مجلة الفنون المسرحية
حيرني نص المبدع طارق لحمادي المرياع
بعد القراءة الاولي لم اعرف من اي باب يمكنني الدخول الي عالمه
كما لم اعرف باي مفتاح افتح ابوابه العديدة وكل باب يمكن ان يجرك الي قراءة
مختلفة عن قراءةاخري في باب اخر.هو هكذا طارق قليلىالكتابة للنصوص المسرحية
واكنه لا يكتب سوي النصوص المحيرة التي تجرك الي طرح اسئلة كثيرة
وربما هنا مكمن جودة ما يكتبه من النصوص للمسرح علي قلتها
لان النص الذي لا يحرجك ويدفعك الي الاسئلة والتساؤالات لا يكون الا نصا مخصيا حسب تصنيفات الكاتب المسرحي التونسي
الكبير عز الدين المدني في كتابه الضخم من جزئين(مسرح عربي منير)
فقد صنف عز الدين المدني النصوص المسرحية عربيا وعالميا كما يلي
نص مجازف
نص مغامر
نص مقامر
نص متحدي
نص مخصي
والنص المخصي لا يقول شيئا بخلاف النصوص الاخري واهمها المقامر والمغامر
واذا كان نص طارق لحمادي الاول والذي عنوانه الليلة الاخيرة من النصوص المغامرة فان نص الجديد يمكن تصنيفه في خانة
النصوص المقامرة
فما هو المرياع.. المرياع كما نعرف ويعرف الجميع يعني في اللغة العربية حامي القطيع والمرياع هو الخروف الذي يفصل عن امه منذ لحظة ولادته ولا يرصعها بل في الغالب يتربي في حضنىاتان ويرضع من حليبها ولا يجز صوفه ويتم اخصائه بعدها ليتولي حماية قطيع الغنم
انه الراعي للقطيع وفق ما تم تربيته عليه
وكنا في لغتنا العامية زمان نستخدم كلمة مريوع لنصف بها كل شخص لا اخلاق له بمعني انه متقلب الاهواء ولص وقاتل الخ
وانا اقرا نص طارق استعدت في ذهني صورة بعض من كنا نقول عنهم مرياعيون بكل صفات الوحشية التي كانت تميزهم عن بقية البشر
تجري احداث مرياع طارق في بلد محتل يقوم الاهالي فيه بمقاومة الاحتلال ويكبدونه في كل مرة الخسائر الكثيرة ولم تعد قوة واسلحة المحتل تنفع في ملاحقتهم فيفكر جنرالات الدولة الاحتلالية(اغلبية شخصيات مسرحية المرياع جنرالات) ولا اعتقد ان اختيار لحمادي لشخصيات عمله مجاني بل تم عن وعي ولهدف معين سعي طارق في عمله ليجعلنا نقف عليه من خلال مجري احداث المسرحية.
جنرالت الاحتلال يفكرون في الخروج من انتكاستهم الحربية دون هزيمة ودون التخلي عن مكاسبهم في الدولة الت يحتلونه. الدولة المحتلة يمكن ان تكون اي دولة عربية او افريقية او من دوا العالم الثالث والدولة الاحتلالية يمكن ان تكون اي دولة من الدول الغربية الاروبية التي احتلت دول العالم الثالث.تفكير الجنرالات الذين يستعينون بالعلماء يقودهم الي فكرة نسخ مرياع في المخبر والقيام بعملية غسل دماغ له حتي يكون في خدمتهم وخدمة اهدافهم وتولي قيادة القطيع بالقوة
يتم صناعة المرياع ويتم غسل دماغه من فكرة الوطن وخدمة الشعب ويحتفل به وتعلق له النياشين بعد ان تم ملء دماغه بحب المحتل وخدمته والعمل باوامره وبما يملي عليه من سادته الذين صنعوه في مخابرهم
هذا المرياع الذي يخرج من المخبر ويتم خصيه وينصب حاميا للقطيع(القطيع هو الشعب طبعا والمرياع هو الحاكم) يمكنه اي المرياع ان يكون الحاكم في دولة عربية كانت محتلة او دولة افريقية كانت كذلك محتلة او اي دولة في العالم الثالث.
وما تقوله المسرحية هو انةكل حكام العرب وافريقيا والعالم الثالث مرياعيون تمت صناعتهم في مخابر السباسة الغربية الاروبية ونصبوا علي رأس الدول لقيادة القطيع الذي هو الشعب وقمعه ان تمرد او ثار ضد الظلم والفقر .
نص طارق لحمادي المرياع من النصوص المغامرة والمقامرة كذلك
كتبه لحمادي بلغة عربية فصيحة وجميلة ومعبرة وعميقة ودالة وهي عادة لحمادي حتي في نصوصه القصصية
ان المرياع واحد من النصوص الجميلة التي بقدر ما امتعتني قراءته بقدر ما دفعتني الي طرح اسئلة عديدة والبحث عن اجوبتها اوتاويلاتها
وطارق شخص عارف بالمسرح وبكواليسه ومصطلحاته لذلك تاتي نصوصه محكمة ومسرحية مائة بالمائة لا خلل فيها ةلا تحتاج الي تنقيحات وحذف واضافة في حالة تجسيدها ركحيا .وكم اتمني ان اشاهد المرياع علي الركح باخراج جيد واداء جيد ،المرياع من النصوص التي تستحق ان يحتفي بها وبكاتبها
هنيئا لك صديق لحمادي بما حققته في نصك المرياع ومن قبله الليلة الاخيرة وهنيئا للحركة المسرحية عندنا بنصوص طارق لحمادي
فهل ستجد المرياع من يجسدها ركحيا مغامرا ومقامرا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق