مجلة الفنون المسرحية
فاطمة رشدي رائدة عروض المونودراما مصرياً وعربياً
فاطمة رشدي لا تحتاج مني أن أتحدث عن مكانتها الفنية، أو عن تاريخها المسرحي الكبير منذ أن كانت بطلة فرقة رمسيس، حتى أصبحت صاحبة أهم فرقة مسرحية في أوائل الثلاثينيات وهي «فرقة فاطمة رشدي»، لدرجة أن أمير الشعراء «أحمد شوقي» كتب لها خصيصاً بعض مسرحياته الشعرية! كل هذا التاريخ المزدهر استمر حوالي عشرة أعوام من حياة فاطمة رشدي وفرقتها حتى عام 1937! فهذا العام كان مؤشراً بزوال مرحلة تألقها، والبدء في مرحلة تراجعها؛ وفقاً لقانون الفن والحياة الذي ينطبق على جميع الفنانين ومنهم فاطمة رشدي .. هكذا كنت أظن!
بدأت مرحلة تراجع مجد فاطمة رشدي المسرحي، عندما ذهبت إلى العراق عام 1937 في رحلة فنية عرضت فيها مجموعة من مسرحياتها. وفي هذه الرحلة اعتدى بعض العراقيين على مدير الفرقة الممثل «أحمد الفقي» الشهير باسم «أحمد البيه» بغرض قتله والتخلص منه! وعندما فشلت المحاولة وتمّ القبض على المعتدين، اعترفوا بأن صاحبة الفرقة «فاطمة رشدي» هي التي اتفقت معهم على ذلك بسبب مشاكل بينها وبين مدير فرقتها «أحمد البيه»! وتناقلت الصحف المصرية والعراقية أخبار هذه القضية، لا سيما بعد القبض على فاطمة رشدي والتحقيق معها في أقسام الشرطة العراقية؛ لذلك تدخلت المفوضية المصرية في بغداد وحلّت المشكلة وأخرجت فاطمة من الحبس، مما أدى إلى حلّ الفرقة في بغداد قبل أن تعود إلى القاهرة!
عادت فاطمة رشدي إلى القاهرة فلم تجد من الفنانين من يدعمها أو يقف بجوارها، مما يعني صعوبة تشكيلها لفرقة مسرحية جديدة! هذا الوضع نجح في استغلاله أهم متعهد حفلات في تاريخ مصر الفني، وهو المَعلم «صديق أحمد»، الذي اتفق معها على العمل في مسرح برنتانيا مقابل راتب شهري ثابت لها مع نسبة من الإيراد، شريطة عدم تدخلها في اختيار أو تشكيل أعضاء الفرقة! فلم تجد فاطمة مجالاً للرفض، وقبلت هذا الاتفاق، وبدأت بالفعل في عرض مسرحياتها القديمة على مسرح برنتانيا ابتداء من مايو 1937، وسط فرقة اختارها المتعهد، ومن أعضائها: مختار عثمان، حسن البارودي، محمود المليجي، حسن فايق، حسين عسر، حسين صدقي، ماري منيب، زينات صدقي. أما المسرحيات فكانت: قلوب معذبة، وبين نارين، وتوتو، ومجنون ليلى.
استمرت فاطمة رشدي شهرين على هذا المنوال، حتى انتهى العقد مع المتعهد، فقامت بتشكيل فرقة أخرى وسافرت بها إلى الأقاليم، وبدأت بطنطا ومثلت أولى لياليها على المسرح البلدي، فتشاجر عمال المسرح مع الممثلين، مما أدى إلى إلغاء بقية أيام العرض! فسافرت إلى الإسكندرية في شهر أغسطس – موسم الصيف – ومثلت على مسرح الهمبرا، فكان الإقبال على عروضها ضعيفاً فأُلغيت بقية العروض، وتمّ حلّ الفرقة نهائياً، وتركت فاطمة المسرح واتجهت إلى السينما وبدأت في تمثيل مشاهد فيلم «ثمن السعادة»، ثم اختفت أخبارها بضعة أشهر!
البداية في ليبيا
ظهرت فاطمة رشدي، ولم يكن ظهورها في مصر كما هو متوقع، بل كان في مدينة طرابلس الليبية! فقد نشرت مجلة «الصباح» كلمة مطولة عنوانها «فاطمة رشدي في طرابلس الغرب»، علمنا منها أنها سافرت إلى ليبيا وحدها، وتقابلت مع التاجر المشهور «السيد الهادي المشرقي»، وأظهرت له رغبتها في إحياء حفلة مسرحية لحسابها، نظراً لما عُرف عنه من مساعدة الفرق المصرية ومعاونتها. وعندما سألها عن فرقتها وأين هي ومتى ستصل، قالت: لا توجد فرقة وأنها ستمثل بمفردها على المسرح قطعاً تمثيلية من رواياتها المشهورة وستلقي بعض المونولوجات! فأحسّ السيد المشرقي بأزمتها، ورأى أن يحقق لها رغبتها، بعد أن تأكد أنها حضرت وحدها بدون فرقة! وهكذا قدّم لها المساعدة اللازمة في تنظيم الحفلة، التي تمت بالفعل يوم 24 إبريل 1938، ومثلت فاطمة وحدها قطعة من مسرحية «كليوباترا»، وأعقبتها ببعض المونولوجات الأدبية.
بلاد المغرب العربي
الواضح أن عروض فاطمة رشدي للتمثيل الفردي نجحت في ليبيا، لأنها انتقلت منها إلى تونس، وعلمنا ذلك من مجلة الصباح التي نشرت في أواخر مايو 1938 موضوعاً بعنوان «فاطمة رشدي في تونس» علمنا منه أنها تعتزم تمثيل بعض القطع بمفردها على مسارح تونس، تجمع فيها بين الفكاهة والتمثيل والرقص على طريقة الموزيكهول، فتلقي بعض المنولوجات، التي تتخللها الرقصات. وقد ذكرت مجلة «الاثنين» بعض تفاصيل الموضوع، قائلة في 30 مايو 1938: اختفت كبيرة ممثلات مصر السيدة فاطمة رشدي منذ مدة، والحقيقة أنها رأت أن تقوم برحلة فنية في شمال أفريقيا، إلى طرابلس أولاً فأحيت عدة حفلات في مدنها المختلفة ابتداء من بني غازي، ثم قصدت بعد ذلك إلى تونس وما تزال بها إلى اليوم وستنتقل منها قريباً إلى الجزائر. وقد أعدت فاطمة لهذه الرحلة برنامجاً يتضمن قطعاً شعرية من تأليف الأستاذ أحمد رامي ومنها «انتظار الحبيب»، وقد لحنها الموسيقي البارع الأستاذ محمد القصبجي، و«الأم» من تلحين الأستاذ أحمد صبرة. وتضمن البرنامج كذلك قطعاً فكاهية منها «الصعيدية» تأليف الأستاذ مختار، و«فوفو» وغيرهما. هذا إلى جانب القطع التمثيلية وفي مقدمتها درة أمير الشعراء المرحوم شوقي بك «كليوباترا».
وفي منتصف يونية نشرت مجلة «الاثنين والدنيا» موضوعاً عنوانه «نجاح فاطمة رشدي في تونس»، قرأنا فيه ما نشرته الصحف في تونس عن نجاح عروض فاطمة رشدي، ومنها جريدة «الزهرة» التي أثنت على عروض فاطمة وهي: «انتظار الحبيب، والمصرية الصعيدية، والأم، والساقطة، وفوفو، والفتاة العصرية، والفتاة المصرية الصميمة، ومصرع كليوباترا». وعلقت الجريدة تعليقاً مهماً عن أثر تمثيل فاطمة في الجمهور التونسي، قائلة: "وقد قوبلت بالتصفيق الحاد نظراً لما أبدته فاطمة من التفنن والبراعة رغماً عن كونها كانت تقوم بها بانفرادها". كما أكدت على هذا النجاح جريدة «La Depech Tnnisienne» – الصادرة في 17 مايو – قائلة عن عروض فاطمة المنفردة: "لاقت نجاحاً عظيماً بفضل البراعة الفائقة التي أظهرتها الممثلة المصرية النابغة".
تابعت الصحف والمجلات نجاح فاطمة رشدي في بلاد المغرب العربي، فنشرت مجلة «الشعلة» في يوليو 1938 خبراً عن وصول فاطمة إلى الجزائر ونجاح عروضها، مع وجود صورة لها مع مدير الأستوديو والمذيع بعد أن ألقت كلمة في راديو المدينة، نشرتها لها الصحف الجزائرية. وفي أواخر أغسطس نشرت مجلة «الاثنين والدنيا» صورة كتبت أسفلها: "ما تزال السيدة فاطمة رشدي تقيم في مراكش. وترى هنا صورتها بين أعضاء النادي الفرنسي المغربي في حفلة كبيرة أقامها النادي تكريماً لها". وبعد أيام قليلة قالت المجلة نفسها:
"إن الصحف في مراكش أجمعت على تقدير فن فاطمة سواء منها الصحف الأجنبية والوطنية، وقد وصلت إلينا تلك الصحف فإذا هي ألسنة إطناب وإعجاب بما تبذله مواطنتنا هناك من مجهود صادق وما تناله من نجاح متلاحق. وتعمل فاطمة رشدي في المدن التي تزورها بمفردها إذ تلقي قطعاً مختلفة منها الدرام ومنها الكوميدي الراقي ومنها المنولوجات الملحنة: وهي إذ تفعل ذلك إنما تدخل في الفن العربي نوعاً معروفاً في فرنسا وغيرها من البلاد الأوروبية يسمى «الريسيتال» وهو مجموعة مختلفة من الاستعراضات التمثيلية تقوم بأدائها ممثلة قديرة أو ممثل عبقري". ومن وجهة نظري أن «الريسيتال» وفقاً لتعريفه المذكور ينطبق على كل ما تقدمه فاطمة رشدي من إجمال عروضها، التي تجمع بين الرقص والغناء والمنولوج، والتي تختلف عن قطع التمثيل المنفرد، الذي لم يجدوا تعريفاً له وقتذاك!
إلى فرنسا
بعد نجاح عروض فاطمة رشدي للتمثيل المنفرد في ليبيا وتونس والجزائر والمغرب، سافرت إلى فرنسا وقدمت عروضها على مسرح صالة الأعياد بجريدة «بيتي جورنال» في اليوم السادس عشر من سبتمبر 1938. وكتبت مجلة «الاثنين» عن ذلك، قائلة: "ولقد امتلأت صالة هذا المسرح بالكبراء والعظماء وبينهم وزيرنا المفوض في فرنسا معالي فخري باشا، وسعادة أمين يوسف بك الوزير المفوض السابق في أمريكا وموظفو المفوضية والقنصلية المصريتين في باريس وطائفة كبيرة من مثقفي الفرنسيين وعظمائهم. وبدأت فاطمة برنامجها بقطعة غنائية راقصة اسمها «الصعيدية». ثم تلتها بأخرى غنائية تونسية اسمها «تما .. قرب» ثم قطعة «الأم» ثم «فوفو» ثم «فتاة اليوم». وحوى البرنامج غير القطع الغنائية قطعاً أخرى من نوع الدرام وختمت الحفلة بمنظر «مصرع كليوباترا» من الرواية الخالدة لفقيد الأدب والشعر المرحوم شوقي بك. وكان يصحب فاطمة في القطع التلحينية أوركسترا مؤلفة من أشهر العازفين الفرنسيين".
وقد وزعت شركة هافاس – على مندوبي الصحف العربية والعالمية – خبراً هذا نصه: "أقامت الممثلة المصرية المدموازيل فاطمة رشدي مساء أمس في قاعة الأعياد الكبرى في إدارة جريدة «بتي جورنال» حفلة استعرضت فيها بعض أغانيها ورقصاتها ومواقف تمثيلية أمام جمهور غفير من المتفرجين. ومدموازيل فاطمة تعرف كيف تلعب بعواطف المتفرجين وكيف تنتقل بهم من الألم إلى اللذة إلى السرور وكيف تسحرهم بتمثيلها وأغانيها المختلفة. وقد حازت الفنانة نجاحاً كبيراً في مشهد «موت كليوباترا» الذي ختمت به الحفلة. فقد مثلت هذا المشهد بحرارة فائقة وتأثر شديد وعبرت أصدق تعبير عن الآلام والأحقاد التي تنازعت صدر الملكة الشابة بين غرامها بمارك أنطوني وحقدها على روما. ونزل الستار بين التصفيق الحاد الذي استمر طويلاً والذي برهن للممثلة المصرية النابغة أن جمهور المتفرجين قد تذوق فنها العالي وقدره كل التقدير".
نوع تمثيلي مُبتكر
عادت فاطمة رشدي إلى مصر بعد نجاح عروضها التمثيلية المنفردة في ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وفرنسا! وأصداء هذا النجاح وصلت إلى مصر قبل أن تعود إليها فاطمة رشدي، فسارع إليها «المسيو سيزار» صاحب كازينو مونت كارلو بالإسكندرية، وعرض عليها تقديم عروضها التمثيلية المنفردة ضمن برنامج الكازينو .. هكذا أخبرتنا جريدة «أبو الهول» في إبريل 1939. وطوال شهر مايو والصحف والمجلات الفنية لا تتوقف عن نشر إعلانات الكازينو والتركيز على عروض فاطمة رشدي التمثيلية المنفردة، والتي لم تجد لها اسماً أو تعريفاً معروفاً، مما يؤكد أن فاطمة رشدي تُقدم نوعاً تمثيلياً منفرداً جديداً ومبتكراً وغير مسبوق مصرياً أو عربياً. فعلى سبيل المثال وجدنا مجلة «الاثنين والدنيا» تقول في إعلانها: "كازينو مونت كارلو بالشاطبي يقدم فرقة النجمة المسرحية «فاطمة رشدي» في نوعها الجديد وابتكاراتها الرائعة". وقالت مجلة «الصباح» في إعلانها: "كازينو مونت كارلو .. فرقة النجمة فاطمة رشدي .. كبيرة ممثلات الشرق في نوع جديد لأول مرة".
وعلى الرغم من أن ما تُقدمه فاطمة رشدي يُعدّ جديداً في التمثيل، إلا أن الصحف الفنية أرادت أن تقربه إلى أذهان الناس، فأطلقت عليه مونولوجاً، حيث إنه الأقرب شكلاً لما تقدمه فاطمة، وفي الوقت نفسه يختلف عنه!! لذلك نشرت جريدة «أبو الهول» في نهاية مايو 1939 كلمة عن عروض فاطمة رشدي التي نجحت في كازينو مونت كارلو، قائلة عنها تحت عنوان «منولوجات فاطمة رشدي»: "ظهرت فاطمة رشدي في ملابس فتاة صعيدية فألقت قطعة تتحدث فيها عن ابن عمها الذي كان يرغب في الزواج بأجنبية؛ ولكنها وهي صعيدية استطاعت أن تقنعه بأفضلية الزواج بها عن الأجنبية .. حتى أنه حينما قال لها: الأجنبية ترقص، رقصت مثلها .. وحينما قال لها: الأجنبية تتحدث باللغات الأجنبية حدثته بالأجنبية أيضاً .. ولم يكن المونولوج قاصراً على الغناء بل كان به قطع تمثيلية أيضاً فشاهدنا فاطمة تغني وتمثل وترقص في مونولوج واحد وقد تحمس الجمهور إعجاباً بها واستعادها مراراً".
ولعل كلام الجريدة يوحي بأن هناك شخصية أخرى في العرض غير فاطمة، وهي شخصية «ابن عمها»!! والحقيقة أن فاطمة كانت تتقمص شخصية ابن عمها، وكانت تمثل وحدها دون وجود أي شخص آخر، وهذا هو الابتكار الذي تحدثت عنه الصحف!! فمجلة «الصباح» بعد نجاح عروض فاطمة رشدي المنفردة، كانت تعلن عنها بعبارة "كبيرة ممثلات الشرق في نوع جديد لأول مرة"!! أما مجلة «الاثنين والدنيا» في يونية 1939، فقد شرحت الأمر بقولها: "إن السيدة فاطمة رشدي تعمل على رأس فرقة «مونت كارلو»، وقد بدأت فاطمة بنوع جديد لم يكن لها به عهد من قبل. فهي تظهر كمنولوجست وممثلة وراقصة في وقت واحد. فقد وضع لها الشاعر المجيد الأستاذ أحمد رامي منولوجاً أخلاقياً تبدو فيه كفتاة من أهل الصعيد، فتتحدث عن هيام الشبان بالزواج من غير مواطناتهم، وتفند نظرياتهم وتظهر أن في استطاعة المصرية أن تسعد زوجها، إذ في طوقها أن ترقص كالأفرنجية وأن «ترطن» مثلها كذلك، وأن تأخذ بأهداب المدنية على خير الوجوه. وفي كل هذه الأدوار تقمصت فاطمة رشدي ألواناً متعددة في نفس المونولوج، وقد نجحت فيه نجاحاً باهراً".
وفي يوليو 1939، نشرت مجلة «الصباح» كلمة عن أحد عروض فاطمة رشدي الجديدة، وعنوانه «أرتيست»، قائلة تحت عنوان «البرنامج الجديد بكازينو مونت كارلو»: أما "منولوجات فاطمة رشدي، فقد سمعنا منها في هذا الأسبوع منولوج «أرتيست» تعرض حياتها الخاصة أمام الجمهور وما فيها من أسى وألم على رغم ما فيها من مظاهر الابتهاج أمام النظارة، وقد جمع المنولوج بين التمثيل والغناء فكانت مجيدة إلى أبعد حد".
هذا النجاح الكبير في هذا التمثيل المبتكر، أوغر صدور الحاسدات والمتنافسات، ومنهن «زينب صدقي» التي كتبت مقالة هاجمت فيها فاطمة رشدي ونوعها التمثيلي الجديد المبتكر! فقامت فاطمة رشدي بالرد عليها في منتصف يوليو 1939 في مجلة «الصباح»، تحت عنوان «من السيدة فاطمة رشدي إلى السيدة زينب صدقي»! والذي يهمنا في هذا الرد، ما قالته فاطمة رشدي عن ابتكارها التمثيلي ووصفه، قائلة: "إنني في الصالة أؤدي رسالتي كاملة لا غبار عليها، ألقي النصيحة وأنقد العادات القبيحة في قالب سداه الفكاهة ولحمته القول اللين والطرب ..... وحسبي أنني ألقي مونولوجاً أنحي فيه باللائمة على من يتزوج بالأجنبيات ويفضلهن على بنات جنسه، وهو مرض اجتماعي ونقيصة خلقية، حتى أرى الجمهور يسمعني وأنا أغني في هذا المنولوج ويراني وأنا أرقص فيفقه بعد ذلك أن هذا الغناء وهذا الرقص ما هنا إلا شقي البرشامة التي تحتوي على الدواء المُرّ ليسهل على المريض تعاطيه، وكذلك ألقي عليهم منولوجاً آخر أصور لهم «أرتيست» الصالة بشمعة تحترق لتنير عليهم، وأدعوهم إلى احترامها والإشفاق عليها، وهذه أيضاً نصيحة أسديها إلى «الأرتيست» والنظارة في وقت واحد. هذه هي رسالتي التي أدعو إليها في الصالة .. أغني غناء مقبولاً، وأرقص رقصاً توقيعياً، لا أثر لهز البطن فيه، وآمر بالمعروف وأنهي عن المنكر في قالب فكاهي يستسيغه كل من يتذوقه".
واستمرت فاطمة في تقديم عروض جديدة بهذا الأسلوب التمثيلي المنفرد، وظلت الصحف تشيد بما تقدمه، فقد قالت جريدة «أبو الهول» في نهاية يوليو: "وشاهدنا برنامج فرقة كازينو مونت كارلو فأعجبنا من الممثلة البارعة القديرة فاطمة رشدي إلقاؤها مونولوجات ذات معنى، كل مونولوج منها كقصة اجتماعية مستقلة". ومن أهم الدلائل على ابتكار فاطمة رشدي لهذا النوع التمثيلي الجديد، ما نشرته جريدة «أبو الهول» أيضاً حول زيارة «ببا عز الدين» لكازينو مونت كارلو، وعندما سألوها عن سبب الزيارة، قالت: "لأشاهد السيدة فاطمة رشدي في نوعها الجديد". وهذه شهادة مهمة، لأن صاحبتها كانت – في هذا الوقت – صاحبة أكبر صالة فنية في مصر، مما يعني أن ما تقدمه فاطمة رشدي لم يُقدم من قبل في أية صالة من الصالات، مما يعني أن ما تقدمه ليس مونولوجاً بل هو نوع تمثيلي مبتكر، يكتبه كبار المؤلفين خصيصاً لفاطمة رشدي، ولم يكن مونولوجات مجتزئة من مسرحيات قديمة، كما كان الأمر في بداية فاطمة، عندما عرضت مقاطع من مسرحية «مصرع كليوباترا» في ليبيا.
والدليل على ذلك أن عرض «الصعيدية» ألفه «أحمد رامي»، وعرض «الكدابة» ألفه «زكي إبراهيم» وكذلك عرض «حياة الأرتيست»، وهو الذي كتب أيضاً عرض «بعد الأسر» التي قالت عنه جريدة «أبو الهول»: "ألقت السيدة فاطمة رشدي هذا المنولوج الذي تمثل فيه «مصر» تتوسل إلى حبيبها «الجيش» الذي يتولى الدفاع عنها فكان منولوجاً ناجحاً كل النجاح سواء في تأليفه المتقن أو في تمثيله البارع أو في تلحينه الجميل. والظاهرة الجديدة أن فاطمة لا تكاد تظهر على المسرح وتلقي منولوجاتها حتى يسود الصالة الصمت والرهبة، ولعل هذا دليل قاطع على ما تبعثه هذه المنولوجات الأدبية في نفوس النظارة وهذا المنولوج من تأليف الأستاذ زكي إبراهيم".
ولم أجد دليلاً على نجاح فاطمة رشدي في ابتكارها الجديدة، سوى ما نشرته جريدة «أبو الهول» في أغسطس 1939، قائلة: "أذاعت فرقة السيدة فاطمة رشدي مساء الأربعاء الماضي من محطة الإذاعة برنامجها الذي تقدمه بكازينو مونت كارلو بالإسكندرية. ولم تتفق المحطة على إذاعة هذا البرنامج إلا لتقدم فاطمة رشدي للجمهور نوعها الجديد الذي زاولته بعد أن هجرت المسرح".
صالة رتيبة وأنصاف
انتهى التعاقد بين فاطمة رشدي وكازينو مونت كارلو بالإسكندرية، فعادت إلى القاهرة لتجد صالة شقيقتيها «رتيبة وأنصاف رشدي» مفتوحة لها ولابتكارها التمثيلي الجديد، وبالفعل بدأت الإعلانات تنتشر في الصحف والمجلات معلنة عن قيام فاطمة رشدي بتقديم «نوعها الجديد المبتكر» في صالة رتيبة وأنصاف رشدي! أما وصف التمثيل بأنه «نوع جديد مبتكر»، فهو وصف التزمت به جميع الإعلانات المنشورة في الصحف والمجلات طوال ستة أشهر من أكتوبر 1939 إلى إبريل 1940، أي تزامناً مع بداية الحرب العالمية الثانية.
وقد لاقت فاطمة رشدي النجاح المتوقع لنوعها الجديد المبتكر، فكتبت عنه كلمة توضيحية، ووصفت قوة شخصيتها في ابتكار هذا النوع، الذي ابتكرته بصورة غير مسبوقة! وهذه الكلمة نشرتها فاطمة في مجلة «الصباح» في أكتوبر 1939، تحت عنوان «قوة الشخصية وتأثيرها في الجمهور»، قالت فيها: "هناك إنسان موهوب، وهو الذي يتمتع بروح وهبها الله قوة معنوية تسمو بها من بين ملايين الأرواح! ومن مظاهر هذه الروح قوة الشخصية، تلك القوة التي تجعل من الإنسان بطلاً يؤدي رسالته كاملة لا تشوبها شائبة من النقص! ولقوة الشخصية تأثير كبير في الجمهور! فالفنانة صاحبة الشخصية تؤثر في الجمهور الذي ينصت ويستمع إليها، حتى إنها إذا لم تسيطر على الجمهور بموضوع القطعة الفنية التي تؤديها، تسيطر عليه بإلقائها وإلا فإنها إن لم تسيطر عليه بهذا أو بذاك، فستسيطر بشخصيتها وحدها! ولذلك كانت الشخصية القوية ذات تأثير كبير في نجاح كل عمل تشترك فيه .... وليس من الغرور أن يتحدث الإنسان بنعمة الله عليه، إذا تحدثت بها فإنما لأقدم الدليل على صدق ما أقول. إنني كفنانة موهوبة استطعت أن أرضي عاطفة حبي للفن أينما حللت! إن بعض الناس تهيئه الظروف، ولكن الشخصية الموهوبة هي التي تخلق هذه الظروف! ولقد استطعت، بما وهبني الله، أن أتصل بجميع ألوان الفن، فأظهرها زاهية تبهر الأبصار حينما أتصل بها. فلقد نعمت بفني في المسرح، كما هيأت منه متعة لنفسي في «الصالة»، والرسالة التي أؤديها في «الصالة» لا تقل شأناً عن الرسالة التي كنت أؤديها في المسرح! أعرض الداء، وأصف الدواء .. وأنقد عادات المجتمع نقداً حقاً لا غبار عليه، مجرداً من السخرية والاستخفاف والاستهزاء والمهاترة! فجعلت من المونولوج قصة صغيرة أؤديها وحدي جامعة بين «الحادثة، وعقدتها، وحلها» فكما استقبلني جمهور النظارة بعاصفة من الإعجاب في المسرح، كذلك استقبلني في «الصالة». ولو لم تكن الشخصية التي تقدم هذا النوع الجديد في «الصالات» التي عُرف عنها أنها أماكن للهو والعبث قوية، فـإنها لا تلاقي ما وجدته من الإعجاب!".
ومن القطع التمثيلية الجديدة، التي قدمتها فاطمة في صالة رتيبة وأنصاف رشدي: قطعة «الممرضة» تأليف زكي إبراهيم، وقطعة «الخطوبة» وهي "قطعة تمثيلية غنائية انتقادية عن بعض الأمهات اللواتي يتحكمن في مستقبل بناتهن بشأن الزواج"، هكذا قالت مجلة «الصباح» في مارس 1940. أما قطعة «الشريدة»، فقالت عنها المجلة أيضاً: ألقت فاطمة رشدي "قطعة جديدة موضوعها «الشريدة»، تلك الفتاة التي وجدت نفسها تعيش مع رجل وامرأة دون أمها وأبيها، فحارت في أمرها وأخذت تسعى إلى من يعطف عليها وينقذها. وقد ألف هذه القطعة شاعر الشباب الأستاذ أحمد رامي فصورها في غاية الدقة والتعبير، وكانت فاطمة موفقة في تمثيلها وإلقائها كل التوفيق، وقام بتلحين ما فيها من نظم الملحن النابغ فوزي الحو [وهو الفنان محمد فوزي]، فكان ناجحاً في مجهوده".
مسرح الماجستيك
مما سبق يتضح لنا أن فاطمة رشدي نجحت نجاحاً كبيراً في تمثيلها المنفرد للقطع التمثيلية؛ بوصفها «نوعاً تمثيلياً جديداً ومبتكراً»! وربما يقول قائل: إن نجاح هذه القطع كان سببه تقديمها وسط فقرات فنية أخرى ضمن بروجرام الصالات! والرد على هذا القول: إن هذه القطع التمثيلية قدمتها فاطمة في بلاد المغرب العربي «ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب» بالإضافة إلى فرنسا، وكانت ناجحة!! ولكن هل هذا النجاح سيتحقق في مصر لهذا النوع المبتكر، إذا حاولت فاطمة رشدي تقديمه في أحد المسارح المصرية، بعيداً عن الصالات وبرامجها الفنية المتنوعة؟!
الحقيقة أن فاطمة رشدي قامت بذلك بالفعل، عندما لاحظت أن الجمهور يرغب في مشاهدة عروضها التمثيلية المنفردة الجديدة والمبتكرة، فقررت إقامة عدة حفلات لعروضها المنفردة على مسرح الماجستيك، وكانت أولى حفلاتها يوم 6 يوليو 1940، كما أخبرتنا بذلك جريدة «أبو الهول» في إعلاناتها. وفي حديث إذاعي – نشرته جريدة «أبو الهول» أيضاً – تحدثت فاطمة رشدي عن نوعها التمثيلي المبتكر، قائلة: "... إن الله سبحانه وتعالى حباها وميزها عن بنات جلدتها بأنها تستطيع القيام بأية مهمة فنية مهما كانت صعوبتها، ومهما كان تباينها فتؤدي كل شيء على الوجه الأكمل. وصرحت بأن هذه الطريقة من أصعب الطرق وقلما ينجح في أدائها ممثلة أو منولجست .... وأن المنولوج التمثيلي الذي تلقيه ما هو إلا رواية قصيرة لها موضوع ولها مغزى أقرب في الوصول إلى مدارك وعقول الجمهور من أي شيء آخر".
وبعد عروض فاطمة رشدي في الماجستيك، نشرت مجلة «الصباح» كلمة عنها، تحت عنوان «ليلة عند فاطمة رشدي»، أبان فيها الكاتب أن فاطمة رشدي نجحت في إدخالها ذلك اللون الجديد في التمثيل المنفرد، الذي نال إعجاب جميع طبقات الشعب من الحاضرين، قائلاً: "... وكانت السيدة فاطمة قد بدأت في إلقاء مونولوجاتها، ونظر صاحبي فوجد النظارة من سائر الطبقات فقال إن هذا دليل على أن فاطمة رشدي ممثلة محبوبة يقدرها الجميع. والمنولوجات على أي حال ضرب من ضروب التسلية يميل إليه الناس بصفة عامة، فإذا كانت فاطمة رشدي قد استطاعت أن تدخل عليها لوناً فنياً جديداً فهذا معناه أن طبقة مثقفة مهذبة تميل إلى سماعها وتهتم بالإصغاء إليها كما يسمعها فتى بجلباب أو امرأة «بملاية لف» أو إنسان عربيد أو فلاح من صميم الريف. ظهرت فاطمة رشدي في ثوب غاية في الأناقة لتلقي مونولوج «عقبالكم» وهو مونولوج تحكي فيه فتاة شابة قصتها الظريفة عن زواجها بفتى ظريف، وقد استطاعت فاطمة رشدي الممثلة أن تبلغ بهذا المونولوج القمة ولا أحسب أن أية ممثلة تدانيها فيه. وكان مما استرعى انتباهي أن أغلب مونولوجاتها ترمي إلى غرض سام نبيل هو إذكاء روح الوطنية في النفوس، وهي إلى جانب ذلك نجد فيها روح التسلية وجانب المتعة".
في السودان
هكذا نجحت فاطمة رشدي في ابتكارها التمثيلي سواء في الصالات أو في المسارح، واهتمت الإذاعة بهذا اللون فكانت تبث هذه القطع التمثيلية من حين لآخر، واستمع أهل السودان إلى هذه القطع في الإذاعة، مما جعل المتعهدين يتعاقدون مع فاطمة رشدي على تكوين فرقة مسرحية لتقديم مسرحياتها الطويلة، مع قطعها المبتكرة في السودان. وقبل السفر أجرت مجلة «الصباح» حواراً مع فاطمة رشدي، نشرته المجلة في ديسمبر 1941، نجتزئ منه هذا الجزء:
".... فقلت لها: إني أتمنى لكم نجاحاً تستحقونه ولكني أرى أنه كان جديراً بك ألا تحرمي السودانيين من نوع معين من فنك أعجب به أهل مصر جميعاً. قالت: ما هو؟ قلت: «المنولوجات التمثيلية» فأجابتني: لم يفتني هذا أيضاً فقد أعددت العدة لإلقاء هذه المونولوجات عقب كل رواية، إذ أن الخطابات التي وصلتني والتي حدثتك في شأنها كان أكثر أصحابها يشير إلى هذه المونولوجات التي سمعوها مني عن طريق محطة الإذاعة المصرية. قلت: حسناً، لقد أعددت كل شيء كقائد كبير محنك. قالت: هذا هو الواقع فالروايات التي اخترتها من أحسن الروايات المشهورة، ومعي مجموعة كبيرة من أحسن الممثلين والممثلات والعدة من ناحيتي المناظر والملابس مستوفاة والمونولوجات التمثيلية التي أعجبوا بها سأقدمها لهم".
وفي أوائل يناير 1942 نشرت المجلة أخباراً عن الفرقة في السودان، علمنا منها أنها قدمت مسرحية «مصرع كليوباترا» بطولة فاطمة مع محسن سرحان، ومسرحية «ليلة من ألف ليلة» إخراج عزيز عيد، ومسرحية «العباسة». أما «المنولوجات التمثيلية» فقدمت منها: «شهر العسل، والخطيب، والفلاحة».
ريادة المونودراما
هذا هو جهدي المتواضع في تتبعي لجهود فاطمة رشدي في نوعها التمثيلي المبتكر، وهو النوع الذي قدمته طوال أربع سنوات من عام 1938 إلى 1942. والغريب أنها قدمته في سبع دول - ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، فرنسا، مصر، السودان - ورغم ذلك وصفه الجميع بالنوع التمثيلي الجديد والمبتكر، دون تحديد اسم أو مصطلح له!! حتى اسم «المونولوج» كان يطلقونه عليه على استحياء لأنه يختلف عن المونولوج، لذلك كانوا يصفونه أحياناً بالمنولوج التمثيلي!! وبالرغم من هذا لم يجتهد أي ناقد أو كاتب أو مسرحي – وقتذاك - في تعريف هذا النوع، أو وضعه في مصطلح علمي!! والسبب في ذلك راجع – من وجهة نظري - إلى أن هذا النوع التمثيلي لم يُقدم مصرياً أو عربياً من قبل، وهو بالفعل نوع تمثيلي جديد ومبتكر!!
ولو راجعنا بدقة ما قدمته فاطمة رشدي، سنفاجئ بأنها قدمت طوال أربع سنوات عروضاً «مونودرامية» قبل أن يظهر تعريف المونودراما عربياً، وقبل أن تظهر الكتابات التنظيرية حول فن المونودراما!! أي أن فاطمة رشدي ابتكرت عروض «المونودراما» لأول مرة مصرياً وعربياً، دون أن تعلم اسم أو مصطلح ما ابتكرته!! وربما عاشت فاطمة رشدي وماتت دون أن تعلم أنها «رائدة عروض المونودراما مصرياً وعربياً»، وهو الفن الذي سيكون له شأن آخر بعد عدة عقود، وستُقام حوله المؤتمرات والمهرجانات، وسـتُكتب عنه رسائل الماجستير والدكتوراه في العالم العربي!!
بناءً على ما سبق، أستطيع أن أقول بريادة فاطمة رشدي لعروض المونودراما من خلال الأسبقية التاريخية المصرية والعربية؛ حيث إنني لم أجد من هو أسبق منها في هذا الشأن! ومن السهل إثبات أن ما قدمته فاطمة رشدي هو عروض مونودرامية، وليست مونولوجات أو فصولاً مضحكة، أو ون مان شو .. إلخ هذه الأنواع الفنية المنفردة، وذلك بتطبيق تعاريف هذه الأنواع على ما قدمته فاطمة من عروض، جاءت أوصافها المنشورة في الصحف والمجلات، مطابقة للمونودراما، وبعيدة عن أي فن آخر وإلا كانت ذكرته هذه الصحف والمجلات حينها، لذلك وصفت الصحف والمجلات ما قدمته فاطمة رشي بالنوع التمثيلي الجديد والمبتكر!!
وأي باحث سيحاول أن يطبق منطوق تعريف أو مصطلح المونودراما على ما قدمته فاطمة رشدي، سيجد أن «جميع» التعاريف لمصطلح أو فن المونودراما – مهما اختلفت وتنوعت – تنطبق تماماً على ما قدمته فاطمة رشدي في نوعها التمثيلي الجديد والمبتكر! وبذلك يتأكد لنا أن فاطمة رشدي رائدة عروض المونودراما مصرياً وعربياً منذ عام 1938، ولم نكتشف أحداً سبقها في ذلك حتى الآن!
وإذا كانت فاطمة رشدي هي رائدة العروض المونودرامية مصرياً وعربياً، فمن هو رائد النصوص المونودرامية مصرياً أو عربياً!! الحقيقة أن هذا الرائد من السهل إيجاده، لأنه لن يخرج عن أحد مؤلفي نصوص القطع التمثيلية المنفردة «المونودرامية» الي عرضتها فاطمة رشدي في نوعها التمثيلي المبتكر!! لأنه كان يؤلفها من أجل فاطمة رشدي «فقط»، وكان يؤلفها ويكتبها أو يعدها من أجل أن تلقيها فاطمة رشدي منفردة في نوعها الجديد المبتكر!! أي أنه يكتب خصيصاً لهذا النوع المنفرد والمبتكر وهو المونودراما!! ومن هؤلاء كان «أحمد رامي» و«زكي إبراهيم» وغيرهما!! وهنا يأتي دور الباحثين مستقبلاً: من منهم سينجح في الحصول على النصوص المذكورة في هذه الدراسة أو بعضها أو أحد نصوصها؟! لأن من سينجح في ذلك سيكون له فضل السبق في اكتشاف أول نص مونودرامي مصرياً وعربياً في تاريخ المسرح العربي!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق