أربعة عروض مسرحية في آخر أيام الجلسات الفكرية
علي عبد الخالق
أختتمت الجلسات النقدية لمهرجان المسرح العراقي في دورته السادسة أعمالها، بدراسة عروض اليوم الاخير لفرق من محافظات ذي قار والديوانية والمثنى وكركوك.
وشهدت الجلسة النقدية يوم الاثنين 21 آذار، والتي أدارها الفنان حسين علي صالح التطرق الى ثلاث عروض وهي "في انتظار كوازيمودو" من تأليف وأخراج حسين نجم حسين، و"المخدة" من أخراج منتظر سعدون، وعرض "ضيم" للمخرج زيدون داخل، وعرض "الكراسي" للمخرج نجاة نجم
الفنان سنان العزاوي قال عن عرض "في انتظار كوازيمودو" ان "العرض تناول النسخة المحدّثة لنص في انتظار غودو لصاموئيل بيكت، واذا ما دخلنا في مقاربة تناصية بين النصين فأن الشخصيات في النص الاول تعيش منطقة الحضور في انتظار الغائب دون جدوى، في حين ان شخصيات النص الثاني تعيش في منطقة الغياب على أمل الحضور دون جدوى".
واضاف العزاوي بأن "من الضروري إيجاد لغة اكثر شمولاً عبر المسرح لإيصال الفكرة دون إرباك تشكل المعنى، وهذا ما نجح فيه العرض بشكل مقبول".
أما الناقد عدي المختار فقد تناول عرض "المخدة"، بالدعوة الى ان "الغوص في نص العرض كما اقترحها المخرج عالماً مفترضاً عن اعماق النوم والغرق فيه، وخلق عالم "مابعد المخدة" الذي ولد فيه حيوان قنديل البحر، فقد عزف مايسترو المخدة سمفونية الوجع المسكوت عنه، فالمخدة هيمنت على العرض بشكل ذكي صورة وإضاءة ودراماتورج وأزياء وموسيقى".
وتابع العزاوي ان "العرض كان دعوة لرفض ان التمرد على المسكوت فينا أولاً، لذا جاء العرض بمشهديات مفصلة لكن يربطها خيط وهمي غير مرئي، والتمثيل كان في العرض طاغياً عليه لغة الجسد على الحوارات المقترحة".
الناقد يوسف السياف قال عن عرض "ضيم"، ان "العرض اقترح مجتمع متمأسس فيما يحمله من ظلال متجانسة وقمع الوجود الاجتماعي والذات الانسانية من خلال اللعب على المفهوم التروتسكي والاحتجاج والكولاج والترغيب والتحريض، وبمجرد المرور على عنوان العرض "ونين/ ضيم" نعرف الانفرادة الغنائية التي شوهت كثرة العملية لكثرتها بقصدية، فهو عمل مسرحي أشبه بالذاكرة الدفترية انطلاقاً من صوت الونين اثناء دخول الجمهور وحتى استمراره اللاحق وثورة ابطال العرض على المفاهيم الرائجة".
وأوضح السياف ان "النظر الى النص الدرامي على انه خطاب ثقافي يشاكس الخطاب اليومي ويتمرد عليه يُعد منطلق اليوم رغم تذبذبه بعيداً عن تمأسس الفكرة، فهناك مبالغة في قوة الدفع الذاتي الظاهرة خلال العرض وأسلوب المخرج وتعامله مع الموجودات هو ما جعلنا ما نرى العرض على وفق التشضي للحركة والإشارة الى اللون الأدائي".
بدورها، تطرقت الناقدة د.زينب الأسعدي عن عرض "الكراسي"، ان "العرض تطرق لعلاقة زوجين لايجيدان التصرف إزاء ازماتهما، وأتسمت التجربة الأخراجية لنجاة نجم ببعض الجرأة في خلق نص إخراجي ذو نزعة شكلانية حداثية قدم منظورات وموضوعات مختلفة، إذ عمد على بناء نص عرضي متكامل درامياً وفنياً وجمالياً وصورياً باستخدام مسرح الصورة والتنقلات".
وذكرت ايضاً الناقدة خلال ورقتها ان "ظهور العديد من الكراسي وفوضوية ترتيبها أدى الى إعاقة حركة الممثلين على خشبة الممثلين وكان الأجدر الاكتفاء بعدد محدد منها، وبالنسبة للتلقي فقد نجح العرض بخلق سلسلة من التفاعل والتواصلية المميزة، فلم يفلت العرض منذ البدء حتى النهاية من شد المتلقي في الكثير من المشاهد".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق