مجلة الفنون المسرحية
جنون الحمائم عرض مسرحي ملغوم بانفجار المشاعر
العرض الاول ليوم الثلاثاء 18/ 7 /2023 على مسرح الرشيد
سوء تفاهم بين عواطف نعيم والبير كامو ...
مفارقة تستحق عندها الوقوف كثيرا ..في عرض مسرحي تهتز له الفرائص وتداعب رقيق المشاعر بألم موجع ..وصرخات تدعو للتأمل لوقف سريان الدم والقتل ومن ضياع الحكمة وعمى البصيرة تجسد في النص المعد لعوطف نعيم و الحرية بقالبها الفلسفي الذي اطره الفيلسوف الكاتب البير كامو ,
البحث في ثنايا (سوء فهم البير كامو) الفلسفي
نقاط الاتصال في المنطق في مشروعية التفكير؟ سوء تفاهم كمفهوم يمكن ان يخترق المجال الادبي وان يعتمل داخل المجال المسرحي بين البير كامو وبين المجال الفلسفي عند نيتشه ,وتأتي الفنانة الكبيرة عواطف نعيم لتقتبس ملامح الحكاية بأعداد روح عراقية لها مذاق خاص لدى جمهور المسرح العراقي
مسرحية ( سوء فهم للكاتب البيركامو )تحكي قصة بسيطة لاءم وفتاتها يمتلكان فندقا صغيرا لكنه نظيف وانيق دفعتهما ظروف العيش القاسية والافاق المتكررة المملة الى حبك خطة ل أغتيال نزلاء الفندق وسلبهم اموالهم وكل ما يملكون بتواطيء مع الخادم الكهل .. طريقة قتل النزيل من خلال وضع مخدر في الشاي ثم رمي الجثة في النهر ..للام شاب هاجر منذ صغره الى خارج البلاد استطاع ان يكون ثروة طائلة ..صدفة (عبثية )جعلته يقرر العودة الى بلاده فقصد الفندق تاركا زوجته في مكان اخر لمدة من الزمن حتى تعود الحياة الى مجاريها وكان محرجا ان يقدم نفسه ل امه واخته بعد ان اخذ الزمن منهم ماأخذ وياخذ وقت لكشف هويته . لكن الخطة التي تتبعها الام والفتاة كانت اقوى فأوقعت به ومات نتيجة سوء فهم .
سوء فهم , هو عبث الحياة وتراجيديتها تبدو لنا في عدم استقامة امور الحياة ورتابة الحياة اليومية وثقلها ,عند البير كامو.
في حكاية الفنانه عواطف نعيم منذ الوهلة الاولى تظهر لنا رتابة الحياة ودوران الاشخاص حول انفسهم ضجرا من القتل والدم الذي يسيل في حياتهم البسيطة ,منحت الشخصية الخادم الكهل مساحة كبيرة في لغة تعبيرية لمحاور كثيرة وابدلت عنجهية الفتاة وصرامتها مع الزبائن الى شخصية مريضة تشتاق الى فعل القتل وأستغنت عواطف نعيم عن شخصية زوجة الغريب الذي هو ابنها عند البير كامو كتصور لغوي وفلسفي للحياة على لسان الفتاة وزوجة الشاب ,في حين أكتفت الفنانه عواطف بحضورالقادم ( الغريب) وهو يحمل الة العود رمزا للحياة والتامل والخيال لمستقبل زاهر .وهو لايدري انه قادم الى حتفه رغبة في اسكات الفتاة المتعطشة للقتل انتقاما من ظرفهم وناسهم وظروفهم المقيتة
هل الوجود او أنتاج معنى الوجود يتوقف على فائض في المعنى لانعرف ما نفعل به أم على فقر في المعنى لا نجد له تعويضا؟
لم نجد في مسرحية حمائم الجنون للكبيرة عواطف نعيم
أم تحلم , كتعبيرعن حلم امرأة عجوز تتوق الى السلام او الى شيء من الانطلاق .في الشخصية التي جسدتها د.(عواطف نعيم). وابتعدت المسرحية ايضا عن الصراع النفسي داخلها ,وحتى الفتاة (شذى سالم )لم تظهر لنا تلك الفتاة الحالمة بالمستقبل وعملها لتجسيد الثراء والحرية وابن مغترب كان غائبا ثم عاد ليموت بسوء فهم ,وعدم قناعتنا بان الشاب الذي يبتعد عن اهله ووطنه 20 سنة لم تتعرف عليه امه واخته ؟
جنون الحمائم حلقت بنا الى ما هو ابعد كثيرا من الجريمة العائلية والماسي المترتبة عليها , وها هو الانسان يعيش وحدته المطلقة بعد الكم من الصدمات والحروب والعزلة تجسد كل ذلك بأداء قامات عراقية مشهود لها بالخبرة وقبلها بالحب للمسرح فكان عزيز خيون مقنعا وشذى سالم رغم عدم قناعتنا بمرض الشخصية وبما قدمته في اعمال سابقة ,المعدة والمخرجة عواطف نعيم أضافت لى رصيدها الابداعي مغازلة لطيفة بين سو تفاهم ل البيركامو بنكهة عراقية مقنعة جدا ,الاخراج كان معتمدا لروح الشخصيات وثقلهم في ديكور بسيط وأضاءة لطيفة استطاعت ان تمتص من الشد العصبي لدى المشاهد اولا وللممثلين ثانية شيء من الاسترخاء ..
محبة كبيرة لهذا الجهد النبيل المبذول على خشبة مسرح الرشيد الذي غادرنا عروضة الخالدة منذ زمن طويل . وامنيات ب الصحة والتالق لعاملين في (حمائم الجنون)
د.عزيز جبر / العراق |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق