تصنيفات مسرحية

الثلاثاء، 5 أبريل 2016

إدامة البحث جزء من مهمة المسرح الحديث

مجلة الفنون المسرحية

تنطلق حداثة الطرح الذي اختاره ياسين النصير في كتابه "أسئلة الحداثة في المسرح العربي" مقدما للأسباب التي دفعته لأن يعيد إصدار هذا الكتاب بشكل مغاير ومع جهة مختلفة في موقع جغرافي مختلف، حينما ذكر في مقدمة كتابه ذي الطبعة التي أصدرتها الأمانة العامة للهيئة العربية للمسرح، أن نفاد الطبعتين الأولى التي صدرت في العراق والثانية التي صدرت في سوريا، أكدا بما لا يقبل الشك أهمية "أسئلته" وأهمية الموضوع الذي تطرق إليه، لما للحداثة من أهمية عظيمة كونها أداة التطوير، ومؤشر قياس للوقوف على محطات سير منجز المسرح العربي ومكانته التي وصل إليها مقارنة بالمسرح العالمي.إن أهمية كتاب "أسئلة الحداثة في المسرح" لياسين النصير تكمن في كونه سدّ النقص الحاصل في المكتبة المسرحية العربية بما يتعلق بموضوعة الحداثة ومفهومها وأهم سماتها وملامحها وأسباب وجودها وتطورها. كما يعتبر مرجعاً مسرحياً اتخذ التجديد ليس في الموضوعة فحسب بل حتى على مستوى الأسلوب الذي اتبعه الكاتب في الإجابة عن أسئلة الحداثة. ونتيجة لاحتكاك ياسين النصير بالمسرح الغربي خلال الفترة التي هاجر فيها منذ بداية التسعينات من القرن المنصرم كان الأثر واضحا على الإيجاز الذي اختاره في هذه الطبعة من الكتاب، وعلى التأثر الذي لاحظناه في أسلوبه في الكتابة، والقريب كثيرا من الأسلوب الغربي.في الفصل الأول ، والذي جاء تحت عنوان (اسئلة الحداثة) ، عرّف النصير مفهوم الحداثة وموقعها التاريخي، مؤكدا على أن الحداثة فن يقع في منتصف الطريق بين قديم منسحب وجديد متقدم، حيث ركزت الفلسفة في القرن التاسع عشر على الانسان بوصفه المكتشف الأغنى في العصر الحديث، حينما تحرر من الجبرية باختياره للعقل، من خلال ثورة الارادة، حيث يرى المؤلف أن مصائر الإنسان هي موضع السؤال في المسرح ولكن لمن ستكون تلك الطاعة؟ هذا هو السؤال الجوهري في نقلة حداثة القرن التاسع عشر، هل ستكون الطاعة للعلم بعد أن جرد العلم بعض القيم الايمانية من محتواها، أم للتقنية؟ بعد ان اختصرت مسافات واسعة من التفكير بترويج العولمة؟ ام للمزاوجة بين الروح والعلم ؟ حيث يرى المؤلف أن الحداثة في أواسط ونهاية القرن التاسع عشر قامت على نبوءات فلسفة التنوير التي مهدت لقيام خروقات هائلة وكبيرة في نظم المعرفة القديمة باعتمادها العلم.

---------------------------------
المصدر : متابعة المدى 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق