مسرحيات وجودية وتوقيعات فكرية وماستر كلاس سينوغرافي يختتمون مختبر ثياتروس بسلا

تنظم جمعية إستطيقا للتنمية الفنية والثقافية بشراكة مع مركب التنشيط الفني والثقافي تابريكت بمدينة سلا، ملتقى إستطيقا للفن المسرحي، وذلك يومي 2 و3 يونيو 2025، كتتويج لاختتام أشغال مختبر "ثياتروس" للتكوين المسرحي. هذا الحدث الثقافي يعد مناسبة استثنائية للاحتفاء بالإبداع المسرحي المغربي، ولتقاسم التجارب الفنية المتعددة في جو من التفاعل والتبادل بين فنانين وأكاديميين ومهتمين بالمجال المسرحي.

وسيتميز اليوم الأول من الملتقى بفقرات فنية وفكرية غنية، أبرزها حفل توقيع الكتاب الجديد للدكتورة والأستاذة بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، السيدة فاطمة مقداد، الذي يحمل عنوان Lettre à mon ego. كما سيتم عرض مسرحيتين مميزتين، أولهما مسرحية Sans sens من تأليف وإخراج المسرحي منصف الإدريسي الخمليشي، وهي عمل فني يستشرف الحياة بعد مرور 500 عام، من خلال طرح أسئلة عميقة حول الذات والحرية والهوية و"النحن" الضائع في متاهات المستقبل. أما المسرحية الثانية فهي Déjà vue من تأليف وإخراج عبد الكريم بنعامر، والتي تقدم تصوراً تخييلياً جريئاً لمرحلة ما قبل الظهور العلني فوق الأرض، في تجربة فنية تستنطق اللاوعي الجمعي والبدايات الأولى للوجود الإنساني.

وفي اليوم الثاني، سيكون جمهور الملتقى على موعد مع ماستر كلاس مميز تقدمه الدكتورة والسينوغراف زينب مقداد الخطابي، تحت عنوان "بناء المعنى على الخشبة: مقاربة شمولية في السينوغرافيا والإبداع"، حيث ستقارب فيه العلاقة المركبة بين الفضاء المسرحي والبعد الدلالي للعمل الفني، من خلال تجربتها الطويلة في المجال.

كما سيعرض المسرحي عبد الباقي البوجمعاوي مسرحيته كنا ولم نكن، وهي تجربة مسرحية تتناول قضايا وجودية ملحة، وتفتح النقاش حول أسئلة فلسفية وإنسانية كبرى، بلغة شعرية ومواقف درامية تنهل من عمق التجربة البشرية. ويُختتم الملتقى بمسرحية ظل الدار للمسرحي فؤاد الصحراوي، وهي مسرحية تغوص في أعماق الذاكرة الجماعية، وتحاول كشف أسرار البيوت والديار من خلال صراع ثلاثي حول موضوع واحد، يجمع بين الغموض والتشويق والبعد الرمزي.

يُعد ملتقى إستطيقا للفن المسرحي مناسبة مهمة لتثمين الطاقات المسرحية الشابة وتبادل الرؤى الفنية، كما يعكس الاهتمام المتزايد بتطوير آليات التكوين والتجريب في المسرح المغربي المعاصر.