أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الاثنين، 9 يناير 2023

مسرحية للفتيان " أنليـــل و ننليــل " تأليف طلال حسن

مجلة الفنون المسرحية
الكاتب طلال حسن 





          الفصل الأول 


المشهد الاول 

                        أشجار متفرقة ، يدخل
                         انليل ، يتبعه نسكـو

نسكو : مولاي . 
انليل : (محتجا) نسكو . 
نسكو : أرجوك ، دعني امض معك 
انليل : قلت لك ، أريد أن اصطاد وحدي .
نسكو : الملك سيشنقني إذا … 
انليل : لن يعرف ابي ، انك لم تصحبني الى 
                     النهر .
نسكو : انني اخاف عليك ، المياه هنا عميقة .
انليل : نعم ، لكنها مليئة بالسمك .
نسكو : مولاي 
انليل : عبثا تحاول ، اذهب واشعل النار .
نسكو : حسن ، يا مولاي ، ساذهب .. 
انليل : " مبتسما " هذا افضل .
نسكو : لكن علينا اليوم ، كما تعرف ، أن لا 
                     نتاخر . 
انليل : لا داعي  للعجلة ، النهار ما زال في 
                     اوله . 
نسكو : الاميرة كوباتم ، ستأتي بعد الظهر ، من 
                    المعبد . 
انليل : لنصطد السمك اولا ، ونشويه " وهو   
   يخرج " ونأكله .. ثم ..  
نسكو : "يصيح مستغيثا " عشتار 
عشتار : " تظهر فجأة ".... 
نسكو : " لا يراها " خلصيني . 
عشتار : " تهز رأسها " يا للإنسان . 
نسكو : فلأذهب وأشعل النار ، وأمري إلى   
    الآلهة " وهو يخرج"  أصبحت اكره 
   السمك المشوي . 
عشتار : هذا حال الإنسان ، انه يستنجد بي ،  
   فأسرع لنجدته ، لكنه قلما يراني "   
   تنظر إلى الخارج) هذه ننليل وأمها 
   ننبار ، قادمتان (وهي تختفي) فلأختف. 
  
                                ننليل تدخل ، تتبعها
                                  ننبار حاملـة جرة

ننليل : " متفاخرة" هذه جنتي ، يا أمي ، هذه   
   جنتي " تتوقف"  كلما تفتقدينني ، لن   
   تجديني إلا هنا" تدور حول نفسها" 
   آ..ه 
ننبار : بنيتي .
ننليل : أشجار .. طيور .. زهور .. مياه ..   
   وهواء "تتنفس بعمق" هواء .. هواء .  
ننبار : ننليل .
ننليل : "تتوقف" تنفسي مثلي ، تنفسي " 
  تتنفس ملء صدرها " آه .. يا للربيع . 
ننبار : دعك من هذا الآن ، امضي ، اسمع وقع أقدام غريبة قرب النهر . 
ننليل : لا تخافي " تصغي " لعله غزال . 
ننبار : غزال .!
ننليل : نعم ، غزال أظمأه الربيع ، فنزل إلى 
  النهر ، يريد أن يرتوي . 
ننبار : أنت مخطئة ، إنني اعرف وقع أقدام    
  الغزال،إنها .. 
ننليل : مهما يكن ، لا داعي للخوف " مازحة " 
   فالسعلوة قلما تقرب النهر . 
ننبار : هيا نملأ الجرة ، ونعد بسرعة إلى  
  البيت. 
ننليل : اطمئني ، أنا معك . 
ننبار : "تغالب ابتسامتها " أعرفك في الشمس   
  وفي الفيء "تدفعها مازحة " ابتعدي .
ننليل : هاتي الجرة ، أملأها .
ننبار : كلا ، لن يملأها احد غيري .
ننليل : أمي ..
ننبار : النهر هنا عميق ، وسريع التيار .
ننليل : لم اعد طفلة 
ننبار : بل طفلة ، وعمرك آآآ … 
ننليل : إن عمري أكثر من ست عشرة سنة .
ننبار : ماذا ؟ ست عشرة ، كلا ان عمرك  
  خمس عشرة ، وربما اقل .
ننليل : " مازحة " اعرف امرأة حلوة ، اسمها 
  ننبار ..
ننبار : "مبتسمة " أنت أحلى منها ، حتى 
  عندما كنت في عمرك .
ننليل : تزوجت ، وأنجبت ، وهي اصغر مني .
ننبار : مهلا ، قد تشاء عشتار ، ان يراك  
  احدهم ، تلهين بين الأزهار ، ويعجب  
  بك ، و .. 
ننليل : "تقطف زهرة " آه .. 
ننبار : ويتزوجك .
ننليل : لن أتزوج إلا أميرا 
ننبار : كل الأزواج الطيبين يا بنيتي ، أمراء 
ننليل : " مازحة " وأبي ..
ننبار : كان خير الأمراء 
ننليل : " مازحة " لكنك قلت ، إنه كان فلاحا 
ننبار : نعم ، كان أميري فلاحا ، وقد أعطاني أجمل زهرة (تربت على خدها) أعطاني ننليل .
ننليل : (تحضنها وتقبلها) أمي .. أمي 
ننبار : كفى ، يا ننليل ، كفى " تتملص منها مبتسمة " الظهيرة تقترب ، وعلينا ان نعد الغداء " تتجه إلى النهر " ابقي هنا ، سأملأ هذه الجرة وأعود .  

                             ننبار تخرج ، حاملـة
                             الجرة ، تظهر عشتار
عشتار : ننليل 
ننليل : " تلتفت " ثانية ! 
عشتار : مهلا يا ننليل ، مهلا 
ننليل : نعم 
عشتار : سمعتك تتحدثين إلى أمك 
ننليل : ليتني اعرف أولاً ، من أنت 
عشتار : قلت لك مرارا أنا عشتار 
ننليل : حسن
عشتار : لك عندي ما تريدينه 
ننليل : " تنظر إليها متسائلة" …. 
عشتار : أمير ، وأي أمير 
ننليل : " بشيء من المزاح " أريده .. مثل   
  تموز .
عشتار : تموز .؟ 
ننليل : لماذا لا .؟ 
عشتار : حذار ، يا ننليل . 
ننليل : كان لك أنت تموزك . 
عشتار : تموز يكلف غاليا 
ننليل : يمكنني ان افعل من اجل تموزي ، ما فعلته انت من اجل تموزك . 
عشتار : أنا عشتار .
ننليل : وأنا ننليل .
عشتار : أنت مجرد إنسان . 
ننليل : لا ، أنا إنسان .
عشتار : فلنتراهن .
ننليل : " تصمت " ….
عشتار : أتحداك . 
ننليل : " تبقى صامتة " ….
عشتار : هيا ؟
ننليل : " تبتسم محرجة " لا يوجد تموز في 
  هذا العصر .
عشتار : أنت واهمة ، ان تموز موجود في كل 
  العصور . 
ننليل : لو حدث والتقيت بـ " تنظر إلى الخارج " عفوا .. " تبتعد عن عشتار" هذه أمي ، 
  قادمة . 
عشتار : لا بأس ، فلأقد لننليل ، تموز من 
                    عصرها ، ولنر . 

                             عشتار تختفي ، تدخل
                              ننبار ، حاملـة الجرة

ننبار : ننليل ، هيا يا بنيتي ، الجرة ملأتها .
ننليل : ليتك ، يا أمي ، تسبقيني وتدعيني هنا 
                    لبعض الوقت . 
ننبار : كلا ، بقيت ما فيه الكفاية .
ننليل : سأقطف باقة أزهار ، أزين بها المائدة .
ننبار : أخاف عليك ، يا ننليل .
ننليل : تخافين علي .! مم تخافين .؟ "تدور  
  حول نفسها " من الطيور .؟ أم من 
  الأزهار .؟ أم من .. (تتوقف وتتنفس 
  ملء صدرها بالهواء) أم .. 
ننبار : (مازحة) أخاف عليك من .. الربيع 
ننليل : ننبار .
ننبار : لقد أوقعني مرة .
ننليل : هيا (تدفعها مازحة) اسبقيني . 
ننبار : سأعد وجبة وأي وجبة .
ننليل : فطائر .؟
ننبار : مع العسل .
ننليل : أسرعي ، يا أمي "تقطف الأزهار 
  بسرعة " لن أتأخر . 
ننبار : لست مسؤولة " تتجه إلى الخارج " إذا 
                     تأخرت .. 
ننليل : لن تأكلي ، مهما تأخرت ، إنني أعرفك 
ننبار : " من الخارج " ننليل . 
ننليل : نعم ، أمي .
ننبار : " وهي تبتعد " أريد زهرة بجمالك . 
ننليل : "تتوقف متأثرة" آه أمي ، أنت أجمل 
  وأحب زهرة عندي . 
عشتار : " تظهر " بعد ..
ننليل : " تلتفت إليها " عشتار  .؟
عشتار : أجمل .. وأحب .. بعد .؟ 
ننليل : لا بعد في حياتي .
عشتار : حتى الآن .
ننليل : والى الأبد .
عشتار : الأبد هذا من شأن الآلهة . 
ننليل : " تحزم باقة ورد " ومن شأني أيضا .
عشتار : " تنظر إلى الباقة " ما أجمل هذه الباقة.
ننليل : " تضع الباقة جانبا " إنها لامي . 
عشتار : إذا شئتُ ، وقد لا أشاء .
ننليل : " تنظر إليها صامتة " ….
عشتار : " تبتسم " أنا عشتار . 
ننليل : أرجوك " وهي تبتعد " دعيني الآن .
عشتار : سأدعك " تنظر إلى الخارج " ها هو 
  تموزك قادم ، ولنر ما يجري "تختفي" 

                             يدخل انليـل ، حاملا
                            سمكتين ، يرى الباقة

انليل : " يقترب من الباقة " باقة أزهار . 
ننليل : " تلتفت إليه " ….
انليل : "يمد يده ويأخذ الباقة .. ويتأملها" ما 
  أجمل هذه الأزهار .
ننليل : " تهز رأسها " ….
انليل : كأن عشتار قطفتها لي .. 
ننليل : أرجوك دعها . 
انليل : " يلتفت " …
ننليل : عشتار لم تقطفها . 
انليل : آه .. 
ننليل : أنا قطفتها ، إنها باقتي . 
انليل : عفوا .
ننليل : الأزهار أمامك كثيرة ، اقطف منها ما 
  تشاء .
انليل : " يحدق فيها " لا أرى أمامي إلا زهرة 
  واحدة .
ننليل : " تتأمله صامتة " ….
انليل : زهرة رائعة .
ننليل : " محتجة " أرجوك . 
انليل : عفوا ، أنا انليل . 
ننليل : " تنظر إليه حائرة " …
انليل : وأنت ..؟ 
ننليل : ننليل . 
انليل : ننليل "يبتسم " عمت صباحا ، يا ننليل. 
ننليل : " تغالب ابتسامتها " …
انليل : اعذريني فوجئت بوجودك هنا ، ففاتني 
  أن أحييك . 
ننليل : عمت صباحا . 
انليل : " يتلفت حوله " هذا مكان جميل .
ننليل : نعم ، انه جنتي .
انليل : دلمون .
ننليل : جنتنا على الأرض .
انليل : حيث الغراب لا ينعق " يرتفع صوت 
  نعيق غراب " 
ننليل : " تغالب ضحكتها " ….
انليل : والذئب لا يفترس .. " يبتسم "فلأسكت. 
ننليل : " تضحك " …
انليل : " يضحك " أخشى أن يفاجئنا ذئب من 
   بين الأشجار . 
ننليل : يبدو أن هذه هي المرة الأولى ، التي 
  تأتي فيها إلى هنا .
انليل : نعم ، ولن تكون الأخيرة 
ننليل : أهلا بك ..
انليل : " مازحا " في دلمون 
ننليل : " تبتسم " ليكن في دلمون .
انليل : لندع الباقي ، لا أريد أن اجن وأهيم 
  على وجهي .
ننليل : " تضحك " عين العقل ، والأفضل أن 
   تبقى تصطاد السمك . 
انليل : وهذا ما افعله " يرفع السمكتين" 
  انظري صيدي اليوم . 
ننليل : "تنظر إلى السمكتين " سمكتان رائعتان 
انليل : ولذيذتان .
ننليل : البني لذيذ فعلاً .
انليل : لنقتسمهما إذن .
ننليل : لا ، أرجوك .
انليل : انت رحبت بي في دلمون ، فتذوقي 
  سمكي .
ننليل : لا أريد ثمنا لهذا الترحيب 
انليل : هذه ليست ثمنا " يقدم لها السمكة " 
  إنها هدية .
ننليل : " تنظر إليه مترددة " ….
انليل : الهدية لا ترد ، أرجوك .
ننليل : " تمد يدها إلى السمكة " ….
نسكو : " يدخل مسرعا " مولاي انليل . 
ننليل : مولاي .! " تسحب يدها " أنت .. 
انليل : نسكو .
نسكو : " يتوقف محرجا " عفواُ .
ننليل : " تتراجع متمتمة " أنت الأمير . 
انليل : مهلا .. مهلا . 
ننليل : " تخرج راكضة " …. 
انليل : " يهم باللحاق بها " السمكة .. "   
   يتوقف " . 
نسكو : عفوا ، مولاي . 
انليل : " يلتفت إليه " …. 
نسكو : تأخرت ، وخفت …
انليل : " يرفع السمكة " … 
نسكو : أشعلت النار .. و .. 
انليل : هذه سمكتها .
نسكو : مولاي .
انليل : سمكة ننليل . 
نسكو : ننليل .! 
انليل : لن يأكلها احد غيرها .
نسكو : مولاي انليل .. 
انليل : لا بد أنها تسكن في مكان قريب " يسرع نحو الخارج " لنتبعها . 
نسكو : مولاي ، الأميرة .
انليل : (وهو يخرج) تعال الآن ، تعال . 
نسكو : آه من عشتار .
عشتار : " تظهر وتهز رأسها " ….
نسكو : لعل في الأمر حكمة ، لم افهمها . 
عشتار : " تبتسم " …. 
نسكو : من يدري .
انليل : " من الخارج " نسكو . 
نسكو : " يسرع نحو الخارج " مولاي 
انليل : هيا ، يا نسكو ، اسرع . 
نسكو : " وهو يخرج " ها أنذا يا مولاي 
عشتار : يا للإنسان ، كلما استعصى على فهمه شيء ، ظن أن في الأمر حكمة " تقف في المقدمة " مهما يكن ، فان الرهان قد بدأ .. 

                             إظلام تدريجي ، عشتار
                               تتراجــع ، ثم تختفي

                                  إظلام




المشهد الثاني 


                             قاعة العرش ، الملك
                              يذرع القاعة قلقــاً

الحاجب : " يدخل " مولاي 
الملك : " يتوقف " كوباتم .؟ 
الحاجب : لا يا مولاي ، نسكو . 
الملك : المهم كوباتم .
الحاجب : مولاي ، أرسلنا وصيفة شابة إلى المعبد . 
الملك : أرسلوا من يستعجلها 
الحاجب : في الحال ، يا مولاي . 
الملك : ليدخل نسكو . 
الحاجب : " ينحني " أمر مولاي .
الملك : آه .. المعبد . 


         الحارس يخرج ، يدخل
                              نسكو ، وينحنـــي

نسكو : " ينحني " عمتم صباحا يا مولاي . 
الملك : طمئني .
نسكو : " مترددا " حدثته ، حدثته ، كما أمرتم 
  يا مولاي . 
الملك : لقد حدثته مرارا ، أريد النتيجة . 
نسكو : انليل لن يخالف أمركم ، يا مولاي . 
الملك : " منزعجا " نسكو .
نسكو : لا داعي للقلق ، يا مولاي ، لعل الأمر   
  مجرد نزوة . 
الملك : نزوة كنزوة جده " بحدة "  لكن لا "   
  يلتفت إلى نسكو " أين هو .؟ 
نسكو : في الحديقة ، يا مولاي ، ينتظر أمركم 
الحاجب : " يدخل " مولاي 
الملك : " ينظر إليه عابسا " ….
الحاجب : الأميرة .. 
الملك : كوباتم  .
الحاجب : نعم ، يا مولاي . 
الملك : أخيرا جاءت .
الحاجب : أدخلتها ، حسب أمركم يا مولاي ، غرفة الانتظار .
الملك : حسن ، لحظة .
الحاجب : " يقف جامدا " …. 
الملك : نسكو  .
نسكو : مولاي .
الملك : اذهب واتني بانليل . 
نسكو : " ينحني " أمر مولاي " يخرج " . 
الملك : أيها الحاجب . 
الحاجب : نعم ، مولاي .
الملك : " يتجه إلى الخارج " سأذهب للحظة إلى غرفة الانتظار . 
الحاجب : " يتبع الملك صامتا " ….
الملك : إذا جاء رئيس مجلس الشيوخ .. 
الحاجب : ايشو . 
الملك : " منزعجا " نعم ، ايشو . 
الحاجب : عفوا ، مولاي .
الملك : لينتظرني ريثما أعود . 
الحاجب : أمرك ، يا مولاي .

                              الملك يخرج ، تمر
                              فترة ، يدخل ايشـو

ايشو : أسعدت صباحا ً. 
الحاجب : أسعدت صباحا ، سيدي ، تفضل . 
ايشو : جلالة الملك ..! 
الحاجب : جلالة الملك يأتي بعد قليل .
ايشو : أظنني سمعت صوت جلالته ، حين مررت بغرفة الانتظار . 
الحاجب : نعم ، سيدي ، جلالة الملك هناك . 
ايشو : " ينظر إليه مستغربا " ….
الحاجب : جلالته مع الأميرة . 
ايشو : آه .. " يسير متأوها "  يا للشيخوخة . 
الحاجب : تفضل بالجلوس ، يا سيدي ، ريثما يأتي جلالة الملك . 
ايشو : " يجلس متأوها " لتكن الآلهة في عون 
  جلالته . 
الحاجب : " يرمقه بنظرة خاطفة " …. 
ايشو : وفي عوننا جميعا . 
الحاجب : سيدي .
ايشو : جلالة الملك .؟ 
الحاجب : نعم ، سيدي ، جلالته قادم . 

                           ينهض ايشو ، الحاجب
                            يجمد ، يدخــل الملك

الملك : " عابسا " ايشو . 
الحاجب : سيدي حضر ، يا مولاي . 
الملك : " يرى ايشو " آه ، ها أنت ذا هنا . 
ايشو : " ينحني " عمت صباحا يا مولاي . 
الملك : عمت صبحا (يرمقه متوجسا) حضرت 
  مبكرا ً .
ايشو : جئت مباشرة من المجلس .
الملك : صبرا ، يا ايشو ، صبراً .
ايشو : نفر ومستقبل نفر ، بين أيديكم يا 
  مولاي.
الملك : إنني كما ترى ، لا أكاد استقر لحظة .
ايشو : لا بد من حسم الأمر ، بأسرع وقت   
  ممكن ، فصبر الشيوخ بدأ ينفد . 
الملك : اطمئن ، الأمر سيحسم اليوم ، بعون 
  عشتار .
ايشو : عشتار " مبتسما " حقا ، نحن بحاجة إلى عونها . 
الملك : نعم ، لكني لم اترك الأمر لها وحدها .
ايشو : باركتك الآلهة ، يا مولاي ، فاللغط يزداد حول تعلق الأمير ، بابنة فلاح اسمها ..
الملك : ننليل .! 
ايشو : نعم ، نعم ، ننليل .
الملك : هذه أكاذيب .
ايشو : بالطبع ، يا مولاي ، وزواجه من الأميرة ، يضع حدا لهذه الأكاذيب . 
الملك : أرسلت في طلب انليل ، وسيأتي بعد 
  قليل .
ايشو : رأيت الأمير ، حين قدمت ، يتجول في 
  الحديقة .
الملك : والأميرة هنا ، في غرفة الانتظار .
ايشو : لتحفظها الآلهة ، فطالما رايتها في 
  المعبد ، مع الكاهنة العجوز . 
الملك : هذه الكاهنة بمثابة مربية لها ، وقد 
  تعلقت الأميرة بها بعد وفاة والديها . 
ايشو : الكاهنة امرأة مباركة يا مولاي . 
الملك : مهما يكن ، الزواج سيتم قريبا .
ايشو : بعون الآلهة .
الملك : " يرمقه متضايقا " ….
ايشو : عن إذنك يا مولاي .
الحاجب : " يدخل " مولاي .
الملك : انليل .؟
الحاجب : نعم ، يا مولاي . 
ايشو : الأفضل ، إذن ، أن اذهب يا مولاي . 
الملك : تفضل .
ايشو : " ينحني للملك ثم يخرج " .... 
الملك : " للحاجب " ليدخل انليل . 
الحاجب : " ينحني "  أمر مولاي " يخرج " .... 
الملك : عشتار ، أريد عونك ، أرجوك ، 
   أعينيني . 

                              يدخل انليل ، الملك
                             يسرع إليه ، متهللاً

الملك : أهلاً انليل ، أهلاً ، أهلاً  .
انليل : أهلاً بك ، با أبي .
الملك : تعال يا بني ، تعال .
انليل : " يقترب من الملك " جاءني نسكو . 
الملك : انليل .
انليل : " ينظر إليه صامتا " ….
الملك : أنا وحيد يا بني ، وحياتي أصبحت 
                      جافة.
انليل : الكل حولك يا أبي ، ولا يريدون لك إلا 
                    الراحة .
الملك : أريد أن افرح ، ولن يفرحني احد 
                    غيرك .
انليل : " يلوذ بالصمت " …. 
الملك : وأنت لا تريد أن تفرحني .
انليل : ليت ما يفرحني يفرحك .
الملك : " يبتعد متأوهاً " آه
انليل : أبي .
الملك : أحيانا يضيق صدري "يلمس عنقه" 
   حتى أكاد " يجلس " تعال ، اجلس إلى 
  جانبي . 
انليل : " يجلس إلى جانبه " البارحة رأيت 
                    الطبيب . 
الملك : دعك منه ، انه يكذب .
انليل : لا ، يا أبي .
الملك : إنني اعرف نفسي ، مهما يكن ، فانا 
  الآن رجل عجوز . 
انليل : أبي ، أنت بخير . 
الملك : سأكون حقا بخير ، إذا أفرحتني .
انليل : " ينهض " صبرا ، يا أبي ، صبراً . 
الملك : " ينهض ويقترب منه " هذا ما تقوله 
  دائما ، ولتعلم ، إذا أنا صبرت ، فان 
  مجلس الشيوخ لن يصبر .
انليل : هؤلاء الشيوخ يتمادون . 
الملك : كلا ، الحق معهم ، فأنت ستكون الملك ، وربما قريبا .
انليل : " يهم بالكلام " ….
الملك : اسمعني أولاً .
انليل : " يصمت " ….
الملك : مجلس الشيوخ له سلطة واسعة في نفر ، وهو يستطيع عزلك ، أو نفيك ، بل وحتى ..
انليل : نعم ، ولكن المجلس لا يستطيع ، أن 
  يحرم الأميرة مما ترديه . 
الملك : الأميرة لا تريد ما يتنافى ومصلحة نفر .
انليل : إنها تريد أن تدخل المعبد وتصبح 
                    راهبة .
الملك : هراء ، ابنة أخي لن تدخل المعبد ، بل 
  ستجلس إلى جانبك على عرش نفر . 
انليل : " محتجا " أبي .  
الملك : " يصيح " أيها الحاجب . 
انليل : " يدخل " مولاي . 
الملك : ناد الأميرة .
الحاجب : " ينحني " أمر مولاي " يخرج" 
الملك : ستأتي الأميرة الآن ، وستبقيان معا حتى 
                    تحسما الموقف . 
الحاجب : " يدخل " مولاي ، الأميرة . 
الملك : لتتفضل .
الحاجب : " ينحني " أمر مولاي "يخرج " .... 
الملك : انليل ، هذه فرصتك الأخيرة 
انليل : "يطرق صامتا " ….
كوباتم : "تدخل في هدوء الكاهنات " ….
الملك : " يتمتم عابسا " يا للآلهة .... 
كوباتم : ها أنا ذي يا مولاي .
الملك : " يقترب منها " بنيتي . 
كوباتم : مولاي .
الملك : تذكري ما قلته لك . 
كوباتم : " ترمق انليل بنظرة خاطفة " الخير ما  تختاره الآلهة ، يا مولاي .
الملك : أريد همتك . 
كوباتم : " تطرق برأسها صامتة " ….
الملك : سأذهب الآن " ينقل بصره بين انليل وكوباتم " وأترككما وحدكما " يتجه إلى الخارج " عشتار ، عونك ، يا عشتار . 

                           الملك يخرج ، انليـل
                          وكوباتم يتبادلان النظر

كوباتم : انليل .
انليل : كوباتم . 
كوباتم : تكلم يا انليل ، قل شيئا . 
انليل : لا اعرف ما أقول .
كوباتم : كان لديك دائما ما تقوله لي . 
انليل : والآن لدي أكثر ..
كوباتم : لكن .. 
انليل : كوباتم .
كوباتم : " تتأمل انليل "  آه كم كبرت منذ أن التقينا 
  آخر مرة .
انليل : عجباً ..
كوباتم : أنا أيضا كبرت .
انليل : لم يمض على لقائنا إلا أسبوعان . 
كوباتم : ويا لهما من أسبوعين .
انليل : كأني أرانا البارحة ، طفلين صغيرين 
   نركض وراء الفراشات .
كوباتم : آه طفولتنا لم تدم طويلا . 
انليل : ربما لأنها كانت جميلة . 
كوباتم : نعم ، كانت .
انليل : ما أكثر ما لهونا معاً . 
كوباتم : والآن انتهى زمن اللهو " تهز رأسها " 
  لم نعد صغارا يا انليل .
انليل : يا للأسف ..
كوباتم : هذه هي الحياة . 
انليل : " ينظر إليها صامتا " ….
كوباتم : انليل .
انليل : نعم .
كوباتم : الملك ، تحدث إليك . 
انليل : كما تحدث إليك ، يا كوباتم .  
كوباتم : لو تعرف كم ألح علي .
انليل : وهذا ما فعله معي أيضاً  . 
كوباتم : يا للإله .
انليل : إنني لا ألومه .
كوباتم : لقد وضع أمله كله فينا . 
انليل : انه يحبنا بقدر ما يحب نفر .
كوباتم : بل أكثر .
انليل : كوباتم .
كوباتم : " تنظر إليه صامتة " ….
انليل : أنت تعرفين كم أعزك . 
كوباتم : ليس أكثر مما أعزك .
انليل : لكن ..
كوباتم : آه من لكن . 
انليل : أصغي .
كوباتم : نعم يا انليل . 
انليل : إذا شئت فاني " يصمت حائرا " كوباتم. 
كوباتم : قيل لي إنها جميلة .
انليل : " ينظر إليها مذهولاً " ….
كوباتم : ننليل . 
انليل : ننليل .! 
كوباتم : واسمها أيضا جميل .
انليل : كوباتم ..
كوباتم : انليل وننليل .
انليل : ماذا أقول .؟ 
كوباتم : لا تقل شيئا ، هذه مشيئة عشتار . 
عشتار : " تظهر وتهز رأسها " ….
انليل : سامحيني يا كوباتم . 
كوباتم : لا ، انها طريقك وقد اخترته . 
انليل : كوباتم .
عشتار : " تهز رأسها ثانية " ….
كوباتم : وأنا اخترت طريقي ، المعبد . 
انليل : ما أصعب هذا الطريق .
كوباتم : ليس أصعب من طريقك . 
انليل : أبي يحبني ، وآمل أن يتفهمني . 
كوباتم : لن يتفهمك شيوخ نفر  .
انليل : المهم عندي أنت .
كوباتم : انليل .
انليل : صدقيني " يمسك يديها " انني لم افكر 
  الا فيك .
كوباتم : اصدقك . 
انليل : باركتك الالهة . 
كوباتم : اتمنى لكما السعادة . 
انليل : اشكرك ، اشكرك جدا . 
كوباتم : والان علي ان اذهب "تحاول ان تسحب  
  يديها" عن اذنك . 
انليل : " يتشبث بيديها " لا .. 
كوباتم : الكاهنة تنتظرني في الغرفة المجاورة " تسحب يديها من بين يديه " سأذهب مباشرة الى المعبد . 
انليل : كوباتم .
كوباتم : " تتراجع " استودعك الالهة يا انليل .
انليل : صحبتك السلامة يا اميرتي ، صحبتك 
  السلامة 
كوباتم : " تخرج مسرعة " …. 
انليل : " يطرق راسه " ….
عشتار : هذا هو الانسان  " تسير نحو المقدمة" 
  لا تخافوا ، انه لا يراني ، ولا يسمعني  
  " تتوقف " اذا نجح في حبه او اخفق ، 
  قال انها مشيئة عشتار ، (تبتسم) من 
  يدري ، لعلي لست بريئة تماما ، مهما 
  يكن ، فلنتابع الرهان ..

                           عشتار تختفي ، انليـل
                            يرفع رأسه ، ويخرج
                      
                                    إظلام






                                         الفصل الثاني

المشهد الاول 

                                   أمام بيت ننبــار ،
                                  ليل ، تظهر عشتار

عشتار : " تدور متأملة المنظر " شجرة مزهرة .. بيت ريفي .. ربيع .. وليل " تتوقف " منظر جميل .. أليس كذلك " تتلفت" مهلاً .. المنظر ينقصه شيء ، شيء مهم .. آه .. " تبتسم " القمر ، نعم القمر " ترفع رأسها " أيها القمر ، اظهر " القمر يظهر بدراً " الآن اكتمل المنظر " تغمز بعينها مبتسمة " لست مسؤولة عما يمكن أن يحدث في مثل هذا المنظر ، صحيح أنا عشتار ، لكن " تنصت" عفواً علي ان اختفي ، فانليل ونسكو قادمان .. 

                      عشتار تختفي ، يدخل
                    انليل ، يتبعه نسكــو

نسكو : مهلا أرجوك . 
انليل : دعني الآن . 
نسكو : أصغ إليّ . 
انليل : منذ ساعات وأنا أصغي إليك . 
نسكو : وما الفائدة .‍! انك لم تكن معي لحظة واحدة . 
انليل : " يتطلع الى القمر " نسكو .. 
نسكو : مولاي .. 
انليل : القمر . 
نسكو : " بصمت متنهدا "  ….
انليل : انه يشبه ننليل .
نسكو : دع ننليل لحظة .
انليل : محال .
نسكو : لا بد من مواجهة الموقف .
انليل : أبي غاضب الآن ، إنني اعرفه . 
نسكو : مهما يكن ، اشرح له الأمر ، فقد ..
انليل : غداً ، لا .. بعد غد ، لا ..
نسكو : مولاي .
انليل : عندما يهدأ .
نسكو : سيهدأ إذا قلت له أن الأميرة ..
انليل : كلا ، لن القي اللوم على الأميرة . 
نسكو : لكنها الحقيقة . 
انليل : الحقيقة ، آه من الحقيقة .
نسكو : حسن لنبحث عن بديل .
انليل : لدي البديل .
نسكو : مولاي .
انليل : أتزوج .
نسكو : آه .
انليل : بأسرع وقت . 
نسكو : حذار .
انليل : واضع الجميع أمام الأمر الواقع . 
نسكو : الملك لن يوافق ، وكذلك مجلس 
   الشيوخ .
انليل : دعك من مجلس الشيوخ . 
نسكو : والملك .!
انليل : افعل ما فعله جدي ، فيوافق .
نسكو : هذه مغامرة .
انليل : لا خيار .
نسكو : أنت حر ، لكن تذكر إنني ..
انليل : لا تخف ، لقد نجح جدي وأنا أيضا سأنجح .
نسكو : آه ، ماذا أقول .؟ 
انليل : قل مبروك ، أو اصمت . 
نسكو : " يبتسم " مهما يكن ، "يشد على يده " أتمنى لك السعادة . 
انليل : هذا ما تمنته لي أيضاً .. الأميرة . 
نسكو : الأميرة ، آه .. ما أعظمها .
انليل : " ينظر باتجاه البيت " ….
نسكو : أشرق قمرك . 
انليل : ننليل .
نسكو : " متراجعا " فليغرب نسكو اذن . 
انليل : " يلوح لنسكو " أراك غداً .
نسكو : " ملوحا " الى الغد يا مولاي " يخرج " 
انليل : ها هي ننليل قادمة " يسرع نحو الشجرة " فلأختبئ وراء هذه الشجرة . 

                      انليــل يختبئ وراء
                      الشجرة ، تدخل ننليل

ننليل : ما اهدأ الليل ، أكاد اسمع النجوم تتهامس في السماء " تنصت لحظة " هذا بلبل يغرد ، لا بل .. " تبتسم " ليكن ما يكون ، فكل شيء جميل الليلة " تتوقف منصتة " انليل ، لا .. ليس هو ، إنها الريح تركض بين الأزهار " تتلفت " تأخر انليل ، هذه ليست عادته ، أخشى أن .. ، لا .. لا .. سيأتي ، انليل لا يخلف وعده " ترفع رأسها " آه .. القمر . 
انليل : " يطل برأسه من وراء الشجرة " ….
ننليل : با الهي ، كم هو جميل ، ليت لي طفل في جماله " تضحك " آه من الليل ، انه يسبب الجنون أحياناُ " تكف عن الضحك " مهلاً ، يا ننليل ، مهلاً ، فقد يكون لك في المستقبل طفل ، طفل جميل من .. " " تضحك ثانية " يا لطيشي ، هذا حلم ، لكن " تكف عن الضحك " ولكن ، لو تحقق هذا الحلم يوما ، وجاءني طفل بجمال القمر ، سأسميه .. 
انليل : " بصوت هامس " نانا 
ننليل : نانا ، نعم اسميه نانا " تنتبه " من .؟ "  " تنظر اليه خجلة " انليل . 
انليل : " يصيح " نانا .. نانا .. نانا . 
ننليل : " تقترب منه تحاول اسكاته " انليل ،   
  لا تصح هكذا .
انليل : " يمد يديه ويحضنها " ….
ننليل : قد تسمعك أمي .
انليل : " يضع رأسه فوق كتفها " ….
ننليل : إنها مستيقظة تنتظرك ، فهي تريد أن .. 
" تصمت لحظة " انليل .
انليل : " لا يرد " ….
ننليل : " تأخذ وجهه بين يديها " انليل .
انليل : " ينظر إليها بادي الحزن " ….
ننليل : ما الأمر يا عزيزي .! 
انليل : الأميرة . 
ننليل : كوباتم ؟
انليل : " يهز رأسه " ….
ننليل : مالها ، تكلم ، أقلقتني . 
انليل : اليوم دخلت المعبد .
ننليل : آه ..
انليل : والسبب هو أنا .
ننليل : لا ، بل أنا .
انليل : ننليل ..
ننليل : لو لم تلقني لما ..
انليل : قدري أن ألقاك 
ننليل : آه يا انليل ، ليتك لم تكن أميرا . 
انليل : إنني أمير " يبتسم بشيء من الحزن " 
  وهذا قدرك .
ننليل : " تبتسم هي الأخرى " ….
انليل : " يتطلع إلى القمر " ننليل ، انظري. 
ننليل : " تنظر إلى القمر " آه ..
انليل : كم هو جميل .
ننليل : وبعيد .
انليل : نانا .. ليس ببعيد . 
ننليل : قد لا يكون نانا .
انليل : بل سيكون ، يا ننليل .
ننليل : هذا حلم .
انليل : مادام هناك انليل وننليل ، سيكون 
  هناك نانا .
ننليل : " تغمض عينيها " حلم .. حلم . 
انليل : وسيتحقق .
ننليل : انليل ، إنني أخاف ..
انليل : لا يا ننليل ، أنا إلى جانبك . 
ننليل : أخاف أن يختفي هذا الحلم .
انليل : افتحي عينيك .
ننليل : " ترفع رأسها إليه " ….
انليل : افتحي عينيك ، يا ننليل . 
ننليل : " تفتح عينيها " ….
انليل : ها إني أمامك ، وسأبقى أمامك دوما . 
ننليل : انليل .
انليل : كوباتم دخلت المعبد . 
ننليل : " مترقبة " نعم .
انليل : وقد باركتنا . 
ننليل : فلتباركها الآلهة .
انليل : وتمنت لنا السعادة .
ننليل : " تترقب متلاحقة الأنفاس " ….
انليل : والآن نستطيع أن ..
ننليل : " تتلفت حولها " ….
انليل : أظنها أمك .
ننليل : نعم ، إنها هي . 
انليل : جاءت في الوقت المناسب ، أريد أن أحدثها .
ننليل : هي أيضا تريد أن تحدثك . 

                        تقبل ننبــار ، انليـل
                       وننليل ينتظراها صامتين

ننبار : عمت مساءاً ، يا مولاي . 
انليل : مولاي ، ثانية .
ننبار : طبعا يا .. 
انليل : دعي مولاي هذه ، فأنت أم ننليل . 
ننليل : " تبتسم فرحة " ….
ننبار : عفوا ، مهما يكن ، أنت أمير نفر ، 
  وملكها المقبل . 
انليل : لا باس ، فهذه المولاي قد تدعينها 
  قريبا . 
ننبار : "تنظر الى ننليل " ….
ننليل : " تبتسم " …
ننبار : مولاي ..
ننليل : تكلمي يا أمي . 
ننبار : " مترددة " أريد أن ..
انليل : تفضلي . 
ننبار : لنتعشّ أولاً  .
انليل : " ينظر إلى ننليل " ….
ننليل : وأي عشاء . 
ننبار : ربما لا يليق بـ ..
ننليل : سمكة اصطدتها اليوم .
انليل : أنت ؟ 
ننليل : علمتني الصيد ، فكل من صيدي . 
انليل : سآكل .. مدى العمر .
ننليل : " تبتسم فرحة " ….
ننبار : لنذهب إذن العشاء جاهز . 
انليل : أم ننليل . 
ننبار : " تتوقف " مولاي .
انليل : قبل أن نذهب إلى العشاء ، أريد منك 
  شيئا .
ننبار : تأمر يا مولاي . 
انليل : لديك زهرة أريدها . 
ننليل : " تبتسم فرحة " ….
ننبار : مولاي  ، أتعني .
انليل : نعم ، أريد ننليل .
ننبار : تريدها ؟ 
انليل : زوجة .
ننليل : " ترمق ننبار فرحة " ….
ننبار : يا للآلهة .
انليل : ماذا تقولين ؟ 
ننبار : وماذا يمكن أن أقول ، مولاي ، أنت 
  انليل .
انليل : أشكرك ، والآن ، قولي ما تريدينه . 
ننبار : " تنظر إلى ننليل " ….
ننليل : قولي ما عندك يا امي . 
انليل : تفضلي " يبتسم " العشاء سيبرد . 
ننبار : الملك يا مولاي . 
انليل : ابي يعرف .
ننبار : آه .
انليل : دعي الخوف عنك ، ننليل ستكون 
  زوجتي .
ننبار : هذا ما اتمناه ، لكن با مولاي ، لا بد 
  من موافقة الملك . 
انليل : " يرمق ننليل بنظرة خاتطفة " ….
ننبار : مولاي . 
ننليل : لنرجئ هذا الان ، يا امي . 
ننبار : نرجئه ، لماذا ؟ 
انليل : الحقيقة ابي غاضب مني قليلاً . 
ننبار : آه .
انليل : لكن اطمئني انه يوافق دائما على ما 
  اريده .
ننليل : لا عليك ، لننتظر بعض الوقت ، يا 
  انليل .
انليل : كلا ؟ لن انتظر . 
ننليل : انليل .
انليل : ولدي حل .. وسأنفذه غدا . 
ننليل : حل ؟
انليل : " يهز رأسه " ….
ننليل : الأفضل أن نتروى . 
انليل : لقد جربه جدي وفاز بما يريد . 
ننبار : " تنظر إليه مذهولة " ….
ننليل : انليل . 
انليل : تزوج في المعبد ، وسار مع زوجته ، عبر شوارع نفر ، حتى دخل القصر على الملك ، وقال : أبي ، لقد تزوجت ، وأشار إلى زوجته وقال : ها هي زوجتي . 
ننليل : انليل .
ننبار : مولاي . 
انليل : لا تخافا ، إنني اعرف أبي ، ولن يفعل إلا ما فعله جدي ، سيفرح لي ، ويقول : مبارك زواجك ، يا انليل   "تنظران إليه مذهولتين " ها ، ما رأيكما في هذا الحل ؟ 
ننليل : " تنظر إلى ننبار " …. 
ننبار : " تتراجع " مولاي . 
انليل : نعم .
ننبار : عن إذنك " تسرع نحو البيت " سأعد المائدة للعشاء .
انليل : تعالي ، يا ننليل " يمسك يدها ، ويتبع 
ننبار " تعالي نتذوق السمكة ، التي اصطدتها اليوم .
                       
                              ننبار تدخل البيت ،
                             يتبعها انليل وننليل

عشتار : " تظهر "اأها القمر ، أرايت .؟ مهلا ، 
                  سيقول البعض انك أيضا مسؤول عما 
              حدث ، وعما سيحدث ،والآن ، وقد 
              انتهى دورك .. غب (القمر يختفي) ها 
              قد غاب القمر ، فلأغب أنا أيضا ، ولو 
              إلى حين .. 

                           إظلام تدريجي ، عشتار
                             تتراجع ، ثم تختفـي

               أظلام 


المشهد الثاني 

                           بيت ننبــار ، قبيـل
                         الغروب ، ننبار وحدها

ننبار : عشتار ، أيتها الآلهة الرحيمة ، ماذا جنت بنيتي ننليل .؟ كاد عرسها ينقلب عزاء "تنظر عبر النافذة " آه تأخرت اليوم أيضا ، وقد تبقى كالعادة ، حتى ترى الليل يعود " تنصت " لعلها هي " تنظر ثانية عبر النافذة " نعم ، إنها هي ، والمهم رفيقها " تبتعد عن النافذة  " طفلتي المسكينة . 

                          يفتح البـاب ، وتدخل
                        ننليل ، متعبة مهمومة

ننليل : أمي .
ننبار : بنيتي ، تعالي ارتاحي .
ننليل : لا ، يبدو إني لن أرتاح .
ننبار : كفى يا ننليل ، من يسمعك يظن أنك امرأة عجوز .
ننليل : سأكون عجوزاً .
ننبار : بعد شباب طويل .
ننليل : " تهز راسها " ….
ننبار : هذا ظرف طارئ ، وحتما يزول . 
ننليل : انليل يا امي ، انليل .
ننبار : انليل رجل ، وسيكون بخير . 
ننليل : منذ اكثر من شهرين وهو يلوب ، لا 
  يقر له قرار .
ننبار : ومن يلومه ، المسكين لم يتوقع من 
  أبيه تلك الغضبة . 
ننليل : ليت الأمر يتوقف عند هذا الحد . 
ننبار : لا تهولي الامر ، انليل ابنه الوحيد ، 
  ولن يستمر غضبه عليه طويلاً .
ننليل : هناك شيء ، لا أدري ما هو ، وقد  "بصوت مرتعش " إنني خائفة . 
ننبار : هذه أوهام " تمد يدها اليها " تعالي 
  أجلسي .
ننليل : لا " تبتعد قليلا " لا أستطيع " تنظر 
  عبر النافذة " الشمس تكاد تغرب .
ننبار : صبراً يا بنيتي ، سيأتي انليل ، هذا 
  وقته . 
ننليل : آه ، انليل "تصمت لحظة " احيانا 
  أتمنى لو لم أقابله .
ننبار : انليل يحبك . 
ننليل : لقد إمتلأت ايامه بالهموم والقلق .
ننبار : هذاليس ذنبك انت اردت له السعادة . 
ننليل : كان علي أن أهرب منه فهو أمير وأنا ..
ننبار : دعك من هذا يا بنيتي ، لعل نسكو يأتي اليوم ، ومن يدري ، فقد يحمل لك ما يسر.
ننليل : نسكو لم يأت منذ أيام .
ننبار : لننتظر ، قد يأتي اليوم .
ننليل : " تنصت لحظة " انليل .
ننبار : " تنظر عبر النافذة  " إنه هو " تلتف إلى ننليل " امسحي عينيك . 
ننليل : " تمسح عينيها بسرعة " ….
                        
          يفتح الباب ، ويدخل
                      انليل ، قلقا ومهموما
ننليل : انليل .
انليل : عمتم مساءا . 
ننبار : عمت مساءا يا مولاي . 
ننليل : أين مضيت.؟ بحثت عنك في كل مكان.
انليل : أين يمكن أن أمضي .؟ تجولت في الغابة .
ننليل : أقلقني غيابك ، لقد خرجت منذ الصباح وها هي الشمس تكاد تغرب . 
انليل : لست صغيراً لتقلقي لغيابي . 
ننليل : " تصمت متأثرة " ….
ننبار : مولاي ، إنها زوجتك وطبيعي أن تقلق عليك . 
انليل : لا أريدها أن تقلق ، إني بخير . 
ننبار : أنتظرتك على الغداء ، حتى إنها لم تأكل.
انليل : قلت لها مراراً أن لا تنتظرني ، كلا أنتما ، وسآكل انا عندما اعود .
ننبار : حسن يا مولاي ، حسن ، سأسخن لك الطعام . 
انليل : أرجوك ليس الآن . 
ننبار : حان وقت العشاء ، وأنت لم تتغد . 
انليل : لا أشتهي أي شيء .
ننبار : مهلاً يا مولاي ، سأحلب البقرة وأغلي لك شيئا من الحليب .
انليل : " ينظر إليها صامتا " ….
ننبار : عن اذنك "تتجه مسرعة إلى الخارج" سأحلب البقرة حالا .

                         ننبار تخرج ، انليـل
                      وننليل يبقيان لوحدهما

ننليل : انليل .
انليل :إنني آسف ..
ننليل : اسمعني من فضلك . 
انليل :لا تؤاخذيني ، هذه الظروف أتعبتني . 
ننليل : أتركني ، يا انليل.
انليل : ننليل ! 
ننليل : ارتكني وعد إلى أبيك .. الملك . 
انليل : ماذا تقولين !
ننليل : أنت ولي عهد نفر ، ومستقبلك ليس إلى جانبي .
انليل : أنت تهذين .
ننليل : أتركني .
انليل : " يحدق فيها صماتا " ….
ننليل : " دامعة العينين " أرجوك يا انليل ، أرجوك .
انليل : لو كنت مكاني ، هل تتركينني . 
ننليل : انليل .
انليل : هل تتركينني ، يا انليل !
ننليل : " تنظر اليه حائرة " ….
انليل : أجيبي . 
ننليل : نعم .
انليل : كلا .
ننليل : " دامعة العينين " نعم أتركك . 
انليل : لكن دموعك تقول شيئا آخر .
ننليل : لا تصدق دموعي " تغالب بكاءها " إن .. دموع المرأة .. تكذب . 
انليل : إلا دموعك .
ننليل : انليل " تحضنه باكية " انليل .. انليل . 
انليل : ننليل " يحضنها " مهما تكن الظروف، يا ننليل ، سنبقى معاً ، ولن نفترق ابدا. 
ننليل : " ترفع راسها منصتة " اظنها امي .
انليل : " ينصت " نعم انها هي .
ننليل : " تبتعد عن انليل " اسمعها تركض ، ما بالها .؟
انليل : لا عليك " يتجه نحو الخارج " سأخرج إليها .
ننليل : " تنظر عبر النافذة " مهلاً ها هي قادمة . 

                    يدفع الباب ، وتدخـل
                           ننبار متقطعة الانفاس

ننبار : مو .. لاي . 
انليل : اهدئي ، يا أم ننليل ، اهدئي . 
ننبار : " تلهث مضطربة " .. آآآ .. 
ننليل : ما الأمر يا أمي ؟ تكلمي .
 
ننبار : الملك ..
انليل : أبي .! 
ننليل : الملك .! 
ننبار : ومعه نسكو وثلة من الحرس . 
ننليل : " تتمتم خائفة " يا إلهي .
انليل : لا تخافي ، لا بد أن أبي قد صفح عنّا ، وجاء لياخذنا إلى نفر .
ننبار : بعون الألهة " الباب يطرق  " الملك . 
ننيل : " تتشبث بانليل " انليل .
انليل : " يربت على كتفها " ….
ننبار : " تتجه نحو الباب " سأفتح الباب 
انليل : مهلاً . 
ننبار : " تتوقف " ….
انليل : " يبتعد عن ننليل "  أنا أفتح " يسرع نحو الباب ويفتحه " .
نسكو : " يطل من الباب " مولاي 
انليل : نسكو ، ادخل . 
نسكو : جلالة الملك ، يا مولاي . 
انليل : يتفضل .
نسكو : " ينحني قليلا " تفضل يا مولاي 
الملك : نسكو .
نسكو : مولاي .
الملك : ابق مع الحرس .
نسكو : " يتراجع " أمر مولاي . 
                       
                        الملك يدخل متجهما ،
                          ننبـار تقف حائـرة

ننبار : مولاي . 
انليل : تفضلي ، إذا شئت . 
ننبار : عن إذنكم " تتراجع مضطربة " سأذهب و .. " تخرج وتغلق الباب وراءها " 
الملك : " يحدق في ننليل " ….
ننليل : " تنحني للملك " مولاي . 
الملك : ننليل .
ننليل : نعم يا مولاي . 
الملك : قلما صدق احد في وصفك لي . 
ننليل : " تحدق فيه حائرة " ….
الملك : أنت حقاً جميلة . 
ننليل : أشكرك ، يا مولاي .
الملك : اصارحك ، إني هممت اكثر من مرة ، أن آمر بقتلك .
انليل : أبي .. 
ننليل : أقتلني ، يا مولاي .
انليل : لا .
ننليل : مهلاً ، يا انليل مهلا " تلتفت إلى الملك " مولاي ، أقتلني واصفح عن انليل . 
الملك : انليل ، أنت قتلت انليل . 
ننليل : مولاي .
الملك : قتلت إبني . 
ننليل : ما دام هذا رأيك يا مولاي ، لا تتردد ، اقتلني . 
الملك : لم اقتلك ولن اقتلك ، إن ابني ننليل يحبك. 
ننليل : "تتمتم بشيء من الحيرة والارتياح " .. مولاي .
الملك : "يحدق في انليل " ….
انليل : أبتي .. 
الملك : " يحدق فيه صامتا " ….
انليل : منذ أكثر من شهرين ، وأنا أنتظرك . 
الملك : انليل . 
انليل : لم أتوقع مطلقا أن تتأخر علي هكذا . 
الملك : " بصوت متحشرج " لقد حذرتك ، حذرتك كثيرا ، لكنك لم تصغ إلا إلى قلبك. 
انليل : " ينظر إليه متوجسا " ….
الملك : وها قد وقع ما حذرتك منه . 
ننليل : لكن الذنب ليس ذنبه . 
انليل : ننليل . 
ننليل : بل ذنبي أنا ، يا مولاي . 
انليل : أبي ، لا تصدقها ، ما تقوله ليس هو الحقيقة . 
ننليل : لقد أردته ، إنه أمير ، امير نفر ، والآن ..اقتلني ، وخذه .
الملك : "يهز رأسه " ….
ننليل : خذه يا مولاي ، "تكاد تبكي " خذه ، وعد به إلى نفر . 
الملك : ليتني أستطيع .
ننليل : أنت يا مولاي أبوه ، أنت ملك نفر وكل الأمر لك .
الملك : " يهز رأسه " ….
انليل : أبي .. 
الملك : " ينظر إليه صامتاً " ….
انليل : مهما كان أمرك ، سأرضخ له ولكن .. 
الملك : بني .. 
الملك : لا تبعدني عن انليل .
الملك : فات الاوأن .
ننليل : " تنظر إلى الملك مذهولة " ….
انليل : كلا .
الملك : ستبتعد عنها بنفسك يا بني . 
ننليل : " متوجسة " مولاي .
الملك : لقد تقرر نفيك .. إلى العالم الأسفل. 
انليل : العالم الأسفل ! 
ننليل : عالم الموتى " تبتعد متمتمة وهي تبكي " يا ويلي . 
الملك : هذا العالم ، يذهب الإنسان وحيداً إليه ، ولا يعود منه ابدا ً .
انليل : " متماسكا نفسه " إبي .. 
الملك : هذه إرادة مجلس شيوخ نفر ،وإرادة المجلس كما تعرف لا ترد . 
انليل : أنا إبنك ، إبن ملك نفر ، وسأرضخ لأمر مجلس الشيوخ وأنفذه . 
الملك : الليلة . 
انليل : الليلة ، يا أبي . 
الملك : وداعا ، بني .
انليل : وداعاً أبي .
الملك : " يحضنه " انليل . 
انليل : سامحني يا أبي ، سامحني ، لقد سببت لك الكثير من الألم . 
الملك : " يبتعد قليلا " وداعاً . 

                    الملك يخرج ، انليـل
                    وننليل يبقيان وحدهما

ننليل : انليل .
انليل : سمعت أبي ، يا ننليل .
ننليل : لنهرب .
انليل : لا ، مستحيل . 
ننليل : ليس من أجلي ..
انليل : لا بد أن أمضي . 
ننليل : لا .
انليل : الليلة . 
ننليل : من أجل نانا . 
انليل : نانا !
ننليل : انتظرت أن يأتي الليل لأبشرك ..
انليل : أتعنين .!
ننليل : نعم ، إنني أحمل نانا . 
انليل : يا إلهي .
ننليل : إنه ابننا ، يا انليل . 
انليل : لا .. لا .. مستحيل "يواجهها " ننليل. 
ننليل : لنهرب يا انليل ، لنهرب ، نانا ابنك ، وأريدك أن تراه .
انليل : علي أن اذهب يا ننليل ، "يتراجع " لاأريد لنانا حين يكبر ، أن يخجل من فعلي . 
ننليل : " بصوت باك " انليل . 
انليل : " متراجعا " وداعا يا ننليل . 
ننليل : " تمد يديها نحوه باكية " ….
انليل : هذا طريق .. لن أسيره .. إلا وحدي " وهو يخرج " وداعا .

                    ننليــل تقف ، دامعة 
                    العينين ، تظهر عشتار

عشتار : ننليل . 
ننليل : " تلتفت اليها " عشتار . 
عشتار : إنني أرثى لك ، يا ننليل .
ننليل : سأتبعه " تمسح الدموع من عينيها " سأتبعه ، يا عشتار ..
عشتار : هذا طريق صعب .
ننليل : وكما افتديت تموز ، سأفتدي انليل 
عشتار : أنا عشتار .
ننليل : وأنا ننليل ، " تتجه نحو الباب " ….
عشتار : مهلا ، يا ننليل .
ننليل : وداعاً .. وداعاً .. يا عشتار . 
عشتار : " تتبع ننليل " لا وداع بعد الآن ، يا ننليل . 



                        ننليل تخرج مسرعـة،
                       وتخف عشتار وراءها                            

                                       إظلام






                                          الفصل الثالث


المشهد الاول 

                      بوابة العالم الاسفل،
                      نيتي يقف بالبــاب

نيتي : يا للعجب ، الوافدون إلى العالم الأسفل ، قليلون هذه الأيام . 
عشتار : " تظهر " ….
نيتي : من يدري ، لعل البشر شفيوا أخيراً من جنونهم ، ونبذوا الحروب . 
عشتار : البشر هم البشر .
نيتي : هذه كلمات إلهة .
عشتار : عمت صباحا ، يا نيتي .
نيتي : " يلتفت " عشتار ! 
عشتار : نعم ، عشتار . 
نيتي : عمت صباحاً .
عشتار : أنت مندهش لمجيئي . 
نيتي : الحق ، نعم ، فتموز ليس الآن في العالم الأسفل .
عشتار : دعك من تموز ، لم اجئ من أجله هذه المرة .
نيتي : مهما يكن يا سيدتي ، أهلا بك ، تفضلي بالجلوس .
عشتار : " تجلس " أشكرك ، الطريق أتعبني . 
نيتي : ارتاحي ، يا سيدتي ، ريثما أكلم ملكتي ، إلهة العالم الأسفل ، أختك الكبرى ، ايرشكيجال .
عشتار : مهلاً ، يا نيتي ، لا أريد أن أقابل أختي ..ايرشكيجال .
نيتي : " ينظر اليها مندهشا " ….
عشتار : إنني انتظر انليل . 
نيتي : أمير نفر ؟ 
عشتار : سيأتي بعد قليل . 
نيتي : آه .
عشتار : لقد نفاه مجلس شيوخ نفر إلى العالم الأسفل .
نيتي : لا أظنك ، يا سيدتي ، تريدين افتداءه ، كما إفتديت تموز .
عشتار : لا ، لن أفتديه ، فهناك من سيحاول افتداءه .
نيتي : انليل سيأتي ، كما يأتي الاخرون ، وحيداً .
عشتار : وستأتي هي ، كما أتيت أنا يوماً ، وحيدة .
نيتي : " ينظر إليها متسائلا " ….
عشتار :  ننليل ، زوجته .
نيتي : زوجته .! ياللآلهة ، وماذا يمكن أن تفعل ؟ 
عشتار : هذا ما سنراه . 
نيتي : لعلها حكاية تموز وعشتار من جديد . 
عشتار : لا ، لقد راهنت ، ولن أخسر الرهان .
نيتي : " ينظر إلى الخارج " سيدتي ، أظنه قادم .
عشتار : انليل " تنظر إلى الخارج " نعم ، إنه هو .
نيتي : ليتك يا سيدتي ، تختفين . 
عشتار : إنني مختفية ، اطمئن ، لن يراني أحد الآن غيرك .

                        يدخل انليل متلفتا ،
                        ويقترب من البوابة

نيتي : انليل .
انليل : " يتوقف وينظر إليه " ….
نيتي : تعال يا انليل .
انليل : " يقترب منه مترددا " عمت صباحا ، سيدي .
نيتي : عمت صباحاً " يتأمله " التعب باد عليك .
انليل : نعم فالطريق طويل وشاق .
نيتي : هذا حق ، يا انليل . 
انليل : أنت تعرفني ، يا سيدي . 
نيتي : أجل ، أعرفك .
انليل : " يتأمله متسائلاً " ….
نيتي : أنا نيتي . 
انليل : نيتي .‍!
نيتي : حارس هذه البوابة . 
انليل : آه بوابة الجحيم .
نيتي : قل العالم الأسفل .
انليل : الأمر سواء .
عشتار : نعم ، الأمر سواء .
نيتي : " يشير لها خلسة أن تسكت " ….
انليل : " يتامل البوابة " البوابة ..
عشتار : من يدخلها لا يخرج منها ابداً .
نيتي : " يهمس لعشتار " أرجوك .
عشتار : لا تخف إنه لا يسمعني . 
انليل : بوابة الجحيم " يرمق نيتي بنظرة خاطفة " العالم الأسفل . 
نيتي : هذه البوابة دخلها الملايين قبلك ، وسيدخلها بعدك الملايين . 
انليل : يا للعدالة . 
نيتي : هذه مشيئة الآلهة . 
انليل : الآلهة قدرت علينا الموت ، واستاثرت هي بالخلود .
نيتي : إنها الهة .
انليل : افتح البوابة .
نيتي : " يهم بفتح البوابة " ….
عشتار : مهلاً ، يا بنيتي . 
نيتي : " ينظر الى عشتار " ….
عشتار : أملهله حتى يراها . 
انليل : سيدي ، افتح البوابة . 
نيتي : لحظة ، سأفتحها .
عشتار : لا تفتحها الآن ، دعه ير ننليل ، للمرة الأخيرة . 
انليل : أرجوك ، يا سيدي ، افتحها بسرعة . 
نيتي : عجبا ، يا انليل ، الجميع يتلكؤن هنا ، والدموع تملأ عيونهم . 
انليل : هذا طبيعي ، إنهم بشر .
نيتي : أنت أيضا من البشر . 
انليل : نعم .
نيتي : لكنك تريد الدخول ، وبسرعة . 
انليل : عندي أسبابي .
نيتي : مهما يكن ، فأنت ستدخل . 
انليل : افتحها اذن ، أرجوك .
نيتي : حسن يا سيدي .
عشتار : لا ، يا نيتي .
نيتي : سأفتحها .
عشتار : ننليل توشك أن تأتي . 
نيتي : " يهز رأسه " ….
عشتار : انتظر لحظة .
نيتي : " يوارب البوابة قليلا " انظر . 
انليل : " يتراجع " يا للالهة . 
عشتار : هذه هي البداية .
انليل : " يتلفت حوله متمتما " ننليل . 
عشتار : اطمئن ، ننليل ستلوذ بالفرار ، حين تراها .
انليل : " يلتفت الى نيتي " سيدي .
نيتي : ابق يا انليل ، ابق قليلا ، اذا اردت . 
انليل : اسمعني ، ارجوك .
نيتي : تفضل ، يا سيدي .
انليل : سأدخل  الان ..
نيتي : " يهز رأسه " ….
انليل : وبعد قليل ، تأتي امرأة . 
عشتار : ننليل .
انليل : انها زوجتي . 
عشتار : وهي تتأثره ليل نهار ، منذ ان غادر العالم . 
نيتي : حسن يا سيدي . 
انليل : لا تدعها تلحق بي .
عشتار : اطمئن ، لن تلحق بك ، هذا رهاني. 
انليل : انها حية .
نيتي : امر عجيب ، لم يأت حيّ بقدميه ، الى هنا ، حتى الان . 
عشتار : عداي .
نيتي : عدا عشتار ، وعشتار إلهة . 
انليل : أرجوك ، حان الوقت ، افتح البوابة. 
نيتي : " يهم بفتح البوابة " حسن ، يا … 
عشتار : نيتي ، لحظة ، ها هي قادمة . 
نيتي : " يرفع رأسه " ننليل ؟ 
انليل : ننليل ‍!
نيتي : سيدي ، إنها زوجتك .
انليل : " يدفع البوابة " فلأدخل .
نيتي : مهلاً . 
انليل : لا تدعها تدخل " يدخل مسرعاً " لا تدعها .
نيتي : انتهى انليل . 
عشتار : وبقيت ننليل .
نيتي : إلى حين .
عشتار : أنظر إليها ، يا نيتي . 
نيتي : ما أجملها .
عشتار : مسكين انليل . 
نيتي : " يغلق البوابة " الرثاء لننليل ، فهي حية .
عشتار : ننليل شابة ، ومن يدري ، فقد تصادف بعد حين ، شاباً في عمرها ، ينسبها .. انليل . 
نيتي : من يدري . 
عشتار : صه ، ها هي ننليل . 

                          تدخل ننليل متعبة،
                      وتندفع نحو البوابة

ننليل : مهلاً يا سيدي . 
نيتي : " يصرخها " توقفي .
ننليل : أرجوك ، افتح البوابة . 
نيتي : هذه البوابة لا تفتح للأحياء . 
ننليل : افتحها ، رأيته يدخل .
نيتي : قلت لك ، ابتعدي .
ننليل : رأيته ، رأيت انليل، يدخل العالم الأسفل.
نيتي : أيتها المراة .. 
ننليل : لقد تبعته ، وسأتبعه حتى النهاية . 
نيتي : أنت تهذين .
ننليل : كلا ، إنه انليل ، سأفتديه . 
عشتار : يا للمسكينة .
نيتي : (لعشتار) لندعها ..  
عشتار : لا ، يا بنيتي .
نيتي : أنت تقلبين الأدوار . 
عشتار : لنصبر قليلاً .
ننليل : هذه عشتار .
عشتار : ننليل .
ننليل : " تلفت اليها " لم أرك .
عشتار : عفواً ، كنت متخفية عنك . 
ننليل : خمنت أنك تتبعينني .
عشتار : تبعتك ، وساتبعك حتى آخر الدنيا . 
ننليل : ها نحن ، يا سيدتي ، في آخر الدنيا . 
عشتار : وهذا يكفي .
ننليل : كلا ، إن طريقي يبدأ من هنا . 
عشتار : تعقلي ، يا ننليل .
ننليل : لقد بدأت مسيرتي ، ولن أقف عند حد 
عشتار : ما تفعلينه جنون .
ننليل : سأفتدي انليل .
عشتار : لا تنسي ، إنك تحملين نانا . 
ننليل : نانا .
عشتار : ابنك .
ننليل : نانا ابنه ايضا ، وحين يولد ، أريد أن يراه انليل . 
عشتار : هذا العناد ، لا يفيدك في شيء ، يا ننليل . 
ننليل : انليل حياتي ، ولا حياة لي من غيره 
عشتار : ننليل ، لقد راهنتك ، وها إني أتخلى عن رهاني ، بل وأعترف أنك .. 
ننليل : انليل عندي أكبر من أي رهان ، سالحق به ، وأفتديه ، مهما كان الثمن . 
نيتي : سيدتي . 
ننليل : كفى ، أرجوك ، افتح هذه البوابة . 
نيتي : اسمعيني ، أنت لا تعرفين عما تتحدثين .
ننليل : ما أعرفه ، وما يهمني أن أعرفه ، هو أن اصل انليل . 
نيتي : الطريق طويل ، ومراحله كثيرة . 
ننليل : سأسيره .
نيتي : وكل مرحلة تكلفك الكثير . 
ننليل : لا كثير على انليل . 
عشتار : صارحها بالحقيقة يا نيتي ، لعلها تتراجع .
ننليل : لن أتراجع ، سألحق بانليل ، وأفتديه 
نيتي : أمامك أربع مراحل .
ننليل : افتح البوابة . 
نيتي : الواحدة اكثر صعوبة من الأخرى .. 
ننليل : افتحها ، ودعني ادخل . 
نيتي : وهي .. البوابة .. ونهر الجحيم .. وعبار نهر الجحيم .. وأخيراً ملكة العالم الأسفل .. ايرشكيجال . 
ننليل : سأسيرها كلها ، ما دمت أصل بعدها .. انليل .
عشتار : اسألي نيتي أولاً ، كم تكلفك كل مرحلة .
ننليل : لا يهمني ، كم تكلفني . 
عشتار : اخبرها ،يا بنيتي ، اخبرها . 
نيتي : عشر سنوات .
عشتار : لكل مرحلة .
ننليل : أدفع .. 
عشتار : تدفعين !
ننليل : عمري كله . 
عشتار : ستكونين ، في نهاية الرحلة ، إمرأة عجوز .
ننليل : المهم انليل . 
عشتار : انليل سيبقى شابا ، شاباً فتيا ً .
ننليل : وهذا ما أريده .
عشتار : ومن يدري ، فقد يصادف فتاة شابة في عمره ، ويتزوجها . 
ننليل : " نلوذ بالصمت " ….
عشتار : ماذا تقولين ، يا ننليل ؟ 
ننليل : " تبقى صامتة " ….
عشتار : " متنهدة "  آه . 
نيتي : الصمت أبلغ رد . 
ننليل : نيتي .. 
نيتي : سيدتي .
ننليل : افتح البوابة . 
عشتار : ننليل .
ننليل : افتحها ، ودعني أدخل ، لا بد ان الحق بانليل ، وافتديه . 
نيتي : " ينظر الى عشتار " ….
عشتار : إنها مجنونة .
ننليل : كفى رجاءا " لنيتي "  هيا يا سيدي ، ادّ واجبك ، وافتح البوابة . 
نيتي : هذا شأنك " يفتح البوابة " لقد حذرتك  " يتنحى قليلا " تفضلي .

                      ننليل تدخل مسرعة ،
                      نيتي يغلق البوابــة

عشتار : نيتي .
نيتي : هذه عشتار اخرى .
عشتار : آه .
نيتي : عشتار من البشر . 
عشتار : وهنا المعجزة .
نيتي : لو لم أرَ بعيني ما جرى ، لما صدقته أبداً .
عشتار : لم افكر ، لحظة واحدة ، أن انساناً يمكن أن يفعل ما فعلته .. 
نيتي : " ينظر إليها صامتا " ….
عشتار : أنا عشتار .
نيتي : لكن ها أنت رأيت ، ننليل . 
عشتار : لننتظر ، لننتظر يا نيتي ، فهذه الحكاية .. لم تنته بعد . 
نيتي : " يجلس " ….
عشتار : " تقف في المقدمة " ما جرى معجزة ، وهذا يحرجني ، ما العمل ؟ " يصمت لحظة " لا خيار ، فلأنتظر  .. 

                        عشتار ، تختفي ، نيتـي
                        ينهض ، ويتلفت مذهولاً
   
                                       إظلام


المشهد الثاني 

                            امام بيت ننبـار،
                          تدخل ننبار حزينة

ننبار : الأيام تمر بطيئة ، ثقيلة رغم ذلك تمر ، ومعها تأخذنا بعيدا ، وتدفعنا إلى .. آه .. يا للآلهة" تتلفت حولها " إنني وحيدة في هذا العالم ، سأجن ، ما أصعب أن يحيا الإنسان وحيداً ، إنه سجين ، وحيد في سجنه ، مهما اتسعت رقعة هذا السجن " عشتار تظهر " .
ننبار : " تتكئ على الشجرة " ذهب أبو ننليل ، وذهبت ننليل ، ومعها ذهب نانا ، قبل أن يرى النور ، وبقيت وحيدة .. أنتظر. 
عشتار : " تظهر " لا خيار ، يا ننبار ، لا خيار ، انتظري ، فالإنتظار شمعة في ليلة الإنسان . 
ننبار : " لا ترى عشتار " فلأنتظر ، لعل ننليل تعود ، ومن يدري ، فقد تعود حاملة نانا ، ووجهه ينير كالقمر " تتنهد يا للحلم " 
عشتار : الحلم خلاصك يا ننبار ، احلمي ، فبدون الحلم تنطفئ الشمعة ، ويسود الليل . 
ننبار : ننليل مضت بعيداً ، ومعها مضى نانا ، مضت في طريق لا عودة منه ، آه لن أرى ننليل ثانية ، ولن أرى نانا ابدا . 
عشتار : مهلاً ، يا ننبار ، فالحلم يمكن أن يتحقق "ترفع رأسها " أيها القمر ، اظهر " القمر يظهر بدراً " ارفعي رأسك ، يا ننبار . 
ننبار : "ترفع رأسها مبهورة " القمر .! " تبكي " القمر .. القمر . 
عشتار : كفى بكاء ، يا ننبار ، كفى بكاء ، ها هو الحلم قد بدأ يتحقق "تختفي " 


                        تدخل ننليل عجوزاً ،
                            تحمل طفلهـا نانـا

ننليل : " تحدق في القمر " القمر . 
ننبار : " تنصت منتبهة " …. 
ننليل : آه ما اجمله . 
ننبار : " ترفع رأسها " ....
ننليل : " تتأمل الطفل " لكن طفلي أجمل . 
ننبار : أيتها المرأة .
ننليل : " تتمتم " أمي ! 
ننبار : " ترفع صوتها أكثر " .. أيتها المرأة. 
ننليل : " تلتفت وتقف جامدة " ….
ننبار : تعالي هنا . 
ننليل : " تبقى جامدة " ….
ننبار : تبدين متعبة ، تعالي ، تعالي ، 
  ارتاحي . 
ننليل : " تتقدم ببطء " ….
ننبار : " تحدق فيها " أنت مثلي مسنة ، بل أنت أسن ّ مني . 
ننليل : "تدمع عيناها " ….
ننبار : تعالي يا عزيزتي ، تعالي ، فالسفر في ليل كهذا ليس لامثالك . 
ننليل : " تكاد تبكي " ….
ننبار : لن أدعك تواصلين السفر ، ستبقين الليلة عندي . 
ننليل : سأبقى عندك العمر كله . 
ننبار : " حائرة " على الرحب والسعة . 
ننليل : ليس لي في هذا العالم ، غيرك . 
ننبار : أهلاً بك ، إنني وحيدة هنا ، وأحدانا ستؤنس الأخرى . 
ننليل : لم تعرفينني .
ننبار : عفواً " تتأملها " .. الحقيقة .. 
ننليل : انظري الي ، انظري إليّ جيدا . 
ننبار : " تحملق فيها طويلا " لا تؤاخذيني ، يبدو أن السنين قد أضعفت بصري . 
ننليل : بصرك لم يضعف"تغالب دموعها "إنما أنا .. أنا .. 
ننبار : لا تبكي .
ننليل : " تغالب بكاؤها " لست أبكي . 
ننبار : البكاء لا يجدي .
ننليل : " تمسح عينيها " انت محقة .
ننبار : " تنتبه الى الطفل " طفل . 
ننليل : نعم " تريها الطفل " انظري .
ننبار : " تتأمل الطفل " ما أجمله . 
ننليل : انه طفلي . 
ننبار : طفلك ! 
ننليل : نعم ، طفلي .
ننبار : آه ، يا للالهة . 
ننليل : " تبتسم من بين دموعها " ….
ننبار : لو ان ابنتي موجودة ، لكان لها طفل مثله ، " تحدق فيه مترددة " يشبه .. 
ننليل : القمر .
ننبار : هذا الطفل ..
ننليل : " تتطلع اليها مترقبة " ….
ننبار : ليس طفلك .
ننليل : آه .
ننبار : انت مثلي ، امرأة عجوز . 
ننليل : ورغم هذا ، فهو طفلي ..
ننبار : محال .
ننليل : طفلي .. نانا . 
ننبار : نانا  ! 
ننليل : نعم ، يا أمي ، نانا . 
ننبار : يا إلهي .. 
ننليل : أمي .
ننبار : ننليل ! 
ننليل : نعم يا أمي ، ننليل . 
ننبار : لا يمكن ..
ننليل : إنها الحقيقة ، يا أمي أنا ننليل . 
ننبار : أنت الآن أكبر مني .
ننليل : نعم ، يا أمي ، فقد إفتديت انليل . 
ننبار : بنيتي ، انليل مضى إلى العالم الأسفل. 
ننليل : لقد لحقت به ، وافتديته ، افتديته بسنين من عمري .
ننبار : افتديته بـ .؟ آه .
ننليل : افتديته بعمري كله . 
ننبار : حتى عشتار ..
عشتار : " تظهر " …
ننبار : عشتار نفسها لم تفعله . 
ننليل : أنا فعلته يا امي .
ننبار : انظري إلى نفسك . 
ننليل : لقد افتديت انليل ، وأعدته إلى الحياة . 
ننبار : أنت عجوز .
ننليل : المهم انليل .
ننبار : لو أتى انليل ، ورآك ..
ننليل : لن يراني .
ننبار : ننليل ..
ننليل : لا يجب أن يراني . 
ننبار : انه زوجك .
ننليل : لن أدعه يراني . 
عشتار : بل سيراك .. 
ننليل : " تجمد في مكانها " ….
عشتار : سيراك يا ننليل . 
ننليل : " تتمتم " عشتار ! 
عشتار : نعم عشتار .
ننليل : " تلتفت " الموت أفضل ، يا عشتار . 
ننبار : " تنظر إلى ننليل مذهولة " ….
عشتار : هذه مشيئتي .
ننليل : كلا ..
ننبار : " تتمتم " يا ويلي ، جنت . 
ننليل : " تتراجع " كلا .. كلا .
ننبار : " تقترب من ننليل " بنيتي .. 
ننليل : أمي .
ننبار : هاتي الطفل . 
ننليل : " تحضن الطفل " لا . 
ننبار : هاتيه يا ننليل ، هاتي نانا . 
ننليل : " تتراجع " لا .. لا . 
ننبار : " تتوقف " ….
ننليل : " تنظر إلى الطفل " إنه نائم ، انظري ، إنه نائم ، مرتاح فوق صدري .
عشتار : ما أجمله .
ننليل : إنه كالقمر " تبتسم " ليته يراه . 
عشتار : سيراه ، وبأسرع مما تتصورين " تشير إلى الخارج " أنظري ، ها هو قادم . 
ننليل : انليل ‍! 
ننبار : انليل ؟ " تنظر إلى الخارج " حقا ، إنه هو .
ننليل : " تسرع نحو البيت " يا ويلي .
ننبار : ننليل .. 
ننليل : لا أريد أن يراني .
ننبار : انتظري ، إنه زوجك .
ننليل :كلا ، لن أدعه يراني " تدخل البيت " لن أدعه يراني .

                        ننليل تغلق البـاب،
                        يدخل انليل مسرعاً

انليل : ننليل .. ننليل . 
ننبار : انليل .
انليل : " يلتفت اليها " ننبار . 
ننبار : مولاي .
انليل : "يسرع نحوها " انا حي ، يا ننبار ، حي ، حي .
ننبار : الحمد للالهة ، يا مولاي . 
انليل : بل الحمد لننليل " يلتقت ويصيح " ننليل .
ننبار : " بحزن " ننليل . 
انليل : لا بد أنها سبقتني الى هنا ، ليتها انتظرتني لنعود معاً .
ننبار : " تهز رأسها " ….
انليل : مهما يكن " يقترب من ننبار " فها أنا قد عدت ، وسنعود كما كنا . 
ننبار : هذا محال يا انليل ، محال .
انليل : ننليل زوجتي .
ننبار : ننليل لم تعد ننليل .
انليل : لا تقولي هذا ، أنت أمها . 
ننبار : نعم أنا أمها ، لكنها الآن أكبر مني. 
انليل : ننليل زوجتي ، وستبقى زوجتي.
ننبار : كم أخشى ، يا مولاي أن تغير رأيك حين تراها .
انليل : فلأرها ، وسترين ، " يصيح " ننليل .
عشتار : مهلاً يا انليل ، ستراها .
انليل : " يتلفت دون أن يراها " ننليل .. ننليل. 
عشتار : ننليل ، تستحق أن تراها . 
انليل : أين ننليل " ينظر إلى ننبار" أهي في الداخل ؟ 
ننبار : " تنظر إليه دامعة العينين " ….
انليل : نعم ، إنها هناك " يهم بالتوجه نحو البيت " فلأذهب إليها . 
ننبار : مولاي .
انليل : لحظة يا ننبار . 
ننبار : ليتك لا .. " ترتفع ضجة من الخارج " أصغ .. 
انليل : ننليل هناك " يتجه نحو البيت " لا بد أن أراها أولاً .
عشتار : مهلاً يا انليل ، فقبلها سترى ..
نسكو : " يدخل مسرعا " مولاي .
ننبار : "يتوقف " نسكو . 
نسكو : الملك يا مولاي .
انليل : قلت لك أن لا تخبره ، حتى أرى انليل 
نسكو : عفواً لم أحتمل ، الملك كانت حالته سيئة .
ننبار : " تتراجع متمتمة " يا إلهي ، الملك . 

                        عشتـار تمضي إلى
                        البيت ، يدخل الملك
الملك : انليل .
انليل : ابي .
الملك : جاءنا نسكو ، وبشرنا بخلاصك . 
انليل : ها أنا يا أبي .
الملك : بني .. 
انليل : " يبقى جامدا " ….
الملك : ابشرك يا بني . 
انليل : " ينظر إليه صامتا " ….
الملك : مجلس الشيوخ قد صفح عنك ، فقد نفذت الحكم بدون تردد . 
انليل : " يبقى صامتا " ….
الملك : بني ، ظننت أنك ستفرح . 
انليل : لن أفرح ، يا أبتي من غير ننليل . 
الملك : ستفرح يا بني ، ستفرح .
انليل : أبتي ! 
الملك : أنت وننليل ، منذ الآن شيء واحد عندي.
انليل : " يحضن الملك " أشكرك يا أبي ، أشكرك .
الملك : ننليل افتدتك ، واعادتك لي ، ولنفر. 


                    الباب يفتح ، تظهر
                    ننليل ، حاملة نانا

نسكو : "ينظر إليها مبهوراً " مولاي . 
انليل : " يلتفت إليه " نعم يا نسكو .
نسكو : ننليل ، يا مولاي . 
انليل : ننليل .
ننبار : " تنظر إلى ننليل مبهورة " يا للالهة . 
انليل : " يلتفت وبقف جامدا " ….
الملك : ما أروعها .
نسكو : تحمل طفلاً بين يديها . 
انليل : نانا ! 
ننبار : هذا طفلك ، طفلك يا مولاي . 
انليل : " يتمتم متأملا ننليل " يا للآلهة .
ننليل : " تقترب منه حاملة نانا " انليل . 
انليل : ننليل .
ننبار : ها هي بنيتي ننليل ، زهرة فواحة. 
ننليل : الفضل للالهة ..
عشتار : " تظهر فلا يراها غير ننليل " لا ، يا ننليل ، الفضل كله لك . 
ننليل : "تتمتم مبتسمة " الشكر لـ .. عشتار. 
عشتار : " تبتسم فرحة " ….
انليل : ننليل . 
ننليل : انليل " تريه الطفل " انظر ، هذا ابنك .. نانا .
انليل : " يتأمل الطفل " ابني ! " يرفع راسه الى ننليل " ابني وابنك . 
الملك : كلا .
ننليل : مولاي .
انليل : ابي .
الملك : بل ولي العهد . 
انليل : آه .
ننليل : مليكي . 
الملك : لقد شخت ، واريد لنفر " يحضن انليل وننليل " ملكاً وملكة .. شابين . 
ننبار : " تتمتم فرحة " ننليل . 
نسكو : " يبتسم لها  " وانليل .
ننبار : " تبتسم فرحة " ….
الملك : والآن فلنذهب ، يا أبنائي إن شيوخ نفر ، وجماهيرها ينتظروننا . 
انليل : هيا .. " يتجهون الى الخارج " .. فلنذهب .
ننبار : " تقف حائرة " ….
ننليل : " تتلفت " أمي !
انليل : " يتلفت " أمك ! " يراها " ها هي . 
ننبار : ننليل .
ننليل : أمي .. 
ننبار : اذهبي يابنيتي ، اذهبي مع زوجك وطفلك .. نانا . 
ننليل : لا يا أمي .
ننبار : بنيتي ، هذا مكاني . 
الملك : لا .. لا .. " يتقدم منها " مكانك الطبيعي إلى جانب نانا . 
ننبار : مولاي .
الملك : لن يربي ولي عهد نفر نانا ، إلا من ربى ننليل . 
ننبار : " تبتسم فرحة " أمر مولاي .. 
الملك : هيا " يمسك يدها " فلنذهب .

                    الجميع يخرجون ، عشتار
                          تتقــدم الى الجمهـور

عشتار : هزمتني ننليل ، هزمتني إنسانة ، لكن صدقوني ، لست حزينة ، نعم ، لست حزينة ، هذه أول مرة في حياتي ، لا أحزن لهزيمتي . 

                        عشتار تصمت ، وتنحني
                          قليــلا ، إظلام تدريجي

                                                               
                                 ستـــار

0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption