أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

‏إظهار الرسائل ذات التسميات نقد مسرحي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات نقد مسرحي. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 14 نوفمبر 2024

الجدار بين ذاكرة الفزع وراهن التحدي

مجلة الفنون المسرحية 

الجدار بين ذاكرة الفزع وراهن التحدي

الخميس، 19 سبتمبر 2024

" عند الضفة الاخرى " عرض مسرحي يغوص في أغوار الذات الانسانيه ويكشف ما تعانيه من تناقضات وتصادمات رهيبه

مجلة الفنون المسرحية 

" عند الضفة الاخرى " عرض مسرحي يغوص في أغوار الذات الانسانيه ويكشف ما تعانيه من تناقضات وتصادمات رهيبه 

مسرحية "بحر " والصراع الطبقي الغير إنساني بين الشر وذاته والخير ذاته

مجلة الفنون المسرحية 
مسرحية "بحر " والصراع الطبقي الغير إنساني بين الشر وذاته والخير ذاته

*عبدربه الهيثمي 

اول مرة في المملكةً اقف على ملحمة مسرحية مأساوية  اسمها مسرحية ((بحر) بحر هوا بطل المسرحيه  واحداث المسرحية ايضا تدور في البحر  والمأساة ايضا حدثة على شاطئ البحر 
وعلى شاطى البحر حيثما كان البحارة يبحرون للبحث عن  اللؤلؤ كان المتنافسون فرج وصقر يتنافسون عن بحر الإنسان الذي لم يدرك ما يخبى له القدر  
النهام بحر (( والمقصود هنا صاحب الصوت الجميل الذي يتمتع بصوته البحاره ويزيد من عزمهم ومعنوياتهم في ركوب البحر والوصول إلى مبتغاهم باستخراج اللؤلؤ
اعتمد المخرج على قصة النهام (بحر) الماساوية الذي احب نوره بنت فرج ولكنها  في النهاية طلعت أخت غير شرعية له
فماً أجمل اللحضه التي عاشها بحر  وهوا يطير فرحا بهذا الحب وما أهول الصدمه عندما يكتشف ان نوره لا تصلح ان تكون له زوجة كونها أخت غير شرعية له…
العمل كشف عن صراع طبقي غير إنساني بين الشر وذاته والخير ذاته
كيف؟؟؟ 
لم يكن النواخذة صقر  خير كل الخير كونه ربئ (بحر) او برى من الشر  كل البراءة  لانه استغل بحر  كعبد أجير عنده بعد موت امه
ولم يكن النواخذة فرج مختلف عن صقر فكلاهما يغوصون في وحل العبودية النته  فهوا المتسبب بهذه المأساة التراجيدية  في الماضي وهوا المتسبب في كشفها بالحاضر  لطمعه بالنهام بحر
وحينما اخذه عنه فرج أتاه الرد الصاعق بكشفة سر حقيقة بحر  الذي أحال من زواجه (نوره) فافقده صوت كنهام وإحساسه كشاعر 
 القصة مؤلمه جدا والعرض جسد ذلك الالم بالإضاءة التعبيرية بالإيقاع المتواتر بالموسيقى التعبيرية للعمل 
فعلا  كان عمل متكامل واذا ما كان هناك هبوط في الإيقاع فقد كان اني بسبب الفلاش باكً او الاسترجعات الذهنيه للشخصيات المنطويه في اطار العمل 
عموما  العمل هذا بداية تأسيس لمسرح سعودي له طابعه الخاص 
مسرح سوف يؤرخ لحقبه زمنيه  احترافية قادمه على صعيد الإخراج والتآليف والتمثيل والتقنيه المسرحية 
شكرا لجمعية الثقافة والفنون بالأحساء على هذا العرض المسرحي المتكامل 
وشكرا للمخرج المبدع سلطان النوه على الإعداد والإخراج الرائع للأحداث الدائرة في هذا المرفأء البحري الذي يشعرك بوجوده من خلال الشكل والموسيقى والصورة المعبرة لذلك  
شكرا للممثلين الذين ادوا الأدوار بمشاعر دفاقه وبتمايز  جميل  جعل من كل شخصية مدلولاتها الفنية المعبرة الخاصة

*مؤلف وناقد مسرحي
اليمن / عدن
12/9/2024

مسرحية (أشوفك) ولم تشوفنا ولكنك شوفتنا الماضي والحاضر والمستقبل

مجلة الفنون المسرحية 
مسرحية (أشوفك) ولم تشوفنا ولكنك شوفتنا الماضي والحاضر والمستقبل

*عبدربه الهيثمي 

أشوفك صراع بين المعاني ولاماني بين المعقول ولا معقول بين الكلمة  وبين العصاء او السوط والهيمنه..
أشوفك حدوثه مسرحية تدور أحداثها بعد انتها الحرب العالميه الثانيه في منطقة الخليج
المسرحية من تاليف الاستاذ إسماعيل عبدالله  وإخراج الاستاذ حسن رجب 
ابطالها نخبه من فنانين الامارات  الذين تميزوا بأدائهم الجماعي المتناسق والمتجانس تميزوا بإيقاع ترابطي تصاعدي يشد أنفاسك من بداية المسرحية حتى نهايتها لم يهبط الإيقاع ولم  ارى اي اداء نشاز خرج عن الايقاعً العام للمسرحية كان  الجميع  يستمدون انفعالاتهم وإيمانهم من قمر المسرحية المتوهج (جرناس) الفنانً سعيد سالم
مزج العرض المسرحي المأساة بالملهاة الغضب بالعتب فأخذنا المخرج من زمن إلى زمن  كان يحملنا من الماضي إلى الحاضر  احياناً بإيمائه بحركه باشارة بدلالهً معبره فشد انفاسنا بحركة جماعية تجانسية جميله على الخشبة جعلنا نستسلم للعرض ونتوغل في تفاصيله بعيدا عن اي شرود قد يصاب فيه المتلقي
كان المكانً سجن او زريبة او سور محمل بدلالات
زمنيه متباينه ومتغايرة تختلف باختلاف الفعل الذي يودىً على الخشبه وما شدني بالديكور هوا الاربعه الارتكازات الأساسية  على الخشبة بحيث تبدو لك قذائف موت او صواريخ او سلالم ارتقاء إلى اعلى واخيراً وفي المشهد الاخير تتحول إلى ضريح جنائزي يضم  فيه ذلك الجمع الميت من البشر الذين فقدوا خاصية المقاومة للمحتل ..فقدوا قول كلمة (لا)
ما أعجبني بالعمل التكامل بين نص ليس بتاريخي ولكنه تاريخي معاصر يحمل دلالات حاضره وبين رؤية مخرج محمله بنفحات الماضي والحاضر والمستقبل محمله بالفرجه المسرحية الممتعه..وبالإيقاع الموسيقى الجميل بحيث مزج المخرج التراث الغنائي الخليجي الإماراتي  ببعض الإيقاعات الغنائيه اليمنية وتحديدا اغنية ((انا يابو بناء))مما أضفاء على العمل نكهة خاصه ….لا نظير  لها
اخير شكرا للإمارات على هذا العمل الفني الجميل 
شكرا لمؤلف النص الاستاذ إسماعيل عبدالله
شكرا للمخرج الرائع المبدع حسن رجب 
ولكل طاقم التمثيل الذين كانوا بمستوى فوق الممتاز ولم استطيع ان أميّز بالقدرة في الاداء بين هذا وذا 
كانو جميعا بمستوى رفيع 
شكرا لكل طاقم العمل من ممثلين وفنيين وإداريين  
وانشاء الله نلتقي معكم بعمل تراثي تاريخي اخر يؤسس لهوية مسرح عربي نأمله

*مؤلف وناقد مسرحي
اليمن /عدن 
12/9/

الأربعاء، 24 يوليو 2024

« العرض المسرحى الافتراضي التفاعلى توت عنخ امون »... رحلة مسرحية مصرية مفعمة بالسحروالغموض

مجلة الفنون المسرحية 



« العرض المسرحى الافتراضي التفاعلى توت عنخ امون »... رحلة مسرحية مصرية مفعمة بالسحروالغموض 

الجمعة، 12 يوليو 2024

عادل البطوسى ورائعته ياراجويا

مجلة الفنون المسرحية
الكاتبة هيام سليمان 

عادل البطوسى ورائعته ياراجويا

الاثنين، 8 يوليو 2024

أوبرا العتبة .. اسكتشات مسرحية لصورة مشهدية لن تكتمل

مجلة الفنون المسرحية
صورة من عرض أوبرا العتبة 

 أوبرا العتبة .. اسكتشات مسرحية لصورة مشهدية لن تكتمل

الاثنين، 1 يوليو 2024

شعرية البوح في مسرحية "خريف"

مجلة الفنون المسرحية


شعرية البوح في مسرحية "خريف"

الثلاثاء، 25 يونيو 2024

الكتابة الدرامية لرضوان احدادو من الواقعية النقدية إلى الصوفية الرمزية قراءة في مسرحية "الطريق"

مجلة الفنون المسرحية


 الكتابة الدرامية لرضوان احدادو من الواقعية النقدية إلى الصوفية الرمزية قراءة في مسرحية "الطريق"

الأربعاء، 6 مارس 2024

مهيمنات الدلالات الرمزية في نص ( كابوس الانفاس الاخيرة ) للكاتب عدي المختار

مجلة الفنون المسرحية 
مهيمنات الدلالات الرمزية في نص ( كابوس الانفاس الاخيرة ) للكاتب عدي المختار 

الثلاثاء، 5 مارس 2024

النص الموازي في “ذاكرة التراب” للكاتب عدي المختار

مجلة الفنون المسرحية 
النص الموازي في “ذاكرة التراب” للكاتب عدي المختار 

أزمة النَّقد الأدبي والعلاقة بين الأديب والناقد / أ.د.عبدالله بن أحمد الفَيفي*

مجلة الفنون المسرحية

الكاتب أ.د. عبدلله بن احمد الفيفي


أزمة النَّقد الأدبي والعلاقة بين الأديب والناقد 

الاثنين، 29 يناير 2024

حياة سعيدة عرض مسرحي يعيد طرح اشكالية الصراع بين الموت والحياة لمخرجه " كاظم نصار "

مجلة الفنون المسرحية


حياة سعيدة عرض مسرحي يعيد طرح اشكالية الصراع بين الموت والحياة لمخرجه " كاظم نصار "

الأحد، 21 يناير 2024

ماذا في بيت (أبو عبدالله)؟

مجلة الفنون المسرحية 

 ماذا في بيت (أبو عبدالله)؟

الجمعة، 19 يناير 2024

مهرجان المسرح العربي ، الدورة 14 بغداد "مشاهدات عن بعد" عبدالقادر صبري - ألمانيا

مجلة الفنون المسرحية 
مهرجان المسرح العربي ، الدورة 14 بغداد  "مشاهدات عن بعد" عبدالقادر صبري - ألمانيا

الأربعاء، 17 يناير 2024

ميوزيكل "تاج العروس"

مجلة الفنون المسرحية


ميوزيكل "تاج العروس"

الاستوديو التحليلي : صفصاف العالم هناك فى البناية المقابلة للرصيف : أحمد خميس

مجلة الفنون المسرحية 
الاستوديو التحليلي  :  صفصاف العالم هناك فى البناية المقابلة للرصيف : أحمد خميس

الاستوديو التحليلي : قراءة أولية في مسرحية (صفصاف) مسرحية (حي على الحياة) : محمد لعزيز

مجلة الفنون المسرحية 
الاستوديو التحليلي :  قراءة أولية في مسرحية (صفصاف) مسرحية (حي على الحياة) : محمد لعزيز

الاستوديو التحليلي : الانتظار الممتلئ راديكاليــــة الموقـــــف في حيـــاة سعـــيدة : د. حسن عبود النخيلة

مجلة الفنون المسرحية 


الاستوديو التحليلي :  الانتظار الممتلئ راديكاليــــة الموقـــــف في حيـــاة سعـــيدة : د. حسن عبود النخيلة

إعلام الهيئة العربية للمسرح 

#الاستوديو_التحليلي_المسرح_العربي

يقدم الكاتب ( علي عبد النبي الزيدي) الإنسان، وهو يتجاوز حدود التكرار . إنّه ينفي أن يكون متشابهاً أو متكرراً ، ويقدم في سبيل ذلك تقنية في كتابته تتخطى ما يسمى درامياً بــ  – الحدث الاسترجاعي إلى الحدث الاستشرافي.

هي رؤية مُفارقة ( جديدة) في تقديم النص ، المُنطلق من التأمل ، الذي لا يعرفُ الركود  ويمتثل للمحاسبة والتدقيق في المواقف، وعدم الانصياع للتكرار.

يضعُ المحركَ للفعل طاقةً لا واعية في الإنسان ، إنّها طاقة عمياء  – كتلك الإرادة الشوبنهاورية – التي تأخذ التسمية ذاتها ( الإرادة العمياء) ولكنَّ الزيدي يجابهها – بوعي كتابي كبير- في أداء مهمة الكتابة المُفارقة ، ليكرس في كل لحظة ما يُلفت إلى ما أنتجته ( الإرادة العمياء) ويفصح عن ذلك بما يقاومها بحدثه التقدمي الاستشرافي في اختلافه عمّا طرحه (أبسن) في محركه الخاص بالحدث الاسترجاعي ، وهو هنا لا يذهب إلى الكشف عن الحدث الراهن من زاوية نتاج الماضي له كما اعتمد ذلك أبسن ، ومن قبله (سوفوكليس) ، بل يعمل على الكشف الراهن عن المستقبل الذي يتأسس بسلطة الحدث الراهن وتكوينه له .

وبذلك يضع الأحداث في قالب محكوم التأمل، ومكاشفة الفعل الراهن بسلبياته ومغباته ونتائجه .

لابدَّ من الإشارة في هذا الموضع ، إلى كون ثيمة ( الانتظار) قد برزت بشكل تطوري في نص الزيدي هذا ، فعلى مستوى مرصود برزت هذه الثيمة في نصه ( ميت مات) ولكنها كانت ، تذهب إلى الكشف عن إرادة ميتة ، واستنجاد أبكم ، وعن استسلام فظيع يضع الكائنات في متحف التاريخ الذي يعني انفصالها التام عن الزمن وعدم دخولها الحياة تارة أخرى ، وانفصالها عن كل ما يمثل طاقة الإنسان . سواء بعدم حركتها بشكل تام ، أو بانتظارها لمخلص لها من ميتتها هذه.

إلاّ أنّ الانتظار هنا في ( حياة سعيدة) يقترن بكبح الإنسان لطاقة الفعل الكائنة      فيه ، وهي طاقةٌ تنتجُ عنها الحياة.. ولكن التأجيل والانتظار يأتي من عدم توافق الظروف مع هذا التكوين الذي لابدَّ أنْ يوضع في محله المتوافق معه بشروط الحياة والكرامة  وصناعة ما يسمو بالإنسان ، وسلامة وجوده ، لا ما يهين كرامته ويفترس حياته وينهيها.

لذة الفعل كبيرة ، وإغواؤها لا متناهٍ .. ولكن النتائج التي يجعلها المؤلف مرافقة لطاقة الفعل هذه ، واستعراضها ، كلما وصل الفعل الإيروسي لذروته ، تعمل على بث نفسها بإقناع كبير ، يتوافق معه ، ويتفاعل معه ، حتى من هو خارج دائرة الفعل هذه ، وهو هنا     ( العريسُ اثنان ــــــ 2) الذي هو بانتظار الخوض بذات الفعل المؤجل ، حيث أنّ عروسه لم تزل في صالون التجميل وينوي الذهاب لإحضارها إلى غرفة الزوجية التي اقتحمها فرحان (العريسُ واحد ـــ 1) وفرحانه (عروسته) ، بعد هروبهما من قنابل الحرب ولجوئهما إلى ملاذ آمن ، لم يكن سوى هذا المنزل الذي يكشف فيه المؤلف عن أجواء الدمار والخراب المتولدين عن ضغط الحرب وشراستها .

يبقى الحدث الاستشرافي ( الاتقاد الذهني) .. لدى (الزيدي) هو المسيطر ، مع ما تحمله الشخوص من طاقة أخاذة للفعل ، وهو يحمل مفارقة درامية تشحن النص بطاقة الإيقاع اللاهب ، الذي يتوافق مع تلك الطاقة الباطنية – الطاقة العمياء بإرادتها العمياء – التي لا تنتصر على طاقة الوعي التي تُفصح عن نهاية لا تقبل بمسمى حياة دون شكلٍ حقٍ يعبّرُ عنها ويوجدها .

من الزاوية الإخراجية يكمل ( كاظم نصار) هذا المسار التوتري الكبير ، بفلسفة إخراجية ، تسعى للتساوق مع ما جاد به المؤلف . وهو يعمل على تقديم معالجات تُهدىء من هول الفكرة الفلسفية الضاغطة على الشخصيات ، ببثها عبر الممثلين بإحالتها من منطقها المأساوي إلى تصديرها عبر روح كوميدية تُبْقي شكل الحياة رغم فداحة الموت .

فكيف لهذا الممثل أن  يتبنى المختلف لا السائد؟! . في تقديمه للممتنع ،والمقموع والمسكوت عنه .

هكذا تشتبك العوالم الإخراجية للتعبير عما هو مسكوت عنه ، فهناك عالم الإحالة إلى الواقع المرير ، الذي شكّل له تأملاً خاصاً على خشبة المسرح ، وهناك عالم خارجي يتّصلُ بالرقيب ، كما جسّده الممثل (  علاء قحطان ) والممثلة ( هديل سعد ) ، وهناك عالم المحاكمة العقلية الذي عبرت عنه تلك الطاولة التي احتلت منطقة يسار المسرح .. ــ عوالم واقعية بسيطة ولكن أداء الممثل وحمولاته الفكرية أعطاها معنىً كبيراً .

المباغتة الأدائية ، التي تكاد تكون ليست أمراً يسيراً تجلت في أداء الممثلين (حسن هادي) و ( لبوة عرب) إذ ينتقل الأداء التمثيلي من مرونته ولعبيته الملهاوية ، إلى انقضاض مأساوي واضح عبر مباغتات متوالية ، وهذه المباغتة والتلون السريع اللحظوي يقتضي من الممثل تلك التنقلات الأدائية السريعة .

وفي الوقت ذاته هناك آثار واقعية لما يتفوّه به الممثل مبصورة ومجسدة عبر الديكور المسرحي كتلك العيارات النارية  التي طالما امتلأت بها ذاكراتنا ونحن نبصر جدران مساكننا . حيث نجدها احتلت مكانها  ــ هناـــ في باب المنزل  .

الموضوع مأساوي كبير ، والأداء التمثيلي يسعى لبعث طاقة الأمل ، وهو يتغلب على طاقة اليأس والضعف التي تعصفُ بها جملة من العروض المسرحية .

يفيدنا العرض في تبيان أمور مهمة، هي :

كيف يمكن أن يقوم الفكر الإخراجي بمهمة قول ما لا يمكنُ قوله ؟

وكيف يمكن للممثل في أدائه تقديم الممتنع من البوح بجدارة وتمكن ؟

وكيف يمكننا  مجابهة  ذلك الإحباط الكبير الذي تلونت به تجاربنا وتصريحاتنا

بمجابهٍ موضوعي يجعل عقولنا نبهة فاعلة ، ويجعلُ في الحياةِ لوناً على الرغم من قتامة الأشياء؟

إنَّ المتضادات التي زخر بها العرض ، شكلت دينامية الصورة التي تأسس عليها العرض المسرحي ، حيث الالتفات الدقيق من المخرج إلى توطيد روح المتناقضات وإحيائها بوصفها العصب الفلسفي الذي بنى المؤلف عليه نصه الذي يمتاز بهدم السائد – كما هو شأنه على الدوام، وهكذا كانت المهمة التي على الممثل أن يضطلع بها في الخوض في مثل هكذا حالات متنوعة ، أن ينتقل انتقالاً نقياً خالصاً من حالة إلى أخرى واجتهاد الممثل الكبير في أنَّ هذه الحالات ينقضُّ بعضها على البعض الآخر باستمرار ، وهنا تكون عملية إفراد الحالة وتجسيدها المباغت ، بما يقتضي حنكة الممثل ومرونته الكبيرة وتمكنه الاجتهادي في إيفاء كل متغير مباغت حالته المقنعة والمؤثرة في تشكيل الخطاب العام ، ما بين لغة مجهورة ، وصمت معبر ، وإيماءات ناطقة ، وسعادة وألم ، وحياة وموت . ما بين أداء جاد وأداء هزلي ، وملفوظ دارج وآخر قياسي فصيح ، بين وعي وتمركز عقلي ، وبين غياب عن الألم ، وانسحاب لعالم طافح بالرقة والشبق . بين دخول في عالم ممتلىء بجثث الموتى ، وبين سرير طافح بالرغبة المؤجلة ــ المقموعة.. كل هذه المتضادات اجتمعت في الأداء التمثيلي الذي قدمه الفنان (حسن هادي) والفنانة (لبوة عرب)  .

وكذلك يُلاحظ سيادة المتضاد في الفكر الاخراجي ، عبر تكريس وجود عالم الحياة المُناقض لعالم الموت ، وقد كان تركيز المخرج في ذلك على (السرير)  الذي شكل حمولة دلالية متجددة في تصدير المتناقضات ، فهو دلالة الخصب ومرتعه  ، لكنَّه في الآن ذاته تُحملُ منه جثث القتلى ( بسام) و( باسم )  و(باسمة) أسماء وضعها المؤلف بقصدية مناقضة أيضاً ، في اجتماعها بجوار الموت وتجسيدها  لصورته ، وفي كشف متحققاته .

ثمَّ يكون ختام العرض ، حاملاً لمفارقة كبيرة تقرأُ المتناقضات قراءةً واعيةً ، إذ تدخل الممثلة ( هديل سعد) لتوقف حركة الممثلين، وتعلن نهاية العرض بإظلام دامس بعد أن تقرع أجراس الإعلان التي تسبق هذه الأفعال ، دلالة على أنَّ العرض داخل العرض .. الموافق للمسرح داخل مسرح ، كما عمل عليه المخرج (كاظم نصار) قد انتهى ، وسيتم العودة إلى العرض الأساسي الذي هو قائم لا ينتهي ، تلك النتيجة العامة للمجانين المكبوتين ، الذين يعيشون عالمهم المنفصل عن الحياة ..

هم يُودعون في المستشفيات ــ برؤية المخرج ــــ لأنَّ الحياة لا طاقة لها على الحقيقة .. ولابدَّ لهم من العودة  إليها لأنَّ لا أحد سيسمعهم ، لذا ففي نهاية العرض كان إعلان النوم  وانطلاقُ صوت الشخير عالياً ..

وكأنّ خاتمة العرض تقول :

إنّ الوعي جنون ، وأنَّ حكمة المجانين لن تحكم العقلاء، وهم منغمرون بنومهم العميق.

الثلاثاء، 16 يناير 2024

الاستوديو التحليلي: ابن الجلاد بين خطاطة المؤلف وتشكيلات العرض المسرحي قراءة نقدية لعرض مسرحية (الجلاد ) لأحمد الماجد مؤلفاً وإلهام محمد إخراجاً : د.شاكر عبد العظيم جعفر

مجلة الفنون المسرحية 
الاستوديو التحليلي:  ابن الجلاد بين خطاطة المؤلف وتشكيلات العرض المسرحي قراءة نقدية لعرض مسرحية (الجلاد ) لأحمد الماجد مؤلفاً وإلهام محمد إخراجاً : د.شاكر عبد العظيم جعفر
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption