مجلة الفنون المسرحية
من منا كان يتصور..
الجرأة التي يتحدث بها البعض وبصوت عال عن المسرح العراقي ومهرجاناته وإدارته، جرأة تثير الغبطة والسرور، لأننا نفترض إنها تدل على الحرص على منجز وتأريخ المسرح العراقي.. وربما يعلن البعض تأييده وانحيازه والبعض الآخر يبدي انزعاجه وسخطه، وبين هذا وذاك أقول لكل أصدقائي بتجرد ومحبة وتقدير لكل الأصوات المنتمية للمشروع وللمنجز وللذاكرة المسرحية العراقية، أقول:
من منا كان يتصور أن يعود المسرح العراقي للحياة ويقام مهرجانا دوليا يحمل اسم بغداد، أحتضن فيه فرقا وشخصيات ونقاد مسرح من شتى أرجاء المعمورة..
من منا كان يتصور أن يعود مسرح الرشيد للحياة، بكل ما يحمله من معان ودلالات رمزية في خارطة الثقافة العربية والعراقية، بعد أن خلفته الحرب ركاما..
من منا كان منا يتصور أن تشارك تجارب الشباب المسرح العراقي في مهرجانات عربية ودولية، كنا إلى الأمس القريب نحلم بمجرد حضورها..
من منا كان يتصور إن مقترحاته وأمنياته وأحلامه وما يخطط له من مشاريع وأعمال أو ورش أو دورات، أن تجد استجابة وخطة عمل لتحقيقها وانجازها..
من منا كان يتصور إن يتناغم جيل المسرحيين الكبار مع جيل الشباب في الأعمال الفنية والإدارية، بروح العائلة الواحدة، بعد أن كانت قائمة على التوتر الدائم والصراع المستمر..
من منا كان يتصور أن يكون الانفتاح على الفضاء الأكاديمي بهذا المستوى الفاعل، ولكل أكاديميات العراق، لتبادل الخبرات وفتح آفاق جديدة للحوار..
من منا كان يتصور إن يصر الموظف في دوائر الدولة العراقية، على أداء مهام إضافية بشكل تطوعي، لأنه أحيل على التقاعد الوظيفي..
هذا.. وغيره الكثير المتواصل..
فعندما نتحدث عن المسرح العراقي يجب أن نستحضر في ذاكرتنا، تأريخه وإداراته والكيفية التي تسير بها الأمور، لأن مسؤوليتنا مشتركة، وأكبر من شخصنة الحالات أو ارتباطها بمسألة الدعوة لمهرجان أو المشاركة في عمل أو إطلاق اتهامات والحديث عن تصورات وأوهام بعيدة عن الواقع الذي نعيشه، فالأبواب مشرعة أمام الجميع بلا إقصاء ولا تهميش ولا عقد، فقط هنالك أصحاب مشروع جمالي لا غير..
إنه مسرحنا العراقي أحبتي..
كل أمنيات الألق الذي يليق بمسرحيي العراق أصحاب المشروع الذي يوقد شموع الضوء والأمل وسط غابة الظلام والعتمة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق