في المؤتمر الصحفي :صُناع "حياة سعيدة" يعدون الجمهور بعرض متميز ومُغاير
نور اللامي – مركز المؤتمرات الصحفية
يواصل مركز المؤتمرات الصحفية في فندق فلسطين ميريديان إقامة الندوات الخاصة بالفرق المسرحية المشاركة في الدورة ١٤ من مهرجان المسرح العربي، حيث خُصص المؤتمر الأول من يوم الأثنين الموافق ١٥ يناير ٢٠٢٤، لفريق المسرحية العراقية "حياة سعيدة" ، التي ألفها الكاتب علي عبدالنبي الزيدي وأخرجها الفنان كاظم نصار، وشارك في بطولتها نخبة من الفنانين العراقيين هم حسن هادي، لبوة عرب، علاء قحطان وهديل سعد. ودراماتورج العمل للفنان د. سعد عزيز عبد الصاحب، وقد حضر طاقم العرض في جلسة أدارتها الإعلامية علياء المالكي، وتابعها كوكبة من الصحفيين والمسرحيين العرب.
في حديثه أكد المخرج كاظم النصار على توجيه المسرحية للتعبير عن التحولات الاجتماعية بأسلوب ذكي ومميز، مشيرًا إلى أنها تُقدم قراءة لمراحل تاريخية صعبة عاشها العراق، وأضاف: "نحن هنا لنرسم صورة لحياة سعيدة، ولكن حياة المسرحية كانت محتدمة ومتوترة، وصاخبة وقد توفرت لي فرصة العمل مع عقول تعي حجم التجربة، بدأنا من شهر ايار، مررنا خلالها بتحديات عديدة وانا أدرك انك حين تكتشف البيئة تكتشف الاخراج، لهذا فالتصورات كانت كاملة منذ لحظة قراءة الطاولة، فالممثل يقرأ وهو يدرك اين يذهب" وتطرق لطاقم مسرحية (حياة سعيدة) مبيناً " فريقنا يبدأ بحسن هادي القادم من السويد بعد غربة طويلة وهو ممثل منذ صباه ولغته سليمة، ومعه لبوة عرب التي عاشت في لندن وغابت لسنوات وتعلمت ودربت نفسها مسرحياً، وسترونها بشخصية مميزة، كذلك الفنان علاء قحطان وهو مخرج وممثل سترونه بشكل مغاير ومختلف" واسترسل بحديثه موضحاً نسق العرض ذاهب باتجاه الفكاهة المرة أو الكوميديا السوداء ربما لأننا بعد عام ٢٠٠٣ ، مررنا بتحولات سياسية، أدعي أنني تمكنت من مراقبتها وأرى أن الفنان ينظر لهذه التحولات ويشخصها، ولعل ازمتنا اجتماعية وليست فقط سياسية ومن واجبنا تأشيرها وتوضيحها وهءا هو دور الفنان أن يكون صانع رأي ومحرض على الجمال، لذا انتهجت منهج الكباريه السياسي وكنت اراقب هذه التحولات بشكل دقيق" وأشار إلى أن " هذه التجربة يجب أن نذكر فيها هديل سعد التي جاءت من فضاء الكيروكراف وهي فنانة تخطو خطواتها الاولى بثقة وثبات، كذلك الفنان الدكتور سعد عزيز، الحاصل على شهادة الدكتوراه وهو باحث ديناميكي متحرك لديه سلسلة مهمة من الاعمال وانتج الاسماء التي ركزت اللحظات التجريبية الكبرى في المسرح العراقي ببحث دؤوب بمجموعة كتب وهو ناقد ميداني يشتغل في السينوغراف والدراماتورج وانا لا استطيع ان استغني عنه منذ ايام تعلمنا في المعهد " وتابع " كذلك أود أن اذكر ايضا مدير الخشبة عبدالامير الصغير هو مخرج ومثال للأدب والاخلاق والتفاني والحرص ومسؤول التقنيات عباس قاسم الذي على نجمه بالإذاعة، وايضاً محمد فؤاد بالصوت والموسيقى " وصرح في كلمته أن " تجربة حياة سعيدة دون غرور وتبجح وادعاءات فارغة ستحبونها وتتفاعلون معها وستلتقطون لماذا تفاعلنا جميعا مع هذه التجربة التي تشخص التحولات الاجتماعية" .
فيما ألقى الكاتب علي عبد النبي الزيدي الضوء على إلهامه من معضلات الحياة في العراق، مؤكدًا أن العرض يعبر بشكل فكاهي وساخر عن هذه اللحظات الموجعة، معتمدًا على التهكم كوسيلة للتعبير عن تجارب العراقيين. وقال : "سعيد أني في شراكة مهمة مع الحبيب والشريك الدائم الصديق كاظم نصار احد اهم مخرجي العراق الذين قدموا عطاءات مميزة منذ سنوات ولازال مصراً على الاستمرار في مشوار صعب فيه الكثير من الاحلام والاوهام وأؤكد لكم أننا ذاهبين باتجاه عرض مختلف ومغاير" مؤكدا أن مسرحية ( حياة سعيدة) موجهة للنخبة وللعامة من البسطاء الاعتياديين وتقترب من المسرح الجماهيري الذي كدنا نفقده مؤخراً. وأضاف " أتمنى بحب كبير ان نحقق عرض كبير ومهم تستحقونه ايها الاحبة "
وفي سياق المؤتمر تحدث دراماتورج العرض الدكتور سعد عزيز عبد الصاحب قائلاً : " لم نكن قشة كي نترك اماكننا على الرغم من الانواء والتحديات والاعاصير التي جوبه بها هذا العمل كنا نشتغل على هذا العرض الذي هو نقطة تحول كبرى من التراجيديا الى الكوميديا السوداء قد افرغ جملة من العلل والمفرزات الاقتصادية والاجتماعية وحاولنا ان ندخل مدخل عكسي بهذا النوع الجديد الذي هو تراجيدي كوميدي، بطاقم عمل كان لهم قدرة كبيرة على تشخيص ولعب ادوارهم بشكل استثنائي وكانوا شديدي الالتصاق بالتجربة وكان التواصل بيننا كخلية عمل تحيي هذه الحالة التي هي علامة فارقة في المشهد المسرحي العراقي"
الفنانة لبوة عرب، أكدت في كلمتها أن العمل يعكس الواقع العربي ويسلط الضوء على التحولات السريعة في المنطقة مبينةً : " أنا اشعر أنني امام مسؤولية كبيرة ومسرحية (حياة سعيدة) تجربة ستبقى معي فترة طويلة وافكر بها بشكل كبير خصوصاً أنه جاءني بعد طول انتظار وهو يعبر عما يدور في داخلي فانا جدا محظوظة لعيش هذه التجربة خصوصا اننا نمر بتحديات كبيرة ونحاول اخراجها بأدوارنا واعمالنا ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق