تصنيفات مسرحية

السبت، 1 أكتوبر 2022

مونودراما " ‎سمو الروح " تأليف : عبدربه الهيثمي

مجلة الفنون المسرحية

‎(تدور إحداث هذا العمل بين جسد يتحلل ويتفكك وروح تسمو وتتجدد... يبدأ العمل بوقوف ممثل على الخشبة وهو يحاول إن يمنع روحه من الخروج)

‎لا ..لا... لن أتركك تهربي ... وإنا جسدك وأنتي حياتي وما أبتقي... كيف تريدين إن ترحلي ؟ ولمن تتركي جثتي؟الم تسالي ذاتك عن ما قد تؤل له حالتي..(يتلوى أكثر محاولا منع خروجها) انتظري ..اعرف بان خلاصك وسموك هو بالهرب بعيدا عن اشتهاءت جسدي ومن قرقرت معدتي. بالهرب من وطئ جوعي ومن فاقتي.. اعرف هذا...ولكنك لا تزلين ملكي وفي عصمتي...
‎(يشتد اختناقه أكثر ويسمع روحه وكأنها تحدثه)
‎تمعن إلى أينَ ماضي وسائر...انظر ورآك.. تأمل أي حضا عاثر أوقعتنا فيه طوال السنيين وعبر المراحل...انظر أي ذلا..وأي جحيما؟ وأي أنينا نعيشه بكل تحدي وكل تفاخر. صحيحا كنت فيما مضى ملاذي المقدس لا يعكر صفوا علاقتنا أية عاكر، ولكن ملاذي المقدس تلوث، تنجس،صار يأوي اليه كل المعاصي وكل الكبائر...سأرحل( يتلوى محاولا منع روحه من الخروج)
‎- لن أتركك ترحلين سأقفل فمي وأغلق كل المنافذ التي تستطيعين منها إن تنفذي
‎(يغلق فمه ويسد بأصابعه إذنيه وفمه فيشتد الأمر حيث تراه يرتفع وينحط على الخشبة وكائن هناك من يرفعه إلى أعلى ويلقي فيه أكثر من مره بعدها تستقر حالته ويرى حوله دوائر أضوء تحدثه ) لا... لا لن أتركك تذهبي أرجوك عزيزتي لا تفعلي اه ....اه(تخرج الروح)
‎-لم تغلق شي أنت أغلقت على حالك واضطريتني أنفذ منك باستخدام بعض من قسوتي
‎-لماذا فعلتي
‎- أنت أردت ذلك عندما أوقفت التلازم بين عواطفي وعواطفك وعطلة المتون
‎أردة حياة المجون...وانقدت نحو رغباتك الشكلية وتجاهلت المضمون.
‎- ما كنت سأتجاهله،، إني بهي مؤمن شكور، لكننني يا سيدة عمري ور حاط وسور، احلم بحريتي... وحريتي... هي أني احبك بأتساع الكون وامتدادات الشعور ولست ادري كيف أوصف كل هذا وانأ المد وزن بالجراح أثكلتني إحزان لا تحصى بديتها أنتي ونهايتها وطن بكل ما فيه استباح(تسأله روحه)
‎- كيف تشعر بعد رحيلي؟
‎- اشعر بان مرافئ إحساسي غدة بعدك منافي... واشعر بان الشمس اقرب وأنتِ ابعد ما يكون...واشعر بأنك حولي تحوم ...واني ضحية كذبة كبرى يطلق عليها مجازا فنون.. اشعر بان بلادا كهذه سيبقى سماها حتى الأبد بدون نجوم...واشعر باني أقطع بسكين ليس له حد يحشرج لحمي من الرأس حتى القدم
‎فهيا أيها الروح ادني مني واسمعي صرختي،ادني مني ورضعي دمعتي حللي ما حرمته المشيئة عن حالتي لا تتركيني كما كنت فيما مضى فقيرا حقيرا تحلق عليا الذباب وتأكل جميع الكلاب من جيفتي .لا تتركيني عودي إلى جثتي.لا تزيدين من لعنتي .
‎- في جثتك يا عزيزي قبوا بهيم لوئد الجمال وقتل الخيال ..في جثتك قبوا رهيب يدفنون بهي الضوء قسرا ويشبون من خارجه مصابيح زيت وفحما ليكون البديل لضوء النجف،في جسدك النحيل كل ترهاتهم وشعوذتهم وما حفظوه من أهل السلف...أنهم يمقتون الفواكه ويحبون أكل العلف..فلا تنشدنا رجوعي إليك وانأ وأنت كلن يعيش بزمن مختلف...لا تنشدنا رجوعي إليك وحياتك قرف في قرف ،تعيش على الشكل والشكل زائل طالما غاب عنه الهدف...
‎-هنا صدقيني كن شاعراً لا شعور له وستلقى أعلى المراتب ... أو كن كاتباً جاهلاً وستجد نفسك بكل فصول الجرائد مواظب ... ترنم على ريشة العود والعود يبكي منك وستلقى من الكل تجاوب ... أو خذ فرشتك وأرسم الهادي المنتظر بكل المعاني وكل القوالب وسرعان ما تتبوآ اعلي المراتب ... زيف الغد ببينالي المرسم الحر وأن لم تكن تعرف البن يله فكل ما تبشر به صحيحاً وصائب... تمسرح تسرًّح لا حاضر اليوم يمكن لك سوف تربح ولا مستقبلاً فيه ستنجح .
‎لذا اعتبرني يا روحي شيئاً لا يعني شيئاً ... المنسي والمنفي للمجهول وأنت المعنى والمبني للمعلوم . فسلاماً عليك يوم انتصرت وأنا انهزمت ... سلاماً عليك وعلى روحي المسقمه الهامة على الدوام جزيل السلام ... فلست سوى عظيماً وجد في الظلام وقضى نحبه بالظلام ,

لوعت وجداني فما لوعني إحساسا مماثل مثلما لوعتني ولا هاجت بك أشوقي كما شوقتني يا حلمي الحاضر ومستقبل له طمحتني هل إن موعدنا معا إن نلتقي ...هل من أمل يتحقق الحلم الذي نسعى إليه ونبتغي ....
خمسون عاماً من سنوات عمري كانت ومرة سنيناً عُجاف
 كلما اقترب منك تلتف لخنقي بكل مودة وكل التطاف
خمسون عاماً من سنوات عمري..عجافٌ.. عُجاف..عجاف
ومن بضعت أعوام حاولت وحدي كسر قيودي ونزع اللحاف
 حاولت وحدي وضع حداً لسنوات بؤسي وانحناءات جسمي والانعطاف
واقتربت ..اقتربت  وكلما اقتربت زدت أنت انحرف.... والغاصب المحتل يزداد اصطفاف ونحن نزداد اختلاف  ....عشر سنوات عجاف مشروع ثورتنا مؤجل لا عرسهُ تمً  ولا تم الزفاف مشروع ثورتنا شعارات نرددها هتاف في هتاف كالنهر من دون ضفاف يمر تحت الأرض والأرض جدباٌ جفاف
واليوم جاء الغيث هلا توقفوا عني الرعاف ...هلا تدرجوا اسمي على أوراقكم وتُعرفوني في كتاب الحرية وعلى الغلاف ، لأعرفُ من إنا.. ومن أكون؟؟ إن كنت ابن الأرض هذه صانع التاريخ والأخلاق فيها والعفاف؟...أو مجرد حرف عله لاسم معتل مضاف؟ هرمت من وجع السنين...من هذا الإسفاف، والتزييف في حقي ومن حياة الاختطاف ... رغم ذهاب العمر ... رغم قوائمي تبدو نحاف  وعظامي الهشة مصابه بالرعاش  لكن يوم الحق أتي لا محالة دخلت سنيني الأجمل فيه وأيامي اللطاف..وغدا تراني واقفاً كالطود رقبتي رافعه والرأس شامخ كالزراف...إنا الذي اجمع وانأ الذي أعطي انصراف...وانأ الاساس بكل ما تحمل الكلمات من معنى ومن اوصاف

                                             ستار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق