في المؤتمر الصحفي لمسرحية أنتيجوني من الأردن حكيم حرب : بث الروح في "انتيجوني" التي أحيت أسطورة الصمود
مجلة الفنون المسرحية
في المؤتمر الصحفي لمسرحية أنتيجوني من الأردن
حكيم حرب : بث الروح في "انتيجوني" التي أحيت أسطورة الصمود
نور اللامي – مركز المؤتمرات الصحفية
تصوير - علي عدنان
جرى إنعقاد المؤتمر الصحفي الخاص بفريق مسرحية "أنتيجوني" صباح يوم الجمعة ١٢ يناير ٢٠٢٤، في مركز المؤتمرات الصحفية - فندق فلسطين ميريديان في بغداد، بحضور مخرج العرض حكيم حرب والممثلة الأردنية شام الدبس، وطاقم العمل، فيما أدار المؤتمر د. بشار عليوي الذي بدأ الحديث بالتنويه على أن فرقة الرحالة لمسرح الفضاءات المفتوحة هي واحدة من الرموز المهمة للمسرح الأردني، قدمت الكثير من العروض واصبح لها مهرجاناً دولياً، ووصلت نجاحاتها الى المسرح العربي بتجربة ثرية قدمها حكيم حرب خلال سنوات الماضية.
فريق العرض المتمثل بمسرح الرحالة من الأردن يقدم مسرحيّة مأخوذة عن "انتيجوني للكاتب جان انوي"، أعدها وأخرجها حكيم حرب بقراءة معاصرة للأسطورة اليونانية، وهي تسلط الضوء على صراع العدالة والصمود في ظل الإضطهاد.
وقد أعرب حرب في بداية كلمته عن شكره وإمتنانه للهيئة العربية للمسرح ووزارة الثقافة العراقية ونقابة الفنانين العراقيين على إتاحة فرصة التواجد في هذا المهرجان الهام الذي يحرص كل مسرحي عربي على الحضور فيه، وبين في سياق حديثه المراحل التي مرت بها فرقة مسرح الرحالة الأردنية قائلاً: "الفرقة تأسست عام ١٩٩١ ،في العاصمة الاردنية عمان، وهي فرقة منفتحة على التجارب سواء تلك الخاصة بالفضاءات المفتوحة أو التقليدية الكلاسيكية، وقدمت أعمالاً داخل وخارج الأردن في مهرجانات عربية ودولية بعدة دورات وفي بداية التسعينيات شاركت في مهرجان بغداد للمسرح العربي بالإضافة للمغرب وفلسطين وتونس وايطاليا" وتابع موضحاً " إهتمت فرقة مسرح الرحالة مثل باقي الفرق في بداياتها بمسألة تأصيل المسرح العربي فقدمت عروض داخل المقاهي الشعبية في عمان كمحاولة للبحث عن هوية وتراث المسرح العربي، وكان لنا إهتمام بمسرح الصورة وتقاطعنا في ذلك مع رائد مسرح الصورة أستاذنا الدكتور صلاح القصب"
حرب استرسل مبيناً " كنا سعداء كفرقة أن حصلنا على جائزة مهمة في مهرجان القاهرة كانت من نصيب كفاح سلامة عام ١٩٩٨، لاحقاً قدمت الفرقة عرض "الشوك الذي في الورد" مأخوذ عن نص "في إنتظار الموت" ، ثم قدمنا عرض ميديا لنفس كاتب مسرحية اليوم جان انوي، وتوالت بعد ذلك العروض لسنوات عديدة، حتى وصلنا لعام ٢٠٠٠ وقدمنا فيه مسرحية كاليكولا الذي شارك في مهرجانات مختلفة عربياً، وأعقبنا ذلك بعمل "سمفونيا الدم مكبث" المعدة عن نص شكسبير وتحصل جوائز في قرطاج، بعدها حاولنا تأصيل الجوانب التراثية الشعبية فكنا في عام ٢٠٠٤ ، نطرح السير الشعبية في نص بعنوان "مآساة المهلهل"
وأضاف حكيم في كلمته:" قامت بعدها وزارة الثقافة الأردنية بإطلاق مشروع التفرغ الإبداعي، تمنح مبدعين بعدة تخصصات كالمسرح والموسيقى والادب وغيرها، تفريغ كامل لمدة عام يخلى من الإلتزام الوظيفي وكسب العيش وينشغل بالإبداع، فحصلت أنا على تفرغ أنتج أعمالاً مسرحية مهمة، ثم في عام ٢٠١٤ كنا في عرض "عصابة دليلة والزئبق" بعدها توالت العروض والنتاجات حتى وصلنا لعام ٢٠٢٠ وحدوث جائحة كورونا التي أوقفت الحياة واصبنا بعزلة إستطعت توظيفها بتأليف كتاب " القبطان الذي ضل طريقه" وهو كتاب يسرد محطات مسرح الرحالة وتجربته في الفضاءات المسرحية المفتوحة".
ثم تابع حرب الحديث عن تجربة مسرح الرحالة لكن هذه المرة تطرق لجانب تأسيس المهرجان إذ قال: " أردنا العمل على مهرجان خاص بالفرقة و الفضاءات المفتوحة وهو يتعارض مع مهرجان مسرح الشارع الذي ينظمه الدكتور عامر صباح المرزوك والدكتور بشار عليوي في بابل، وقد أقمنا دورتين وكنا سعداء بمشاركة زملاء فنانين عرب إذ حملت الدورة الأولى اسم الفنان الكبير حسين نافع، والثانية باسم الأستاذ عبدالرحمن عرنوس ونعد الآن لإقامة الدورة الثالثة".
وأكد المخرج حكيم حرب على أهمية حضور الشباب داخل مسرح الرحالة بقوله: "نحن حريصون على المجايلة وكان هناك حضور للشباب والمحترفين داخل عروضنا فمن حسن الحظ عندما قدمنا الدماء الجديدة حققت منجز مسرحي محلي وعربي وحصدت عدة جوائز في مهرجانات دولية بالطبع كلهم تألقوا في أدوارهم وقدموا أعمالا تليق بهم وبمسرح الرحالة وهم شباب رائعين، المحترفين أيضاً لهم حضور كبير ومهم في عروضنا وأعمالنا التي نشتغلها لذا فإن هذه المجايلة موجودة وفاعلة ".
وتطرق حرب لتجربة المختبر المسرحي المتميزة التي إنطلقت عن مسرح الرحالة وهو مشروع المختبر المسرحي الجوال الذي إستمر لثمان سنوات وتوقف بسبب كورونا قائلا " عملنا على إكتشاف وتدريب الطاقات الشابة فقام المختبر بعمل عدة جولات داخل حواري وقرى ومخيمات الأردن وساهم برفد الحركة المسرحية الأردنية وهناك الكثير من الممثلين والتقنيين هم من خريجي هذا المختبر، حتى أنه إقتحم مراكز الإصلاح والسجون وقمنا بإدخال الدراما بمسألة إصلاح وتأهيل النزلاء في السجون والإصلاحيات وهذا هو الرهان الحقيقي على دور المسرح في تطوير المجتمع".
وتابع " مسرحية أنتيجوني تنقلنا إلى عالم يعكس واقعنا وتحمل رسالة قوية حول الصمود والتمسك بالكرامة والعزة في وجه التحديات ويتكون فريق العرض من (شام الدبس ومحمد عوض المعروف باسم "كيمو" ومحمود زغول وعمران العنوز في هندسة صوت وماهر جريان في التصميم والإضاءة )
وأكد وعلى معنى كلمة انتيجوني وارتباط النص بالصمود والإباء قائلاً: " إنه من الصعب إنهاء المؤتمر دون التنويه على أن ترجمة انتيجوني الحرفية تعني ( ضد الرضوخ ) ونحن نرفض الرضوخ فتحية للشهداء لفلسطين وشكراً للأستاذ غنام غنام على وقوفه الى جانب المسرح الحقيقي لأنه منحاز للإبداع وللجمال وللحب فقط، كما أشكر الهيئة العربية للمسرح لأنها تبنت إصدار ونشر كتاب حول تاريخ وسيرة رحلة مسرح الرحالة منذ تأسيسها وحتى اليوم وهو كتاب القبطان الذي يوثق محطات في مسيرة مسرح الرحالة"
وضمن سياق المؤتمر تحدثت الفنانة الأردنية شام الدبس قائلةً: "أنا سعيدة جداً لوجودي في بغداد ومشاركتنا بالمهرجان وهو رابع عمل لي مع الفرقة، وانتيجوني بالنسبة لي لم تكن عابرة بل أنها شخصية عشتها في حياتي الخاصة وهذا منحني عيش أكثر من حياة من خلال المسرح، كنت سعيدة بهذا الدور كما أن الإعداد الجديد للعمل اضاف نضج للشخصية وأتمنى أن ينال العرض إعجابكم وأن يكون عند حسن ظنكم".
ثم تحدث الفنان عمران العنوز في المؤتمر قائلاً: " شكراً لبغداد التي تحتضن الإبداع شكراً للهيئة العربية للمسرح، وأنا سعيد بهذه المشاركة كوني أعمل كفني صوت وليس كممثل وهذه اول مرة اشتغل بعرض لست ممثل فيه وهي تجربة ممتعة أن تغادر التمثيل لخوض تجربة جديدة وإنا لم ابتعد عن التمثيل إنما أجرب شيء جديد، كما أنني سعيد بالعمل مع حكيم كمخرج لا يهتم إلا بالعرض وهو مسرحي لديه جَلد للتمرين والتطوير والتواصل لساعات طويلة وهو يهتم بالتفاصيل ويقدم أعماله بدقة عالية ولا يستسهل العمل ولا يستهين به فشكرا لحكيم وللمهرجان ولبغداد مهد الحضارات.
0 التعليقات:
إرسال تعليق