مجلة الفنون المسرحية
فاتحة الكلام
في حياتي محطات متعددة وفي مسيرتي ومساري منعطفات وجودية وفكرية كثيرة جدا، وفي حياة مسرحياتي شخصيات من ازمان ومن بلدان ومن ثقافات ومن لغات بلا عدد، وبعض هذه الشخصيات هي شخصيات واقعية، وهي تنتمي الى هذا المعيش اليومي المشترك، وبعضها الآخر ينتمي إلى المتخيل، وكثير من اسماء واحداث هذه المسرحيات تنتمي إلى التاريخ وإلى الحكاية وإلى الخرافة وإلى الأسطورة وإلى الملحمة وإلى الأمثولة وإلى الأغاني الشعبية
وإلى جانب هذه الشخصيات، الواقعية والإنسية، هناك شخصيات اخرى، معنوية ورمزية كثيرة، تنتمي كلها إلى العوالم المافوق واقعية وإلى الأجواء ما فوق طبيعية، والتي هي عوالم واجواء الجن والشياطين زالأرواح الخيرة والشريرة، وفي كل هذه المسرحيات الاحتفالية لا وجود لشيء يمكن أن يسمى المحال، لأن عوالم المسرح الاحتفالي واكوانه السحرية والشعرية لا تعترف بشيء يسمى المحال، وأنا الكاتب الاحتفالي، ما دخلت عوالم هءا المسرح إلا لأنها ساحرة ومثيرة ومدهشة، ولأنها ايضا، اوسع وارحب واعمق واصدق من هذا الواقع اليومي المحدود والمحدد والكئيب
وهذا المسرح السحري، هو الذي اعطاني القدرة من اجل ان ارى باكثر من عين واحدة، وان اكون فيه سيد عالمي المتخيل، وان اقبض على الزمن الهارب، وأن أعيد شريط الأيام والليالي كما اشاء، مرة إلى الأمام ومرة الى الخلف،ووان يكون بامكاني، ان اعيش واحيا ط، داخل هذا الزمن الواحد، باكثر من جسد واحد وباكثر من روح واحد ، وان يكون لي حضوى في اكثر من عصر واحد، وفي اكثر من من مدينة واحدة
وفي مسرحياتي احضر انا، ويحضر معي مولانا او مولاتنا الموت، مرة وهو رجل، ومرة اخرى وهو امراة، وتحضر شخصية الحمى، وهي في جسد حسناء لا تأتي إلا في الظلام، ولقد زارت المتنبي في بعض لياليه، واوحت له في هذيانه باجمل واعذب واصدق الشعر ، كما حضرت في هذه المسرحية جنية دكالية اسمها عيشة قنديشة، والتي استهوتها حياة الناس البسطاء، وارادت أن تكون انسية مثل كل الناس، وأن تتخلى عن كل قدراتها التي تقفز على كل قوانين وسنن الطبيعة
ولكن هناك، ايضا مدن كثيرة جدا في حياتي وفي حياة مسرحي، وهي مدن سكنتها، او اقمت بها، او عبرتها في زمن لا يمكن ان ينسى، ولا يمكن أن اعيشه مرتين، ولعل اجمل كل المدن واصدقها هي تلك التي نسكنها لسنوات محدودة، والتي قد تسكننا هي العمر كله
وميزة المدن الحية دائما، هو أنها مدن تنبض بالحياة، وانها مدن صادقة وناطقة وعاقلة، وانها تفيض سحرا وبهاء وجمالا وعبقرية، وهي مدن يمكن أن تكلمها، وان تكلمك، وان تنطق بالحق وبالحكمة دائما، تماما مثل شخصية باريس في روح ووجدان امرئ القيس، وتماما مثل بغداد في عيون الشاعر ابن الرومي، ومثل فاس في تصورات وتخيلات جحا فاس، ومثل الدار البيضاء في أرواح شخصيات ليلية في مسرحية(يا ليل يا عين) ومثل مدينة اسطنبول التركية في مسرحية (شطحات جحجوح) ومثل مدينة مدريد الإسبانية في مسرحية ( غريب وعجيب) ومثل الصعلوك في مدينة لندن. ومثل مدينة قرطبة الأندلسية، والتي عاش فيها الفيلسوف ابن رشد حياة مقتيمة بين الفكر والفقه والسياسية، و كان ذلك في مسرحية بعنوان (ابن رشد بالأبيض والأسود) وايضا، مثل مدينة مراكش وساحتها جامع الفنا، والتي هي ساحة الاحتفال والتعييد، وقد كان ذلك في آخر ايام الحي والمحاكاة. وذلك في حياة احتفالية مسرحية اسمها (الحكواتي الأخير)
وأعتقد ان كثيرا من المدن، مثلها مثل العطر، يمكن أن تتنفسها، وان تشمها، وأن تتذوقها، وأن تعشقها، وان تتزوجها زواجا روحيا، وأن تكون متيما بحبها، وأن يكون من حقك أن تقول فيها، نفس ما قالته رابعة العدوية :
(انا من أهوى ومن أهوى انا
نحن روحان حللنا بدنا)
وبودي لو كنت استطيع ان أكتب عن كل المدن التي احببتها، والتي بادلتني حبا بحب، ابتداء من المدينة الأم ابركان، إلى كل المدن المغربية والعربية الجميلة والعالمة والمفكرة، وسأكون اليوم مع مدينة كانت من قبل جديدة، وهي اليوم جدبدة ايضا، وسوف تكون في مستقبل الأيام والأعوام اكثر جدة وجدية، وتكون أكثر جمالا وبهاء، والتي هي مدينة الجديدة المغربية
عودة الشيخ إلى صباه
هي مرة أخرى، أعود فيها إلى نقطة البدء الجميل والنبيل والجديد والمتجدد، واجد نفسي في مدينة الجديدة، وهذه المرة الجديدة، هي اليوم غير كل تلك المرات (القديمة) او غير تلك المرات التي يصعب علي ان اعدها كلها، وان أتذكرها كلها، ولكن صورها الجميلة مازالت محفورة في وجداني وفي مخيلتي بحروف من نار ومن نور، وتلك المرة الأولى، قد كانت منذ نصف قرن، نعم، هو نصف، بالتمام والكمال، وقد كان ذلك تحديدا في ربيع سنة1974 ولقد كانت المناسبة هي المهرجان الوطني لمسرح الهواة، والتي قدمت فيه مسرحية (سالف لونجة) من تأليفي ومن اخراجي، ولقد كان ذلك مع فرقة النهضة الثقافية بمدينة الخمسات، بكل تلك الأسماء التي اثثت معي فضاء المسرح البلدي بالجديدة، وقبله فضاء سينما نرحبا بمدينة الخميسات، ويومها كنت شابا في بداية الطريق؛ بداية العمر وبداية الكتابة والإبداع الجمالي معا، ولم تكن لي دراية كافية باخطار واعطاب الطريق، ولم تكن لي في (قبيلتي) غير زوجتي لطيفة وغير ابنتي البكر نادية، وغير اختها الصغرى ليلى، وكان الكبير الأستاذ سيدي احمد الطيب العلج يقول عني دائما (ابو البنات) ولقد كنت في ذلك التاريخ أكثر طموحا، وكنت اكثر جنونا، وكنت اكثر حيوية، وكنت ايضا اخف وزنا، وبذلك فقد كنت في سيري اسرع، مثل سهم، او مثل رصاصة، ويومها، ولم تكن لي في مسيرتي ومساري هذه الاحتفالية التي ملأت الدنيا، وشغلت الناس، والتي جرت علي الكثير من المتاعب، وجعلتني أخوض حروبا لا معنى لها، ولا ضرورة ولا جدوى لها، وربما كان الصحيح هو ان اقول بان الاحتفالية قد كانت حاضرة، في روحي ووجداني على الأقل، ولكن اسمها فقط هو الذي كان غائبا، والذي سوف يظهر بعد سنتين من هذا التاريخ، وذلك في مدينة الدار البيضاء التي انتقلت إليها في خريف سنة 1975
وفي عودتي هذه الأيام، الى هذه المدينة التي شهدت مولد كاتب ومفكر اسمه عبد الكريم برشيد، ولقد كان هذا في عطلة صغيرة امتدت لأربعة ايام، وقد كانت اقامتي مع زوجتي في المركب السياحي زفير، وكنا جيران المحيط الاطلسي، نصبح ونمسي على صوت امواجه، وفي مدينة الجديدة، وجدت مسرحها البلدي مازال في مكانه، ولكنه اليوم أصبح يحمل اسم احد رواد المسرح في المغرب، والذي هو الممثل الشكسبيري محمد سعيد عفيفي، والءي هو احد أبناء هذه المدينة، ويوم قدمت بها مسرحيتي (سالف لونجة) كان هو مدير المسرح الإداري والفني معا
ومن 1974 إلى سنة 2024 تمتد فترة زمنية، طويلة وعريضة وعميقة وغنية جدا، وفي هذه المسرحية (سالف لونجة) أعدت قراءة تاريخ الخلق، واسترجعت تاريخ الصراع في الوجود، وطرحت أسئلة وجودية وسياسية وفكرية كبيرة وخطيرة جدا، واستحضرت تاريخ الإنسان، في علاقته بذاته وبالأخر وبالزمن وبالأمكنة وبالأفكار وبمؤسسة الحكم، وايضا، بذلك الوحش الخفي الذي يساكننا، في غفلة منا، ومن غير أن يكون منا، والذي هو ذلك الغول الذي تتحدث عنه المسرحية فقط، من غير ان تجسده في جسد ممثل، والذي قد يكون هو الإنسان، في بدائيته، او في احد درجات الإنسان الحيوانية والوحشية
وجوه واقنعة من التاريخ
ولقد استحضرت في هذه المسرحية أسماء كثيرة من التاريخ، ابتداء من آدم، جد كل الأدميين، إلى السندباد البحري، والذي يبحث في اسفاره السبع عن اشلاء جسده الممزق، ووصولا إلى ايكاروس اليوناني، اي ذلك الأسير في المتاهة، والذي عشق الحرية، وعشق المستحيل، والذي سافر باتجاه الأعلى والأبعد، والذي عشق الطيران، وركب اجنحة ليصل الى الشمس، ولكنه يحترق بنور او بنار هذه الشمس، لأن اجنحته كانت مجرد ريش مركب بشمع، ولقد كان ضروريا ان يذوب هذا الشمع، كلما اقترب اكثر من الشمس، وإلى جانب هذا الإيكاروس اليوناني نجد الشهيد العربي الحسين بن علي، والذي نسمع عنه في المسرحية وهو يمشي في الطرقات، حاملا (راسه المقطوع بين يديه) والى جانه أمير الزنج الجديد، علي بن محمد، والذي يأتي في هذا العهد تاجديد، ليحرر زنوج افريقيا وزنوج اسيا وزنوج امريكا، وزنوج كل العالم، تماما كما تنبأ العراف ذانت زمن من الأزمان
وفي البدء، يولد هذا العالم جميلا وكاملا زمتجنسا ومتناغما ومنظما، مثله مثل مسرحية ذات حبكة مسرحية مقنعة ووممتعة، فكريا وجماليا، مسرحية كتبها كاتب حكيم، ثم من بعد يقع التحريف والانحراف، ويختفي النظام وتعمل الوضى، ونجد أنفسنا في عالم مسرحي وقد لحقه العطب وعمه الخلل، وتبدا مسيرة الخطأ والخطيئة بداية سيئة، وذلك عندما يتم توزيع الأدوار توزيعا غير عادل وغير منصف، وان يتحقق ذلك بشكل يرضي بعض الناس، ولا يرضي كل الناس، وعند هذه الدرجة من الخطا، يحضر الاختلاف، ويحضر الصراع، ويصبح الأمر محتاجا لمخلص او لمصلح او لنبي او لمتنبئ او لزعيم او لمشعوذ او لعراف او لمهرج، وفي ظل هذه الفوضى يظهر العالم فرنكشتاين، والذي يزعم أن الخلل موجود في تركيبة هذا الإنسان، وان الأمر يتطلب تفكيكه وتركيبه تركيبا جديدا، وذلك بحثا عن الإنسان الجديد او الإنسان الأعلى او ما بعد الإنسان وما بعد الإنسانية، وهذا الإنسان النهائي هو غير هذا الإنسان البدائي، والذي يمثله زنوج العالم
اما الزعيم ميم، في هذه الاحتفالية المسرحية، فإنه يرجع كل مصائب هذا العالم إلى غياب الديمقراطية فيه، وهو في خطابه التبشيري بالعالم الجديد، يختصر هذه الديمقراطية في الصندوق الانتخابي وفي التصويت لشخصه ولحزبه وبذلك فقط، يمكن ان يستعيد التاريخ توازنه، بعد أن تعم الديمقراطية على الطريقة الغربية والأوربية، والتي تقوم على الكلام وعلى تقديم الوعود التي يكذبها الواقع
اما نبي الجنون، والذي يعكس صورة الشباب الأوربي والغربي المجنون، فإنه يرجع كل أسباب أمراض هذا الإنسان إلى انه عاقل اكثر مما يلزم، وذلك في عالم هو أساسا عالم مريض ومجنون، وهو عند هذا النبي المزيف بحاجة إلى انسان مجنون، حتى يكون في توافق مع هءا العالم المجنون، والحل عنده موجود في المخدرات وفي الانتحار، وذلك حتى يمكن أن يصل الإنسان في جنونه إلى مستوى جنون هذا العالم
مسرحية تبشر بنظام عالمي جديد
وهذه المسرحية الاحتفالية (سالف لونجة) وباعتبارها ولادة مشروعة داخل الزمن التاريخي المشروع وليس خارجه، هذه المسرحية، في نشاتها وتطورها، قد راهنت اساسا على الفكر وعلى العلم وعلى الفن الجميل وعلى التاريخ، وكانت اساسا حركة افكار؛ جادة وجديدة، وكانت حركة تصورات وحركة مشاهدات وحركة اقتراحات وحركة معايشات وحركة تفاعلات حية في التاريخ المعاصر الحي، ولعل اجمل كل الاشياء، في حياة الأفراد والجماعات والمجتمعات، هو أن نريد شيئا من الأشياء، وأن نكون قادرين على تمثله وعلى معرفته وعلى تحقيقه بعد ذلك، ان لم يكن ذلك في في هذا اليوم، فغدا، او بعد غد، أو بعد بعد غد
وهذه المسرحية، في خطابها وفي بنية كتابتها، شكلت حدا فاصلا بين عهدين وبين زمنين وبين اختيارين في تاريخ المسرح المغربي والعربي، وفي الوقت الذي كان مجال المسرحية المغربية والعربية محدودة ومحددا، وكان هو البيت المغلق، وهو الأسرة، فقد اصبح المجال في هذه الكتابة الجديدة يشمل كل العالم وكل الكون، وقد يتعدى ذلك، في كثير من الحالات، الطبيعة إلى ما وراءها، ويتعدى الواقع إلى ما فوقه
وهذه المسرحية بشرت، في ذلك الزمن السبعيني من القرن الماضي، بنظام عالمي جديد، نظام فكري واجتماعي واخلاقي وجمالي شامل ومتكامل، نظام يقوم اساسا على انسنة الإنسان، وعلى حرية الإنسان، وعلى عقلانية الإنسان، وعلى الإيمان بعبقرية الإنسان، وبجماليات الإنسان، وعلاقات الإنسان وهي في في درجة الجمال والكمال
ولقد كانت هذه المسرحية دعوة مزدوجة، لتغيير وتثوير المسرح الوجودي، وذلك إلى جانب تغيير وتجديد وتثوير كل الفكر الإنساني والكوني، وايضا تغيير تثوير كل الفنون والصناعات التي يتضمنها المسرح، وذلك في ارتباط هذا المسرح بمحيطه وبمناخه وبغلافه الجوي وبجاذبياته، وفي هذا المعنى تقول المخرجة ان دولباي ( انني اعتقد انه لا مجال لخق مسرح جديد في إطار مجتمع قديم، ولهذا يقترن النضال من أجل مسرح جديد بالنضال من أجل مجتمع جديد تسود فيه علاقات جديدة )
وهذا المجتمع الجديد هو الذي بشرت به هذه المسرحية، وعندما تحولت هذه الأفكار، وانتقلت إلى مجال التنظير الفكري، وخرجت الى الناس في هيئة بيانات مسرحية، وعندما أصبح لهذا الاجتهاد الفكري الجمالي والسياسي اسمه الذي يليق به، والذي هو المسرح الاحتفالي، عند ذلك الوقت أصبح من حق الاحتفالي المفكروان يقول ما يلي:
(انه لا أحد يجهل أن المسرح الاحتفالي - كاجتهاد جمالي ومعرفي - هو مسرح جديد، وأن الجديد دائما - في معناه الحقيقي - هو محاولة لتغيير القديم وخلخلته وتقويض اركانه)
وهذا ماجعل الاحتفاليفي كتاب (الاحتفالية مواقف ومواقف مضادة) الكتاب الأول يقف وقفة التامل امامالاسئلة التالية:
هل يمكن أحداث تغيير ثقافي - معرفي وجمالي - داخل واقع تاريخي واجتماعيقظيم؟)
وهل يعقل إقامة حركة مسرحية - متحركة ومتطورة - داخل بنية اجتماعية منغلقة؟)
ولونجة الأسيرة، في احد معانيها، قد تكون هي امنا الحياة، ومن يملك ان يعتقل الحياة، وان يوقف تدفق الحياة وصيرورة الحياة؟ كما قد تكون هي الرحم الذي اوجد كل الأحياء، واعطاهم الحق فيةالوجود وفي الفرح وفي الاحتفال وفي التعييد
وقد تكون هي الحرية في معناها المطلق، وان يكون دورها في مسرحية الوجود هو ان تحرض المخلوقات على فعل التحرر
وهذه ال( لونجة) هي قوة وسحر وجمال، ومثلها مثلشونالجبار، قوتها وجمالها موجود في شعرها، والذي، من خلال تلسق حبيبها لظفيرتها الخرافية،يمكن ان يرقي وان يصعد إليها، وهي في سجنها العالي، والذي كأن في اعتقاد الغول أنه لا يمكن ان يصل إليه اي احد
وهي، مثل زرقاء اليمامة ترى الغائب البعيد، وتقرا الواح التاريخ الآتي، الشيء الذي أعطاها القدرة على الصمود
وهي مؤمنة، بان امتدادها ومستقبلها موجود في أبنائها الذين سوف ياتون
وهي، مثل النبي يعقوب، تفقد بصرها من شدة البكاء على أبنائها الغائبين والمغيبين والمنفيين والمستضعفين ولكنها، تسترد بصرها، وتسترد شبابها وعافيتها عند عودتهم
نبوءات المسرحية
مولد مسرحي ونبوءات مسرحية
في هذه المسرحية حضرت نبوءة عراف بدرجة نبي، وكانت محاولة للكشف عن الآتي، وكانت رهانا على ما يمكن، وعلى ما ينبغي أن يكون عليه العالم مستقبلا
وفي الحقيقة، فن هذه المسرحية لا تحمل نبوءة واحدة، ولكنها تحمل نبوءات ثلاث والتي هي
-- النبوءة الأولى هي ان لونجة ستلد فعلا من يحرر الشعوب المستضعة
-- اما النبوية الثانية فتتعلق بمستقبل الإنسان والإنسانية، وبمستقبل المدينة والمدينة ومستقبل الحياة، وذلك في إطار نظام عالمي جديد
-- اما البوءة الثالثة فتتعلق بمستقبل الفكر والعلم والفن، والذي سيحمل لاحقا اسمه الحقيقي والذي هو الاحتفال والاحتفالية، فكرا وعلما وفنا واخلاقا وصناعات جمالية متعددة
وهذه المسرحية، هي أساسا رؤية بدرجة نبوءة، وهي محاولة لكشف الحجاب عن الخفي في رحم التاريخ، ومن خلال أسمائعا تتأمل الماضي لتبشر بالمستقبل، وفوص في الحماية والاسطورة من أجل تؤسس لواقع تاريخي جديد
من أغرب الأشياء أنني في علاقتي بمدينة الجديدة، قد عرفتها قبل أن اراها، وانني قد احببتها قبل ان التقي بها، ولقد عرفت تاريخها الملحمي قبل أن أعرف واقعها الاحتفالي، ولقد عرفت اسمها القديم. والذي كان هو (البريجة) قبل أن أعرف اسمها الجديد، والذي هو الجديدة، وفي اللقاء الأول حضرالمسرح، وفي اللقاء الثاني حضر المسرح ايضا، ومن خلال مسرحية (الواقعة) والتي كتبها الأستاذ الرائد والمؤسس سيي عبد الله شقرون، والتي أخرجها المخرج والممثل والمعلم الدكالي محمد سعيد عفيفي، والتي قدمت في بداية الستينات من القرن الماضي، وكان ذلك بين اطلال مدينة وليلي الأثرية
في هذه الخمسين سنة التي مضت حدثت أحداث كبيرة وخطيرة جدا، وسقط جدار برلين، وسقطت المنظومة الاشتراكية، بكل ادعاءاتها ومزاعمها، وسقطت أنظمة عربية بوليسية، وانتهت الحرب الباردة، وظهرت إلى الوجود حروب خفية
في هذه المسرحية كنت احتفاليا قبل الاحتفالية، أو كنت في الطريق إلى هذه الاحتفالية، والتي كنت فيها دائما، من غير أن اشعر، ولقد كتبت مسرحية (عنترة في المرايا المكسرة) بروح وعقل الاحتفالي، وكتبت مسرحية (السرجان والميزان) بعقلية وحكمة الاحتفالي، وتمثل هذه المسرحية انعطافة فارقة في تاريخ المسرح المغربي والعربي، وكانت دعوة إلى الشعرية العربية والكونية وإلى كا جمالياتهما وبلاغاتهما، وكانت انفتاح على تاريخ الانسان، من لحظة بدء الخليقة إلى الآن، وإلى ما بعد الآن
هذه السنوات الخمسون كانت فيها عقبات ومنعرجات ومنحدرات كثيرة جدا، وكان في طريقها كثير من قطاع الطرق، وكان فيها كثير من المفاجآت، وكانت بعض دروبها مفروشة بالورود، وكان اغلب هذه الدروب مفروشة بالأشواك
مسرحية سالف لونجة فيها شيء من الحكاية، والتي بطلها الغول، وفيها شيء من السينما، وفيها شيء من التاريخ، من خلال الشخصيات التا يخية، علي ابن محمد أمير الزنج، وفيها شيء من الأسطورة ايكاروس والطيران وعشق الوصول إلى الشمس، وفيها شيء من علم المستقبياا في قراءة واقع الزنج الافارقة في امتداته نحو المستقبل
لم يكن من قبيل الصدفة ابدا، أن عيسى يكن، الفنان التشكيلي والمسؤول السامي بوزارة الشباب والرياضة، قد أعتبر هذه المسرحية بداية جديدة في تاريخ المسرح المغربي والعربي، وفي كتابه باللغة الفرنسية التنشيط بالمسرح يقول كلمته التي هي ( واخيرا جاء برشيد)
سياقات الاحتفالية
في كتاب (البياناتالجديدة لاحتفالية المتجددة) بيانات لنظام مسرحي جديد - يقول الاحتفالي
(وهذه الاحتفالية لم تخرج من فراغ، ولم تتشكل في يوم وليلة، لأنها أساسا ولادة طبيعية وواقعية، ولادة سبقها حمل فكري وجمالي حقيقي، وسبق هذه الولادة مخاض عسير، وهي بهذا جزء أساسي وحيوي من حركة فكرية وإبداعية عامة وشاملة، فهي- في جانب منها - قراءة عالمة لما كتب قبلها، وهي في الجانب الآخر كتابة تاسيسية لما يمكن ان يقرأ اليوم وغدا، وعليه، فإنه لا يمكن فصل هذه التجربة - الولادة عن شجرة انسابها، ولا عن ارضها وسمائها، ولا عن تربتها وهوائها، ولا عن بيئتها ومحيطها، ولا عن سياقاتها الاجتماعية والسياسية والتاريخية المختلفة، وبهذا فهي تغير كيفي أوجده تراكم معرفي - جمالي واسع وعريض وعميق )
وهذه المسرحية الاحتفالية، باعتبارها ولادة مشروعة
داخل الزمن التاريخي المشروع وليس خارجه، هذه المسرحية، في نشاتها وتطورها، قد راهنت دائما على الفكر وعلى التاريخ، وكانت اساسا حركة افكار؛ جادة وجديدة، وكانت حركة تصورات وحركة مشاهدات وحركة اقتراحات وحركة معايشات وحركة تفاعلات حية في التاريخ المعاصر الحي، ولعل اجمل كل الاشياء، هو أن تريد شيئا من الأشياء، وأن تكون قادرا على تمثله وعلى تحقيقه، ان لم يكن ذلك في في هذا اليوم، فغدا او بعد غد، أو بعد بعد غد
هذه المسرحية، في كتابتها، شكلت حدا فاصلا بين عهدين وبين زمنين وبين اختيارين، وفي الوقت الذي كان مجال المسرحية المغربية والعربية هو البيت المغلق وهو الأسرة، فقد المجال يشمل كل العالم وكل الكون، وقد يتعدى، في كثير من الحالات، الطبيعة إلى ما وراءها، ويتعدى الواقع إلى ما فوقه
هذه المسرحية بشرت، في ذلك الزمن السبعيني من القرن الماضي، بنظام عالمي جديد، نظام فكري واجتماعي واخلاقي وجمالي واخلاقي شامل ومتكامل، يقوم اساسا على انسنة الإنسان، وعلى حرية الإنسان، وعلى عقلانية الإنسان، وعلى الإيمان بعبقرية الإنسان، وبجماليات الإنسان،
ولقد كانت هذه المسرحية دعوة مزدوجة، لتغيير وتثوير المسرح الوجودي، وذلك إلى جانب تغيير وتجديد وتثوير كل الفكر الإنساني، وتغيير تصوير كلالفنون الفنون والصناعات التي يتضمنها المسرح وفي ارتباط هذا المسرح بمحيطه وبمناخه وبغلافه الجوي وبجاذبياته تقول المخرجة ان دولباي ) انني اعتقد انه لا مجال لهلق مسرح جديد في إطار مجتمع قديم، ولهذا يقترن النضال من أجل مسرح جديد بالنضال من أجل مجتمع جديد تسود فيه علاقات جديدة )
وهذا المجتمع الجديد هو الذي بشرت به المسرحية، في دعوتها لعالم اكثر عدلا وانصافا، وعندما تحولت هذه الأفكار، وانتقلت إلى مجال التنظير الفكري، وخرجت الى الناس في هيئة بيانات مسرحية، وعندما أصبح لهذا الاجتهاد الفكري الجمالي والسياسي والاخلاقي اسمه الذي يليق به، والذي هو المسرح الاحتفالي، عند ذلك الوقت أصبح من حق الاحتفالي المفكر ان يقول ما يلي:
(انه لا أحد يجهل أن المسرح الاحتفالي - كاجتهاد جمالي ومعرفي - هو مسرح جديد، وأن الجديد دائما - في معناه الحقيقي - هو محاولة لتغيير القديم وخلخلته وتقويض اركانه)
وهذا هو ماجعل الاحتفالي في كتاب (الاحتفالية مواقف ومواقف مضادة) - الكتاب الأول - يقف وقفة التامل امام الأسئلة التالية:
هل يمكن أحداث تغيير ثقافي - معرفي وجمالي - داخل واقع تاريخي واجتماعيقظيم؟)
وهل يعقل إقامة حركة مسرحية - متحركة ومتطورة - داخل بنية اجتماعية منغلقة؟)
ولونجة الأسيرة، في احد معانيها، قد تكون هي امنا الحياة، ومن يملك ان يعتقل الحياة، وان يوقف تدفق الحياة وصيرورة الحياة؟ كما قد تكون هي الرحم الذي اوجد كل الأحياء عبر التاريخ، واعطاهم الحق فيةالوجود وفي الفرح وفي الاحتفال وفي التعييد
وقد تكون هي الحرية في معناها المطلق، وان يكون دورها في مسرحية الوجود هو ان تحرض المخلوقات الانسانية الحية على فعل التحرر
وهذه ال( لونجة) هي اسايا قوة وسحر وجمال، ومثلها مثل شمشون الجبار، كل قوتها وسحرها وجمالها في شعرها الخرافي، والذي، من خلاله يتلسق حبيبها ظفيرتها الخرافية،وحتى يمكن ان يرقي الى الأعلى، وان يصعد إليها، وهي في سجنها العالي، والذي كان في اعتقاد الغول السجان أنه لا يمكن ان يصل إليه اي احد من الناس
وهي ايضا ، مثل زرقاء اليمامة ترى الغائب البعيد، وتقرا الواح التاريخ الآتي، الشيء الذي أعطاها القدرة على الصمود
وهي بهذا مؤمنة، بان امتدادها ومستقبلها موجودان في أبنائها الذين سوف ياتون في مستقبل الأيام والأعوام
وهي ايضا، مثل النبي يعقوب، تفقد بصرها من شدة البكاء على أبنائها الغائبين والمغيبين والمنفيين والمستضعفين ولكنها، تسترد بصرها فجاة، وتسترد شبابها وعافيتها عند عودتهم
نبوءات المسرحية
في هذه المسرحية حضرت نبوءة عراف بدرجة نبي، وكانت هذه النبوءة محاولة للكشف عن الآتي، وكانت رهانا على ما يمكن ان يكون، وعلى ما ينبغي أن يكون عليه العالم مستقبلا
وفي الحقيقة، فإن هذه المسرحية لا تحمل نبوءة واحدة، ولكنها تحمل نبوءات ثلاث والتي هي:
-- النبوءة الأولى هي ان لونجة ستلد فعلا من يحرر الشعوب المستضعة
-- اما النبوءة الثانية فتتعلق بمستقبل الإنسان وبمستقبل الإنسانية، وايضا بمستقبل المدينة والمدينة، وبمستقبل الحياة والحيوية، وذلك في إطار نظام عالمي جديد
-- اما النبوءة الثالثة فتتعلق بمستقبل الفكر والعلم والفن، والذي سيحمل لاحقا اسمه الحقيقي والذي هو الاحتفال والاحتفالية، فكرا وعلما وفنا واخلاقا وصناعات جمالية متعددة
عنوان مؤقت
وهذه المسرحية، هي أساسا رؤية بدرجة نبوءة، وهي محاولة لكشف الحجاب عن الخفي في رحم التاريخ، ومن خلال أسمائها تتأمل الماضي لتبشر بالمستقبل، وتغوص في جسد الحكاية والاسطورة من أجل ان تؤسس لواقع تاريخي جديد ومتجدد
ومن أغرب الأشياء، أنني في علاقتي بمدينة الجديدة، قد عرفتها قبل أن اراها، وانني قد احببتها قبل ان التقي بها، ولقد عرفت تاريخها الملحمي قبل أن أعرف واقعها الاحتفالي، ولقد عرفت اسمها القديم. والذي كان هو (البريجة) قبل أن أعرف اسمها الجديد، والذي هو الجديدة، وفي اللقاء الأول بها حضر المسرح، وفي اللقاء الثاني حضر المسرح ايضا، وكان ذلك من خلال مسرحية (الواقعة) والتي كتبها الأستاذ الرائد والمؤسس سيدي عبد الله شقرون، والتي أخرجها المخرج والممثل والمعلم الدكالي محمد سعيد عفيفي، والتي قدمت في بداية الستينات من القرن الماضي، وكان ذلك بين اطلال مدينة وليلي الأثرية
وفي هذه الخمسين سنة التي مضت، حدثت أحداث كبيرة وخطيرة جدا، وسقط جدار برلين، وسقطت المنظومة الاشتراكية، بكل ادعاءاتها ومزاعمها، وسقطت أنظمة عربية بوليسية، وانتهت الحرب الباردة، وظهرت إلى الوجود حروب خفية كثيرة
في هذه المسرحية كنت احتفاليا قبل الاحتفالية، أو كنت في الطريق إلى هذه الاحتفالية، والتي كنت فيها دائما، من غير أن اشعر، ولقد كتبت قبلها مسرحية (عنترة في المرايا المكسرة) بروح وعقل الاحتفالي، وكتبت مسرحية (السرجان والميزان) بعقلية وحكمة الاحتفالي، وتمثل هذه المسرحية ( سالف لونجة) انعطافة فارقة في تاريخ المسرح المغربي والعربي، ولقد كانت دعوة إلى الشعرية العربية والكونية، وإلى كا جمالياتهما وبلاغاتهما، وكانت انفتاحا على تاريخ الإنسان، من لحظة بدء الخليقة إلى الآن، وإلى ما بعد الآن
وهذه السنوات الخمسون، من بدء علاقتي بمدينة الجديدة إلى الآن، لم تكن سنوات بيضاء وملساء، لأنه كانت فيها عقبات ومنعرجات ومنحدرات كثيرة جدا، وكان في طريقها كثير من قطاع الطرق، وكان فيها كثير من المفاجآت، وكانت بعض دروبها مفروشة بالورود، وكان اغلب هذه الدروب مفروشة بالأشواك
وهذه مسرحية (سالف لونجة ) فيها شيء من الحكاية، والتي بطلها الغول، وفيها شيء من السينما، وفيها شيء من التاريخ، من خلال الشخصيات التاريخية، علي ابن محمد أمير الزنج، وفيها شيء من الأسطورة، ايكاروس والطيران باتجاه الشمس، وعشق الوصول إلى الشمس، وفيها شيء من علم المستقبليات في قراءة واقع الزنج الأفارقة والأسيويين في امتداته نحو المستقبل
ولم يكن من قبيل الصدفة ابدا، أن عيسى يكن، الفنان التشكيلي، والمسؤول السامي بوزارة الشباب والرياضة، قد أعتبر هذه المسرحية بداية جديدة في تاريخ المسرح المغربي والعربي، وفي كتابه باللغة الفرنسية ( التنشيط بالمسرح) يقول كلمته التي هي ( واخيرا جاء برشيد)
سياقات الاحتفالية
في كتاب (البيانات الجديدة للاحتفالية المتجددة) بيانات لنظام مسرحي عربي جديد - يقول الاحتفالي:
(وهذه الاحتفالية لم تخرج من فراغ، ولم تتشكل في يوم وليلة، لأنها أساسا ولادة طبيعية وواقعية، ولادة سبقها حمل فكري وجمالي حقيقي، وسبق هذه الولادة مخاض عسير، وهي بهذا جزء أساسي وحيوي من حركة فكرية وإبداعية عامة وشاملة، فهي- في جانب منها - قراءة عالمة لما كتب قبلها، وهي في الجانب الآخر كتابة تاسيسية لما يمكن ان يقرأ اليوم وغدا، وعليه، فإنه لا يمكن فصل هذه التجربة - الولادة عن شجرة انسابها، ولا عن ارضها وسمائها، ولا عن تربتها وهوائها، ولا عن بيئتها ومحيطها، ولا عن سياقاتها الاجتماعية والسياسية والتاريخية المختلفة، وبهذا فهي تغير كيفي أوجده تراكم معرفي - جمالي واسع وعريض وعميق )
والاصل في هذه المسرحية هو انها حكاية زناسنية، وفيها لم ارجع الى الميثولوجيا الأغريقية، ولا إلى إعادة كتابة المسرح اليوناني كتابة جديدة، ومصدري الأساسي هو مجرد حكاية متداولة في جبال وسهول بني يزناسن، ولقد سمعتها في طفولتي من نساء العائلة، ولقد ترسخت في ذهني، وفي وجداني، ومن غير ان ادري، وجدت نفسي اعيد قراءتها قراءة جديدة في ضوء الواقع التاريخي الجديد، والذي يصبح الغول فيه معادلا ماديا ومسرحيا للاستعمار، وتصبح فيه لونجة الأسيرة في المقصورة هي كل الشعوب المستعمرة والمستعبدة والمستغلة والمقيدة والأسيرة
ولأن هذه المسرحية، مصدرها مدينة ابركان، فقد كان أول من تفاعل معها، وأعاد اخراجها هو الكاتب والناقد والمؤرخ المسرحي البركاني مصطفى رمضاني، ولم يكن يعرفني عن قرب، ولكنه كان يعرف اصل الحكاية، لأنه جزء من ذاكرته ومن متخيله. من وجدانه، وبحسب مصطفى رمضاني فإن هذه المسرحية كانت احتفالية قبل أن يظهر مصطلح المسرح الاحتفالي إلى الوجود، وقبل أن يظهر اول بيان في الملحق الثقافي لجريدة العلم المغربية في ربيع سنة 1976، وفي هذا المعنى نجده يقول في مجلة طنجة الأدبية في عدد خاص بعبد الكريم برشيد، يرجع إلى سنة 2004 في هذه المقالة يؤكد على أنه في هذه المسرحية ( يبدو البعد الاحتفالي واضحا، وهي مسرحية تنطلق من أسطورة لونجة التي ترمز للحرية، فلونة امراة جميلة اسمها غول في مقصورة عالية من عاج وزجاج حتى لا تلد، لأن العراف تنبأ لها بأنها ستلد طفلا يحرر الإنسانية من العبودية، ورغم ذلك فقد كانت تلتقي بحبيبها خفية، إذ كانت تلقي إليه بشعرها الطويل حتى يتسلقه ويصعد إليها، ومن خلال هذا الحدث يصور برشيد مجموعة من القضايا نحو قضية التاريخ في العالم وقضية الديمقراطية وقضية الشرق الأوسط وغيرها)
اما ثالث اخراج لهذه المسرحية، فقد كان للمخرج الاحتفالي محمد بلهيسي بمدينة تازة، والذي قدمها على امتداد عقود، ودائما من خلال رؤى اخراجية مختلفة، ولقد طاف بها بالمغرب وخارجه، واما رابع اخراج فقد كان بمدينة العرائس من خلال الممثل والمخرج عبد اللطيف لمزوري
وأعتقد أنه لا يستقيم الحديث عن مدينة الجديدة بدون الحديث عن اسمين من اسماء المسرحييم فيها، وهما الحاج عبد الحكيم بن سينا، والذي ارتبط اسمه بتاريخ طويل وعريض لمسرح الهواة بالمغرب، والذي هو اكبر الفاعلين والداعمبن والمدافعين عن هءا المسرح وعن تجاربه وابداعاته، واسأل الله له الصحة والعافية، وأن يستعيد عافيته وحيويته، اما الاسم الثاني فهو شهيد المسرح بالمغرب الفنان والمناضل الثقافي احمد جواد، والذي هو جزء من تاريخ هذه المدينة، ومن تاريخ المسرح فيها، ونسأل الله تعالى له الرحمة والمغفرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق