مجلة الفنون المسرحية
{ مـرافئ ااـطفــــــولة }
إذا كانت الدول المتقدمة ,تولي اهتماما فائقا وخاصا بثقافة الطفل ,وتخصص كل ما من شأنه ,الامكانات والقدرات الطائلة في تأسيسه , وتكوينه ,فإن الوطن العربي يكاد أن ينصرف تماما عن هذه المهمة الخطيرة أو الرسالة ...
ما تزال نظرتنا في الوطن العربي الى الطفل قاصرة .
أدباؤنا العرب قلما يولوا اهتمامهم نحوه ,وإذا فعلوا في بعض الأحيان ,فإما من باب رفع العتب أو الاستحياء. في عالم يستحوذ فيه الكبار على كل شيء , تصبح الكتابة للطفل هي آخر ,اهتمامات الكاتب والأديب العربي وكأن من العيب أو من النقيصة أن يتوجه أحد منهم الى ولوج هذا الكائن الحالم الصغير ,متجاهلين حقيقة ألا تغرب عن الأذهان أن الطفل هو المستقبل باستثناء عدد بسيط , لا تطالعنا إلا بعض الأسماء ,لبعض الكتاب العرب الذين أوقفوا إنتاجهم الأدبي على الطفل ,أو اقتربوا من عالمه المدهش ,بما يحمله من أحلام ورؤى وأحاسيس .
حقيقة أن الكتابة للطفل ليست أمرا يسهل على الجميع والصعوبة هنا تأتي من عدم قدرة الكاتب على نفي وعيه وعدم قدرته على تجاوز زمنه العمري ليعود ربما عشرات السنوات الى الوراء ...الى أيام الطفولة لينهل منها وليشكل من خلالها , أحلامه وتصوراته نحوه ,أن ترى الدنيا بأعين طفل ,ذلك ما عجز عنه بعض الكتاب الذين حاولوا خوض تجربة الكتابة للطفل والتعامل معه ,فلم يحالفهم الحظ ,ولم يحالوا من ثم إعادة الكرة مرة أخرى ,ولهم العذر في ذلك ....
فماذا عن أحمد ؟
هل استطاع أن يتجاوز بفهمه ووعيه ,ليرحل بعيدا نحو مرافئ الطفولة ,ليولج أبوابها وتشكيلها ورؤاها ونظرتها الى ما يحيط بها من موجودات ويتعامل معها ليبني طفلا ؟
هل يمكن أن يرمي وراء ظهره تجاربه وقراءته, وخبراته التي تراكمت على مر السنين ,ليلغيها أو يجمدها بقرار واعي أثناء معالجته عمله المسرحي { أمنيتي } الموجهة الى الطفل والذي يضم ست لوحات ,نجد أن الكاتب استطاع بالفعل أن ينجز عملا فنيا ناضجا تتوافر فيه كل شروط الكتابة للطفل ,سواء من حيث العوالم التي اختارها ليكون منها بيئة المسرحية أو من حيث توفيقه في اختيار الموضوع الذي يثير اهتمام القراء .اللغة ذاتها جاءت بسيطة تناسب مدارك الأطفال .والأهم من ذلك كله, أن المسرحية خلت من كثير من العيوب التي يقع فيها كثير ممن اعتنوا بكتابة الطفل وهو السقوط في الوعظ والإرشاد والمباشرة .
أ. الطاهر الدويني
الإهداء
أهدي إصداري الأول هذا
للقائمين على مجمع الرعاية الاجتماعية
الشاملة –المرج
أحمد إبراهيم حسن
1- 7- 2005 ف
- مصراتة
أمنيتي ..
مسرحية استعراضية للأطفال من 6- 10 سنوات
تأليف : أحمد إبراهيم حسن
اللوحة الأولى
المكان: ساحة مدرسة.
( الأطفال يغنون ويلعبون )
عمر / " يلعب الكرة بمهارة "
يس / أحسنت يا عمر – ستصبح لاعبا ممتازا حين تكبر
عمر / ...شكرا ...نعم ....أنا أتمنى أن أصبح لاعب كرة قدم
أحمد / عمر ...معك يا عمر ,حارس مرمى
أنس / أما أنا ,فأتمنى ,أتمنى أن أصبح قاضيا
أحمد / أنس , معك يا أنس ...محامي ...محامي
أنس/ كيف و قد رسبت في الامتحان
أحمد / أنت أيضا رسبت مثلي ..سأنجح في الامتحان القادم ..بسيطة لقد كتب والدي تعهدا بذلك ...
يوسف / " متدخلا " هل فعل هذا ؟ قل الحق ..هل أعطيت رسالة الاستدعاء لأبيك يا احمد ؟
أحمد / نعم ...أعطيته رسالة الاستدعاء ..فجاء وكتب تعهدا بالاهتمام بدروسي ..
يوسف / ألم يضربك؟
أحمد / لا ..لم يضربني ..لقد تفاهمنا ...وماذا عنك ؟
عمر / إنه يخاف أن يعطي الرسالة لأبيه .
يس / إذا أعطاها لأبيه عاقبه ..وإذا لم يعطها لأبيه عاقبه مدير المدرسة.
اسمع يا يوسف ..ها هي المعلمة تقترب لماذا لا تحدثها في الأمر ربما تساعدك في الخروج من هذه الورطة .
يوسف/ لا ...لا ..أرجوك ,سأتدبر أمري
أحمد / أنا من سيخبرها بالأمر
يوسف / سأكسر أنفك إن فعلت
أحمد / أنت ..أنت تكسر لي أنفي ؟
" يتماسكان ....تدخل المعلمة "
المعلمة / هيه ,يا أولاد ,ماذا يحدث ؟
أحمد / لا شيء ,يوسف يتمنى أن يصبح ملاكما
المعلمة / من سار على الدرب وصل ..
كنت وأنا في مثل عمركم أتمنى أن أصبح معلمة ,صرت أحفظ دروسي و
انظم وقتي بحيث يكون هناك وقت كاف للعب وللمذاكرة وللراحة ...كنت لا أجد وقت فراغ ..لأني كنت تلميذة منظمة ,أحافظ على الوقت ,فصرت أنجح وأنجح ,حتى تحققت أمنيتي كما ترون ,وها أنا وقد صرت معلمة والحمد لله .
يس / قولي لي يا معلمتي وماذا بعد أن تحققت أمنيتك ,ألم يعد عندك أمنية الآن
المعلمة " الأماني كالأشجار تكون بذرة في البداية ,ثم تنبت فنقول آه لو أن لها أوراق ,فتورق .فنقول :لو أنها تكبر ,فتكبر ,فنقول :ليتها تزهر ,فتزهر ,فنقول ليتها تثمر ,فتثمر ,فنقول ليتها لو أكثرت وهكذا أمنياتنا. "
عموما ,أنا أتمنى لكم جميع النجاح والتوفيق ..
"يتناوش يوسف وأحمد "
المعلمة / ....تعال هنا ....ماذا بك ؟ هل أنت متضايق من وجودك بيننا ؟
يوسف / كلا ....ولكني....
المعلمة / ولكنك ماذا ؟
يوسف / خائف ....
المعلمة / خائف؟لماذا ؟
يوسف / سيأتي مدير المدرسة الآن ويعاقبني ..
المعلمة / يعاقبك ؟وماذا فعلت ؟
يوسف / لم أفعل شيئا ...هو أعطاني رسالة لأبي ,ولكنه لم يأت .
المعلمة / رسالة الاستدعاء ؟ نعم ...نعم ....تذكرت.
يوسف / نعم ..فقد رسبت أنا أيضا في الامتحان ..لم أذاكر دروسي جيدا .
المعلمة/ بسيطة ..إذا سألك المدير, فقل له :انك أعطيت الرسالة لأبيك
ولابد أنه سيأتي " مما تخاف ؟سيأتي ....
يوسف/ المدير ؟
المعلمة/ أقصد والدك ؟
يوسف / " يوشك أن يبكي " انه لن يأتي .
المعلمة / لماذا يا يوسف ؟
يوسف / لأنني لم أعطه الرسالة ...
المعلمة / يوسف ...نصيحتي لك يا بني أن تعطي الرسالة لأبيك كي لا تتعقد الأمور..
أليس كذلك يا أولاد؟
التلاميذ / نعم ....
المعلمة / إذا جاء والدك ..فسأجلس معه أنا لا المدير ,فقط لمناقشة بعض الأمور الخاصة بك ,وينتهي الأمر.
أنس / لقد أشترى لي والدي لعبة جميلة ...ووعدني بزيارة لمعرض الكتاب إذا نجحت في الامتحان القادم
أحمد / " ساخرا "..إذا ...
أنس / سـأنجح ...سأنجح
المعلمة /بإذن الله ..هذا جيد أعط أباك الرسالة يا يوسف ، فلا مبرر لخوفك هذا
يوسف / ..." يبكي " ولكن أمنياتي لا تتحقق
المعلمة / هيا يا أولاد تفضلوا بالدخول لفصولكم ..ابق أنت يا يوسف ...لا تضيعوا وقتكم واهتموا بدروسكم جيدا ...يوسف ...هل صحيح ما سمعته منك الآن ؟
يوسف / نعم ...صحيح ...
المعلمة / تتمنى ولا تتحقق أمنياتك ؟
يوسف / سناء يحققون لها أمانيها .
المعلمة / سناء من ؟
يوسف / سناء أختي ...إنها تنجح ويشترون لها الهدايا
المعلمة / يا يوسف ...من زرع حصد
يوسف / أنا أحب الزراعة ...
المعلمة / تتمنى أن تكون مهندسا زراعيا ؟
يوسف / علمني أبي الزراعة على القطن .....
المعلمة/ هذا جيد ..المهم ,هل ستعطي الرسالة لأبيك ؟
يوسف / أنا لا أحب أن يغضب مني ...سيغضب مني ويعاقبني .
المعلمة /سيغضب إن أنت لم تعطه الرسالة ..الرسالة من المفروض أن تسلمها لمن ؟ ....لصاحبها ...
يوسف / مشكلة.....
المعلمة / اقترح عليك أن تعود الآن للبيت ,تناول غذاءك ,أكتب واجباتك كاملة ثم قم بإنجاز عمل ما يرضي والديك .
يوسف / أقوم بإنجاز عمل ما يرضي والدي ...مثل ماذا ...؟
المعلمة /رتب غرفتك ..أو قم بتنظيف الحديقة ..اصنع شيئا مفيدا ..طاولة إن استطعت ..كرسي صغير ..هناك أعمال كثيرة يمكن أن تقوم بها داخل البيت ..هكذا يرضىعنك والديك ويقتنعان أنك إنسان جاد,ونشيط وتقوم بأعمال نافعة،
وتستفيد من أوقات فراغك .....ما رأيك
يوسف / شكرا لك ...سأفكر في الأمر...
المعلمة / أتمنى لك التوفيق ....ولكن دروسك أولا ...اتفقنا ؟
يوسف / اتفقنا ...
المعلمة / أراك غدا ...أريد أن أسمع أخبارا سارة .
يوسف / أتمنى هذا ...
المعلمة / مع السلامة ..
يوسف / " صائحا " وجدتها .
اللوحة الثانية
المكان: حديقة البيت – يوسف يحمل جاروفاً و فأساً صغيرا ...يبحث عن مكان مناسب لبدء الحفر ...
صوت سناء / يوسف....يوسف
يوسف / أنا هنا يا سناء
صوت سناء / يوسف.....
يوسف / أنا في الحديقة ...سناء ...
سناء / "تطل من النافذة " ماذا تفعل ؟
يوسف / أزرع ...
سناء / ماذا تزرع؟
يوسف / عندي بذرة ....سأزرعها هنا ..ما رأيك ؟
سناء / الأهم من رأيي يا شاطر ,رأي أبي وأمي ...
يوسف / هما لن يمنعاني ....أنا لا أعبث ..أنا أزرع
سناء / وهل تعرف الزراعة ؟
يوسف / أعرف ..تساعدينني ؟
سناء / تتسخ ملابسي ...أنا لا أحب أن تغضب مني أمي ...
يوسف / حسنا الأمر بسيط ...سأقوم بزراعتها وحدي ...آه لكم أحب الأشجار ...ولكني لا أعرف ماذا ستثمر ...سناء....هل تعرفين كيف أجعلها تثمر تفاحا ؟
سناء / " تضحك "
يوسف / تضحكين .؟حسنا يا سناء ...لن تأكلي منها ....ولن تلعبي تحت ظلها
سناء / ماذا ؟ ماذا ؟....اسمع ,أساعدك وتعدني أن تطعمني من ثمارها ؟...
يوسف / أعدك ....
سناء / حسنا شيء جميل أن تزرع شجرة ,أعدك بسقيها كل يوم
يوسف / اتفقنا ...
" يقوم يوسف بعمل حوض حول البذرة التي زرعها بالقرب من النافذة "
سناء / " تسقى البذرة "
يوسف / ألا تعتقدين أنها تحتاج لشيء من الحليب لتكبر بسرعة ...
سناء / " مستغربة " .....تريد أن تسقي البذرة حليب ؟ قلت لي : من علمك الزراعة ؟....
يوسف / تعلمتها وحدي...
سناء / وكيف عرفت أن النباتات تحتاج للحليب لتكبر بسرعة ..؟.
يوسف/ أمي .. تسقيني الحليب كل يوم .. تقول : اشرب الحليب يا يوسف لتكبر بسرعة ، اشرب الحليب يا يوسف لتصبح رجلا قوياً ....
سناء / ولكن يا يوسف ..
يوسف / اسكتي...أنت أيضا تشربين الحليب كل يوم .
سناء / " تضحك "
الأم / " من خلال النافذة " النباتات لا تتغذى على الحليب مثلنا
يوسف / مسكينة ....وهل تعيش بالماء وحده ؟
الأم / بالماء وبمواد أخرى متحللة في التربة ...تذوب في الماء ,ثم يقوم الجذر بامتصاصها وتوزيعها عن طريق الساق إلى الفروع والأوراق ....
يوسف / هذا مدهش ...لم أكن أعرف هذا ....
الأم / كما أن لضوء الشمس دورا مهما في عملية نمو النبات
سناء / إذن فقد اخترت لها المكان المناسب ....
يوسف / ولكني أريدها أن تنمو سريعا ...ستكون شجرة كبيرة قوية
الأم / أطلب من أبيك أن يشتري لك بعض السماد ...فهو كفيل بجعلها تنمو سريعا ....يوسف ...لو عرفت البذرة التي زرعتها لكان الأمر أكثر سهولة ...
يوسف / وهل معرفتها ضرورية الى هذا الحد ؟
الأم / أجل ....فكل نوع من النباتات والأشجار موسم لزراعتها وبيئة وظروف معينة لنموها ...وجدول لريها وتقويتها ...
يوسف / صحيح ...صحيح ...الزراعة عمل عظيم على أية حال ..أشعر بالسعادة
الأم / أغسل يديك واتبعني لنقرأ سويا عن الزراعة ,فكلما ازدادت معرفتك بها ...ازداد حبك لها ....
يوسف / أفضل أن أبقى في الحديقة ...فالجو جميل هذا اليوم ,سأستلقي على الأرجوحة وأراقب شجيرتي وهي تكبر ...
سناء / وهل تعتقد أنها ستكبر الآن ؟ لا شك أنك تتوهم ..
يوسف / ليتها تنبت الآن .." تخرج سناء"
"يترنم : يا هل ترى يا هل ترى
الآن أرى الآن أرى
الأرض قد تشققت
من جوفها قد أخرجت
ساقا رقيقا أخضرا " يتثاءب "
...ليتها تنبت الآن ....الآن .....
" ينام " تختفي الإضاءة تدريجيا "
اللوحة الثالثة
( الحديقة بألوان مغايرة..
البذرة تشق الأرض وتصبح نبتة خضراء صغيرة ... )
يوسف / مرحى ...مرحى ...سناء ...بذرتي تنمو ...أمنيتي تتحقق يا هوووووه ...هيا أكملي نموك ..
" يسكب الماء في حوض النبتة "
أتمنى أن تصيري شجرة تفاح كبيرة ....الآن ....
صوت الآن ؟
يوسف / الآن ....نعم , يا إلهي من يتكلم ...؟ من ؟..
الصوت / أنا نبتتك التي زرعتها ...
يوسف / غريب ...تتكلمين مثلنا ...؟
النبتة / ألا يعجبك هذا ؟
يوسف / يعجبني بكل تأكيد ...هكذا يمكننا أن نتعارف
النبتة / شكرا جزيلا لأنك زرعتني
يوسف / عفوا ..أشعر بالحرج ..أنا ...أنا كنت أريد شجرة
شجرة كبيرة وارفة وثمارها كثيرة ...كثيرة
النبتة /بهذه السرعة يا يوسف ..أنا نبتة صغيرة ...وعليك رعايتي حتى أصبح غرسة ...
يوسف / غرسة ؟
النبتة / صغيرة مثلك ...
يوسف / ولكني زرعت شجرة ...
النبتة / زرعت بذرة .....
يوسف / بذرة ...نعم ...بذرة شجرة
النبتة / هل تولدون كبارا
يوسف / " يفكر"...
النبتة / كل شيء حي ,يولد صغيرا ...ثم يكبر ...
يوسف / أنت شجرة صغيرة ؟
النبتة / أنبت ,وأورق ,وأزهر ,وأثمر ....
يوسف / تفاح ؟
النبتة / تحب التفاح ؟
يوسف / جدا ,جدا ...
النبتة / ولهذا احتفظت ببذرتي ؟
يوسف / عندي بذور أخرى ...برتقال ...عنب ...زيتون ...وأزرع الحلبة على القطن ,الحلبة صغيرة جدا ...أنا أفضل زراعة الأشجار....
النبتة / حبك للأشجار يبشر بخير ,المهم الجدية والصبر على رعايتها
يوسف / الصبر...
النبتة / نعم ...لأنه يلزمني الكثير من الوقت لكي أعطيك تفاحا
يوسف / هل يكفي يوم ؟
النبتة / لا ...
يوسف / أسبوع ...؟....لا تقولي شهرا ....؟
النبتة / بل ثلاث سنوات
يوسف / أوه ...هذا كثير
النبتة / بل قليل ....فلابد أن تمتد جذوري ,وتضرب في الأرض ,كي يشتد عودي ويقوي على مجابهة الرياح ,وهذا يحتاج لوقت طويل .
يوسف/ وتثمرين بعد كم من الوقت ؟
النبتة / أثمر بعد ثلاث سنوات
يوسف / ولم كل هذا الوقت ؟
البذرة ؟ لكي تصبح بذرتي قادرة على العطاء مجددا ...هذه سنة الحياة يا يوسف
يوسف / أتمنى أن ....
النبتة / أنت تتمنى كثيرا .....
يوسف / ولكن أمنياتي لا تتحقق
النبتة / أنت ولد طيب وخير ....ولهذا سأحقق لك أمنيتك
يوسف / ستكبرين؟
النبتة / وسأثمر...
يوسف / الآن ؟
النبتة / الآن ....
" تكبر النبتة بحيلة تقنية ...تدخل مجموعة من العصافير وترقص حول النبتة بينما يوسف يغني ":
يوسف / مرحى البذرة صارت شجرة
مورقة مزهرة عطرة
بورك من في الأرض رماها
من أطعمها ومن أسقاها
حتى صارت غضة نضرة
عالية وارفة الظل
قد زينها برد الطل
قد نشرت في الكون عبيرا
أطيب من رائحة الفل
اللوحة الرابعة
-يفتح الأب النافذة ...ويلقي نظرة على شجرة التفاح
الأب / لقد قام يوسف ابني بعمل رائع ,وسأكافأه عليه سأقيم له حفلا كبيرا
يوسف / " يخرج من وراء الشجرة " تمكنت منك أخيرا ....
الأب / أهذا أنت يا يوسف ؟ ماذا تفعل ؟
يوسف / دودة ضارة ...كادت أن تلحق الأذى بشجرتي ولكنها لم تفلت مني..
الأب / أحسنت صنعا يا بني ...والآن انتظرني عندك ..أريد التحدث إليك ...
يوسف / حاضر ..."لنفسه " التحدث إلي ؟سناء ...سناء...
الشجرة / لماذا انت خائف ؟
يوسف / لست أدري أنا مرتبك " يدخل الأب "
الأب / مساء الخير يا بني ...
يوسف / مساء الخير يا أبي ....
الأب / كيف حال شجرتنا العزيزة ...
يوسف / بخير ....
الأب/ كل من يتذوق تفاحها ....قل لي يا يوسف : لماذا كل من يأكل من تفاحها ينتفخ بطنه ؟
" يوسف يجري فجأة ناحية الشجرة "
ماذا هناك ؟
يوسف / حسبت العصفور عاد ,كان يعشعش هنا على ذاك ,الغصن المرتفع
الأب/ ربما لم يعجبه هو أيضا مذاق تفاحها .
يوسف / أحسن ...الحمد لله ...
الأب / لقد زرت مدرستك بالأمس ...رحبوا بي كثيرا وذلك بفضل اجتهادك وهذا ما شجعني على أن أحكي لهم عن شجرة التفاح التي زرعتها ..ولقد وعدني مدير المدرسة بمكافأتك في أقرب احتفال ..
يوسف / حقا .؟...مكافأتي أنا ؟
الأب / إنك تستحق ذلك يا يوسف , حقيقة ...أنا أيضا ,سأقيم لك حفلا كبيرا هنا حول شجرة التفاح ...ها انت ترى الثمرة الحقيقية لعملك حقا ,...من جد وجد ,ومن زرع حصد .
يوسف / شكرا يا أبي ...أوه ...لكم كنت خائفا ...ظننتك تريد إقتلاعها من هنا
الأب / بالطبع لا يا يوسف ...ألا تعرف أن الشجرة تجعل الجو منعشا وجميلا ؟
فالشجرة تنقي الهواء الذي نتنفسه وتعطينا الأكسجين اللازم لحياتنا وتمتص أول أكسيد الكربون وتخلصنا منه لأنه غاز ضار
يوسف / " يقترب فخورا من شجرته "
الشجرة / أنا لا أستطيع ...
الأب / الشجرة مفيدة جدا ...ليس بثمارها فحسب بل بظلها وأخشابها وأوراقها ....ولقد نهانا ديننا الإسلامي عن قطع الأشجار ورغبنا في زراعتها ...
الشجرة كالأم يا يوسف ...حتى العصافير المطاردة ,تجد فيها الأمان والاستقرار
الشجرة / " تهتز"...
الأب / الجو هنا بدأ يبرد
سناء / أبي العشاء جاهز ....
الأب / ها نحن قادمين ....هيا بنا " يخرج ""
سناء / يوسف هيا ...
يوسف / أشكرك شجرتي العزيزة ...الجميع يشكرونني لأنني زرعتك ...وأنا أشكر ربي الذي أنعم علي بك ...على فكره .. غداً يلتقون بي في برنامج دنيا الأطفال وسيأتون هنا لتصويرك أنت أيضا ستكونين جميلة ورائعة على الشاشة..
الشجرة / لا أعتقد أنهم سيتمكنون من تصويري
يوسف / لماذا ؟
الشجرة / لن يعجبهم شكلي ومنظري ...
يوسف / أنت جميلة ...جميلة جدا ....لماذا تقولين هذا ؟
الشجرة / الخريف قادم ,ستصفر أوراقي وستسقط ,ستهزني الريح بقوة
يوسف / أنت أيضا قوية
الشجرة / الليلة تمتحن قوتي
يوسف / الليلة ؟
الشجرة / سأفقد جمالي , وربما أفقد حياتي ...
يوسف / " بهلع " كيف ؟ ماذا تقولين ؟
الشجرة / أرجو أن لا تقتلعني الريح
" يتصاعد صوت الريح "
يوسف / يبدو عليه الحزن والخوف "
صوت سناء / يوسف
الشجرة / أنهم ينتظرونك
" يظل ينظر إليها بصمت , ثم يمضي مثقلا "
الشجرة /يوسف ..شكرا لأنك خلصتني من تلك الدودة الملعونة لقد كانت تسبب لي الألم ...
تصبح على خير ....لا تنسى أن تقفل الأبواب والنوافذ جيدا فالريح قادمة .....تعربد الريح ونسمع صوت سناء
تنادي : يوسف " صدى صوت "
اللوحة الخامسة
- بيت بسيط الأثاث وجميل
- يوسف يلعب الشطرنج من والده .
- سناء تقرأ قصة مع أمها
- الريح تزمجر بالخارج
- الأب " يغني ضاحكا "
قل لمن قد عاش يغريه الكسل
يائسا يحيا الحياة بلا أمل
فوق سفح العيش تبقى قابعا
مهملا , أن لم تر أعلى الجبل
حكمة الحكماء قد قالت لنا
ان من سار على الدرب وصل
هذه الزهرة للصبح ارتدت
حلةً يغشى العيون بريقها
نحلة طارت إليها قد رنت
ودنت منها لرشف رحيقها
لو بقت قابعة فيما بنت
لم تذقنا أبدا هذا العسل
الأب / ...الشطرنج لعبة الأذكياء ,العب
يوسف / " يحرك قطعة "
الأب / جميل لعبة ذكية ....ها قد بدأت تستوعب هذه اللعبة المفيدة ,آه ..أنا في مأزق الآن ,ولكن لا بأس يمكنني أن أحرك الحصان في هذا الجانب " يلعب" دورك ...هيه "يوسف "
ماذا بك ؟" يتصاعد صوت الريح بالخارج "
يوسف / " يقف " أبي
الأب / ماذا أصابك ؟
يوسف / الريح بالخارج ...
الأب / نعم ...إنه الخريف ...اجلس .....سناء
سناء/ نعم يا أبي ...
الأب / ما الخريف يا سناء ؟
سناء / الخريف أحد فصول السنة الأربعة
الأب / شتاء ,ربيع , صيف , خريف ,
الأم / السنة إثنى عشر شهرا ,مقسمة على أربعة فصول أي أن كل فصل ثلاثة اشهر ...هيا أكملي القراءة...
" سناء تقرأ من كتاب بين يديها "
سناء / وعندما أصبحت المدينة بلا سياج من الأشجار يحميها من زحف الرمال , بكى الحطاب كثيرا ....تمت القصة
" يقترب يوسف من الشرفة ويزيح الستار , ترتفع الريح فجأة تسقط الشجرة محدثة جلبة ودويا عاليا .
يوسف / الشجرة ....لا.....
اللوحة السادسة
المكان: حديقة المنزل ....
(يوسف نائم على الأرجوحة , سناء تطل من الشرفة.)
سناء / يوسف ....يوسف
سناء / يوسف ...اسمع .....اغسل وجهك , معلمتك هنا ...إنها تشرب القهوة مع أمك وأبيك بالداخل ...
يوسف / الشجرة ........
سناء / ما موضوع الرسالة التي معك ؟ لم افهم شيئا منهم
يوسف / أية رسالة ؟ ماذا قالت لهم ؟
سناء / سمعتها تسأل أبي عن الرسالة بينما كنت أناولها القهوة ثم سألتني عنك ...ناديت ...ناديت حتى بح صوتي ...هيا تعال يبدو أنها ترغب في التحدث إليك ..
يوسف / قولي لها : لم أجده ....خرج ...ليس موجودا ....
سناء / لا ....أنا لن أكذب ...
يوسف / إذا دعيني وشأني هيا ....
سناء / والمعلمة ؟
يوسف / إنها لا تريد التحدث إلي أنا ....لقد تحدثت معي ...وهي لم تخبرني بأنها ستزورنا في البيت ....هيا ....اذهبي ودعيني لوحدي ...
سناء / أنت حر .....ولكن إذا كررت سؤالها عنك فسأقول لها بأنك في الحديقة
يوسف / نعم .....وقولي لها ...يوسف زرع .....زرع شجرة ....لا بل زرع بذرة وسيرعاها حتى تصبح شجرة .....شجرة كبيرة وارفة شجرة لا تقوى عليها الريح
أغنية الختام:
قد قيل من جد وجد
ومن رمى بذره حصد
لابد ينمو ساقها
وإن بها طال الأمد
هذي الأماني الواعدة
لنا ستبقى شاهدة
فالألف ميل رحلة
تبدأ بخطوة واحدة
الله من عليائه
في أرضه وسمائه
قد بارك اليد التي
تعمل لنيل رضائه
الأشعار / للشاعر عبد العظيم باقيقة
تمت بعون الله
أحمد إبراهيم حسن
لأنهم البدء ..
لأنهم الفرح الذي نلمسه ونحاوره ..
لأنهم الصفو والطُهر الذي كنّاه ..
فاستحقوا العناء ..
استحقوا أن نبقى من أجلهم..
أن يكون لهم ما عشقوه
أن يكون لهم مسرحهم ..
عالمهم..
أن ينطلق خيالهم وفرحهم
أن نتفهم أنهم قادرون على الحياة
ودون أن نتشبث بأناملهم الرقيقة لنجرّهم عنوة
وأن نعلمهم.. اتخاذ القرار
أن يتعلموا .. أن ثمة حوار..
وثمة ممثلون ومسرح..
وحلم يمكن أن يتجسد..
وينبض بالحياة..
وكانت الأمنية..
أمنية أحمد..
بكل أحلامه.. ولعبه
والدفء الذي يؤنسه..
والطـفل الذي كان..
والفنان المثقل بالأمنيات
الباحث المسرحي / محمد اقميع
شارك في إنجاز هذا العمل /
1- الفنان خالد على بوشرود مصمم المناظر والدعاية
2- الشاعر عبد العظيم باقيقة أشعار المسرحية
3- الملحن الفنان أحمد نوح المسماري الموسيقى والألحان
4- الفنان أحمد خليفة العبيدي ممثل ومطرب
5- الفنانة حنان الشويهدي ممثلة
6- الفنانة فتحية بن على إدارة مسرحية
7- الفنان إسماعيل التاجوري مساعد المخرج
8- الأستاذ عز الدين مفتاح العرفي إدارة مسرحية
الأطفال /
1- يوسف على أدويك في دور يوسف
2- كوثر طه إبراهيم في دور سناء
3- أسماء محمد في دور الشجرة
4- يس محمد إبراهيم في دور تلميذ
5- أحمد محمد في دور تلميذ
6- عمر على منصور في دور تلميذ
7- أنيس على منصور في دور تلميذ
8- محمد حسين في دور تلميذ
تاريخ العرض الأول 2005.3.22 المسرحية من إخراج أحمد إبراهيم