مجلة الفنون المسرحية
الأصل الثابت والصور المتحركة (28)
فاتحة الكلام
يقول مولانا جلال الدين الرومي:
الروح التي فيها شيء من روحك
تعرف كيف تكلمك
نعم، وهذا إذا افترضتا أن كل الأرواح في عالم الناس تحسن النطق وتحسن الكلام، وكانت تعرف أيضا كيف تنصت إليك، وكانت تعرف كيف تفهمك، وكانت تعرف كيف تقرأ ما تقول وما تكتب، وكانت تعرف معنى صوتك ومعنى صمتك، وكانت تعرف كيف تتذوق جمال ما تبدع لها من الصور والمشاهد في فنك الجميل، وإنني أقول هذا الكلام لأنه قد يفسر أشياء كثيرة في عالم الفكر والفن والصناعات الجمالية والفكرية، وبهذا فهو توطئة ومدخل لما سوف ياتي في هذا النفس الجديد، في هذا التمرير الفكري والوجداني الجديد
إنني أسمح لنفسي دائما بأن تقول، بإن أصعب شيء هو أن تكتب، تماما كما تريد أنت الكاتب أن تكتب، وكما تريد لك صناعة الكتابة الحقيقة أن تكتب، وأن ترضى وأن تقتنع وأن تستمع، أنت قبل غيرك، عما كتبت، وأن تكون سعيدا عندما تضع توقيعك وترسم اسمك على ما كتبت، أما أجمل كل الأشياء، فهو أن تجد في الناس من يحسن قراءة ما كتبت، وتجد في قرائك المفترضين من يفهمك، فهما سليما، وتجد من لا يتهمك، وتجد من لا يخونك، وتجد من لا يعبث بما كتبت، وتجد من يحرف كلماتك وعباراتك، ويلوي عنقها، ليقولها ما م تقله
ولقد حدث مرة، وبغير مناسبة طبعا، وخارج أي سياق، أن أخبرني أحد المخرجين، من قبيلتنا المسرحية المحترمة، بأنه قدم إحدى مسرحياتي، في غفلة مني وفي غفلة من التاريخ أيضا، وبأنه قد مارس عليها سلطته بشكل كامل، فأجرى في جسدها المقص والسكين والفأس والمبضع وكل أدوات الدمار الشامل، وأنه قد فككها، وفتتها، وقطع أوصالها، وأنه بذلك قد شاركني فعل الكتابة، وأنه قد أعاد بناءها وفق (منظور) تجريبي جديد ومتجدد، وبأنه قد صحح أخطاءها من خلال ترتيب فصولها ومشاهدها وأحداثها وفق منظور جديد ومغاير، ولقد أحسست، أنا الكاتب المذنب في حق الكتابة، بأنه كان علي ألا أخط أي حرف، ولا أية كلمة، إلا بعد أن آخذ رأي كل المخرجين في العالم، وأن أعرف منهم ما الذي ينبغي علي أن أقول وما الذي لا يجوز لقلمي أن يكتب
وهذا المخرج، وغيره كثير، لو كانوا يحملون داخلهم روحا فيها شيء من أرواح الكتاب ومن روح الكتابة ومن روح المسرح، لعرفوا كيف يحترمون جسد النصوص المسرحية، ولما عرضوها لحملات المسخ والتشويه، ولما ارتكبوا كثيرا من الحماقات، وسموا ذلك تجريبا وما هو بتجريب ولا شبه تجريب
الزيادة في العلم والفن نقصان
بمثل هذا الاجتهاد الكبير والخطر، والذي هو عينة فقط لظاهرة فنية عامة، نجد أن هذا المخرج وقد اقتنع، ومن حيث يدري أو لا يدري، بأنه قد أصبح فعلا نصف مؤلف، أو أنه قد أصبح نصف كاتب، أو أنه هو الكاتب الحقيقي للنص، وليس أي أحد غيره، وأنه ـ وفي المقابل ـ لم يبق سوى أن أقتنع أنا أيضا، أنني قد أصبحت نصف كاتب، أو أنني مجرد ظل كاتب أو مجرد شبح كاتب، أو مجرد مشروع كاتب
أما الإخراج، بالنسبة لهذا الكاتب على الكتابة، أو على هامش الكتابة، فإنني لا أعرف عنه أي شيء، لأنني لم أر العرض، وكان ذلك من ألطاف الله تعالى علي، ولكنه بالتأكيد لن يكون إلا مشابها لهذا الفعل القائم على المبدأ التالي: قضاء الحاجات الفنية والإبداعية بتركها أو بتفكيكها أو بإعادة ترتيبها، أو بإعادة تسميتها، أو بإعدادها إعدادا مختلفا، أو بإعادة ولادتها من جديد، وهذا هو العنوان الأكبر والأخطر في حقل الفعل التجريبي أو التخريبي اليوم، وهذا هو (الاجتهاد) في بعده الحداثي أو ما بعد الحداثي، أو ما بعد بعد الحداثي، ولمرات كثيرة جدا، وجدت نفسي أسأل نفسي، وأقول لها:
ــ الإبداع الأدبي والفني والفكري، بحسب علمي ولادة واحدة، وهل هناك ولادة يمكن اقتسامها؟ بمعنى أن ألد أنا اليوم نصفها، وأن يأتي واحد غدا من الناس ليلد نصفها الآخر؟ وهل هناك ولادة يمكن إعادتها، أو استنساخها، أو تكرارها أكثر من مرة؟
وأذكر أنني قد أجبت ذلك المخرج العبقري بالكلمة التالية:
ــ يا سيدي.. أنت ما قصصت، ولا فككت، ولا قطعت، ولا مزقت ولا شوهت ولا مسخت إلا نسخة واحدة من مسرحيتي، نسخة واحدة فقط، من بين نسخ أخرى كثيرة لمسرحية تحمل روحي واسمي وخيالي ووجداني، وأطمئنك، بأن هذه المسرحية مازالت كما كتبتها، في يوم من الأيام، وأنها سوف تبقى كذلك إلى ما شاء الله، واعلم أن هذه المسرحية التي تحمل اسمي قد انفصلت عني، وأصبح لها كيانها الخاص، وهي بهذا مسرحية نفسها، وأنا اليوم مثلك تماما، ومثل كل الناس الآخرين، لا أملك إلا نسخة من هذه المسرحية، وبإمكاني أن أكتب على هامشها كتابات، وأن أضيف إليها إضافات، ولكن هذه الاستدراكات لا يمكن أن تدخل في جسد النص الأصلي ولا في روحه، والذي هو ذات كاملة ومكتملة ومستقلة، وشيء مؤكد، أن هذا النص، مثله مثل كل النصوص المسرحية الأخرى، يمكن أن يقرأ قراءات متعددة ومتنوعة، قراءات ليس لها عد ولا حصر، ولكنه أبدا لا يمكن أن يولد إلا ولادة واحدة، تماما كما هي كل الكائنات الحية في عالم الكائنات المادية والرمزية الحية، ومن المؤكد أن النص الإبداعي هو واحد منها، فهل ولدت أنت ـ مثلا ـ مرتين أو ثلاث مرات أو أربع مرات أو خمس مرات؟ طبعا لا..
وهل يمكن أن تسمح لمن يقطعك ويفكك وشوهك، بحجة أنه يفهم في الجمال أحسن من الخالق الأول خلك؟
الاحتفالية الواحدة في المرايا المتعددة
إن النص إذن، في الفن والفكر دائما، هو الأصل، وهو الجسد الذي له ظل أو له ظلال، وهو المنبع والمرجع، ومن أراد من المخرجين أن يجتهد، فله الحق في أن يجتهد في القراءة، وليس في الكتابة، وهو حر في أن يفسره، وأن يؤله أن يفهمه كما شاء، فالنص في الحياة هو ماء الحياة، وليس هناك ماء متدفق، يمكن أن يخرج من النبع، ثم يعود إليه من جديد، فالنص هو المنطلق والمفترق، وهو الثابت والمتغير، وهو المجرى وما يجري فيه، وهو المسار ومن وما يسير فيه، سواء من أجساد وأرواح، أو من أحداث ووقائع، أو من كلام أو من صمت، أو من صور ومن حالات، أو من مقامات ومواقف، وكل كائن حي، في الحياة المسرحية، محكوم بأن يمشي إلى الأمام، وأن ينمو نموا طبيعيا، وأن يرتقي سلم الوجود، وأن يخرج من حال إلى حال، وأن ينتقل من مقام إلى مقام، ولكنه لا يمكن أن يكون إلا هو، سواء في بدءه وامتداده، أو في ظاهره وخفيه، أو في كائنه وممكناته، أو في ثابته ومتغيراته، وبهذا فهو قابل لأن نراه بأكثر من عين، وأن نطل عليه من زوايا متعددة ومتنوعة، وأن نقرأه بأكثر من قراءة واحدة، ولكنه لا يمكن أن نستبدله بنص آخر غيره، ولا يمكن أن نستنسخه، وأن نستخرج منه نصوصا أخرى كثيرة، وأن نعتبرها هي هو، وهو هي، فالنص الإبداعي الحقيقي ومضة وجودية لا تتكرر مرتين، وهو حياة لا يمكن استبدالها بغيرها، وهو عمر لا يمكن سلخه ولا مسخه، ولا يمكن تزويره ولا تزييفه، كما أنه لا يمكن أن نعيد ترتيبه ترتيبا يخالف منطق الوجود ومنطق الحياة ومنطق السياق، وأيضا، لا يمكن أن نخرجه من جلده ليكون وجودا بديلا أو إضافيا، أو أن يكون نسخة كربونية مشوهة لأصل مصادر ومعتقل ومنفي.
وما حدث مع نصوصي المسرحية الإبداعية ـ مغربيا وعربيا ـ هو نفسه الذي حدث ـ ويحدث دائماـ مع النصوص النظرية الاحتفالية، والتي يتم تفتيتها وتفكيكها وتدميرها وتمزيقها ولوي عنقها وذراعها، ويتم بتر أوصالها والتمثيل بها أيضا، وكل ذلك، تحت بند القراءة النقدية العالمة، وبدعوى الاجتهاد والبحث، وبدعوى النبش والحفر والاختراق، وتتعدد الأسماء، وتنوع أيضا، والمسمى هو دائما واحد أوحد، والذي هو القفز على النصوص المؤسسة لوجودها وهويتها، وهو الإسقاط في القراءة، وهو الانتقائية في الرؤية، أو في زوايا الرؤية، ومن غريب الأشياء، أن مثل هذا الفعل ـ أو الأفعال ـ يظل فعلا برانيا وسطحيا وهامشيا دائما، لأنه لا يقرأ هذه البيانات بلغتها، ويكتفي بظلالها عن جسدها وروحها، وهو بهذا لا يقبض سوى على نسخ من هذه البيانات، وما أكثرها، وهو يكتفي في علاقته البرانية والسطحية بهذه الاحتفالية بالدراسات فقط، وبالكتب وبالمقالات وبالتصريحات المكتوبة أو الشفهية، أو فقط بجوانب منتقاة بها، وبما يقال أو ما يشاع عن أصحابها العابرين في المراحل التاريخية العابرة، أما جسد هذه الاحتفالية ـ والذي هو الأصل والمبتدأ، والذي يكمن أساسا في رؤيتها وفي روحها وفي مصادرها ومراجعها المعرفية والجمالية المتعددة والمتنوعة، والموجودة أساسا في فلسفتها العيدية والاحتفالية، فإنها تظل بعيدة عنه بعد السماء عن الأرض
وعليه، فإن هذا القارئ الانتقائي والمزاجي والنمطي يظل بعيدا جدا عن الدراسة العلمية والفكرية والجمالية الرصينة، ويظل غريبا عن المقاربة النقدية العالمة والشاعرة، والتي ينبغي أن تكون مقاربة عاشقة لموضوعها، وأن يكون ذلك العشق قائما على المعرفة وعلى الحس والحدس وعلى الذوق السليم والقويم في نفس الآن، ويؤكد الاحتفالي دائما على الحقيقة البسيطة التالية، وهي أن من لا يتذوق النصوص التي يراها ويسمعها ويقرأها، لا يمكن أن يفهما أبدا، ولعل هذا هو نفس ما حصل مع كثير من الذين تعاملوا مع الكتابات الاحتفالية بكثير من التشنج، وانطلاقا من ركام كبير من الأحكام القبلية الجاهزة، والتي ظلت تتردد وتتكرر، ويستنسخ بعضها البعض، وذلك على امتداد ما يقارب خمسة عقود من عمر الزمن، لقد مارست تلك (القراءات النقدية) شيئا يشبه القراءة وما هو قراءة، واقترفت فعلا يشبه النقد وما هو ينقد، ولقد مارست فعل النسخ والسلخ والمسخ، بعدوانية فصيحة وصريحة، ولقد ارتكبت فعل هذا المسخ، مرة باسم السياسة ومرة باسم النضال ومرة أخرى باسم البحث الأكاديمي، ولقد نزلت بالاحتفالية إلى الدرك الأسفل، وهذا بالتأكيد هو نفس ما حدث لصاحبنا المخرج، والذي اعتدى على نسخة واحدة من المسرحية، والتي هي نسخته الخاصة، معتقدا أنها كلها المسرحية، والاحتفالية أيضا ليست نسخة واحدة، وليست عمرا واحدا، وليست حالة واحدة، ولقد اجتهد كل واحد من النقاد في صناعة احتفاليته الخاصة، ولقد رسمها في ذهنه كما يرسم (المشرك) الصنم وقال لنفسه (هذه هي الاحتفالية)
اقتراحات وشطحات نقدية بلا معنى
وهذا واحد من أصدقائنا النقاد، يقرأ مسرحيتك في مقهى، أو في الحافلة أو في القطار، أو يشاهدها في عرض مسرحي عابر، فتوحي له بمسرحية أخرى أحسن وأروع منها، وتجده يقول لك، بكثير من الثقة والأستاذية طبعا، لقد كان من الأحسن لو فعلت هذا، ولم تفعل ذاك، ولو قدمت هذا المشهد على غيره، لكانت المسرحية أروع، ولو أنهيت بغير هذه النهاية لكان لعملك الإبداعي شأن كبير، ولو كتبتها باللغة العربية الفصحى لكانت أقرب إلى الواقع والوقائع وإلى حياة الناس اليومية العادية، متناسيا أن الإبداع الحق ليس فعلا عاديا، وتجد هذا (الفضولي) المتطفل على حياتك وحياة شخصياتك يدخل معك في تفاصيل وجزئيات صغيرة ودقيقة جدا، لدرجة تتخيل فيها ومعها أنه هو الكاتب الحقيقي، نعم، هو وليس أنت، ويجعلك تندم، وتعظ على أصابعك من شدة الندم، لأنك ساعة الكتابة لم تجلسه بالقرب منك، ولم تكتب ما يمليه عليه ملاك الوحي والإلهام هذا، وما يمكن أن يجود عليك به من تعليمات ومن إشارات، ومن نصائح وتوجيهات غالية جدا، ولأنك تؤمن ـ مثلي تماما ـ بأن الإبداع فعل شخصي، تماما مثل الولادة والحياة والحلم والموت، وأنه رؤية ذات فردية، فمن الممكن أن تقول له ما يلي:
ــ يا صاحبي.. ألا تعرف، بأن هذه المسرحية قد ولدت في يوم من الأيام؟ نعم، ولدت وما كان كان، وعليه، فإنه لا يمكن أن نعيد عجلة الأيام والليالي إلى الخلف، ثم إن هذه المسرحية هي مسرحيتي أنا، فهل أنت هو أنا؟ طبعا لا، وهي تشبهني وأشبهها، وهي تشبه لحظتها التي ولدت فيها، والتي هي غير هذه اللحظة الآنية التي تحدثني وأحدثك فيها، وبأفكارك العظيمة هذه، ألا ترى بأنه يمكنك أن تكتب مسرحية أخرى، وأن تكون مسرحيتك وحدك، وألا تشرك فيها أحدا من الناس، وأن تعطيها الاسم الذي تريد، وأن تحملها المعنى الذي تشاء، وأن تكون بهذا مؤلفا كاملا، وليس مجرد فضولي في الكتابة، أو مجرد طفيلي على موائد المؤلفين الآخرين، والذين لهم أخطاء قاتلة.. أخطاء لا يمكن أن ترتكبها أنت بكل تأكيد، لأنك عالم في علم المسرح، وفقيه في فقه الحياة، ولكن.. هل كل من يفهم شيئا في واقع المسرح وفي تاريخ المسرح وفي بلاغة المسرح وفي عروض المسرح، يمكن أن يكون شاعرا وفيلسوفا مسرحيا فيه؟ وهل كل من قرأ كتابا في علم المسرح، يمكن أن يصبح مسرحيا؟
وإنني أنا الكاتب الاحتفالي أقول لكل من يمارس الكتابة المسرحية الكلمة الآتية، اعلم يا صاحبي بأن من يناقشك في كتابتك، لا يعرف معنى هذه الكتابة، وهو يفترض أن لهذه الكتابة حدودا تحدها، مع أنها عالم بلا حدود، وهو بهذا لا يعرف بأن فعل هذه الكتابة حرية وتحرر، وبأنه حياة وحيوية، وبأنه انقلاب وتمرد، وأنه حلم آخر، بلغات وأبجديات أخرى، وذلك في حياة أخرى، هي حلم حالمين على هامش الواقع والوقائع، ولكنها مع ذلك تظل حلما حقيقيا داخل الوجود وداخل الحياة وداخل الزمن وداخل التاريخ، وعن هذا الكتابة الحية، قال الاحتفالي في كتاب ( غابة الإشارات) ما يلي
( إنني أكتب عن حلم متحرك، حلم عشته وعاشني، وهو واقع وحقيقية، وهذا الحلم له محطات وفصول، وله درجات وشهادات ومشاهدات، وهي تنتظم ـ كلها ـ في مسيرة عمرية ترافق الشمس في تحولاتها والفصول في سفرياتها ، وأكتب أيضا عن وهم، ومن يدري، فقد يكون الحلم الواقعي والحقيقي هو نفسه الوهم أو ما يشبهه.. ومسيرة الحلم / الوهم مؤثثة بالصور الحقيقية وبالصور الخادعة وبالوعود الصادقة وبالوعد الكاذبة وبالوجوه والأقنعة وبالألوان والأصباغ وبالأضواء والظلال وبالأشياء المقيمة والأشياء الهاربة والمنفلتة)
وإذا كانت هذه الكتابة حلما، وهي فعلا كذلك، وكان هذا الحلم (المنكتب) هو حلمك أنت، وليس حلم غيرك، فهل يصح بعد هذا أن يأتي من يدخل نفسه في هذا الحلم الشخصي، والذي هو جزء صغير من عالمك وكونك، وأن يصحح لك مشاهداتك، وأن يشكك في حالاتك، وأن يعين لك معالمها وحدودها، وأن يعلمك ما تعلمه؟
وهل هذا هو دور الناقد؟ أي أن ينصب نفسه حارسا على أحلام الحالمين وعلى أوهام المتوهين وعلى حرية المتحررين وعلى إبداع المبدعين؟
وهذا الكاتب الاحتفالي هو الذي قال يوما ( إنني لا أقدم هذا العالم، كما يعيشه ويحياه الساكن المقيم فيه، ولكن كما يبدو في عين الراحل والمسافر والسائح الجوال)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق