مجلة الفنون المسرحية
اضغط على الصورة او العنوان لتحميل الكتاب |
يتناول كتاب (بقعة ضوء.. دراسات تطبيقية في المسرح العربي)، تأليف د. رياض عصمت، والصادر عن وزارة الثقافة السورية - دمشق 2011 عدد الصفحات 387 صفحة من القطع الكبير.
مبضع النقد والتفكيك في مضمون مجموعة عروض مسرحية عربية. فيبدأ من مسرحية "كيف تصعد دون أن تقع" لوليد إخلاصي، والتي قدَّمها مسرح الشعب بحلب عام 1972، وهي من إخراج بشار القاضي.
وتمثيل عمر كردي وعبد الرحمن حمود، إذ يجد أنَّ مسرح الشعب استعجل الصعود واختار وليد خلاصي، في أنسب الطرق لذلك، دغدغة عواطف الجمهور السياسية عبر نصٍّ جريء الكلمة، وفاضح في أساليبه الانتهازية، من خلال شخصيتين أساسيتين، إحداهما المنتصر الذي يتحوَّل من أستاذ إلى وزير عبر أنفاق الدجل والرشى والأقنعة الزائفة، والأخرى:
المؤيِّد الذي يمهد له صعود السلالم. وعلى درجات السلَّم الواحد، تتكدَّس أكوام الضحايا. ويرى رياض عصمت ان المسرحية لاتدين بطلها وحده، بل جميع الناس الذين قبلوا وسكتوا، عن جهل أو منفعة، إزاء صعود المنتصر. وهي من جهة أخرى تؤيِّد أولئك الذين ظلوا محافظين على قيمهم ونقائهم.
ثمَّ ينتقل رياض عصمت، الى نموذج آخر، وهو مسرح الشوك، والذي كان وُلِدَ مع عمر حجو في عام 1969. وكما يصفه عصمت، كان بمثابة قنبلة مضيئة تفجَّرت في وسط فعاليات مهرجان دمشق الأوَّل للفنون المسرحية، إذ استمرَّت عروضه خلال المهرجان وبعده، دون أن يجد من يعترض سبيله. بل وجد من التشجيع ما لم يكن مؤلفه ومخرجه، عمر حجو، يحلم به.
وفوجئ الجميع بمنح مسرح الشوك تقديراً من الدولة، وكانت تلك أعظم خطوة تقوم بها الحكومة، لولا أنها أتبعتها بهمسة في الأذن، مطالبة بحذف إحدى فقرات العرض التي تتحدث عن "الواسطة" والبيروقراطية في عمل وزير.
وينتقل المؤلف الى رصد مجموعة الأسباب التي قادت مسرح الشوك، إلى الانحدار، في مهرجان دمشق الرابع للفنون المسرحية، ذلك عندما قدم عرض (براويظ)، إذ كان انحداراً ليس على صعيد جماهيريته فقط، وإنما فنيته أيضا، ذلك لأنَّ مسرح الشوك تخلى عن جزء من دوره، وأصبحت الكوميديا التي يقدمها، تنم عن تردٍّ في الذوق العام، وبعده في المضمون، عن معالجة هموم الناس وقضاياهم، بالبساطة والصراحة اللتين بدأ بهما.
ولم تتبن مسرحية "نور الظلام"، حسب المؤلف، أية رؤية مضمونية وإخراجية جيدة ومدهشة جاذبة، ويقول عصمت، ان هذا العمل (من تأليف الدكتور رشاد رشدي، وإخراج كمال ياسين، وتمثيل مجموعة فنانين بارزين، مثل: يوسف وهبي، سناء جميل)، هو أوَّل عروض مسرح الحكيم في مهرجان دمشق الرابع للفنون المسرحية..
إلا أن المسرحية لا تتبنى شكلاً جديداً ينبع من النص وينعكس في الإخراج، وذلك كما جاء في كلمة مخرجها كمال ياسين، بل جاءت تقليدية بكل ما فيها. ويدور محور مآخذ وانتقادات عصمت لـ"جبل الصوان"، لفرقة الأخوين رحباني، وهي بطولة فيروز وفنانين آخرين، ومن إخراج صبري شريف، حول نقطة اساسية، مفادها أن فيها أكثر من صراع ظاهر، ظالم ومظلوم، طاغية وضحية، خيانة وبطولة.
ولكن الأمر لا يقتصر على هذا، فهي بمثابة صرخة فاعلة وثورة بنيوية توفر التسلح بالإرادة الصلبة والإيمان والتضحية والحب، لتحرير النفوس الخائفة من ظلال التردد والضعف، كي تحرر بدورها، الوطن. فالصراع إذاً، نفسي بين السلوك والضمير، بين وضع الشعب وبين إرادته. ومن جهة ثانية يبدأ صراع آخر لا بد منه.
وهو ما كان من شأنه التمهيد للانسحاب الأخير وعدم تركه معلقاً كمفاجأة. وللمسرح الجزائري، نصيب مهم في دراسة الدكتور رياض عصمت في الكتاب، إذ يتناول مسرحية "نجمة" كنموذج، مشيرا الى أن (نجمة) هي امرأة متوحشة، وشبحٌ أبيض يهيم في شوارع حي القصبة، وفق قالب رسم الملامح التي اخترعها كاتب ياسين، وكلما ذُكرت نجمة عُرف أنَّها نجمة كاتب ياسين التي حملها إلى مهرجان دمشق المسرحي الثاني، من تأليفه وإخراجه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق