يمكن فك أسرار هذا العرض منة خلال نقاط أربع
ـ سحر التبسط
ـ هيمنة السردية
ـ الحضور السينمائي
ـ العناية بالتفاصيل
ـ مقترح المعالجة الدرامية
بدا لي الأداء وبقصدية واضحة من الممثلة والممثل على حد سواء أن يكون متبسطا،تحركه شفتان وإحساس داخلي في معظم لحظات العرض، لكن له تأثيره الوجداني العميق، والتبسط على هذا النحو لغة عالية المستوى،إذا ما اعتبرنا البساطة بمفهومها الحديث في النظريات الحديثة كأعلى مستويات الاقناع، أو التأثير، وسحر البساطة أو التبسط كما اسميه في حلمت بيك البارح له دلائل في العرض ، كالفعل الجسدي البسيط الناعم ، والذي تعبر عنه الأم جلوسا أو وقوفا في مطبخها، أو حتى حين تستدعي لحظة الولادة، وبالتالي السمة الغالبة على هذا العرض كقراءة أولى هي التبسط.
السينما في هذا العرض حاضرة بكثافة متناهية عبر جملة من الكادرات او الإطارات البصرية المحددة المعالم اسهم في صنع هذا قلة الحركة ووجود الإضاءة المحمولة المتحركة لانها شكلت صورة الكادر السينمائي بدقة متناهية، وهذا الفعل كان مقصودا وفريق العمل على وعي تام به، بل صنعوه بقصدية هذه الصور ذات المرجعية السينمائية.
السردية في هذا العرض مهيمنة حد انتفاء الحوار أو حضوره الحضور المكمل للسرد، فهذه الرحلة في البحث عن الأم التي ارتكب ابنها جريمة الاعتداء على معلمله ، كان يلزمها شيئا من الحكي، وكأننا أمام تاريخ من الحكي ، وسرد الأحداث نستدعي فيه حكايانا وطرقة رويها ، والذي اسهم في تكريس حضور الحكي في حلمت بيك البارح الفضاء الذي اقترحت\ه العرض ليكون في هذه البقعة على الصغير في غرفة مربعة ، وكأننا في مقهى حلبي نستمع فيه لراو يحكي ، وفي ظني أن الحكي في هذا العرض كان لضرورة يستدعي المقترح الإخراج الذي اتبعه الثنائي لبنى وجمعه.
سواء اختلفنا مع طبيعة العرض أو اتفقنا لا يتوجب علينا اغفال قوة العناية بالتفاصيل في العرض حركة ولفتة وذهابا وإيابا ، وهذه حالة تحسب للثنائي حيث شعرت بأننا أمام دقة متناهية اشتغل علسها بعناية، وهذا يؤدي لاكتشاف الاحترافية خصوصا لدة لبنى ، التي بدت تقيس مسافة وصول يدها الى فمها، وتقيس التفافة قدمها على حجرها، وتقيس مسافة تحرك السكين نحو ثديها .
انها حالة من الدقة قلما نلاحظها في مسرحنا العربي ، وقلما نعتني بها حد تفاصيل التفاصيل ، وان لم اخرج بهذا العرض الا بتلك الخاصية فسأكون مكتفيا
المقترح الذي قدمه المؤلفان لقضية واقعية حدثت في تونس قبل سنتين تقريبا يجب التوقف عنده، فمن يسمع الحادثة يتوقع أن يجد أما تولول على ابنها الذي تحول الى مجرم ، وهي التي رضعته الحب والخير والمحبة، كنا نتوقع أن نسمع صراخا وعويلا لكننا صدمنا بمقترح معالجة درامية ينتمي لحالة أشبه ماتكون بالحلم المفزع، هذه المعالجة قوامها الهدوء والتأمل والمراجعة، واني مع هذه التوجهات في طرح مقترحات جديدة لمعالجة القضية الاجتماعية كتلك القضية.
- د سامي الجمعان أستاذ الدراما والنقد المسرحي
لا أدري لما شعرت في مستهل لي هذا العرض النني انظر إلى تمثال بشري وذوي جمدت واحدة في الحياة فلم يظهر من ملامحي سوى بقايا جسد كان هذا التمثال يا بوح ومن داخلي نفسه بحياة بحياة ممتدة بامتداد الزمن
مواجهة ذاتية بين رجل وامراة وبمجرد أنت تحاور هذه القضية الجنادرية على خشبة المسرح يعني أنه ثمة الصراع يحدث حتى وإن كانت الشخصية تحكي عن قناة الحكاية
بدليل الإهداء وبقصد آيات واضحة من الممثل والممثلة أن يكون أداء بسيطا تحرك هو شفتان وإحساس داخلي لا يبالغ في التعبير عنه لكن له تأثيرا ساحر على المتلقى
يبدو هذا العرض Mieli إلى أتبسط حتى حدد التسلسل المراوغة إلى وجداني وهنا إشارة إلى مفهومه بالصوت و البساطة بحسب النظريات الحديثة هي الأكثر خطرا في التاخير والأعماق وأثرها في البقاء إذا ما وجيدة استغلالها اختصار أتبسط في هذا العرض يعني الدهشة
يؤكد هذه المقولة بأن هذا العرض أن تصلي فكرة أتبسط ليس من خلال الأداء فحسب بل حتى الفعل الجسدي أين تعبر الأم المكرمة على ولدها او يعبر الإبن المفقود يا حركات توده جلوس أحيانا لكنها تنطوي على لغة معبرة مؤثرة محية وهنا برهانا على المسرح لسة صراخ ولا تنطق ولا الضجيج عند الضرورة
لنذهب أبعد من ذلك الأداء الحركي البطيء أنصحك تعبير ليس بطيئا في هذا العرض وهنا يحلى على فكرة الإيقاع المسرحي الخفي المهم ضبط الحركة الأدائيه البطيئة لا تعمى إيقاع الخاملة ربما إذا ما وجيدة هي أسرع من سرعة الصوت في وصولها إلى امكن او إحساسنا وفي تأثيرها التأثير
أتساءل مجرد إدارة النقاش طالما أن الفضاء خيار ومخرج لهذا العرض الاسم محمد هذا الفضاء في إيصال مقولة العرض وإيصال منظرة ورؤيته وإبعاده الفنية الأخرى؟
البوح وشكل خيطان منتظمة في هذا العرض كل ما غاب الحكي اتجاه الحركة ثم عاد الحكي مرة أخرى وهنا يختلط أداء الممثل بأداء الراوي كما نعرفه في حكايتي الشعبية و أظن أننا معنى نزعل مسكون بهقاء فاتن الشعبية حين نحكي أول أفضفض او نقول ولهذا أؤيد هذا الشكل من الحكي الذي تبعته الأم في سردي حكايتها كونه وشكل خيط ناظم بالأحداث بلا فزلكة
اعتمد العرض على عنصرين ثالث أظنه لعب دورا مهما في وصولي هذا العرض إلينا هو الموسيقى التصويرية التي منحت مساحة كبيرة
الحكاية في هذا العرض تتكسر زمنيا يستعد للأحداث منذ الولادة حتى التربية حتى الضياع أنها استرجع الذاكرة والعروض الأستاذية غالبا ما تقع في فخ الجدلية الزمنية المرة بك إذا ما تم العمل على هذه ال استعادة وليس كار بشكل مقنن
سؤالي إلى أي مدى كان العرض بحاجة إلى تكريس بعض التفاصيل الحياتية هل كان لازمن أن نعرفها لحظة الولادة هل كانا لزاما أن نعرف تصور تفاصيل دقيقة أخرى هذا لا يعني إعتراضي على هذه المشاهد لكنني اطرح سؤالا ربما نستطيع أن اتجادل
من اللفت في هذا العرض طبقة الصوت الأدائيه الرحيمة التي تحولت إلى نمط ادايئ متواصل لذا كان من الصدمة هنا رفعت الممثلة صوتها في عبارة واحدة تقريبا كان ذلك خروجا على السادة الساعة وأظنه كان مقصودا
الضوء اليدوي المتحرك كانا حاضرا بقوة في هذا العرض يؤكد لنا أن العروض المسرحية تستطيع أن تصنع هرجتها وبهجتها بنفسها قد يكون دون الحاجة لي كثيرا من التقنيات أو كثيرا من الأكسسوارات وهذا هو جمال المسرح في أن يعطينا من خيارات متنوعة متعددة
بقيان أشير إلى أمر يجب الالتفات إليها في هذا العرض وهو آلية معالجة قضية لا تواد سياسيا واضح العالم أنها حادثة واقعية وربما معروفة هذا حساب لل أرضية في كيفية طرح قضية معروفة متداولة بطريقة غير تقليدية اعتيادية وهذا بلا شك إضافة جيده للعرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق