالي القرية لمغادرتها وبالتالي بقاءه وحيدا، وهذا ما يحصل فعلا في نهاية المسرحية، 
يبهودوف: يحدث لي كل يوم شئ سئ، انما لا أستطيع التذمر، فقد اعتدت على ذلك، حتى انني اسخر منه.
واكتفاء لوباخن بكلمة (آه) ردا على رغبة دونياشا اطلاعه على سر وهو طلب يبهودوف يدها للزواج، دلالة على ربط هذا الزواج بزواجه من فاريا، ورفضه.
والحوار الدائر بين فاريا وآنيا حول عرض الملكية للبيع واكتفاء آنيا بالرد على هذا الخبر بـ (ياالهي) ومن ثم تغيير هذا الموضوع باتجاه طلب او عدم طلب لوباخن يد فاريا للزواج منها، يؤكد عدم رغبة آنيا البقاء في الملكية، والميل باتجاه بيعها.
وان التغير الذي يحدث في نبرة صوتها، يوحي الى ان فاريا تحب لوباخن، ولكن زواجها منه لن يتم، لانه كثير الانشغال، ولا وقت للتفكير لديه، بها، وهذه لمزة اخرى الى تركيز جل تفكيره بمسألة واحدة فقط، وهي جمع المال، ولأن فاريا من اكثر شخصيات المسرحية براءة، ونقاء، وحبا للاخرين، ووصلت الى قناعة انها لن تتزوج لوباخن، فقد انصرفت تحلم بزواج اختها انيا برجل غني من جهة، وبرحيلها هي الى الاماكن المقدسة الموجودة في روسيا، لتصبح راهبة.
فاريا: بينما اجول في المنزل ياعزيزتي، وانا اقوم باعمالي الغريبة، لا اتوقف عن الحلم، لو امكننا فقط ان نزوجك رجل غني... وكنت لارحل بعيدا، متوجهة في البداية الى دير ، ثم الى كيف، وبعدها الى موسكو.. وأنا اسير من مكان مقدس الى آخر، كنت لاواصل مسيري أواه، يالها من حياة جميلة!
وقول لوباخن (الوقت يمر) واجابة غايف عليه بغباء وبتجاهل (ماذا) ومن ثم تغيير الموضوع من قبله ومن قبل آينا، بالاضافة أندريفنا) اشارة الى عدم امكانيا تم سد القرض.ولعل عدم رد اندريغنا على اطراء لوباخن لها بخصوص ما فعلته له في السابق ويحبها كما لو كانت اخته. ايماءة تشيكوفية، لعدم ثقة اندريفنا بـ لوباخن: الامر الوحيد الذي ارجوه منك هو ان تثقي بي كما كنت تفعلين سابقا، يا الهي الرحيم، كان والدي يعمل كرقيق لدى والدك وجدك ايضا، لكنك فعلت الكثير في الماضي، بحيث أغفر كل شئ، واحبك كما لو كنت اختي.. واكثر من اختي.
اندريغنا: لا استطيع البقاء جالسة، انني لا استطيع ذلك بكل بساطة! هذه السعادة كثيرة علي. يمكنكما ان تضحكا علي.. فأنا حمقاء.. يا خزانة كتبي العزيزة (تقبلها) يا طاولتي الصغيرة.
ووصف غايف مقترح لوباخن، تقسيم بستان اشجار الكرز والارض المجاورة للنهر الى قطع صغيرة لتشييد مساكن صيفية، بالتفاهات، وعدم فهم هذا المقترح من جانب اندريفنا، تدل الاجابتان على اتكاليتهما وتوفيقهما، وبالاعتماد على الاخرين في حل مشاكلهما، وفوضوية وعبثية الحياة التي يعيشونها، اذ حتى عندما يحاول (فيرز) الدفاع عن مقترح لوباخن يردعه غايف بجملة: (اسكت يا فيرز).
فيرز: في السابق، اي منذ اربعين او خمسين سنة كان الكرز يجفف ويحفظ وينقع ويصنع منه المربى احيانا... واحيانا كانت ترسل عربات محملة بالكرز المجفف الى موسكو وخاركوف...
اندريفنا: واين هي تلك الصنعة الان؟
وتأتي جملة لوباخن (لست محظوظا اليوم) لا لأن شارلوتا لم تسمح له بتقبيل يدها، بل لأنه لم يستطع إقناع اندريفنا في تسديد قرض الملكية وتقسيم ارض بستان شجرة الكرز.
ويأتي ربط بشتشيك نوم وشخير لوباخن، واستيقاظه مجددا، بطلب قرض مئتين واربعين روبلا من اندريفنا، على الرغم من وصفه بأنه رجل رائع جدا.. هذا ما تقوله إبنته داشنكا ايضا.. وهي تقول مختلف الامور.. (لاحظ الجملتين الثعلبيتين الاخيرتين).. (هذا ما تقوله ابنته).. وهي (تقول مختلف الامور).. اي انه يقول لوباخن انه رجل رائع لا على لسانه وانما على لسان ابنته، اشارة واضحة الى عدم نومه طوال الليل، خوفا من سرقة نقوده، وانه ليس بالرجل الرائع.
ورؤية اندريفنا امها تمشي في البستان مرتدية ثوبا ابيض اللون، هو رد على غايف الذي يقول: (اجل والان سيباع البستان لتسديد ديوننا، لأدانة بيع المزرعة من قبل امها وتذكير لحبها لهذا البستان، ولمضاعفة هذه الادانة وتعميق هذا الحب، تقرن مشيتها بوجود شجرة بيضاء صغيرة وهي تنحني وتبدو كأمرأة.
غايف: والان سيباع البستان لتسديد ديوننا 
اندريفنا: انطر تلك هي امي تمشي في البستان، مرتدية ثوبا ابيض اللون (تضحك بسعادة) انها هي!
فاريا: بوركت امي العزيزة.
اندريفنا: ما من احد، لقد تخيلت ذلك فقط، هناك اتريان الى اليمن، عند منعطف المنزل الصيفي توجد شجرة بيضاء صغيرة وهي تنحني.. انها تبدو كأمرأة.
(وهو ايحاء جميل الى قتل هذه المرأة ببتر الشجرة)
وتتضح الثعلبية في اسلوب تشيكوف اكثر من اي مكان اخر في هذه المسرحية، عندما يصل غايف الى قناعة، وبعد تفكير عميق، بأنه لا يوجد حل لتسديد قرض الملكية سوى لو ترك لهم احدهم القليل من المال، او تزوجت انيا من رجل غني، او لو ذهب احدهم الى ياروسلافل وجرب حظهم مع العمة العجوز الكونتيسة الغنية، وترد عليه فاريا: (ان الله وحده يساعدنا)، اشارة الى هراء ما تتفوه به.
ولا يكتفي بأظهار غايف على هذا النحو المبتذل، وانما يدفعه الى ان يقسم بشرفه على بيع الملكية ليثبت تشيكوف، بأن غايف لا شرف له وانه كلما امعن في مراهناته على عدم بيعها يزداد كذبا ورياء: سندفع الفائدة انا متأكد ذلك (يضع قطعة حلوى في فمه)، اقسم بشرفي بما تشاءان، بأن الملكية ستباع (متحمسا) سأخاطر بسعادتي! ها هي يدي. يمكنكما ان تدعواني كاذبا تافها اذا سمحت بأجراء المزاد، اقسم بروحي!
وقائمة برموز ودلالات طويلة، وسأكتفي بالاشارة اليها فقط:
في الحوار الدائر بين لوباخن واندريفنا وغايف، والحاح الاول على موافقة او عدم موافقة اندريفنا على تأخير ارضها للغلل، واجابتها عليه، باجابة لا علاقة لها بسؤاله.
اصطحاب اندريفنا الفرقة الموسيقية الى المنزل، في الوقت الذي تفتقر فيه الى المال لسد قرض الملكية، اشارة الى فوضى حياتها وعبثيتها.
في الحوار الدائر بين اينا وتروخموف، تلميح جلي الى زوال طبقة النبلاء، عبر عدم رغبتهما البقاء في الملكية ومغادرتها.
والاسلوب التشيكوفي المخفي وراء قول بشتشيك لـ تروفيموف:
يمكنك أن تبيع حصانا.. ولكنه لا يكمل هذه الجملة، وهو في الحقيقة يريد ان يقول: يمكنك ان تبيع حصانا ولكن لا يمكنك ان تبيع بستانا، او ارضا.
وحب اندريفنا للمنزل، وعدم استطاعتها تخيل الحياة بدون بستان اشجار الكرز وبيعها معه، وهو حب المكان والعودة الى الطفولة.
وطلب ياشا من اندريفنا اخذه معها الى باريس اشارة الى رغبة الكل في مغادرة الملكية.
حديث لوباخن الطويل بعد شراءه للملكية الدال على اللف والدوران.
(يسمع من بعيد صوت فأس يضرب شجرة) وما تزال اندريفنا في البستان اشارة الى عدم احترام لوباخن لسيدته.
والحوار الدائر بين لوباخن وفاريا اشارة الى نهاية الحياة في هذه الملكية.
وفي معرض تصديه لهذه المسرحية يقول الاراديس نيكول: (ولايتطرق الى الذهن أن مثل هذا الكلام الذي يقوله تروفيموف يجعل منها مسرحية ذات غاية يدعو اليها المؤلف، فليس هنا مجال للافكار العقلية او الذهنية المجردة بل نرى كل شئ مصغما بالعاطفة مجسما بالخيال)(5)
فأن تكون هذه المسرحية مفعمة بالشاعرية، رأي لاغبار عليه، أما انها بدون غاية، وليس هناك مجال للافكار العقلية والذهنية المجردة فيها، فمثل هذا الرأي لا يتفق مع النجاح الذي حققته بأخراج ستانسلافسكي الذي (أقنع الممثلين ان يمثلوا فيها باتجاه ابكاء الجمهور أمام انهيار عالم سحري محكوم عليه بضرورات الحاضر الاقتصادية، وليس ان يضحك او يبتسم)(6) 
وقد دون تشيكوف بأقتناع: (ما من مكان فيه سلطان ساحق مثلما هي لدينا نحن الروس، نحن المهانين بعبوديتنا السحيقة، والذين يخافون الحرية.) (7)
(وكان يفكر ان مسرحيته المقبلة التي كان يحلم بها منذ زمن طويل ستكون تصويرا ينصب على هذه السلبية الوطنية.) (8) وصاغ هذه السلبية في مسرحية (بستان شجرة الكرز)...

المصادر
1- تشيخوف: تأليف هنري ثرويا
2- نفس المصادر السابق
3- نفس المصادر السابق
4- نفس المصادر السابق 
5- المسرحية العالمية: الاراديس نيكول/ الجزء الرابع
6- تشيخوف: تأليف هنري ترويا
7- تشيخوف: تأليف هنري ترويا

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016

"لهيب من باريس".. هل ختم المسرح البلشوي الزمن الكلاسيكي أم فتحه نحو حداثة فنية عالمية؟

الجمعة، 30 سبتمبر 2016

عرض مسرحية "ينبغي ألا تقتل عمدا" لفرقة مسرح بيرلوك" الروسية في إطار الدورة الــ 23 من فعاليات مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي والمعاصر

مجلة الفنون المسرحية

"ينبغي ألا تقتل عمدا" كامل العدد وندوة ساخنة مع فريق العمل بمسرح "الغد"
قدمت مساء أمس على مسرح الغد بالعجوزة فرقة مسرح بيرلوك" الروسية الليلة الأخيرة لعرضها "ينبغي ألا تقتل عمدا" تأليف وإخراج لوري زايتسيف وذلك في إطار الدورة الــ 23 من فعاليات مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي والمعاصر برئاسة د. سامح مهران، والذي ينعقد حفل ختامه الليلة بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية.
عالج العرض ثلاث نصوص من كلاسيكيات الأدب الروسي ودمجهما في نص واحد وهي روايات "موزارت وساليرى" لبوشكين، و"الجريمة والعقاب" لدوستوفسكى، و“يهوذا الإسخريوطي" لليوند أدنريف.
وقال زايتسيف مخرج العرض إن العرض نوع من أنواع الدراما النفسية تدور فكرتها حول استكشاف سيكلوجية القتل موضحا أن السؤوال الرئيسي الذي يتردد دائما هو هل هناك مواقف يقتل فيها الفرد شخصا اخر برئ من الإثم؟ حيث يتقاسم كل من شخصيات المسرحية الرغبة في تصحيح الخطأ ويحاولون بين السماء والأرض فهم ما إذا كانت أفعالهم صواب أو غير ذلك.، مشيراً إلى أن عرضه يهدف إلى مقارنة النفوس بالشخص وما سر عدم تجاوز الحدود التي تحوط حريتنا.
والعرض الذي تتجاوز مدته الـ 80 دقيقة يضم فريق عمله ثلاث مؤلفين موسيقين هم أنطونيو ساليرى، وميشيل نيمان، وبجورك، وليوند فيدورف.
تلى العرض ندوة ثرية وفيها حضور كثيف تحدث فيها الفنان حمادة شوشة عن التمثيل والظلال العبثية لبداية ونهاية العرض كما تحدث الممثل محمود خلفاوي عن التمثيل وقدرات الممثلين على التوحد مع أدوارهم وتجسيد شخصياتهم
بينما رأى صبري نجم " شاعر 30 سنة" إن الأداء التمثيلي في مشهد موتسارت ذكره بفيلم أماديوس الحائز على أوسكار 1984 
ورأى حازم حسين "شاعر وكاتب مسرحي" إن العرض تقليدي وذو بنية كلاسيكية واعتمد على آلية حكي كولاجية في إطار ربط متعسف بشخصية من خارج الحدث مع الحفاظ على بنية درامية خطية وأداء تمثيلي كلاسيكي وعلاقة نمطية بين الجمهور ومنصة العرض، وتداخل فريق العمل معه في حوار حول مفهوم التجريب إجرائيا ووعي المسرحيين الروس المعاصرين به والمدى الذي يمكن حمل عرضهم "لا تقتل" من خلاله على فكرة التجريب.
والتقطت الفرقة عدد من الصور التذكارية مع جمهور كما حضر العرض عدد من أراد الجالية السورية في مصر بالإضافة إلى عدد من المسرحيين المصريين أبرزهم حمادة شوشة وعبير الطوخي
يذكر أن مهرجان القاهرة للمسرح المعاصر والتجريبي يقام في الفترة من 20 إلى 30 سبتمبر الجاري، على عشرة مسارح،تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية برئاسة الكاتب حلمي النمنم، يتراس المهرجان في الدورة "23" د. سامح مهران، منسق المهرجان المخرج عصام السيد، مديرا المهرجان د. دينا أمين، والفنانة منى سليمان، ويتضمن مجلس إدارة المهرجان كلا من الكاتب أبو العلا السلاموني، والمخرج فهمي الخولي، والمخرج ناصر عبد المنعم


















----------------------------------------------------
المصدر : مهرجان القاهرة للمسرح المعاصر والتجريبي 

السبت، 6 أغسطس 2016

مهرجان مسرح الشباب الروسي

مجلة الفنون المسرحية

يقام مهرجان "فاليري زولوتوخين" للمسرح الشبابي الروسي من الـ 23 حتى الـ27 من سبتمبر/أيلول القادم في إقليم ألطاي.

وأفاد الموقع الرسمي لإدارة إقليم ألطاي أن سكان مدينة بارناوول سيكونون قادرين على مشاهدة مسرحيات شتى من مختلف أنحاء روسيا على مسارح مدينتهم في هذا المهرجان.

ومن المسرحيات المنتظر عرضها:

الجمعة، 22 يوليو 2016

الإعلان عن الفائزين بجائزة موسكو للأدب والفن

مجلة الفنون المسرحية

أصبحت الشخصيات الفائزة بجوائز موسكو في مجال الأدب والفن لعام 2016 معروفة، ومن بينها فنانون ومسرحيون ومصممون ومهندسون معماريون.

وتمنح جائزة موسكو للأدب والفن في عدة فئات، من بينها المسرح والسينما والفنون المرئية والهندسة والتصميم وغيرها من المجالات.

 وعادت جائزة موسكو في فئة الفنون المرئية لنيكولاي سيمونوف، وفي فئة الفن المسرحي تقاسم الجائزة كل من الممثلة سفيتلانا إيفانوفا وشامل خاماتوف، أما في فئة الفن السينمائي فعادت الجائزة لـ فيرا غلاغوليفا بفضل فيلمها "امرأتان"، في حين حازت جائزة موسكو في  فئة التصميم المعماري المهندسة أولغا ألكساكوفا.

الأربعاء، 22 يونيو 2016

كتاب "حياتي في الفن " طبعة جديدة عن دار المدى

مجلة الفنون المسرحية


يعتبر   هذا الكتاب الأشهر بين أعمال  المخرج المسرحي الروسي الشهير ستانسلافسكي ،  الذي ترجم الى الكثير من اللغات وكان ذا تأثير دائم في كبار الممثلين في  شتى أنحاء العالم. وفي هذا الكتاب صاغ ستانسلافسكي مجمل النظريات التي حكمت  عمله الفني كمخرج وممثل ومُنشّط  للحركة المسرحية الروسية في ذلك الحين.
والكتاب ( حياتي في الفن   ) تاليف كونستانتين ستانيسلافسكي وترجمة نديم معلا ومن أصدار دار المدى وجاء في الكتاب :
مس تخوم العبقرية وتخطاها ، فكاان مخرجاً لامعاً مجدداً حدد من خلال عروضه جماليات الإخراج في القرن العشرين ، ردد كثيراً " ضرورة تجسيد حياة الروح الانسانية ..

الجمعة، 20 مايو 2016

مسرح عالمي : مسرحية لبوشكين برؤية معاصرة

مجلة الفنون المسرحية

بعدما نسج المخرج في سياقها كثيراً من الإيحاءات والإسقاطات على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أحدثت الرؤية المعاصرة لمسرحية روسية كلاسيكية من القرن التاسع عشر ضجيجاً وأثارت إعجاباً وغضباً في صفوف مشاهديها في موسكو.
تدور مسرحية «بوريس غودونوف» حول قاتل مغتصب للحكم تحوّل الى قيصر لا يرحم. وقد انقسم الرأي العام حول المسرحية بالطريقة نفسها التي حدثت مع فيلم «لفياثان» الذي رشح للأوسكار. والمسرحية والفيلم يثيران تساؤلات حول منظور الشعب الروسي للحياة.
وبينما انبرى البعض للدفاع عنهما باعتبارهما عملين فنيين صادقين يميلان الى الواقعية، رأى آخرون انهما يحطان من مكانة روسيا في وقت تحتاج البلاد لمن يدافع عنها في مواجهة هجمة غربية شرسة.
كتب مسرحية «بوريس غودونوف» الشاعر الروسي الشهير الكسندر بوشكين، وهي تعيد المشاهد الى أحداث تاريخية جرت في روسيا في القرن السادس عشر. ونقلها المخرج قسطنطين بوغومولوف (39 سنة) الى عالم اليوم وطعّمها بكثير من الحِيل التي تنتمي الى عالم الوسائط المتعددة والمحادثات الحميمة على موقع «سكايب».

الثلاثاء، 26 أبريل 2016

الشقة التي عاش فيها الفنان والمخرج الروسي فسيفولود ميرخولد متحفا له

مجلة الفنون المسرحية

الشقة التي عاش فيها تحتضن اليوم متحفا له، تنظم فيه باستمرار معارض مكرسة لعلاقاته مع المسرح، وذلك اعتمادا على مقتنيات متحف باخروشين لأن الديكور الحقيقي لشقته اندثر من زمن طويل بسبب 
التطورات المأساوية التي مر بها وأسرته. متحف فسيفولود ميرخولد الذي يسلط الضوء على حياته وإبداعه وعلى مصائر الناس الذين أحاطوا به في مراحل حياته المختلفة. ميرخولد الذي تتلمذ على يد فلاديمير نيميروفيتش ـ دانتشينكو وبدأ مشواره الفني في مسرح ستانيسلافسكي، اعتمد في إبداعه ليس فقط على اكتشافاته الفطرية المشهودة، بل وايضا على تقاليد المسارح العالمية ومن بينها الروسي والصيني وبوجه خاص على المسرح الايطالي الشعبي. وطبق عناصر هذه المدارس العريقة، لاسيما القوة التعبيرية للحركات في تجاربه الإخراجية مع الحفاظ في الوقت نفسه على هويته المتفردة.تبلورت فاعلية حضور الممثل بوصفه العنصر الأهم في ديمومة الفعل المسرحي عبر أساليب واتجاهات كان لها الأثر في صياغة أطر فنية للإرتقاء بعمله وتطوير قدراته التعبيرية ومهاراته الأدائية، ولاسيما البحث في إزدواجية الوعي بين 

الأحد، 24 أبريل 2016

تأملات حول مسرح تولستوي

مجلة الفنون المسرحية

تولستوي مسرحيا – موضوع ممتع وحيوي جدا في تاريخ الادب الروسي ومسيرته , على الرغم من انه ليس بالموضوع الجديد بالنسبة للقارئ العربي بشكل عام اذ تناوله الكثير من الباحثين , ولكني اعود اليه الان لاني تحدثت هاتفيا قبل ايام مع الاستاذ عبد الله حبه ( أحد أبرز المثقفين العراقيين المقيمين بشكل دائمي في موسكو منذ اكثر من نصف قرن والذي سبق لي ان كتبت عنه مقالة بعنوان عبد الله حبه والادب الروسي ) حول ذلك المسرح والذي سألني - هل ان الدكتورة المرحومة حياة شرارة قد ترجمت مسرحيات تولستوي الى العربية حسب علمي ؟ فقلت له كلا , انها لم تترجم مسرح تولستوي وانما قامت بترجمة مسرح بوشكين , فاخبرني انه اتفق مع احدى دور النشر في الخليج - اثناء زيارته الاخيرة ومشاركته بمعرض الكتاب في الشارقة - وانه سينشر هناك ثلاث مسرحيات مترجمة من قبله لتولستوي قريبا , ففرحت جدا بهذا الخبر و حييته على هذا العمل العلمي الجميل وقدمت له التهاني على هذا الانجاز الحقيقي فعلا لتعزيز الحركة الثقافية والمسرحية في عالمنا العربي , وسألني كذلك – وهل هذه المسرحيات مترجمة الى العربية بشكل عام ؟ فاجبته نعم , كل مسرحيات تولستوي مترجمة عن الفرنسية ومنشورة في سوريا عام 1989 من قبل وزارة الثقافة هناك و بترجمة صيٌاح الجهيم ( وريث المترجم الكبير الدكتور سامي الدروبي ان صحٌ التعبير ) مع مقدمة تعريفية جميلة بقلم المترجم حول مسرح تولستوي, وان هناك بعض الترجمات الاخرى عن الروسية التي قام بها بعض الزملاء المصريين وتم نشرها في الكويت في حينها ضمن سلسلة المسرح العالمي المشهورة, ولكني أكدٌت له ان هذا لا يمنع ابدا من اعادة ترجمتها للقارئ العربي مرة اخرى , لان كل ترجمة جديدة لتلك المسرحيات الى اللغة العربية هي اجتهاد شخصي اضافي جديد
ورؤية ذاتية بحتة للمترجم تجاه تلك الاعمال الابداعية الخالدة خصوصا من قبل شخص متخصص في الفن المسرحي العراقي والروسي وبهذا المستوى الرفيع من الثقافة والخبرة مثله , ولهذا فان تعدد الترجمات هو عمل فكري جيد جدا يساهم باغناء ثقافتنا و تعميق معرفتنا ويوسٌع مداركنا ويوقظ فينا الاهتمام مرة اخرى تجاه هذه الاعمال الابداعية ويدفعنا لمقارنة هذه الترجمات لنص اجنبي واحد واختيار الافضل , و قلت له انني ساكون اول المؤيدين و المصفقين لتلك الترجمة الجديدة التي قام بها عن اللغة الروسية لمسرحيات تولستوي عند صدورها , واريد ان اقول له ايضا هنا , ان المترجمين العرب مثلا قد ترجموا عنوان مسرحيتين شهيرتين من مسرحيات تولستوي باشكال مختلفة جدا , الاولى وهي – ( ثمار التنوير / ثمار التربية / ثمار التعليم / ثمار الحضارة / ثمار المعرفة) , والثانية وهي – ( قوة الظلام / سلطة العتمة / سلطة الظلمة / سلطة الظلمات / سلطة الظلام / قوة الظلمات ) , ويكفي هذا المثل للتأكيد على صحة ما ذهبنا اليه هنا , ولكنهم اتفقوا – والحمد لله - فقط على عنوان مسرحيته الاخيرة
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption