مجلة الفنون المسرحية
"جاء صدور العدد الجديد من (السينمائي) في وقت قد انفتحت فيه صفحة جديدة من التعامل والنظرة الإيجابية تجاه السينما بشكل خاص، وبقية مفاصل العملية الثقافية والفنية في العراق بشكل عام، باعتبارها أبرز أدوات ووسائل (القوة الناعمة)، لاسيما مع الرعاية الكبيرة والدعم المعنوي والمادي المميز، من لدن رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني، لأول مهرجان سينمائي من نوعه في العراق (مهرجان بغداد السينمائي) الذي أقامته نقابة الفنانين العراقيين بالتعاون مع دائرة السينما والمسرح بإشراف وزراة الثقافة والسياحة والآثار، والذي أحدث ردود أفعال مهمة وحضوراً كبيراً لنجوم وصناع السينما العرب، وتخصيص منحة مجزية لدعم الانتاجات السينمائية، حيث أسهمت كلها بتوفير أرضية خصبة لتطوير وتقدم السينما العراقية."
بهذه الكلمات افتتح الناقد الفني عبد العليم البناء رئيس تحرير مجلة (السينمائي) العدد (15) من المجلة الذي صدر في بغداد - مؤخراً- حافلاً بالعديد من الموضوعات المتنوعة التي واكبت الحدث السينمائي محلياً وعربياً وعالمياً.
رئيس التحرير استطرد في الافتتاحية التي جاءت تحت عنوان (دعم مستدام غير مسبوق) "تواصلاً مع هذه الإشراقات الوضاءة كان لمجلة (السينمائي) حصتها من الدعم غير المسبوق، من لدن وزير الثقافة والسياحة والآثار الأستاذ الدكتور أحمد فكاك البدراني، لأهميتها في إشاعة الثقافة السينمائية التي تمثل المعادل الموضوعي لمسيرة السينما العراقية ودورها في تفعيل الحراك السينمائي بمختلف تجلياته وتمظهراته، وتوفير بيئة آمنة ومستقرة لمسار وآليات عمل المجلة، وهي المرة الأولى التي نجد فيها مثل هذا الدعم الذي يضعنا في مجلس إدارة المجلة وهيئة تحريرها أمام مسؤولية مضاعفة لمواصلة المشوار المفعم بالإصرار والتحدي، بالتعاون مع نخبة بارزة من النقاد والكتاب والباحثين السينمائيين العراقيين والعرب، دون أن ننسى الدعم المتواصل من وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور فاضل البدراني، ونقيب الفنانين العراقيين الدكتور جبار جودي، وفنان اليونسكو للسلام الموسيقار العالمي نصير شمة، ورابطة المصارف العراقية الخاصة."
حوار العدد الذي أجراه عبد العليم البناء، كان مع المخرج السينمائي العراقي عدي رشيد الذي يتجه نحو السينما العالمية بثبات ، ورأى أن "السينما ممارسة يومية في التأمل والمشاهدة والتدوين"، توقف عند محطات عدة من مسيرته السينمائية المشرقة، وسلط الضوء على تجاربه الروائية الطويلة وآخرها فيلمه الجديد (أناشيد آدم) ومحاور عدة من بينها سبل النهوض بالسينما العراقية .
نقرأ للزميل سعد نعمة رئيس مجلس الإدارة في باب (سينمائيون عراقيون جدد)، كشفاً واستعراضاً لتجربة ومسيرة المخرج السينمائي حيدر موسى دفار.
في باب (مهرجانات) توقف العدد عند وقائع مهرجان بغداد السينمائي الأول (دورة محمد شكري جميل) الذي أقامته، بنجاح مبهر وحضور كبير ولامع لصناع السينما العربية، نقابة الفنانين العراقيين بالتعاون مع دائرة السينما والمسرح بإشراف وزارة الثقافة والسياحة والآثار، وملتقى سينما الشباب الرمضاني الرابع (دورة المخرج الراحل لؤي فاضل) الذي أقامته الجهات ذاتها بالتعاون مع موقع صدى السينما والمسرح. فضلاً عن تقرير واف عن حفل جوائز الأوسكار السادس والتسعين، وآخر عن التحضيرات والإستعدادات لإقامة الدورة الجديدة (السابعة) من مهرجان الجونة السينمائي.
(ملف العدد) تمم تكريسه لمناقشة (الإنتاج السينمائي العربي المشترك) الذي يعد حديث الساعة فيالمشهد السينمائي العربي، ويهدف لتوفير مقومات وأساليب إنتاج حديثة وفتح أسواق جديدة للفيلم العراقي، وساهم فيه كوكبة من أبرز النقاد العراقيين والعرب: علاء المفرجي، مهدي عباس، د. صالح الصحن، صلاح سرميني، د. سالم شدهان.
في باب (نقد) نقرأ للناقد عدنان حسين أحمد قراءة نقدية مهمة عن الثيمة التحريضية في الفيلم الروائي القصير (شعلة) أنموذجاً، والفيلم هو أحد الأفلام الفائزة بمهرجان بغداد السينمائي الأول. وأخرى للناقد السينمائي سعد المسعودي عن الفيلم التركي الطويل (الحشائش اليابسة) الذي يتطرق الى البحث عن الإنسانية المفقودة. وثالثة للناقد د. سمير خمورو عن الفيلم الياباني (رجل) للمخرج الياباني كي إيشيكاوا الذي يعالج الهويات الملتبسة والعنصرية ضد المهاجرين في المجتمع الياباني.
في حين يتناول المخرج والناقد استناد حداد في باب (دراسات) بالبحث والتحليل السينما المهاجرة في إطار تجارب متنوعة من (السينما العراقية- الأسترالية). كما يقدم د. شاكر لعيبي الجزء الأخير لدراسته عن سينمات العراق بين 1918 – 1950عبر وثائق تاريخية وبصرية نادرة.
ويقدم الناقد الجمالي د. عقيل مهدي يوسف قراءة في كتاب (جواهر سينمائية) لعبدالعليم البناء، وهو أحد إصدارات مهرجان بغداد السينمائي الأول. كما نقرأ عرضاً للكتاب التوثيقي الجديد للمؤرخ والناقد السينمائي مهدي عباس عن (السينما العراقية عام 2023) ضمن سلسلة إصداراته التوثيقية المعروفة.
وفي الوقت الذي يقدم العدد (رسالة باريس) التي اعتاد على كتابتها الناقد السوري صلاح سرميني، نقرأ للناقد السينمائي رضا الأعرجي لقاءً خاصاً بالمجلة مع المخرج حميد بناني فيلسوف وعميد السينما المغربية الذي يؤكد أن "السينما مرآة المجتمع وعلى السينمائي أن يغامر دائماً". بالإضافة إلى باقة من (متابعات سينمائية) بقلم د. ورود ناجي.
وكان مسك ختام العدد المقال الأخير بقلم د. جبار جودي نقيب الفنانين العراقيين الذي جاء تحت عنوان (مهرجان بغداد السينمائي ..أرقام ودلالات) الذي يؤكد أنه حقق "سمعة عربية كبيرة ..وهو مايشجع على إقامة المهرجان سنوياً، وبهيئة دائمة وتمويل ثابت."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق