الاحتفالية الطريق والطريقة ــ 84 / د.عبد الكريم برشيد
مجلة الفنون المسرحية
الاحتفالية الطريق والطريقة ــ 84
فاتحة الكلام
يقول الاحتفالي
حقيقة الجسد الاحتفالي تتمثل في ان له مجموعة كبيرة من الظلال الحية، والتي تؤكد وجوده في الوجود
أما حقيقة الأفكار الاحتفالية فتتمثل اساسا في ان هذه الأفكار لها اصوات ناطقة بالحق، وان هذه الأصوات لها صدى في حياة الناس اليومية، وقد يغيب الاحتفالي، او يغيب، ولكن ظله لا يغيب، وقد لا يتكلم الاحتفالي، ولكن هذا الواقع التاريخي يظل يردد افكاره واقواله، وهذا ما يفسر ان يظل الظل الاحتفالي حاضرا في كل مكان، وان تظل اصداء هذه الاحتفالية تتردد في كل الأزمان، ورحم الله عمنا المتنبي الذي قال
(اذا قلت شعرا اصبح الدهر منشدات)
ولعل أصدق ما في هذه الاحتفالية هي مراياها التي لا يعدها العد، ولا يحدها الحد، وهي دائما، بوفعل هذه المرايا الصادقة تتعدد و تتجدد وتتمدد، في الزمان وفي المكان، ويكون بإمكانها ان تكون هنا وهناك، وان يكون لها وجود في كلامها وفي ذات كل المتكلمين وفي كتابات كل الكاتبين
ومن اصدق الأصوات في الكورال الاحتفالي نجد اسم المخرج الاحتفالي "كبير ديكار" والذي يكتب ما يكتبه دائما ، من داخل من هذه الاحتفالية، وفي تعقيبه على النفس الأخير من الكتابات الاحتفالية الجديدة نجده يقول:
(شكرا أستاذي الفاضل، منك تعلمت أنه لا يمكن اختزال الاحتفالية في كونها مجرد تيار أو اتجاه مسرحي محدد بزمن أو بمرحلة تأسيسية واحدة، بل هي أوسع من ذلك وأعمق. إن جوهرها قائم على الاستمرار والتجدد، وعلى الرغبة الدائمة في الاكتشاف والخلق وفق أنساق فكرية وفنية متجددة.
ومن يتأمل تاريخ المسرح العالمي منذ نشأته، سيجد أن الاحتفالية ـ بأشكالها المتنوعة، الظاهرة أو الخفية ـ حاضرة في كل المدارس والتيارات التي تعاقبت. فهي ليست ملكا لزمن بعينه، وإنما هي روح تلازم المسرح منذ ولادته، لأنها أولا وقبل كل شيء تلازم الإنسان نفسه: في طقوسه، في أعياده، في أفراحه وأحزانه.
فالإنسان، حتى وهو في عمق المعاناة، قادر على انتزاع الفرح، وعلى أن يدرك أن من رحم الأحزان قد تولد سعادة من نوع آخر. وهنا تكمن قوة البعد الاحتفالي: إنه حكمة وجودية تجعل المسرح مكانا لا يعكس الحياة فقط، بل يعيد ابتكارها في صيغة احتفال.
من هذا المنطلق، أرى أن الاحتفالية ليست محطة تأسيسية توقفت عند لحظة بعينها، وإنما هي مسار مفتوح يرافق المسرح والإنسان معا في بحثهما الدائم عن المعنى.
تحياتي أستاذي الفاضل و صديقي العزيز)
اما الرفيق الاحتفالي "شعيب زمار شعيب" فقد قرا النفس السابق من الكتابة الاحتفالية من زاوية الإبداع الاحتفالي، وتحديدا من مسرحية ( اسمع يا عبد السميع) والتي له معها تاريخ طويل، من القراءة ومن إعادة القراءة ومن الإخراج ومن الأداء المسرحي، ولأن الصيف مضى واتى الخريف، فإنه يطرح السؤال (ومتى يعود عبد السميع الغائب؟) وجوابا على هذا السؤال كتب الكاتب المسرحي الاحتفالي مسرحية ( عبد السميع يعود غدا) والتي هي المسرحية الثالثة في ثلاثية مسرحية تتألف من ( اسمع يا عبد السميع) و( النمرود في هوليود) و( عبد السميع يعود غدا) ونحن جميعا في الحركة الاحتفالية ننتظر ان يعود عبد السميع غدا.. او في اي يوم من الأيام
يقول الرفيق 'شعيب زمر" في تعقيبه على النفس السابق من هذه الكتابة ما يلي:
(عاد الخريف ومضى الصيف، ولم يعد عبد السميع. ليتني صدقتك! من جديد ستكلفني رغم شيخوختي ان ابحث عنك في الأسواق الشعبية في الجبال في الغابات في المداشر. هذه المرة ليست ككل المرات، في جعبتنا حكايات وحكايات، وسيعود عبدالسميع. المتجدد الاحتفالي بنكهة مغايرة تماشيا مع الاحفالية المتجددة مع الكاتب المبدع عبد الكريم برشيد)
ما ضاع منا هنا، نبحث عنه اليوم هنا
وهذه الاحتفالية، في شعريتها وجمالياتها وسحريتها وشفافيتها، ماذا يمكن ان تكون سوى انها حركة في عالم متحرك، وهي في حقيقتها عالم من الأفكار ومن الأحلام ومن الاختيارات ومن الرهانات ومن التحديات من الحالات ومن التصورات ومن المخاطرات العاقلة، وهي في الأصل طاقة فكرية ووجدانية وروحية متجددة، و لهذه الحركة طاقة برانية وجوانية تحركها وتدفع بها نحو الأعلى ونحو الأبعد ونحو الأجمل ونحو الأكمل، ولها عقل في جسدها الرمزي يوجهها نحو الحق والحقيقة، وقد يكون فيها شيء من الفوضى ايضا، ولكنها فوضى منظمة ومحكمة، وقد تكون اليوم مازالت غامضة وملتبسة، في كثير من جوانبها الفكرية والجمالية، ولكنها غدا لن تكون كذلك، وسوف تتضح صورتها في العيون وفي القلوب الصافية والراقية مع توالي الأيام والأعوام
هذه الاحتفالية تحكمها الرؤية الواقعية، لأنها ابداع من ابداعات الواقع التاريخي، وهي حين تحلم اليوم، كما حلمت بالأمس، فإنها لا يمكن ان تحلم إلا بشكل جمالي مقنع وممتع، والعين فيها مفتوحة عن آخرها، وذلك حتى يمكن ان تسع كل الناس في عوالم الناس، وحتى تسع الجغرافيا والتاريخ معا، وحتى تسع كل الثقافات وكل اللغات وكل الأبحديات الحية، ورغم حسها النقدي، فإنها لا يمكن ان تخاصم هذا الواقع الكائن، إلا بحثا عن واقع اخر ممكن الوجود، واقع يكون في مشروعها الفكري والجمالي والأخلاقي اصدق من وقائع هذا الواقع، وتكون حالاته اجمل منه، وتكون مقاماته اكثر إنسانية وأكثر مدنية منه
ويؤمن هذا الاحتفالي، في واقعيته الشعرية، بان ما ضاع منه هنا، ينبغي ان يبحث عنه هنا، وليس هناك، وانه في هذا البحث عن الذات، في متاهة الأيام والأعوام، لا ينبغي ان نفوض غيرنا ليبحث لنا عنا، و ليؤسس لنا فننا و فكرنا و علمنا و صناعاتنا الإبداعية المختلفة، وذلك من خلال ما قد نسميه الإعداد او الاقتباس او الترجمة الخائنة، وهذا الارتباط ب الآنا وبالآن - هنا، هي الدرجة الأولى في سلم الواقعية الاحتفالبة الشعرية، ونحن في هذه الاحتفالية نؤمن بان الواقع ليس كارت بوسطال جامدة، ولكنه وقائع حية متحركة في واقع حي ومتحرك، وعليه، فإن ما نبحث عنه هو اساسا فعل صادق و فاعلية حية، وهو شيء يتغير ويغير بكل تاكيد، وهو يتحول بشكل دائم ومتواصل، وهو يتغير بعقلانية، لحظة بعد لحظة، و يوما بعد يوم، و شهرا بعد شهر، و عاما بعد عام
وتتجلى هذه الواقعية في الأقانيم الاحتفالية الي تمثلها ( النحن) الفاعلة والمتفاعلة والمتفاعلة، ويمثلها الآن الواقعي والتاريخي، ويمثلها الهنا الجغرافي المفتوح من جميع الجهات على كل الجهات في هذا العالم
جماعة مسرحية بدرجة قاطرة مسرحية
هذه الاحتفالية انتظمت في افكار، وتجسدت في اجساد، وتشكلت في إطار جماعة، ولم تكن هذه الجماعة تنظيما سياسيا او تقابيا، ولم تكن هي الاحتفالية كل الاحتفالية، ولكنها كانت مجرد خلية إنسانية واحدة صغيرة في المجتمع الإنساني والكوني الكبير، والأصل في هذه الجماعة هو انها ارواح إنسانية التقت وتعارفت وتحاورت وتكاملت، وهي مجموعة افراد تقتسم عشق المسرح، وتقتسم طريق المسرح، وتقتسم فلسفة المسرح، ولقد جاء كل واحد من هذه الجماعة من مكان مختلف، وكان كل واحد يحمل اضافة فكرية وجمالية، وكان الشيء الأساس الذي جمعهم واحد، وهو انهم كلهم كانوا يحلمون نفس الحلم، وكانوا (يقترفون) نفس التفكير الحر، و انهم كانوا كلهم يكتبون بنفس اللغة، وبنفس المعجم، وبنفس الأبجدية المسرحية الاحتفالية
وهذه الجماعة الاحتفالية، في بنيتها، لم تكن ذات شكل هرمي، له قاعدة في الأسفل، وله راس في الأعلى، بل كانت اخوة فكرية و اخوة وجدانية واخوة روحية، وهذا ما لم يفهمه النقد المسرحي الأيديولوجي، والذي تصور ان تكون هذه الجماعة خلية حزبية، وان تكون بياناتها الفكرية بلاغات عسكرية انقلابية، وتخيل البعض الآخر ان هذه الجماعية يمكن ان تكون زاوية صوفية للدراويش، بها شيخ ومريدون، كما اعتقد النقد المدرسي ان هذه الجماعية هي فصل دراسي في مدرسة.. مدرسة بها معلم يعلم، وبها متعلمون يتعلمون، مع انه لا معلم في الفلسفة الاحتفالية إلا الحياة والطبيعة والتاريخ والتجربة الصادقة والحية
ومنذ البيان الأول، اكد الاحتفاليون على ان بنية هذه الجماعة بعيدة جدا عن بنية الحزب، والتي يمكن ان يكون فيها زعيم ملهم، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وفيها شعب من المصفقين ومن الهتافين، والذين لا يعرفون في الكلام إلا كلمة واحدة فقط، والتي هي( امين ) وهذه الجماعة، والتي هي مجرد جزء صغير جدا من المجتمع الإنساني الاحتفالي في العالم، بعيدة جدا عن بنية الشركة التجارية، والتي فيها رب العمل، وفيها إجراء، وقد يجوز لنا ان نقول بان هذه الجماعية الاحتفالية هي القاطرة التي تجر عربات المسرح العربي الحديث والمعاصر، وهذا على الأقل، هو الطموح المشروع الذي اوجد هذه الجماعة الاحتفالية في منتصف القرن الماضي
وهذه الجماعة لم تات عارية، كما ياتي الوليد، ولكنها جاءت إلى الوجود وهي تحمل مشروعا فكريا وجماليا وأخلاقيا حيا، ولقد امن الاحتفالي، منذ ذلك البدء الأول، بان تقديم هذا المشروع الثوري والتثويري لن يكون سهلا ابدا، وانه لا يمكن ان يمر بسلام، وانه لابد سپلقى المقاومة من انصار السكون والركود ومن انصار الكسل الفكري ومن سدنة المعابد المسرحية البائدة، ولهذا فقد لجات الجماعة الاحتفالية إلى ثقافة البيان، وذلك من اجل ان تبين ما يحتاج الى تبيين، وان تكشف الستار عن المستور، وان توضح الغامض الذي يحتاج إلى توضيح
وفي كتاب ( كتابات على هامش البيانات) نقرا ما يلي ( ولأن الاحتفالية قائمة على اساس المكاشفة، وعلى التلاقي والمشاركة، وعلى الحوار والشفافية، فإنني أدعوكم إلى مائدة الاحتفالية الفكرية، وإلى حفلها وعيدها، و إنني شخصيا ـ ومعي كل الاحتفاليين ـ نريد ان يكون هذا العيد عيدا لممارسة التفكير الحر والحيوي والمسؤول، وان تكون هذه الوقفة مناسبة لإنتاج التفكير الجديد والمتجدد
ان هذه الاحتفالية لا تنشد شيئا ( آخر) إلا المعرفة، وهي تؤمن بان المعرفة معاناة ورحيل واحتراق، وهي دخول وخروج و اختراق لحدود الأشياء و المفاهبم والرموز والعلامات المختلفة، وهي محاولات لرفع الحجاب وإلغاء الكواليس والكفر بما وراء المسرح،
وحتى تتبين الحقائق فإنه لابد من البيان، ولابد من التبيين)
الاحتفالية ومتاهات المسرح العربي الحديث
(نحن نبني الطريق والطريق يبنينا) هي مقولة حكيمة قالها المهدي بن بركة أثناء بناء طريق الوحدة بعد استقلال المغرب مباشرة، ونفس الشيء يمكن ان نقوله اليوم عن المشروع الاحتفالي، والذي بنيناه و اسسناه، فكريا وجماليا و اخلاقيا، وذلك على امتداد عقود طويلة جدا، والذي بنانا واسسنا نحن الاحتفاليين، وكان مرجعنا وكان بوصلتنا وكان فلسفتنا وكان دليلنا الفكري في طريق مسرح الحياة وحياة المسرح، ويبقى السؤال التالي يتحداني دائما، ويقول لي بغير كلام طبعا:
ــ وهذا الطريق الاحتفالي الى اين؟
إن طريق الوحدة في الخمسينات من القرن الماضي كان من اجل الوحدة، وكان من اجل ربط الجنوب بالشمال، وفي المشروع الاحتفالي يحضر نفس الهاجس، ولقد كان السؤال دائما، وما يزال هو، إلى اين يمكن ان يؤدي بنا هذا الطريق الاحتفالي؟
وفي الجواب نقول ما يلي، الطريق الاحتفالي وجهته الإنسان و غايته الإنسان وروحه وفلسفته وزاده المعرفة والحكمة و محركه الواقع والتاريخ
وبناء الطريق الاحتفالي هو الذي عبر عنه الاحتفاليون من خلال مفهوم التأسيس وإعادة التأسيس، مما يدل على ان هذا الطريق الاحتفالي لا يمكن ان يكون إلا ورشا لفعل البناء وإعادة البناء، بشكل دائم و مستمر و متواصل
لقد امن الاحتفالي بإمكانية وجود مسرح اخر، وذلك في هذا الزمن الآخر، وفي هذا المناخ الثقافي والسياسي الآخر، مسرح بلا طرق جاهزة وثابتة، وبلا وجهات محددة، وبلا علامات التشوير القديمة الإجبارية وبلا تعليمات وبلا توصيات من اية جهة من الجهات
ويؤمن الاحتفالي بان المسرح طرقه متعددة، وان من سار في الطريق الخطا لا يمكن ان يصل إلى المسرح، وقد يصل إلى ما يمكن ان يشبه المسرح، وعليه، فإن الذي لم يبن طريقه بيده لن يصل إلى وجهته، وهذا ما يفسر اليوم هذه العشوائية التي يعرفها المسرح العربي، والذي يقوم على انتاج عروض مسرحية بلا روح مسرحية، ويقوم بتاسيس مهرجانات مسرحية بلا فلسفة مسرحية، مهرجانات تمثلها لحظتان فقط؛ لحظة الافتتاح ولحظة الاختتام، والباقي كله تفاصيل بلا
مسرح بلا طرق وبلا وجهات محددة وبلا علامات التشوير
وهذا الاحتفالي، المشاء، في الطريق الاحتفالي الذي يمشي، هو الذي قال في مقدمة كتاب ( الاحتفالية مواقف ومواقف مضادة) الكتاب الأول ـ مراكش 1993 بأن هذه الاحتفالية ( لا تغلق باب البحث والاجتهاد، ولكنها تفتحه عن آخره. إنها تدرك جيدا حدودها الحقيقية .. الحدود الكائنة والممكنة والمستحيلة، إنها تعرف انها محطة في الطريق، وليست كل الطريق، وبذلك فهي تردد مع ماير خولد قوله ( قد لا ننجح في فكرة المسرح الجديد، قد نسقط جميعا ونكون جسرا للآخرين ليمروا فوق اجسادنا نحو مستقبل المسرح)
وهذا الطريق الاحتفالي له بالتاكيد وجود داخل شبكة الطرق الفكرية والجمالية العالمية، وهو يتقاطع مع كل التيارات المسرحية الكونية ومع طرقها الفكرية والجمالية، بكل اجتهاداتها المختلفة، وهو يتحاور معها فكريا، وياخذ منها ويضيف إليها، مؤمنا بان الطريق الاحتفالي هو مجرد رافد من الروافد المسرحية في التاريخ،
ويقول الاحتفالي ايضا، وفي نفس كتاب ( الاحتفالية مواقف ومواقف مضادة) الكتاب الثاني ما يلي ( شيء موكد ان اي عطاء، ادبيا كان ام فنيا ام علميا، لا يمكن ان يوجد في الزمن المطلق، وذلك لكونه يرتبط دائما بزمن معين و محدد؛ زمن هو زمانه الذي لا يمكن ان يتعدى حدوده، من هنا كان ضروريا ان يرفع الاحتفاليون الشعار التالي" قل كلمتك و انصرف" ان الحركات الأدبية والفنية ترتبط عادة بشروط موضوعية تاريخية، فهي توجد بوجودها، وتختفي باختفائها، وإذا كانت الاحتفالية ماتزال قائمة لحد الآن، فما ذلك إلا لأنها ـ كانت وما تزال ـ تمثل المسرح المناسب للانسان المناسب في الزمان المناسب وفي المكان المناسب) هذا كلام قيل منذ اكثر من اثنين وثلاثين عاما
نحن في هذا الطريق ناتي ونمضي، ولكن افكارنا ستبقى بعدنا، و اعمار الأفكار دائما اطول من عمر المفكرين، وحتما هي افكار ناقصة، مما جعلها تحتاج دائما لمن يكملها، وتحتاج لمن يحينها، وتحتاج لمن يجددها، وتحتاج لمن يعصرنها، وتحتاج لمن يفعلها، وتحتاج لمن يشعبنها، وتحتاج لمن يخالفها، ولمن يكون داتا واسعة ورحبة، وان يكون في مستوى شعب او في مستوى امة
وخارج حدود الاتفاق مع هذا المشروع الاحتفالي او الاختلاف معه او حوله، فإن السؤال التالي يظل حاضرا على امتداد التاريخ، وهذا السؤال هو :
ما هي الإضافات الفكرية والجمالية والتقنية التي اضافها المسرح الاحتفالي؟
وفي نفس الكتاب دائما ( الاحتفالية مواقف ومواقف مضادة) يقول الكاتب الاحتفالي ما يلي:
(لعل اخطر ما في المسرح الاحتفالي هو انه اعطى عطاء لا يمكن إغفاله او القفز فوقه، لقد ولد افكارا، و اقترح اساليب، واستنبط تقنيات، وروج لمصطلحات، و هاجم ممارسات، و سفه نظريات، وابدع مسرحيات، وقدم فرضيات، و استنتج خلاصات، واعتمد منهجيات
ان هذه المعطيات الجديدة لم تأت من فراغ، فهي نتيجة مقدمات، و خلاصة نظريات و ممارسات، وبذلك فقد كان ضروريا الوقوف عندها لقراءة طروحاتها و الكشف عن مصادرها ومراجعها







0 التعليقات:
إرسال تعليق