مجلة الفنون المسرحية
في حوار مع الشاعر الكبير عدنان الصائغ والفنانة القديرة د. هديل كامل عن مشاركتهما بمسرحية (الشاعر الضلِّيل) للمخرج السويسري البريطاني بيتر ستورم
عدنان الصائغ: رسالة العرض فنية جمالية وفكرية معرفية استقصائية وتسعى إلى مزج الثقافتين العربية والغربية بتنوع إرثهما واختلافات تصوراتهما
د. هديل كامل: أعدُّ مشاركتي في العمل خطوة مهمة في الاطلاع على التجربة الغربية ميدانياً وكذلك لأنه من الأعمال النوعية التي لم تفترق عن نهجي المسرحي
ما يميز هذا العمل أنه يحلق بقصائدنا بعيداً، من صحارى نجد وإرث بلاد وادي الرافدين، إلى بلاد الضباب والغربة، ليجمعنا معاً على خشبة مسرحها. يقابل الشاعر المعاصر (تأبط منفى) بجده الأول (الشاعر الضلِّيل) على سرج القصيدة والريح.. ويضعنا وجهاً لوجه وللمرة الأولى أمام الجمهور البريطاني والعربي.
كتب – عبد العليم البناء
مبدعو المسرح العراقي الكبار الذين يواصلون حراكهم الإبداعي الجاد والمثمر بجدارة واقتدار في المشهد المحلي والعربي والدولي عبر مشاركة فاعلة ومميزة، هاهم، وللمرة الأولى وباللغة الإنكليزية وعلى خشبة مسرح (سْبِلتْمون) بالعاصمة البريطانية لندن، يؤكدون حضورهم الإبداعي في مسرحيةِ (سَرْج الضلِّيل) للمخرج السويسري البريطاني بيتر ستورم مع المنتجة والممثلة البريطانية كارولين كلير ستونتون، المُعدة عن معلقة وأشعار أمرؤ القيس والشاعر الكبيرعدنان الصائغ، وتمثيل الفنانة العراقية القديرة د. هديل كامل، في أول تجربة لها على خشبات المسارح البريطانية مع عدد من الممثلين البريطانيين، والتي ستعرض في الثلاثين من تشرين الثاني نوفمبرالحالي، ويعاد عرضها يوم الجمعة الأول من كانون الأول ديسمبر المقبل الساعة 7:30 مساءً، إضافة الى عرضين في يوم السبت الثاني من الشهر ذاته: الساعة 3:00 مساءً، والثاني: 7:30 مساءً، وهناك عرض آخر يوم الأحد الثالث من الشهر ذاته: الساعة 4:30 مساءً.ويشارك في لعب أدوار هذه المسرحية، إضافة الى الفنانة القديرة د. هديل كامل بدور: مَناة – إلهة القدر، وأم أمرؤ القيس، والراوية، كل من الفنانين: جوهر بن عيد بدور: الشاعر الضليل،
الباحث، ابن آوى، وعلي زين بدور: عبود، وتأبط منفى، الأسير، الجندي، والهنا العلي دوجلاس بدور: شمهات – غزالة2، أسيرة، ونيتيكا نايت بدور: جنان – غزالة1، الحارسة، وجي بورغس بدور: الدليل، الضبع1، الأسير، وبرينس أوسو بدور: إسماعيل ، الضبع2.
وبغية الوقوف على هذه التجربة الإبداعية المميزة كانت لنا هذه الجولة مع الشاعرالكبير عدنان الصائغ والفنانة القديرة النجمة د. هديل كامل، للوقوف على مجريات المشاركة والفعل الإبداعي لهما في هذه المسرحية (سَرْج الضلِّيل)..فابتدأنا جولتنا أولاً مع الشاعر عدنان الصائغ الذي سألناه:
* ماالذي تنطوي عليه فكرة العمل وكيف تبلورت في إطار وقالب مسرحي على الرغم من صعوبة مفردات أشعار أمرؤ القيس؟وكيف تمت صياغتها باللغة الإنكليزية ؟ أم تمت كتابتها باللغة العربية ومن ثم تمت ترجمتها للغة الانكليزية؟
- فكرة العمل والبحث فيه ثم صياغته تعود كلها للمخرج البريطاني السويسري بيتر ستورم، تساعده فرقة (مسرح سْبِلتْمون)؛ بلندن وزوجته المنتجة والممثلة البريطانية كرولاين كلير ستونتون .نص مسرحية (DESERT POET) أو(سَرْج الضلِّيل) هو بالأساس باللغة الإنكليزية تتخلله مقاطع من المعلقة باللغة العربية. فالعمل كما هو معلن يضم أشعار و)معلقة أمرؤ القيس( التي لها ترجمات معتمدة قديمة وحديثة إلى الإنكليزية من قبل متخصصين، ويضم أيضاً بعضاً من (نشيد أوروك) و(تأبط منفى) و(نرد النص) وقصائد أخرى وهي أيضاً مترجمة إلى اللغة الإنكليزية وصدر بعضها في كتب. بالإضافة إلى مصادر إنكليزية كثيرة تتحدث عن الشعر الجاهلي والأدب الحديث التي أمدته بالكثير من المعلومات والنصوص. واستغرق العمل لاستكمال النص والمشاهد المسرحية واختيار الممثلين حوالي خمس سنوات، وتجري منذ مدة وللآن التمارين بشكل متواصل يومياً من الساعة 10 صباحاً حتى السادسة مساءً. وسيتم العرض على مسرح The Cockpit في شارع Gateforth Street، في قلب العاصمة البريطانيةلندن. في التواريخ من يوم الخميس 30 تشرين الثاني نوفمبر ولغاية الأحد 3 كانون الأول ديسمبر من هذا العام 2023 وفي بعض الأيام يكون هناك عرضان ظهراً ومساءً. وتتراوح التذاكر بين 25 باوند استرليني إلى 15 باوند للطلاب، وحسب المقاعد كما هو معمول هنا. لقد أدهشني المخرج بيتر ببحثه الدؤوب عن كلِّ شاردة وواردة في عصر أمرؤ القيس ولهوه ومقتل والده ورحلته بين القبائل حتى وصوله إلى القسطنطينية ووفاته ودفنه في أنقرة، وأيضاً في مسيرة حياتي وشعري بين الوطن والحب والحرب والمنفى. يداخل ويتداخل بيننا: الشاعر الضليل وتأبط منفى، وبين الزمان والمكان والأحداث والشخوص والنصوص. ليجمعنا معاً على خشبته وجهاً لوجه.وكان بيتر قد عاش حوالي ثماني سنوات بين القاهرة والاسكندرية ودمشق.
* وما الرسالة التي تريدون إيصالها عبر هذا العمل لجمهور في معظمه ربما غير عربي على الرغم من وجود مشتركات إنسانية وجمالية على صعيد الإبداع؟
- لا يمكنني الإجابة بدلاً عنه، لكن من خلال مشواري الطويل معه، منذ عام 2009 بعد قراءات شعرية لي في كاليري (وايت تشابل) حضرته زوجته كرولاين، ثم تواصلت لقاءاتي معه، ودعوتي لمشاهدة بعض أعماله المتميزة على خشبة المسارح البريطانية في أكثر من مكان. ومن هنا يمكنني أن أقول أن رسالته فنية جمالية وفكرية معرفية استقصائية. وتلك هي رسالة العمل بأكمله وهي بالتأكيد رسالتي أيضاً. بالإضافة إلى سعي العمل إلى مزج الثقافتين العربية والغربية بتنوع إرثهما واختلافات تصوراتهما، وما إلى ذلك.لقد رأيته يبحث طويلاً عن خاتمة لعمله حتى أراني مقطعاً مترجماً للغة الإنكليزية لشاعرة لا اظن أن الكثير قد سمع بها وهي الشاعرة الجاهلية رَيْطَة بنت عاصية وهي من قبيلة هوازن من قيس عيلان، متوغلاً في رَحى بِطان، ومفازات الصحراء.
* وكيف تم الاتفاق مع المخرج والجهة المنتجة وهل كانت هذه المسرحية هي المرة الأولى التي تقدمون عليها في هذا السياق وفي لندن بعد أن تم استثمار نصوصك في أكثر من عمل مسرحي عراقي؟
- بعد لقاءاتنا المتكررة ومشاهدة عروضه وأفكاره التي استهوتني، عرض علي فكرة عمله هذا ورغبته أن يضم بعض قصائدي إلى قصائد إمريء القيس في عمله الجديد. وهكذا بدأ مشورنا منذ عام 2018.وأثناء استغراقه في الإعداد كان يبحث كثيراً، ويسأل كثيراً، ويغيِّر في المشاهد كثيراً بل ويقلبها أحياناً بعضاً على بعض، حتى استقراره على نصه الأخير هذا. نعم، هذا هو عملي الأول معه، لكن سبق أن قدمت الفنانة البريطانية - الهندية ياسمين سيدوا على مسرح بيغاسوس، في مدينة أكسفورد مسرحية (ألف ليلة وليلتان) وكانت تلك الليلة المضافة عن تجربتي الشعرية والحياتية، أعدتها الشاعرة د. جني لويس. وقد استمر لأيام متوالية، خلال شهريْ نيسان أبريل وتموز يوليو عام 2014. وقبلها في السويد قدم مسرح Teater X، عام 2000، عملاً مسرحياً شعرياً تشكيلياً قدمته الفنانة السويدية ليزا فري والتشكيلي العراقي جعفر طاعون، عرض في مالمو وفي إحدى عشرة مدينة سويدية. تلاه المخرج حسن هادي بأعمال مسرحية من 2004 إلى 2013 عن قصائد لي بالاشتراك مع الشاعر السويدي توماس ترانسترومر، قُدمت داخل وخارج السويد في القاهرة والمغرب.وكذلك قدمت الفنانة ريام الجزائري في مالمو عام 2022 عملاً مسرحياً غنائياً على مسرح يالادا بعنوان تحولات معداً عن بعض قصائدي، كما قدم الفنان الراحل فلاح ابراهيم في بغداد عام 2007 مسرحية اعتمدت قصيدتي (خرجتُ من الحرب سهواً)، وحملت عنوانها.
وتبقى (الهذيانات) عالقة في ذاكرتي وروحي وتاريخي، بجزئيها المهمين اللذين قدمهما المخرج غانم حميد. أولهما عام 1989 في مسرح أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد بعنوان (هذيان الذاكرة المرّ)، ثم الثاني عام 1993 في مسرح الرشيد بعنوان (الذي ظلَّ في هذيانه يقظاً) وبسبب الأخير والمضايقات والمخاوف التي تبعته غادرت الوطن.و
الجدير بالذكر أن كلَّ الأعمال التي قُدمت وحتى هذا الأخير كانت معدة من قبل المخرج نفسه أو المعد والمخرج معاً، وقد أساعده أو أساعدهما في بعض التفاصيل. فأنا على مدار تجربتي لم أستطع الكتابة للمسرح برغم عشقي له، عدا عملين في بداية تجربتي الشعرية بل قبل نشري في الصحف، وهما: (محاكمة الشاعر دعبل الخزاعي)، و(البحث عن عبد الله المفقود) اللذين أخرجهما الفنان سلام الخاقاني عام 1979. وقد أُغتيل هذا الفنان من قبل ميليشيات الظلام بعد 2004 في العراق.
* وما الذي دعاكم لاختيار النجمة د.هديل كامل للمشاركة بالعمل في تجربة تعد الأولى من نوعها لها على هذا الصعيد برغم وجود فنانات عراقيات كثر في لندن تحديداً؟
- بدأ الإعداد للعمل والتدريبات قبل جائحة كورونا مع بعض الممثلين البريطانيين. ثم حين عاود المخرج عمله بعد انجلاء الجائحة أجرى الكثير من التعديلات أثناء تلك العزلة الاجبارية التي مرت بها بريطانيا والكثير من دول العالم، وأخبرني ذات يوم أنه بحاجة إلى ممثلة عراقية أو عربية، فاستعرضتُ معه الكثير من الأسماء التي أعرفها من القدامى والجدد، لكنه توقف ملياً أمام أداء الممثلة القديرة د. هديل كامل، وهكذا اتصل بها وهي مقيمة على بعد مئات الأميال جنوبي بريطانيا، ليتفقا ولتأتي وتنضم إلى مجموعته المسرحية هنا بلندن.وقد أعجبه أداءها للمشاهد وسرني ضبطها لمخارج الكلمات خاصة وأن شعر أمرؤ القيس والمعلقة بالذات معقدة وصعبة جداً.
* وما الذي تراهن عليه في هذا العرض شكلاً ومضموناً من النواحي الجمالية والإبداعية وغيرها؟
- هناك أفكار وأداء وتقنيات جديدة ومفاهيم غربية مختلفة عما عهدناها في مسرحنا العراقي والعربي، لذا فمن الجميل والمثير أن يتعامل المخرج من خلالها مع مناخات نصوصنا العربية القديمة والحديثة معاً، هذا بالإضافة إلى أسس المسرح البريطاني المعروف ما قبل شكسبير وبعده بالتقاليد العريقة فضلاً عن التقنيات الأحدث للتجارب المسرحية التي تتبارى المسارح هنا على تقديمها. كلُّ هذا مع طريقة المخرج ومسرحه (سْبِلتْمون) في تقديم عروضهم. لقد كتبت عنه صحيفة التايمز البريطانية: "هذه تجربة شجاعة لمعالجة عمل أدبي مهم". ومثلها كتبت صحيفة الغارديان البريطانية أيضاً: "شعرتُ أنني أواجهُ أعمال شاعر مسرحي عظيم"، وغيرهما. نعم، أنه يركز على مهارة الممثل وسحر اللغة وكشوفات البحث وغرائبية المشهد.
* وما الذي يميز هذا العمل المسرحي عن بقية أعمالك الإبداعية سواء في الشعر أم المسرح أم غيرهما؟
- لكل جديد في الحياة والإبداع دهشة ومفاجأة ومشهد مختلف، وهذا هو ما يميز هذا العمل أنه يحلق بقصائدنا بعيداً، من صحارى نجد وإرث بلاد وادي الرافدين، إلى بلاد الضباب والغربة، ليجمعنا معاً على خشبة مسرحها. يقابل الشاعر المعاصر (تأبط منفى) بجده الأول (الشاعر الضلِّيل) على سرج القصيدة والريح.. ويضعنا وجهاً لوجه وللمرة الأولى أمام الجمهور البريطاني والعربي.
استكملنا جولة الحوار الشاملة حول الأبعاد الفنية والفكرية والإبداعية لهذا العرض مع الفنانة القديرة النجمة د.هديل كامل، التي غابت عن خشبة المسرح حوالي ربع قرن منذ آخر عمل لها (الرجال الجوف) للفرقة القومية للتمثيل، تأليف الكاتب الكبير الراحل عادل كاظم، وإخراج الفنان غانم حميد، بتوجيه مجموعة من الأسئلة التي سلطت الضوء على جوانب أخرى من العرض، فسألناها:
* ماالذي دفعك للمشاركة في هذه المسرحية بعد انقطاع طويل عن الخشبة لاسيما أنهاناطقة باللغة الإنكليزية ولمخرج إنكليزي؟
- العمل هو المتنفس الحقيقي للممثل، فمتى ماتوفرت الفرصة المناسبة لأي مشاركة فنية، فإنما توفرت فرصة للحياة والتعبير عن ذات الفنان المبدعة ..في الواقع تواصل معي الشاعر القدير عدنان الصائغ بعد أن اقترح إسمي على المخرج السويسري بيتر ستورم لغرض المشاركة بهذا العمل، حيث إنني أقيم في انكلترا وهم بحاجة الى ممثلة تتجسد شعر إمريء القيس بظهور له تمثلات كثيرة ..وكنت مسرورة بهذا العرض وبعد قراءة النص وقبلها لقائي بالمخرج والمنتج، تم الاتفاق.المسرحية بشكل عام تقدم باللغة الانكليزية وهي تتحدث عن شاعر عربي، ولكي لا نبخس قيمة الشعر العربي، خصوصاً وأنه لأمرؤ القيس شاعر المعلقات كان لا بد أن تتخلل العرض مقاطع من قصيدته باللغة العربية والتي ستكون على عاتقي مع ترجمة أدبية باللغة الانكليزية لنفس المقاطع يقدمها ممثلون إنكليز، ولكن بإطار مسرحي استلهم من روح القصيدة أجمل المعاني.
* إذا كان الأمر كذلك فكيف وجدت العمل مع المخرج الإنكليزي وما الذي كان يركز عليه وما الذي يميزه عن المخرجين العراقيين؟
-المخرج السويسري البريطاني بيتر ستورم ..مخرج مهم وله باع طويل في المسرح، ووجدته خلال التمرين، حريصاً كل الحرص على أن لا تغادر رؤاه بيئة الصحراء والتي نرى الجدب فيها يتوزع المشاهد بدلالات ناطقة..وفي الواقع لا أجد أن المخرج المسرحي العراقي يقل كفاءة أو اجتهاداً عن المخرج الأجنبي، وهنا أتحدث على مستوى البحث والقراءة البصرية. الموضوع يتعلق بالوعي وثقافة الرؤية، أما الفرق اللوجستي انتاجياً، نعم الموضوع في بريطانيا مختلف تتوفر هنا رفاهية أكبر في الدعم وتوفير متطلبات العمل.
* وماذا عن النص وما الذي يعالجه كفكرة وكرسالة موجهة لجمهور أجنبي على الرغم من مشاركة الشاعر العراقي عدنان الصائغ فيه؟
- النص يعالج مشكلات كثيرة تتعلق بأزمة الإنسان عندما ينزع عنه انتماؤه للحياة..وحين تنتفي الحاجة لروحه المثمرة ويتم تحويله الى وقود لآلة حرب لا تنتهي.وقد تمت الاستفادة النوعية من شعر عدنان الصائغ بما يتواءم للدمج بين عصرين والإلتقاء بينه وبينأمرؤ القيس في عطش الروح وصحرائها.
* وماذا عن الفنانين الذين شاركوا في الأداء والتمثيل؟ وهل تلعبين دور البطولة فيه أم البطولة جماعية؟
- فريق الممثلين كلهم إنكليز من أصول متنوعة، وبطولة الأحداث هي التي تشكل توزيع حجم الأدوار ..
* وماذا عن العناصر الفنية في العمل وهل ينحو باتجاه مسرح الصورة والتركيز على الاستخدامات الحداثوية والرمزية، أو التجريد بعيداً عن الديكور والأزياء وغيرها من مؤثرات وموسيقى وغيرها؟
-العمل دلالي بحت، ولا يعد من الأعمال السهلة على صعيد التلقي..أولاً لأنه يقدم بلغتين (العربية والإنكليزية ) فلا يمكن ان تتحدث عن أمرؤ القيس دون أن تمتع المشاهد العربي الحاضر في القاعة بسحر قصائده وجمالها وفي المقابل لديك مشاهد إنكليزي يحضر العرض، لذا اعتمد المخرج بذكاء أن يترجم الأداء العربي بالصورة والدلالة، وهذه مهمة غير يسيرة ..ومن خلال مراقبتي للمخرج أثناء التمارين وجدته ملماً بتاريخ الأحداث وتناميها وقدرته على صهرها بقالب حداثوي فيه من الامتاع الكثير.
* وما الذي تراهنين عليه في هذه المشاركة بعمل مغاير ربما لجميع الأعمال المسرحية وحتى السينمائية والتفزيونية التي قدمتها من قبل؟
- نعم، أعدُّ مشاركتي في هذا العمل، خطوة مهمة من باب الاطلاع على التجربة الغربية ميدانياً وكذلك لأنه من الأعمال النوعية التي لم تفترق عن نهجي المسرحي، فعلى الرغم من العدد المحدود للأعمال المسرحية التي قدمتها، إلا أنني أعدها ثمينة لقيمتها الإبداعية وأقصد على مستوى النص والاخراج.
* وما الذي تتوقعينه لهذا العمل لاسيما أنه يقدم لجمهور ربما يكون في معظمه بذائقة أجنبية؟
- أتوقع أن هذا العمل سيلقى قبولاً طيباً من الجمهور، لأنه عرض دلالي، وهنا في الغرب تستهويهم البيئة المغايرة وأراهن على جهود الجميع في أن يكون العمل ناجحاً والتوفيق من الله.
* هل تمكنت بحكم تراكم الخبرة والمعرفة من إضفاء لمساتك الشخصية على صعيد النص أو الإخراج أو الأداء ..؟
- نعم هناك مساحة طيبة للحوار مع المخرج والاقتراح لنحت بعض زوايا العمل، ومن الطبيعي ان أبدي رأيي في كثير من الأمور الفنية وخصوصاً التي تتعلق بالبيئة العربية تاريخياً أو بعض اللمسات التي لها صلة بالشخصية العربية أو العراقية تحديداً، ووفق ذلك ننطلق بنقاشات تمتن من بناءات العمل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق