تصنيفات مسرحية

الثلاثاء، 23 يناير 2024

مسرحية للفتيان " بيرام وتسبيه " تأليف طلال حسن

مجلة الفنون المسرحية
الكاتب طلال حسن 



   مسرحية للفتيان  "  بيرام وتسبيه "  تأليف  طلال حسن

     شخصيات المسرحية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ بيرام

2 ـ تسبيه

3 ـ اشوميا

4 ـ بونو

5 ـ أم اشوميا

6 ـ الكاهن الأكبر 

7 ـ ثلاثة صيادين





     البداية
ــــــــــــــــــــ


                     خلاء ، شجرة توت ،
                     ضريح في المؤخرة


صوت غناء


                        تنتهي الأغنية ، يدخل فارس
                        وسلوى في ثياب عصرية

سلوى : هذا مكان غريب .
فارس : أردتُ أن تريه .
سلوى : ها إني أراه .
فارس : أنظري ، يا عزيزتي ، منظر مشهد 
  مسرحي ، خلاء ، شجرة توت ، و 
  .. وضريح .
سلوى : دع المشاهد المسرحية ، لحياتك 
  الدراسية في كلية الفنون ، التي تخرجت 
  منها .
فارس : لن أدعه ، لأن له علاقة حميمة بحياتنا 
  ، أنا وأنتِ .
سلوى : له علاقة ! وهذا الضريح ؟
فارس : الأساس هو الضريح .
سلوى : " تقترب من الضريح وتتأمله " يبدو 
  أنه قديم ، قديم جداً .
فارس : أقدم مما تتصورين .
سلوى : " تدقق النظر في الكتابة " ....
فارس : بيرام وتسبيه .
سلوى : " تنظر إليه مستفهمة " ....
فارس : إنهما يرقدان هنا ..
سلوى : بيرام وتسبيه ؟
فارس : منذ آلاف السنين .
سلوى : أنت تحيرني .
فارس : وكانا مثلنا ..
سلوى : " تنظر إليه " تعني .. ؟
فارس : " يهز رأسه " ....
سلوى : ثمّ ..
فارس : الشاب كان له أبّ مثل أبي ، والفتاة 
  كان لها أم مثل .. أبيكِ .
سلوى : " محتجة " فارس .
فارس : أعني عنيد . 
سلوى : ثمّ ..
فارس : ثمّ " يمسك يدها " تعالي نجلس تحت 
  شجرة التوت هذه ، وسأروي لكِ حكاية 
  .. بيرام وتسبيه .

                          فارس وسلوى يسران يداً 
                        بيد ، ويجلسان تحت الشجرة

                                إظلام
 


 




     المشهد الأول


                       خلاء ، شجرة توت ، 
                       ضريح في المؤخرة 

صوت غناء : أغنية حب بابلية .

" تنتهي الأغنية .

                 تدخل اشوميا متسللة ، 
                           وتتوقف متلفتة حولها 

اشوميا : سيأتي بيرام ، لن يتأخر ، لقد تبعته عن 
  كثب حالما غادر بابل ، إنه يأتي إلى هنا 
  كلّ يوم " تتلفت متحيرة " ترى ما الذي 
  يأتي به إلى هذا المكان الموحش ؟ " 
  بلهجة ساخرة " ربما ليجلس تحت شجرة 
  التوت هذه " تنظر إلى الغدير " أو يقف 
  قرب ذاك الغدير ، يفكر ، ترى فيمَ يفكر 
  ؟ ليته يفكر فيّ  " تنظر إلى الضريح "أو 
  يزور ضريح الملك نينوس ، زوج الملكة 
  سمسيراميس ، أو .. " تنظر إلى الخارج
               " هناك كهف ، لعله يأتي ليختلي فيه ، 
  وحده ؟ يا لها من خلوة ، مهما يكن ، إنه 
  بيرام ، وإلهي هذا ، الذي خلقته عشتار 
  إنساناً لتعذبني به ، ليتها لم تخلقه بهذا .. 
  البيرام " تنصت " هذه وقع أقدام ، أهو 
  بيرام ؟ لكنها وقع أقدام متلصصة ، من 
  يدري " تسرع نحو الشجرة " فلأختبىء 
  وراء الشجرة هذه .

                           اشوميا تختبىء وراء 
                           الشجرة ، يدخل بونو

بونو : " يتوقف متلفتاً " إنها ليست هنا ؟ ترى 
  أين مضت ؟ " يصمت متلفتاً " هذا مكان 
  موحش ، وخطر ، ترى لماذا غادرت 
  بابل ، وأتت إلى هنا ؟
اشوميا : " تخرج من وراء الشجرة " ....
بونو : " يفاجأ " آه .
اشوميا : أنت تتبعني في بابل حيثما أذهب ..
بونو : عفواً .. عفواً ..
اشوميا : دون أن تقترب مني ..
بونو : لا أريد أن أزعجك ..
اشوميا : ودون أن توجه إليّ كلمة واحدة . 
بونو : ليتني أستطيع ، لكن ..
اشوميا : آه .. ليتك .. " بصوت لا يكاد  يُسع " 
  بيرام .
بونو : " يميل إليها " اسمي .. بونو .
عواء : " من بعيد " عووووو .
بونو : ذئب .
اشوميا : بل ثعلب .
بونو : ربما .
اشوميا : ليس ربما ، أكيد .
بونو : كما ترين " يقترب منها قليلاً " ..
اشوميا : " تنظر إليه " ....
بونو : هذا مكان موحش ..
اشوميا : " تشيح عنه " ....
بونو : وخطر .
اشوميا : إذا كنتَ خائفاً ، فعد من حيث أتيت .
بونو : إنني خائف عليك . 
اشوميا : دعك مني ..
صوت زئير : " من بعيد " آآآآآ  .
اشوميا : " ترتمي خائفة بين ذراعيه " يا ويلي .. 
  أسد .
بونو : " محرجاً لا يعرف ماذا يفعل " نعم .. 
  نعم .. إنه أسد .
اشوميا : " تنسحب من بين ذراعيه " يا لحمقي ، 
  وكأنك ستخلصني من الأسد .
بونو : سأحاول ذلك ، إذا اقتضى الأمر ، حتى 
  لو .. 
اشوميا : " تشيح عنه مترددة " ....
صوت زئير : " من مكان قريب " آآآآآ  .
اشوميا : " تهم بالارتماء بين ذراعيه ثانية " يا 
  للإله مردوخ .. الأسد " تتوقف " .
بونو : قلتُ لكِ ، هذا المكان خطر .
صوت زئير : " من مكان أقرب " آآآآآ  .
اشوميا : " تسرع نحو الخارج " فلأهرب .
بونو : " يهم باللحاق بها " توقفي ، أنت 
  تتجهين نحو .. الزئير .
اشوميا : " تخرج دون أن تلتفت إليه " ....
صوت الزئير : " من مكان قريب جداً " ....
بونو : يا ويلي " يسرع نحوها " يبدو أن الأسد 
  يهاجمها ، فلألحق بها .
                           بونو يخرج مسرعاً ،
                              في أثر اشوميا

اشوميا : " من الخارج " النجدة .. النجدة .. آآآآ .
بونو : " من الخارج " يا ويلي ، الأسد 
  يهاجمها ، فلأحاول إنقاذها .

                       أصوات صراخ وعراك ،
                         يدخل ثلاثة صيادين

الأول : أصغيا ، إنه الأسد .
الثاني : نعم ، نعم ، إنه الأسد .
الثالث : يبدو أن هذا اللعين ، يهاجم أحدهم ، 
  وسيفتك به .
الثاني : " يسرع نحو الخارج رافعاً هراوته " 
  فلنجهز على هذا الأسد اللعين .
الأول : " يركض في أثره رافعاً رمحه " 
  فلنسرع ، وننقذ الضحية ، قبل فوات 
  الأوان .
الثالث : " يركض في أثرهما شاهراً خنجره " 
  لنقتل هذا الأسد اللعين ، فقد فتك بأكثر 
  من واحد ، خلال الفترة الأخيرة .
                  الصيادون الثلاثة يخرجون ،
              أصوات مختلطة تتلاشى بالتدريج   

                            إظلام





















     المشهد الثاني

 
                        اشوميا في فراشها ، 
                        صوت أغنية بابلية
 
الأغنية :




                   الأغنية تنتهي ، صمت ،
                      اشوميا تعتدل قليلاً

اتشوميا : ليت الأسد افترسني ، ذلك اللعين ، ليته 
  افترسني ، وخلصني مما أعانيه ، لا ، لو 
  افترسني الأسد ، لبقي بيرام ، بقي في 
  هذا العالم ، ومن يدري ، فقد تلعب بعقله 
  فتاة أشطر مني ، وتنسيه حتى .. مردوخ 
  " تهز رأسها " لا ، هذا مستحيل ، أنا 
  اتشوميا ، لم أصل إليه ، ولن أصل إليه ، 
  فكيف يمكن أن تصل إليه فتاة غيري ؟ 
  إنه على ما يبدو ، لا يعشق إلا الإله .. 
  مردوخ " تصمت " لو عشق الإلهة 
  عشتار لبدا الأمر معقولاً ، فهو أيضاً 
  وكأنه إله " تعتدل منفعلة " كلا ، كلا ، لا 
  أحتمل أن يعشق حتى عشتار " تتمدد في 
  فراشها " مهما يكن ، فإن جلجامش ، 
  الذي ثلثيه إله ، وثلثه فقط إنسان ، رفض 
  عشتار ، فكيف يقبل بها .. بيرام " تتنهد 
  متحسرة " آه بيرام .

              يفتح الباب بهدوء ، 
                           وتدخل أم اشوميا

الأم : اشوميا .
اشوميا : " تئن " آه .
الأم : بنيتي .
اشوميا : دعيني ، يا أمي ..
الأم : أصغي ، يا اشوميا ..
اشوميا : لا أريد أن آكل .
الأم : جاءت تسبيه .
اشوميا : " تعتدل بسرعة " تسبيه ؟
الأم : أمي ، ماذا تنتظرين ؟ دعيها تدخل ، 
  هيا .

                        تسبيه تلوح مبتسمة ،
                         عند باب الغرفة

اشوميا : " تحاول النهوض " تسبيه ، تعالي 
  أدخلي ، تعالي .
تسبيه : " تدخل " طاب صباحك ، يا لبوة .
اشوميا : لو كنتُ لبوة حقيقة ، لافترستُ ذلك 
  الأسد اللعين .
الأم : مسكين بونو ، لولاه ..
اشوميا : " تقاطعها " ماما .
الأم : نعم ، يا بنيتي ، سأخرج .
اشوميا : ماما ، أغلقي الباب .
الأم : " تخرج وتغلق الباب " ....
اشوميا : " بنبرة عتاب " كم اشتقتُ إليك ، يا 
  تسبيه .
تسبيه : اسألي أمكِ ، لقد زرتكِ عدة مرات ، 
  منذ أن جاءوا بك ، من بين أنياب الأسد 
  ومخالبه ..
اشوميا : " تبتسم " يا لها من أنياب ومخالب ، لا 
  أتمناها لحبيب .
تسبيه : لكنك كنتِ في عالم آخر .
اشوميا : لولا ماما ودعاؤها للإله مردوخ ، لما 
  عدت إلى هذا العالم .
تسبيه : ولكنتُ فقدتك .
اشوميا : وتخلصتِ مني .
تسبيه : " محتجة بعتاب " اشوميا .
اشوميا : " تشير لها أن تجلس " أجلسي ، أجلسي 
  إلى جانبي .
تسبيه : " تجلس " أنت اليوم أفضل ، وقد زال 
  الخطر عنكِ .
اشوميا : الفضل للأسد اللعين ، فقد فضل بونو 
  المكتنز عليّ .
تسبيه : ربما أراد أن ينقذ بونو المسكين منك ، 
  وقد أنقذه بالفعل .
اشوميا : بل ربما أرادني أن أبقى أتعذب ، على 
  يدي بيرام .
تسبيه : اشوميا ، أنت حمقاء .
اشوميا : لم أستطع أن أحب بونو .
تسبيه : لستِ حمقاء لهذا فقط ، بل لتعلقك 
  المجنون ببيرام .
اشوميا : آه بيرام .
تسبيه : إنه لم يحب ، ولن يحب ، غير الإله 
  مردوخ .
اشوميا : كلا ، بيرام إنسان ، وهذا ما يجهله " 
  تصمت لحظة " أنا لم أستطع أن أوقظ 
  الإنسان فيه ، وهذا خطئي ..
تسبيه : وهذا ما حاوله بونو معك ، لكن دون 
  جدوى .
اشوميا : " تحدق في تسبيه " ....
تسبيه : " تنظر إليها " اشوميا .
اشوميا : لو أملك جمالك ..
تسبيه : " تنهض " إنني لا أفكر فيه .
اشوميا : ربما لأنك لا تعرفينه .
تسبيه : ولا أريد أن أعرفه .
اشوميا : ولا غيره .
تسبيه : نعم ، ولا غيره أيضاً .
اشوميا : تسبيه .
تسبيه : " تحملق فيها صامتة " ....
اشوميا : لقد أذلني ، وحطم قلبي .
تسبيه : الخطأ خطأك .
اشوميا : وحطم معي .. بونو .
تسبيه : " تهز رأسها " ....
اشوميا : لقد حطمنا .. بجماله .
تسبيه : جماله ! إنني لا أعرفه جيداً ، لكن ما 
  أعرفه أن جماله لا يختلف عن جمال 
  الشباب الآخرين .
اشوميا : لو نظرتِ إليه بعينيّ ، لرأيت بيرام كما 
  أراه أنا ، آه بيرام .
تسبيه : " تنهض " بل آه منكِ .
اشوميا : مهلاً ، لا تذهبي ، لم أشبع منكِ بعد .
تسبيه : سأزورك كلّ يوم ، حتى تشبعي مني ، 
  بل وتمليني .
اشوميا : لن أملك ، تسبيه ، ابقي دقائق ..
تسبيه : لابد أن أذهب ، لقد تأخرت ، وماما 
  تنتظرني الآن .
اشوميا : مهلاً .
تسبيه : " تستدير لتخرج " ....
اشوميا : تسبيه .
تسبيه : " تتوقف " ....
اشوميا : أنظري إليّ .
تسبيه : " تلتفت إليها " نعم ، يا اشوميا .
اشوميا : انتقمي لي منه .
تسبيه : " تلوذ بالصمت " ....
اشوميا : أنت تحترمين بونو ..
تسبيه : " تبقى صامتة " ....
اشوميا : انتقمي له .
تسبيه : " تتجه إلى الخارج " أراكِ بخير .
اشوميا : تسبيه ..
تسبيه : " تخرج وتغلق الباب " ....
اشوميا : يا لحماقتي ، تنتقم من بيرام ؟ وهل 
  أستطيع أنا ، حتى لو وقع في يدي ، أن 
  أنتقم منه ؟ " تطرق متهالكة " .
  
                        تتناهى من بعيد ، أغنية
                     حب بابلية ، تتلاشى بالتدريج

                                إظلام









     المشهد الثالث


                          داخل المعبد ، بيرام ، يقف
                           أمام تمثال الإله مردوخ

بيرام : أيها الإله العظيم ، الكائن في كل 
  مكان ، أهدني إلى النور ، أهدني إلى 
  النور ، فنورك هو الهادي ..

                         يدخل الكاهن الأكبر ، 
                          ويقترب من بيرام
 
بيرام : " يلتفت " مولاي .
الكاهن : عمت صباحاً ، يا بيرام .
بيرام : عمت صباحاً ، يا مولاي .
الكاهن : علمتُ أنك هنا ، فجئت أكلمك .
بيرام : هذا ما تمنيته ، يا مولاي ، فقد بدا لي 
  أن هناك ما تأخذه عليّ .
الكاهن : ليس تماماً ، يا بيرام .
بيرام : مهما يكن ، يا مولاي ، فكلامك 
  يشرفني .

                        تدخل تسبيه ، وتقف 
                       مترددة ، بعيداً عنهما

الكاهن : أنت شاب ، والشاب مثلك يكون أحياناً 
  متحمساً ، وقد يتخذ قراراً فيه بعض 
  العجلة ، قد يندم عليه فيما بعد .
بيرام : مولاي ..
الكاهن : للكِهانة عندنا شروطها الثابتة ، فالتعبد 
  مثلاً لا يكون إلا داخل المعبد ، وأمام 
  الإله مردوخ ..
بيرام : الإله مردوخ موجود في كلّ مكان .
الكاهن : نعم ، ولكن لا نتعبده في كهف مظلم ، 
  مليء بالحشرات والقوارض .
تسبيه : " تتململ " ....
بيرام : " يرمقها بنظرة سريعة " ....
تسبيه : " تتجه إلى الخارج " ....
الكاهن : " يلتفت إليها " بنيتي .
تسبيه : " تتوقف " عفواً ، يا مولاي ، سأنتظر 
  في الخارج .
الكاهن : " يقترب منها " لا يا بنيتي ، ابقي أنت 
  ، فلدي ما يشغلني .
تسبيه : " تطرق صامتة " ....
الكاهن : أراك فيما بعد ، يا بيرام .
بيرام : تحت أمرك ، يا مولاي .

                       الكاهن الأكبر يخرج ،
                       تسبيه تنظر إلى بيرام

تسبيه : أنت بيرام إذن .
بيرام : " ينظر إليها " نعم ، أنا بيرام .
تسبيه : " تقترب منه " عفواً ، لم أشأ أن أسمع 
  ما دار بينك وبين الكاهن الأكبر ، حتى 
  إنك لاحظت أنني أردت أن أنسحب .
بيرام : " مازال ينظر إليها " ما دار بيننا ليس 
  سراً .
تسبيه : " تنظر إليه صامتة " ....
بيرام : " مازال ينظر إليها " ....
تسبيه : أنتَ ..
بيرام : " يبعد عينيه عنها متردداً " عفواً .
تسبيه : إنني لا ألوم اشوميا .
بيرام : اشوميا ؟
تسبيه : ألا تعرفها ؟
بيرام : " يهز رأسه " ....
تسبيه : كادت تموت بين أنياب الأسد ومخالبه 
  بسببك .
بيرام : تلك التي حاول شاب أن يخلصها .. من 
  الأسد ف ..
تسبيه : كان المسكين يحبها ، لكنها كانت متعلقة 
  بك .
بيرام : " ينظر إليها ثانية " لا أذكر إنني رأيت 
  تلك الفتاة  .
تسبيه : هذا ما خمنته هي أيضاً ، فهي تقول 
  أنك لا ترى سوى الإله مردوخ .
بيرام : أنتِ .. ، ما اسمكِ ؟
تسبيه : دعك الآن من اسمي . 
بيرام : هل رأيتني من قبل ؟
تسبيه : " تهزّ رأسها " ....
بيرام : ربما رأيتني ، في مكان ما ، لكني لم 
  ألفت نظرك .
تسبيه : لا ، لم أرك إلا الآن .
بيرام : وأنا أيضاً لم أرك من قبل ، وإلا ما 
  كنت نسيتكِ .
تسبيه : " تنظر إليه صامتة " ....
بيرام : أنتِ .. أنتِ لا يمكن نسيانك .
تسبيه : سألتني قبل قليل عن اسمي .
بيرام : نعم ، فأنت تعرفين اسمي .
تسبيه : تسبيه ..
بيرام : تسبيه !
تسبيه : اسمي تسبيه .
بيرام : " يلتفت إلى تمثال الإله " مردوخ .. 
  مردوخ .. مردوخ .
تسبيه : " تنظر إليه صامتة " ....
بيرام : " يلتفت إليها " تسبيه .
تسبيه : ماذا سأقول لاشوميا ؟
بيرام : أشكريها .
تسبيه : أشكرها !
بيرام : أشكريها نيابة عني ، فقد عرفتني بك ، 
  وجعلتني ، لأول مرة في حياتي .. 
  جعلتني أرى .
تسبيه : أنت لا تعرف اشوميا .
بيرام : " مازال ينظر إليها " ....
تسبيه : بيرام ..
بيرام : تسبيه .
تسبيه : لم آتي إلى هنا صدفة .
بيرام : " ينظر إليها متسائلاً " ....
تسبيه : راقبتك ، ورأيتك تدخل الحرم ، فدخلت 
  وراءك ..
بيرام : " يبتسم " .... 
تسبيه : لكني فوجئت بالكاهن الأكبر .
بيرام : لقد سمعتِه ..
تسبيه : لم أتعمد سماعه .
بيرام : وأريد أن تسمعيني .
تسبيه : لقد تأخرت ، وإلا لسمعتك .
بيرام : في وقت آخر .
تسبيه : " تتراجع مبتسمة " ليس في الكهف ، يا 
  بيرام .
بيرام : من يدري ، فقد ترين الكهف وتحبينه ، 
  يا تسبيه .
تسبيه : " تلوّح له " ....
بيرام : إلى اللقاء .. سأكون هنا .. في مثل هذا 
  الوقت .

                        تسبيه تخرج ، بيرام ينظر
                        مبتسماً إلى الإله مردوخ 
                                إظلام





     المشهد الرابع 


                             اشوميا ترقد في 
                          فراشها ، تتمتم هاذية

اشوميا : الموت لبيرام .. الموت لبيرام .. لتأخذه 
  ايرشكيجال إلى العالم الأسفل " تعتدل 
  منفعلة " لا .. لا .. " بصوت أشبه 
  بالأنين " آه بونو .. ليت الأسد اللعين 
  افترسني .. وخلصني من .. " تنصت " 
  هذه ماما قادمة " تتمدد في فراشها " 
  فلأنم .

                          يُفتح الباب ، وتدخل
                      الأم ، وتقترب من اشوميا

الأم : اشوميا .
اشوميا : " تغط في النوم " خ خ خ خ خ .
الأم : بنيتي اشوميا .
اشوميا : ألا ترين إنني نائمة ؟ 
الأم : هناك شاب بالباب يسأل عنكِ .
اشوميا : قولي له إنني متّ .
الأم : يبدو أنه كاهن .
اشوميا : " تعتدل " ....
الأم : اسمه .. بيرام .
اشوميا : " تتسع عيناها " ....
الأم : " تتجه إلى الخارج " سأقول له ، إنك 
  نائمة .
اشوميا : " تهب من فراشها " مهلاً ، قلتِ أن 
  اسمه .. بيرام ؟
الأم : " تمسك بها " أيتها المجنونة ، تقابلين 
  شاباً بالباب ، وأنتِ مريضة تموتين .
اشوميا : آه .. نسيت .
الأم : ابقي هنا ، وسأدعوه للدخول .
اشوميا : حسن ، أسرعي .
الأم : " وهي تخرج " بيرام ! ، ليكن من 
  يكون ، آه لقد تعبت .
اشوميا : يا لعشتار ، إنه بيرام ، أهذا ممكن ؟ ثم 
  .. لماذا قدم ؟ هذا إن كان بيرام هو القادم 
  ، يا لي من حمقاء ، يكفي أن بيرام قد 
  قدم " ترفع عينيها إلى الأعلى " عشتار 
  " تصمت منصتة " ها هي ماما قادمة ، 
  ومعها .. بيرام !

                          يُفتح الباب ، وتدخل 
                          الأم ، ومعها بيرام

اشوميا : " بصوت متحشرج " بيرام .
بيرام : " ينظر إليها " اشوميا ؟
اشوميا : بيرام ..
بيرام : " ينظر إلى الأم متردداً " ....
اشوميا : ماما .
الأم : " تتجه إلى الخارج " سأنتظر في 
  الخارج .
اشوميا : ماما ، اطمئني .
الأم : " تخرج وتغلق الباب " ....
اشوميا : " تنظر إلى بيرام " أشكرك ، أشكرك 
  جداً لقدومك ..
بيرام : عفواً ، لم أعرف بالأمر إلا البارحة ..
اشوميا : كاد الأسد يفترسني .
بيرام : لقد قتله ثلاثة صيادين ، على ما علمت 
  ، صادف مرورهم من هناك .
اشوميا : نعم قتلوه ، بعد أن فتك للأسف ، ببونو 
  الشجاع .
بيرام : يا للمسكين .
اشوميا : كان يعبدني .
بيرام : " يهز رأسه " ....
اشوميا : إنه شاب .. ضعيف ، لكنه شجاع ، فما 
  إن رأى الأسد اللعين يهاجمني ، حتى 
  تصدى له ، ولولاه .. لولا بونو .." تهز 
  رأسها " المسكين .
بيرام : إنه درس بليغ ، هذا ما يجب أن يفعله 
  كلّ محب ، صادق في حبه .
اشوميا : لم أشأ أن تعرف بما جرى لي ، حتى لا 
  تتأثر أو تحزن أو .. " تصمت " ..
بيرام : لقد تأثرت فعلاً .
اشوميا : من أخبرك بما جرى لي ؟
بيرام : تسبيه .
اشوميا : تسبيه !
بيرام : " يهز رأسه متردداً " ....
اشوميا : " تبكي بصمت " ....
بيرام : اشوميا ..
اشوميا : " بصوت باكٍ " بيرام .
بيرام : إنني بحاجة إليكِ .
اشوميا : بيرام .. أنت لا تعرف مكانتك عندي ..
بيرام : أعرف ، يا اشوميا ، ولهذا قدمتُ إليك ِ.
اشوميا : مرني فأطيع .
بيرام : إنني أحبُ تسبيه ..
اشومبا : " تغص بدموعها " ....
بيرام : أحبها .. أحبها .. ساعديني .
اشوميا : " تبكي بصمت " ....
بيرام : قولي لي ، ابتعد عنها ، سأبتعد ، 
  وأدخل الدير .
اشوميا : " تهز رأسها باكية " ....
بيرام : اشوميا .
اشوميا : لا تدخل الدير ، يا بيرام ، لا تدخل 
  الدير .
بيرام : " دامع العينين " أشكرك .
اشوميا : " تغالب دموعها " تسبيه تستحقك .. 
  نعم تستحقك .
بيرام : " يتراجع ثم يستدير ويخرج " ....
اشوميا : " بصوت باكٍ " أنا من ستدخل الدير ، 
  حتى لو بقيت في دير بيتي .

                         يُفتح الباب ، وتدخل 
                     الأم ، وتقترب من اشوميا

الأم : ماذا يجري ، يا بنيتي ؟ أخبريني ، ماذا 
  يجري ؟
اشوميا : " من بين دموعها " لا شيء .
الأم : لستُ عمياء ، بيرام خرج من عندكِ ، 
  وهو يبكي .
اشوميا : " باكية " بيرام .. لن يدخل الدير ..
الأم : " تنظر إليها مذهولة " ....
اشوميا : نعم .. لن يدخل الدير .. لن يدخل الدير 
  " يُسمع طرق على الباب " .
الأم : اشوميا ..
اشوميا : ماما ، الباب يُطرق ..
الأم : بنيتي ..
اشوميا : ماما ، افتحي الباب .
الأم : " تخرج وتغلق الباب " ....
اشوميا : لا خيار .. فلأدخل الدير .

                         يُفتح الباب ، وتدخل 
                      تسبيه ، اشوميا تحضنها

تسبيه : اشوميا . 
اشوميا : " تشهق مغالبة بكاءها " ....
تسبيه : ما الأمر ، يا عزيزتي ؟
اشوميا : بيرام كان هنا .
تسبيه : " تنظر إليها " بيرام !
اشوميا : نعم ، كان هنا ، قبل قليل .
تسبيه : اشوميا .
اشوميا : " تحضنها " تحدثنا عنكِ ..
تسبيه : اشوميا .. اشوميا .
اشوميا : قلتُ له ، قلتُ لبيرام ، بعد أن عرفت 
  كلّ شيء ..
تسبيه : " تنظر إليها دامعة العينين " ....
اشوميا : بيسيه .. تستحقك .

                         تسبيه تحضن اشوميا 
                         باكية ، تعتيم تدريجي

                                إظلام









     المشهد الخامس

                    
                             حديقة ، تمثال أسد ،
                          تدخل تسبيه متلفتة 

تسبيه : " تتوقف قرب الأسد " هذه المرة سبقتُ 
  بيرام ، وجئت قبله " تصمت " ربما 
  بكرت ، وأخشى أن يتأخر " تتلفت بشيء 
  من الخوف " صحيح أن الحديقة داخل 
  بابل ، لكنها منقطعة ، وموحشة ، و.. 
  ومخيفة " تصمت متشجعة " يا لي من 
  جبانة ، عليّ أن لا أخاف " تربت على 
  التمثال " وإلى جانبي أسد " تصمت 
  منصتة " هذه وقع أقدام ، ليته بيرام " 
  تنفرج أساريرها " نعم ، نعم ، إنه بيرام 
  " تتنهد بارتياح " حمداً لعشتار .

                      
                           يدخل بيرام ، ويقترب 
                            من الأسد ، ويلطمه

بيرام : أيها الأسد اللعين ، ماذا يفعل أخوك في 
  البرية ؟
تسبيه : " تضحك " لو لم يكن من حجر لما 
  تجرأت ، ولطمته .
بيرام : ولما تجرأتِ أنتِ أيضاً ، ووقفتِ في 
  مواجهته .
تسبيه : أتجرأ في حالة واحدة .
بيرام : " ينظر إليها متسائلاً " ....
بيسيه : " تميل عليه " إذا هاجمك .
بيرام : " يمد يديه ويعانقها " يا غزالتي .
تسبيه : تأخرت هذه المرة .
بيرام : لم أتأخر ، ولن أتأخر ، أنتِ بكرتِ ، 
  ربما متعمدة .
تسبيه : " تنسل من بين ذراعيه حزينة " ....
تيرام : بيسيه .
تسبيه : أبي مازال معانداً .
بيرام : وأمي أكثر معاندة .
تسبيه : إنه شيخ متقدم في السن .
بيرام : وكذلك أمي ، وإن كانت أصغر من 
  أبيك .
تسبيه : يا للحيرة .
بيرام : ربما لن تنقذنا سوى عشتار .
تسبيه : " تنظر إليه متسائلة " ....
بيرام : أن تجعل أحدهما يغرم بالآخر ، و .. 
  ويتزوجان .
تسبيه : " تغالب ضحكها " أمي لن توافق .
بيرام : وكذلك أبي ..
تسبيه : لكن أمي مازالت صغيرة .
بيرام : لقد اقسم أبي ، بعد رحيل أمي إلى العالم 
  الأسفل ، أن لا يتزوج ثانية ، فقد كان 
  مغرماً بها ، رغم أنه لم يكف عن العراك 
  معها يوماً واحداً .
تسبيه : بيرام .
بيرام : نعم .
تسبيه : " مازحة " لندخل المعبد معاً .
بيرام : فقط .. لنتزوج .
تسبيه : لكن هذا ، على ما يبدو ، مستحيل .
بيرام : ومستحيل أكثر أن لا نكون معاً .. 
  العمر كله .
تسبيه : معاً أو لا عمر .
بيرام : تسبيه ، أنا أعبك . 
تسبيه : وأنت .. أنت معبودي . 
بيرام : لنتزوج ..
تسبيه : نتزوج !
بيرام : أمام الإله العظيم مردوخ .
تسبيه : لكن الإله مردوخ في المعبد ، 
  بحراسة الكهنة والكاهن الأكبر .
بيرام : لا يا تسبيه ، الإله مردوخ ليس في 
  المعبد فقط ، بل في كلّ مكان ، وهو 
  يرعانا ، لأننا طفلاه المحبان .
تسبيه : سيقتلوننا ، وأولهم كهنة الإله مردوخ ، 
  وخاصة الكاهن الأكبر .
بيرام : هذا إذا بقينا في تناول أيديهم ، بين 
  أسوار  بابل .
تسبيه : بيرام ..
بيرام : نهرب يا تسبيه .
تسبيه : نهرب !
بيرام : حياتنا ملك لنا ، يا تسبيه ، ومن حقنا أن 
  نعيشها ، كما نريد ، لا كما يريده 
  الآخرون .
تسبيه : نعم ، أنت محق ، لكن ..
بيرام : لكن .. لكن ماذا ؟
تسبيه : لنحاول مرة أخرى ، ومرة أخرى ، نعم 
  لنحاول يا بيرام .
بيرام : أنتِ تعرفينهما ، يا تسبيه ، أبي وأمكِ ، 
  لن يوافقا ، مهما حاولنا .
تسبيه : أعرف ، لكن لنحاول ، لعل الإله 
  مردوخ يهديهما .
بيرام : وإذا لم يهتديا ؟
تسبيه : نهرب .
بيرام : " فرحاً " تسبيه .
تسبيه : " فرحة " نهرب ، يا بيرام ، نعم ، نعم 
  نهرب .
بيرام : " يعانقها فرحاً " تسبيه .. تسبيه .
تسبيه : نهرب ، وليكن ما يكون " تصمت " 
  لكن ..
بيرام : " ينظر إليها " تسبيه .
تسبيه : لا تخف ، يا بيرام ، لا تخف ، لن 
  أتراجع ، إذا لم يستطع الإله مردوخ أن 
  يهديهما ، نهرب ..
بيرام : لا لكن إذن .
تسبيه : اسمعني ، يا بيرام ، نحن سنهرب إذا لم 
  يوافقا ، لكن إلى أين ؟ وكيف ؟
بيرام : سنهرب ..
تسبيه : إذا لم يوافقا .
بيرام : لن يوافقا ، يا تسبيه .
تسبيه : نهرب إلى أين ؟
بيرام : ليس مهماً إلى أين ، المهم أن نهرب ،  
  بعيداً عن بابل .
تسبيه : لا يا بيرام ، بل هذا مهم ، فلو هربنا 
  إلى مكان قريب ، قد يلحقوا بنا ، ويفرقوا 
  بيننا شئنا أم أبينا .
بيرام : أنتِ محقة .
تسبيه : علينا أن نهرب إلى مكان بعيد ، لا 
  يستطيعون الوصول إليه بسهولة .
بيرام : نينوى .
تسبيه : نينوى  !
بيرام : إنها بعيدة ، في أقصى الشمال .
تسبيه : نعم .
بيرام : ثم إن نينوى ، ليست على وفاق الآن 
  مع بابل .
تسبيه : حقاً إنها أفضل عش آمن ..
بيرام : لعصفورين محبين هاربين مثلنا .
تسبيه : سنهرب إذن ، هذا إذا لم يوافق أبوك ، 
  ولم توافق أمي .
بيرام : لن يوافقا ، وسنهرب .
تسبيه : كيف ؟
بيرام : لندع كيف الآن .
تسبيه : الحق معك ، لقد تأخرنا " تتجه إلى 
  الخارج " إلى اللقاء .
بيرام : " يلحق بها " تسبيه .
تسبيه : " تتوقف " كما جئنا ، يا بيرام ، 
  سأذهب أنا أولا ً ..
بيرام : كما تشائين .
تسبيه : " وهي تواصل سيرها " ما دمنا 
  سنهرب قريباً ، فمن الأفضل أن 
  لا يرانا الآن أحد نسير معاً .
بيرام : سأتصل بك فيما بعد ، وسنتفق على كلّ 
  شيء .
تسبيه : " تخرج مسرعة " ....

                         بيرام يقترب من تمثال
                    الأسد ، ويتوقف قربه مفكراً  
                
                                إظلام    






المشهد السادس

     
                          خلاء ، شجرة توت ، 
                          ضريح في المؤخرة

أغنية : أغنية حب بابلية


                        يرتفع زئير ، تنتهي 
                       الأغنية ، يدخل الأب 

الأب : " يتوقف خائفاً " يا للآلهة ، أسد " 
  يتلفت " أم هي لبوة ؟ آه كلّ البلاء من 
  اللبوات " يصمت لحظة " تابعته من بعد 
  ، حتى خرج من المدينة، لكني فقدتُ أثره 
  ، حين دخل هذه الغابة اللعينة " يتلفت 
  خائفاً " هذا مكان موحش وخطر ، لا 
  أظن أّن بيرام سيأتي إلى هنا " يتجه إلى 
  الخارج " فلأبحث عنه في هذه الغابة ، 
  لعلي أجده ، قبل أن يرتكب الحماقة ، 
  التي ارتكبها جده ، جده لأمه طبعاً ، آه 
  من الوراثة " يخرج "  .

                           صوت زئير لبوة ،
                           تدخل الأم مرعوبة

الأم : اللبوة ، يا للإله مردوخ ، تباً لبيرام 
  وأبيه الخرف ، لولا بيرام لكانت تسبيه 
  معي في البيت ، ولما عرضتُ نفسي لهذه 
  المخاطر " تتلفت حولها " آه من تسبيه ، 
  خرجت منذ الصباح الباكر ، قالت لي ، 
  سأزور صديقتي ، إنها مريضة ، لم 
  أصدقها ، رغم أنها مثلي لا تكذب ، 
  وتبعتها حتى دخلت هذه الغابة ، ربما 
  عامدة لتضلني ، وتفلت من متابعتي لها " 
  تشهق خائفة حين ترى بقعة دم على 
  الأرض " يا ويلي ، دم ! " تتراجع خائفة 
  " لابد أن اللبوة .. ، فلأهب .


                            تهمّ بالخروج ، يدخل 
                          الأب ، يقفان متواجهين

الأم : " بحدة " أهذا أنتَ !
الأب : " بحدة " أهذه أنت !
الأم : منذ أن رأيتُ وجهك هذا ، ووجه ابنك 
  بيرام ، لم أرَ الخير .
الأب : ليتنا لم نراكما ، لا أنتِ ولا ابنتك أل .. 
  أل .. تسبيه.
الأم : ابنك اللعين بيرام ، خدع ابنتي البريئة 
  تسبيه .
الأب : كلا ، بيرام لم يخدع ابنتك ، ثم إن ابنتك 
  ليست بريئة ، بل ابني هو البريء ، وقد 
  أضلته تسبيه ، بعد أن كاد يدخل المعبد ، 
  ويصير كاهناً ، من كهنة الإله العظيم 
  مردوخ .
الأم : وجه ابنك بيرام ، ليس وجه كاهن ..
الأب : وابنتك تسبيه ..
الأم : ولن أدعه ، مهما كلف الأمر ، أن 
  يلمس شعرة من شعر تسبيه .. الذهبي .
الأب : ولن أدع ابني بيرام ، تحت أي ظرف ، 
  أن تسرقه مني ابنتك .. تسبيه .
الأم : " بغضب شديد " أيها الخرف ..
الأب : " بغضب شديد " أيتها ال ..
اللبوة : " تزأر من مكان قريب " آآآآآ  .
الأم : " تسرع إلى الخارج مرعوبة " 
  مردوخ .
الأب : " يسرع إلى الخارج مرعوباً " يا ويلي 
  ، اللبوة .
الأم " تخرج مولولة " ....
الأب : " يخرج مولولاً " ....

                      فترة صمت ، تدخل تسبيه 
                     خائفة ، والشال على رأسها 

تسبيه : يا للآلهة ، اللبوة ، اللبوة الشرسة " 
  تتوقف " عشتار ، إلهتي العظيمة ، 
  المحبة ، ليكن غضبك على هذه اللبوة 
  المجنونة ، واحمينا منها ، ومن غيرها 
  من الوحوش ، احمي بيرام ، نعم بيرام ، 
  بيرام أولاً ، فبدون بيرام لا حياة لي " 
  تتقدم متلفتة " يبدو أن بيرام لم يأتِ بعد ، 
  سيأتي ، سيأتي حتماً ، أنا اقترحتُ هذا 
  المكان الأثير لديه ، لننطلق معاً إلى 
  حياتنا الجديدة ، في نينوى .. 
اللبوة : " تزأر من مكان قريب " آآآآآ  .
تسبيه : " تركض مرعوبة هنا وهناك " يا ويلي 
  ، اللبوة ، أين أختبىء ؟ لا أستطيع أن 
  أترك هذا المكان ، سيأتي بيرام عاجلاً أو 
  آجلا ، ولابد أن أكون في مكان قريب  " 
تنظر إلى الخارج " ذاك هو الكهف "   
تسرع خارجة فيسقط شالها فوق 
  بقعة الدم " سأبقى في الكهف حتى يأتي 
  بيرام ، ونذهب معاً إلى نينوى .
اللبوة : " تزأر من مكان قريب " آآآآآ  .
تسبيه : " وهي تخرج راكضة مولولة " ....

                            فترة صمت ، يدخل 
                          بيرام ، يتلفت مضطرباً

بيرام : ماذا يجري ؟ مراراً وتكراراً ، وحيثما 
  سرتُ في الغابة ، تناهى إليّ زئير اللبوة 
  " يصمت لحظة "  من يدري لعلها لبوة 
  ذلك الأسد ، الذي هاجم اشوميا ، وفتك 
  بمحبها الشاب بونو ، فتصدى له 
  الصيادون الثلاثة ، وأجهزوا عليه 
  " يتوقف متلفتاً " تسبيه لم تأتِ بعد ، إنها 
  تسبقني عادة إلى الموعد ، لعل عائقاً ما 
  أخرها ، ستأتي حتماً " يسير متلفتاً " 
  ستأتي وننطلق من هنا إلى الحياة ، 
  فحياتنا تبدأ ساعة ننطلق إلى نينوى ، آه 
  نينوى " يصمت لحظة " تعالي يا تسبيه 
  .. تعالي .. تعالي .. تعالي" يتوقف 
  مصعوقاً إذ يقع بصره على شال تسبيه " 
  يا ويلي " يتلفت حوله " اللبوة كانت هنا ، 
  هذه آثار أقدامها ، لا .. لا .. " يرفع 
  الشال الملوث بالدم " هذا شال تسبيه ، 
  طالما جاءت به إلى موعدنا ، لا .. لا .. 
  تسبيه .. جئنا لنذهب معاً .. نذهب معاً 
  إلى نينوى .. لا لتذهبي وحدكِ إلى .. " 
  بصوت باك " تسبيه .. لن تذهبي وحدك 
  إلى أي مكان .. " يستل خنجره " 
  انتظريني ، سألحق بك ، لنذهب إلى 
  المكان ، الذي سبقتني إليه " يطعن نفسه 
  " آه .. تسبيه .. سنذهب إلى عرسنا .. 
  مخضبين بالدم " يصيح بأعلى صوته " 
  تسبيه .." يتداعى متألماً ثم يسقط على 
  الأرض " .
تسبيه : " تدخل صائحة بلهفة " بيرام ..

                     تتوقف مصدومة ، حين ترى
    بيرام ، والخنجر مدمى في يده

بيرام : تسبيه
تسبيه :" تسرع إليه " بيرام .. بيرام .
بيرام : " بصوت متحشرج " تسبيه .. حسبتُ 
  أنّ اللبوة .. فتكت بكِ ..
تسبيه : " بصوت باك " بيرام .. بيرام ..
بيرام " بصوت يزداد حشرجة " لم أستطع أن 
  أبقى .. وقد ذهبتِ " بصوت واهن " لم 
  أستطع .. يا تسبيه ف .. آه .
تسبيه : " تحضنه باكية " بيرام .. لا تذهب .. 
  أرجوك .. لا تذهب .. فأنا لا أستطيع 
  البقاء .. حتى في دلمون .. من غيرك ..
بيرام : " يبقى صامتاً " ....
تسبيه : " مرعوبة " بيرام ..
بيرام : " لا يرد " ....
تسبيه : " يزداد تخوفها " بيرام .. بيرام ..
بيرام : " لا يرد " ....
تسبيه    : " تنظر إليه " بيرام ..
بيرام : " لا يرد " ....
تسبيه : ها قد رحلت .. يابيرام .. لن ترحل 
  وحدك .. لقد اتفقنا أن نرحل معاً " تأخذ 
  الخنجر من يده " وها أنا ألحق بك " 
  تطعن نفسها " آه بيرام " تتداعى وتنهار 
  إلى جانبه " هيا يا بيرام .. هيا يا حبيبي 
  .. ها نحن معاً .. ومعاً سنبقى إلى الأبد .

                         أغنية حب حزينة ، في
                      نهايتها يدخل الأب متوجساً 

الأب : " يرى بيرام وتسبيه فيتوقف " ....
الأم : " تدخل متلفتة " ....
الأب : " يتقدم دامع العينين " بيرام .. تسبيه ..
الأم : " تنظر مصدومة " يا للآلهة ..
الأب : " يتوقف قربهما " بيرام .. تسبيه .. 
  تسبيه .. بيرام .
الأم : " تسرع باكية ، وتقف قبالة الأب " ....
الأب : " ينظر إلى الأم من خلال دموعه " 
  فقدناهما .. فقدنا ولدينا .. فقدنا بيرام 
  وتسبيه .
الأم : " من خلال دموعها " نعم .. فقدناهما 
  .. فقدنا .. تسبيه وبيرام .
الأب : " يهز رأسه والدموع تسيل فوق خديه " 
  ....
الأم : " تأخذ شال تسبيه ، الملوث بالدم ، 
  وتغطي به بيرام وتسبيه " ....
الأب : " ينحني ، يساعد الأم في تغطيتهما 
  بشال تسبيه " ....

                          أغنية حزينة ، الأب والأم 
                       منهمكان بتغطيتهما بشال تسبيه

                               إظلام تدريجي











     النهاية


                            منظر البداية ، فارس
                       وسلوى ، تحت شجرة التوت 

فارس : عيناك دامعتان ، يا سلوى .
سلوى : " تكفكف دموعها " وأنت صوتك دامع 
  ، فارس .
فارس : هذه الحكاية جرت ، في بابل العراق 
  قبل آلاف السنين .
سلوى : وهي تتكرر اليوم ، ليس معنا ، أنا 
  وأنت فقط ، بل مع مئات وآلاف الشباب 
  والشابات ، في جميع أحاء العالم .
فارس : سلوى .
سلوى : نعم ، يا فارس .
فارس : لا نريد أن تتكرر قصة بيرام وتسبيه .
سلوى : لن ندعها تتكرر، يا فارس .
فارس : إن والدينا مازالا مصرين على موقفهما 
  المعاند الرافض .
سلوى ، أرجو أن يعدلا عن موقفهما ، ويوافقا 
  على زواجنا ، وإلا ..
فارس : لم نعد صغيرين ، نحن تجاوزنا 
  العشرين من عمرنا ، ولدينا شهادة 
  جامعية .
سلوى : فارس ..
فارس : نعم ، يا سلوى .
سلوى : فلنكن .. بيرام وتسبيه .
فارس : " يمسك يدها " أنا معكِ " يتجهان إلى 
  الخارج " ولكن ليس في العالم الآخر ، 
  بل في هذا العالم الجميل .

                        فارس وسلوى يخرجان ،
                       الأضواء تخفت بالتدريج    
                                إظلام
                                ستار 
                                 5 / 1 / 2013


اشارة  : هذه المسرحية مستقاة من حكاية بابلية قديمة ، وهي ـ ويا للعجب ـ تشبه مسرحية " روميو وجوليت لويليم  شكشبير ، فهل أخذ شكسبير مسرحيته الخالدة من هذه الحكاية البابلية ؟ من يدري . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق