تصنيفات مسرحية

السبت، 27 مايو 2023

مسرحية للفتيان " شو وبندا " تأليف طلال حسن

مجلة الفنون المسرحية
الكاتب  طلال حسن


مسرحية للفتيان " شو وبندا " تأليف طلال حسن



الفصل الأول


                             منطقة منعزلة ، كثيفة 

                       الأشجار شو  يقف  في الوسط 

شو : لعل أمي تبحث عني الآن ، ما أحمقني ،
لقد أغضبتها بإلحاحي ، لكني أريد أن
أعرف الحقيقة ، لم أعد صغيراً ، وأنا
أستطيع أن أواجه ..،" ضجة بين الأشجار
" أسمع وقع أقدام ،إن أحدهم قادم "
ينصت لحظة " هذه  ليست أمي " يتجه
مسرعاً نحو شجرة ضخمة " فلأسرع
بالإختباء .

                           شو يختبىء وراء الشجرة ،

                           تدخل بندا والمربية العجوز 


بندا : تعالي ، الطريق من هنا .

المربية : " تتلفت حولها مذعورة " المكان
موحش ، إنني خائفة .                                                                             

بندا : هذا ليس جديداً ، أنت خائفة دائماً .

المربية : إنني إمرأة .

بندا : " مازحة " حقاً !

المربية : طبعاً ، هكذا خلقت . 

بندا : لا تخافي إذن أنا معك .

المربية : أنت أيضاً مثلي " تصيح فزعة إذ تند
حركة من بين الأشجار" سيدتي .

بندا : هوني عليك ، إنه أرنب .

المربية : أي أرنب يا سيدتي ، لقد لمحت أحدهم
                    يتعقبنا 

  بندا : " مازحة " لعله مجرد ..  شبح .

المربية : لا يا سيدتي " تتلفت حولها " لابد أنه
قاطع طريق .

بندا : تتلفت حولها هي الأخرى " قاطع طريق
!  أنت .. تهرفين .

المربية : لقد رجوتك ، أكثر من مرة ، ان لا
نبتعد كثيراً عن القافلة .

بندا : لا عليك ، القافلة قريبة ،ونستطيع أن
نصلها في دقائق .

المربية : هيا إذن " تشير متلفتة إلى الخارج "
لنعد بسرعة .

بندا : " تسير في إثرها " ولدت خائفة ،
وعشت خائفة ، و .." ضجة قريبة من
الأشجار " وستموتين ..

المربية : "تتوقف مرتعبة " سيدتي .. إنه قاط ..


                       يدخل قطاطع الطريق  قميء ،
                      هزيل ، يلوح بهراوته  الضخمة


قاطع الطريق : توقفا ، توقفا وإلا ..

المربية : ياويلتي " تتهاوى مغشياً عليها : آآآ
سيدتي .

بندا : آه ، مرة أخرى ؟ " لقاطع الطريق "
أنظر ما فعلت .

قاطع الطريق : " يلوح بهراوته " وسأفعل أكثر إذا لم
                      تستجيبي فوراً إلى طلبي .

بندا : مهلاً ، مهلاً ،يبدو أنك لا تعرف أي
شيء عني .

قاطع الطريق : أعرف أن عندك ما أريد " يشير إلى
                      سلسلتها الذهبية " الذهب .

بندا : هذه السلسلة عزيزة عليّ ، ولن أعطيها
لأي كان .

قاطع الطريق : لست أياً كان ، أنا .. قاطع طريق .

بندا : " لا يهمني من أنت ، لقد أهدتها لي أمي
                ، قبل ان ترحل عن هذا العالم .                                                                         

قاطع الطريق :" يقترب منها ملوحاً بهراوته "ستعطينها
لي طائعة أو ..

 

                        يبرز شــــــــو من وراء 

                  الشجرة ، ويصيح بقاطع الطريق


شو : توقف .

قاطع الطريق : " يتلفت مذعوراً " آآآ" يحاول أن يتمالك
                      نفسه " من أنت ؟

شو : ستعرفني جيداً ، إذا لم تلق هذه الهراوة
من يدك ، وتطلق ساقيك للريح .

قاطع الطريق : لو لم يرحل جدي إلى العالم الأسفال ،
                لمزقك إرباً ، ويحي " ينفخ صدره"إنني 
حفيده "ينقض على شو " ذق إذن هراوتي
              هذه ، أيها ال..

شو : " يلكمه في بطنه " خذ هذه أولاً .

قاطع الطريق : آ..ي .. قتلتني .

شو : " يأخذ منه هراوته " والآن سأذيقك
                    هراوتك .

قاطع الطريق : لا ، الرحمة " بصوت باك " أقسم لك ،
أنها مغامرتي الأولى .. والاخيرة .

 شو : عرفت أنك هاو .

قاطع الطريق : " ينهض متوجعاً " وهاو أحمق ، رغم
أن جدي كان قاطع طريق معروفاً .

شو : لابد أنه كان مثلك .. عملاقاً .

قاطع الطريق : اعطني هراوتي .

شو : " يلوح بالهراوة " إمضِ و الا ...

قاطع الطريق : لا أرجوك ، لا " يسرع إلى الخارج "
                  سأمضي ، ولن تراني هنا ثانية .

شو : هذا أفضل ، والا من يدري ، فقد تلحق
                بجدك إلى العالم الأسفل .


                    قاطع الطريق  يطلق ساقيه  

                   للريح المربية تفتح عينيها       


المربية : سيدتي .

بندا : إنهضي ، لقد مضى قاطع الطريق .

المربية : أعرف " ترمق شو بنظرة خاطفة" من
هذا؟

بندا : لا أعرف .

المربية : أنا أعرف .

بندا : أنتِ تهذين .

المربية : لست إمرأة من اور ، إذا لم يكن نبيلاً ،
من سلالة نبلاء .

بندا : فعله نبيل وهذا هو المهم .

المربية : مثل هذا الفعل ، لايقوم به إلا ...

بندا : صه ، إنه قادم .

                                                                              

                    شو يقترب مـــــــــن بندا ،

                  ويقفان متقابلين وجهاً لوجه


بندا : هل لي أن أعرف ، من أنت ؟

شو : وهل هذا مهم ؟

بندا : " تبتسم " قل لي من أنت ، وسأقول لك
من أنا .

شو : أنا أعرف من أنتِ .

بندا : تعرف!

شو : كنت وراء تلك الشجرة " يشير إلى
الشجرة  الضخمة " حينما أقبلت مع
المربية .

بندا :من العدل إذن  ، أن أعرف أنا أيضاً ،من
                    أنت . 

شو : حسن ، أنا ..

بندا : نعم . 

شو : " يبتسم " سعيد .. بلقائك .

بندا : آ ه .

صوت : " من الخارج " بندا .

المربية : سيدتي .

الصوت : بندا .. بندا .

المربية : إنهم ينادوننا .

شو : " يتراجع متلفتاً " فرصة سعيدة .

المربية : هيا يا سيدتي ، هيا .

بندا : " تتراجع " لن أنسى هذا اللقاء .

شو : شكراً لقاطع الطريق .

بندا : قد نلتقي ثانية .

شو : هذا ما أرجوه .

الصوت : بندا .. بندا .

المربية : لنمض بسرعة يا سيدتي . 

بندا : " تتوقف " أنا من اور .

شو : لقد رأيتها ، ورأيت زقورتها الجميلة .

بندا : أخشى أنك لست من اور . 

شو : " يبتسم " ليتك من اور . 

شو : مهما يكن ، سأحب اور .

بندا : " تبتسم " فرحة " .... 

الصوت : " يتباعد " بندا .. بندا .. بندا .

المربية : هيا يا سيدتي ، القافلة ستمضي .

بندا : هيا " تتجه إلى الخارج وهي تلوح لشو
" إلى اللقاء .

شو : " يلوح لها مبتسماً " .... 


                 بندا والمربية تخرجان مسرعتين ، 

                     شو  يقف  قرب  الشجرة 


شو : ننا ، أيها القمر الإله ، حامي اور .. اور
..   بندا ، أغمرني بنورك الإلهي ، فمهما
قست عليّ اور، لن أستطيع بعد الآن إلا
أن أحبها  " يصمت لحظة " أمي ، آه يا
ويلتي "  بتصميم " لقد آن ألآوان ، لابد
أن أعرف الحقيقة " ينصت " إنها أمي ،
ها هي قادم  ، ننا ، ننا ، أغمرني بنورك
، أيها القمر الإله .   


                     تدخل الأم مضطربة 

                     وتسرع إلى شو 


الأم :بني ، لنترك هذا المكان ، ونمض .

شو : مهلاً ، لا أحد يعرفنا هنا .

الأم : ياللآلهة ،أنت ترى ما يجري .

شو : إنها قافلة عابرة .

الأم : لا يا بني ، إنني خائفة " تهم بالخروج "
                    لنمض .

شو : " يمسك يدها " أمي .

الأم : " متنهدة " بني شو .

شو : أنظري إليّ ، لم أعد صغيراً .

الأم : نحن في خطر يا شو ، لقد رأيت
البارحة  أحدهم يحوم في الجوار .

شو : أريد الحقيقة .

الأم : " تنظر إليه صامتة " .....

شو : صارحيني يا أمي ، لابد أن أعرف منك
كلّ  شيء .

الأم : لا فائدة الآن يا شو ، لقد مضى زمن
طويل . 

شو : من حقي أن أعرف الحقيقة ، وعليّ أن
                أعرفها .

الأم : لقد سجن أبوك ، وقتل داخل السجن .

شو : أعرف هذا .

الأم : وقد خفت عليك ، وهربت بك ، وأنت
صغير ، وتخفينا في أعماق الريف .

شو : هذا أيضاً أعرفه .

الأم : لا يوجد إذن شيء لا تعرفه .

شو : أريد أن أعرف القاتل .

الأم : القاتل ! لا يا بني ، لا .

شو : لابد أنك تعرفينه ، ويجب أن أعرفه أنا
                أيضاً.

الأم : إنها مجرد أقاويل .

شو : حسن .

الأم : قد لا تكون هي الحقيقة .

شو : مهما تكن ، قوليها لي .

الأم : يقال أنه .. الملك .

شو : الملك !                                                                            

الأم : أبوك كان أميراً ، وقد أشيع أنه طامع
في  العرش .

شو : آ ه .

الأم : لكن لا أظن أن هذه هي الحقيقة .

شو : ما الحقيقة إذن ؟

الأم : الأمير ، قائد الجند " ضجة مرتفعة بين
                الأشجار ، تتلفت مذعورة " ياللآلهة ،
إنهم قادمون ، أهرب يا بني ، أهرب .


                    يدخل مجموعة من الجنود، 

                     يتقدمهم الأمير القائد أكا


الأم : " تتمتم خائفة " آكا ! 

آكا : ها أنت أخيراً " يقترب منها " حتى
الزمن لم ينل منك .

شو : دع أمي وشأنها .

آكا : إبنك ؟ 

الأم : نعم .

آكا : لقد كبر ، أصبح رجلاً " يحدق في الأم
"  إسمه شو على ما أعنقد .

الأم : لا يفوتك شيء عنّا .

آكا : أنتما تهمانني .

الأم : نعم ، إسمه شو .

آكا : هذا إسم لا يحبه الملك .

الأم : وكذلك أنت لا تحبه .

آكا : إنه من أسماء الملوك .

الأم : نحن لم نؤذ أحداً ، أنت أب ، ليتك تدعنا
                      نمضي .

آكا : الأمر لا يعود لي ، إنني أعمل بما يأمر
به  الملك ، والملك ، كما تعرفين ،
يريدكما .

الأم : " تتشبث بشو " كفى ما فعلتموه بنا ،
دعوا لي إبني .

شو : " يتملص من أمه " دعيني يا أمي ،
دعيني .

الأم : " بصت باك " لا..لا ..لا . 

آكا : " للجنود " خذوهما ، هيا

                   

                  الجنود ينقضون عليهما ،

                    شو  يتصدى لهم 


آكا : " يتمتم " كان يمكن أن يكون إبني . 

الأم : أهرب يابني ، أهرب .

شو : " يفلت من الجنود " أمي .

الأم : أهرب يا شو ، لا تلتفت إليّ ، إنهم
يريدونك أنت .

شو : " يسرع نحو الخارج " ....

الأم : أهرب .. أهرب .. أهرب .                                                                             

آكا : أيها الجبناء ، إلحقوا به .

شو : " يختفي بين الأشجار "  .... 

آكا : هيا ، هيا ، سأجلدكم حتى الموت ، إذا
أفلت منكم .


                        الجنوديلحقون بشو، آكا

                       والأم يقفان وجهاً لوجه 


الأم : كفى يا آكا ، كفى ، إن دماء أبيه .. آمار ..
                    لم تكد تجف .

آكا : " ممروراً " .. آمار! لقد مات آمار .

الأم : لن يموت آمار ما دمت حية .

آكا : " يرفع يده منفعلاً " سأقتلك .

الأم : أقتلني ، هيا أقتلني ، إذا كان هذا يشفي
                غليلك .

آكا : " ينزل يده ببطء " ....

الأم : " تنظر إليه مذهولة " آ .. ه .

آكا : " يبتعد عنها متمتماً " يا للآلهة ، لو
                  إستطعت للحظة .. أن أكرهك ..


                      الجنود يدخلون مترددين ، 

                        آكا يحدجهم بغضب 


آكا : أيها الجبناء ، أفلت منكم ؟ سأمزقكم "
                يمضي نحو الخارج " خذوا هذه
المرأة ، والحقوا بي .


                     الجنود يمسكون الأم ،                       
                    ويسرعون خلف آكا


                          ستار 




الفصل الثاني


                          ساحة وسط اور ، مارة ، شو 

                         وراء شجرة في طرف الساحة 


شو : لقد تأخرتا ، رأيتها مع مربيتها، تتجهان
إلى هذه الساحة " يتطلع إلى المارة "
الزحام  شديد " ستأتيان حتماً " يتلفت
حوله " هذا يوم مناسب للتسلل إلى اور ،
إنه عيد جز صوف الغنم ، وفي هذا
اليوم، يدخل المدينة مئات الناس " يسرع
بالإختباء وراء الشجرة " الحارسان ،
عليهما اللعنة ، حيثما أذهب أجدهما في
إثري .


                    يدخل الحارسان متلفتين ،  

                  وقد تسلح كل منهما برمح 


الحارس الأول : إفتح عينيك جيداً ، وإنتبه .        

الحارس الثاني : إطمئن،ها إني أفتحهما على سعتهما"
يرمق فتاة تمر " تباركت عشتار .

الحارس الأول : يا للآلهة ، أنت حارس .

الحارس الثاني : عشتار جميلة ، وتحب الجمال .

الحارس الأول : مهمتك ملاحقة الخارجين على القانون
، وفي مقدمتهم ... " يحاول عبثاً أن
يتذكر " في مقدمتهم ..

الحارس الثاني : بو .

الحارس الأول : " منزعجاً " لا .

الحارس الثاني : فو .

الحارس الأول : لا ، ليس فو .

الحارس الثاني : شو .

الحارس الأول : شو ، نعم ، شو ، شو .

الحارس الثاني : إنني لم أر مرة شو هذا .

الحارس الأول : وأنا أيضاً ، لم أره .

الحارس الثاني : لن يفلت منّا إذن .

الحارس الأول : " يرمقه منزعجاً " هيا .

الحارس الثاني : اليوم عيد .

الحارس الأول : " يسير " تعال ، وإلا قظيته في السجن.

الحارس الثاني : " يلحق به " لا ، أي شيء إلا السجن "
                  يرمق فتاة تحمل عصفوراً في قفص "
                  ليتني عصفور .

الفتاة : " تكشر عن أنيابها مازحة " ميو .

الحارس الثاني : " يتوقف " آه ، هذه أجمل .. ميو ..
سمعتها في حياتي .

الحارس الأول : " يسحبه منزعجاً " تعال .

الحارس الثاني : " ينظر إلى الحارس الأول " يا للآلهة ،
لم  أرك يوماً تبتسم .

الحارس الأول : إنني حارس . 


                   يخرج الحارسان ، شو يرى 

                  المربية تدخل متلفتة حولها 


المربية : يا ويلتي ، أين إختفت ثانية ؟  إنني
خائفة ، سيخنقني سيدي آكا إذا ..

شو : " يجذبها نحو الشجرة " تعالي .

المربية : " مرتاعة " آآآ دعني .

شو : صه ، لا تخافي .

المربية : من ؟  شو ! يا للآلهة .

شو : إغلقي فمك لحظة .

المربية : " تضع يدها فوق فمها " أغلقته .

شو : أريد أن أرى بندا .

المربية : " تصيح " بندا !

شو : لا ترفعي صوتك .

المربية : حسن ، لكن بندا ..

شو : لابد لي أن أراها .

المربية : إنها .. مريضة ، نعم ، مريضة ، وهي
ترقد الآن في ..

شو : أيتها المربية ، كفى ، لقد رأيتها معك ،
قبل قليل .

المربية : بندا !! " تولول " لن يمر اليوم على
خير .

شو : إذهبي ، وأنبئيها أنني هنا .

المربية : لا أستطيع يا بني ، لا أستطع ، أنت لا
                تعرف سيدي آكا ، إنه سيخنقني إذا
عرف أنني ..

شو : دعك من هذا ، هيا ، هيا .

المربية : يا ويلتي " تخطو بضع خطوات "
سيخنقني سيدي آكا " تقف مرتاعة "
ش..و.. شو ، إختبىء ، الحارسان .


                      شو يختبىء وراء الشجرة ،

                  المربية تخرج ، يدخل الحارسان 


الحارس الأول : لنفتح أعيننا ، لنفتحهما جيداً ،فما نبحث
عنه ، هذه المرة ، ليس شخصاً عادياً . 

الحارس الثاني : " يتلفت حوله " أنت محق ، تباركت
عشتار ، ما أروع العيد .

الحارس الأول : لو نرى شو هذا، ونلقي القبض ...

الحارس الثاني : " يرمق فتاة تضع اشاراً فوق رأسها "
أنظر " يتجه إلى الفتاة " هاهو ذا .

الحارس الأول : تمهل ، إنها فتاة .                                                                        الحارس الثاني : لعله متنكر" يقترب من الفتاة "لن يفلت
مني حتى إذا ...

الفتاة : " تفز مذعورة " ماما .

الحارس الثاني : ماما .. آه .. هذه أجمل .. ماما.. سمعتها
في حياتي .

الحارس الأول : ماذا دهاك ؟ يبدو أنك مصاب بعمى
                الألوان.

الحارس الثاني : إنها وراثة ، يالحلاوة هذه الوراثة .

الحارس الأول : لا فائدة " يتجه إلى الشجرة " لنقف قليلاً
                  في الظل .

شو : " يتسلل بعيداً عن الشجرة "...

الحارس الثاني : قف أنت حيثما تريد " يتلف حوله " أما
أنا فسأقوم بواجبي " يقف مذهولاً "   

                يالعشتار،أنظر .

الحارس الأول : ياللألهة ، هذا الأمير ، والأميرة بندا .

الحارس الثاني : " مذهولاً "بندا ! آه .. موسيقى .

الحارس الأول : " يسحبه بشدة " تعال أيها الأحمق ،
والإ قضيت العام كله في السجن .


                     يسرع الحارسان إلى الخارج،

                     يدخل الأمير والأمـــــيرة بندا

الأمير : نرجستي ، قرنفلتي ، سوسنتي ، داليتي ....

بندا : آه ، كفى ، أرجوك ، لقد أغرقتني اليوم

                 بالأزهار .

الأمير :اليوم عيد ، وليتك تتعطفين عليّ ،
وتجعلي منه عيداً حقيقياً لي .

بندا : لكن العيد ، كم تقول يا أميري، هو عيد
جز الصوف . 

الأمير : بكلمة منك تجز أحزاني .

بندا : " تحاول أن تتملص منه " لنكتف هذا
العيد بجز صوف الغنم .

الأمير : أيتها الأميرة.

المربية : " تدخل مسرعة " سيدتي .

بندا : أظنها المربية .

المربية : سيدتي ، إنني خائفة .

الأمير : إصغي إليّ لحظة .

بندا : هذه مربيتي  " تسرع إلى المربية " إلى  

                 اللقاء . 

الأمير : " يقف مغتماً " لابد أن الأميرة مشغولة
                  بأمير غيري " وهو يخرج غاضباً "
                سأجزه مهما كان.

المربية : لقد تورمت قدماي ، لم أترك مكاناً إلا
                وبحثت فيه عنك .

بندا : إنني هنا ، مع الأمير " تتنهد" يا إلهي ،
كاد يكتم أنفاسي بأزهاره الميتة .

المربية : سيدتي .. " تصمت وقد إتسعت عيناها                                                                          

                  س..سيد..تي .

الأميرة : ما الأمر ! 


                     شو يعود إلى مكانه ، المربية

                     تحاول إبعاد بندا عن الشجرة


المربية : لنمض من هنا ، لنمض ِ .

بندا : أرى خوفك اليوم أكثر من المعتاد .

المربية : عيني ترف ، لنعد إلى البيت .

بندا : أنظري إليّ .

المربية : سيدتي .

بندا : قلت أنظري إليّ .

المربية : أرجوك يا سيدتي .

الأميرة بندا : آه .. شيء واحد يمكن أن يخيفك هكذا .

المربية : أنتِ واهمة ...

بندا : أرأيت !

المربية : لقد رأيت في المنام ....

بندا : بل رأيته .

المربية : " تحاول إبعادها " لا .

بندا : أصدقيني .

المربية : لا .. لا .

بندا : ستخنقك الألهة عشتار .

المربية : سيخنقني أبوك إذا ...

شو : " يهمس مطلاً من خلف الشجرة " أيتها
                      الأميرة .

بندا : " تتوقف " هذا صوته .

شو : أيتها الأميرة .

بندا : إنه هو .

المربية : " تمسك يدها " سيدتي .

بندا : " تلتفت متلهفة " شو .

المربية : لا تذهبي إليه ، يا سيدتي ، إنه نار .

بندا : " تسحب يدها " هذه النار ، أنقذتني ،
ذات يوم .

المربية : لن يمر اليوم على خير .

بندا : إبقي أنت هنا ، ونبهيني إذا جاء من
يعرفنا .

المربية : حسن يا سيدتي ، لكن لا تتأخري ،
أرجوك   " تتلفت حولها خائفة " ياللألهة
، إنها تلعب بالنار .


                 بنــــــــد تســـترع إلى شو ، يقفان 

              وجهاً لوجه،تتقاذفها مشاعر متضاربة

بندا : " فرحة " شو .

شو : " فرحاً " ها قد عرفت إسمي .

بندا : وعرفت من أنت .

شو : " يمسك يديها " أميرتي .

بندا : إسمي .. بندا .

شو : لقد عرفتك مثلما عرفتيني يا أميرتي ..
بندا .

بندا : " بحزن وأسف" ليتني أستحق هذا منك
، يا  شو .

شو : لايد لنا فيما جرى .

بندا : " تنظر إليه " لم أنسك لحظة .

شو : وأبداً لن أنساك .

بندا : " بمرارة والم " لا أستطيع أن أصدق ،
يا شو ، أن أبي ...

شو : أرجوك ، دعكِ من هذا ..

بندا : ليتني أستطيع .

شو : منذ لقائنا الأول ، وأنا أحلم بهذا اللقاء .

بندا : لقد خرجت اليوم ، وكلي أمل أن ألقاك .

شو : وها قد التقينا .

بندا : نعم ، يا شو ، إلتقينا.

المربية : سيدتي .

بندا : مهلاً .

المربية : لنمضِ ، أخشى أن يرانا أحد .

شو : بندا .

بندا : نعم يا شو .

شو : لدي أمر ، أريدك أن تساعديني فيه .

المربية : سيدتي .. سيدتي .

بندا : " للمربية " لحظة واحدة " لشو " ما
الأمر، يا شو ؟ صارحني يا عزيزي .

                       يدخل الأمير خلسة ،

                     ويرى شو يحدث بندا


الأمير : آه ، هذا ما خمنته ، ترى من يكون ؟
                  ياللألهة ، إنه شو ، لن ألوث يدي به
                  " وهو يخرج " هذه مهمة الحرس .

بندا : " تتمتم خائفة " يا ويلتي ، يخيل إلي أنه
الأمير .

شو : إسمعيني .

بندا : إنني أخاف عليك .

المربية : سيدتي .

شو : لابد لي أن أراها .

بندا : إنهم يبحثون عنك في كل مكان ، وقد
                    يؤذونك إذا وقعت  في أيديهم .

شو : لا عليك ، أريد أن ...

المربية : " مرتاعة " سيدتي ، الحارسان .


                     يدخل الحارسان مسرعين،

                    يلوح الأمـــــــير وراءهما 


الأمير : " يهمس للحارسين " ذلك هو شو ، إنه
مع الأميرة.. بندا. 

الحارس الأول : إطمئن يا سيدي ، لن يفلت من أيدينا .                                                                           

الحارس الثاني :" يقف مذهولاً " بندا! تباركت عشتار .

الحارس الأول : " يدفع الحارس الثاني " هيا ، أيها
الأحمق ، فلنسرع ، ونقبض عليه .

المربية : " تتراجع خائفة " سيدتي ، انهما
قادمان .

بندا : " تدفع شو " أهرب .

شو : أبلغي أمي أني في الكوخ .

بندا : سيقبضان عليك ، أهرب الأن ، أهرب .

الحارس الأول : قف .

شو : " يتصدى له ، ويلكمه في بطنه " ...

الحارس الأول : " يتهاوى متوجعاً " آآي .

بندا : " تدفع شو " أهرب أنت.

الحارس الثاني : توقف .. توقف .

شو : " وهو يهرب " لا تنسي ، أبلغي أمي .

بندا : لن أنسى " تعترض الحارس الثاني
                  وتضربه بشدة " خذ ، أيها الكلب .
الحارس الثاني : " يدور حول نفسه " تباركت عشتار ،
        هذه أجمل .. أيها الكلب .. سمعتها في حياتي .
الحارس الأول : " يهب واقفاً" ياللويل ، القائد .

الحارس الثاني : " يجمد في مكانه " آه ، جاءنا الموت ،
                ستسلخ جلودنا.

المربية : سيدتي ، سيدتي ، أبوك ، آكا .

بندا : " تتسلل مسرعة إلى الخارج " هيا ، لا
                  أريده أن يرانا هنا ، فلنسرع .

المربية : " تسرع في أثرها " يا ويلتي ، يا ويلتي
، لقد عرفت أن اليوم لن يمر على خير .


                تخرج بندا والمربية العجوز ،يدخل

                آكا ، محاطاً بمجموع من الحرس،


الأمير :" يلوح مبتسماً من بعيد " ....                          

آكا : أفلت منكما ! يالكما من جبانين .

الحارس الثاني : سيدي ، لقد ساعدتـ...

الحارس الأول : " يرفسه خلسة " لن يفلت منا يا سيدي ،
                      سنقبض عليه حتماً .

آكا : " للضابط " أسرع بهم بنفسك ، أريده
حياً أو ميتاً .

الضابط : أمرك سيدي " للحرس وهو يمضي
مسرعاً  " أسرعوا ورائي ، هيا .


              الضابط والحرس يخرجون مسرعين

             الأمير يخرج ، آكا وحده مع حارسين


                          ستار






                                                                             26



الفصل الثالث




              السجن ، الأم متمددة ، يدخل الحارس،

                وهو يعرج ، حاملاً بعض الطعام  


الحرس : " محرجاً " آ ه ، عفواً .

الأم : " تعتدل " لا عليك ، تفضل .

الحارس : يالحماقتي ، أخشى أن أكون قد أيقظتك .

الأم : لست نائمة " تتنهد " قلما تغمض عيناي
                    هذه الأيام .

الحارس :لدي خبر يهمك .

الأم : لم يعد يهمني أي خبر عدا ..

الحارس : من يدري ، لعله يتعلق بعدا .. هذه .

الأم : " تهب واقفة " شو !

الحارس : " يضع الطعام أمامها " الطعام أولاً يا
                    سيدتي .

الأم : دعك من الطعام " تقترب منه " حدثني
                    الآن عن هذا الخبر .

الحارس : بندا . 

الأم : الأميرة !

الحارس : ستأتي بعد قليل إلى هنا .

الأم : إبنة آكا !

الحارس : نعم ، ستأتي لزيارتك .

الأم : يا للعجب . 

الحارس : إنها يا سيدتي وردة .

الأم : " تبتسم " وردة . 

الحارس : ستأتي سراً ، وحدها ؟

الأم : هذا أمر مفهوم ، فأميرة مثلها لا ينبغي
أن تزور مثلي في السجن .

الحارس : يخيل إليّ يا سيدتي ، أنها ستزورك
لأمر مهم للغاية ، ولابد أن له علاقة
بإبنك ، الأمير شو .

الأم : حسن ، من يدري ، فقد يكون في
وردتك هذه ، الكثير من الرحيق ، رغم
أصلها الشوك .


                         الباب الخارجي يطرق

                        ثلاث طرقات متوالية 


الأم : إصغ ، الباب يطرق .

الحارس : أظنها الأميرة " يصغي قليلاً " نعم ،
إنها الأميرة  بندا ، هذه هي الطرقات ،
التي إتفقناعليها .

الأم : أسرع إذن ،ولنر مالديها .

الحارس : آمل يا سيدتي ، أن تستقبليها بما عهدته
فيك من طيبة .

الأم : إمض يا عزيزي ، الأميرة تنتظر .

الحارس : حالاً يا سيدتي " يخرج "

الأم : بندا إبنة الأمير آكا ، يل للأقدار"
تصمت لحظة " لعل الحارس على حق ،
وإلا ما الداعي لأن تأتي وحدها إلى
السجن ؟ مهما كان الأمر ، هاهي قادمة .

     

                        تدخل بندا ، ملتفة

                   بشال ، يتقدمها الحارس


الحارس : تفضلي يا سيدتي " للأم " الأميرة .

الأم : أهلاً بها .

بندا : صباح الخير.

الأم : نحن في الصباح إذن ، أنت ترين ، من
                الصعب أن يفرق المرء هنا بين الصباح
                والمساء .

بندا : يا للأسف ، كنت أتمنى أن ألتقيك في
غير هذا المكان .

الأم : إن أحدهم ، وأنت تعرفينه جيداً ،
يريدني هنا.

بندا : " تطرق محرجة حزينة " ....

الحارس : " متردداً " سأقف في الخارج .

الأم : هذا أفضل .

الحارس : ناديني إذا إحتجتما إلى شيء .

الأم : ألف شكر .

الحارس : " ينحني لبندا " عن إذنك سيدتي .

بندا : تفضل .

الحارس : لن أبتعد كثيراً ، سأقف قرب
                      الباب"يخرج".

الأم : حسن ، نحن الآن وحدنا .

بندا : طالما تمنيت لو أن لي أماً " تنظر إلى
الأم" لقد ماتت أمي ، وأنا صغيرة .

الأم : وإبني،  قُتل أبوه ، وهو صغير .

بندا : يبدو أن بعض الجراح ، للأسف ، لا
تندمل بسهولة .

الأم : ولن تندمل ، ما دامت تنزف .

بندا : " تطرق دامعة العينين " ....

الأم : " تقترب منها " أرجو أن تفهميني ،
إنني أم .

بندا : " تنظر إلى الأم " قابلت الأمير .. شو .

الأم : " متلهفة " شو ! 

بندا : قابلته البارحة ، في الساحة ، وسط
المدينة .                                                                        

الأم : حدثيني ، كيف حاله ؟ حدثيني .

بندا : إطمئني ، إنه بخير .

الأم : الحمد للإله .

بندا : يريد أن يراك .

الأم : " مذعورة " لا .

بندا : لم أوافقه ، فهذا خطر عليه ، وأنا لا
أريد له أن يتعرض لأي خطر .

الأم : " تنظر إليها مترددة " ....

بندا : وقد وعدته أن أزورك بنفسي ، وأطمئنه
                عليك .

الأم : شكراً .

بندا : وسأزورك دائماً .


                           وقع أقدام في الخارج ،

                     يدخل الحارس مسرعاً مذعوراً 

 

الحارس : سيدتي .. سيدتي .

بندا : ماذا يجري ؟

الأم : ما الأمر ، تكلم .

الحارس : الأمير آكا .

بندا : أبي !

الحارس : رأيته قادماً من بعيد ، مع مجموعة من
                  الحرس .

بندا : يا إلهي .

الحارس : سيقتلني أبوك ، يا سيدتي ، إذا وجدك
هنا .

بندا : ما العمل ؟ إفعل شيئاً .

الحارس : لدي غرفة صغيرة ، سأخبئك فيها يا
سيدتي ، ويمكنك أن تتسللي إلى الخارج ،
حالما يدخلون .

الأم :إذهبي الآن ، إذهبي .

بندا : " تتراجع " قال شو ، إنه سيكون خلال
هذه المدة في الكوخ .

الأم : يا للآلهة ، سيقتلونه إذا وجدوه هناك .

الحارس : سيدتي ، رجاء .

بندا : دليني على الكوخ .

الأم : " مترددة " ....

الحارس : الوقت يمر يا سيدتي .

بندا : إنني مثلك ، أخاف عليه .

الحارس : سيفاجئنا الأمير .

الأم : " للحارس " ليقدها العجوز شار إلى
هناك .

الحارس : هيا يا سيدتي ، سأدلك على بيته .

بندا : إطمئني ، سيكون بخير  ، إلى اللقاء .

الأم : إلى اللقاء يا بنيتي .

بندا : " تتطلع إلى الأم دامعة العينين " ....

الحارس : إنهم قادمون ، هيا يا سيدتي ، هيا .

بندا : " تتقدم الحارس إلى الخارج "  هيا .                                                                     

الأم : بندا ، حقاً إنها وردة ، حرام أن تكون
هذه الوردة من الشوك آكا .


                      الباب يطرق ، فترة صمت ، 

                       يطرق الباب مرة ثانية 


صوت آكا : أيها الحارس .

صوت الحارس: يا ويلتي ، إنه الأمير آكا .

صوت آكا     : أيها اللعين ، إفتح الباب .

صوت الحارس: نعم سيدي ، إني قادم .

الأم : لقد كسر مرة ساقه ، من يدري ما قد
يكسر منه هذه المرة .


                        يدخل آكا والحارس، 

                  محاطين بالضباط والحرس 


آكا : أيها الأصم ، طرقت الباب مرات .

الحارس : " يقترب منه متردداً " سيدي .

آكا : إبتعد عن طريقي .

الحارس : " يبتعد " عفو سيدي ، جئت بالطعام لـ
...

آكا : اغلق فمك ، وإبق في مكانك .

الحارس : " يتمتم " أمرك سيدي .

آكا : " للضابط " خذ الحرس ، ، وقفوا
بالباب .

الضابط : أمرك سيدي " يشير للحرس " هيا 


                       الحرس يخرجون في إثر 

                    الضابط ، آكا يشير للحارس 


آكا : إقترب .

الحارس : " يقترب خائفاً " سيدي .

آكا : أريدك أن تفتح عينيك هنا جيداً .

الحارس : أمرك سيدي .

آكا : وإلا كسرت ساقك الأخرى .

الحارس : " يرمق الأم ثم يطرق " ....

آكا : أسمعت جيداً ؟

الحارس : نعم ، سيدي ، سمعت .

آكا : لدي مهمة ، وسأنجزها ، مهما كلفني
الأمر .

الأم : " ترمقه بنظرة مريرة " ....

آكا : " للحارس " قف أنت جانباً .

الحارس : " يبتعد متمتماً " أمرك سيدي .


                     آكا يحدق طويلاً في الأم ، 

                          ثم يقترب منها 


آكا : لم تأكلي طعامك .

الأم : لست جائعة .                                                                      

آكا : كلي ، فأنا لا أريد للجوع أن يقتلك .

الأم : لن يقتلني الجوع ، إذا لم يقتلني من قتل
                    زوجي آمار .

آكا : يبدو أن هذا الوهم سيعيش معك حتى
                    النهاية.

الأم : إن ما رأيته يا آكا ، طوال هذه المدة ،
ليس بوهم .

آكا : لا يهمني ما رأيته ، إنني أقوم بواجبي .

الأم : ليت هذا كان دافعك الوحيد . 

آكا : " بحدة " أريد شو .

الأم : قم بواجبك ، وإبحث عنه ، فقد تجده .

آكا : ساعديني .

الأم : لن تجه إذن .

آكا : أنت تعرضينه للخطر .

الأم : لقد قلت ما عندي .

آكا : ستندمين 

الأم : لم أندم يوماً على ما إخترته ، ولن أندم.

آكا : سأعد حملة ، أقودها بنفسي ، وسأجده .


                       آكا يخرج غاضباً ، الحارس

                      يتبعه ، الأم تقف مصعوقة


الأم : يا ويلتي ، سيجد شو ، سيجده ، إنني
أعرف  آكا ، وأعرف حقده الأعمى، إنه
لم يغفر لي يوماً ، أنني إخترت آمار،
ورفضته ، يا إلهي ، الوقت يمر سريعاً،
لابد أن أفعل شيئاً وإلا ..


                   الحارس يدخل منفعلاً ،

                    الأم  تسرع  إليه


الأم : أرأيت يا صديقي ؟ أرأيت ؟ لم يتغير ،
ولن  يتغير ، وسيسعى وراء إبني شو ،
حتى يقبض عليه .

الحارس : كلي طعامك ، فالليلة ستحتاجين إلى
قوتك كالها .

الأم : " فرحة مذهولة " يا للآلهة ، أتعني .. ؟ 

الحارس : لن يصل أحد شو قبلنا ، هذا إذا لم
تسبقنا بندا إليه .

الأم : هيا إذن يا أخي ، لنأكل معاً . 

الحارس : " يقترب من الأم " نعم ، لنأكل معاً ،
                  فطريقنا أصبح واحداً .


                        الأم والحارس يمدا 

                         يديها ،ويأكل معاً

         

                               ستار 



                                                                          


الفصل الرابع



                 فسحة محاطة بالقصب ، يلوح الكوخ

                    من بعيد ، ويدخل شو مهموماً


 شو : أمي ، ياللآلهة ، بندا، أمي في السجن ،
وقد تبقى فيه حتى .. ، لا ، لا ، وأنا هنا،
في سجن يا بندا ،يكاد لا يغمض لي جفن
، لابد أن أفعل شيئا ، نعم ، لابد أن .. "
ترتفع ضجة بين القصب " لعلهم الجند ،
إنهم يبحثون عني " يسرع نحو القصب "
              فلأختبىءريثما يبتعدون، ثم أمضي إلى..

                          يختبىء شو  القصب ،

                       تدخل بندا والمربية العجوز


المربية : " تتلفت حولها " أخشى أن نكون قد
ضللنا " ترتعد خائفة " سنموت في هذه
المتاهة .

بندا : لا تخافي ، معنا الدليل  شار ، وهو
يعرف المنطقة جيداً .

المربية :يا له من دليل ، إنه أسن مني ، لا يكاد
يرى "تقترب من بندا "اسمعي مني يا
سيدتي ، يكفي أننا تخبطنا في الطريق
طول الليل ، لنعد إلى البيت .

بندا : كلا ، لن أدعه يقع في أيديهم .

المربية : نحن سنقع في أيديهم ، يا ويلتي ، ولن
                يرحمني أحد .

بندا : " تلمح الكوخ " أنظري ، ها هو الكوخ.

المربية : إنني خائفة .

بندا : " تسرع نحو الكوخ " هيا .

المربية : مهلاً يا سيدتي ، لنترو قليلاً .

بندا : الوقت يمر ، لابد أن نلقاه .

المربية : من يدرينا ، يا سيدتي ، لعله كوخ لص
، أو قاتل ، فلنناد الدليل .

بندا : دعي الدليل مع الخيل ، هيا ، تعالي .
المربية : " تسير مترددة " ياللالهة ، لن أموت
في فراشي ، هذا ما تنبأت لي به العرافة ،
                ذات يوم .

شو : " يخرج من بين القصب "......

بندا : " تجمد في مكانها " أيتها المربية .

المربية : " ترتعش خائفة " سيدتي "تتمتم "
سيتحقق ما تنبأت به العرافة .

شو : بندا .

                                                                           

المربية : " تلتفت " يا للألهة ،إنه شو .

بندا : " تلتفت وتتمتم فرحة " شو .


                   بندا وشو، يسرع أحدهما إلى 

                  الأخر ، ثم يقفان وجهاً لوجه


شو : بندا .

بندا : شو .

شو : ما أسعدني برؤيتك .

بندا : هذا يسعدني .

شو : أراك هنا ، يا إلهي ،هذه منطقة منقطعة
....

بندا : جئت إليك .

شو : " مندهشاً " لأهلاً بك ، لكن ....

بندا : لقد قابلت أمك .

شو : أمي .

بندا : قابلتها في السجن .

شو : أصارحيني ، أخشى ....

بندا : إنها بخير ،إطمئن .

شو : لكن مجيئك ....

بندا : مهلاً يا شو ، مهلاً ، أرادت أمك أن
تحذرك من البقاء هنا .

شو : يا للألهة ، وجئت بنفسك ؟

بندا : لن أبقى على قيد الحياة ، يا شو ، إذا
مسك خبر .

شو : " يمسك يديها " بندا .

المربية : " تتلفت خائفة " سيدتي .

بندا : شو ، يجب أن تسرع .

شو : بندا .

بندا : أخشى أن أبي قد عرف بما سأفعله ،
فهو يجدّ مع الحرس في أثرنا .

شو : تعالي معي . 

بندا : " مذهولة " أنا !

شو : سنمضي شمالاً إلى نينوى .

بندا : لا تخف عليّ يا شو ، إن أبي يحبني ،
ولن يؤذيني ، حتى لو عرف أني ساعدتك
على الهرب .

شو : بندا ، أريدك معي .

المربية : " قلقة وخائفة " سيدتي . 

بندا : " حائرة " لحظة ، لحظة .

شو : لن أستطيع أن أذهب بدونك .

المربية : سيدتي ، سيدتي .

بندا : " تنظر صامتة إلى شو " ....

شو : هذه اللحظة هي فرحتنا يا بندا ، وإذا
مرت خسرنا الحياة إلى الأبد .

المربية : " تسرع مرعوبة إلى الأميرة"سيدتي ،
إنهم قادمون .                                                                      

بندا : " لشو " فلنذهب ، هيا .

المربية : سيدتي ، إلى أين ؟

بندا : إلى نينوى .

المربية : نينوى !

بندا : إذهبي إلى الدليل ، وعودا إلى  اور .

المربية : سيدتي .

بندا : لا فائدة ، لابد أن أذهب .

المربية : أعرف يا سيدتي ، أن ما سأقوله جنون
، لكن .. خذا حصانين وإمضيا . 

بندا : " تحضن المربية " إلى اللقاء يا
عزيزتي .

شو : بندا .

المربية : " تدفعها دامعة العينين " إمضي الآن ،
                إمضي .

شو : " يمسك يد بندا " هيا وإلا فات الأوان .

بندا : " تسرع دامعة العينين " هيا .. هيا .


                    بندا وشو يخرجان مسرعين ،

                  المربية تتلفت حائــــــــرة قلقة


المربية : ياللعرافة اللعينة ، لقد قالتها لي ،
فلأهرب ،  نعم ، فلأهر..لا ..لا، لأبق
هنا ، ولأمت حيثما أموت " تتلفت خائفة
" إن للخوف حداً " الضجة تقترب" يا
للألهة ، لم أعد أحتمل ، فلأهرب " تهم
بالهرب " وليكن ما يكون .

  

                         الأم والحارس يدخلان 

                        من بيــــــــــن القصب


الأم : توقفي .

المربية : "تجمد مذعورة " آآ.. سيدي.. إنني لم ..

الأم : ماذا دهاك ؟ إنني أم شو .

المربية : آه ، حسبتك ...، لقد خرفت "تسرع إلى
                الأم" آكا والحرس في الجوار .

الأم : أعرف ، لقد رأيتهم .

الحارس : إنهم قريبون من هنا .

المربية : إطمئنا ، لن يجدوا ما يبحثون عنه .

الأم : أتعنين أن بندا ....

المربية : نعم ، وهما الآن بعيدان ، يطيران
شمالاً، نحو نينوى .

الأم : شو وبندا !

المربية : " تهز رأسها " على حصانين كالريح .
الأم : لتباركهما الألهة .

المربية : ياللأقدار "ترتفع ضجة بين القصب"آكا.

الحارس : هاهم قادمون .                                                                        

الأم : إنني آسفة ، يا عزيزي ، لما قد يلحق
بك بسببي .

الحارس : لن آسف على شيء ، وسأبقى معك
حتى النهاية .

المربية : " تتمتم خائفة " فلتأخذ آلهة العالم
الأسفل العرافة ، فها هي نبوأتها اللعينة
تتحقق .


                        يدخل آكا غاضـــــــــــباً،

                      محاطاً بالضابط والحرس


آكا : " يتلفت حوله"لا أراهما هنا " ينظر إلى
                    الكوخ " ولا أظنهما في ذلك الكوخ "
يشير للضابط " فلنتأكد .

الضابط : " يسرع إلى الكوخ " أمر سيدي .

آكا : لم أفكر يوماً ، أن ما حدث ، يمكن أن
                يحدث.

الضابط : " يصعد مسرعاً " لا أحد في الكوخ ،
                  سيدي.

آكا : إبحثوا عنهما أريدهما أمامي ، في
أسرع وقت .

الضابط : أمر سيدي " للحرس " هيا .

آكا : أسرعوا .


                    يخرج الضابط والحرس مسرعين،

                    يبقى حارســـــــان مع آكـــــــــــــــا


المربية : " مرتعشة " سيد..ي .

آكا : إبقي حيث أنت .

المربية : " تجمد متمتمة " نعم .. نعم .. سيدي .

آكا : " يحدق في الحارس " ....

الحارس : " يطرق برأسه".....

الأم : دعه ، دعه رجاء ، فلا ذنب له فيما
جرى .

آكا : إبنتي ، هذا ما يهمني الأن .

الأم : إبنتك .. إبنتي .

آكا : إبنك أخذ إبنتي مني .

الأم : لم يأخذها ، رغم إرادتها .

آكا : " كأنما يحدث نفسه " إنها معه الآن .

الأم : هذا خيارها .

آكا : " ينظر إليها صامتاً ".......

الأم : وليتك تقر ، ولو مرة واحدة ، بحق
غيرك في الأختيار .

الضابط : " يدخل لاهثاً " سيدي .

آكا : نعم .

الضابط : لقد هربا ، على حصانين سريعين ، نحو  
                    الشمال .

آكا : " ينظر إلى الأم " نينوى ؟                                                                            

الأم : " لا ترد " ...........

آكا : نينوى بعيدة " يتمتم " جميلة .

الضابط : هل نلاحقهما يا سيدي ؟

آكا : لا .

الضابط : نستطيع يا سيدي ، أن نلحق بهما ،
و..

آكا : لا .. دعوهما .

الضابط : سيدي ..!

آكا : اذهب وأنتظر خارجاً، مع بقية الحرس.

الضابط :أمر سيدي .

                          الضابط يخرج مسرعاً،

                         آكـــــــــــــــا يتأمل الأم

آكا : الحقيقة قد تكون مرة ، لكن لا مفر من
                الأعتراف بها " يصمت لحظة" لا
يستطيع المرء أن يحصل دائماً على ما
يريده.

الأم : " تنظر إليه في تعاطف "........

آكا : لقد أردتك ، و أخذك آمار مني ، وها إن
                أبنك شو يأخذ مني إبنتي بندا ، أرأيت
؟ إنني ، رغم كل شيء ، أستطيع أن
أعطي .

الأم : " تهز رأسها ".........

آكا : طالما حقدت على آمار ، لأنه أخذك
مني ، وصممت أن أقتله ، اذا وقع في
يدي ، وقد وقع في يدي فعلاً ....

الأم :لن أصدق أنك قتلته .

آكا : الجميع يعرفون حزمي ، ويعرفون أني
لا أتردد ، لكني ترددت ، ولم أستطع قتله
، لأنك أحببته " يصمت لحظة " لقد مرت
                سنين طويلة ، ولا فائدة أن نفتح الجروح
، واقول لك ، كيف مات .

الأم : أنت محق ، لا فائدة .

آكا : " يتنهد " نينوى بعيدة .

الأم : " تنظر إليه مترقبة " ........

آكا : خذوا ثلاثة احصنة والحقوا بهما .

المربية : " فرحة ومضطربة " سيدي ، وأنا
.......؟

آكا : إذهبي معهما ، إن بندا بحاجة اليك "
                  محتداًَ" وسأخنقك إذا عرفت أنك قصرت
                  في رعايتها .

المربية : رعتك الألهة يا مولاي ، رعتك الألهة .

آكا : " للحارس " إذهب معهم ، واعطهم
ثلاثة أحصنة .

الحارس : أمرك سيدي .

الأم : لتطمئن على بندا ، إنها إبنتي ،
وسأضعها في عيني .

آكا : قولي لها، إنني ... "تحشرج صوته"
إذهبي الأن ، إذهبي .


                الأم تتراجع ثم تخرج ، يتبعها الاخرون،

                    آكا  وحده ، مع الحارس الآخر 

                 

                               ستار

                                         

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق