مجلة الفنون المسرحية
افتتاحية العدد 31 من مجلة المسرح العربي
يتزامن هذا العدد مع دخول عمل الهيئة الاستراتيجي مرحلة جديدة، وذلك بصدور قرار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، بتشكيل مجلس الأمناء الجديد للهيئة العربية للمسرح، والذي شهد توسعاً في عضويته من سبعة أعضاء إلى تسعة عشر عضواً، من تسع عشرة دولة عربية، يمثلون أنفسهم كذوات مسرحية، وقد ضم المجلس في صورته الجديدة، قامات وفاعلين مسرحيين عرب من مختلف الأعمار والتخصصات والاتجاهات، مما يمنح المجلس ذي الصفة الاستشارية حيوية ملهمة للمضي في عمل الهيئة الذي يعتمد على مخططات "الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية" والتي ساهم في وضعها حوالي ثلاثمائة مسرحي عربي، مستجيبة لمتطلبات التنمية وللظروف المستجدة في الحياة العربية ومفاصلها الثقافية، بكل ما تم إنجازه في المشهد المسرحي العربي منذ نشاتها عام 2008 حتى 2023.
وحيث أن الهيئة حرصت على أن تكون برامجها مستندة للرؤى الاستراتيجية، لذلك فبعد إنجازها لاستراتيجية تنمية المسرح في الوطن العربي، جاءت "استراتيجية تنمية وتطوير المسرح المدرسي في الوطن العربي" وقد تمكنت الهيئة بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم من تحقيق اعتماد وزراء الثقافة ووزراء التربية والتعليم للاستراتيجيتين كإطارين عربيين مشتركين للتنمية المسرحية، وعليه فإننا ومع التشكيل الجديد للمجلس الأمناء، سنمضي قدماً، مع الاحتفاظ بسمة مهمة من سمات عملنا وهي الانفتاح على المسرحيين العرب ورؤاهم.
إننا في الهيئة نتطلع للتعاون مع كل الطيف المسرحي العربي، ليكون المسرح صانع حدث، في قلب الحدث وليس على هامشه، صانع فعل، وليس رد فعل، عامل تنمية مجتمعية رئيس وليس مستجدياً ليكون من رعايا تلك التنمية، إننا أمام استحقاق تاريخي للنهوض بالمسرح والوصول إلى الصناعة المسرحية، وهذا أمر لن يتم دون وعي المسرحيين بدورهم وحقوقهم وواجباتهم، وتنظيم أطرهم المنتجة والتخلص من الرعوية والوصول إلى الشراكة الحقيقية وتحقيق الضرورة الإيجابية المسرحية1.
وها هو العدد الواحد والثلاثون من مجلة المسرح العربي، هذه المجلة التي حرصنا ومنذ بداية انطلاقها على أن تمتاز بمحتواها العابر للوقت، أي أن المواد التي تنشر فيها هي مواد لا مناسباتية، بل مواد قابلة للتداول والتناول والتحاور بشأنها في أي وقت، وفي هذا العدد نجد طيفاً متعددا من التناولات الفكرية لعديد الطروحات والنصوص والأفعال التي يمكث خيرها في أرض المسرح ولا يذهب جفاءً.
هامش:
1- الضرورة necessity لغة هي الحاجة، واصطلاحاً هي مقولة لما يتميز به الشيء من وجوب، أو امتناع، أما منطقياً فهي استحالة انفكاك المحمول عن الموضوع، سواء كانت ناشئة عن ذات الموضوع أو عن أمر منفصل عنها. والضرورة الفلسفية إما إيجابية وهي الوجود، أو سلبية وهي العدم. ويقابل الضرورة الإمكان possibility، أو الجواز contingency. وأحياناً تقال الضرورة على الحتمية determinism والقدرية. (فاطمة درويش. الموسوعة العربية)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق