الكاتب طلال حسن |
الفصل الأول
المشهد الاول
أشجار متفرقة ، يدخل
انليل ، يتبعه نسكـو
نسكو : مولاي .
انليل : (محتجا) نسكو .
نسكو : أرجوك ، دعني امض معك
انليل : قلت لك ، أريد أن اصطاد وحدي .
نسكو : الملك سيشنقني إذا …
انليل : لن يعرف ابي ، انك لم تصحبني الى
النهر .
نسكو : انني اخاف عليك ، المياه هنا عميقة .
انليل : نعم ، لكنها مليئة بالسمك .
نسكو : مولاي
انليل : عبثا تحاول ، اذهب واشعل النار .
نسكو : حسن ، يا مولاي ، ساذهب ..
انليل : " مبتسما " هذا افضل .
نسكو : لكن علينا اليوم ، كما تعرف ، أن لا
نتاخر .
انليل : لا داعي للعجلة ، النهار ما زال في
اوله .
نسكو : الاميرة كوباتم ، ستأتي بعد الظهر ، من
المعبد .
انليل : لنصطد السمك اولا ، ونشويه " وهو
يخرج " ونأكله .. ثم ..
نسكو : "يصيح مستغيثا " عشتار
عشتار : " تظهر فجأة "....
نسكو : " لا يراها " خلصيني .
عشتار : " تهز رأسها " يا للإنسان .
نسكو : فلأذهب وأشعل النار ، وأمري إلى
الآلهة " وهو يخرج" أصبحت اكره
السمك المشوي .
عشتار : هذا حال الإنسان ، انه يستنجد بي ،
فأسرع لنجدته ، لكنه قلما يراني "
تنظر إلى الخارج) هذه ننليل وأمها
ننبار ، قادمتان (وهي تختفي) فلأختف.
ننليل تدخل ، تتبعها
ننبار حاملـة جرة
ننليل : " متفاخرة" هذه جنتي ، يا أمي ، هذه
جنتي " تتوقف" كلما تفتقدينني ، لن
تجديني إلا هنا" تدور حول نفسها"
آ..ه
ننبار : بنيتي .
ننليل : أشجار .. طيور .. زهور .. مياه ..
وهواء "تتنفس بعمق" هواء .. هواء .
ننبار : ننليل .
ننليل : "تتوقف" تنفسي مثلي ، تنفسي "
تتنفس ملء صدرها " آه .. يا للربيع .
ننبار : دعك من هذا الآن ، امضي ، اسمع وقع أقدام غريبة قرب النهر .
ننليل : لا تخافي " تصغي " لعله غزال .
ننبار : غزال .!
ننليل : نعم ، غزال أظمأه الربيع ، فنزل إلى
النهر ، يريد أن يرتوي .
ننبار : أنت مخطئة ، إنني اعرف وقع أقدام
الغزال،إنها ..
ننليل : مهما يكن ، لا داعي للخوف " مازحة "
فالسعلوة قلما تقرب النهر .
ننبار : هيا نملأ الجرة ، ونعد بسرعة إلى
البيت.
ننليل : اطمئني ، أنا معك .
ننبار : "تغالب ابتسامتها " أعرفك في الشمس
وفي الفيء "تدفعها مازحة " ابتعدي .
ننليل : هاتي الجرة ، أملأها .
ننبار : كلا ، لن يملأها احد غيري .
ننليل : أمي ..
ننبار : النهر هنا عميق ، وسريع التيار .
ننليل : لم اعد طفلة
ننبار : بل طفلة ، وعمرك آآآ …
ننليل : إن عمري أكثر من ست عشرة سنة .
ننبار : ماذا ؟ ست عشرة ، كلا ان عمرك
خمس عشرة ، وربما اقل .
ننليل : " مازحة " اعرف امرأة حلوة ، اسمها
ننبار ..
ننبار : "مبتسمة " أنت أحلى منها ، حتى
عندما كنت في عمرك .
ننليل : تزوجت ، وأنجبت ، وهي اصغر مني .
ننبار : مهلا ، قد تشاء عشتار ، ان يراك
احدهم ، تلهين بين الأزهار ، ويعجب
بك ، و ..
ننليل : "تقطف زهرة " آه ..
ننبار : ويتزوجك .
ننليل : لن أتزوج إلا أميرا
ننبار : كل الأزواج الطيبين يا بنيتي ، أمراء
ننليل : " مازحة " وأبي ..
ننبار : كان خير الأمراء
ننليل : " مازحة " لكنك قلت ، إنه كان فلاحا
ننبار : نعم ، كان أميري فلاحا ، وقد أعطاني أجمل زهرة (تربت على خدها) أعطاني ننليل .
ننليل : (تحضنها وتقبلها) أمي .. أمي
ننبار : كفى ، يا ننليل ، كفى " تتملص منها مبتسمة " الظهيرة تقترب ، وعلينا ان نعد الغداء " تتجه إلى النهر " ابقي هنا ، سأملأ هذه الجرة وأعود .
ننبار تخرج ، حاملـة
الجرة ، تظهر عشتار
عشتار : ننليل
ننليل : " تلتفت " ثانية !
عشتار : مهلا يا ننليل ، مهلا
ننليل : نعم
عشتار : سمعتك تتحدثين إلى أمك
ننليل : ليتني اعرف أولاً ، من أنت
عشتار : قلت لك مرارا أنا عشتار
ننليل : حسن
عشتار : لك عندي ما تريدينه
ننليل : " تنظر إليها متسائلة" ….
عشتار : أمير ، وأي أمير
ننليل : " بشيء من المزاح " أريده .. مثل
تموز .
عشتار : تموز .؟
ننليل : لماذا لا .؟
عشتار : حذار ، يا ننليل .
ننليل : كان لك أنت تموزك .
عشتار : تموز يكلف غاليا
ننليل : يمكنني ان افعل من اجل تموزي ، ما فعلته انت من اجل تموزك .
عشتار : أنا عشتار .
ننليل : وأنا ننليل .
عشتار : أنت مجرد إنسان .
ننليل : لا ، أنا إنسان .
عشتار : فلنتراهن .
ننليل : " تصمت " ….
عشتار : أتحداك .
ننليل : " تبقى صامتة " ….
عشتار : هيا ؟
ننليل : " تبتسم محرجة " لا يوجد تموز في
هذا العصر .
عشتار : أنت واهمة ، ان تموز موجود في كل
العصور .
ننليل : لو حدث والتقيت بـ " تنظر إلى الخارج " عفوا .. " تبتعد عن عشتار" هذه أمي ،
قادمة .
عشتار : لا بأس ، فلأقد لننليل ، تموز من
عصرها ، ولنر .
عشتار تختفي ، تدخل
ننبار ، حاملـة الجرة
ننبار : ننليل ، هيا يا بنيتي ، الجرة ملأتها .
ننليل : ليتك ، يا أمي ، تسبقيني وتدعيني هنا
لبعض الوقت .
ننبار : كلا ، بقيت ما فيه الكفاية .
ننليل : سأقطف باقة أزهار ، أزين بها المائدة .
ننبار : أخاف عليك ، يا ننليل .
ننليل : تخافين علي .! مم تخافين .؟ "تدور
حول نفسها " من الطيور .؟ أم من
الأزهار .؟ أم من .. (تتوقف وتتنفس
ملء صدرها بالهواء) أم ..
ننبار : (مازحة) أخاف عليك من .. الربيع
ننليل : ننبار .
ننبار : لقد أوقعني مرة .
ننليل : هيا (تدفعها مازحة) اسبقيني .
ننبار : سأعد وجبة وأي وجبة .
ننليل : فطائر .؟
ننبار : مع العسل .
ننليل : أسرعي ، يا أمي "تقطف الأزهار
بسرعة " لن أتأخر .
ننبار : لست مسؤولة " تتجه إلى الخارج " إذا
تأخرت ..
ننليل : لن تأكلي ، مهما تأخرت ، إنني أعرفك
ننبار : " من الخارج " ننليل .
ننليل : نعم ، أمي .
ننبار : " وهي تبتعد " أريد زهرة بجمالك .
ننليل : "تتوقف متأثرة" آه أمي ، أنت أجمل
وأحب زهرة عندي .
عشتار : " تظهر " بعد ..
ننليل : " تلتفت إليها " عشتار .؟
عشتار : أجمل .. وأحب .. بعد .؟
ننليل : لا بعد في حياتي .
عشتار : حتى الآن .
ننليل : والى الأبد .
عشتار : الأبد هذا من شأن الآلهة .
ننليل : " تحزم باقة ورد " ومن شأني أيضا .
عشتار : " تنظر إلى الباقة " ما أجمل هذه الباقة.
ننليل : " تضع الباقة جانبا " إنها لامي .
عشتار : إذا شئتُ ، وقد لا أشاء .
ننليل : " تنظر إليها صامتة " ….
عشتار : " تبتسم " أنا عشتار .
ننليل : أرجوك " وهي تبتعد " دعيني الآن .
عشتار : سأدعك " تنظر إلى الخارج " ها هو
تموزك قادم ، ولنر ما يجري "تختفي"
يدخل انليـل ، حاملا
سمكتين ، يرى الباقة
انليل : " يقترب من الباقة " باقة أزهار .
ننليل : " تلتفت إليه " ….
انليل : "يمد يده ويأخذ الباقة .. ويتأملها" ما
أجمل هذه الأزهار .
ننليل : " تهز رأسها " ….
انليل : كأن عشتار قطفتها لي ..
ننليل : أرجوك دعها .
انليل : " يلتفت " …
ننليل : عشتار لم تقطفها .
انليل : آه ..
ننليل : أنا قطفتها ، إنها باقتي .
انليل : عفوا .
ننليل : الأزهار أمامك كثيرة ، اقطف منها ما
تشاء .
انليل : " يحدق فيها " لا أرى أمامي إلا زهرة
واحدة .
ننليل : " تتأمله صامتة " ….
انليل : زهرة رائعة .
ننليل : " محتجة " أرجوك .
انليل : عفوا ، أنا انليل .
ننليل : " تنظر إليه حائرة " …
انليل : وأنت ..؟
ننليل : ننليل .
انليل : ننليل "يبتسم " عمت صباحا ، يا ننليل.
ننليل : " تغالب ابتسامتها " …
انليل : اعذريني فوجئت بوجودك هنا ، ففاتني
أن أحييك .
ننليل : عمت صباحا .
انليل : " يتلفت حوله " هذا مكان جميل .
ننليل : نعم ، انه جنتي .
انليل : دلمون .
ننليل : جنتنا على الأرض .
انليل : حيث الغراب لا ينعق " يرتفع صوت
نعيق غراب "
ننليل : " تغالب ضحكتها " ….
انليل : والذئب لا يفترس .. " يبتسم "فلأسكت.
ننليل : " تضحك " …
انليل : " يضحك " أخشى أن يفاجئنا ذئب من
بين الأشجار .
ننليل : يبدو أن هذه هي المرة الأولى ، التي
تأتي فيها إلى هنا .
انليل : نعم ، ولن تكون الأخيرة
ننليل : أهلا بك ..
انليل : " مازحا " في دلمون
ننليل : " تبتسم " ليكن في دلمون .
انليل : لندع الباقي ، لا أريد أن اجن وأهيم
على وجهي .
ننليل : " تضحك " عين العقل ، والأفضل أن
تبقى تصطاد السمك .
انليل : وهذا ما افعله " يرفع السمكتين"
انظري صيدي اليوم .
ننليل : "تنظر إلى السمكتين " سمكتان رائعتان
انليل : ولذيذتان .
ننليل : البني لذيذ فعلاً .
انليل : لنقتسمهما إذن .
ننليل : لا ، أرجوك .
انليل : انت رحبت بي في دلمون ، فتذوقي
سمكي .
ننليل : لا أريد ثمنا لهذا الترحيب
انليل : هذه ليست ثمنا " يقدم لها السمكة "
إنها هدية .
ننليل : " تنظر إليه مترددة " ….
انليل : الهدية لا ترد ، أرجوك .
ننليل : " تمد يدها إلى السمكة " ….
نسكو : " يدخل مسرعا " مولاي انليل .
ننليل : مولاي .! " تسحب يدها " أنت ..
انليل : نسكو .
نسكو : " يتوقف محرجا " عفواُ .
ننليل : " تتراجع متمتمة " أنت الأمير .
انليل : مهلا .. مهلا .
ننليل : " تخرج راكضة " ….
انليل : " يهم باللحاق بها " السمكة .. "
يتوقف " .
نسكو : عفوا ، مولاي .
انليل : " يلتفت إليه " ….
نسكو : تأخرت ، وخفت …
انليل : " يرفع السمكة " …
نسكو : أشعلت النار .. و ..
انليل : هذه سمكتها .
نسكو : مولاي .
انليل : سمكة ننليل .
نسكو : ننليل .!
انليل : لن يأكلها احد غيرها .
نسكو : مولاي انليل ..
انليل : لا بد أنها تسكن في مكان قريب " يسرع نحو الخارج " لنتبعها .
نسكو : مولاي ، الأميرة .
انليل : (وهو يخرج) تعال الآن ، تعال .
نسكو : آه من عشتار .
عشتار : " تظهر وتهز رأسها " ….
نسكو : لعل في الأمر حكمة ، لم افهمها .
عشتار : " تبتسم " ….
نسكو : من يدري .
انليل : " من الخارج " نسكو .
نسكو : " يسرع نحو الخارج " مولاي
انليل : هيا ، يا نسكو ، اسرع .
نسكو : " وهو يخرج " ها أنذا يا مولاي
عشتار : يا للإنسان ، كلما استعصى على فهمه شيء ، ظن أن في الأمر حكمة " تقف في المقدمة " مهما يكن ، فان الرهان قد بدأ ..
إظلام تدريجي ، عشتار
تتراجــع ، ثم تختفي
إظلام
المشهد الثاني
قاعة العرش ، الملك
يذرع القاعة قلقــاً
الحاجب : " يدخل " مولاي
الملك : " يتوقف " كوباتم .؟
الحاجب : لا يا مولاي ، نسكو .
الملك : المهم كوباتم .
الحاجب : مولاي ، أرسلنا وصيفة شابة إلى المعبد .
الملك : أرسلوا من يستعجلها
الحاجب : في الحال ، يا مولاي .
الملك : ليدخل نسكو .
الحاجب : " ينحني " أمر مولاي .
الملك : آه .. المعبد .
الحارس يخرج ، يدخل
نسكو ، وينحنـــي
نسكو : " ينحني " عمتم صباحا يا مولاي .
الملك : طمئني .
نسكو : " مترددا " حدثته ، حدثته ، كما أمرتم
يا مولاي .
الملك : لقد حدثته مرارا ، أريد النتيجة .
نسكو : انليل لن يخالف أمركم ، يا مولاي .
الملك : " منزعجا " نسكو .
نسكو : لا داعي للقلق ، يا مولاي ، لعل الأمر
مجرد نزوة .
الملك : نزوة كنزوة جده " بحدة " لكن لا "
يلتفت إلى نسكو " أين هو .؟
نسكو : في الحديقة ، يا مولاي ، ينتظر أمركم
الحاجب : " يدخل " مولاي
الملك : " ينظر إليه عابسا " ….
الحاجب : الأميرة ..
الملك : كوباتم .
الحاجب : نعم ، يا مولاي .
الملك : أخيرا جاءت .
الحاجب : أدخلتها ، حسب أمركم يا مولاي ، غرفة الانتظار .
الملك : حسن ، لحظة .
الحاجب : " يقف جامدا " ….
الملك : نسكو .
نسكو : مولاي .
الملك : اذهب واتني بانليل .
نسكو : " ينحني " أمر مولاي " يخرج " .
الملك : أيها الحاجب .
الحاجب : نعم ، مولاي .
الملك : " يتجه إلى الخارج " سأذهب للحظة إلى غرفة الانتظار .
الحاجب : " يتبع الملك صامتا " ….
الملك : إذا جاء رئيس مجلس الشيوخ ..
الحاجب : ايشو .
الملك : " منزعجا " نعم ، ايشو .
الحاجب : عفوا ، مولاي .
الملك : لينتظرني ريثما أعود .
الحاجب : أمرك ، يا مولاي .
الملك يخرج ، تمر
فترة ، يدخل ايشـو
ايشو : أسعدت صباحا ً.
الحاجب : أسعدت صباحا ، سيدي ، تفضل .
ايشو : جلالة الملك ..!
الحاجب : جلالة الملك يأتي بعد قليل .
ايشو : أظنني سمعت صوت جلالته ، حين مررت بغرفة الانتظار .
الحاجب : نعم ، سيدي ، جلالة الملك هناك .
ايشو : " ينظر إليه مستغربا " ….
الحاجب : جلالته مع الأميرة .
ايشو : آه .. " يسير متأوها " يا للشيخوخة .
الحاجب : تفضل بالجلوس ، يا سيدي ، ريثما يأتي جلالة الملك .
ايشو : " يجلس متأوها " لتكن الآلهة في عون
جلالته .
الحاجب : " يرمقه بنظرة خاطفة " ….
ايشو : وفي عوننا جميعا .
الحاجب : سيدي .
ايشو : جلالة الملك .؟
الحاجب : نعم ، سيدي ، جلالته قادم .
ينهض ايشو ، الحاجب
يجمد ، يدخــل الملك
الملك : " عابسا " ايشو .
الحاجب : سيدي حضر ، يا مولاي .
الملك : " يرى ايشو " آه ، ها أنت ذا هنا .
ايشو : " ينحني " عمت صباحا يا مولاي .
الملك : عمت صبحا (يرمقه متوجسا) حضرت
مبكرا ً .
ايشو : جئت مباشرة من المجلس .
الملك : صبرا ، يا ايشو ، صبراً .
ايشو : نفر ومستقبل نفر ، بين أيديكم يا
مولاي.
الملك : إنني كما ترى ، لا أكاد استقر لحظة .
ايشو : لا بد من حسم الأمر ، بأسرع وقت
ممكن ، فصبر الشيوخ بدأ ينفد .
الملك : اطمئن ، الأمر سيحسم اليوم ، بعون
عشتار .
ايشو : عشتار " مبتسما " حقا ، نحن بحاجة إلى عونها .
الملك : نعم ، لكني لم اترك الأمر لها وحدها .
ايشو : باركتك الآلهة ، يا مولاي ، فاللغط يزداد حول تعلق الأمير ، بابنة فلاح اسمها ..
الملك : ننليل .!
ايشو : نعم ، نعم ، ننليل .
الملك : هذه أكاذيب .
ايشو : بالطبع ، يا مولاي ، وزواجه من الأميرة ، يضع حدا لهذه الأكاذيب .
الملك : أرسلت في طلب انليل ، وسيأتي بعد
قليل .
ايشو : رأيت الأمير ، حين قدمت ، يتجول في
الحديقة .
الملك : والأميرة هنا ، في غرفة الانتظار .
ايشو : لتحفظها الآلهة ، فطالما رايتها في
المعبد ، مع الكاهنة العجوز .
الملك : هذه الكاهنة بمثابة مربية لها ، وقد
تعلقت الأميرة بها بعد وفاة والديها .
ايشو : الكاهنة امرأة مباركة يا مولاي .
الملك : مهما يكن ، الزواج سيتم قريبا .
ايشو : بعون الآلهة .
الملك : " يرمقه متضايقا " ….
ايشو : عن إذنك يا مولاي .
الحاجب : " يدخل " مولاي .
الملك : انليل .؟
الحاجب : نعم ، يا مولاي .
ايشو : الأفضل ، إذن ، أن اذهب يا مولاي .
الملك : تفضل .
ايشو : " ينحني للملك ثم يخرج " ....
الملك : " للحاجب " ليدخل انليل .
الحاجب : " ينحني " أمر مولاي " يخرج " ....
الملك : عشتار ، أريد عونك ، أرجوك ،
أعينيني .
يدخل انليل ، الملك
يسرع إليه ، متهللاً
الملك : أهلاً انليل ، أهلاً ، أهلاً .
انليل : أهلاً بك ، با أبي .
الملك : تعال يا بني ، تعال .
انليل : " يقترب من الملك " جاءني نسكو .
الملك : انليل .
انليل : " ينظر إليه صامتا " ….
الملك : أنا وحيد يا بني ، وحياتي أصبحت
جافة.
انليل : الكل حولك يا أبي ، ولا يريدون لك إلا
الراحة .
الملك : أريد أن افرح ، ولن يفرحني احد
غيرك .
انليل : " يلوذ بالصمت " ….
الملك : وأنت لا تريد أن تفرحني .
انليل : ليت ما يفرحني يفرحك .
الملك : " يبتعد متأوهاً " آه
انليل : أبي .
الملك : أحيانا يضيق صدري "يلمس عنقه"
حتى أكاد " يجلس " تعال ، اجلس إلى
جانبي .
انليل : " يجلس إلى جانبه " البارحة رأيت
الطبيب .
الملك : دعك منه ، انه يكذب .
انليل : لا ، يا أبي .
الملك : إنني اعرف نفسي ، مهما يكن ، فانا
الآن رجل عجوز .
انليل : أبي ، أنت بخير .
الملك : سأكون حقا بخير ، إذا أفرحتني .
انليل : " ينهض " صبرا ، يا أبي ، صبراً .
الملك : " ينهض ويقترب منه " هذا ما تقوله
دائما ، ولتعلم ، إذا أنا صبرت ، فان
مجلس الشيوخ لن يصبر .
انليل : هؤلاء الشيوخ يتمادون .
الملك : كلا ، الحق معهم ، فأنت ستكون الملك ، وربما قريبا .
انليل : " يهم بالكلام " ….
الملك : اسمعني أولاً .
انليل : " يصمت " ….
الملك : مجلس الشيوخ له سلطة واسعة في نفر ، وهو يستطيع عزلك ، أو نفيك ، بل وحتى ..
انليل : نعم ، ولكن المجلس لا يستطيع ، أن
يحرم الأميرة مما ترديه .
الملك : الأميرة لا تريد ما يتنافى ومصلحة نفر .
انليل : إنها تريد أن تدخل المعبد وتصبح
راهبة .
الملك : هراء ، ابنة أخي لن تدخل المعبد ، بل
ستجلس إلى جانبك على عرش نفر .
انليل : " محتجا " أبي .
الملك : " يصيح " أيها الحاجب .
انليل : " يدخل " مولاي .
الملك : ناد الأميرة .
الحاجب : " ينحني " أمر مولاي " يخرج"
الملك : ستأتي الأميرة الآن ، وستبقيان معا حتى
تحسما الموقف .
الحاجب : " يدخل " مولاي ، الأميرة .
الملك : لتتفضل .
الحاجب : " ينحني " أمر مولاي "يخرج " ....
الملك : انليل ، هذه فرصتك الأخيرة
انليل : "يطرق صامتا " ….
كوباتم : "تدخل في هدوء الكاهنات " ….
الملك : " يتمتم عابسا " يا للآلهة ....
كوباتم : ها أنا ذي يا مولاي .
الملك : " يقترب منها " بنيتي .
كوباتم : مولاي .
الملك : تذكري ما قلته لك .
كوباتم : " ترمق انليل بنظرة خاطفة " الخير ما تختاره الآلهة ، يا مولاي .
الملك : أريد همتك .
كوباتم : " تطرق برأسها صامتة " ….
الملك : سأذهب الآن " ينقل بصره بين انليل وكوباتم " وأترككما وحدكما " يتجه إلى الخارج " عشتار ، عونك ، يا عشتار .
الملك يخرج ، انليـل
وكوباتم يتبادلان النظر
كوباتم : انليل .
انليل : كوباتم .
كوباتم : تكلم يا انليل ، قل شيئا .
انليل : لا اعرف ما أقول .
كوباتم : كان لديك دائما ما تقوله لي .
انليل : والآن لدي أكثر ..
كوباتم : لكن ..
انليل : كوباتم .
كوباتم : " تتأمل انليل " آه كم كبرت منذ أن التقينا
آخر مرة .
انليل : عجباً ..
كوباتم : أنا أيضا كبرت .
انليل : لم يمض على لقائنا إلا أسبوعان .
كوباتم : ويا لهما من أسبوعين .
انليل : كأني أرانا البارحة ، طفلين صغيرين
نركض وراء الفراشات .
كوباتم : آه طفولتنا لم تدم طويلا .
انليل : ربما لأنها كانت جميلة .
كوباتم : نعم ، كانت .
انليل : ما أكثر ما لهونا معاً .
كوباتم : والآن انتهى زمن اللهو " تهز رأسها "
لم نعد صغارا يا انليل .
انليل : يا للأسف ..
كوباتم : هذه هي الحياة .
انليل : " ينظر إليها صامتا " ….
كوباتم : انليل .
انليل : نعم .
كوباتم : الملك ، تحدث إليك .
انليل : كما تحدث إليك ، يا كوباتم .
كوباتم : لو تعرف كم ألح علي .
انليل : وهذا ما فعله معي أيضاً .
كوباتم : يا للإله .
انليل : إنني لا ألومه .
كوباتم : لقد وضع أمله كله فينا .
انليل : انه يحبنا بقدر ما يحب نفر .
كوباتم : بل أكثر .
انليل : كوباتم .
كوباتم : " تنظر إليه صامتة " ….
انليل : أنت تعرفين كم أعزك .
كوباتم : ليس أكثر مما أعزك .
انليل : لكن ..
كوباتم : آه من لكن .
انليل : أصغي .
كوباتم : نعم يا انليل .
انليل : إذا شئت فاني " يصمت حائرا " كوباتم.
كوباتم : قيل لي إنها جميلة .
انليل : " ينظر إليها مذهولاً " ….
كوباتم : ننليل .
انليل : ننليل .!
كوباتم : واسمها أيضا جميل .
انليل : كوباتم ..
كوباتم : انليل وننليل .
انليل : ماذا أقول .؟
كوباتم : لا تقل شيئا ، هذه مشيئة عشتار .
عشتار : " تظهر وتهز رأسها " ….
انليل : سامحيني يا كوباتم .
كوباتم : لا ، انها طريقك وقد اخترته .
انليل : كوباتم .
عشتار : " تهز رأسها ثانية " ….
كوباتم : وأنا اخترت طريقي ، المعبد .
انليل : ما أصعب هذا الطريق .
كوباتم : ليس أصعب من طريقك .
انليل : أبي يحبني ، وآمل أن يتفهمني .
كوباتم : لن يتفهمك شيوخ نفر .
انليل : المهم عندي أنت .
كوباتم : انليل .
انليل : صدقيني " يمسك يديها " انني لم افكر
الا فيك .
كوباتم : اصدقك .
انليل : باركتك الالهة .
كوباتم : اتمنى لكما السعادة .
انليل : اشكرك ، اشكرك جدا .
كوباتم : والان علي ان اذهب "تحاول ان تسحب
يديها" عن اذنك .
انليل : " يتشبث بيديها " لا ..
كوباتم : الكاهنة تنتظرني في الغرفة المجاورة " تسحب يديها من بين يديه " سأذهب مباشرة الى المعبد .
انليل : كوباتم .
كوباتم : " تتراجع " استودعك الالهة يا انليل .
انليل : صحبتك السلامة يا اميرتي ، صحبتك
السلامة
كوباتم : " تخرج مسرعة " ….
انليل : " يطرق راسه " ….
عشتار : هذا هو الانسان " تسير نحو المقدمة"
لا تخافوا ، انه لا يراني ، ولا يسمعني
" تتوقف " اذا نجح في حبه او اخفق ،
قال انها مشيئة عشتار ، (تبتسم) من
يدري ، لعلي لست بريئة تماما ، مهما
يكن ، فلنتابع الرهان ..
عشتار تختفي ، انليـل
يرفع رأسه ، ويخرج
إظلام
الفصل الثاني
المشهد الاول
أمام بيت ننبــار ،
ليل ، تظهر عشتار
عشتار : " تدور متأملة المنظر " شجرة مزهرة .. بيت ريفي .. ربيع .. وليل " تتوقف " منظر جميل .. أليس كذلك " تتلفت" مهلاً .. المنظر ينقصه شيء ، شيء مهم .. آه .. " تبتسم " القمر ، نعم القمر " ترفع رأسها " أيها القمر ، اظهر " القمر يظهر بدراً " الآن اكتمل المنظر " تغمز بعينها مبتسمة " لست مسؤولة عما يمكن أن يحدث في مثل هذا المنظر ، صحيح أنا عشتار ، لكن " تنصت" عفواً علي ان اختفي ، فانليل ونسكو قادمان ..
عشتار تختفي ، يدخل
انليل ، يتبعه نسكــو
نسكو : مهلا أرجوك .
انليل : دعني الآن .
نسكو : أصغ إليّ .
انليل : منذ ساعات وأنا أصغي إليك .
نسكو : وما الفائدة .! انك لم تكن معي لحظة واحدة .
انليل : " يتطلع الى القمر " نسكو ..
نسكو : مولاي ..
انليل : القمر .
نسكو : " بصمت متنهدا " ….
انليل : انه يشبه ننليل .
نسكو : دع ننليل لحظة .
انليل : محال .
نسكو : لا بد من مواجهة الموقف .
انليل : أبي غاضب الآن ، إنني اعرفه .
نسكو : مهما يكن ، اشرح له الأمر ، فقد ..
انليل : غداً ، لا .. بعد غد ، لا ..
نسكو : مولاي .
انليل : عندما يهدأ .
نسكو : سيهدأ إذا قلت له أن الأميرة ..
انليل : كلا ، لن القي اللوم على الأميرة .
نسكو : لكنها الحقيقة .
انليل : الحقيقة ، آه من الحقيقة .
نسكو : حسن لنبحث عن بديل .
انليل : لدي البديل .
نسكو : مولاي .
انليل : أتزوج .
نسكو : آه .
انليل : بأسرع وقت .
نسكو : حذار .
انليل : واضع الجميع أمام الأمر الواقع .
نسكو : الملك لن يوافق ، وكذلك مجلس
الشيوخ .
انليل : دعك من مجلس الشيوخ .
نسكو : والملك .!
انليل : افعل ما فعله جدي ، فيوافق .
نسكو : هذه مغامرة .
انليل : لا خيار .
نسكو : أنت حر ، لكن تذكر إنني ..
انليل : لا تخف ، لقد نجح جدي وأنا أيضا سأنجح .
نسكو : آه ، ماذا أقول .؟
انليل : قل مبروك ، أو اصمت .
نسكو : " يبتسم " مهما يكن ، "يشد على يده " أتمنى لك السعادة .
انليل : هذا ما تمنته لي أيضاً .. الأميرة .
نسكو : الأميرة ، آه .. ما أعظمها .
انليل : " ينظر باتجاه البيت " ….
نسكو : أشرق قمرك .
انليل : ننليل .
نسكو : " متراجعا " فليغرب نسكو اذن .
انليل : " يلوح لنسكو " أراك غداً .
نسكو : " ملوحا " الى الغد يا مولاي " يخرج "
انليل : ها هي ننليل قادمة " يسرع نحو الشجرة " فلأختبئ وراء هذه الشجرة .
انليــل يختبئ وراء
الشجرة ، تدخل ننليل
ننليل : ما اهدأ الليل ، أكاد اسمع النجوم تتهامس في السماء " تنصت لحظة " هذا بلبل يغرد ، لا بل .. " تبتسم " ليكن ما يكون ، فكل شيء جميل الليلة " تتوقف منصتة " انليل ، لا .. ليس هو ، إنها الريح تركض بين الأزهار " تتلفت " تأخر انليل ، هذه ليست عادته ، أخشى أن .. ، لا .. لا .. سيأتي ، انليل لا يخلف وعده " ترفع رأسها " آه .. القمر .
انليل : " يطل برأسه من وراء الشجرة " ….
ننليل : با الهي ، كم هو جميل ، ليت لي طفل في جماله " تضحك " آه من الليل ، انه يسبب الجنون أحياناُ " تكف عن الضحك " مهلاً ، يا ننليل ، مهلاً ، فقد يكون لك في المستقبل طفل ، طفل جميل من .. " " تضحك ثانية " يا لطيشي ، هذا حلم ، لكن " تكف عن الضحك " ولكن ، لو تحقق هذا الحلم يوما ، وجاءني طفل بجمال القمر ، سأسميه ..
انليل : " بصوت هامس " نانا
ننليل : نانا ، نعم اسميه نانا " تنتبه " من .؟ " " تنظر اليه خجلة " انليل .
انليل : " يصيح " نانا .. نانا .. نانا .
ننليل : " تقترب منه تحاول اسكاته " انليل ،
لا تصح هكذا .
انليل : " يمد يديه ويحضنها " ….
ننليل : قد تسمعك أمي .
انليل : " يضع رأسه فوق كتفها " ….
ننليل : إنها مستيقظة تنتظرك ، فهي تريد أن ..
" تصمت لحظة " انليل .
انليل : " لا يرد " ….
ننليل : " تأخذ وجهه بين يديها " انليل .
انليل : " ينظر إليها بادي الحزن " ….
ننليل : ما الأمر يا عزيزي .!
انليل : الأميرة .
ننليل : كوباتم ؟
انليل : " يهز رأسه " ….
ننليل : مالها ، تكلم ، أقلقتني .
انليل : اليوم دخلت المعبد .
ننليل : آه ..
انليل : والسبب هو أنا .
ننليل : لا ، بل أنا .
انليل : ننليل ..
ننليل : لو لم تلقني لما ..
انليل : قدري أن ألقاك
ننليل : آه يا انليل ، ليتك لم تكن أميرا .
انليل : إنني أمير " يبتسم بشيء من الحزن "
وهذا قدرك .
ننليل : " تبتسم هي الأخرى " ….
انليل : " يتطلع إلى القمر " ننليل ، انظري.
ننليل : " تنظر إلى القمر " آه ..
انليل : كم هو جميل .
ننليل : وبعيد .
انليل : نانا .. ليس ببعيد .
ننليل : قد لا يكون نانا .
انليل : بل سيكون ، يا ننليل .
ننليل : هذا حلم .
انليل : مادام هناك انليل وننليل ، سيكون
هناك نانا .
ننليل : " تغمض عينيها " حلم .. حلم .
انليل : وسيتحقق .
ننليل : انليل ، إنني أخاف ..
انليل : لا يا ننليل ، أنا إلى جانبك .
ننليل : أخاف أن يختفي هذا الحلم .
انليل : افتحي عينيك .
ننليل : " ترفع رأسها إليه " ….
انليل : افتحي عينيك ، يا ننليل .
ننليل : " تفتح عينيها " ….
انليل : ها إني أمامك ، وسأبقى أمامك دوما .
ننليل : انليل .
انليل : كوباتم دخلت المعبد .
ننليل : " مترقبة " نعم .
انليل : وقد باركتنا .
ننليل : فلتباركها الآلهة .
انليل : وتمنت لنا السعادة .
ننليل : " تترقب متلاحقة الأنفاس " ….
انليل : والآن نستطيع أن ..
ننليل : " تتلفت حولها " ….
انليل : أظنها أمك .
ننليل : نعم ، إنها هي .
انليل : جاءت في الوقت المناسب ، أريد أن أحدثها .
ننليل : هي أيضا تريد أن تحدثك .
تقبل ننبــار ، انليـل
وننليل ينتظراها صامتين
ننبار : عمت مساءاً ، يا مولاي .
انليل : مولاي ، ثانية .
ننبار : طبعا يا ..
انليل : دعي مولاي هذه ، فأنت أم ننليل .
ننليل : " تبتسم فرحة " ….
ننبار : عفوا ، مهما يكن ، أنت أمير نفر ،
وملكها المقبل .
انليل : لا باس ، فهذه المولاي قد تدعينها
قريبا .
ننبار : "تنظر الى ننليل " ….
ننليل : " تبتسم " …
ننبار : مولاي ..
ننليل : تكلمي يا أمي .
ننبار : " مترددة " أريد أن ..
انليل : تفضلي .
ننبار : لنتعشّ أولاً .
انليل : " ينظر إلى ننليل " ….
ننليل : وأي عشاء .
ننبار : ربما لا يليق بـ ..
ننليل : سمكة اصطدتها اليوم .
انليل : أنت ؟
ننليل : علمتني الصيد ، فكل من صيدي .
انليل : سآكل .. مدى العمر .
ننليل : " تبتسم فرحة " ….
ننبار : لنذهب إذن العشاء جاهز .
انليل : أم ننليل .
ننبار : " تتوقف " مولاي .
انليل : قبل أن نذهب إلى العشاء ، أريد منك
شيئا .
ننبار : تأمر يا مولاي .
انليل : لديك زهرة أريدها .
ننليل : " تبتسم فرحة " ….
ننبار : مولاي ، أتعني .
انليل : نعم ، أريد ننليل .
ننبار : تريدها ؟
انليل : زوجة .
ننليل : " ترمق ننبار فرحة " ….
ننبار : يا للآلهة .
انليل : ماذا تقولين ؟
ننبار : وماذا يمكن أن أقول ، مولاي ، أنت
انليل .
انليل : أشكرك ، والآن ، قولي ما تريدينه .
ننبار : " تنظر إلى ننليل " ….
ننليل : قولي ما عندك يا امي .
انليل : تفضلي " يبتسم " العشاء سيبرد .
ننبار : الملك يا مولاي .
انليل : ابي يعرف .
ننبار : آه .
انليل : دعي الخوف عنك ، ننليل ستكون
زوجتي .
ننبار : هذا ما اتمناه ، لكن با مولاي ، لا بد
من موافقة الملك .
انليل : " يرمق ننليل بنظرة خاتطفة " ….
ننبار : مولاي .
ننليل : لنرجئ هذا الان ، يا امي .
ننبار : نرجئه ، لماذا ؟
انليل : الحقيقة ابي غاضب مني قليلاً .
ننبار : آه .
انليل : لكن اطمئني انه يوافق دائما على ما
اريده .
ننليل : لا عليك ، لننتظر بعض الوقت ، يا
انليل .
انليل : كلا ؟ لن انتظر .
ننليل : انليل .
انليل : ولدي حل .. وسأنفذه غدا .
ننليل : حل ؟
انليل : " يهز رأسه " ….
ننليل : الأفضل أن نتروى .
انليل : لقد جربه جدي وفاز بما يريد .
ننبار : " تنظر إليه مذهولة " ….
ننليل : انليل .
انليل : تزوج في المعبد ، وسار مع زوجته ، عبر شوارع نفر ، حتى دخل القصر على الملك ، وقال : أبي ، لقد تزوجت ، وأشار إلى زوجته وقال : ها هي زوجتي .
ننليل : انليل .
ننبار : مولاي .
انليل : لا تخافا ، إنني اعرف أبي ، ولن يفعل إلا ما فعله جدي ، سيفرح لي ، ويقول : مبارك زواجك ، يا انليل "تنظران إليه مذهولتين " ها ، ما رأيكما في هذا الحل ؟
ننليل : " تنظر إلى ننبار " ….
ننبار : " تتراجع " مولاي .
انليل : نعم .
ننبار : عن إذنك " تسرع نحو البيت " سأعد المائدة للعشاء .
انليل : تعالي ، يا ننليل " يمسك يدها ، ويتبع
ننبار " تعالي نتذوق السمكة ، التي اصطدتها اليوم .
ننبار تدخل البيت ،
يتبعها انليل وننليل
عشتار : " تظهر "اأها القمر ، أرايت .؟ مهلا ،
سيقول البعض انك أيضا مسؤول عما
حدث ، وعما سيحدث ،والآن ، وقد
انتهى دورك .. غب (القمر يختفي) ها
قد غاب القمر ، فلأغب أنا أيضا ، ولو
إلى حين ..
إظلام تدريجي ، عشتار
تتراجع ، ثم تختفـي
أظلام
المشهد الثاني
بيت ننبــار ، قبيـل
الغروب ، ننبار وحدها
ننبار : عشتار ، أيتها الآلهة الرحيمة ، ماذا جنت بنيتي ننليل .؟ كاد عرسها ينقلب عزاء "تنظر عبر النافذة " آه تأخرت اليوم أيضا ، وقد تبقى كالعادة ، حتى ترى الليل يعود " تنصت " لعلها هي " تنظر ثانية عبر النافذة " نعم ، إنها هي ، والمهم رفيقها " تبتعد عن النافذة " طفلتي المسكينة .
يفتح البـاب ، وتدخل
ننليل ، متعبة مهمومة
ننليل : أمي .
ننبار : بنيتي ، تعالي ارتاحي .
ننليل : لا ، يبدو إني لن أرتاح .
ننبار : كفى يا ننليل ، من يسمعك يظن أنك امرأة عجوز .
ننليل : سأكون عجوزاً .
ننبار : بعد شباب طويل .
ننليل : " تهز راسها " ….
ننبار : هذا ظرف طارئ ، وحتما يزول .
ننليل : انليل يا امي ، انليل .
ننبار : انليل رجل ، وسيكون بخير .
ننليل : منذ اكثر من شهرين وهو يلوب ، لا
يقر له قرار .
ننبار : ومن يلومه ، المسكين لم يتوقع من
أبيه تلك الغضبة .
ننليل : ليت الأمر يتوقف عند هذا الحد .
ننبار : لا تهولي الامر ، انليل ابنه الوحيد ،
ولن يستمر غضبه عليه طويلاً .
ننليل : هناك شيء ، لا أدري ما هو ، وقد "بصوت مرتعش " إنني خائفة .
ننبار : هذه أوهام " تمد يدها اليها " تعالي
أجلسي .
ننليل : لا " تبتعد قليلا " لا أستطيع " تنظر
عبر النافذة " الشمس تكاد تغرب .
ننبار : صبراً يا بنيتي ، سيأتي انليل ، هذا
وقته .
ننليل : آه ، انليل "تصمت لحظة " احيانا
أتمنى لو لم أقابله .
ننبار : انليل يحبك .
ننليل : لقد إمتلأت ايامه بالهموم والقلق .
ننبار : هذاليس ذنبك انت اردت له السعادة .
ننليل : كان علي أن أهرب منه فهو أمير وأنا ..
ننبار : دعك من هذا يا بنيتي ، لعل نسكو يأتي اليوم ، ومن يدري ، فقد يحمل لك ما يسر.
ننليل : نسكو لم يأت منذ أيام .
ننبار : لننتظر ، قد يأتي اليوم .
ننليل : " تنصت لحظة " انليل .
ننبار : " تنظر عبر النافذة " إنه هو " تلتف إلى ننليل " امسحي عينيك .
ننليل : " تمسح عينيها بسرعة " ….
يفتح الباب ، ويدخل
انليل ، قلقا ومهموما
ننليل : انليل .
انليل : عمتم مساءا .
ننبار : عمت مساءا يا مولاي .
ننليل : أين مضيت.؟ بحثت عنك في كل مكان.
انليل : أين يمكن أن أمضي .؟ تجولت في الغابة .
ننليل : أقلقني غيابك ، لقد خرجت منذ الصباح وها هي الشمس تكاد تغرب .
انليل : لست صغيراً لتقلقي لغيابي .
ننليل : " تصمت متأثرة " ….
ننبار : مولاي ، إنها زوجتك وطبيعي أن تقلق عليك .
انليل : لا أريدها أن تقلق ، إني بخير .
ننبار : أنتظرتك على الغداء ، حتى إنها لم تأكل.
انليل : قلت لها مراراً أن لا تنتظرني ، كلا أنتما ، وسآكل انا عندما اعود .
ننبار : حسن يا مولاي ، حسن ، سأسخن لك الطعام .
انليل : أرجوك ليس الآن .
ننبار : حان وقت العشاء ، وأنت لم تتغد .
انليل : لا أشتهي أي شيء .
ننبار : مهلاً يا مولاي ، سأحلب البقرة وأغلي لك شيئا من الحليب .
انليل : " ينظر إليها صامتا " ….
ننبار : عن اذنك "تتجه مسرعة إلى الخارج" سأحلب البقرة حالا .
ننبار تخرج ، انليـل
وننليل يبقيان لوحدهما
ننليل : انليل .
انليل :إنني آسف ..
ننليل : اسمعني من فضلك .
انليل :لا تؤاخذيني ، هذه الظروف أتعبتني .
ننليل : أتركني ، يا انليل.
انليل : ننليل !
ننليل : ارتكني وعد إلى أبيك .. الملك .
انليل : ماذا تقولين !
ننليل : أنت ولي عهد نفر ، ومستقبلك ليس إلى جانبي .
انليل : أنت تهذين .
ننليل : أتركني .
انليل : " يحدق فيها صماتا " ….
ننليل : " دامعة العينين " أرجوك يا انليل ، أرجوك .
انليل : لو كنت مكاني ، هل تتركينني .
ننليل : انليل .
انليل : هل تتركينني ، يا انليل !
ننليل : " تنظر اليه حائرة " ….
انليل : أجيبي .
ننليل : نعم .
انليل : كلا .
ننليل : " دامعة العينين " نعم أتركك .
انليل : لكن دموعك تقول شيئا آخر .
ننليل : لا تصدق دموعي " تغالب بكاءها " إن .. دموع المرأة .. تكذب .
انليل : إلا دموعك .
ننليل : انليل " تحضنه باكية " انليل .. انليل .
انليل : ننليل " يحضنها " مهما تكن الظروف، يا ننليل ، سنبقى معاً ، ولن نفترق ابدا.
ننليل : " ترفع راسها منصتة " اظنها امي .
انليل : " ينصت " نعم انها هي .
ننليل : " تبتعد عن انليل " اسمعها تركض ، ما بالها .؟
انليل : لا عليك " يتجه نحو الخارج " سأخرج إليها .
ننليل : " تنظر عبر النافذة " مهلاً ها هي قادمة .
يدفع الباب ، وتدخـل
ننبار متقطعة الانفاس
ننبار : مو .. لاي .
انليل : اهدئي ، يا أم ننليل ، اهدئي .
ننبار : " تلهث مضطربة " .. آآآ ..
ننليل : ما الأمر يا أمي ؟ تكلمي .
ننبار : الملك ..
انليل : أبي .!
ننليل : الملك .!
ننبار : ومعه نسكو وثلة من الحرس .
ننليل : " تتمتم خائفة " يا إلهي .
انليل : لا تخافي ، لا بد أن أبي قد صفح عنّا ، وجاء لياخذنا إلى نفر .
ننبار : بعون الألهة " الباب يطرق " الملك .
ننيل : " تتشبث بانليل " انليل .
انليل : " يربت على كتفها " ….
ننبار : " تتجه نحو الباب " سأفتح الباب
انليل : مهلاً .
ننبار : " تتوقف " ….
انليل : " يبتعد عن ننليل " أنا أفتح " يسرع نحو الباب ويفتحه " .
نسكو : " يطل من الباب " مولاي
انليل : نسكو ، ادخل .
نسكو : جلالة الملك ، يا مولاي .
انليل : يتفضل .
نسكو : " ينحني قليلا " تفضل يا مولاي
الملك : نسكو .
نسكو : مولاي .
الملك : ابق مع الحرس .
نسكو : " يتراجع " أمر مولاي .
الملك يدخل متجهما ،
ننبـار تقف حائـرة
ننبار : مولاي .
انليل : تفضلي ، إذا شئت .
ننبار : عن إذنكم " تتراجع مضطربة " سأذهب و .. " تخرج وتغلق الباب وراءها "
الملك : " يحدق في ننليل " ….
ننليل : " تنحني للملك " مولاي .
الملك : ننليل .
ننليل : نعم يا مولاي .
الملك : قلما صدق احد في وصفك لي .
ننليل : " تحدق فيه حائرة " ….
الملك : أنت حقاً جميلة .
ننليل : أشكرك ، يا مولاي .
الملك : اصارحك ، إني هممت اكثر من مرة ، أن آمر بقتلك .
انليل : أبي ..
ننليل : أقتلني ، يا مولاي .
انليل : لا .
ننليل : مهلاً ، يا انليل مهلا " تلتفت إلى الملك " مولاي ، أقتلني واصفح عن انليل .
الملك : انليل ، أنت قتلت انليل .
ننليل : مولاي .
الملك : قتلت إبني .
ننليل : ما دام هذا رأيك يا مولاي ، لا تتردد ، اقتلني .
الملك : لم اقتلك ولن اقتلك ، إن ابني ننليل يحبك.
ننليل : "تتمتم بشيء من الحيرة والارتياح " .. مولاي .
الملك : "يحدق في انليل " ….
انليل : أبتي ..
الملك : " يحدق فيه صامتا " ….
انليل : منذ أكثر من شهرين ، وأنا أنتظرك .
الملك : انليل .
انليل : لم أتوقع مطلقا أن تتأخر علي هكذا .
الملك : " بصوت متحشرج " لقد حذرتك ، حذرتك كثيرا ، لكنك لم تصغ إلا إلى قلبك.
انليل : " ينظر إليه متوجسا " ….
الملك : وها قد وقع ما حذرتك منه .
ننليل : لكن الذنب ليس ذنبه .
انليل : ننليل .
ننليل : بل ذنبي أنا ، يا مولاي .
انليل : أبي ، لا تصدقها ، ما تقوله ليس هو الحقيقة .
ننليل : لقد أردته ، إنه أمير ، امير نفر ، والآن ..اقتلني ، وخذه .
الملك : "يهز رأسه " ….
ننليل : خذه يا مولاي ، "تكاد تبكي " خذه ، وعد به إلى نفر .
الملك : ليتني أستطيع .
ننليل : أنت يا مولاي أبوه ، أنت ملك نفر وكل الأمر لك .
الملك : " يهز رأسه " ….
انليل : أبي ..
الملك : " ينظر إليه صامتاً " ….
انليل : مهما كان أمرك ، سأرضخ له ولكن ..
الملك : بني ..
الملك : لا تبعدني عن انليل .
الملك : فات الاوأن .
ننليل : " تنظر إلى الملك مذهولة " ….
انليل : كلا .
الملك : ستبتعد عنها بنفسك يا بني .
ننليل : " متوجسة " مولاي .
الملك : لقد تقرر نفيك .. إلى العالم الأسفل.
انليل : العالم الأسفل !
ننليل : عالم الموتى " تبتعد متمتمة وهي تبكي " يا ويلي .
الملك : هذا العالم ، يذهب الإنسان وحيداً إليه ، ولا يعود منه ابدا ً .
انليل : " متماسكا نفسه " إبي ..
الملك : هذه إرادة مجلس شيوخ نفر ،وإرادة المجلس كما تعرف لا ترد .
انليل : أنا إبنك ، إبن ملك نفر ، وسأرضخ لأمر مجلس الشيوخ وأنفذه .
الملك : الليلة .
انليل : الليلة ، يا أبي .
الملك : وداعا ، بني .
انليل : وداعاً أبي .
الملك : " يحضنه " انليل .
انليل : سامحني يا أبي ، سامحني ، لقد سببت لك الكثير من الألم .
الملك : " يبتعد قليلا " وداعاً .
الملك يخرج ، انليـل
وننليل يبقيان وحدهما
ننليل : انليل .
انليل : سمعت أبي ، يا ننليل .
ننليل : لنهرب .
انليل : لا ، مستحيل .
ننليل : ليس من أجلي ..
انليل : لا بد أن أمضي .
ننليل : لا .
انليل : الليلة .
ننليل : من أجل نانا .
انليل : نانا !
ننليل : انتظرت أن يأتي الليل لأبشرك ..
انليل : أتعنين .!
ننليل : نعم ، إنني أحمل نانا .
انليل : يا إلهي .
ننليل : إنه ابننا ، يا انليل .
انليل : لا .. لا .. مستحيل "يواجهها " ننليل.
ننليل : لنهرب يا انليل ، لنهرب ، نانا ابنك ، وأريدك أن تراه .
انليل : علي أن اذهب يا ننليل ، "يتراجع " لاأريد لنانا حين يكبر ، أن يخجل من فعلي .
ننليل : " بصوت باك " انليل .
انليل : " متراجعا " وداعا يا ننليل .
ننليل : " تمد يديها نحوه باكية " ….
انليل : هذا طريق .. لن أسيره .. إلا وحدي " وهو يخرج " وداعا .
ننليــل تقف ، دامعة
العينين ، تظهر عشتار
عشتار : ننليل .
ننليل : " تلتفت اليها " عشتار .
عشتار : إنني أرثى لك ، يا ننليل .
ننليل : سأتبعه " تمسح الدموع من عينيها " سأتبعه ، يا عشتار ..
عشتار : هذا طريق صعب .
ننليل : وكما افتديت تموز ، سأفتدي انليل
عشتار : أنا عشتار .
ننليل : وأنا ننليل ، " تتجه نحو الباب " ….
عشتار : مهلا ، يا ننليل .
ننليل : وداعاً .. وداعاً .. يا عشتار .
عشتار : " تتبع ننليل " لا وداع بعد الآن ، يا ننليل .
ننليل تخرج مسرعـة،
وتخف عشتار وراءها
إظلام
الفصل الثالث
المشهد الاول
بوابة العالم الاسفل،
نيتي يقف بالبــاب
نيتي : يا للعجب ، الوافدون إلى العالم الأسفل ، قليلون هذه الأيام .
عشتار : " تظهر " ….
نيتي : من يدري ، لعل البشر شفيوا أخيراً من جنونهم ، ونبذوا الحروب .
عشتار : البشر هم البشر .
نيتي : هذه كلمات إلهة .
عشتار : عمت صباحا ، يا نيتي .
نيتي : " يلتفت " عشتار !
عشتار : نعم ، عشتار .
نيتي : عمت صباحاً .
عشتار : أنت مندهش لمجيئي .
نيتي : الحق ، نعم ، فتموز ليس الآن في العالم الأسفل .
عشتار : دعك من تموز ، لم اجئ من أجله هذه المرة .
نيتي : مهما يكن يا سيدتي ، أهلا بك ، تفضلي بالجلوس .
عشتار : " تجلس " أشكرك ، الطريق أتعبني .
نيتي : ارتاحي ، يا سيدتي ، ريثما أكلم ملكتي ، إلهة العالم الأسفل ، أختك الكبرى ، ايرشكيجال .
عشتار : مهلاً ، يا نيتي ، لا أريد أن أقابل أختي ..ايرشكيجال .
نيتي : " ينظر اليها مندهشا " ….
عشتار : إنني انتظر انليل .
نيتي : أمير نفر ؟
عشتار : سيأتي بعد قليل .
نيتي : آه .
عشتار : لقد نفاه مجلس شيوخ نفر إلى العالم الأسفل .
نيتي : لا أظنك ، يا سيدتي ، تريدين افتداءه ، كما إفتديت تموز .
عشتار : لا ، لن أفتديه ، فهناك من سيحاول افتداءه .
نيتي : انليل سيأتي ، كما يأتي الاخرون ، وحيداً .
عشتار : وستأتي هي ، كما أتيت أنا يوماً ، وحيدة .
نيتي : " ينظر إليها متسائلا " ….
عشتار : ننليل ، زوجته .
نيتي : زوجته .! ياللآلهة ، وماذا يمكن أن تفعل ؟
عشتار : هذا ما سنراه .
نيتي : لعلها حكاية تموز وعشتار من جديد .
عشتار : لا ، لقد راهنت ، ولن أخسر الرهان .
نيتي : " ينظر إلى الخارج " سيدتي ، أظنه قادم .
عشتار : انليل " تنظر إلى الخارج " نعم ، إنه هو .
نيتي : ليتك يا سيدتي ، تختفين .
عشتار : إنني مختفية ، اطمئن ، لن يراني أحد الآن غيرك .
يدخل انليل متلفتا ،
ويقترب من البوابة
نيتي : انليل .
انليل : " يتوقف وينظر إليه " ….
نيتي : تعال يا انليل .
انليل : " يقترب منه مترددا " عمت صباحا ، سيدي .
نيتي : عمت صباحاً " يتأمله " التعب باد عليك .
انليل : نعم فالطريق طويل وشاق .
نيتي : هذا حق ، يا انليل .
انليل : أنت تعرفني ، يا سيدي .
نيتي : أجل ، أعرفك .
انليل : " يتأمله متسائلاً " ….
نيتي : أنا نيتي .
انليل : نيتي .!
نيتي : حارس هذه البوابة .
انليل : آه بوابة الجحيم .
نيتي : قل العالم الأسفل .
انليل : الأمر سواء .
عشتار : نعم ، الأمر سواء .
نيتي : " يشير لها خلسة أن تسكت " ….
انليل : " يتامل البوابة " البوابة ..
عشتار : من يدخلها لا يخرج منها ابداً .
نيتي : " يهمس لعشتار " أرجوك .
عشتار : لا تخف إنه لا يسمعني .
انليل : بوابة الجحيم " يرمق نيتي بنظرة خاطفة " العالم الأسفل .
نيتي : هذه البوابة دخلها الملايين قبلك ، وسيدخلها بعدك الملايين .
انليل : يا للعدالة .
نيتي : هذه مشيئة الآلهة .
انليل : الآلهة قدرت علينا الموت ، واستاثرت هي بالخلود .
نيتي : إنها الهة .
انليل : افتح البوابة .
نيتي : " يهم بفتح البوابة " ….
عشتار : مهلاً ، يا بنيتي .
نيتي : " ينظر الى عشتار " ….
عشتار : أملهله حتى يراها .
انليل : سيدي ، افتح البوابة .
نيتي : لحظة ، سأفتحها .
عشتار : لا تفتحها الآن ، دعه ير ننليل ، للمرة الأخيرة .
انليل : أرجوك ، يا سيدي ، افتحها بسرعة .
نيتي : عجبا ، يا انليل ، الجميع يتلكؤن هنا ، والدموع تملأ عيونهم .
انليل : هذا طبيعي ، إنهم بشر .
نيتي : أنت أيضا من البشر .
انليل : نعم .
نيتي : لكنك تريد الدخول ، وبسرعة .
انليل : عندي أسبابي .
نيتي : مهما يكن ، فأنت ستدخل .
انليل : افتحها اذن ، أرجوك .
نيتي : حسن يا سيدي .
عشتار : لا ، يا نيتي .
نيتي : سأفتحها .
عشتار : ننليل توشك أن تأتي .
نيتي : " يهز رأسه " ….
عشتار : انتظر لحظة .
نيتي : " يوارب البوابة قليلا " انظر .
انليل : " يتراجع " يا للالهة .
عشتار : هذه هي البداية .
انليل : " يتلفت حوله متمتما " ننليل .
عشتار : اطمئن ، ننليل ستلوذ بالفرار ، حين تراها .
انليل : " يلتفت الى نيتي " سيدي .
نيتي : ابق يا انليل ، ابق قليلا ، اذا اردت .
انليل : اسمعني ، ارجوك .
نيتي : تفضل ، يا سيدي .
انليل : سأدخل الان ..
نيتي : " يهز رأسه " ….
انليل : وبعد قليل ، تأتي امرأة .
عشتار : ننليل .
انليل : انها زوجتي .
عشتار : وهي تتأثره ليل نهار ، منذ ان غادر العالم .
نيتي : حسن يا سيدي .
انليل : لا تدعها تلحق بي .
عشتار : اطمئن ، لن تلحق بك ، هذا رهاني.
انليل : انها حية .
نيتي : امر عجيب ، لم يأت حيّ بقدميه ، الى هنا ، حتى الان .
عشتار : عداي .
نيتي : عدا عشتار ، وعشتار إلهة .
انليل : أرجوك ، حان الوقت ، افتح البوابة.
نيتي : " يهم بفتح البوابة " حسن ، يا …
عشتار : نيتي ، لحظة ، ها هي قادمة .
نيتي : " يرفع رأسه " ننليل ؟
انليل : ننليل !
نيتي : سيدي ، إنها زوجتك .
انليل : " يدفع البوابة " فلأدخل .
نيتي : مهلاً .
انليل : لا تدعها تدخل " يدخل مسرعاً " لا تدعها .
نيتي : انتهى انليل .
عشتار : وبقيت ننليل .
نيتي : إلى حين .
عشتار : أنظر إليها ، يا نيتي .
نيتي : ما أجملها .
عشتار : مسكين انليل .
نيتي : " يغلق البوابة " الرثاء لننليل ، فهي حية .
عشتار : ننليل شابة ، ومن يدري ، فقد تصادف بعد حين ، شاباً في عمرها ، ينسبها .. انليل .
نيتي : من يدري .
عشتار : صه ، ها هي ننليل .
تدخل ننليل متعبة،
وتندفع نحو البوابة
ننليل : مهلاً يا سيدي .
نيتي : " يصرخها " توقفي .
ننليل : أرجوك ، افتح البوابة .
نيتي : هذه البوابة لا تفتح للأحياء .
ننليل : افتحها ، رأيته يدخل .
نيتي : قلت لك ، ابتعدي .
ننليل : رأيته ، رأيت انليل، يدخل العالم الأسفل.
نيتي : أيتها المراة ..
ننليل : لقد تبعته ، وسأتبعه حتى النهاية .
نيتي : أنت تهذين .
ننليل : كلا ، إنه انليل ، سأفتديه .
عشتار : يا للمسكينة .
نيتي : (لعشتار) لندعها ..
عشتار : لا ، يا بنيتي .
نيتي : أنت تقلبين الأدوار .
عشتار : لنصبر قليلاً .
ننليل : هذه عشتار .
عشتار : ننليل .
ننليل : " تلفت اليها " لم أرك .
عشتار : عفواً ، كنت متخفية عنك .
ننليل : خمنت أنك تتبعينني .
عشتار : تبعتك ، وساتبعك حتى آخر الدنيا .
ننليل : ها نحن ، يا سيدتي ، في آخر الدنيا .
عشتار : وهذا يكفي .
ننليل : كلا ، إن طريقي يبدأ من هنا .
عشتار : تعقلي ، يا ننليل .
ننليل : لقد بدأت مسيرتي ، ولن أقف عند حد
عشتار : ما تفعلينه جنون .
ننليل : سأفتدي انليل .
عشتار : لا تنسي ، إنك تحملين نانا .
ننليل : نانا .
عشتار : ابنك .
ننليل : نانا ابنه ايضا ، وحين يولد ، أريد أن يراه انليل .
عشتار : هذا العناد ، لا يفيدك في شيء ، يا ننليل .
ننليل : انليل حياتي ، ولا حياة لي من غيره
عشتار : ننليل ، لقد راهنتك ، وها إني أتخلى عن رهاني ، بل وأعترف أنك ..
ننليل : انليل عندي أكبر من أي رهان ، سالحق به ، وأفتديه ، مهما كان الثمن .
نيتي : سيدتي .
ننليل : كفى ، أرجوك ، افتح هذه البوابة .
نيتي : اسمعيني ، أنت لا تعرفين عما تتحدثين .
ننليل : ما أعرفه ، وما يهمني أن أعرفه ، هو أن اصل انليل .
نيتي : الطريق طويل ، ومراحله كثيرة .
ننليل : سأسيره .
نيتي : وكل مرحلة تكلفك الكثير .
ننليل : لا كثير على انليل .
عشتار : صارحها بالحقيقة يا نيتي ، لعلها تتراجع .
ننليل : لن أتراجع ، سألحق بانليل ، وأفتديه
نيتي : أمامك أربع مراحل .
ننليل : افتح البوابة .
نيتي : الواحدة اكثر صعوبة من الأخرى ..
ننليل : افتحها ، ودعني ادخل .
نيتي : وهي .. البوابة .. ونهر الجحيم .. وعبار نهر الجحيم .. وأخيراً ملكة العالم الأسفل .. ايرشكيجال .
ننليل : سأسيرها كلها ، ما دمت أصل بعدها .. انليل .
عشتار : اسألي نيتي أولاً ، كم تكلفك كل مرحلة .
ننليل : لا يهمني ، كم تكلفني .
عشتار : اخبرها ،يا بنيتي ، اخبرها .
نيتي : عشر سنوات .
عشتار : لكل مرحلة .
ننليل : أدفع ..
عشتار : تدفعين !
ننليل : عمري كله .
عشتار : ستكونين ، في نهاية الرحلة ، إمرأة عجوز .
ننليل : المهم انليل .
عشتار : انليل سيبقى شابا ، شاباً فتيا ً .
ننليل : وهذا ما أريده .
عشتار : ومن يدري ، فقد يصادف فتاة شابة في عمره ، ويتزوجها .
ننليل : " نلوذ بالصمت " ….
عشتار : ماذا تقولين ، يا ننليل ؟
ننليل : " تبقى صامتة " ….
عشتار : " متنهدة " آه .
نيتي : الصمت أبلغ رد .
ننليل : نيتي ..
نيتي : سيدتي .
ننليل : افتح البوابة .
عشتار : ننليل .
ننليل : افتحها ، ودعني أدخل ، لا بد ان الحق بانليل ، وافتديه .
نيتي : " ينظر الى عشتار " ….
عشتار : إنها مجنونة .
ننليل : كفى رجاءا " لنيتي " هيا يا سيدي ، ادّ واجبك ، وافتح البوابة .
نيتي : هذا شأنك " يفتح البوابة " لقد حذرتك " يتنحى قليلا " تفضلي .
ننليل تدخل مسرعة ،
نيتي يغلق البوابــة
عشتار : نيتي .
نيتي : هذه عشتار اخرى .
عشتار : آه .
نيتي : عشتار من البشر .
عشتار : وهنا المعجزة .
نيتي : لو لم أرَ بعيني ما جرى ، لما صدقته أبداً .
عشتار : لم افكر ، لحظة واحدة ، أن انساناً يمكن أن يفعل ما فعلته ..
نيتي : " ينظر إليها صامتا " ….
عشتار : أنا عشتار .
نيتي : لكن ها أنت رأيت ، ننليل .
عشتار : لننتظر ، لننتظر يا نيتي ، فهذه الحكاية .. لم تنته بعد .
نيتي : " يجلس " ….
عشتار : " تقف في المقدمة " ما جرى معجزة ، وهذا يحرجني ، ما العمل ؟ " يصمت لحظة " لا خيار ، فلأنتظر ..
عشتار ، تختفي ، نيتـي
ينهض ، ويتلفت مذهولاً
إظلام
المشهد الثاني
امام بيت ننبـار،
تدخل ننبار حزينة
ننبار : الأيام تمر بطيئة ، ثقيلة رغم ذلك تمر ، ومعها تأخذنا بعيدا ، وتدفعنا إلى .. آه .. يا للآلهة" تتلفت حولها " إنني وحيدة في هذا العالم ، سأجن ، ما أصعب أن يحيا الإنسان وحيداً ، إنه سجين ، وحيد في سجنه ، مهما اتسعت رقعة هذا السجن " عشتار تظهر " .
ننبار : " تتكئ على الشجرة " ذهب أبو ننليل ، وذهبت ننليل ، ومعها ذهب نانا ، قبل أن يرى النور ، وبقيت وحيدة .. أنتظر.
عشتار : " تظهر " لا خيار ، يا ننبار ، لا خيار ، انتظري ، فالإنتظار شمعة في ليلة الإنسان .
ننبار : " لا ترى عشتار " فلأنتظر ، لعل ننليل تعود ، ومن يدري ، فقد تعود حاملة نانا ، ووجهه ينير كالقمر " تتنهد يا للحلم "
عشتار : الحلم خلاصك يا ننبار ، احلمي ، فبدون الحلم تنطفئ الشمعة ، ويسود الليل .
ننبار : ننليل مضت بعيداً ، ومعها مضى نانا ، مضت في طريق لا عودة منه ، آه لن أرى ننليل ثانية ، ولن أرى نانا ابدا .
عشتار : مهلاً ، يا ننبار ، فالحلم يمكن أن يتحقق "ترفع رأسها " أيها القمر ، اظهر " القمر يظهر بدراً " ارفعي رأسك ، يا ننبار .
ننبار : "ترفع رأسها مبهورة " القمر .! " تبكي " القمر .. القمر .
عشتار : كفى بكاء ، يا ننبار ، كفى بكاء ، ها هو الحلم قد بدأ يتحقق "تختفي "
تدخل ننليل عجوزاً ،
تحمل طفلهـا نانـا
ننليل : " تحدق في القمر " القمر .
ننبار : " تنصت منتبهة " ….
ننليل : آه ما اجمله .
ننبار : " ترفع رأسها " ....
ننليل : " تتأمل الطفل " لكن طفلي أجمل .
ننبار : أيتها المرأة .
ننليل : " تتمتم " أمي !
ننبار : " ترفع صوتها أكثر " .. أيتها المرأة.
ننليل : " تلتفت وتقف جامدة " ….
ننبار : تعالي هنا .
ننليل : " تبقى جامدة " ….
ننبار : تبدين متعبة ، تعالي ، تعالي ،
ارتاحي .
ننليل : " تتقدم ببطء " ….
ننبار : " تحدق فيها " أنت مثلي مسنة ، بل أنت أسن ّ مني .
ننليل : "تدمع عيناها " ….
ننبار : تعالي يا عزيزتي ، تعالي ، فالسفر في ليل كهذا ليس لامثالك .
ننليل : " تكاد تبكي " ….
ننبار : لن أدعك تواصلين السفر ، ستبقين الليلة عندي .
ننليل : سأبقى عندك العمر كله .
ننبار : " حائرة " على الرحب والسعة .
ننليل : ليس لي في هذا العالم ، غيرك .
ننبار : أهلاً بك ، إنني وحيدة هنا ، وأحدانا ستؤنس الأخرى .
ننليل : لم تعرفينني .
ننبار : عفواً " تتأملها " .. الحقيقة ..
ننليل : انظري الي ، انظري إليّ جيدا .
ننبار : " تحملق فيها طويلا " لا تؤاخذيني ، يبدو أن السنين قد أضعفت بصري .
ننليل : بصرك لم يضعف"تغالب دموعها "إنما أنا .. أنا ..
ننبار : لا تبكي .
ننليل : " تغالب بكاؤها " لست أبكي .
ننبار : البكاء لا يجدي .
ننليل : " تمسح عينيها " انت محقة .
ننبار : " تنتبه الى الطفل " طفل .
ننليل : نعم " تريها الطفل " انظري .
ننبار : " تتأمل الطفل " ما أجمله .
ننليل : انه طفلي .
ننبار : طفلك !
ننليل : نعم ، طفلي .
ننبار : آه ، يا للالهة .
ننليل : " تبتسم من بين دموعها " ….
ننبار : لو ان ابنتي موجودة ، لكان لها طفل مثله ، " تحدق فيه مترددة " يشبه ..
ننليل : القمر .
ننبار : هذا الطفل ..
ننليل : " تتطلع اليها مترقبة " ….
ننبار : ليس طفلك .
ننليل : آه .
ننبار : انت مثلي ، امرأة عجوز .
ننليل : ورغم هذا ، فهو طفلي ..
ننبار : محال .
ننليل : طفلي .. نانا .
ننبار : نانا !
ننليل : نعم ، يا أمي ، نانا .
ننبار : يا إلهي ..
ننليل : أمي .
ننبار : ننليل !
ننليل : نعم يا أمي ، ننليل .
ننبار : لا يمكن ..
ننليل : إنها الحقيقة ، يا أمي أنا ننليل .
ننبار : أنت الآن أكبر مني .
ننليل : نعم ، يا أمي ، فقد إفتديت انليل .
ننبار : بنيتي ، انليل مضى إلى العالم الأسفل.
ننليل : لقد لحقت به ، وافتديته ، افتديته بسنين من عمري .
ننبار : افتديته بـ .؟ آه .
ننليل : افتديته بعمري كله .
ننبار : حتى عشتار ..
عشتار : " تظهر " …
ننبار : عشتار نفسها لم تفعله .
ننليل : أنا فعلته يا امي .
ننبار : انظري إلى نفسك .
ننليل : لقد افتديت انليل ، وأعدته إلى الحياة .
ننبار : أنت عجوز .
ننليل : المهم انليل .
ننبار : لو أتى انليل ، ورآك ..
ننليل : لن يراني .
ننبار : ننليل ..
ننليل : لا يجب أن يراني .
ننبار : انه زوجك .
ننليل : لن أدعه يراني .
عشتار : بل سيراك ..
ننليل : " تجمد في مكانها " ….
عشتار : سيراك يا ننليل .
ننليل : " تتمتم " عشتار !
عشتار : نعم عشتار .
ننليل : " تلتفت " الموت أفضل ، يا عشتار .
ننبار : " تنظر إلى ننليل مذهولة " ….
عشتار : هذه مشيئتي .
ننليل : كلا ..
ننبار : " تتمتم " يا ويلي ، جنت .
ننليل : " تتراجع " كلا .. كلا .
ننبار : " تقترب من ننليل " بنيتي ..
ننليل : أمي .
ننبار : هاتي الطفل .
ننليل : " تحضن الطفل " لا .
ننبار : هاتيه يا ننليل ، هاتي نانا .
ننليل : " تتراجع " لا .. لا .
ننبار : " تتوقف " ….
ننليل : " تنظر إلى الطفل " إنه نائم ، انظري ، إنه نائم ، مرتاح فوق صدري .
عشتار : ما أجمله .
ننليل : إنه كالقمر " تبتسم " ليته يراه .
عشتار : سيراه ، وبأسرع مما تتصورين " تشير إلى الخارج " أنظري ، ها هو قادم .
ننليل : انليل !
ننبار : انليل ؟ " تنظر إلى الخارج " حقا ، إنه هو .
ننليل : " تسرع نحو البيت " يا ويلي .
ننبار : ننليل ..
ننليل : لا أريد أن يراني .
ننبار : انتظري ، إنه زوجك .
ننليل :كلا ، لن أدعه يراني " تدخل البيت " لن أدعه يراني .
ننليل تغلق البـاب،
يدخل انليل مسرعاً
انليل : ننليل .. ننليل .
ننبار : انليل .
انليل : " يلتفت اليها " ننبار .
ننبار : مولاي .
انليل : "يسرع نحوها " انا حي ، يا ننبار ، حي ، حي .
ننبار : الحمد للالهة ، يا مولاي .
انليل : بل الحمد لننليل " يلتقت ويصيح " ننليل .
ننبار : " بحزن " ننليل .
انليل : لا بد أنها سبقتني الى هنا ، ليتها انتظرتني لنعود معاً .
ننبار : " تهز رأسها " ….
انليل : مهما يكن " يقترب من ننبار " فها أنا قد عدت ، وسنعود كما كنا .
ننبار : هذا محال يا انليل ، محال .
انليل : ننليل زوجتي .
ننبار : ننليل لم تعد ننليل .
انليل : لا تقولي هذا ، أنت أمها .
ننبار : نعم أنا أمها ، لكنها الآن أكبر مني.
انليل : ننليل زوجتي ، وستبقى زوجتي.
ننبار : كم أخشى ، يا مولاي أن تغير رأيك حين تراها .
انليل : فلأرها ، وسترين ، " يصيح " ننليل .
عشتار : مهلاً يا انليل ، ستراها .
انليل : " يتلفت دون أن يراها " ننليل .. ننليل.
عشتار : ننليل ، تستحق أن تراها .
انليل : أين ننليل " ينظر إلى ننبار" أهي في الداخل ؟
ننبار : " تنظر إليه دامعة العينين " ….
انليل : نعم ، إنها هناك " يهم بالتوجه نحو البيت " فلأذهب إليها .
ننبار : مولاي .
انليل : لحظة يا ننبار .
ننبار : ليتك لا .. " ترتفع ضجة من الخارج " أصغ ..
انليل : ننليل هناك " يتجه نحو البيت " لا بد أن أراها أولاً .
عشتار : مهلاً يا انليل ، فقبلها سترى ..
نسكو : " يدخل مسرعا " مولاي .
ننبار : "يتوقف " نسكو .
نسكو : الملك يا مولاي .
انليل : قلت لك أن لا تخبره ، حتى أرى انليل
نسكو : عفواً لم أحتمل ، الملك كانت حالته سيئة .
ننبار : " تتراجع متمتمة " يا إلهي ، الملك .
عشتـار تمضي إلى
البيت ، يدخل الملك
الملك : انليل .
انليل : ابي .
الملك : جاءنا نسكو ، وبشرنا بخلاصك .
انليل : ها أنا يا أبي .
الملك : بني ..
انليل : " يبقى جامدا " ….
الملك : ابشرك يا بني .
انليل : " ينظر إليه صامتا " ….
الملك : مجلس الشيوخ قد صفح عنك ، فقد نفذت الحكم بدون تردد .
انليل : " يبقى صامتا " ….
الملك : بني ، ظننت أنك ستفرح .
انليل : لن أفرح ، يا أبتي من غير ننليل .
الملك : ستفرح يا بني ، ستفرح .
انليل : أبتي !
الملك : أنت وننليل ، منذ الآن شيء واحد عندي.
انليل : " يحضن الملك " أشكرك يا أبي ، أشكرك .
الملك : ننليل افتدتك ، واعادتك لي ، ولنفر.
الباب يفتح ، تظهر
ننليل ، حاملة نانا
نسكو : "ينظر إليها مبهوراً " مولاي .
انليل : " يلتفت إليه " نعم يا نسكو .
نسكو : ننليل ، يا مولاي .
انليل : ننليل .
ننبار : " تنظر إلى ننليل مبهورة " يا للالهة .
انليل : " يلتفت وبقف جامدا " ….
الملك : ما أروعها .
نسكو : تحمل طفلاً بين يديها .
انليل : نانا !
ننبار : هذا طفلك ، طفلك يا مولاي .
انليل : " يتمتم متأملا ننليل " يا للآلهة .
ننليل : " تقترب منه حاملة نانا " انليل .
انليل : ننليل .
ننبار : ها هي بنيتي ننليل ، زهرة فواحة.
ننليل : الفضل للالهة ..
عشتار : " تظهر فلا يراها غير ننليل " لا ، يا ننليل ، الفضل كله لك .
ننليل : "تتمتم مبتسمة " الشكر لـ .. عشتار.
عشتار : " تبتسم فرحة " ….
انليل : ننليل .
ننليل : انليل " تريه الطفل " انظر ، هذا ابنك .. نانا .
انليل : " يتأمل الطفل " ابني ! " يرفع راسه الى ننليل " ابني وابنك .
الملك : كلا .
ننليل : مولاي .
انليل : ابي .
الملك : بل ولي العهد .
انليل : آه .
ننليل : مليكي .
الملك : لقد شخت ، واريد لنفر " يحضن انليل وننليل " ملكاً وملكة .. شابين .
ننبار : " تتمتم فرحة " ننليل .
نسكو : " يبتسم لها " وانليل .
ننبار : " تبتسم فرحة " ….
الملك : والآن فلنذهب ، يا أبنائي إن شيوخ نفر ، وجماهيرها ينتظروننا .
انليل : هيا .. " يتجهون الى الخارج " .. فلنذهب .
ننبار : " تقف حائرة " ….
ننليل : " تتلفت " أمي !
انليل : " يتلفت " أمك ! " يراها " ها هي .
ننبار : ننليل .
ننليل : أمي ..
ننبار : اذهبي يابنيتي ، اذهبي مع زوجك وطفلك .. نانا .
ننليل : لا يا أمي .
ننبار : بنيتي ، هذا مكاني .
الملك : لا .. لا .. " يتقدم منها " مكانك الطبيعي إلى جانب نانا .
ننبار : مولاي .
الملك : لن يربي ولي عهد نفر نانا ، إلا من ربى ننليل .
ننبار : " تبتسم فرحة " أمر مولاي ..
الملك : هيا " يمسك يدها " فلنذهب .
الجميع يخرجون ، عشتار
تتقــدم الى الجمهـور
عشتار : هزمتني ننليل ، هزمتني إنسانة ، لكن صدقوني ، لست حزينة ، نعم ، لست حزينة ، هذه أول مرة في حياتي ، لا أحزن لهزيمتي .
عشتار تصمت ، وتنحني
قليــلا ، إظلام تدريجي
ستـــار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق