مجلة الفنون المسرحية
حيدر منعثر: منذ ست سنوات قررت عدم مشاركة أعمالي في مسابقات المهرجانات العربية العراقية لأنني غادرت الجوائز ولا أسعى لها في أعمالي ولا هي طموحي فجائزتي هو الجمهور
المسرحية من تقديم فرقة المسرحيين العراقيين وإنتاج ورعاية شركة الثقافة العراقية وبطولة الفنانين اللامعين: زهرة بدن، لؤي أحمد، إياد الطائي، لمياء بدن، طلال هادي، أمير إحسان
كتب – عبد العليم البناء
يعاود الفنان د. حيدر منعثر حضوره المسرحي الجاد والمثمر في المشهد المسرحي العربي بعمله المسرحي الشعبي (وين رايحين؟)، وهي من تأليفه مع خالد جمعة وإخراجه فضلاً عن السينو غرافيا ومن بطولة الفنانين اللامعين : زهرة بدن، لؤي أحمد، إياد الطائي، لمياء بدن، طلال هادي، أمير إحسان، ومن تقديم فرقة المسرحيين العراقيين وإنتاج ورعاية شركة الثقافة العراقية، وذلك في الدورة الـ25 من أيام قرطاج المسرحية بتونس العاصمة يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري الجاري والتي تستمر لغاية الـ30 من الشهر نفسه، وتتضمن المسابقة الرسمية وعروضا خارج المسابقة من العراق وبلدان عربية وأجنبية تتوزع على مختلف أقسام المهرجان: مسرح العالم ومسرح الحرية، ومسرح الأطفال والناشئة.
هذه المسرحية سبق أن عرضت على خشبة المسرح الرشيد في بغداد بالتعاون مع دائرة السينما والمسرح وحققت رد فعل متضامن ومتفاعل من الجمهورعكست مدى استجابته للعروض المسرحية الشعبية الأصيلة، لاسيما أن المسرحية تتحدث عن حكاية مواطن يبحث عن الوطن في وطنه..حيث يجدد حيدر منعثر تواصله مع الجمهور الذي عرف وعايش عديد العروض التي قدمها على مدى خمسة وثلاثين عاماً عكس أكد فيها أنه أحد أبرز إن لم يكن فارس المسرح الشعبي بلا منازع ممثلاً ومؤلفاً ومخرجاً، لاسيما أن جميع عروضه ناغمت بل عبرت عن هموم المواطن العراقي والعربي على حد سواء.
وفي لقاء مع المخرج الدكتور حيدر منعثر تحدث لنا عن مشاركة مسرحيته (وين رايحين) في مهرجان أيام قرطاج المسرحية الخامس والعشرين قائلاً:" وجود ومشاركة مسرحيتي ( وين رايحين) في هذا المهرجان العريق، تأكيد لشيء مهم جداً، حيث أنني في أكثر من عمل وفي أكثر من مقابلة، أكدت أن المسرح الشعبي سيكون له شأن كبير في كل الميادين بما فيها حتى المهرجانات المسرحية سواء أكانت مهرجانات تجريبية أم مهرجانات معاصرة.. ففي (وين رايحين) التي اجتهدت فيها وعملت عليها من أجل أن تكون مسرحية يستطيع أن يشاهدها بقال بسيط ويستمتع ويفهم ما نقول، وفي نفس الوقت يحضرها أستاذ جامعي ويستطيع أيضاً أن يأخذ قدراً كافياً من المتعةالفكرية والفنية والجمالية، وهو هذا ما نريده لهذا المسرح الذي دائماً أؤكده حتى في كتاباتي وفي أطروحتي للدكتوراه وفي أعمالي على أنه المسرح الذي لكل الناس..".
وأضاف :" مع شركة الثقافة العراقية الراعية والمنتجة لهذا العمل من خلال فرقة المسرحيين العراقيين نقدم مسرحاً لكل الناس .. (وين رايحين) ستكون في قرطاج في أكبر مسرح في تونس على مسرح الجهات في المدينة الثقافية في تونس الذي يتسع لاكثر من سبعمائة وخمسين متفرجاً، وبالتقنيات التي تحققت للعرض في مسرح الرشيد وبنفس الكادر التمثيلي والفني والتقني، فأنا حريص على أن يكون دائماً معي لأنه كادر مجتهد وتحمل بروفات لمدة أكثر من ثمانية اشهر قبل أن نعرض المسرحية.. وبدأنا الآن بإعادة التمرينات والتحضيرات قبل السفر والمشاركة المهمة ولكن خارج مسابقات المهرجان..".
وأوضح جازماً:"أنا حيدر منعثر منذ ست سنوات قررت عدم مشاركة أعمالي في مسابقات المهرجانات الرسمية وغير الرسمية لا في المهرجانات العربية ولا في العراقية، لأنني غادرت الجوائز ولا أسعى لها في أعمالي ولا هي طموحي بقدر ما أن جائزتي هو الجمهور التي أسعى اليها دائماً في كل عروضي، ولهذا اعتبر هذا موقفاً نهائياً أنه لن تكون لي مشاركة في مسابقات المهرجانات العربية والعراقية لأن المهرجانات لها أطر وأنماط ولم تعد هي غايتي في كل الأحوال، وأنا خبرت العمل في هذه المهرجانات منذ خمسة وثلاثين عاماً وخرجت بنتيجة أن الركض واللهاث والاستفزاز والتوتر الذي يصيب المشترك في المهرجانات من أجل الجوائز فإن النتائج تكون عكس ما يريد ويطمح ويعمل لأن الجوائز تمنح بطرق مختلفة ولهذا فأنا بعيد عن هذه القصة على مافيها من إراءات مادية وغر مادية..".
ويشمل برنامج الدورة الخامسة والعشرين من مهرجان أيام قرطاج المسرحية 125 عرضاً مسرحيا من 32 دولة عربية وأفريقية وغربية بمعدل 18 عرضاً في اليوم منها 12 ضمن المسابقة الرسمية ستُقدم على مدى ثمانية أيام،وتحظى تونس بالنصيب الأكبر من المشاركات بعدد 23 عرضا خارج المسابقة مقابل 12 عرضا عربيا وأفريقيا و13 عرضا من مسارح العالم إلى جانب عروض لمسرح الطفل ومسرح الإدماج ومسرح الحرية.وتضم القائمة عدة عروض من الجزائر وليبيا وسلطنة عمان وسوريا والأردن والعراق والإمارات ولبنان وبوركينا فاسو والكونغو والسودان، في حين يضم قسم "تعبيرات مسرحية في المهجر" عرضين مسرحيين، الأول سوري – فرنسي، والثاني تونسي – فرنسي – بلجيكي.
ويعرض المهرجان سبعة أعمال عربية إضافة إلى مسرحية (وين رايحين) لحيدر منعثر، وهي: "العاصفة" لعدي الشنفري من سلطنة عمان، "سقيفة" لسليمان قطان من سوريا، "كاميرا" لمجد القصص من الأردن، "مونولوغ" لنورس برو من سوريا، "اصطياد" لمهند كريم من الإمارات، و"ترانزيت طرابلس" لكارولين حاتم من لبنان.وتتضمن قائمة العروض الأفريقية خمس مسرحيات من القارة السمراء، إذ تشارك مسرحيات "آن لمملكتي أن تكون" لأوديل سانكرا من بوركينا فاسو، "أنا هكذا.. تقبلني أو ترفضني" لعبدون فورتوني كومبا من الكونغو، "آيس دريم" لوليد عمر الألفي من السودان، "نجع الغيلان" لتوفيق قادربوه من ليبيا، و"ما قبل المسرح" لسعيد زكرياء من الجزائر.أما قائمة "التعبيرات المسرحية في المهجر"، فتضم مسرحيتي "اللاجئان" لمحمد وأحمد ملص من إنتاج سوري وفرنسي، و"الإنسان ذئب لأخيه" لجريجوار غابرييل فانروبايس من إنتاج مشترك فرنسي وتونسي وبلجيكي.
ويشمل برنامج هذه الدورة العديد من الورشات والماستر كلاس التي سيؤمنها مسرحيون وفنانون من تونس ومن عديد الدول العربية والعالمية، حيث يُشرف الفنان المسرحي الفاضل الجعايبي على تأطير المشاركين في ورشة بعنوان "الممثل وقرينه"، في حين يشرف الفنان كريم الثليبي على ورشة بعنوان "الموسيقى والجسد".وسيكون المولعون بالفن الرابع على موعد مع ورشة "المسرح الإيمائي: من الشخص إلى العرض" يُقدمها الفنان خالد بوزيد، في حين يؤمّن محمد القاسمي ورشة الكتابة المسرحية وموضوعها "كيف نكتب الحرب؟".
وتسعى أيام قرطاج المسرحية في دورتها الجديدة، والتي تتماهى مع مواقف تونس في نصرة شعب فلسطين والقضايا الإنسانية العادلة، إلى فتح أفق إنسي جديد يتجاوز الصراعات والتجارب المؤلمة إلى رؤية أعمق وأكثر إنسانية.ويعد مهرجان أيام قرطاج المسرحية الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الثقافية التونسية، من أعرق المهرجانات المسرحية عربيا وأفريقيا، وهو الذي تأسّس في العام 1983 على يديْ المسرحي التونسي الراحل المنصف السويسي، وكان ينظم كل سنتين بالتناوب مع أيام قرطاج السينمائية قبل أن يصبح موعدا سنويا لعشاق المسرح. وهو يسلّط الضوء بشكل خاص على المسرح الأفريقي والعربي إلى جانب تقديمه لعروض أخرى من مختلف قارات العالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق