تصنيفات مسرحية

الأربعاء، 10 مايو 2023

جوائز المهرجانات المسرحية الدولية تعني ميلاد العرض المسرحي و إصدار شهادة وفاته علنا / *زهير عبدالكريم

مجلة الفنون المسرحية 
جوائز المهرجانات المسرحية الدولية تعني ميلاد العرض المسرحي و إصدار شهادة    وفاته علنا                                                   
الى/ الهيئة الدولية للمسرح
  الهيئة العربية للمسرح            
  اتحاد الفنانيين العرب                      
السادة رؤساء المهرجانات العربية الدولية 
المحترمين.     
يبدو المدخل للمقال صادما ، وفي ظاهره متناقضا لكنه الحقيقة المؤسفة وماذاك إلا لعدم قدرتنا على تشخيص واقع المسرحيين والمسرحيات           
هل تعلمون أننا المسرحيين/ ات  مازلنا نعيش أوضاعاً محرجه وفي غاية التعقيد من كوننا نمارس المسرح هذا الإرث القديم ، و مما لا شك فيه أن صناعة أي عرض مسرحي تتطلب جهداُ كبيراً وزمناً طويلاً من كل فريق العمل الذي من الممكن أنْ يستغرق أياماً أو شهوراً او سنواتٍ وذلك حسب ظرف كل فريق ، أي أنَّ هذه المهنة تُعدّ من المهن ثقيلة الصنع و نستخدم فيها بغزارة الطاقة والروح البشرية ، الا أننا بوصفنا مسرحيين/ ات  لم نتعامل مع هذه المهنة رغم احترافنا لها باعتبارهاصناعة شأنها أن تخدم صانعيها صانعاتها بحياة كريمة خالية من العوز و تبعدنا من خطوط الفقر ،لذا ما أحوجنا إلى تفكير يذهب بنا إلى استخدامها صناعة وطالما أن لدينا القدرة  لانتاج بضاعة جيدة تتوج بالجوائز في المهرجانات 
فلا شك أننا ممارسيين وممارسات  هذه المهنة ، لكن  المسرح لايزال يعيش في عزلة عن جمهوره ، وهذا حسب الدراسات و المقاربات مع صناعة السينما ، فنجد أنَّ الفروقات بين المسرح و السينما وهما يعدان من الصناعات الثقافية الثقيلة والكبيرة إلا أن السينما استطاعت أن تقفز بالمشتغلين /ات بها إلى بر الأمان الاقتصادي ،بينما مازال المسرح و المسرحيون/ ات يعانون/ ن الفقر وشح فرص العمل ، فنجد أغلب المسرحيين/ ات يلهثون/ ن سريعا إلى العمل في السينما وذلك لعدد من الأسباب أولها أن العمل بالسينما أجوره  كبيرة تحقق مدى أوسع في المشاهدة مع جمهور متعدد الثقافات ، بل ذهبت السينما و صانعيها/ تها  إلى خلق فضاءات أخرى باستحداث منصات رقمية تزيد وتعزز من فرص وجودها لدى عامة الجمهور بل خلقت لنفسها فضاءات اقتصادية تجعل عجلة إنتاجها تدور بلا توقف ،وهذا ما يجب علينا ـ صناع وصانعات  المسرح ـ  الانتباه إليه و إعادة أنماط تفكيرنا لتعزز مهنتنا و تضمن استمراريتها بل فكّ هذه العزلة بيننا و بين الجمهور  ، إن فوز عرض مسرحي بأحد جوائز المهرجانات العربية أو الدولية لابد أن يكون نقطة جيدة للعمل المسرحي الفائز وليس موته ، فلما ذا لا نفكر في إعادة تدوير تلك العروض المسرحية التي فازت بالمهرجانات في عدد من المدن العربية وبتنسيق عربي ودولي و لنضع  شروط إعادة الإنتاج  وفق أحكام نقرها عبر المثلث الهرمي المختص بشأن ترقية هذه المهنة ((  الهيئة الدولية للمسرح، والهيئة 
((العربية للمسرح و اتحاد الفنانيين العرب
الذين نثق في إدارتهم وتقبلهم بصدرهم الواسع ما نقترحه ليكون النقاش في دائرة ذات نطاق واسع لتذهب بنا لصالح المسرح و المسرحيين/ات ، إن الإيمان القاطع بشرف مهنتنا يعزز فينا القدرة على فتح أبواب جديدة و متجددة مفادها الإصلاح والتجويد وضمان الاستمرارية المعززة بمفاهيم فنية اقتصادية .
وهذا ما يجعل و يعزز التنافس في المهرجانات ويضافر جهود الإنتاج الإبداعي للتنافس المشروط بالنجاح و سنرى أشكالاً مسرحية توازي فكرة إعادة التدوير التي تساهم في الحفاظ على المشتغلين/ ات بالمسرح ، و لربما تخرج أفكار لمنصات مسرحية و طرق أخرى للتسويق المسرحي بين الدول .
إن الخوف و القلق المستمر الذي يصاحب المهنة فكلما خرج جيل مسرحي جيد سلب منا للسينما بلا رجعه يجعل الأمر يستحق التفكير و المغامرة بطرق أخرى خلاقة بوصفه فكرة المسرح نفسه .

توصية وتمني : أن يناقش هذا المقترح في عدد من المهرجانات كمهرجان القاهرة للمسرح التجريبي في دورته القادم

*مخرج وباحث من السودان 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق