أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأحد، 24 ديسمبر 2023

" خمس مسرحيات من التراث الموصلي " تأليف طلال حسن

مجلة الفنون المسرحية
الكاتب طلال حسن 


 " خمس مسرحيات  من التراث الموصلي "  تأليف طلال حسن


"  قرقوش "
     
  المشهد الأول
ـــــــــــــــــــــــــــ


                                    الحائك يعمل في
                                     فسحة أمام بيته

الحائك : العمل هذه الأيام كثير ، كثير جداً " 
  ينظر إلى السماء " اللهم لا حسد ، 
  فالنجاح لا يحسده غير أصحابه " يعمل 
  "إنه رزقي ، ورزق زوجتي وأولادي " 
  يهز رأسه " خمسة في عين العدو ، 
  والسادس في الطريق " يهز رأسه ثانية " 
  آه حمدية ، أنت كما تقول أمي .. أنثى 
  أرنب ، وأي أرنب .
                                              
                                       تدخل الجارية تماضر ،
                                 وتقترب من الحائك 

الجارية : " بصوت رقيق " دحام .
الحائك : " لا يتوقف عن العمل " أنا أبو سيف .
الجارية : دحام يعجبني أكثر .
الحائك : لكن زوجتي حمدية لا يعجبها أن تناديني 
  " يحاكي صوتها " دحام .
الجارية : حمدية ليست هنا .
الحائك : قد تكون هنا في أية لحظة .
الجارية : " تضحك " أنت أبو سيف .
الحائك : ليس مع حمدية .
الجارية : " تضحك " هاهاها .
الحائك : الساتر الله .
الجارية : لو تعرف من رأيت في الحلم الليلة .
الحائك : أحلامك كثيرة ، لا تنتهي ، وهي كلها 
  أحلام ، أحلام ، أحلام .
الجارية : قرقوش .
الحائك : " يتوقف " تماضر .
الجارية : قرقوش نفسه .
الحائك : أنصحكِ أن لا تريه حتى في الحلم .
الجارية : " تهدده مازحة " دحام .
الحائك : " يعود إلى العمل " اتقي الله ، يا 
  تماضر ، فلدي حمدية وخمسة أولاد .
الجارية : فقط !
الحائك : والسادس في الطريق .
الجارية : " تضحك " هاهاها .
                         
                               يدخل رجل بدين ، 
                          وينظر إلى الجارية مبهوراً
 
الرجل : الله .
الجارية : يأخذكَ .
الرجل : عيناكِ ..
الجارية : قتلتاك .
الرجل : لا أروع ..

                             الرجل تزلق قدمه،
                        ويسقط على نول الحائك

الرجل : " متألماً " آه عيني .
الجارية : " مبتعدة " عمى .
الرجل : " يصيح متألماً " عيني .. عيني .
الجارية : هذا جزاء عادل ، فالعين الغادرة يجب 
  أن تعاقب .
الرجل : " يحاول النهوض عبثاً " عيني .. عيني 
  .. عيني .
الجارية : " وهي تدخل بيتها " عسى أن تعمى ، 
  لعلك تتعظ .
الرجل : " يصيح متألماً " عيني .. عيني .
الحائك : انهض ، يا رجل ، انهض .
الرجل : " يضع يده على عينه المدماة " عيني .. 
  " ينهض ويده فوق عينه " فقئت .. عيني 
  .. فقئت .
الحائك : أرأيت ؟ إنها عين الجارية تماضر .
الرجل : بل نولك .
الحائك : نولي ! 
الرجل : " يهدد غاضباً " ستدفع الثمن .
الحائك : لا شأن لي بما حدث لعينك .
الرجل : " يتجه إلى الخارج ويده فوق عينه " 
  ستدفع الثمن .. ستدفع الثمن .. ستدفع 
  الثمن .
 
                            الرجل البدين يخرج مهدداً ،
                              الحائك يعود إلى عمله

                                        إظلام





      المشهد الثاني
     ـــــــــــــــــــــــــ  

                             
                             قرقوش يسير ذهاباً وإياباً ،
                              الوزير يتابعه بعينيه قلقاً   
  
قرقوش : النهار يكاد ينتصف ..
الوزير : صدقت ، يا مولاي .
قرقوش : ولم يأتِ أحد بعد .
الوزير : صدقت ، يا مولاي ، لم يأتِ أحد .
قرقوش : مرّت أيام عديدة ، ولم يأتِ أحد يتظلم .
الوزير : صدقت ، يا مولاي .
قرقوش : إنهم يخافون ..
الوزير : " يفغر فاه " ....
قرقوقش : يخافون عدالتي .
الوزير : صدقت ، يا مولاي ، هذا ما يخافونه .
قرقوش : فليخافوا ..
الوزير : نعم ، يا مولاي ، ليخافوا .
قرقوش : أنا أريدهم أن يخافوا ..
الوزير : أنت محق ، يا مولاي .
قرقوش : أنا أتفهم خوفهم ..
الوزير : " لا يعرف ماذا يقول " ....
قرقوش : فعدالتي قاطعة .. كالسيف .
الوزير : " يتحسس عنقه " صدقت ، يا مولاي .
قرقوش : لكن .. أهم حقاً يخافونني ، أم .. ؟
الوزير : صدقت ، صدقت ، يا مولاي .
قرقوش : صدقتُ ؟
الوزير : " يهز رأسه " ....
قرقوش : في ما صدقت ؟
الوزير : " يتلجلج محرجاً " مو .. مو .. مو ..

                              صوت الرجل البدين 
                            يولول باكياً من الخارج

قرقوش : " فرحاً " متظلم .
الوزير : " بارتياح " نعم مولاي ، متظلم .
قرقوش : اذهب ، واحضره في الحال .
الوزير : أمر مولاي " يخرج مسرعاً " .
قرقوش : جاء المتظلم أخيراً ، وسيعرف القاصي 
  والداني ، عدالتي .. أنا قرقوش .
                        يدخل الوزير منتصراً، وهو
                        يقود الرجل البدين المولول

قرقوش : كفى .
الرجل : " خائفاً " مولاي .
قرقوش : ارفع يدك عن عينك .
الرجل : " يرفع يده " مولاي .
قرقوش : والآن تكلم .
الرجل : مولاي ، عيني فقِئت ، أريد إحقاق 
  الحق، والانتقام لعيني .
قرقوش : أنا قرقوش ، ويعرف القاصي والداني 
  عدالتي .
الرجل : أنصفني ، يا مولاي .
قرقوش : العين بالعين .
الرجل : هذه هي العدالة .
قرقوش : سأفقأ عين من فقأ عينك .
الرجل : عاش العدل .
قرقوش : من فقأ عينك ؟
الرجل : الحائك دحام هو من فقأ عيني ، يا 
  مولاي .
قرقوش : أعرفه هذا اللعين " يصيح " هاتوا 
  الحائك دحام .
الوزير : سأرسل حارسين ليحضرا الحائك 
  اللعين دحام .
قرقوش : أسرع ، أريده في الحال .
الوزير : أمر مولاي " يخرج مسرعاً "
قرقوش : " للرجل " اطمئن ، سنثأر لعينك ، ونفقأ 
  عينه الحائك دحام ، ليعرف الجميع من 
  أكون أنا .. قرقوش .

                            قرقوش يقف وسط الغرفة ،
                             الرجل البدين يطرق رأسه
                                        إظلام






  المشهد الثالث
ـــــــــــــــــــــــــــــ


                                 الحائك يعمل ، وهو 
                                 يدمدم قلقاً منزعجاً

الحائك : لم يكن ينقصني اليوم سوى ذلك الأحمق 
  البدين ، كيف سقط فوق نولي ، و .. " 
  يهز رأسه " إنها تماضر وعيناها ، آه من 
  عينيها " صمت "  حمدية .. صحيح أن 
  عينيك صغيرتان كالخرز ، كما تقول أمي 
  ، لكنهما .. آه تماضر .
 
                                يفتح باب البيت ، 
                              وتطل منه الجارية 

الجارية : دحام .
الحائك : " يسرع في العمل " أعوذ بالله .
الجارية : لستُ شيطاناً ، يا دحام .
الحائك : دعيني أعمل ، يكفيني ما جرى لي مع 
  ذلك البدين الأحمق .
الجارية : لم يحدث لك شيء بعد .
الحائك : " يتوقف وينظر إليها " .... 
الجارية : لقد هددك .
الحائك : أنتِ تعرفين ، لا ذنب لي في ما حصل .
الجارية : أنا أعرف ..
الحائك : " ينظر إليها مترقباً خائفاً " 
الجارية : أرجو لمصلحتك أن لا يعرف .. 
  قرقوش .
الحائك : قرقوش !
الجارية : " تتظاهر بالخوف " هذا ما خمنته " 
  تدخل مسرعة وتغلق الباب " 
الحائك :تماضر ، أراك خائفة على غير عادتك  
  ما الأمر ؟

                             يدخل الحارسان حاملين
                        رمحيهما ، ويتجهان نحو الحائك

الأول : هذا هو الحائك .
الثاني : نعم ، إنه هو .
الأول : لا يبدو أنه مجرم .
الثاني : إنه مجرم مادام سيقف أمام .. قرقوش .
الأول : حمداً لله أنني حارس وليس حائك .
الثاني : تعال نؤدِ واجبنا وإلا صرنا في لحظة 
  أسوأ من هذا الحائك .
الأول : هيا يا صديقي ، هيا ، هيا .

                        الحارسان يتوقفان أمام الحائك
                            دحام المنهمك في العمل
الأول : أيها الحائك .
الحائك : لدي عمل ، وعليّ أن أنجزه ، قبل نهاية 
  هذا اليوم .
الثاني : دع عملك ، مهما كان مهماً ، وتعال 
  معنا .
الحائك : هذا مستحيل ، العمل أولاً .
الأول : بل أولاً وأخيراً ..
الثاني : قرقوش .
الحائك : " يتوقف دون أن يرفع رأسه " ....
الثاني : لقد سمعتني .
الحائك : " يتطلع إليه مصعوقاً " قرقوش !
الأول : نعم ، أيها الحائك ، قرقوش . 
الثاني : أحدهم ، تظلم عنده .
الحائك : قرقوش .
الأول : قال إنك فقأت عينه .
الحائك : يكذب .
الثاني : " يمد يده ويطبق على يده " تعال .
الحائك : اسألوا تماضر .
الأول : الجارية !
الحائك : اسألوها ، وستخبركم بحقيقة ما جرى .
الثاني : " يجره " تعال ، وقل هذا .. لفرقوش .
الحائك : " يسير متعثراً " قرقوش " يصيح " 
  حمدية .
الأول : حمدية ! من حمدية هذه ؟
الثاني : لقد جن الرجل .
الأول : لا تلمه ، إنه سيواجه .. قرقوش .
الحائك : حمدية ..
الأول : كفى .
الحائك : لا تدعي أحداً من الأولاد يعمل حائكاً ، 
  فالنول خطر .. خطر .. خطر .
                       
                            الحارسان يجران الحائك ، 
                            ويمضيان به إلى الخارج 
                                        إظلام




  المشهد الرابع
ـــــــــــــــــــــــــــــ


                           منظر المشهد الأول ، 
                      الملك ، الوزير ، الرجل البدين

قرقوش : " يسير ذهاباً وإياباً بادي الغضب " ....
الوزير : " يتابعه بعينيه قلقاً " .....
الرجل : " يقف مطرقاً رأسه " ....
قرقوش : " يصيح غاضباً " تأخر حارساك .
الوزير : " يفز " مولاي ، لعلهما ..
قرقوش : لعلهما !
الوزير : من يدري ، يا مولاي .. 
قرقوش : ألغوا لعل من اللغة ..
الرجل : " يرفع رأسه مذهولاً " ....
الوزير : : يحدق فيه فاغر الفم " ....
قرقوش : ألغوها حالاً .
الوزير : أمر مولاي .
الرجل : " يتمتم " مسكينة لعل .
قرقوش : ماذا قلت ؟
الرجل : " يهتف " الموت ل .. لعل .
الوزير : " ينصت " مولاي ..
قرقوش : لا تقل لي ..
الوزير : " متردداً " لعلهما .. 
قرقوش : " يصيح " ماذا ؟
الوزير : " ينظر إلى الخارج " جاء الحارسان ..
قرقوش : أنا أريد الحائك دحام .
الوزير : وبينهما الحائك .. دحام .
الرجل : " ينظر إلى الخارج " إنه هو .. دحام .
قرقوش : الويل لدحام . 

                           يدخل الحارسان ، وبينهما 
                               يسير الحائك منهاراً

قرقوش : تعال أيها اللعين .
الحارسان : " يدفعان الحائك " مولاي .
قرقوش : اذهبا أنتما .
الحارسان : " ينحنيان "أمر مولاي .
الوزير : " يهمس لهما " أخرجا .. أخرجا .
الحارسان " يخرجان " ....
قرقوش : " للحائك " تعال أيها اللعين .
الحائك : " يتقدم خائفاً " مولاي .
قرقوش : " يشير إلى الرجل " أنظر إلى هذا 
  الرجل .
الحائك : " ينظر إليه خائفاً " ,,,,
قرقوش : لا تقل لي إنك لا تعرفه .
الحائك : أعرفه ، يا مولاي .
قرقوش : لقد فقأت عينه ..
الحائك : " يهز رأسه خائفاً " ....
قرقوش : سأفقأ عينك .
الحائك : " يهم بالكلام " ....
قرقوش : لا فائدة ، هذه هي العدالة ، أيها الوزير .
الوزير : مولاي .
قرقوش : العين ..
الوزير : العين بالعين ، يا موري .
قرقوش : أرأيت ؟ هذه عدالتنا ، سأفقأ عينك .
الحائك : افقأها يا مولاي ، هذا حق ، لكن إذا 
  كنت فعلاً قد فقأت عينه .
قرقوش : لا تكذب عليّ ، أنا أكره الكذب " يصيح 
  " أيها السيّاف . 
السيّاف : " يدخل " مولاي .
قرقوش : أنا لا أكذب ، يا مولاي ، أنا لم أفقأ 
  عينه..
قرقوش : أيها السياف .
السيّاف : " يتقدم قليلاً " مولاي .
الحائك : بل نولي .
قرقوش : نولك !
الحائك : نعم ، يا مولاي ، فأنا كما تعرف حائك 
  .. مسكين .
قرقوش : " ينظر إلى الرجل البدين " ....
الرجل : كنت أسير ، فزلقت رجلي ، وسقطت 
  على نوله .
الحائك : أرأيت ، يا مولاي ؟ زلقت رجله ، فسقط 
  على نولي ، أنا إذن بريء .
قرقوش : لا ..
الحائك : " خائفاً " مولاي .
قرقوش : لست بريئاً ، فالنول الذي فقأ عينه هو 
  نولك أنت .
الحائك : مولاي ، النول نولي ، هذا صحيح ، 
  لكن اسأله لماذا زلقت رجله ؟
قرقوش : " ينظر إلى الرجل " ....
الرجل : لا تصغ ِ إليه ، يا مولاي .
قرقوش : لن أصغي إليه ، بل سأصغي إليك .
الرجل : " يتلجلج " مو .. مو .. مو  
قرقوش : لا تمومو ، تكلم .
الرجل : " متردداً " بصراحة ، يا مولاي ، 
  نظرت إلى الجارية..
الحائك : تماضر .
الوزير : " تتسع عيناه " تماضر !
قرقوش : " ينظر إليه " ....
الوزير : " يتراجع صامتاً " ....
الرجل : جذبتني عيناها السوداوان ..
الوزير : الجميلتان ..
الرجل : كعيني الغزال .
قرقوش : " يهمهم "هم م م م .
الرجل : نظرت إلى عينيا السوداوين ، فزلقت 
  رجلي ، وسقطتُ ..
قرقوش : آه ظهر الحق ، وزهق الباطل ..
الحائك : " يترقب خائفاً " ....
قرقوش : النول ليس هو السبب ..
الحائك : " يتنهد بارتياح " حمداً لله .
قرقوش : إنني عادل .. وحاسم .. كالسيف .
الوزير : " يتحسس عنقه " ....
قرقوش : " يصيح " هاتوا الجارية .
الوزير : تماضر !
الحائك : بيتها مقابل دكاني .
الوزير : أعرفه .
قرقوش : هيا فلتحضر في الحال .
الوزير : " يتجه إلى الخرج " سأرسل الحرس 
  إليها .
قرقوش : سأفقأ إحدى عينيها ، مهما كانتا 
  جميلتين و .. ، فأنا عادل .. وحاسم .. 
  كالسيف .

                             الوزير يخرج بسرعة ، 
                            قرقوش يسر ذهاباً وإياباً
                                     إظلام 



   المشهد الخامس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ


                                منظر المشهد الأول ، يدخل
                               الحارسان متنكبين رمحيهما

الأول : " يشير إلى الدكان " هذا دكان الحائك .
الثاني : " مشيراً إلى البيت " وذاك بيت الجارية 
  تماضر .
الأول : آه تماضر .
الثاني : لا تنسَ مهمتنا .
الأول : " يغمز له " لن أنساها .
الثاني : لك رأس واحد ، حافظ عليه " يتجه نحو 
  البيت "  هيا .
الأول : " يلحق به " هيا يا صاحبي ، هيا .
الثاني : " يطرق الباب " أيتها الجارية .
الأول : " يطرق الباب " افتحي الباب .
الثاني : " يطرق الباب ثانية " افتحي .. افتحي .
الجارية : " من الداخل " مهلاً  ، مهلاً .
الأول : لا مهلاً بعد اليوم ، افتحي الباب .
الثاني : افتحيه وإلا كسرناه .
الجارية : " من الداخل " لا داعي لكسر الباب " 
  تفتح الباب " ها إني أفتحه لكما " تبتسم " 
  الحارسان ، آه لولاكما ولولا رفاقكم من 
  حرس حاكمنا العادل قرقوش ، لما نمنا 
  قريري العيون في هذه المدينة السعيدة ، 
  الجميلة ، ال ..
الثاني : دعك من هذا الآن ، تعالي معنا .
الجارية : على عيني .
الأول : " يحدق فيها " آه .
الثاني : حذار وإلا زلقت رجلاك ، وسقطت أنت 
  أيضاً .
الأول : إنني لا ألوم الرجل .
الجارية : " تبتسم " أيهم ؟ فهم كثرُ .
الأول : " ينتبه " دعك من هذا ، نحن في مهمة 
  ، تعالي معنا .
الجارية : أنتم ومهمتكم على رأسي .
الأول : يسلم رأسك . 
الثاني : " يلكزه " كفى ، المهمة .. 
الأول : تعالي معنا ، يريدك .. " يتوقف " ..
الثاني : قرقوس .
الجارية : قرقوش !
الثاني : نعم ، قرقوش .
الجارية : " تغالب فرحتها " هذا ما حلمت به ..
الأول : ماذا !
الثاني : " يحدق فيها مذهولاً " ....
الجارية : " تخرج من البيت " هيا ، خذاني إلى .. 
  قرقوش .
الأول : لم تغلقي الباب .
الجارية : " لا تتوقف " أغلقه أنت ، واتبعني .
الثاني : " يتبع الجارية " هيا ، أسرع .
الأول : " يغلق الباب " هذه التماضر تحيرني ، 
  لا تبدو خائفة ، أهي تجهل من هو قرقوش 
  ، أم ماذا ؟
الثاني : هيا أسرع وإلا ستعود إلى بيتك اليوم 
  بدون رأس .
 
                              تخرج الجارية ، يتبعها الثاني ، 
                                 الأول يركض وراءهما
                                          إظلام 





  المشهد السادس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ


                          قرقوش يسير منزعجاً ، 
                           الوزير ، الرجل البدين

قرقوش : " يتوقف " أيها الوزير .
الوزير : " خائفاً " سيأتون بها حالاً ، يا مولاي .
قرقوش : ليعرفوا أنني .. قرقوش .
الوزير : لن يتأخروا، يا مولاي .
قرقوش : كلا " يصيح " أيها الجلاد .
الجلاد : " يتقدم " مولاي .
قرقوش : اسمع أيها الجلاد .
الجلاد : مرني ، يا مولاي .
الوزير : " يسرع إلى الباب " جاؤوا ، يا مولاي، 
  جاؤوا .
قرقوش : أنت محظوظ ، فليسرعوا .
الوزير : " يشير لمن في الخارج " تعالوا بسرعة 
  ، تعالوا ، تعالوا .
          
                          يدخل الحارسان مسرعين ،
                            تتقدمهما الجارية تماضر

الوزير : " يشير للحارسين " أخرجا أنتما .
الحارسان : " يتوقفان " ....
الوزير : " هامساً لهما " هيا ، هيا ، أخرجا .
الحارسان : " يخرجان " ....
الجارية : " تنحني " عمتَ صباحاً ، يا مولاي .
الوزير : " يحدق فيها " تماضر .
قرقوش : أنتِ ..
الجارية : تماضر ، يا مولاي ، الجارية تماضر .
الوزير : " يقترب منها مجذوباً " تماضر .
قرقوش : " يحدق فيه " ....
الوزير : " يتراجع " ....
قرقوش : أيتها ال .. تماضر .
الجارية : جاريتك ، يا مولاي .
قرقوش : " يشير بيده " أنظري إلى هذا الرجل .
الجارية : أنظر إليه ! لا ، لا يا مولاي ، لن أنظر 
  إلى أي رجل ، مهما كان ، وأنت أمامي .
قرقوش : " يتنحنح " أنظري إليه .
الجارية : أمر مولاي " تنظر إلى الرجل " ها إني 
  أنظر إليه بأمر منكَ ، يا مولاي .
الرجل : " يحدق فيها مذهولاً " ....
قرقوش : يقول إنك فقأت ِ عينه .
الجارية : " تشير إلى نفسها من أعلى رأسها حتى 
  قدميها  " أنا !
الوزير : عينك .
الجارية : " تبتسم له " فقط ؟
الوزير : فقط .
قرقوش : " يحدق فيه غاضباً " ....
الوزير : عفو مولاي .
قرقوش : يقول إنه نظر إلى عينيك ..
الوزير : " يهمس " السوداوين .
الجارية : آه .
قرقوش :  فزلقت قدمه ، وسقط على نول الحائك ، 
  ففقئت عينه .
الجارية : أنت محق ، يا مولاي ، لكن الذنب ليس 
  ذنبي ، بل ذنب أمي .
قرقوش : أمك !
الجارية : كانت لها عينان سوداوان .. جميلتان .. 
  كعيني الغزال .
الوزير : " بصوت خافت " الله .
الجارية : فأعطتهما لي .
قرقوش : أمكِ  !
الجارية : نعم ، عيناي من أمي .
قرقوش : آه عرفتُ  المذنب الحقيقي ، إنني 
  صارم العدالة كالسيف " يصيح " أيها 
  الوزير .
الوزير : " يتقدم " مولاي .
قرقوش : أحضروا أم هذه ال .. تماضر .
الوزير : أمر مولاي " يصيح " حرس .
الحارسان : " يدخلان " سيدي .
الوزير : أحضرا في الحال أم .. تماضر .
الأول : " ينظر إلى الثاني " أم .. ؟
الثاني : تماضر ؟
الأول : أين هي ؟
الثاني : أم .. تماضر .
الوزير : " يلتفت إلى الجارية " عزيزتي ، 
  تماضر ، أين .. ؟
الجارية : أمي في الآخرة ؟
الوزير : " للحارسين " هيا بسرعة ، اذهبا 
  وأحضرا " يتوقف " في الآخرة !
الجارية : " تهز رأسها " ....
الوزير : " ينظر محرجاً إلى قرقوش " ....
قرقوش : " يصيح " هيا ، أحضروها ، لن يفلت 
  مذنب من عدالتي ، فأنا صرم ، وحاسم ، 
  كالسيف .
الوزير : " يتحسس عنقه " ....
الجارية : مولاي .
قرقوش : العدالة .
الجارية : مولاي ، أنتم العدالة ، والعدالة أنتم ، 
  أنتم .. قرقوش .
قرقوش : " يغالب انتشاءه " .....
الجارية : أنتم أوحيتم لي بحل .
قرقوش : حل عادل .
الجارية : عادل جداً .
قرقوش : تكلمي .
الجارية : هذا الرجل " تشير إلى البدين " لا 
  يحتاج إلى أكثر من عين واحدة .
الرجل : " محتجاً " مولاي ..
قرقوش : دعنا نصغي إلى ال تماضر .
الرجل : " يلوذ بالصمت مكرهاً " ....
الجارية : لكن يجب تحقيق عدالتك . 
قرقوش : طبعاً ، طبعاً .
الجارية : أمي لا يمكن إحضارها .
الوزير : هذا صحيح .
الجارية : عاقب إذن عينيّ " تنظر إلى الوزير " 
  الجميلتين .. السوداوين ، فهما منها هي 
  بالذات .
الوزير : " يصيح " لا .. لا .
قرقوش : " يحدق فيه " ....
الوزير : " يتراجع " ....
الجارية : عاقبهما ، يا مولاي .
الوزير : " يهم بالاعتراض " ....
قرقوش : " يتطلع إلى الجارية " ....
الجارية : كافئهما إذن ، يا مولاي .
قرقوش : " متردداً " أنا قرقوش .
الجارية : لقد رأتاكَ ، رأتا العدالة ، رأتا .. 
  قرقوش .
قرقوش : " يغالب زهوه " ....
الوزير : مولاي ، العدالة ..
الجارية : كافئهما بأن تكونا جاريتين لك .. مدى 
  العمر .
قرقوش : أنا قرقوش " يصيح " أيها الجلاد .
الجلاد : " يدخل مسرعاً " مولاي .
الوزير : " يتمتم قلقاً " مو  مو  مو .
قرقوش : أخرجهم جميعاً ..
الجارية : " تنظر إليه " ....
قرقوش : يحدق فيها " عدا ال .. تماضر .
الرجل : وعيني ؟
الوزير : " يدفعه نحو الخارج " تحيا العدالة .. 
  تحيا العدالة .
 
الجلاد : " يسوق الجميع نحو الخارج " هيا ، 
  هيا بسرعة ، هيا ، هيا " الجميع يخرجون 
  " .
قرقوش : سأعاقبكِ ..
الجارية : عقابك مكافأة ، يا مولاي .
قرقوش : ستريني مدى العمر .
الجارية : هذا ما كنت أحلم به ، يا مولاي .
قرقوش : تماضر .
الجارية :  " بصوت رقيق " مولاي .

                            قرقوش والجارية يقفان 
                           متقابلين ، إظلام تدريجي
                                     ستار 

                                          2 / 11 / 2011
  










                     صندوق الدنيا



                         ظلام ، صوت موسيقى صندوق
                   الدنيا ، وصوت الراوي يتناهيا من بعيد 

الراوي : تعالوا يا أطفال ، تعالوا يا أطفال ، جاء 
  صندوق الدنيا ، تعالوا وشاهدوا الدنيا ، 
  هذه ست الحسن والجمال ، وهذه شهرزاد 
  تروي لمولاها الأمير شهريار حكاية 
                  الحمال والسبع بنات ، وهذا فارس بني 
  عبس عنترة بن شداد وابنة عمه عبلة ، 
  وهذا ، من هذا يا ترى ؟ أنظروا إليه ، 
  وسيفه البتار يلمع في يمناه ، إنه فارس 
  الفرسان ، أبو زيد الهلالي تعالوا يا أطفال ، تعالوا ، تعالوا ..
  
                            يخفت الضوء حتى يتلاشى ، 
                       إضاءة ، جاسم على كرسيه المدولب

جاسم : " يفز " صندوق الدنيا " ينصت " 
  الموسيقى تلاشت " ينصت ثانية " لا أثر 
  للموسيقى ، أهذا حلم ؟ يا للعجب " يتطلع 
  إلى الخارج " ماما .
الأم : " لا ترد " ....
جاسم : " بصوت أعلى " ماما .. ماما .
الأم : " من الخارج " جاسم ، لا تخف يا بنيّ 
  ، إنني قادمة .

                                تدخل الأم قلقة ،
                              وتسرع إلى جاسم

جاسم : إنني أناديك وأناديك ، ردّي عليّ .
الأم : جئتك أكثر من مرة ، ورأيتك نائماً ، 
  فذهبت لأحلب البقرة .
ماجد : البقرة ، آه .
الأم : لقد غليتُ الحليب ، وسآتيك بكوب منه ، 
  لتشربه بالعافية ، وتصير بطلاً ..
ماجد : لا أريد أن أصير بطلاً ..
الأم : مثل عنترة .
ماجد : أريد أن أمشي .
الأم : اشرب الحليب ، وستمشي كما كنت 
  تمشي من قبل ، بل وأفضل .
ماجد : " ينظر إلى أمه "  ....
الأم : بنيّ .
ماجد : رأيتُ أبي في المنام ..
الأم : أبوك لا ينساك .
ماجد : جاءني إلى هنا ، يحمل على ظهره 
  صندوق الدنيا .
الأم : صندوق الدنيا ..
ماجد : ليس القديم ذاك ، بل صندوق جديد .
الأم : هذا ما وعدك به ، قبل أن يذهب إلى 
  الجبهة آخر مرة .
ماجد : أنزل صندوق الدنيا عن ظهره ، 
  ووضعه أمامي ، وأنا على الكرسي هذا ، 
  وأداره ، وقال ، اسمع هذه الموسيقى .
الأم : " تبتسم دامعة العينين " ....
ماجد : وحين انتهت الموسيقى ، أشار لي بيده ، 
  وقال ، انهض ، يا ماجد ، انهض ..
الأم : " تضع يدها على فمها " ....
ماجد : حاولتُ النهوض ، لكني لم أستطع ، 
  فقال لي ، انهض ، انهض ، وتعال انظر 
  من العين السحرية ، وشاهد الدنيا نهضت 
  ، لكني للأسف أفقت ، قبل أن أرى أي 
  شيء .
الأم : لا عليك ، سيعود أبوك ، سيعود ، 
  ويأتيك بصندوق الدنيا ، الذي وعدك به ، 
  وستنظر من العين السحرية ، وترى 
  الدنيا كلها .

                              الباب يُطرق ، ماجد
                               يرفع رأسه إلى أمه

ماجد : الباب يُطرق ، لعله أبي .
الأم : أبوك سيأتي يوماً ، فلننتظر يا ماجد ، 
  فلننتظر " الباب يُطرق ثانية " .
ماجد : افتحي الباب ، يا ماما ، لقد رأيت أبي 
  في المنام ، افتحيه ، لعل وعسى .
أم علي : " من الخارج " أم ماجد .
الأم : " تنظر إلى ماجد " ....
ماجد : " بخيبة أمل " إنها أم علي .
الأم : جاءت تزورك " تتجه نحو الخارج " 
  سأفتح لها الباب . 
ماجد : لا فائدة من مجيئها ، سأبقى على هذا 
  الكرسي دوماً . 
الأم : إنها ترى العكس ، " وهي تخرج "  
         هذا عملها ، يا بنيّ .
ماجد : أم علي ، ما أطيبها ، لكن لا فائدة ، هذا 
  الكرسي قدري .
الأم : " عند الباب " تفضلي أم علي .
أم علي : " من الخارج " أشكرك .

                           تدخل أم علي مبتسمة ، 
                             وتقترب من ماجد

أم علي : صباح الخير ، يا ماجد .
ماجد : صباح النور .
أم علي : " تقترب منه " ابني علي يسلم عليك 
  كثيراً ..
ماجد : شكراً .
أم علي : ويقول إنه سيزورك مساء اليوم ، حالما 
  يعود مع أبيه من الحقل .
ماجد : أهلاً به .
أم علي : " تتحسس ساقيه " أنت تتحسن "تدلك 
  ساقيه وفخذيه " وستتحسن أكثر مع 
  الأيام ، وسأراك قريباً تذهب مع علي إلى 
  الحقل ، وتعملان معاً طول النهار .
الأم : هذا حلم ، يا أم علي .
أم علي : مثل هذا الحلم يمكن أن يتحقق بشيء من 
  الصبر ، والجهد .
الأم : نحن نصبر ، والباقي على الله .
أم علي : في المستشفى ، عندما كنت أعمل 
  ممرضة ، قبل أن أتقاعد ، رأيت حالات 
  أشد ، لأطفال وصبيان عديدين ، وسرعان 
  ما نهضوا عن أسرتهم وكراسيهم ، 
  وراحوا يركضون كالغزلان " تقبله " 
  ستشفى بعون الله ، ستشفى ، وستركض 
  أنت الآخر كالغزال .
الأم : " تبدو حزينة " إن شاء الله .
أم علي : " تنظر إلى أم علي " عليّ أن أذهب 
  الآن " تتجه إلى الخارج " وأعد الطعام 
  لعلي وأبيه .
الأم : " تسير صامتة إلى جانبها " ....
أم علي : " تقف عند الباب " أم ماجد ، أراك 
  حزينة ، ما بالك ؟
الآم : لا شيء .
أم علي : لا ، هناك شيء  ، صارحيني .
الأم : الجدة سليمة تقول ..
أم علي : يا أم ماجد ، الجدة سليمة امرأة عجوز 
  خرفة .
الأم : لكنها شفت العديد من أهل القرية ، 
  والقرى المجاورة .
أم علي : لم تشفِ أحداً ، إن أمراضهم بسيطة ، 
  وقد شفوا من تلقاء أنفسهم .
الأم : إنها تقول أن جنياً تلبسه ، و ..
أم علي : جنيّ مرة أخرى ؟ إياك أن تقرب ابنك 
  ماجد ، أتذكرين ابنة عيشة ؟ لقد ضربتها 
  بالسياط ، وكوتها بالنار ، لتطرد الجنيّ 
  منها ، فماذا حدث للمسكينة ؟
الأم : هذا قضاء و ..
أم علي : بل جهل ، لقد قتلتْ الصبية ، ولو 
  عُولجت في المستشفى ، لكانت الآن حية 
  ترزق " تحذرها " أم ماجد ..
الأم : اطمئني ، لن أسلم ماجد لها ، أنتِ 
  تعالجينه ، والله موجود .
أم علي : سأعالج ماجد حتى يشفى " وهي تخرج 
  " سأعوده غداً في مثل هذا الوقت .
الأم : أشكرك " وهي تخرج معها " أشكرك 
  جداً ، يا أم علي .
ماجد : لن تشفيني لا الجدة سليمة ، ولا أم علي 
  ، لن يشفيني غير أبي " يصمت " لكن 
  أين أبي ؟ 
 
                                 تدخل الأم ، وفي
                              يدها كوب من الحليب

الأم : جئتك بكوب حليب .
ماجد : لا أشتهي أي شيء .
الأم : تقول أم علي ، الحليب يعجل في شفائك 
  ، وجعلك تمشي كالبطل .
ماجد : و الجدة سليمة ، ماذا تقول ؟
الأم : الجدة سليمة نيتها طيبة ، ونحن نشكرها 
  ، ونشكر نيتها هذه . 
ماجد : لن تشفيني الجدة سليمة ، ولا أم علي 
  ، ولا أمثالهما .
الأم : ستشفى ، فأنت لم تولد هكذا ، وإنما 
  أصبت بعد أن تسلل اللص إلى بيتنا ليلاً ، 
  وسرق صندوق الدنيا .
ماجد : وأبي ، ذهب ولم يعد . .
الأم : سيعود أبوك ، سيعود ، أنت رأيته في 
  الحلم مرات عديدة .
ماجد : وسأبقى أراه ، ولكن في المنام ، 
  وسيبقى مفقوداً ، و أنا سأبقى على هذا 
  الكرسي .
الأم : " تعانقه " لا يا بنيّ ، لا تتحدث هكذا ، 
  سيعود أبوك ، كما عاد الكثيرون بعد 
  سنين وسنين ، لنصبر ، فالصبر مفتاح 
  الفرج .

                                 من بعيد تتناهى 
                             موسيقى صندوق الدنيا 

ماجد : " ينصت " ماما .
الأم : " تنظر إليه " ....
ماجد : أنصتي ، يا ماما .
الأم : " تنصت صامتة " ....
ماجد : موسيقى صندوق الدنيا .
الأم : " تنصت " لا أسمع موسيقى .
ماجد : هذه الموسيقى أسمعها دائماً في الحلم .
الأم : " تنظر إليه متعجبة " ....
ماجد : أنصتي جيداً ، أنصتي .
الأم : " تنصت صامتة " ....
ماجد : إنها الموسيقى نفسها التي أسمعها في 
  الحلم دائماً .
الأم : أخشى أن لا تكون موسيقى ، وإنما 
  صوت الريح .
ماجد : كلا ، ليس صوت الريح ، وإنما موسيقى 
  صندوق الدنيا .
الأم : لكنك يا عزيزي ، لم تسمع من قبل 
  موسيقى صندوق الدنيا .
ماجد : بل سمعته مراراً ، في الحلم .
الأم : " تعانقه مغالبة دموعها " ....
ماجد : أنتِ لا تصدقينني " يتملص منها " 
  أنصتي جيداً ، أنصتي .
الأم : " تنصت متشككة " ....
ماجد : آه ما أروع هذه الموسيقى ..
الأم : " تنظر إليه حزينة " ....
ماجد : الموسيقى تخفت .. تتلاشى .. تتلاشى .. 
الأم : " تنظر إليه مشفقة " ....
ماجد : ها هي تنتهي .. موسيقى صندوق الدنيا 
  .. تنتهي كما في الحلم .
الأم : " تقدم له كوب الحليب " .... 
ماجد : " يهز رأسه رافضاً " .....


                            الباب يُطرق ، ماجد
                           ينظر مستغرباً إلى أمه 

ماجد : الباب لم يُطرق هكذا من قبل .
الأم : لعله سائل بحاجة إلى طعام ، أو رجل 
  غريب مرّ بقريتنا .
ماجد : قلما يمرّ بقريتنا البعيدة والمنعزلة هذه 
  إنسان غريب " الباب يُطرق ثانية " 
  ماما ، الباب .
الأم : لا عليك " تضع كوب الحليب قرب 
  ماجد " سأفتح الباب  .
ماجد : ترى من يكون ؟
الأم : سأرى ذلك " تتجه إلى الخارج " وإذا 
  كان سائلاً سأعطيه بعض الطعام ، 
  وأصرفه .
ماجد : كلا ، لا تصرفيه ، دعيه يدخل ويرتاح ، 
  فقد يكون متعباً .
الأم : " وهي تخرج " فلأرَ أولاً من يكون 
  هذا الطارق .
ماجد : ماما تفتح الباب الخارجي " ينصت " 
  أسمع صوت رجل غريب " يفكر " يبدو 
  أنني سمعته من قبل ، ترى أين ؟ ماذا ؟ 
  في الحلم !هذا محال ، لكني سمعته ، نعم 
  ، سمعته أكثر من مرة .
الأم : " تدخل " بنيّ .
ماجد : نعم ، ماما ، ما الأمر ؟
الأم : لا أدري ماذا أقول ..
الرجل : " من الخارج " أنا أدري ، دعيني 
  أدخل ، وأرى ماجد .
الأم : ماجد ..
ماجد : من الرجل ، يا ماما ؟
الأم : رجل غريب ، يحمل على ظهره 
  صندوق الدنيا ، ويريد أن يراك ، 
  ويتحدث إليك بنفسه .
ماجد : ليدخل ، يا ماما ، ليدخل ، أريد أن أراه 
  ، فأنا أتذكر صوته جيداً .
الأم : " تنظر إليه مذهولة " ....
ماجد : هيا يا ماما ، ليدخل .
الأم : كما تشاء " تشير للرجل " تفضل . 

                             يدخل الرجل ، وعلى
                             ظهره صندوق الدنيا

الرجل : " ينظر إلى ماجد " ماجد .
ماجد : نعم ، أنا ماجد .
الرجل : طبعاً ، أنت ماجد ، أنا أعرفك ..
ماجد : تعرفني !
الرجل : كما تعرفني أنت .
ماجد : " ينظر إليه مذهولاً " ....
الأم : لكننا لم نرك هنا ، ولم تأتنا من قبل .
الرجل : بل أتيت .
الأم : " مذهولة " ماذا !
الرجل : ماجد يعرف أنني أتيت . .
ماجد : " ينظر إليه مفكراً " ....
الرجل : " لماجد " ليس مرة واحدة ، بل مرّات ، 
  وأمك مستغرقة في النوم .
الأم : " تنظر إلى ماجد " ....
ماجد : تعني أنك زرتني في ..
الرجل : " يبتسم " ....
ماجد : ومعك صندوق الدنيا ؟
الرجل : " يهز رأسه " ....
الأم : " تنظر إلى الرجل " ....
الرجل : " ينزل الصندوق عن ظهره " هذا هو 
  صندوق الدنيا .
ماجد : صندوق الدنيا هذا ، لا يشبه صندوق 
  جدي .
الرجل : طبعاً ، فهو صندوق جديد ..
الأم : من صنع هذا الصندوق ؟
الرجل : " لماجد " والمهم أن يعجبك .
ماجد : " للأم " إنه كما وصفتِه لي مراراً ، يا 
  ماما .
الأم : بل كما وصفه لي أبوك .
الرجل : وكما وصفه لي أيضاً .
الأم : " تنظر إليه مذهولة " ....
الرجل : وصفه لي مراراً ، حتى حفظته عن 
  ظهر قلب .
الأم : لابد أنك ، والحالة هذه ، قد رأيته مرات 
  كثيرة .
الرجل : " يهز رأسه " ....
ماجد : أهو موجود ؟ أبي .
الرجل : " لماجد " طالما حدثني عنك ..
ماجد : لقد غادرنا ، وأنا صغير .
الرجل : وقال لي إنك تحب صندوق الدنيا .
ماجد : رأيت صندوق الدنيا العائد لجدي 
  ، وكان جميلاً جداً ، رغم أنه صندوق 
  قديم .  
المرأة : لقد سرقه أحد اللصوص ، عندما كان 
  أبو ماجد في الجبهة .
ماجد : وصدمت عندما سرق صندوق الدنيا ، 
  حتى فقدتُ قدرتي على المشي .
الرجل : نعم ، ولهذا قال لي ، إنه سيصنع لك 
  صندوق الدنيا ، جديداً وجميلاً .
الأم : متى قال لك ذلك ؟
الرجل : " يبقى صامتاً " ....
ماجد : متى وأين ؟
الرجل : في الخندق الأمامي ، الذي بقينا فيه معاً 
                  فترة طويلة " يصمت " وقال لي ، إن 
  أمنيته أن تنتهي الحرب ، ويعود ليصنع 
  لماجد صندوق الدنيا " لماجد " وخاصة 
  بعد أن علم بما أصابك ، على أثر هجمة 
  اللص ، وسرقة صندوق الدنيا العائد 
  إلى الجد .
الأم : عرف بإصابته إذن .
الرجل : وعرف بسرقة صندوق الدنيا " يصمت 
  " بعد أيام ، قمنا بهجوم واسع ، ووقعت 
  في الأسر ، وعلمت في ما بعد ، أن أبا 
  ماجد .. مفقود .
المرأة : مفقود ؟
الرجل : هذا ما سمعته .
المرأة : أرجوك ، صارحني .
الرجل : إنني أقول لك ما أعرفه ، وما سمعته في 
  الأسر ، وكذلك من بعض رفاقنا هنا ، 
  حين عدت من الأسر ، أبو ماجد مفقود ، 
  هذا كل ما سمعته ، وقد يأتي في أية 
  لحظة .
الأم : "تطرق مغالبة دموعها " ....
ماجد : " ينظر إلى صندوق الدنيا " ....
الرجل : ماجد .
ماجد : إنه جميل .
الرجل : هذا يفرحني ، ولابد أنه كان سيُفرح 
  أباك .
ماجد : لكنه على ما يبدو أصغر من صندوق 
  الدنيا ، الذي صنعه جدي .
الرجل : نعم ، أصغر قليلاً ، هكذا أراده أبوك .
الأم : ربما كان هذا أفضل .
ماجد : نعم ، أفضل .
الرجل : صندوق الدنيا هذا خاص بك ، إنه لك 
  وحدك ، بعكس صندوق الدنيا العائد لجدك 
  ، فهو كان للمتفرجين ، فقد كان يتجول به 
  في القرى ، ويتفرج عليه الجميع ، 
  ويتمتعون بصوره وحكايات.
ماجد : هذا ما تقوله ماما أيضاً ، وتقول إن فيه 
  صوراً وشخصيات وحكايات عديدة 
  ومنوعة .
الرجل : بعكس صندوق الدنيا هذا ، فليس فيه 
  سوى شخصية أساسية واحدة ، هو بطل 
  القصة المعروضة فيه .
ماجد : " ينظر إليه متشوقاً " ....
الرجل : قال لي أبوك ، أنه كان يحدثك دائماً عن 
  عنترة .
ماجد : نعم ، هذا صحيح .
الأم : كان يحب عنترة " لماجد " وكان يريد 
  أن تحبه أنت أيضاً .
ماجد : عنترة بن شداد .
الرجل : " ضاحكاً " فارس فوارس بني عبس ، 
  وشاعرهم " يربت على صندوق الدنيا " 
  إنه هنا ، هو وأمه وأبوه وابنة عمه و ..
ماجد : إنني لم أره من قبل " متلهفاً " أريد أن 
  أره .. الآن .
الرجل : لك ما تشاء ، الآن سأريك إياه .
الأم : " لماجد " لعل الرجل جائع ومتعب ، 
  لنقدم له شيئاً من الطعام ، وليرتح قليلاً ، 
  ثم ..
الرجل : لا ، أشكرك ، إنني عطشان فقط ، 
  أعطني قليلاً من الماء .
الأم : لدي حليب طازج ، اشرب منه ، فقد 
  يشرب ماجد شيئاً منه معك .
الرجل : سأشرب " ينظر إلى ماجد " إذا شرب 
  ماجد منه أيضاً .
ماجد : لنشرب معاً ، إنه حليب لذيذ جداً .
الرجل : " للأم " هيا إذن ، هاتي الحليب ،ريثما 
  أهيىء صندوق الدنيا .

                               الأم تخرج ، الرجل
                              يهيىء صندوق الدنيا  

الرجل : بعد أن تأتينا أمك بالحليب ، ونتمتع 
  بشربه معاً ، أقرّبُ منك صندوق الدنيا ، 
  وتنظر من العين السحرية ، فترى عنترة 
  بن شداد ، فارس فوارس بني عبس .. " 
  ينصت " أمك قادمة ، ومعها الحليب .
الأم : " تدخل حاملة كوباً من الحليب " هذا 
  هو الحليب " تقدم الكوب للرجل " تفضل 
  ، تذوقه ، وسيعجبك .
الرجل : أشكركِ " يأخذ الكوب " إنه كثير ، 
  سأتقاسمه مع ماجد .
المرأة : ماجد لديه كوبه " تنظر إلى ماجد " 
  وسيشربه كله معك .
ماجد : هذا هو كوبي " يمسك كوب الحليب 
  الذي وضعته أمه إلى جانبه " لقد 
  جاءتني به أمي ، قبل أن تأتي بقليل .
الرجل : لنشرب الحليب إذن " يشرب جرعة " 
  الله ، ما ألذ ّ هذا الحليب .
ماجد : " يشرب الحليب " إنه حليب بقرتنا ، 
  التي اشتراها لنا أبي قبل أن يذهب إلى 
  الجبهة .
الرجل : هذا هو الحليب " يشرب جرعة أخرى 
  " وليس حليب العلب ، الذي كنا نشربه 
  في الجبهة .
ماجد : " يشرب الحليب بشهية " ....
الأم : " تنظر إلى ماجد فرحة " ....
الرجل : " لماجد " هذا الحليب لذيذ ومفيد ، 
  وأريدك أن تشرب منه دائماً ، لتصير مثل 
  عنترة .
ماجد : " يشرب ما في كوبه من حليب " ها 
  أنا قد انتهيت من شرب حليبي ، هيا ، 
  أريد أن أشاهد عنترة .
الرجل : مهلاً ، يا ماجد ، أريد أن أتمتع بشرب 
  هذا الحليب اللذيذ .
ماجد : حسن ، إنني متلهف لمشاهدة عنترة ، 
  ولكن لا بأس ، فلأنتظر .
الرجل : " يضحك " لن أدعك تنتظر طويلاً " 
  يشرب ما في كوبه من حليب " آه ، يا له 
  من حليب " يضع الكوب جانباً " ها أنا 
  أيضاً قد انتهيت .
الأم : " فرحة " كوباً آخر .
الرجل : لا ، ماجد مستعجل ، وكذلك أنا " 
  يقترب من صندوق الدنيا " هيا يا ماجد ، 
  أنظر من العين السحرية .
ماجد : " ينظر بلهفة من العين السحرية " 
  آآ....
الرجل : أنظر جيداً ، يا ماجد .
ماجد : إنني أنظر " مذهولاً " الله .
الرجل : والآن ، حدثني عما ترى .
ماجد : أرى طفلاً صغيراً .
الرجل : أسود البشرة .
ماجد : نعم ، أسود البشرة ، تقف إلى جانبه 
  امرأة ، سوداء البشرة أيضاً .
الرجل : هذه أمه ، واسمها زبيبة .
ماجد             : زبيبة ! يا له من اسم .
الأم : " تضحك " ....
الرجل : إنها عبدة ، لكن أباه ليس عبداً ، وإنما 
  هو رئيس القبيلة .
ماجد            : " ينظر إلى الرجل " أبوه رئيس القبيلة؟
                   وأمه عبدة ! أهو عبد مثل أمه  ؟ 
الرجل : نعم ، أبوه رئيس القبيلة ، وعنترة ولده من عبدته زبيبة ، ومن يولد من عبدة ، يكون عبداً ، فعنترة عبد ، تلك كانت عاداتهم " لماجد " هيا ، أنظر من العين السحرية .
ماجد            : " ينظر من العين السحرية " ....
الرجل : أنظر ، أدرت الصور ، لقد كبر عنترة ، وصار فتى ، ماذا ترى الآن ؟
ماجد : الفتى عنترة يرعى الجمال .
الرجل : لكن عنترة ، مع ذلك ، فتى شجاع وطموح ، لم يغلبه شاب في عمره ، أو أكبر منه ، وراح يتدرب على القتال بالسيف والرمح والنبال ، وكذلك على ركوب الخيل ، حتى صار فارساً معروفاً في قومه ، ولكنه ظل مع ذلك عبداً يرعى الإبل " يدوّر الصور " والآن ماذا ترى ؟
ماجد : أرى فتاة ، فتاة جميلة .
الرجل : أنظر جيداً ، إنها ليست سوداء كعنترة، أليست كذلك ؟
ماجد : نعم ، ليست سوداء ، بل بيضاء البشرة، وجميلة جداً .
الرجل : لكن ما رأيك لو قلتُ لك ، إنها ابنة عمه؟
ماجد : ابنة عم عنترة !
الرجل : واسمها عبلة ، وهي معجبة به أيضاً أشدّ الإعجاب ، ولماذا لا ؟ فعنترة شاب شجاع ، وفارس مغوار ، وهو فوق ذلك ، شاعر ، وأي شاعر .
ماجد : عنترة بن شداد !
الرجل : وهو يحلم بابنة عمه عبلة ، لكن كيف السبيل إليها ، وهو عبد أسود يرعى الإبل؟  
الأم : " تتابع الحكاية باهتمام " ....
ماجد : مسكين عنترة .
الرجل : وذات يوم ، قامت إحدى القبائل ، بالهجوم على قبيلة عبس ، وأوشكت أن تلحق بها هزيمة نكراء ، وأسرع رئيس القبيلة شداد إلى عنترة ، وقال له ، كرْ يا عنترة ، أي اهجم ودافع عن القبيلة ، فرد عنترة ، إنني عبد أرعى الإبل ، والعبد لا يكر ، فقال له شداد ، كرْ وأنت حر .
ماجد : وماذا فعل عنترة ؟
الرجل : كرّ طبعاً ، راكباً حصانه ، والسيف في يده ، فتشتت الأعداء ، ولاذوا بالفرار ، وهكذا صار عنترة فارساً حراً ، تفخر به عائلته ، وعشيرته .
ماجد : آه ، يا لها من قصة . 
الرجل : " يتطلع إلى ماجد " ماجد .
ماجد : نعم .
الرجل : أرأيت كيف تحول عنترة من عبد يرعى الإبل إلى رجل حر ، وفارس مغوار ، وتزوج أيضاً من ابنة عمه .. عبلة.
ماجد : آم ما أروعه . 
الرجل : نعم ، والفضل يعود إلى شجاعته ، 
  وكفاحه المستمر ، ومجاهدته للصعاب ، 
  ومجابهة الحياة .
الأم : " تتابع حديث الرجل باهتمام " ....
الرجل : ماجد .
ماجد : " يتطلع إليه " ....
الرجل : أنت عنترة .
ماجد : ماذا !
الرجل : نعم ، أنت عنترة .
الأم : " تبدو فرحة " ....
ماجد : لكني لست أسود .
الرجل : لون البشرة ليس هو المهم . 
ماجد : ولستُ عبداً .
الرجل : لا يا ماجد .
ماجد : " يحملق فيه " .... 
الرجل : بل أنت عبد للأسف .
ماجد : ماذا !
الأم : " تبدو متأثرة " ....
الرجل : أنت عبد لهذا الكرسي المدولب .
ماجد : ماما .
الأم : " تنظر إلى الرجل " ....
الرجل : دعك من .. ماما ، هذا الأمر يعود لك وحدك ، فواجهه بنفسك . 
  : " يواجه الرجل " لكن ساقيّ ..
الرجل : عنترة لم يقل إنني عبد أسود ، بل ثار على عبوديته ، وانتصر عليها ، وصار فارساً حراً .
 ماجد : " يهز رأسه " ....
الرجل : حر أنت أيضاً ، وسترى أنك ستنتصر ، وإلا ستبقى عبداً لهذا الكرسي .
ماجد : " بصوت تخنقه الدموع " لا أستطيع ، لا أستطيع .
الرجل : بل تستطيع " يتجه إلى الخارج " حاول ، وستحقق ما حققه عنترة  ، وإلا ستبقى عبداً ، وداعاً.
الأم : " تحاول اعتراضه " مهلاً أيها الرجل الطيب ، ماجد بحاجة إليك.
الرجل : " وهو يخرج " ماجد لم يعد بحاجة إلا إلى ماجد ، وداعاً .
الأم : " تنكفىء على الأرض باكية " ....
ماجد : " ينهض ويلحق بالرجل " ....
الأم : " لا تنتبه إليه " ....
ماجد : " من الخارج " يا عم .. أين أنت ؟ يا عم .. يا عم.
الأم : " ترفع رأسها " ....
ماجد : " من الخارج " ترى أين اختفى ؟
الأم : " تتمتم " ماجد ! 

                                  الأم تنهض ، وتهم
                                بالخروج ، يدخل ماجد

الأم : ماجد ..
ماجد : لقد اختفى الرجل ، اختفى بشكل غريب ، وكأنه لم يكن .
الأم : " تمد يديها نحوه " ماجد .. ماجد .
ماجد : حاولتُ اللحاق به ، ونظرتُ في كل الجهات ، لكني لم أعثر له على أثر.
الأم : ماجد ..
ماجد : دعيني .
الأم : " بصوت تخنقه الدموع " بنيّ ، أنتَ تمشي .
ماجد : " ينظر إليها " ....
الأم : أنت تمشي ، يا ماجد .
ماجد : " ينظر إلى ساقيه" أه .. حقاً " يمشي ببطء " إنني أمشي .. أمشي .. أمشي . 
الأم : عزيزي ، أنت تمشي أخيراً ، وتصير كما قال الرجل ، عنترة .
ماجد : " يقف قرب صندوق الدنيا " أهو حقيقي ، ذلك الرجل ؟ أم أنه حلم ، كالأحلام التي أراها في المنام ؟
الأم : " تربت على صندوق الدنيا " بنيّ ، أنظر إلى صندوق الدنيا ..
ماجد : " ينظر إلى صندوق الدنيا ويمرر يده عليه " هذا ما كنت أحلم به ، ورأيته في منامي ، مرات عديدة " ينظر من العين السحرية ، ثم ينظر إلى أمه " ماما ، أنظري من هذه العين .
الأم : " تنظر من العين مبتسمة " الله .
ماجد : ماذا ترين ؟
الأم : أرى طفلاً صغيراً .
ماجد : أسود البشرة .
الأم : نعم ، أسود البشرة .
ماجد : هذا عنترة ، وهو الذي جعل مني .. عنترة " يستمر في الحديث ، بينما تخفت الأضواء " وهذه أمه ، واسمها زبيبة ، أما أبوه ..

                             تخفت الأضواء ، وكذلك
                               الأصوات ، بالتدريج

                                         إظلام 
                                          ستار

                                      17 / 8 / 2011 




                  يا سامعين الصوت 




                               ظلام ، صوت امرأة من
                          الخارج، الصوت حزين ومتهدج

المرأة :  يا سامعين الصوت
                     صلوا عالنبي
   أولكم محمد وتاليكم علي
   يا سامعين الصوت
                     صلوا عالنبي
   أولكم محمد وتاليكم علي   
                     اللقى بنت ..

                          يخفت صوت المرأة ، يرتفع 
                           صوت فتيات يلعبن ويغنين

الفتيات :  ويص ويص يولادي
   لا تطلعوا عالوادي 
   لا تخطفكم خجاوه
   لا تقليكم بالطاوه

    
                            إضاءة ، بنات صغيرات
                             يلعبن ويغنين مرحات

البنت : يا بيت بلبول
البنات   بلي
البنت :  ما عدكم عصفور
البنات :  بلي
البنت :  يركص بالطاسه
البنات : بلي
البنت :  حمامه ياسه
البنات :  بلي
البنت : يا بيت الملوكي
البنات :  لا  لا 
البنت : جمّي خطبوكي
البنات :  لا  لا 
البنت :  أمّك وبوك
البنات :  لا  لا 

                          أثناء غناء البنات ، تخرج
                        الأم ، ومعها ابنتها الصغيرة

سميرة : ماما .
الأم : عيون ماما .
سميرة : أريد أن ألعب مع البنات .
الأم : لا يا حبيبتي ، أنت صغيرة ، وهن 
  كبيرات .
سميرة : أنت مخطئة ، يا ماما  ، أنظري ، إنهن 
  في عمري تقريباً .
الأم : اجلسي هنا ، أمام عينيّ ، أفضل .
سميرة : لا ، أريد أن ألعب معهن .
الأم : " بشيء من الحزم " كلا .
سميرة : أريد ..
الأم : تعالي ندخل إذن .
سميرة : " تصمت " ....
الأم : هيا ، لندخل .
سميرة : حسن ، لن ألعب ، سأجلس هنا فقط .
الأم : اجلسي .
سميرة : " تجلس صامتة " ....

                         البنات يغنين ويلعبن ، أثناءها 
                              تدخل امرأة تلبس عباءة 

البنات :  عصفوري من كفي طار
   عصفوري فوك الأشجار
   انزل انزل يا عصفور
   اكل الحبه بليه اكشور
   عصفوري جان زغير
   ربيته على ايدي
   لمن كُُبر وتريش
   كام اينكر بخدودي

المرأة : هذه أم سميرة " تتجه نحوها " فلأسلم 
  عليها .
الأم : " لابنتها بصوت خافت " بنيتي ، تعالي 
  ندخل .
سميرة : " تحاول التملص " لا ، لا .
المرأة : " تضحك " مهلاً ، يا أم سميرة ، لن 
  آكل ابنتك ..
الأم : أم فيصل .
المرأة : لستُ دامية .
الأم : الجو حار هنا ، وأخاف على سميرة .
المرأة :لن تتبخر سميرة بالحرارة، دعي البنت 
ترى العالم .
الأم : أنت تعرفين ، يا أم فيصل ، كم عانيت وصبرتُ حتى أتتني سميرة .
المرأة : ستأتيك أكثر من سميرة ، أنت مازلتِ صغيرة .
الأم : " تضحك خجلة " فاتت أيامي ، إنها أيامك أنتِ ، هاتي فيصل آخر .
المرأة :" تضحك " لن أقصر ، إنهم زينة الحياة
الدنيا  " تنظر إلى سميرة " قمر ، قمر   
بحق .
الأم : " تحضن سميرة خوف الحسد " قولي 
  يا الله ..
المرأة : بياض كالثلج ..
الأم : أم فيصل .
المرأة : وعينان كسماء الصيف ، زرقاوان .
الأم : " تحجب سميرة بيدها " أبعدي عينيك 
  عنها .
المرأة : من أين لك سميرة هذه ، وأنت وزوجك 
  في سواد الصاج .
الأم : جدتها لأبيها كانت بيضاء، وعيناها 
  كانتا زرقاوين .
المرأة : إنني أمزح معك ، ليحفظها لك الله ، 
  وتعيشي وترينها عروسة .
الأم : " تتنهد بارتياح " عِشتِ ، يا أم فيصل 
  ، عشتِ .
المرأة : فلأذهب ، وأعد طعام العشاء " 
  تتجه إلى الخارج " أبو فيصل يأتي  مبكراً " وهي تخرج " انتبهي إلى ابنتك 
  سميرة .
الأم : " تعانق ابنتها " سميرة حياتي .
سميرة :" تتملص من أمها " دعيني ، دعيني 
  أتفرج على البنات .

                         سميرة تجلس على العتبة ،
                      البنات يواصلن الرقص والغناء

البنات :  ويص ويص يولادي
   لا تطلعوا عالوادي 
   لا تخطفكم خجاوه
   لا تقليكم بالطاوه

الأم : " تتمتم ناظرة إلى ابنتها " لا أدري 
لماذا تردد البنات على الدوام هذه الأغنية البشعة .
البنات :   ويص ويص يولادي 
    لا تطلعوا عالوادي

الأم : " مرعوبة " خجاوه .

البنات : لا تخطفكم ..
بنت : " تنظر إلى الخارج " خجاوه ..
البنات : " يصمتن خائفات " ....

                         تدخل امرأة رثة الثياب ،
                        وتقف مقطبة وسط الباحة

الأم :" تحضن ابنتها مرعوبة " يا ويلي ، 
خجاوه .
المرأة : " بصون متهدج " خجاوه .
الأم : تعالي ندخل، يا بنيتي ، تعالي " تدخل 
  بابنتها وتغلق الباب " 
المرأة : " تهز رأسها " ....
البنات : " يتابعنها صامتات " ....
المرأة : " تنظر إلى البنات " خجاوه .
البنات : " يتراجعن خائفات " ....
المرأة : لا .. لا " تشير لهن أن يبقين " لست 
         خجاوه ، إنني أم ، ولي ابنة ، في عمركن   
         " تقترب منهن " أهي بينكن ؟ إنها تحب 
         اللعب مثلكن " تحدق في إحداهن " لستِ 
         هي ، أنتِ سمراء ، وابنتي حنطية " 
         تحدق في أخرى " أنتِ ، أنتِ بيضاء ، 
         وعيناك خضراوان ، ابنتي عيناها 
         عسليتان " تتوقف متأملة البنات " لا ، 
         ليستْ موجودة ، لقد أختطفت " بصوت 
         دامع " لم تغب عني منذ أن .. ، لم تغب 
         يوماً واحداً ، إنني أراها كلّ ليلة في 
         منامي " تصمت " قبل أن تأتيني ، 
         أسمعها تناديني ، ماما ، أعتدل ، فتدفع 
         الباب ، وتتمدد إلى جانبي ، وتقول لي ، 
         ماما ، احكي لي حكاية ، كانت تحب 
      الحكايات ، فأحكي لها حكايتها ، التي لا 
      تملها ، ليلى والذئب ، لكنها ، وككل يوم ، 
      تغفو عند منتصف الحكاية ، فأرقد إلى 
      جانبها ، وأغفو ، لكني حين أستيقظ صباحاً 
      ، لا أجدها إلى جانبي " يتهدج صوتها " 
      رغم أنني أطوقها بذراعيّ ، لعلها تبقى معي 
     ، ولا تغادرني عند الصباح " تصمت " هذا 
     اليوم ، حين تغفو إلى جانبي ، سأغلق باب 
     الغرفة بالمفتاح ، وأخبىء المفتاح في مكان 
     لا تعرفه " تفتح باب بيتها " لن أدعها  
      تذهب هذه المرة ، وتتركني وحيدة ، لن 
      أدعها تذهب ، لن أدعها ..

                           المرأة تدخل بيتها ، وتغلق
                        الباب ، البنات يتنفسن الصعداء

زهرة :مسكينة خجاوه .
مريم : مسكينة ! يا للحمق .
زهرة : كلا ، أنت الحمقاء ، إنها مسكينة فعلاً .
نهلة : يقال أن ابنتها أختطفت ، وهي طفلة 
صغيرة .
سلمى : لكنها تقول ، إنها في عمرنا .
بثينة : ربما تعني ، أنها لو بقيت لكانت في 
عمرنا .
مريم : أنتما تهذيان ، إنها مجرمة .
بثينة : تقول جدتي ، لا يُستبعد أن ابنتها قد 
  ماتت .
مريم : وربما قتلتها ، ورمتها في البئر .
بثينة : هذه أقاويل ، أي بئر ؟
مريم : لديها بئر في السرداب.
نهلة : " تشيح بيدها " أكاذيب .
مريم : كلا .
راجحة : مهما يكن ، دعونا نلعب .
نهلة : هيا ، قبل أن يُؤذن العصر ، ونذهب إلى 
  بيوتنا .
بثينة : لنلعب لعبة جماعية ، حتى نشارك فيها 
  جميعاً .
راجحة : يابو جنيجل
نهلة : هذه ليست لعبة جماعية
راجحة : لكنها أغنية جميلة ، اسمعن .
 مريم : " متذمرة " أوه .
راجحة : " تغني "..
   يابو جنيجل
   بالك تطلع بره
                  وتشوفك العدوه 
            اومصرانها يتلوه
            وتشوفك الحبيبه
            وتكوم تعوذ بالله
            اويابو عران يابوعران
            ديج اوطفر على الجيران 

مريم : أغنية جميلة ، لكنها لو كانت جماعية 
  لكانت أفضل .
راجحة : مادمتِ تحبين الأغاني الجماعية ، فلنغنِ 
  إذن .. الله مصبحكم بالخير 
زهرة : نعم ، هذه أغنية جميلة .
سلمى : وجماعية كما أردتها .
زهرة : هيا ، فلنستعد ، ونغنها .

                        تنقسم البنات إلى فريقين ،
                        ويبدأن بالرقص والغناء

الفريق الأول :   الله مصبحكم بالخير
    يالعمّاره العمّاره
الفريق الثاني :   الله مسيكم بالخير
    يالعمّاره العمّاره
الفريق الأول :   ما تنطونه بنتكم 
    يالعمّاره العمّاره
 الفريق الثاني :   ما ننطيهه هيه
    إلا بألف اوميه 
    إلا بفص الألماس
    دوار الصينية 
    نعبر على بابكم
    ونكسّر أعتابكم 
    والشمع دوّاركم 
    عروستنه هيه

                            البنات يتوقفن لاهثات ،
                            صوت مؤذن من بعيد

المؤذن : الله أكبر 
زهرة : هذا أذان العصر .
مريم : لا ، أنت واهمة .
زهرة : لستُ واهمة ، أنصتي .
مريم : " تنصت " لا ، لا .
سلمى : " تضحك " سمعها ثقيل " لمريم " 
  اسمعي ، صحيح إنه بعيد ، لكنه واضح .
بثينة :إنه يُؤذن فعلاً ، حان الوقت ، لنذهب .
راجحة : لنبقَ بعض الوقت ، ونلعب ، الشمس لم 
  تغب بعد .
سلمى : " تتجه إلى الخارج " أبي يعود مبكراً 
                   ، وسيعاقبني إذا تأخرت .
مريم : أنا أيضاً سأذهب " تلحق بها 
  "انتظريني .
راجحة : " دون أن تتوقف " هيا أسرعي .
نهلة : ماذا دهانا ؟ لم نلعب اليوم كفاية ، هذه 
  ليست عادتنا .
سلمى : لا بأس ، فلنذهب " تلحقان بهما "، الأيام طويلة أمامنا .
بثينة : انتظرنني " تلحق بهن " لا تسرعن ، 
  فلنذهب سوية .
زهرة : لن أبقى وحدي " تلحق بهن " انتظرن 
  ، انتظرن .
نهلة : ما رأيكن ، يا بنات ؟ فلنلعب غداً لعبة 
  الطمة .
سلمى : كلا ، أمي ستعاقبني إذا لعبتُ هذه اللعبة 
  ، فهي لعبة تلوث أيدينا وملابسنا  
  بالتراب .
مريم :أنتِ محقة ، يا سلمى " تضحك " لنلعب 
  إذن حاح وكطا .
راجحة : " تضحك " سيضربني أبي إذا لعبتها ، 
فهي لعبة بنين وليست لعبة بنات ، وأبي 
لا يحب أن أقلد البنين .

                               البنات يخرجن ، يُسمع 
                          صوتهن ، وهن يغنين مبتعدات

البنات :   ويص ويص يولادي
    لا تطلعوا عالوادي
    لا تخطفكم خجاوه
    لا تقليكم بالطاوه

الأم : " من الداخل " سميرة ..
سميرة : " لا يُسمع لها رد " ....
الأم : " من الداخل " سميرة .. سميرة .
سميرة          : " لا يُسمع لها رد" ....
الأم : " بصوت ممطوط ومتهدج " سميرة .
سميرة           : " لا يُسمع لها رد " ....

                              يُفتح الباب ، وتبرز الأم
                            كالمجنونة ، تتوقف مذهولة

الأم : يا ويلي ، اختفت سميرة بحثتُ عنها  
  في كل مكان ، داخل البيت ، لكني لم 
  أعثر لها على أثر" تدور في الباحة 
  متلفتة "ترقد إلى جانبي ، حين غفوتُ ، 
  لكني أفقت ، قبل قليل ، لم أجدها ، أين 
  ذهبت ؟  " تدور في الباحة " أين ابنتي 
  ؟ أين سميرة ؟ سأجن .

                             تقبل أم فيصل مسرعة ، 
                          وهي تحاول ارتداء عباءتها

الأم : أم فيصل ..
أم فيصل : اهدئي ، يا أم سميرة ، وأخبريني بما 
  جرى .
الأم : لا تتظاهري بالبراءة ، أنت تعرفين ما 
  جرى ..
أم فيصل : أنا ! ماذا تقولين ، يا أم سميرة ؟
الأم : أقول ما سمعته .
أم فيصل : لقد سمعتُ صوتك ، فجئتك على جناح 
  السرعة ، لأعرف ما أصابك ، أو أصابك 
  ابنتك سميرة .
الأم : سميرة ، أنتِ تحسدينني على سميرة  " 
  تحاكيها بصوت متهدج " قمر ، بيضاء 
  كالثلج ، وعينان " تأخذ بتلابيبها " أين 
  ابنتي ؟ أين سميرة  ؟
البنات : " يعدن الواحدة بعد الأخرى " ....
أم فيصل : أم سميرة ، اتقي الله ، ابنتك هي ابنتي ، 
  وحين ولدتِها ، بعد حوالي عشر سنوات 
  من زواجك ، فرحت المحلة كلها لكِ .
الأم : أين هي إذن ؟ أين هي ؟
زهرة : " تقترب مترددة " أم سميرة ..
الأم : " تصيح بها " ابتعدي أنتِ .
زهرة : " تتراجع خائفة " أنت أخذتها إلى 
  الداخل ..
مريم : وأغلقتِ الباب ..
بثينة : حين أقبلت خجاوة ، ونظرت إلى 
  سميرة .
الأم : خجاوه ..
زهرة : وبقينا نحن هنا ، ثم ذهبنا عند العصر ، 
  إلى بيوتنا .
الأم : " بنبرة تهديد " خجاوه .. خجاوه .
أم فيصل : تعقلي ، يا أم فيصل .
الأم : أخذت ابنتي ، خجاوه أخذتها .
أم فيصل : اتركيها ، يكفيها ما أصابها .
الأم : أخذت سميرة انتقاماً لابنتها .
أم فيصل : المرأة مريضة ، ولم تؤذ ِ أحداً . 
الأم : " تدق على باب خجو " خجاوة ..
أم فيصل : " تحاول ابعادها " أم سميرة ..
الأم : " تدفعها " أريد ابنتي .
أم فيصل : " تكاد تسقط " يا للجنون .
الأم : " تدق الباب ثانية "خجاوه .. خجاوه .
زهرة : " للبنات " خجاوه قادمة ، ابتعدن .
البنات : " يبتعدن مترددات " ....
الأم : " تدق الباب مرة أخرى " خجاوه .. 
  خجاوه .. خجاوه .


                               يُفتح الباب قليلاً ،
                               تطل خجو مذهولة

خجو : من ؟ أم سميرة !
الأم : " تصيح " خجاوه .
خجو : خجاوه !
أم فيصل : " تمسك بذراع الأم " أم سميرة ..
الأم : " تدفعها " دعيني ، أريد ابنتي .
أم فيصل : " تتهاوى على الأرض " آآآي .
خجو : ما الأمر ؟ " تنظر إلى ما حولها " ماذا 
  يجري ؟ 
الأم : " تمسك بتلابيب خجو " سأقتلك لو 
  مسستِ شعرة من سميرة .
خجو : سميرة !
الأم : " تسحبها بعنف إلى وسط الباحة " 
  تعالي إلى هنا ، سميرة ليست ابنتك 
  لتقتليها .
زهرة : " للبنات " ابتعدن ، ابتعدن .
البنات : " يبتعدن مترددات ، وهن يتابعن ما 
  يجري " ....
خجو : ابنتي ..
الأم : أنتِ قتلتها ، ورميتها في البئر .
خجو : " تتداعى بين يدي الأم " ابنتي ! 
  ابنتي !
الأم : أريد سميرة ، أريدها في الحال .
أم فيصل : " تنهض وتقترب من الأم " أم سميرة 
  ، دعي المرأة ، أنتِ تقتلينها ، دعيها ، 
  دعيها .
الأم : " تمسك بخناق خجو " سأقتلها .. 
  سأقتلها .. سأقتلها .
سميرة : " تفتح الباب وتنظر إلى أمها " ....
مريم : " تنتبه إليها " أنظرن .
راجحة : هذه سميرة .
بثينة : نعم ، إنها هي ، ترى أين كانت ؟
سميرة : ماما .
أم فيصل : " تلتفت متمتمة " سميرة .
سميرة : ماما .. ماما .
الأم : " تجمد في مكانها ".... 
سميرة : ماما .. ماما .. ماما .
الأم : ابنتي ..
سميرة : ماما .. ماما .
الأم : إنها تناديني من البئر .
أم فيصل : أي بئر ؟ أيتها المجنونة " تديرها " ها 
هي ابنتك ، سميرة .
الأم : " تنظر إلى سميرة مذهولة " سميرة ..
سميرة : " تتقدم من أمها " ماما ، دعي الخالة خجو ، دعيها .
الأم : " ترفع يديها عن خجو مذهولة " يا إلهي ، ماذا يجري ؟
سميرة : " تحضن أمها " ماما .
أم فيصل : " تهز رأسها " ....
الأم : " تأخذ سميرة بين ذراعيها " حبيبتي .. عزيزتي ..
سميرة : " تستكين بين ذراعيها " ....
الأم : لندخل بيتنا " تتجه إلى البيت " حبيبتي ، كاد غيابك يصيبني بالجنون ، أين كنتِ كلّ هذا الوقت ؟
سميرة : حكيتِ لي عن الدامية ، قبل أن تنامي ، فأصابني الخوف ..
الأم : " تنظر إلى سميرة " .... 
سميرة : أتذكرين ، لقد حكيت لي مرة ، أنك  عندما كنتِ  تخافين في صغرك ، كنتِ تختبئين في ..
الأم : " تتوقف " كنت في خزانة الملابس !
سميرة : " تهز رأسها " ....
الأم : يا لغبائي ، كدتُ أقتل هذه المرأة ال .. هيا ، فلندخل .

                              الأم تسرع إلى الداخل ، 
                               وتغلق وراءها الباب

أم فيصل : " للبنات " يا بنات ، هيا اذهبن إلى 
  بيوتكن .
البنات : " يتراجعن متلفتات " ....
أم فيصل : أسرعن ، يا بنات ، الشمس تكاد تغرب 
  ، هيا اذهبن ، اذهبن .

                            البنات يخرجن مترددات ،
                             أم فيصل تقترب من خجو 

خجو : " جاثية على الأرض " ....
أم فيصل : " تقترب منها " خجو ..
خجو : " لا ترد " ....
أم فيصل : خجو .. خجو .
خجو : " تنهنه بصوت خافت " ....
أم فيصل : لا تبكي ، يا خجو ..
خجو : " تبكي " البكاء لا يكفي ، يا أم فيصل 
  ، لا يكفي .
أم فيصل خجو ..
خجو : ولا يفيد ..
أم فيصل : " تربت على ظهرها " ....
خجو : فهو لن يُعيد لي ابنتي ، التي فقدتها . .
أم فيصل : خجو ..
خجو : أرجوكِ ، يا أم فيصل ..
أم فيصل : " تلمس كتفها " ....
خجو : " تبعد يدها برفق " أرجوكِ دعيني 
  وحدي .
أم فيصل : انهضي ، يا خجو ، وادخلي بيتكِ .
خجو : " تنهض " لن أدخل الآن ..
أم فيصل : أدخلي ، يا أختي ، أدخلي .
خجو : إنني أنتظر ابنتي ..
أم فيصل : " تحدق فيها " ....
خجو : لن أدخل حتى تعود ..
أم فيصل : " تهز رأسها " ....
خجو :الليل يقترب ، لن أتركها وحدها في هذا 
  الليل ..
أم فيصل : " تبقى صامتة " ....
خجو : يقولون إنني قتلتها ....
أم فيصل : " تهز رأسها " ....
خجو : وأنني رميتها في البئر ..
أم فيصل : لا عليكِ ، إنهم مجانين .
خجو : ابنتي .. موجودة ..
أم فيصل : " تنظر إليها " ....
خجو : وستعود .
أم فيصل : " تحدق فيها " .... 
خجو : أم فيصل .. 
أم فيصل : نعم .
خجو : سأموت إذا لم تعد ابنتي .. سأموت إذا لم 
  تعد " تتجه نحو البيت " سأموت .. 
  سأموت .. سأموت .

                              خجو تدخل بيتها ، وتغلق
                           الباب ، أم فيصل تخرج ببطء
                                    إظلام تدريجي

                          أصوات البنات يتناهى من 
                             بعيد ، وهن يغنين 

البنات : " يغنين "
   ويص ويص يولادي
   لا تطلعوا عالوادي
   لا تخطفكم خجاوه
   لا تقليكم بالطاوه

                          تخفت الأصوات حتى
                        تتلاشى ، يسود الصمت 
                                 إظلام
                                 ستار
              



    الملاحظات             
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ يا سامعين الصوت
   عندما يفقد شخص أو عائلة شيئاً ما ، سواء كان حلية ذهبية أو فضية ، أو طفلاً أو طفلة ، يطوف منادي في المحلة ، والمحلات المجاورة ، وينادي : يا سامعين الصوت ، أولكم محمد وتاليكم علي ، اللقى .. ، ثم يعدد صفات ما فقد ، لعل أحدهم عثر عليه ، أو يدل إلى مكانه ، وقد استمرت هذه العادة القديمة ، حتى الخمسينيات من القرن العشرين ـ الماضي . 


2 ـ ويص ويص يولادي
هذه أغنية تغنيها الأم لأولادها الصغار محذرة إياهم من الخروج واللعب في الطرقات ، خوفاً من أن تخطفهم خجاوه وتقليهم بالطاوة .
ويص ويص : كناية عن أصوات فراخ الدجاجة .
لا تطلعون : لا تخرجوا خارج البيت .
خجاوه : اسم امرأة .
الطاوه : اناء يُقلى به البيض واللحوم وغير ذلك .   


3 ـ بلي يا بلبول 
لعبة خاصة بالبنات ، الحركة الراقصة فيها تتخذ شكلاً دائرياً ، تقف إحداهن في الوسط ، وتغني : بلي يا بلبول ، فترد عليها المجموعة : بلي .
بلبول : اسم طفل ، أو تصغير لاسم البلبل .
ما شفت : هل رأيت ؟
ينكر : ينقر .
الطاسة : إناء لشرب الماء .
تيتي : تصغير لاسم الدجاجة . 
ما عدكم : هل عندكم .
يركص : يرقص .


4 ـ عصفوري من كفي طار
لعبة جماعية مختلطة ، ليس لها شكل معين في اللعب ، تلعب وتغنى في كل مكان ، منها البساتين والطرقات والمدارس الابتدائية ، وقد لعبها وغناها الأطفال في الأرياف أيضا .
فوك : فوق .
اكشور : القشور .
جان : كان .
لمن : عندما .
تريّش : صار له ريش ، وأصبح قادراً على 
  الطيران .
كام : صار .
ينكر : ينقر .


5 ـ يابو جنيجل
جنيجل : مصغر جنجل ، والجنجل صيغة ذهبية 
  أو فضية ، يلبسها الطفل في رجليه .
معره : عاري من الملابس .
بالك : حاذر .
تطلع : تخرج .
ليبره : إلى الخارج .
تشوفك : تراك .
ايتلوه : يتلوى .
تكوم : تقوم .
عران : حلي يشبه الخاتم ، يلبس في الأنف . 
ديج : ديك .

6 ـ الله مصبحكم بالخير 
تتكون هذه اللعبة من فريقين متساويين ، يتبادلان الحوار حتى آخر الأغنية .
العمار : الذين يعمرون القلوب بالود والمحبة .
تنطونه : تعطونا .
نكسر أعتابكم : كثرة التردد على دار أهل الفتاة .
الشمع دواركم : لن نترككم ، بعد أن سعينا وراءكم ، 
  حتى عثرنا عليكم .



                                         28 / 8 / 2011 






   
 

  



    






                 طلعت الشميسة






                                       






                          ظلام ، أصوات تلاميذ ،
                              ينشدون من بعيد  

التلاميذ
طِلعتْ الشميسهْ
على قسط عيشهْ
عيشهْ بنت الباشا
تلعبْ بالخرخاشهْ 

     أصوت اطلاقات ، يسكت
    التلاميذ ، وتنتهي الاطلاقات

التلاميذ : " بصوت متردد وخافت " 
طلعت الشميسه
على قسط عيشه
عيشه بنت الباشا
تلعب بالخرخاشه 


             انفجار ضخم ، بروق ، رعود ، 
                        أصوات مختلطة من الخارج

تلميذ : " بصوت خائف " ما أضخم هذا 
  الانفجار .
تلميذة : لابد أنها عبوة ..
تلميذ : عبوة ! أنتَ واهم ، مثل هذا الانفجار لا 
  تحدثه عبوة ، مهما كانت كبيرة .
تلميذ : هذه دراجة بخارية مفخخة ، إن لم تكن 
  سيارة مفخخة .
المعاونة : ليكن ما يكون ، هيا أسرعوا ، وادخلوا 
  القاعة .

     يضاء المسرح ، تدخل المعاونة ،
       يتدافع حولها عدد من التلاميذ
 
أزهر : تأخرت ست نور .
سالم : هذه ليست عادتها ، إنها تأتي دوماً قبل 
  بدء الدوام .
نرجس : ربما تأخرت بسبب إطلاق النار 
  والانفجارات .
سالم : يا للنحس ، اليوم هو اليوم الأخير 
  للتمرين على المسرحية .
المعاونة : " والعصا بيدها " الأفضل أن تذهبوا 
  إلى صفوفكم ، فربما لن تأتي ست نور 
  اليوم .
نرجس : بل ستأتي .
أزهر : ست نور لم تتغيب يوماً عن الدوام .
سالم : ولن تتغيب اليوم بالذات ..
المعاونة : " تنظر إليه متسائلة " .... ؟
سالم : اليوم جنرال بروف .
المعاونة : جنرال .. !
نرجس : التمرين الأخير على المسرحية .
سالم : فموعد عرض المسرحية يقترب .
المعاونة : المسرحية ، المسرحية ، ليتكم تهتمون 
  بدروسكم ، كما تهتمون بهذه المسرحية .
سالم : " يغني ويهتز " 
     الواقف على شمسي 
     لا يصبُح ولا يمسي 

المعاونة : يا لصوتك الشبيه بصوت ال .. " تلطمه على رأسه " أسكت .
زهير : ست ، هذا بلبل المدرسة .
المعاونة : بل غراب ، غراب المدرسة ، هيا ، هيا إلى صفوفكم .
نرجس : ست ، نريد أن نتدرب .
المعاونة : ليس الآن .
نرجس : الوقت يمر سريعاً ، والعرض بعد أيام .
المعاونة : لن تتدربوا قبل أن تأتي ست نور ، هيا " جرس المدرسة يدق " .
أزهر : ست ، انتهى الدرس .
سالم : فرصة .
المعاونة : آه ، نعم ، انتهى الدرس " تتراجع نحو الباب " لابد أن أذهب ، وأتواجد في الفناء ، بين التلاميذ وإلا .. " تتوقف عند الباب " ليت ست نور تبقى اليوم إلى جانب أمها في البيت ، ولا تأتي إلى المدرسة .  

     المعاونة تخرج ، نرجس وسالم
     وأزهر ويوسف يتبادلون النظر 

نرجس : ليت ..
أزهر : ليت من أخوات كان .
نرجس : فعل ماضي ناقص للتمني 
سالم : لا تحققت هذه الأمنية .
نرجس : امسحها إذن .
سالم : أمسَحها ، لماذا لا ؟ " يحاكي مسح 
  السبورة " ها إني أمسحها " يتوقف " 
  أنظروا ، السبورة نظيفة الآن .
أزهر : هكذا وإلا فلا .
سالم : ماذا نكتب عليها الآن ؟
يوسف " يهتف بصوت احتفالي " بروفة .
نرجس : " تنظر إليه " ....
يوسف : " يثبت نظارته فوق عينيه " ماذا ؟
نرجس : " لأزهر وسالم  " هو قالها .
يوسف : قلتُ ما تقوله ست نور عادة .
سالم : ست نور لم تأتِ بعد .
نرجس : أنتَ ست نور .
أزهر " يضحك " ست نور .
سالم : بنظارة هذه المرة .
يوسف : لا ، لا أستطيع .
نرجس : ست نور تعتمد عليك ، أنت معاونها .
سالم : إنها تسميك ، مساعد مخرج .
يوسف : " يهز رأسه " لا .. لا .. لا .
                        
                   
                                 أ زهر وسالم ينظران
                 معاً إلى نرجس

نرجس : سالم ..
سالم : فهمتُ .
نرجس : امسح لا .. لا .. لا . 
سالم : حاضر " يحاكي مسح السبورة " لن 
  أبقي لا واحدة " يتوقف " ها هي 
  السبورة نظيفة " ينظر إلى نرجس " ..
نرجس : أكتب بروفة .
سالم : " يهم بالكتابة " حاضر " يتوقف " 
  بأية لغة أكتبها ؟  
نرجس : بلغة الصوت والصورة .
سالم : هيا يا ست نور ، أضيئي .
أزهر : " يكتم ضحكته " ....
نرجس : هيا ، يا يوسف ، ابدأ .
يوسف : لن أنجح .
نرجس : ستنجح ، وسننجح معك ..
يوسف : إذا لم أنجح ، لا تلوموني . 
نرجس : وسنصفق لك " تصفق " ....
أزهر وسالم : " يصفقان معها " .... 
يوسف : كفى ، كفى ، وإلا جاءت المعاونة ، 
  وهشتنا كالدجاج إلى الصف " يكفون عن 
  التصفيق ، يحاكي ست نور " هيا يا 
  أولاد ، بروفة .
                         نرجس و أ زهر وسالم ويوسف،
                      يتحركون ويقف كلّ منهم في مكانه 
 
يوسف : نحن الآن في حقل يانع ، الشمس تطل 
  من وراء الأفق ، والأطفال يغنون " 
  لسالم وأزهر ونرجس ويوسف " هيا ، 
  يا أطفال ، غنوا .
أزهر وسالم
ونرجس : " يغنون "
طلعتْ الشميسه 
على قسط عيشه
عيشه بنتْ الباشا
تلعب بالخرخاشه
طلعت الشميسه
على قسط عيشه 

يوسف : " يشير إلى الأعلى " : ....
أزهر وسالم
ونرجس : عيشه بنت الباشا
  تلعب بالخرخاشه
يوسف : " يشير ثانية إلى الأعلى " ....
نرجس : " تنظر إلى الأعلى " غيمة .
أزهر : " ينظر إلى الأعلى " غيمة ، غيمة 
  كبيرة .
سالم : وسوداء كالليل .
نرجس : إنها تزحف .. تزحف ..
أزهر : وستغطي الشمس..
نرجس : وتحجب نورها عنا .
سالم : " يصيح " أيتها الغيمة ، ابتعدي ، 
  ابتعدي .
أزهر : لا تحجبي نور شمسنا عنا .
نرجس : الغيمة تقترب .. تقترب ..
سالم : وستغطي الشمس ، ونحجب النور عن 
  الحقول والسهول والجبال و ..
أزهر : ما العمل ؟
سالم : نعم ، ما العمل ؟ 
نرجس :لنفكر .
سالم : نعم ، لنفكر .
أزهر : بسرعة وإلا ..
نرجس : " تهتف بانتصار " الريح .
سالم : نعم ، الريح ، الريح .
زهير : فلننادها إذن .
نرجس وسالم
وأزهر : " ينادون " أيتها الريح ، أيتها الريح ، 
  أيتها الريح .
الريح : " من بعيد " أووووو .. ماذا ؟ ماذا يا 
  أطفال ؟
أزهر : الغيمة ستغطي شمسنا ، ساعدينا .
نرجس : أنجدينا ، يا ريح ، نحن لا نحب الظلام ، 
  وخاصة في النهار .
سالم : أسرعي أيتها الريح ، أسرعي ، وأنقذي 
  شمسنا ، وأنقذينا .
الريح : " من بعيد " لا عليكم ، لن أدع الغيمة 
             تحجب الشمس ، أووووو إنني قادمة ، 
  قادمة .

     الريح تقبل مسرعة ، وتدفع
       الغيمة بعيداً عن الشمس

نرجس وأزهر 
وسالم : " يصفقون ويهللون " هييييي .
يوسف : " يشير لهم أن يسكتوا " لا ترفعوا 
  أصواتكم ، كفى ، كفى ، وإلا جاءت 
  المعاونة . 
نرجس وزهير
وسالم : " يهللون بصوت خافت " هيييييي .
يوسف : لنعد إلى البروفة .
نرجس : هيا ، لنعد .
سالم : هيا ، هيا .
يوسف : " يحاكي ست نور " بروفة ، ابدأ .
نرجس وأزهر 
وسالم : " يغنون " 
طلعتْ الشميسه
على قسط عيشه
عيشه بنتْ الباشا
  تلعبْ بالخرخاشه 
طلعتْ الشميسه

     جرس المدرسة يدق ، أصوات
     التلاميذ ، وهم يدخلون الصفوف 

أزهر : دقّ الجرس .
نرجس : انتهت الفرصة .
سالم : الفرصة كانت اليوم طويلة .
نرجس : لابد أن هناك سبباً .
زهير : ما أخشاه أن تأتي المعاونة .
نرجس : وعصاها في يدها .
زهير : فلنكن منصفين ، إنها لم تستخدم العصا 
  ضدّ أحد .
نرجس : مع ذلك ، فالعصا لا تفارق يدها .
سالم : أصغوا " ينصت " هذا ربما وقع 
  أقدام المعاونة .
يوسف : " ينصت " ....
نرجس : " تنصت " ربما....
زهير : " لسالم " امسح ربما ، أرجوك .
سالم : " يحاكي مسح السبورة " لا عليك ، 
  سأمسحها ، وأمسح ما بعدها .
 نرجس : لا تنسَ العصا  .
سالم : العصا أولاً .
أزهر : لا للعصا ..
سالم : " يهتف " لا .. لا .. لا  .
أزهر : ونعم للبروفة .
يوسف : هيا إذن ، ولكن بصوت خافت .
نرجس وأزهر 
وسالم : " يغنون "
طلعتْ الشميسه
على قسط عيشه
عيشه بنتْ الباشا 
تلعبْ بالخرخاشه 

     أثناء الأغنية ، يخفت ضوء
       الشمس ، حتى يتلاشى 

سالم : أوه ، ماذا يجري !
يوسف : ضوء الشمس يتلاشى .
أزهر : " يتلفت " هاهو الضوء قد تلاشى 
  تماماً .
نرجس : " تتلفت مذهولة " لقد ساد الظلام .
أزهر : أهو الليل ؟
سالم : " يتطلع إلى الأعلى " لعلها الغيمة 
  السوداء ثانية .
أزهر : " يتطلع إلى الأعلى " الغيمة !
نرجس : " تتطلع إلى الأعلى " لا توجد غيمة .
يوسف : أين الشمس إذن ؟
أزهر : حقاً ، أين الشمس ؟
سالم : إنها عند الدامية .
أزهر : ماذا !
يوسف : الدامية !
نرجس : " تحدق في سالم مذهولة " ....
سالم : عجباً ، ألم تسمعوا بالدامية ؟
أزهر : وما شأن الدامية بالشمس ؟
سالم : لا عجب ، أنت ضعيف في التاريخ 
  والجغرافية والخرافات .
يوسف : إنه يخرف .
سالم : اسمعوا " يغني "
  
                    يا حوتهْ يا منحوتهْ
                   هدي كُمرنه العالي                   
                   هذا كمرنا نريده 
                   هو علينا غالي   
وانجان متهدينهْ
ادكلجْ بصينيهْ

أزهر : لا أفهم ما تريد أن تقوله .
سالم : لكن الجميع فهموا .
أزهر : " للآخرين " هل فهمتم ؟ " لا أحد 
  يجيب " أرأيت ؟
سالم : يا للعجب ، ألم تسمعوا ب .. يا حوته يا 
  منحوته ؟ 
أزهر : وما علاقة يا حوته وكمرنا العالي 
  بالشمس ؟
سالم : القمر ابتلعته الحوته ، والشمس ابتلعتها 
  ..
نرجس : الدامية !
سالم : نعم ، الدامية .
نرجس : ابتلعت الشمس !
سالم : القمر ابتلعته الحوته .
نرجس : لكن درجة الحرارة في الشمس تزيد على المليون ..
سالم : " يشير لها أن تسكت " .....
نرجس : هذا ما تقوله معلمة العلوم .
سالم : نحن ، يا نرجس ، نتحدث عن .. الدامية.
أزهر : الدامية خرافة .
سالم : " يهم بالرد عليه " ....
يوسف : دعونا من هذا الآن .
سالم : إنه لا يؤمن ب ..
نرجس : لنناد ِ الريح .
سالم : لا شأن للريح باختفاء الشمس .
نرجس : لكن الريح خلصت الشمس من الغيمة السوداء .
سالم : الدامية ليست غيمة ، ولا تستطيع الريح أن ..
نرجس : لا بأس ، فلننادها ، لعل وعسى .
سالم : " يهز رأسه " ....
نرجس : " تنادي " أيتها الريح .. 
الريح : " من بعيد " اووووو .
نرجس : أيتها الريح ، تعالي .
الريح : حسن ، يا صغيرتي ، إنني قادمة .
نرجس : تعالي ، تعالي بسرعة .
الريح : أووووو .
زهير : ها هي الريح تقبل .

                        الريح تقبل مسرعة ،
                        الجميع يلتفون حولها  

الريح : ما الأمر هذه المرة ؟
نرجس : الشمس .
الريح : الشمس شمس كالعادة .
أزهر : ليست كالعادة ، إنها غير موجودة .
سالم : نعم ، غير موجودة ، وهذا أمر غريب .
الريح : " تضحك " ها ها ها ها .
يوسف : أفهِمينا بدل أن تضحكي .
الريح : الشمس ، يا أعزائي ، موجودة .
سالم : موجودة ! " يتلفت " أين ؟
نرجس : إننا لا نراها ، رغم أننا لسنا في الليل ، أم أننا في الليل دون أن ندري ؟
الريح : لا ، لستم في الليل .
أزهر : هذا يعني ، إننا في النهار .
الريح : نعم ، وفي منتصفه تقريباً .
نرجس : عجباً ، نهار بدون شمس ، ودون وجود غيوم ، أي نهار هذا ؟
سالم : أفهِمينا ، نحن حائرون .
يوسف : نريد أن نعرف الحقيقة .
الريح :الحقيقة ، أنتم لا ترون الشمس الآن ..
سالم : هذا واضح .
نرجس : نريد أن نراها .
الريح : مهلاً ، سترونها ، سترونها بعد قليل .
زهير : أين اختفت ؟ وأين ذهبت ؟ ومتى ..؟
الريح : " تضحك " ها ها ها .. لم تختفِ ،ولم  تذهب إلى أي مكان ، إنها في مكانها المعتاد ، تنير العالم .
نرجس : أتعنين أنها مازالت تدور ؟
الريح : " تضحك " ها ها ها 
نرجس : أيتها الريح .
الريح : أنتم من يدور .
نرجس : " تشير إلى الجميع " نحن ! 
الريح : الأرض ، وما عليها ، بمن فيهم أنتم ، تدورون حول الشمس .
سالم : هذا ما قالته لنا معلمة العلوم ، ولم أصدقها ..
نرجس : " تنظر إليه " ....
سالم : أول الأمر ..
نرجس : هذا أفضل .
زهير : إن كان صادقاً .
سالم : الأرض تدور .. حول الشمس .. " ينظر إلى نرجس " تصوري . 
يوسف : لقد أنقذتِنا من الغيمة ، أنقذينا من هذا الظلام .
الريح : لست أنا من سينقذكم هذه المرة ، وإنما القمر .
سالم : القمر ! 
الريح : نعم ، صحيح أنه كان وراء اختفاء الشمس ..
نرجس : ماذا ؟
أزهر : القمر وراء .. ؟
الريح : تمهلوا ، لا ذنب للقمر في ..
سالم : لا أفهم .
نرجس : وكيف ستفهم ، وأنا نفسي لم أفهم .  
سالم : أنت بطة .
نرجس : البطة تطير ، بعكس الدب .
سالم : أنا .. !
نرجس : أنت لا تطير .
أزهر : دعونا نفهم " للريح " أيتها الريح ..
الريح : أعزائي ، كما أن الأرض تدور حول الشمس ، كذلك القمر .
سالم : يدور حول الشمس ؟
الريح : وحول الأرض أيضاً .
سالم : حسن ، صدقت ، وبعد ..
الريح : وأثناء هذا الدوران ، يقع القمر بين الأرض والشمس ، فتختفي الشمس جزئياً أو كلياً ، ولفترة محدودة ، عن الأرض ، هذه ظاهرة طبيعية .
سالم : آه من القمر ، ألا يكفي أنه صخور قاحلة جرداء ؟
الريح : وهذه الظاهرة تسمى .. الكسوف .
سالم : الكسوف ؟
الريح : نعم .. الكسوف ، وهي ظاهرة طبيعية .
سالم : لكن جدتي تقول ..

تدخل المعاونة ، والعصا في
        يدها ، وتقف عند الباب 

المعاونة : " تدق على الباب بالعصا " ....
الريح : " تتراجع " جاءت ريحكم .
سالم : بل زوبعتنا .
المعونة : تدق بقوة على الباب بالعصا " ....
زهير : بدأت تبرق .
الريح : " تهم بالخروج " فلأسرع قبل أن تمطر ، وتغرقني ..
المعاونة : " للريح " توقفي .
الريح : " تتوقف " ست ..
المعاونة : تعالي .
الريح : " تقترب مترددة " أنا .. أنا أمثل .
المعاونة : وأنا لا أمثل " تلوح بالعصا " وهذه عصاي ، وهي لمن عصا .  
الريح : ست .. ، نحن ننتظر ست .. نور .
المعاونة : ست نور لم تأتِ " بشيء من الحزن " وربما لن تأتي .
نرجس : " تصيح " لا " لسالم " امسح ..
سالم : " يحاكي مسح السبورة " إنني أمسح .. أمسح كلّ شيء ..ربما .. ولن تأتي و..
نرجس : إلا ست نور .
سالم : طبعاً ، طبعا ً " يتوقف " أنظري .
نرجس : " تنظر إليه " أحسنت . 
المعاونة : لم تفهموني ، يا أعزائي .
الجميع : " يحدقون فيها مذهولين " ....
المعاونة : في بداية الدرس الأول جرى إطلاق نار كثيف .
سالم : سمعناه .
المعاونة : ثم حدث انفجار كبير .
سالم : أيضاً سمعناه .
المعاونة : لكن ما لم تسمعوه " بصوت متهدج "  ما جرى للست نور .
الجميع : " يلتفون حولها " آآآه .
نرجس : الست نور ؟
زهير : ماذا جرى لها ؟
يوسف : أخبرينا .
سالم : أخبرينا ، أخبرينا .
المعاونة : أصيب الكثيرون ، من بينهم ، الست .. نور .
الجميع : " يشهقون " الست نور .
المعاونة : نعم ، وقد نقلوها إلى المستشفى .

الجميع يدرون حول المعاونة ، 
               ويغنون بصوت غاضب
 
  يا حوتهْ يا منحوتهْ
  هدي كمرنا الغالي 
  يا حوتهْ يا منحوتهْ
  هدي كمرنا الغالي 

المعاونة : أعزائي ..

الجميع   يا حوتهْ يا منحوتهْ 
                   هدي كمرنا الغالي
المعاونة : أعزائي ، اسمعوني ، إذا كنتم تحبون الست نور ..
الجميع : " يتوقفون منصتين " ....
المعاونة : المسرحية .
الجميع : " ينظر أحدهم إلى الآخر " .... 
المعاونة : المسرحية يجب أن تكمل " تهتف بصوت احتفالي " بروفة .
نرجس : نعم ، البروفة " تسرع إلى مكانها " هيا ، فلنبدأ .
أزهر : " يسرع إلى مكانه " أين وصلنا ؟
سالم : " يسرع إلى مكانه " الكسوف .
يوسف : " يثبت النظارة فوق عينيه " القمر .
أزهر : " يصيح " أيها الجرم الأسود .
القمر : " يطل " أنا لست جرماً أسود ، أنا ..
نرجس : أنت جرم أسود ، وكريه ، ما دمت تحجب عنا نور ..
سالم : نريد الشمس .
نرجس : ابتعد ..
الجميع : " يصيحون " ابتعد .. ابتعد .. ابتعد . 

                  القمر يبتعد ، الشمس
                          تشرق شيئاً فشيئاً  

الجميع : " يهللون " هيييييي .
المعاونة : " تتلفت حولها " أعزائي " تشير لهم أن يصمتوا " المديرة .. " ترتفع أصوات من الخارج " أنصتوا .. أنصتوا ..
الجميع : " يصمتون وينصتون " ....
المعاونة : " تنظر إلى الخارج " أعزائي .
الجميع : " ينظرون مبهورين " ....
المعاونة : الشمس ..
سالم : ولى الجرم الأسود .
المعاونة : الشمس .. الشمس .

                          تدخل المديرة ، ومعها
                   الست  نور ، عليها ضمادات 

المديرة : أبشروا ، يا أولادي ، ها هي نورنا ، الست نور .
الجميع : " يهللون ويصفقون فرحين " ....
نور :" تتقدم نحوهم " أشكركم ، يا أعزائي ، أشكركم .
المعاونة : اسمعوا ، يا أعزائي ، اسمعوا الست نور.
 الجميع " يصمتون منصتين " .....
نور : لا عليكم من ضماداتي ، إنني ما زلت ، تحت هذه الضمادات ، نور .
الجميع : " يصفقون " ....
نور : " تشير لهم أن يصمتوا " ....
الجميع : " يكفون عن التصفيق " ....
نور : أطباء المستشفى ، الذين ضمدوا جراحي ، نصحوني أن أذهب إلى البيت ، وأرتاح في السرير عدة أيام ، لكني قبل أن أذهب ، جئتكم ، لأطمئن عليكم ، وتطمئنون عليّ ، ثم لأطمئن على .. المسرحية .
سالم : المسرحية بخير .
نرجس : لقد تمرنا عليها في غيابك .
نور : رائع .
زهير : والفضل يعود لمساعدك .. يوسف .
يوسف : " يثبت نظارته محرجاً " ....
نور : " تبتسم ليوسف " ونِعمَ المساعد . 
يوسف : أشكركِ أستاذتي ، أشكركِ .
المديرة : ست نور .
نور : نعم ست .
المديرة : أنتِ متعبة ، ولابد أن تذهبي إلى البيت ، وترتاحي .
نور :لن أرتاح حتى أطمئن على المسرحية .
المديرة : ارتاحي فالمسرحية بخير .
نور : ست .. ؟ 
المديرة : المسرحية ستعرض في الموعد الذي حددتِه لها .
نور : " تعانق المديرة فرحة " أشكرك جداً ، أشكرك ، الآن ارتحت تماماً " تلتفت إلى الجميع " أسمعتم ؟ المسرحية ستعرض في الوقت المحدد ، رغم كل شيء .
الجميع : " يهوّسون ويغنون "
  طلعتْ الشميسهْ
  على قسط عيشهْ
  طلعتْ الشميسهْ
  على قسط عيشهْ 

المعاونة : " ترفع يدها بالعصا وتهوس معهم "
  طلعتْ الشميسهْ 
  على قسط عيشهْ

                        المعاونة تنتبه إلى العصا ،
                          فتمسك بها ، ثم تكسّرها

نور : " تنظر إليها مبتسمة " ....
المديرة : " تربت على المعاونة " أحسنتِ .. أحسنتِ .
المعاونة : " ترمي العصا المكسرة جانباً " لا عصا بعد اليوم .. لا عصا بعد اليوم .. لا عصا بعد اليوم .
نرجس : طلعتْ الشميسهْ .
الجميع : " يغنون ويهوسن "
                    طلعتْ الشميسهْ
                    على قسط عيشهْ
                    طلعتْ الشميسهْ
                    على قسط عيشهْ 
                        المديرة تحضن نور ، وتخرج بها 
                      المعاونة والجميع يخرجون وراءهما  
 
الجميع : " يغنون ويهوسون " 
                     طلعتْ الشميسهْ
                     طلعتْ الشميسهْ
                     طلعتْ الشميسهْ
                     طلعتْ الشميسهْ
                      تخفت الأنوار والأصوات ،
                              يسود الصمت
                                   إظلام 
                                    ستار

                                         
 


   الملاحظات
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ طلعت الشميسه
   يتغنى الأطفال بهذه الأغنية ، عند طلوع الشمس في فصل الشتاء .
الشميسه : تصغير كلمة شمس 
قسط :
بت : بنت
الخرخاشة : علبة صغيرة بداخلها خرز 


2 ـ الواكف على شمسي
   لعبة أطفال ، ذكوراً وإناثاً ، تبدأ عند إحساسهم بوجود الشمس ، التي تدفئهم .
الواكف : الواقف
لا يصبح : دعاء بأن لا يصبح عليه الصباح .
لا يمسي : دعاء بأن لا يمسي عليه المساء .


3 ـ ياحوتهْ يا منحوتهْ
   يعتقد الناس قديما ، عند حدوث خسوف القمر ، أن حوتاً قد ابتلعه ، فيقرعون الصفائح أو الصواني ، لإفزاع الحوت ، ليطلق القمر.
يا حوته : يا أيتها الحوت 
هدّي : أتركي أو أطلقي
كمرنا : قمرنا
وانجان : وان كان
ادكلج : أنقر لك
صينيه : ما يُقدم به الطعام 

                                        9 / 8 / 2011 
   
 
   


  




   










                   أم الغيث






                                          







                          الستار مسدل ، أصوات
                           بنات صغيرات يغنين

البنات :
     حشيكه .. حُمّصاي ِ
   دنعلْ أبو القطاي ِ 
   قطاي جابتْ ولدْ
   سمّتو قنبر علي ..
   كنجا أبو الصواني
   نتشْ مِنو صينيي ِ

                يرفع الستار  
                         
                        ساحة تحيطها بيوت ،البنات 
                       يجلسن متحاشكات في الشمس

البنات : " يغنين وهن يتحاشكن "
   
            
                     حشيكه حُمصاي ِ
   دنعلْ أبو القطاي ِ
     قطاي جابتْ ولدْ
   سمّتو قنبر علي
   كنجا أبو الصواني
  نتش مِنو صينيي ِ
 

خجو : " تصيح من أحد البيوت " كفى ..
سلمى : هذه خجو .
خجو : كفى زعيقاً ..
علية : الغناء تسميه زعيقاً
سعاد : إنها لا تحب غناءنا .
سلمى : ربما لأنها بلا ولد .
ليلى : المسكينة .
خجو : اذهبن إلى بيوتكن .
ليلى : " تنهض " انظري " تنظر إلى ليلى "  
  خجو لا تريدنا ، فلنذهب .
سعاد : " تنهض هي الأخرى " المحلة ليست 
  ملكاً لها .
سلمى : " تنهض " لنبقَ هنا ، مادامت الشمس 
  مشرقة ، فبيوتنا الآن باردة .
ليلى : " تضحك " سنبقى طول الشتاء إذن في 
  الزقاق .
سلمى : " لليلى " ابقي ، سنلعب لعبة جديدة .
ليلى : الجو بارد رغم أن الشمس مشرقة .
سعاد : لنلعب لعبة تدفئنا .
سلمى : لنغن ِ طلعت الشميسه
ليلى : " تشير إلى الشمس " ها هي الشمس 
سعاد : نريد أغنية ، ومعها حركة ، رقصة ، 
  تدفئنا .
ليلى :لتغن ِ إذن .. مطر مطر حلبي
سلمى : أحسنتِ ، يا ليلى ، هيا يا بنات ، فلنغن ِ 
  مطر مطر حلبي .

            البنات يتهيأن ، ثم 
                              يبدأن الرقص والغناء 

   مطرْ مطرْ حلبي
   عبرْ بنات الجلبي
   مطرْ مطرْ شاشا
   عبرْ بنات الباشا
   مطرْ مطرْ عاصي
   طوّلْ شعرْ راسي 
   ياربي مطرها 
   يا ربي مطرها

سلمى : " تبتعد عن البنات وتغني " 
   يا ربي مطرها 
   على عناد العلوجي 
   
سعاد : " تبتعد هي الأخرى وتحاكي العلوجي"
   
                            علوجي بيده طاسهْ 
                             يمشي ويحك براسهْ 

خجو : " تصيح من بيتها " كفى .. كفى
سلمى : ليسترنا الله ، ارتفعت حرارة خجو .
سعاد : سيحل آب ..
سلمى : اللهاب .
سعاد وستحرقنا كما يحرق أب المسمار في 
  الباب .
                       
                              يُفتح أحد الأبواب ،
                             وتطل العجوز أسومه

ليلى : الجدة أسومه .
سعاد : حمداً لله ، يبدو أنها تتماثل للشفاء .
سلمى : " تقترب من أسومة " مرحباً جدة .
أسومه : سمعتُ صياح خجو .
سلمى : نحن نلعب هنا ، في الشمس .
سعاد : تريد إبعادنا ، رغم أننا لا نؤذي أحداً .
ليلى : الجو بارد ، ونحن نحب اللعب .
أسومه : كلنا كنا أطفالاً ، وكنا نحب اللعب ، وكنا 
  نلعب ألعاباً مختلفة ، ومنها ألعابكم التي 
  تلعبونها الآن " تبتسم متذكرة " بل كنا 
  نلعب ألعاباً يشاركنا فيه الأطفال ، مثل .. 
  " تسعل " ..
سلمى : " قلقة " أيتها الجدة .
أسومة : " تسعل " .... 
ليلى : الجو بارد هنا .
سعاد : أدخلي ، وسترتاحي .
أسامة : " تغالب سعالها " لا تقلقن ، إنني 
  بخير .
سعاد : حسن ، أدخلي الآن ، أدخلي .

                   
                              أسومه تنسحب ، وتغلق 
                         الباب ،البنات يقفن في الشمس

ليلى : مسكينه الجدة أسومة .
سعاد : ربما تجاوزت الثمانين .
ليلى : عاشت وحيدة طول عمرها ، مات 
  والداها ، ولم تتزوج .
سعاد : ما رأيكن ؟ لنغن ِ شمس ومطغ علغبيع .
سلمى : " ساخرة تحاكي لهجتها " وأين الغبيع 
  ، يا سعودة ؟
سعاد : " تضربها " سيأتي ، نحن الآن في 
  آخر الشتاء .
سلمى : لن يأتي الربيع إذا لم تمطر " تشير إلى 
  السماء " أنظري ، لا توجد غيمة واحدة،
  في طول السماء وعرضها .
ليلى : من الأفضل أن أذهب إلى البيت .
سعاد : وتجلسين قرب المنقل ، والجمرات تشع 
  دفأ ً .
سلمى : وتحكي لك جدتك حكايات ألف ليلة وليلة 
  و..
ليلى : " تتنهد " ....
بنت : أتركي هذا لليل .
علية : " تشير برأسها " أنظروا..
سلمى : " تنظر " لعلها أم زهرة .
علية : بل زهرة نفسها .
سعاد : " تنظر " زهرة ؟ إننا قلما نراها .
علية : أمها تمنعها من الخروج .
سلمى : إنها تخاف عليها ، بعد أن رحلت أختها 
  التوأم .. جنبد .
سعاد : إلى متى تبقى حبيسة البيت ؟ إنها بنت 
  صغيرة في عمرنا تقريباً .

                            زهرة توارب الباب قليلاً،
                             وتنظر مترددة إلى البنات 

سلمى : " بصوت رقيق " زهرة .
زهرة : " تنظر إليها ولا ترد " ....
سلمى : " تشير لها " تعالي .. تعالي .
سعاد : تعالي العبي معنا .
علية : نحن نحبك .
ليلى : تعالي .
زهرة : " تنظر إليها " ....
سلمى : تعالي ، تعالي ، تعالي .
زهرة : " تلتفت إلى الوراء " ....
علية : هذه أمها .
 
                           الأم تلوح بالباب منفعلة ،
                         وتسحب زهرة ، وتغلق الباب

سلمى : " تقترب من الباب " أم زهرة .
علية : " تقترب هي الأخرى " لحظة من 
  فضلك . 
سعاد : " تسرع نحو الباب " مهلاً ، يا أم 
  زهرة .
سلمى : أم زهرة ، زهرة أختنا ، ونحن نحبها .
ليلى : " تهز رأسها " ....
سعاد : نريدها أن تلعب معنا ، كما كانت تلعب 
  في السابق قبل أن ..
سلمى : " تلكزها " .... 
سعاد : أنت تفهمين قصدي ، نحن نحبها .
أم زهرة : " من الداخل " أرجوكم ابتعدوا .
ليلى : " تناديهن " يا بنات ..
سلمى : " تتراجع مبتعدة " لنبتعد ، هيا .
علية : " تبتعد " يا للأسف .
سعاد : " تلحق بهما صامتة " .....
سلمى : " تقف في الشمس " لنحاول باستمرار 
  ، وسننجح ذات يوم .
ليلى : " تقف إلى جانبها " الجو يزداد برودة.
علية : " تفرك يديها " نحن في أواسط شهر 
  شباط . 
سعاد : آه من شباط .                           
سلمى : " تلكز سعاد " سعاد .
سعاد : كُسرت يدك " تضربها " لا تلكزيني 
  هكذا .
سلمى : جاء أخوك قجوم .
سعاد : اسمه خالد ، لا تستفزيه ، إنه عصبي 
  كما تعرفين .

                             يدخل خالد عابساً ، 
                           ويقف بعيداً عن البنات

خالد : سعاد .
سلمى : " تدفع علية " 
   يغرابْ يغرابْ 
                     ما شفتْ قجّوم

خالد : " ينظر إليها مستفزاً " سلومة .
علية : " تدفع سلمى " 
                      قجومْ نايم بالشمسْ 
                      والخشمْ مقطومْ

خالد : " يطارد علية غاضباً " سأقطم خشمك ، 
  يا مقطومة .
سعاد : " تمسك بخالد " دعك منهما ، إن 
  عقلهما ..
سلمى : أكبر من عقلكَ .
سعاد : " معاتبة " سلمى .
سلمى : إنني أمزح معه .
سعاد : ابتعدي " لخالد " تعال . 
خالد : " يقترب منها " أمي تقول ، تعالي 
  تغدي .
سلمى ماذا تتغدى ؟ " مازحة " قيسي وبلاو ؟
علية : لا ،عدس ..

سلمى : " تغني "
   صبوا العدسْ بصبّو
علية    : واي   واي 
سلمى : اصبّو بالقواطي
علية : واي  واي 

سعاد : خالد
خالد : نعم .
سعاد : قل لهما ، ماذا سنتغدى اليوم ؟ قل لهما ، 
  قل .
خالد : " متفاخراً " كشكا ، كشكا على لحم 
  غنم مقلي .

سعاد : " تغني "
   يا قضيبْ البان
                     احمسلي " تشير إلى سلمى " بطيتي
                     دطبخ الكشكا
                     واغلقْ بابْ بيتي

سلمى : " بنبرة مصالحة " سعاد .
سعاد : " بنفس النبرة " نعم .
سلمى : لا تحكمي إغلاق الباب .
سعاد : " تبتسم " ....
سلمى : تعجبني الكشكا .
سعاد : أمي تحبك ، وأنا أيضاً أحبك ، وكشكا 
  لخمسة تكفي لعشرة .
ليلى : هذه سعاد التي أعرفها .
سعاد : أنت واحدة من العشرة .
ليلى : أشكرك ، أمي تعمل كبة برغل 
سلمى : الله ربك .
 
                        سعاد تهم بالخروج ، عندما
                            تطل أسومة من الباب

أسومه : " تهتف " يا بنات .
الجميع : " يلتفتن إليها " ....
سعاد : " تتوقف " ....
خالد : تعالي ، أمي تنتظر .
سعاد : مهلاً ، أسومه نادتنا ، قد تكون بحاجة 
  إلى شيء .
أسومه : " تريهم دمية ضخمة " أنظرن .
علية : " مبهورة " آه .
ليلى : آه ، ما هذا ؟
سلمى : لم أرَ هكذا دمية من قبل .
سعاد : " تقترب " أهي  دمية حقاً ؟
أسومة : " ترقص الدمية مبتسمة " أنظرن .. 
  أنظرن .. انظرن .
خالد : " نافد الصبر " سعاد ، تعالي نذهب .
سعاد : " لا تلتفت إليه " ....
خالد : سأذهب أنا " يتجه إلى الخارج " ابقي 
  أنت " وهو يخرج " هذا شأنك .
سعاد : ما هذه الدمية ؟ أخبرينا .
أسومة : إنها  .. آم الريث .
علية : أم الريث ! 
أسومة : نعم ، وهي كما ترون ، تمثال من 
  القصب ، على شكل امرأة ، ملفوف 
  بالخرق..  
البنات : " ينظرن إليها مبهورات " ....
أسومه : أما فائدتها ، فعند انحباس المطر ، كما 
  هو الحال الآن ، يحمل الأطفال هذه الدمية 
  ، ويدورون في الأزقة ، وهم يغنون : 
          
                     يا أم الغيث غيثينا 
                    لولا المطر ما جينا
                    حطو لنا بالطبشه
                    أصبح ولدكم يمشا 

البنات : " يترنمن فرحات " .....
أسومه : هذا ما كنا نفعله ، ونحن صغار .
سعاد : وماذا كان يجري ؟
عليه : هل كانت تمطر ؟
أسومة : " تهمهم مبتسمة " هم م م م .
سلوى : أخبرينا .
أسومه : خذن أم الريث " تقدم الدمية لهن " 
  وجربن بأنفسكن .
 سلوى : " تمسك بالدمية وتحدق فيها " يا لها 
  من .. أم الريث .
ليلى : والآن ماذا نفعل ؟
أسومه : ما كنا نفعله ، ونحن صغار .
الجميع : " ينظرن إليها مترقبات " .....
أسومه : أم الغيث بين أيديكن الآن ، خذنها ، 
  وطفن بها من بيت إلى بيت ، وغنين.. أم 
  الغيث غيثينا..وسيخرج الناس إليكن ، 
  ويسكبوا عليها الماء ، هيا انطلقن ، 
  وسترين .

                          البنات يأخذن الدمية ، ويتجهن 
                          بها إلى البيت الأول وهن يغنين  

البنات : " يغنين " 
   أم الغيث غيثينا
   لولا المطر ما جينا 
   حطوا لنا بالطبشه
   أصبح ولدكم يمشا   

        البنات يقفن بالباب ينتظرن ،                أسومه تشير لهن أن يغنين ثانية

البنات : " يغنين "
                    أم الغيث غيثينا 
                    لولا المطر ما جينا

                          يفتح الباب ، وتطل امرأة
                            تحمل إناء مليئاً بالماء

المرأة : هذه فكرة أسومة .
علية : " تهز رأسها " ....
ليلى : لقد لعبتها في طفولتها .
المرأة : إنها أكبر مني بسنوات ، وكانت تقودنا ، 
  حاملة هذه الدمية نفسها .
سعاد : حطي لنا بالطبشة
المرأة : " تصب الماء فوق الدمية " وهذا هو 
  الماء .
سعاد : أصبح ولدكِ يمشا
المرأة : لقد مشا ، يا صغيرتي ، وأخذته الحرب 
  مني .
ليلى :آه من الحرب ، لقد أخذت أبي أيضاً ، 
  وأسرته بعيداً عنا .
                  
                            البنات يسرن مبتعدات  ، 
                             ويقفن عند بيت خجو

سلوى : هذا بيت خجو .
سعاد : فلنغنِ .
علية : لن تصب فوق رأسنا غير .. " تحاكيها 
  " كفى .. كفى .
سعاد : لا عليك ، فلنغن  ، هيا .ِ

البنات : " يغنين " 
   أم الغيث غيثينا
   لولا المطر ما جينا
   حطولنا بالطبشه 
  صبح ولدكم يمشا 

خجو : " تصيح من الداخل " كفى .
علية : أظن أن كفى واحدة تكفي .
سعاد : أريد كفى أخرى .
علية : سعاد .

سعاد : " تغني " 
  أم الريث ريثينا
خجو : " تصب الماء عليهن من السطح " 
  خذن هذا الغيث .
سعاد : " تهرب ضاحكة " يا له من غيث .
ليلى : " تبتعد مغطية رأسها بيديها " عرفتُ 
  أنها سترشنا بالماء .
علية : " تهرب مبتعدة هي الأخرى " هذا 
  أرحم من كفى .. كفى .
سلوى : " تلحق بهن " هذا غيث خجو ، فلنبتعد 
  عن بيتها .
سعاد : لنذهب إلى بيت أم زهرة .
ليلى : أم زهرة !
علية : لكنها قد لا تفتح الباب .
سلوى : لنحاول ، المهم أن نسمع صوتنا 
  لصديقتنا زهور .

                           البنات يسرن ، ويقفن مغنيات
                               عند باب بيت أم زهرة

البنات : " يغنين "
   أم الغيث غيثينا 
   لولا المطر ما جينا
   حطولنا بالطبشه
   أصبح ولدكم يمشا

                         البنات يقفن منتظرات ، 
                        ينظرن إلى الباب المغلق

علية : لن تفتح الباب .
ليلى : آه .
سلوى : من المؤسف ، أن هذا الباب قلما فتح ، 
  منذ أن رحلت جنبد .
سعاد : لكن ما ذنب زهرة ؟
سلوى : إنها زهرة بحق ، وأخشى أن تذوي ، 
  وتذبل ، في هذا الجو .
سعاد : إن أمها تخاف عليها ، من النسيم الهاب 
  ، وخاصة بعد ما أصاب أختها التوأم .. 
  جنبد .
علية : تقول جدتي عمشه ، الحي أبقى من .. 
  الراحل .
سعاد : ليتك ، يا علية ، مثل جدتك .
سلوى : " تبتسم " .....
علية : سعاد .
سعاد : جدتك حكيمة .
علية : " تبدو منفعلة " ....
سلوى : دعونا نغني ثانية .
ليلى : أنتِ محقة .
سلوى : لنغن ِ ، هيا .

البنات : " يغنين " 
   أم الريث ريثينا
   لولا المطر ما جينا 
   حطولنا بالطبشه
   صبح ولدكم يمشا

                          يصمتن حزينات ، تنظر 
                            إحداهن إلى الأخرى 

سعاد : لا فائدة .
سلوى : طالما تمنيت أن تشاركنا زهرة ألعابنا ، 
  كما كانت تفعل أختها .. جنبد .
علية : لعلها تتمنى ذلك هي الأخرى ، لكن أمها 
  للأسف ..
سلوى : " تنظر إلى الباب " أنظرن ..
علية : ماذا ؟
سلوى : الباب .
سعاد : " تنظر إلى الباب " بدا لي أنه تحرك 
  قليلاً ، لنغن ِ مرة أخرى .

البنات : " يغنين " 
   أم الريث ريثينا 
   لولا المطر ما جينا 

                                 الباب يُفتح قليلاً ، 
                            البنات يغنين بصوت أعلى

البنات :  حطولنا بالطبشه
                     أصبح ولدكم يمشا

                             البنات يسكتن ، الباب 
                           يُفتح أكثر ، تطل أم زهرة 

سلمى : " بصوت رقيق " أم زهرة .
أم زهرة : " لا ترد " ....
سعاد : عفواً للإزعاج .
أم زهرة : " تنظر إليها صامتة " ....
ليلى : " بصوت رقيق " صباح الخير .
أم زهرة : صباح النور .
سلوى : " تريها الدمية " هذه الدمية ، أعطتها 
  لنا الجدة أسومه ..
أم زهرة : إنها أم الريث .
سلوى : ونحن ندور بها على بيوت المحلة ، 
  ونغني .. أم الريث ريثينا
سعاد : " تبتسم " لولا زهرة ما جينا 
أم زهرة : " تدمع عيناها مبتسمة  " ....
سلوى : " ترفع الدمية قليلاً " حطولنا بالطبشه
علية : أصبح ولدكم يمشا

                         صمت حرج ، أم زهرة في 
                      مكانها ، البنات يهممن بالذهاب

أم زهرة : مهلاً ، يا بنات .
البنات : " يتوقفن " ....
أم زهرة : لدينا قليلاً من الماء لأم الريث..
سلوى : ماؤكم ، مهما كان قليلاً ، يا أم زهرة  ، 
  فهو عسل .
أم زهرة : " تلتفت إلى الوراء " زهرة .
علية : زهرة ! 
ليلى : " فرحة " زهرة ؟
زهرة : " تلوح خلف أمها " ....
سعاد : حبيبتي زهرة .
زهرة : " تتقدم قليلاً حاملة طاستين " ....
سلوى : طاستا ماء .
زهرة : " تهز رأسها مبتسمة " .....
ليلى : يا عيني ، يا زهرة .
زهرة : " تتقدم من الدمية " ....
علية : ليتني أم الغيث .
الجميع : " يضحكن جميعاً " ....
أم زهرة : صُبي الأولى على الدمية .
زهرة : " تصب الطاسة الأولى " هذه من 
  أختي .. جنبد .
أم زهرة : " تغالب دموعها " ....
علية : " بصوت متهدج " جنبد .
سلوى : ألف شكر .
ليلى : والطاسة الأخرى ؟
زهرة : " تصب الطاسة الثانية " وهذه مني ..
سلوى : آه .
زهرة : أنا .. زهرة .. أخت جنبد .
سعاد : " تعانقها " حبيبتي ، حبيبتي زهرة .
زهرة : هل ستمطر ؟
سعاد : " محرجة " آآآ ..
زهرة : " تنظر إلى علية " ربما ..
زهرة : " تنظر إلى سلوى " ....
سلوى : إذا جئتِ معنا .
ليلى : تعالي ، يا زهرة ، تعالي معنا .
زهرة : " تتطلع إلى أمها " ....
أم زهرة : " تقف حائرة " ....
سلوى : " بنبرة رجاء " أم زهرة .
أم زهرة : إنني أخاف عليها .
سلمى : لا داعي للخوف ، زهرة أختنا ، كما 
  كانت .. جنبد .
أم زهرة : " تنهنه باكية " ....
سلوى : عفواً ، لم أرد أن أبكيك .
سعاد : جنبد معنا ، وستبقى معنا ، هي وأختنا 
  العزيزة .. زهرة .
علية : " تداعب خصلات زهرة بأناملها " 
  زهرتي .. وردة .
سعاد : بل .. شدة ورد .
سلمى " شدة ورد " تغني " شدة ورد شدة 

                             البنات يدرن حول 
                          زهرة ويغنين فرحات 

البنات : " يغنين " 
   شدّه يا وردْ .. شدْه
       منهي الوردْ .. شدْه
   زهرة الوردْ .. شدٍه
   ضحكتها وردْ .. شدْه
   كومتها وردْ .. شدْه
   كعدتها وردْ .. شدْه 
   دورتها وردْ .. شدْه
   كل احنه وردْ .. شدْه
   كل احنه وردْ .. شدْه
   كل احنه وردْ .. شدْه

                            البنات يتوقفن لاهثات منتظرات ،
                             تطل امرأة ، تحمل طاسة ماء

المرأة : " تهتف منادية " أم الريث .
سلمى : " لأم زهرة " إنها تنادينا ، وطاسة 
  الماء في يدها .
أم زهرة : " تنظر إليها حائرة " ....
زهرة : " تتطلع إلى أمها " ماما .
سعاد : جنبد كانت دوماَ معنا ، وستبقى دوماً 
  معنا .
علية : زهرة أختنا ، ونريدها معنا .
ليلى : أم زهرة ..
زهرة : ماما ، ماما .
أم زهرة : عزيزتي ..
زهرة : ماما .
أم زهرة : اذهبي ، يا عزيزتي .
زهرة : " تعانق أمها فرحة " ماما  " تقبلها " 
  أشكرك .
أم زهرة : اذهبي ، وغني وافرحي ، مع أخواتك " 
  للبنات " هيا ، خذنها ، ودرن ، ولكن لا 
  تبتعدن .
سعاد : " تسحبها برفق " تعالي ، يا عزيزتي.
ليلى : هيا فلنذهب ، المرأة تنتظر .
سلوى : " تقدم الدمية لزهرة " احملي أنت 
  الدمية ، وسنحيط نحن بك ، ونغني جميعاً 
  " تهتف " هيا بنات ، فلنسر ونغني .

                             زهرة تسير حاملة الدمية ، 
                         والبنات حولها ، والجميع يغنين

البنات : " يغنين "
   أم الريث ريثينا
   لولا المطر ما جينا
   حطولنا بالطبشه
   أصبح ولدكم يمشا
        
                            البنات يقفن قرب المرأة ، 
                        المرأة تصب الماء على الدمية

أم زهرة : " تهلهل فرحة " .... 
المرأة : " تهلهل هي الأخرى " ....
أم زهرة : هيا يا بنات ، درن ، وغنين ، أم الريث 
  ريثينا .

                         البنات يسرن ويغنين فرحات ،
                          تتقدمهن زهرة حاملة الدمية
            
البنات : " يغنين "

   أم الريث ريثينا
   لولا المطر ما جينا
   حولنا بالطبشه
   أصبح ولدكم يمشا

              
                      الأضواء والأصوات تخفت    
                        شيئاً فشيئاً حتى تتلاشى     
                                    إظلام 
                                     ستار

                                             
 
  


   


    







الملاحظات  
ــــــــــــــــــ
1 ـ حشيكه حمُصّاي
   عند شروق الشمس شتاء ، في مدينة الموصل بالذات ، يجلس الأطفال ، ذكوراً وإناثاً متلاصقين ، ليزدادوا دفئاً .
حشيكه : التراصف الشديد 
حمصاي : مفردة حمص
دنعل : ألعن
قطاي : نوع من الطيور
كن جا : قد جاء
الصواني : جمع صينية 
نتش : خطف
منو : منه


2 ـ مطر  مطر  حلبي
   هذه اللعبة الغنائية خاصة بالبنات ، يرددنها شتاء عند سقوط المطر ، فيدرن ويرقصن ويصفقن ويغنين غير مباليات بسقوط المطر على أجسامهن .
مطر حلبي : أي أنه ينسكب خيوطاً كشخوب الحليب 
  لشدة هطوله .
مطر شاشه : المطر السريع
الجلبي : لقب تركي ، أقل درجة من الباشا
على عناد : على الرغم من ، وهي من العناد
العلوجي : صاحب العلوة
طاسة : القدح المعدني 
براسه : برأسِهِ


3 ـ يغراب  يغراب
   لعبة من ألعاب محاكاة الحيوانات ، والغراب طائر لا يحبه الأطفال ، لتشاؤم الناس من منظره وقبح صوته .    
يغراب : يا غراب
شفت : رأيت
قجوم : دلالة على تشوه الأنف
مكطوم : مبتور أو مقطوع 


4 ـ صبوا العدس
   لعبة تلعبها البنات ، فيتماسكن بالأيدي مشكلات دائرة ، تقودها فتاة مغنية " صبوا العدس بصبوا " فتردد المجموعة بعد كل مقطع " واي واي " .
واي واي : كلمة إيقاع لتنظيم النغم
صبوا العدس : أفرغوا العدس في الأواني
القواطي : جمع قوطية ، وهي علبة من الصفيح 


5 ـ أم الغيث غيثينا
   دمية ، أو تمثال من القصب ، ملفوف بالخرق ، على شكل امرأة ، تمثل ربة الغيث ، يحملها الأطفال ويدورون بها في الأزقة ، عند انحباس المطر ، فيسكب عليها أهل الدور المياه ، متمنين هطول المطر في موعد قريب . 
غيثينا : أنقذينا
جينا : جئنا
حطوا : وضعوا
الطبشه : وعاء خشبي 
يمشا : يمشي


6 ـ شدّه يا وردْ
   لعبة وأغنية خاصة بالبنات ، اللاعبات يشكلن دائرة ، وهن متماسكات بالأيدي ، وإحداهن تنشد ، والأخريات يرددن " شدّه " .
شدّه : باقة
منهي : من هي ؟
كومتها : قيامها
دورتها : دورانها 
كل احنه : نحن كلنا أو جميعنا  


  


                                   13 / 8 / 2011








الفهرس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ قرقوش 2

2 ـ صندوق الدنيا 30

3 ـ يا سامعين الصوت 58

4 ـ طلعت الشميسة 86

5 ـ أم الغيث 115


 

0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption